سيدي يا معشر الرجال
يا أبناء عنترة وأحفاد بلال
يا زمن الماضي بلا حاضر
يا وهم الفرسان والأبطال
سمعت أن النساء خضعت لكم
مالت على كل موال
أحرقها لهيب الشوق
فأطفأته في بحور الإحتيال
وأن ادم كان بريئاً
رفض نداء حواء إلا بالحلال
فخرجت إليه عارية
فحضنها خشية البرد والمرض العضال
فغضب الله عليه وأنزله الأرض
فوجد حواء ساