أنت غير مسجل في منتديات الحب . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا
منتديات الحب
توبيكات الحب مكتبة الصور عالم حواء مكتبة الملفات البطاقات واللألعاب مكتبة الجوال دردشة الحب

العودة   منتديات الحب > الـــخــيــمــة الــرمـــضـانــيــه > رمضـــان كــريــــم

رمضـــان كــريــــم لكافه المواضيع العامه بشهر رمضان الكريم

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
#1  
قديم 08-23-2009, 01:40 AM
~أُُنثـَىَ غًزلْتْ مٍنْ خْ ـــيوط الحب~
مشرفة المنتديات الأدبية
هدولة الحب غير متواجد حالياً
     
 مزاجي
 

 

 

 

 

 اوسمتي
وسام الكلمات المتقاطعة وسام دوري البلياردو 
لوني المفضل Hotpink
 رقم العضوية : 9440
 تاريخ التسجيل : Feb 2006
 فترة الأقامة : 6646 يوم
 أخر زيارة : 02-12-2014 (12:25 PM)
 مشاركات : 8,676 [ + ]
 التقييم : 7621
 معدل التقييم : هدولة الحب has a reputation beyond reputeهدولة الحب has a reputation beyond reputeهدولة الحب has a reputation beyond reputeهدولة الحب has a reputation beyond reputeهدولة الحب has a reputation beyond reputeهدولة الحب has a reputation beyond reputeهدولة الحب has a reputation beyond reputeهدولة الحب has a reputation beyond reputeهدولة الحب has a reputation beyond reputeهدولة الحب has a reputation beyond reputeهدولة الحب has a reputation beyond repute
Syria Female
بيانات اضافيه [ + ]
الدولة: الإمارات العربية المتحدة
B16 ~ْْ ْ ~ قصص تائبين ~ْْ ْ ~ الى الله ~ْْ ْ ~]









قال الراوي يا سادة يا كرام ..
قصة واقعية وليست من بنات الأحلام ...
حدثت قريبا جدا وليست في سالف العصر والأوان ...."

" في احدى مستشفيات الرياض الخاصة
وفي مختبر التحاليل والدم كان موعدي لعمل بعض التحاليل ...
جاءت الممرضة وبدأت
في تعبئة البيانات اللازمة ثم اتبعتها المفاجأة ....

انها ... فتون ... مسؤولة أو موظفة في بنك الدم ...
لم تكن غريبة على أحد فكل مرتادي المستشفى يعرفونها ...


فهي أشهر من علم كيف لا فهي تلك الفتاة التي لم تراعي دين ولا ذمة ولا حياء في هيئة او لباس او رائحة .. كانت لا يهدأ لها بالا اذا مكثت في كرسيها او مكتبها لأكثر من ربع ساعة ولذلك فقد كانت تقوم بطلعات جوية أرضية بشكل دوري تجوب فيها جنبات المستشفى ويستشرفها الشيطان ويستخدمها كسلاح فتاك ومصيدة تقضي بها على أصحاب القلوب الضعيفة من الرجال فتعود وقد احدثت فيهم من الخسائر ما الله به عليم الا من كان منهم بقلب سليم ... وغض البصر وحفظ الدين ... واتقى الله رب العالمين ...
يقول الراوي ... " اقتربت فتون مني ... ومدت احدى يديها والتي كانت قد شمرتهما الى منتصف الساعد في حركة اغرائية ماجنة ... تناولت ملفي ... نظرت الي وتبسمت في وجهي ... يا الهي ماذا تريد مني وانا بلحيتي وسواكي ...


حاولت غض بصري ... ولكن كانت قريبة مني ... واقرب من أن يتلافاها بصري .... تكلمت وقالت ... "أهلين اخ فلان والف سلامة عليك" ... ياا لهي ... تابعت " اخ فلان حبيت اخبرك ان احنا محتاجين دم لبنك الدم والمتبرعين عنا قليل فاذا كنت بتحب انك تساهم معنا ونسجل اسمك هون وبعد هيك لو احتجنا الك بنتصل عليك "
انتهى الحوار واخذوا الدم للتحليل وخرجت من المستشفى وانا الوم نفسي لوما شديدا ... لماذا نظرت اليها .. لماذا تابعت حركتها ... لماذا اعطيتها مجالا للحديث ... لماذا ولماذا ...ادركت انها الفتنة وخطوة من خطوات الشيطان قد أفلح عليه لعنة الله في ان يستزلني اليها ولكن ما العمل وماذا سأفعل مستقبلا ؟؟؟؟ لدي ثلاث زيارات متتالية لبنك الدم والتحاليل فهل يعني ذلك التمادي في الفتنة


وخطوات الشيطان ... هل يعني ذلك بانني على مشارف الهاوية ... تذكرت قوله تعالى " إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ" الأعراف اية 7
اذا الحمد لله ... اللهم الهمني العمل بالصواب وارزقني نور البصيرة يارب
وجدتها .. الترقيم ... الترقيم ... لمة ابليس ( ابليس حتى آخر اللحظات وهو يحاول فعل شئ ... نعم هذه الفكرة مؤكد انها من ابليس اللعين وهي ... أن اعطيها رقمي في ورقة فاذا كلمتني نصحتها ووضحت لها خطأها ... ابليس ما اروع افكارك عليك لعنة الله والملائكة والناس اجمعين .. يريدني ان انصحها لمدة خمس دقائق ثم اذهب انا وهي الى الهاوية والجحيم بقية العمر)


ولكن سرعان ما اعقبها نفحة من الرحمن اعادت اليّ رشدي والهمتني صوابي .. فهناك ما هو افضل .. الكتابة .. سأكتب لها كل ما في وسعي ... ولدي متسع من الوقت فاذا كانت الزيارة القادمة او الأخيرة القيت اليها الورقة وفررت متعجلا .. ثم يعود ابليس مثبطا ..ولكن ربما تكلمت عليك او اتهمتك او ادعت عليك بالباطل ... انج بنفسك ودعها وشأنها فالدعاة والمصلحون غيرك كثير ... اتركها او بلغ عنها او اشتكي للعلماء والمشائخ .. المهم انت لأ فالعواقب لا يعلم بها الا الله تذكرت قوله تعالى ايضا " وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِين " هود 114


نعم لقد سمحت لنفسي بمتعة النظر الى هذه الفتنة وعلي وحدي ان اكفر عنها وأن ازيل هذه المعصية من نفس جنس العمل ... اذا انا فقط من يجب عليه نصح فتون ولا احد غيري وسابدأ في تجهيز ورقتي بمجرد الوصول الى البيت
وتذكرت موقف فتون ذلك اليوم عندما كانت تتأفف متضجرة من موقف ما مع احد المرضى الذي ربما بهر هو الآخر بها فلم يعد يعمل لديه نظام الدفع العقلي او الحسي وتبلد امامها فصاحت متضجرة او شئ من هذا القبيل
تذكرت ذلك الموقف عندما امسكت القلم فكان خير مدخل للكلام معها بعد ان كنت في غاية الحيرة من المدخل والبداية حيث من المؤكد ان فتاة في قمة غفلتها لو افتتحت رسالتي بان اتقي الله يا امة الله لما اكملت حرفا واحدا فكانت هذه البداية
وإلي حضراتكم بعض المقتطفات مما جاء في تلك الورقة على لسان الراوي "


أختي الفاضلة .... شاهدت موقفك مع ذلك المريض والذي كان بحق موقفا يثير الأعصاب ولا شك يا اختي من ان الحياة مليئة بالكدر والعناء والهموم وصدقيني ان لا احد مرتاح فيها فيوم عناء مع العملاء والمراجعين وآخر عناء مع الرؤساء والمرؤوسين وآخر مشكلات خاصة وعائلية وكل يوم جديد بهمومه وغمومه ومشاكله ومصاعبه
ولكن الحمد لله يا أختي ان جعلنا من المسلمين لأننا بهذا الدين العظيم نحتسب دائما بأننا على اجر وخير كثير وبتحملنا وصبرنا على هموم الحياة فان لنا من الأجر ورفع الدرجات وتكفير الذنوب ما لا يخطر على بال ثم اذا ما متنا ولاقينا الله كانت كل تلك الهموم سبب في تكفير الذنوب ثم الدخول إلى الجنة برحمة رب العالمين


ولكن ... كيف بالله عليك يا أختي لو ان الإنسان بعد كل هذه الهموم وهذا العناء والابتلاء في الدنيا يخرج وليس له حظ في الآخرة أيضا ويكون جزاؤه النار فلا هو أدرك دنيا بتمام متعتها ولا هو فاز بجنة فيها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر
هل تعلمين أختي الكريمة ان رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم حذر نساء المسلمين من أمر خطير جدا لو فعلوه لكان سببا في حرمانهن من الجنة بل وحتى من ريحها
وذكر لها ‏قول الرسول الكريم ‏صلى الله عليه وسلم ‏ "‏صنفان من أهل النار لم أرهما ....... ونساء ‏ ‏كاسيات عاريات ‏ ‏مميلات ‏ ‏مائلات ‏ ‏رءوسهن كأسنمة ‏ ‏البخت ‏ ‏المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذ...


نعم هل تصدقي يا أختي عظم هذا الحديث وخطورة ما فيه .. هن ليسوا نساء عاريات بل هن يلبسن اللباس ولكنه لباس زينة وإغراء يفتن به الرجال ويضعن الغطاء بنفس الصورة التي تضعينه بها
وهل تعلمين أختي ان هناك حديث آخر عن المرأة التي تخرج متعطرة فإذا وجد القوم ريحها فانها تكون في حكم الزانية حيث يقول صلى الله عليه وسلم " ‏ ‏إذا استعطرت المرأة فمرت على القوم ليجدوا ريحها فهي كذا وكذا قال قولا شديدا" كناية عن كونها زانية
هل رأيت على أي أمر خطير فعلك أختي الكريمة ؟؟؟ أبعد كل هذا العناء والجهد والتعب والصلاة والصيام والتعبد لله بحكم اننا مسلمون نفقد الجنة ونخسرها بسبب أعمال يستمتع بها الرجال وأنت آخر المستفيدات منها ... انتبهي أختي فالأمر اذكى واعمق واخطر من ان يمر بهذه السهولة ...... الخ" وفي نهايتها طلبت منها ان تبلغ ما في الرسالة لكل فتاة من زميلاتها في المستشفى تقوم بنفس فعلها وتلبس وتسفر عن حجابها بطريقتها"


انتهت الرسالة وجهزت الورقة ... وجاء اليوم الموعود ... آخر ايام التحاليل ... وحانت ساعة الصفر ... موقفي صعب ... ماذا لو رأني الناس اعطي فتون ورقة .. ماذا سيكون ظنهم بي ... وكيف لي مثلا ان اطلب الانفراد والبعد عن الناس فماذا عساها ستظن او تفعل ... الهي ... اللحظات الحاسمة والقاتلة ... دخلت المختبر انتظرتها تأتي في الداخل فتكون افضل فرصة ولكن ايضا لو اتهمتني او ادعت على بشئ لصدقها الجميع بحكم الخلوة والعزلة ... لم تأتي للمختبر لإنشغالها .. خرجت في الخارج عند الاستقبال وأنهيت أوراقي وأخذت اتلكأ وقلبي يكاد يسقط من هذه اللحظات المتذبذة في كل شئ ... قوة عنيفة تدفعني للخروج وانهاء الحرج ونسيان كل شئ .. ولكن ارادة ما كانت تريد شيئا ما لفتون


.. انتظرت قليلا .. فاذا بفتون مقبلة ... "اهلين اخ فلان ... كيف حالك" ... الحمد لله ... بداية قوية ومشجعة .. "انا انتهيت يا أختي وماشي الآن ومددت يدي إلى جيبي وأخرجت الورقة وعيناها تراقب ولم تتوقع ما سيحدث .. مددت يدي اليها بالورقة ولم انتبه ان المكان كان مزدحم للغاية والكل يتابع فصول المسرحية الجريئة ... ولا ادري لماذا كانت ورقة صفراء لافتة للنظر ؟؟ ربما لأنها هي ما املكه يومها في البيت ... خفت ان لا تمد يداها واكون قد وضعت نفسي في مأزق وموقف لا احسد عليه خصوصا وانني قد غامرت بسمعتي وسمعة اهل اللحى والالتزام في منح هذه الفرصة والكلام واعطاء الورقة


ولكن ... مدت فتون يدها أخذت الورقة بلهفة وابتسامة عريضة وكأنها عقد نكاحها او شيكا نقديا لها .. كانت مفاجأة لها ولكن مؤكد انها لم تكن تتوقع ما بداخلها .. فرحت كثيرا وسلمت واستئذنت سريعا واستدرت وأطلقت قدماي للريح نظرت
خلسة الى الناس المراقبين .. فالحمد لله وجدت علامات الرضى والسعادة على محياهم .. نعم انها بلاد الثقة والأمان والإطمئنان بأهل اللحى ... الكل توقع بل وتأكد من انها ورقة نصيحة لفتون بل سمعت بعضهم وهو يدعو قائلا جزاك الله خيرا .. اذا هي نعمة المولى بتسهيل المهمة واقناع البشر وازالة سوء الظن عنهم فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات


... لم تمر أيام او أسابيع الا ومسرح الأحداث يشهد عودتي لنفس المختبر وأيضا لإجراء تحاليل ... لم أرى ولم أكن أتمنى ان أرى فتون .. استلقيت على سرير المختبر .. والحمد لله جاءني هذه المرة ممرض رجل رفع عن ساعدي وبدأ يسجل معلوماتي وسألني عن اسمي فذكرت له وكان بيننا وبين سرير آخر ستار خفيف يسمع منه كل شئ ... استمعت فتون لإسمي المميز أرادت على الفور ان تريني الثمرة قشعت الستار وسبحان مصرف القلوب والأبصار
نور لم اعهده عليها وحجاب شبه كامل - على مذهبها - ولباس ساتر محتشم بعد ان كان فاضحا عاريا ... وغطاء راس اسدل حتى الحاجبين بعد ان كان بالكاد يصل الى منتصف الرأس في احسن الظروف ... وقرار وتعفف في مكتبها ... توقفت كل عملياتها العسكرية وغاراتها الجوية .. لا عطور ولا روائح ولا مكياج ..هدوء وقناعة ورضى بعد القلق والانطلاق والحركة في كل اتجاه ..أدب وحياء بعد الجرأة والتعدي


قالت "اخ فلان السلام عليكم .. حبيت اقولك جزاك الله كل خير" كانت تريد ان تقول المزيد ولكن عادت الى ستارها وعملها الذي باتت تنتقي فيه التعامل مع النساء فقط وتبتعد عن التعرض للرجال او الحديث معهم
تغيرت هيئة فتون خلال أسبوع او اثنين بدرجة كبيرة وينتظر منها المزيد فحياة صديقي انتهت في تلك البلدة بعد اشهر يقول بعدها انه لم يعد يراها ابدا فربما غادرت او تركت او تحجبت حجابا كاملا العلم عند الله ولكن كلمات بسيطة وورقة صفراء ينقذ بها الله تعالى نفسا من الموت على الضلال والنار
كم مثل فتون يمر علينا في المستشفيات والأسواق والأماكن العامة.. كم منهن اردنا لهن الخير وبصدق وفكرنا في كيفية ايصاله اليهن
كم يحتاج المجتمع الينا ونحن لا نملك الا النقد والانتقاص والاستخفاف واستبعاد رحمة الله عن الغافلين والهجوم والتعدي على ذوي الأخطاء والعصيان وهل منا من ليس ذوو خطأ ؟؟؟؟؟؟؟


ولكن كيف لو كل منا هدى به الله مثل فتون
بقي ان تعرفوا ايها الأحبة ان بطلة قصتي ليست فتون وجنسيتها ليست سعودية مثل قصة ابي معاذ
ولكن أردت ان أوصل لكم ان فتون صفة ليس لها جنسية او ارض أوطن او عنوان ... وإنما فتون فتنة من عمل الشيطان ... هي في كل مكان ... وزمان ...
ولكن تبقى عظمة هذا الدين القادر على التخاطب مع كل لغة وإنسان مهما كان ... ومهما اختلفت البئيات والعادات والتقاليد والمجمتعات والأوطان
لا تبخلوا على أنفسكم أيها الدعاة وأيتها الداعيات بالأجر والخير العظيم ... كم من فتون تحتاج إليكم واليكن .. الم يأن للدعاة ان ينفضوا غبار الكسل والكلام ... من على المنابر والخروج إلى الزحام .. حيث الركام ... والرّان ... والغفلة والنسيان ... والنفس الأمارة والشيطان
..الم يأن الأوان الله وحده سبحانه
الهادي الى سواء السبيل











 توقيع :


آخر تعديل هدولة الحب يوم 08-23-2009 في 01:56 AM.
قديم 08-24-2009, 12:34 AM   #2
مشرفة المنتديات الأدبية
~أُُنثـَىَ غًزلْتْ مٍنْ خْ ـــيوط الحب~


الصورة الرمزية هدولة الحب
هدولة الحب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 9440
 تاريخ التسجيل :  Feb 2006
 أخر زيارة : 02-12-2014 (12:25 PM)
 مشاركات : 8,676 [ + ]
 التقييم :  7621
 الدولهـ
Syria
 الجنس ~
Female
 نقاطي :
نقاطي : 10
 مزاجي
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
ما دمت لي قلبي ترى الراس مرفوع
ما همني طيب العرب من رداها..
و ما دام اسمك داخل القلب مطبوع
روحي ترى لدموع عينك فداها..
لوني المفضل : Hotpink
الدولة: الإمارات العربية المتحدة






يروي صاحبنا قصته فيقول :

كنت أتمايل طربا، وأترنح يمنة ويسرة، وأصرخ بكل صوتي
وأنا أتناول مع "الشلة" الكأس تلو الكأس ..
وأستمع إلى صوت "مايكل جاكسون "
في ذلك المكان الموبوء ، المليء بالشياطين الذ يسمونه "الديسكو" ..
كان ذلك في بلد عربي ، أهرب إليه كلما شجعني صديق أو رفيق ،

فاصرف فيه مالي وصحتي ، وأبتعد عن أولادي وأهلي ..
وأرتكب أعـمالا عندما أتذكرها ترتعد فرائصي ،
ويتملكني شعور بالحزن والأسى ،
لكن تأثير الشيطان علي أكبر من شعوري بالندم والتعب ..
استمريت على هذه الحال ،
وانطلق بي هوى النفس إلى أبعد من ذلك البلد العربي ،
وأصبحت من عشاق أكثر من عاصمة أوروبية ،
وهناك أجد الفجور بشكل مكشوف وسهل ومرن !!

وفي يوم من أيام أواخـر شهر شعبان أشار علي أحد الأصدقاء
بأن نسافر إلى "بانكـوك" ، وقـد عرض علي تذكـرة مجانية،
وإقامة مجانية أيضا، ففرحت بذلك العرض ، وحزمت حقائبي
وغادرنا إلى بانكوك حيث عشت فيها انحلالا لم أعشه طوال حياتي ..
وفي ليلة حمراء، اجتمعت أنا وصديقي في أحد أماكن الفجور،
وفقدنا في تلك الليلة عقولنا، حتى خرجنا ونحن نترنح ،
وفي طريقنا إلى الفندق الذي نسكن فيه ،
أصيب صديقي بحالة إعياء شديدة،
ولم أكن في حالة عقلية تسمح لي بمساعدته ،

لكني كنت أغالب نفسي فأوقفت سيارة أجرة حملتنا إلى الفندق ..
وفي الفندق . . استدعي الطبيب على عجل ،
وأثناءها كان صديقي يتقيا دما، فأفقت من حالتي الرثة ،
وجاء الطبيب ونقل صديقي إلى المستشفى ،
وبعد ثلاثة أيام من العلاج المركز،
عدنا إلى أهلينا وحالة صديقي الصحية تزداد سوءاً ..
وبعد يوم من وصولنا ، نقل إلى المستشفى ،
ولم يبق على دخول رمضان غير أربعة أيام !!



وفي ذات مساء، ذهبت لزيارة صديقي في المستشفى ،
وقبل أن أصل إلى غرفته لاحظت حركة غريبة،
والقسم الذي يوجد فيه صديقي "مقلوب" على رأسه ،
وقفت على الباب ، فإذا بصراخ وعويل ..
لقـد مات صاحبي لتوه بعد نزيف داخلي عنيف ،
فبكيت ، وخرجت من المستشفى
وأنا أتخيل أنني أنا ذلك الإنسان
الذي ضاعت حياته ،

وانتهت في غم وشهقت بالبكاء وأنا أتوب إلى الله ..
وأنا أستقبل رمضان بالعبادة والاعتكاف والقيام وقراءة القرآن ،
وقد خرجت من حياة الفسق والمجون
إلى حياة شعرت فيها بالأمن والأمان والاطمئنان والاستقرار،
وقد كنت بعيدا عن ذلك أستمريء المجون والفجور،
حتى قضى صاحبي نحبه أمامي ..
فأسأل الله أن يتوب علي !







 


قديم 08-25-2009, 01:06 AM   #3
مشرفة المنتديات الأدبية
~أُُنثـَىَ غًزلْتْ مٍنْ خْ ـــيوط الحب~


الصورة الرمزية هدولة الحب
هدولة الحب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 9440
 تاريخ التسجيل :  Feb 2006
 أخر زيارة : 02-12-2014 (12:25 PM)
 مشاركات : 8,676 [ + ]
 التقييم :  7621
 الدولهـ
Syria
 الجنس ~
Female
 نقاطي :
نقاطي : 10
 مزاجي
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
ما دمت لي قلبي ترى الراس مرفوع
ما همني طيب العرب من رداها..
و ما دام اسمك داخل القلب مطبوع
روحي ترى لدموع عينك فداها..
لوني المفضل : Hotpink
الدولة: الإمارات العربية المتحدة





بداية القصة
كاد يجنُّ من الفرح ، و يطير من فرط السعادة ؛ ولم تسعه ثيابه كما يقال ؛
عندما سمع نبأ قبوله في البعثة الخارجية إلى فرنسا .
كان يشعر أنه سيمتلك الدنيا ويصبح حديث مجالس قومه ؛
وكلما اقترب موعد السفر،
كلما شعر أنه أقبل على أبواب العصر الحديث
التي ستفتح له آفاقاً يفوق بها أقرانه وأصحابه ..


شيءٌ واحدٌ كان يؤرقه .. ويقضُ مضجعه ..
كيف أترك مكة ! سنين طوالاً وقد شغف بها فؤادي
وترعرعت بين أوديتها ، وشربت من مائها الحبيب من زمزم العذب ،
ما أنشز عظامي وكساها لحماً ! ؛ وأمي ..
أمي الغالية من سيرعاها في غيابي .. إخوتي يحبونها ..

لكن ليس كحبي لها ..
من سيوصلها من الحرم لتصلي فيه كل يوم كعادتها ؟! ..
أسئلة كثيرة .. لا جواب عليها . أزف الرحيل ..
وحزم الحقائبَ ؛ وحمل بيده التذاكرَ ..
وودع أمَّـه وقبلَّ رأسها ويديها ..
وودع إخوته وأخواته .. واشتبكت الدموعُ في الخدود ..
وودع مكة المكرمة والمسجد الحرام ..
وسافر والأسى يقطّع قلبه …


قدم إلى فرنسا بلادٍ لا عهد له بها ..
صُعق عندما رأى النساء العاريات يملأن الشوارع بلا حياء ..
وشعر بتفاهة المرأة لديهم ..
وحقارتها وعاوده حنينٌ شديد إلى أرض الطهر والإيمان ..
والستر والعفاف ..
انتظم في دراسته .. وكانت الطامة الأخرى !!
يقعد معه على مقاعد الدراسة ..
بناتٌ مراهقاتٌ قد سترن نصف أجسادهن ..
وأبحن النصف الآخر للناظرين ! ؛

كان يدخل قاعة الدرس ورأسه بين قدميه حياءً وخجلاً !!
ولكنهم قديماً قالوا : كثرةُ الإمساس تُفقد الإحساس ..
مرَّ زمنٌ عليه .. فإذا به يجد نفسه تألف تلك المناظر القذرة ..
بل ويطلق لعينيه العنان ينظر إليهن .. فالتهب فؤاده ..
وأصبح شغله الشاغل هو كيف سيحصل على ما يطفي نار شهوته ..
وما أسرع ما كان ! .
أتقن اللغة الفرنسية في أشهر يسيرة !!
وكان مما شجعه على إتقانها رغبته في التحدث إليهن ..
مرت الأشهر ثقيلةً عليه .. وشيئاً فشيئاً ..
وإذا به يقع في أسر إحداهن من ذوات الأعين الزرقاء !
والعرب قالوا قديماً : زرقة العين قد تدل على الخبث.. ..

ملكت عليه مشاعره في بلد الغربة ..
فانساق وراءها وعشقها عشقاً جعله لا يعقل شيئاً ..
ولا يشغله شيءٌ سواها ..
فاستفاق ليلة على آخر قطرة نزلت من إيمانه
على أعقاب تلك الفتاة .. فكاد يذهب عقله ..
وتملكه البكاء حتى كاد يحرق جوفه ..
ترأى له في أفق غرفته .. مكةُ .. والكعبةُ .. وأمُّه .. وبلاده الطيبة !
احتقر نفسه وازدراها حتى همَّ بالانتحار !

لكن الشيطانة لم تدعه ..
رغم اعترافه لها بأنه مسلمٌ وأن هذا أمرٌ حرمه الإسلام ؛
وهو نادمٌ على مافعل ..
إلاَّ أنها أوغلت في استدارجه إلى سهرة منتنةٍ أخرى ..
فأخذته إلى منزلها ..
وهناك رأى من هي أجمل منها من أخواتها
أمام مرأى ومسمع من أبيها وأمها !
لكنهم أناسٌ ليس في قاموسهم كلمة ( العِرض )
ولا يوجد تعريف لها عندهم .. لم يعد همُّه همَّ واحدٍ ..
بل تشعبت به الطرق .. وتاهت به المسالك ..
فتردى في مهاوي الردى ..

وانزلقت قدمه إلى أوعر المهالك !
ما استغاث بالله فما صرف الله عنه كيدهن ؛
فصبا إليهن وكان من الجاهلين ؛ تشبثن به يوماً ..
ورجونه أن يرى معهن عبادتهن في الكنيسة في يوم (الأحد) ..
وليرى اعترافات المذنبين أمام القسيسين والرهبان !!
وليسمع الغفران الذي يوزعه رهبانهم بالمجان !
فذهب معهن كالمسحور ..
وقف على باب الكنيسة متردداً فجاءته إشارة ٌمن إحداهن ..
أن افعل مثلما نفعل !!

فنظر فإذا هن يُشرن إلى صدورهن بأيديهن في هيئة صليبٍ !..
فرفع يده وفعل التصليب ! ثم دخل !!
.رأى في الكنيسة ما يعلم الجاهل أنه باطل ..
ولكن سبحان مقلب القلوب ! أغرته سخافاتُ الرهبان ،
ومنحُهم لصكوك الغفران ..
ولأنه فَقَدَ لذة الإيمان كما قال صلى الله عليه وسلم "
إذا زنى العبد خرج منه الإيمان فكان على رأسه كالظُّلّة ؛
فإذا أقلع رجع إليه*" .. فقدْ أطلق أيضاً لخياله العنان ..
وصدق ما يعتاده من توهمِ ؛ فكانت القاضية ..

جاءته إحداهن تمشي على استعلاء !
تحمل بيدها علبة فاخرة من الكرستال ؛
مطرزة بالذهب أو هكذا يبدو له .. فابتسمت له ابتسامة الليث الهزبر ؛
الذي حذر من ابتسامته المتنبي فيما مضى ..
إذا رأيت نيوب الليث بارزةً
فلا تظنن أن الليث يبتسم
فلم يفهم ! .. وأتبعتها بقُبلةٍ فاجرةٍ ..
ثم قدّمت له تلك الهدية الفاخرة التي لم تكون سوى صليبٍ
من الذهب الخالص !! وقبل أن يتفوه بكلمة واحدة ؛
أحاطت به بيدها فربطت الصليب في عنقه وأسدلته على صدره
وأسدلت الستار على آخر فصل من فصول التغيير
الذي بدأ بشهوةٍ قذرة ؛ وانتهى بِردّةٍ وكفرٍ ؛
نسأل الله السلامة والعافية !.

عاش سنين كئيبة .. حتى كلامه مع أهله في الهاتف فَقَدَ ..
أدبَه وروحانيته واحترامه الذي كانوا يعهدونه منه ..
اقتربت الدراسة من نهايتها .. وحان موعد الرجوع ..
الرجوع إلى مكة .. ويا لهول المصيبة ..
أيخرج منها مسلماً ويعود إليها نصرانياً ؟!
وقد كان .. نزل في مطار جدة .. بلبس لم يعهده أهله ..
وقلبٍ « أسود مرباداً كالكوز مجخياً .. لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً » ..
عانق أمَّه ببرودٍ عجيبٍ .. رغم دموعِها ..
وفرحةِ إخوته وأخواته .. إلاَّ أنه أصبح في وادٍ ؛
وهم في وادٍ آخر .. أصبح بعد عودته منزوياً كئيباً حزيناً ..
إما أنه يحادثُ فتياته بالهاتف

أو يخرج لوحده في سيارته إلى حيث لا يعلم به أحدٌ ..
لاحظ أهله عليه أنه لم يذهب إلى الحرم أبداً طيلة أيامه
التي مكثها بعد عودته ؛ ولفت أنظارهم عدم أدائه للصلاة ..
فحدثوه برفق فثار في وجوههم وقال لهم كل واحد حر في تصرفاته ..
الصلاة ليست بالقوة " ..
أما أمُّه فكانت تواري دموعها عنه وعن إخوته
كثيراً وتعتزل في غرفتها تصلي وتدعو له بالهداية وتبكي
حتى يُسمع نشيجُها من وراء الباب !! ؛
دخلت أخته الصغرى عليه يوماً في غرفته ..-
وكان يحبها بشدة -.. وكانت تصغره بسنوات قليلة ؛
وبينما كان مستلقياً على قفاه ؛ مغمضاً عينيه ؛
يسمع أغنيةً أعجميةً مزعجةً..

وقعت عيناها على سلسالٍ من ذهبٍ على صدره ..
فأرادت مداعبته .. فقبضت بيدها عليه ..
فصعقت عندما رأت في نهاية هذا السلسال صليب النصارى !!
فصاحت وانفجرت بالبكاء .. فقفز وأغلق الباب ..
وجلس معها مهدداً أياها .. إن هي أخبرت أحداً ..
أنه سيفعل ويفعل ! فأصبح في البيت كالبعير الأجرب ..
كلٌ يتجنبه .
في يوم .. دخلت أمه عليه .. وقالت له:-
قم أوصلني بسيارتك ! وكان لا يرد لها طلباً ! فقام ..
فلما ركبا في السيارة .. قال لها :- إلى أين !

قالت : إلى الحرم أصلي العشاء ! ؛ فيبست يداه على مقود السيارة ..
وحاول الاعتذار وقد جف ريقُه في حلقه فألحّت عليه بشدة ..
فذهب بها وكأنه يمشي على جمرٍ .. فلما وصل إلى الحرم ..
قال لها بلهجة حادة .. انزلي أنت وصلّي .. وأنا سأنتظرك هنا ! ؛
فأخذت الأمُّ الحبيبة ترجوه وتتودد إليه ودموعها تتساقط على خدها ..
:-"يا ولدي .. انزل معي .. واذكر الله .. عسى الله يهديك ويردك لدينك ..
يا وليدي .. كلها دقائق تكسب فيها الأجر " ..
دون جدوى .. أصر على موقفه بعنادٍ عجيب .

فنزلت الأم .. وهي تبكي .. وقبع هو في السيارة ..
أغلق زجاج الأبواب ..
وأدخل شريطاً غنائياً (فرنسياً) في جهاز التسجيل ..
وخفض من صوته .. وألقى برأسه إلى الخلف يستمع إليه .. قال:-
فما فجأني إلا صوتٌ عظيمٌ يشق سماءَ مكة وتردده جبالها ..
إنه الأذان العذب الجميل ؛ بصوت الشيخ / علي ملا ..
الله أكبر .. الله أكبر .. أشهد ألا إله إلا الله ...…
فدخلني الرعبُ.. فأطفأت (المسجل) وذهلت ..
وأنا أستمع إلى نداءٍ ؛كان آخرُ عهدي بسماعة قبل سنوات طويلة جداً ؛
فوالله وبلا شعورٍ مني سالت دموعي على خديّ ..
وامتدت يدي إلى صدري فقبضت على الصليب القذر ؛
فانتزعته وقطعت سلساله بعنفٍ وحنق وتملكتني موجةٌ
عارمة من البكاء لفتت أنظار كل من مر بجواري في طريقه إلى الحرم .

فنزلت من السيارة .. وركضت مسرعاً إلى ( دورات المياه ) فنزعت ثيابي واغتسلت .. ودخلت الحرم بعد غياب سبع سنواتٍ عنه وعن الإسلام ! .
فلما رأيت الكعبة سقطت على ركبتيّ من هول المنظر ؛
ومن إجلال هذه الجموع الغفيرة الخاشعة التي تؤم المسجد الحرام ؛
ومن ورعب الموقف .. وأدركت مع الإمام ما بقي من الصلاة
وأزعجت ببكائي كل من حولي .. وبعد الصلاة ..
أخذ شابٌ بجواري يذكرني بالله ويهدّأ من روعي ..
وأن الله يغفر الذنوب جميعاً ويتوب على من تاب ..
شكرته ودعوت له بصوت مخنوق ؛
وخرجت من الحرم ولا تكاد تحملني قدماي ..
وصلت إلى سيارتي فوجدت أمي الحبيبة تنتظرني
بجوارها وسجادتها بيدها .. فانهرت على أقدامها أقبلها وأبكي ..

وهي تبكي وتمسح على رأسي بيدها الحنون برفق ..
رفعت يديها إلى السماء .. وسمعتها تقول :_ "يا رب لك الحمد ..
يا رب لك الحمد .. يا رب ما خيبت دعاي
.. ورجاي .. الحمد لله .. الحمد لله " ..
فتحت لها بابها وأدخلتها السيارة وانطلقنا إلى المنزل
ولم أستطع أن أتحدث معها من كثرة البكاء ..
إلاَّ أنني سمعتها تقول لي:_ " يا وليدي ..
والله ما جيت إلى الحرم إلاّ علشان أدعي لك ..
يا وليدي .. والله ما نسيتك من دعاي ولا ليلة ..
تكفى ! وأنا أمك لا تترك الصلاة
علشان الله يوفقك في حياتي ويرحمك"

نظرت إليها وحاولت الرد فخنقتني العبرة
فأوقفت سيارتي على جانب الطريق ..
ووضعت يديّ على وجهي ورفعت صوتي بالبكاء وهي تهدؤني ..
وتطمئنني .. حتى شعرت أنني أخرجت كل ما في صدري
من همًّ وضيقٍ وكفرٍ !.. بعد عودتي إلى المنزل
أحرقت كل ما لدي من كتب وأشرطة وهدايا وصورٍ للفاجرات ..
ومزقت كل شيء يذكرني بتلك الأيام السوداء
وهنا دخلت في صراعٍ مرير مع عذاب الضمير ..
كيف رضيت لنفسك أن تزني ؟

كيف استسلمت للنصرانيات الفاجرات ؟
كيف دخلت الكنيسة ؟ كيف سمحت لنفسك أن تكذّب الله وتلبس الصليب ؟
والله يقول : { وَمَا قَتَلوه وما صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ } من الآية157) كيف ؟ وكيف ؟! أسئلة كثيرة أزعجتني ..
لولا أن الله تعالى قيّض لي من يأخذ بيدي ..
شيخاً جليل القدر .. من الشباب المخلصين ؛
لازمني حتى أتممت حفظ ثلاثة أجزاء من القرآن الكريم
في فترة قصيرة ولا يدعني ليلاً ولا نهاراً ..
وأكثر ما جذبني إليه حسن خلقه وأدبه العظيم ..
جزاه الله عني خيراً ..

اللهم اقبلني فقد عدت إليك وقد قلت ياربنا
في كتابك الكريم { قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَف } ..
وأنا يا رب انتهيت فاغفر لي ما قد سلف ..
وقلت
: { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } ..
وأنا يا رب قد أسرفت على نفسي في الذنوب كثيراً كثيراً ..
ولا يغفر الذنوب إلاَّ أنت فاغفر لي مغفرة
من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم .. ..


تعليق
وبعد .. فالله تعالى يمهل عبده ولا يهمله ؛
وربما بلغ بالعبدِ البُعْدُ عن ربه بُعداً لا يُرجى منه رجوعٌ ؛
ولكن الله جل وتعالى عليمٌ حكيم ٌ ؛
غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذو الطول ؛
لا إله إلا هو إليه المصير ..

ما أجمل الرجوع إلى الله ؛ وما ألذّ التوبة الصادقة ؛
وما أحلم الله تعالى .. وما أحرانا معاشر الدعاة بتلمس أدواء الناس ؛
ومحاولة إخراجهم من الظلمات إلى النور بإذن ربهم ..
وبالحكمة والموعظة الحسنة والصبر العظيم وعدم ازدراء الناس ؛
أو الشماتة بهم ؛ أو استبعاد هدايتهم ؛
فالله سبحانه وتعالى هو مقلب القلوب
ومصرفها كما جاء عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه
سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
: « إن قلوب بني آدم كلها بين أصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث يشاء » وكان من دعاء الرسول الله صلى الله عليه وسلم : « اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك » رواه مسلم .. ..






 

التعديل الأخير تم بواسطة هدولة الحب ; 08-25-2009 الساعة 01:09 AM

قديم 08-26-2009, 09:13 PM   #4
مشرفة المنتديات الأدبية
~أُُنثـَىَ غًزلْتْ مٍنْ خْ ـــيوط الحب~


الصورة الرمزية هدولة الحب
هدولة الحب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 9440
 تاريخ التسجيل :  Feb 2006
 أخر زيارة : 02-12-2014 (12:25 PM)
 مشاركات : 8,676 [ + ]
 التقييم :  7621
 الدولهـ
Syria
 الجنس ~
Female
 نقاطي :
نقاطي : 10
 مزاجي
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
ما دمت لي قلبي ترى الراس مرفوع
ما همني طيب العرب من رداها..
و ما دام اسمك داخل القلب مطبوع
روحي ترى لدموع عينك فداها..
لوني المفضل : Hotpink
الدولة: الإمارات العربية المتحدة





شاب كويتي من محافظة الجهراء .. مسرف
على نفسه في شرب الخمر وارتكاب الفواحش..
يقضي إجازة الصيف في إحدى دول أوروبا الشرقية ..

ومعروف لدى الناس أن الشيوعية التي حكمت
المناطق الأوروبية أغرقتها الخمور وسعرها
رخيص كرخص التراب.. فكان البعض من الخليج
إلى المحيط إذا أرادوا المتعة الحرام .. ذهبوا الى هناك.


وفي أحد الكباريهات أو البارات .. كانت الراقصة
على المسرح تؤدي الواجب!!! (خوش واجب) وكان شلة من العرب
من جنسيات عديدة يتحلقون على طاولة .. وفي هذه الدول

تكثر المافيا .. ولهذا فإن العرب الأثرياء وتجار القمار
يؤجرون حماية (بودي جارد) تتمثل برجل مفتول
العضلات قوي البنيه يلازم سيده..


وبينما كان العرب يتبادلون كؤوس الخمر ..
كانت الراقصة ترقص وتتعرى على المسرح ..
وكانت تستعرض أعلام الدول على جسدها العاري ،
فمن علم أوروبي إلى علم أفريقي إلى علم آسيوي ….

وفجأة قال الشاب لرفاقه .. يا جماعة ألا ترون
معي كأن كلمة (الله) على جسد الرقاصة؟..

وكان الشاب في نصف حالة سكر
(يعني توه ما بعد طينها وارتفع كثير) فقال له زملائه ..
نعم إنها ترقص بالعلم السعودي - قبحها الله -
فقال الشاب هذا لا يجوز السكوت عليه وقام
منتفضاً غاضباً وصعد إلى المسرح ..

والرقاصة والجمهور يعتقدون أنه سيضع في فتحة
صدرها دولارات كالعادة التي يمارسها الخمارين …

وإذ به ومن غير مقدمات يصفعها كفاً وينتزع العلم
منها ويقول الله اكبر… فما كان من رجال الحماية الخاصة
بالراقصة إلا أن انهالوا عليه بالضرب واللكمات والركلات


وهو متشبث بالعلم ، وهنا انتصر له أخواته العرب
ومن معهم من حماية (رغم انهم مرتفعين ومؤجرين
الدور العلوي من المخ) ودبت الفوضى وانتهى الأمر

بصاحبنا الكويتي الى المستشفى مضرجاً بدمائه
متشنجاً في أطرافه .. فلما أفاق واسترخى قليلاً كانت
إحدى كفيه منقبضة بعنف فلما فتحها وجد فيها قطع من
العلم السعودي وفيها جزء من كلمة التوحيد ( لا إله إلا الله ) …

كانت هذه الغيرة الصادقة وهذا الحادث العنيف
منعطفاً حاداً في حياة الشاب مما جعله يطلق دنيا الفساد
وينتبه إلى نفسه ويرجع إلى ربه فتاب وأناب ولله الحمد.

أقول إنه موقف مشرف يدل على النزعة الخيرة
التي هي في نفوس جميع الناس حتى
المسرفين على أنفسهم أما آن أن يبعث الإنسان
منا هذا الدفين الإيماني ليعيش حياة نظيفة.. ؟!


من مقال للكاتب والشيخ محمد العوضي







 


قديم 08-27-2009, 03:04 PM   #5
مشرفة المنتديات الأدبية
~أُُنثـَىَ غًزلْتْ مٍنْ خْ ـــيوط الحب~


الصورة الرمزية هدولة الحب
هدولة الحب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 9440
 تاريخ التسجيل :  Feb 2006
 أخر زيارة : 02-12-2014 (12:25 PM)
 مشاركات : 8,676 [ + ]
 التقييم :  7621
 الدولهـ
Syria
 الجنس ~
Female
 نقاطي :
نقاطي : 10
 مزاجي
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
ما دمت لي قلبي ترى الراس مرفوع
ما همني طيب العرب من رداها..
و ما دام اسمك داخل القلب مطبوع
روحي ترى لدموع عينك فداها..
لوني المفضل : Hotpink
الدولة: الإمارات العربية المتحدة






‏بدت أختي شاحبة الوجه نحيلة الجسم ..
ولكنها كعادتها تقرأ القرآن الكريم ..
تبحث عنها تجدها في مصلاها ..
راكعة ساجدة رافعة يديها إلى السماء ..
هكذا في الصباح وفي المساء
وفي جوف الليل لا تفتر ولا تمل !!

كنت أحرص على قراءة المجلات الفنية
والكتب ذات الطابع القصصي ..
أشاهد الفيديو بكثرة لدرجة أنني عرفت به ..
ومن أكثر من شيء عرف به .. لا أؤدي واجباتي
كاملة ولست منضبطة في صلواتي ..

بعد أن أغلقت جهاز الفيديو وقد شاهدت أفلاماً
متنوعة لمدة ثلاث ساعات متواصلة ..
ها هو ذا الأذان يرتفع من المسجد المجاور ..
عدت إلى فراشي ..


تناديني من مصلاها .. نعم ماذا تريدين يا نورة ؟
قالت لي بنبرة حادة : لا تنامي قبل أن تصلي الفجر ..
أوه ... بقي ساعة على صلاة الفجر
وما سمعتيه كان الأذان الأول ..
بنبرتها الحنونة - هكذا هي حتى قبل أن يصيبها

المرض الخبيث وتسقط طريحة الفراش
.. نادتني .. تعالي يا هناء بجانبي ،
لا أستطيع إطلاقاً رد طلبها ..
تشعر بصفائها وصدقها ..
لا شط طائعاً ستلبي ..

اجلسي ..
ها قد جلست ماذا لديك ..
بصوت عذب رخيم: " كل نفس ذائقة الموت
وإنما توفون أجوركم يوم القيامة"
.. سكتت برهة .. ثم سألتني ..
ألم تؤمني بالموت ؟
بلى مؤمنة ..
ألم تؤمني بأنك ستحاسبين على
كل صغيرة وكبيرة ؟
بلى .. ولكن الله غفور رحيم .. والعمر طويل ..
يا أختي .. ألا تخافين الموت وبغتته ..


انظري هند أصغر منك وتوفيت في حادث سيارة
.. وفلانة .. وفلانة ..
الموت لا يعرف العمر ..
وليس مقياساً له ..
أجبتها بصوت الخائف حيث مصلاها المظلم ..
إني أخاف من الظلام وأخفتيني من الموت
.. كيف أنام الآن .. كنت أظن أنك وافقت للسفر
معنا هذه الإجازة ..
فجأة .. تحشرج صوتها واهتز قلبي ..
لعلي هذه السنة أسافر سفراً بعيداً .. إلى مكان آخر ..
ربما يا هناء .. الأعمار بيد الله .. وانفجرت بالبكاء ..


تفكرت في مرضها الخبيث أن الأطباء أخبروا
أبي سراً أن المرض ربما لن يمهلها طويلاً ..
ولكن من أخبرها بذلك .. أم أنها تتوقع هذا الشيء .
.
ملك تفكرين ؟ جاءني صوتها القوي هذه المرة ؟
هل تعتقدين أني أقول هذا لأنني مريضة ؟
كلا .. ربما أكون أطول عمراً من الأصحاء ..

وأنت إلى متى ستعيشين .. ربما عشرون سنة ..
ربما أربعون ..
ثم ماذا ؟ لمعت يداها في الظلام
وهزتها بقوة ..
لا فرق بيننا كلنا سنرحل وسنغادر هذه
الدنيا إما إلى الجنة أو إلى النار ..
ألم تسمعي قول الله (فمن زحزح عن النار
وأدخل الجنة فقد فاز) ؟
تصبحين على خير ..


هرولت مسرعة وصوتها يطرق أذني
.. هداك الله .. لا تنسي الصلاة ..
الثامنة صباحاً ..
أسمع طرقاً على الباب .. هذا ليس موعد استيقاظي
.. بكاء .. وأصوات .. ماذا جرى .. لقد تردت حالة نورة ..
وذهب بها أبي إلى المستشفى ..
إنا لله وإنا إليه راجعون ..

لا سفر هذه السنة .. مكتوب علي البقاء
هذه السنة في بيتنا .. بعد انتظار طويل ..
عند الساعة الواحدة ظهراً .. هاتفنا أبي من المستشفى ..
تستطيعون زيارتها الآن هيا بسرعة ..

أخبرتني أمي أن حديث أبي غير
مطمئن وأن صوته متغير .. عباءتي في يدي ..
أين السائق .. ركبنا على عجل .. أين الطريق
الذي كنت أذهب لأتمشى مع السائق فيه يبدو قصير ..
ماله اليوم طويل .. وطويل جداً ..
أين ذلك الزحام المحبب إلى نفسي كي التفت
يمنه ويسره .. زحام أصبح قاتلاً ومملاً ..


أمي بجواري تدعو لها .. أنها بنت صالحة ومطيعة ..
لم أرها تضيع وقتها أبداً ..
دلفنا من الباب الخارجي للمستشفى ..
هذا مريض يتأوه .. وهذا مصاب بحادث سيارة ..
وثالث عيناه غائرتان .. لا تدري هل هو
من أهل الدنيا أمن أهل الآخرة ..
منظر عجيب لم أره من قبل ..
صعدنا درجات السلم بسرعة ..


إنها في غرفة العناية المركزة .. وسآخذكم إليها ..
ثم واصلت الممرضة أنها بنت طيبة وطمأنت
أمي في تحسن بعد الغيبوبة التي حصلت لها ..
ممنوع الدخول لأكثر من شخص واحد ..
هذه هي غرفة العناية المركزة ..

وسط زحام الأطباء وعبر النافذة الصغيرة التي
في باب الغرفة أرى عين أختي نورة تنظر إلى أمي
واقفة بجوارها .. وبعد دقيقتين خرجت أمي التي
لم تستطيع إخفاء دموعها ..


سمحوا لي بالدخول والسلام عليها بشرط
أن لا أتحدث معها كثيراً .. دقيقتين كافية لك ..
كيف حالك يا نورة .. لقد كنت بخير مساء البارحة ..
ماذا جرى لك ..
أجابتني بعد أن ضغطت على يدي :
وأنا الآن ولله الحمد بخير .. الحمد لله واكن يديك باردة ..
كنت جالسة على حافة السرير
ولامست ساقها .. أبعدته عني
آسفة إذا ضايقتك .

كلا ولكني تفكرت في قول الله
تعالى: (والتفت الساق بالساق إلى ربك
يومئذ المساق) عليك يا هناء بالدعاء لي فربما أستقبل
عن قريب أول أيام الآخرة .. سفري بعيد وزادي قليل !!

سقطت دمعة من عيني بعد أن سمعت ما قالت وبكيت ..
لم أع أين أنا ..
استمرت عيناي في البكاء
والانطواء في غرفتي ..
مع غروب شمس ذلك اليوم الحزين ..
ساد صمت طويل في بيتنا ..
دخلت علي ابنة خالتي .. ابنة عمي .. أحداث سريعة ..
كثر القادمون .. اختلطت الأصوات ..
شيء واحد عرفته .. نورة ماتت !!
لم أعد أميز من جاء .. ولا أعرف ماذا قالوا ..


يا الله .. أين أنا وماذا يجري .. عجزت حتى عن البكاء ..
فيما بعد أخبروني أن أبي أخذ بيدي لوداع أختي
الوداع الأخير .. وأني قبلتها .. لم أعد أتذكر إلا شيئاً واحداً ..
حين نظرت إليها مسجاه .. على فراش الموت ..
تذكرت قولها (التفت الساق بالساق) عرفت حقيقة
أن (إلى ربك يومئذ المساق) .. لم أعرف أنيي عدت
إلى مصلاها إلا تلك الليلة ..

وحينها تذكرت من قاسمتني رحم أمي
فنحن توأمين .. تذكرت من شاركتني همومي ..
وهي تحدثني عن الموت والحساب .. الله المستعان ..

هذه أول ليلة لها في قبرها .. اللهم ارحمها
ونور لها قبرها .. هذا هو مصحفها .. وهذه سجادتها ..
وهذا .. بل هذا هو الفستان الوردي الذي قالت
لي سأخبئه لزواجي ..


تذكرتها وبكيت على أيامي الضائعة
.. بكيت بكاء متواصلاً .. ودعوت الله أن يرحمني
ويتوب علي ويعفو عني .. دعوت الله أن يثبتها
في قبرها كما كانت تحب أن تدعو ..

فجأة سألت نفسي ماذا لو
كنت الميتة أنا ؟ ما مصيري ؟
لم أبحث عن الإجابة من الخوف
الذي أصابني .. بكيت بحرقة ..
الله أكبر .. الله أكبر .. ها هو أذان
الفجر قد ارتفع .. ولكن ما أعذبه

هذه المرة .. أحسست بطمأنينة وراحة
وأنا أردد ما يقوله المؤذن ..
لفلفت ردائي وقمت واقفة أصلي صلاة الفجر ..

صليت صلاة مودع .. كما صلتها أختي
من قبل وكانت آخر صلاة لها ..
إذا أصبحت لا أنتظر المساء ..
وإذا أمسيت لا أنتظر الصبح







 


قديم 08-28-2009, 05:14 PM   #6
مشرفة المنتديات الأدبية
~أُُنثـَىَ غًزلْتْ مٍنْ خْ ـــيوط الحب~


الصورة الرمزية هدولة الحب
هدولة الحب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 9440
 تاريخ التسجيل :  Feb 2006
 أخر زيارة : 02-12-2014 (12:25 PM)
 مشاركات : 8,676 [ + ]
 التقييم :  7621
 الدولهـ
Syria
 الجنس ~
Female
 نقاطي :
نقاطي : 10
 مزاجي
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
ما دمت لي قلبي ترى الراس مرفوع
ما همني طيب العرب من رداها..
و ما دام اسمك داخل القلب مطبوع
روحي ترى لدموع عينك فداها..
لوني المفضل : Hotpink
الدولة: الإمارات العربية المتحدة






حكى ويقول :ــ


بدأت رحلتي المؤسفة مع التدخين قبل عشرين سنة
حينما كنت طالبا في المرحلة المتوسطة
وفي أيام الامتحانات، حيث كنت أجتمع أنا وبعض
زملائي في سطح منزلنا، لمذاكرة الدروس،


فانضم إلينا أحد أصدقاء السوء ممن ابتلوا بالتدخين،
وحتى يستطيع أن يدخن دون أن نوبخه ونلومه
سعى إلى جرنا معه إلى شرب الدخان
فقال لنا: إن التدخين يساعد على التركيز والفهم،


وإنه جرب ذلك، وطلب منا أن نخوض التجربة،
وإذا لم تحقق نتيجة نترك التدخين، فخضنا التجربة،
وأشعلت مع زملائي السيجارة الأولى،
فشعرت أن رأسي أصبح أثقل من جسدي،




وأن الأشياء حولي تدور، وبدأ الفتور يدب في جسدي،
فقلت لصديق السوء: ما الذي أشعر به؟
فقال لي: هذه أول سيجارة، وطبيعي ما حصل لك،
اشرب الثانية، وسيذهب منك الفتور والدوار،


وشربت الثانية والثالثة والرابعة، وذهبت لأول مرة
إلى البقالة واشتريت أول علبة دخان من أردأ
الأنواع وأكثرها ضررا؛ لأنها رخيصة الثمن.

وهكذا أصبحت أخصص كل ريال

أحصل عليه لأشتري الدخان

حتى غدوت أشرب عشرين سيجارة
في اليوم الواحد، ولا أخفيكم سرا إذا قلت: إن عدم
التوفيق في تركه سببه أنني كلما فكرت
في تركه كون الدوافع لتركه إما من أجل


نظرة المجتمع للمدخن، وإما من أجل صحتي
وإما من أجل توفير المال.. ولم أفكر
في تجاربي الفاشلة أن أتركه لله،
مستعينا به، ومتوكلا عليه كما حدث
في تجربتي الناجحة التي سأوردها لاحقا.



قبل الهداية:


قبل أن يهديني الله ذو الفضل والمنة إلى ترك
التدخين تحولت إلى مدخنة بشرية متحركة،
أشرب الدخان بشراهة حتى أصبحت أدخن
أربع علب يوميا، أي ثمانين سيجارة، وحتى

أصبح الجمر متقدا في فمي منذ الاستيقاظ صباحا
وحتى أنام، بل أحيانا أقوم من نومي لأشعل
سيجارة، وأعود إلى النوم مرة أخرى.
أما الغرفة التي أجلس فيها سواء في العمل


أو البيت أو عند الأصدقاء فيغلفها ضباب
كثيف من الدخان عندما أكون موجودا بها
يعتريني فتور دائم، وكسل، بلغم أسود،
وكحة مستمرة، لا ينفع معها العلاج..







وشفتان سوداوان، وعينان حمراوان، ووجه عبوس..
المكان الذي لا أستطيع أن أدخن فيه لأي سبب
أغادره فورا، وأتعجل في أداء الصلوات
حتى أعود للسيجارة.

في رمضان يكون الفطور على التبغ



قبل التمر أحيانا.. خطوات ثقيلة عند السير،
وريق ناشف.. أشرب الشاي والماء بكثرة ولهفة..
حالة يرثى لها لا تفرح عدوَّا ولا صديقا، سدَّت
أمام وجهي كل الطرق لتركه بعد المحاولات
العديدة التي فشلت فيها حتى وصلت
إلى قناعة بألا أحاول مرة أخرى تركه،


فقد بلغ اليأس والقنوط مبلغهما مني،
حتى إنني أصبحت أتخيل أنني
سأموت وفي فمي سيجارة.







اللحظة الحاسمة:


قال الله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا
عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ
إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ
هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53].



وقال تعالى:{مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ
يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُرْشِداً} [الكهف: 17]
.ففي إحدى الليالي المباركة من العشر الأخيرة
من شهر رمضان عام 1412 هـ كنت أصلي


القيام أنا وأخي- الذي يدخن مثلي- في أحد مساجد
حي الناصرية بالرياض، وبعد التسليمة الثانية
يستريح عادة القائمون قليلا، لشرب الماء أو القهوة
والشاي قبل مواصلة قيامهم، فسولت لي نفسي
أن أخرج من المسجد لأشرب سيجارة،


ثم أعود لمواصلة الصلاة، وأوحيت لأخي بما
سولت به نفسي الأمارة بالسوء لي،
فما كان منه إلا أن قال لي: ما رأيك بدلا







من الذهاب إلى شرب سيجارة أن ندعو الله
أن يعيننا على تركه، وأن نترك الدخان لله،
وخوفا من عقابه، وطمعا في رحمته،


وأن نجتهد في الدعاء حتى نهاية القيام
سائلين الله ألا يردنا خائبين هذه الليلة، وأن يكرمنا بالهداية..
فوقعت كلماته من نفسي موقعا حسنا

ووجدت أذنا صاغية، وواصلنا القيام،


وبعد نهايته أخرجت أنا وأخي ما تبقى من سجائر
من جيوبنا وحطمناها أمام المسجد،
وتعاهدنا ألا نشرب الدخان من تلك الليلة المباركة،
وأن يعين كل منا الآخر على تركه كلما
ضعف وسولت له نفسه العودة إليه.


والحمد لله كانت لحظة حاسمة في حياتنا لم

نعد بعدها إلى التدخين بحمد الله وتوفيقه،
والآن أصبح لي أنا وأخي أكثر من سنتين
لم نشعل فيهما سيجارة واحدة،


وعاد الصفاء إلى وجهينا، ودعنا أمراض الصدر
والبلغم والكحة، وانتهت- بالنسبة لي-
رحلة عذاب عمرها عشرون سنة،
وفرح الأهل والأصدقاء بما صنعناه..


والحمد لله الذي بفضله تتم الصالحا









 

التعديل الأخير تم بواسطة هدولة الحب ; 08-28-2009 الساعة 05:21 PM

قديم 08-29-2009, 03:17 PM   #7
مشرفة المنتديات الأدبية
~أُُنثـَىَ غًزلْتْ مٍنْ خْ ـــيوط الحب~


الصورة الرمزية هدولة الحب
هدولة الحب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 9440
 تاريخ التسجيل :  Feb 2006
 أخر زيارة : 02-12-2014 (12:25 PM)
 مشاركات : 8,676 [ + ]
 التقييم :  7621
 الدولهـ
Syria
 الجنس ~
Female
 نقاطي :
نقاطي : 10
 مزاجي
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
ما دمت لي قلبي ترى الراس مرفوع
ما همني طيب العرب من رداها..
و ما دام اسمك داخل القلب مطبوع
روحي ترى لدموع عينك فداها..
لوني المفضل : Hotpink
الدولة: الإمارات العربية المتحدة





حدثني أحد الدعاة في المدينة النبوية ، قال :


أنه في شهر رمضان ذهب إلى محل
( تسجيلات أغاني ) للمناصحة ،
وقابل أحد الشباب عند مدخل التسجيلات ،

يقول : فسلمت عليه، وقبلت على رأسه ،
وابتسمت له ، وقلت له : إذا لم تترك الأغاني
في رمضان فمتى تتركها ..


وتركت الشاب، فلحق بي وطلب "رقم جوالي"

وبدأ يتصل علي باستمرار، وبعد أيام
"يتوب الشاب" ويستقيم،
ويبدأ بطلب العلم وهو الآن من أفضل
طلاب العلم في المدينة النبوية.


قلت: إن هداية هذا الشاب كانت نتيجة
لذلك الخلق من ذلك الداعية الرحيم،
الذي ابتسم له، وأحسن إليه، وتحبب إليه،
فانظر إلى نتيجة الابتسامة وثمارها....



أحبتي الدعاة


إن الشباب يحتاجون إلينا،
ولكن لابد لنا أن نتصف بالرحمة،
والعطف واللين، والابتسامة
وسنرى إقبالهم وحبهم لنا.


إن الشباب الذين ضلوا عن الطريق
وأعرضوا عن الله ، وسقطوا في
شباك الذنوب ، إن عندهم
من الخير الشيء الكثير

ولكن يا ترى من الذي يحرك هذا الخير ؟؟
من الذي يخرج الخير الذي في قلوبهم؟


إن الكلمة الطيبة ، والابتسامة الصادقة ،
والقلب الحنون ، هما دواء القلوب
لأولئك الشباب الحائر والبعيد عن الله ....


فيا أيها الداعية كن رحيماً رفيقاً
حبيباً سهلاً قريباً ، وسترى الشباب
يقبلون إليك إقبالاً عجيباً







 


قديم 09-01-2009, 03:41 PM   #8
مشرفة المنتديات الأدبية
~أُُنثـَىَ غًزلْتْ مٍنْ خْ ـــيوط الحب~


الصورة الرمزية هدولة الحب
هدولة الحب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 9440
 تاريخ التسجيل :  Feb 2006
 أخر زيارة : 02-12-2014 (12:25 PM)
 مشاركات : 8,676 [ + ]
 التقييم :  7621
 الدولهـ
Syria
 الجنس ~
Female
 نقاطي :
نقاطي : 10
 مزاجي
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
ما دمت لي قلبي ترى الراس مرفوع
ما همني طيب العرب من رداها..
و ما دام اسمك داخل القلب مطبوع
روحي ترى لدموع عينك فداها..
لوني المفضل : Hotpink
الدولة: الإمارات العربية المتحدة




في سواد الكون وظلمته.. المكان خالٍ فيمن
حوله لا حراك ولا ضجيج.. فقد عم
المكان كله السكون والهدوء..

جلس ذلك الشاب ابن العشرين خريفاً
يفكر في حاله وما مضى من عمره وكانت نفسه
تتحشرج في صدره هماً وغماً فضاقت الدنيا
حوله وعلته الكآبة والسآمة، وأخذ يسرد شريط
حياته الماضية فهو لم يترك حاجة ولا داجة إلا أتاها...



أخذ يفكر في تغير حياته ولكن بالقضاء
عليها بزعمه حتى يجد اللذة والراحة،
أو ليقطع أنفاسه التي تتحشرج في صدره،
فقد بلغ به الهم والنكد ما بلغ .. لم يكن لديه
إيمان يردعه ولا أخ صادق ناصح يوجهه..

أخيراً قرر قراراً بعد تفكير طويل..
قرر أن ينهي حياته.. يا لله حياته
التي بين جنبيه كيف تجرأ على ذلك..

أنا أكاد أجزم أنه لم يفكر في هذه
النفس التي أودعها الله بين جنبيه كيف يقتلها؟؟
لم يفكر في عظم هذه النفس عند الله جل سبحانه؟؟...


أخذ حبلاً وربطه في أعلى السقف! وقبل
التنفيذ إذا بصوت غريبٍ كأنه يسمعه لأول
مرة صوت يشقق ظلام الليل الرهيب ويقطع السكون
والوحشة إنه صوت الأذان... الله أكبر الله
أكبر... أشهد أن لا إله إلا الله..

توقف عن فعلته بعد أن استيقظ
من سكرته أخذ يردد صوت الأذان...
ذهب وتوضأ ثم خرج مع جموع المصلين...

تقدم أحدهم وصلى بهم وكان مما
قرأ (( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى
أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ
يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ))[الزمر:53] .

أخذ يجهش بالبكاء والدموع تنهال من عينيه
فهو منذ زمن لم يركع ولم يسجد لله..
لم يضع جبهته تقرباً لله .... ارتاحت نفسه وشعر
بعدها بالسعادة والأنس كأنما نشطت نفسه من عقال...

يالله ما أجمل العيش مع الله والأنس به...
صلحت حاله وتبدلت، وغير قرناءه وخلانه..
غير كل ما يذكره بالماضي المؤلم...
وأطلقها كلمة مدوية إلى كل العالم والأكوان:

والله لو منحتموني الدنيا بكنوزها وما
فيها على أن تسلبوني ما أنا فيه
من راحة وسكون لما قبلت!!

وقفة : يا من لازلت مستمراً على الذنب
والعصيان توقف والحق بركب التائبين
لتفوز بجنة رب العالمين.







 


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من فضائل السور غربة الروووح منتدى القران والسنه 6 09-26-2009 07:47 AM
حال السلف مع القرآن في رمضان حكاية حب فـــتـــاوى رمـــضـــانــيه 9 09-19-2009 06:41 PM
░▒▓ أبواب الحسنآت في رمضآن░▒▓ أمـــــير الذوق رمضـــان كــريــــم 20 09-05-2009 08:14 PM
~~ (مسابقة الخلفاء الراشدين )~~ الاسبوع الاول دمــ حزن ــعة المسابقات الرمضانية 4 08-24-2009 02:17 PM
هَدِيَّتِي لَكُم . . . قَبْلَ شَهْرِ الخَيْرِ~ لحن أحساس رمضـــان كــريــــم 7 08-13-2009 04:01 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010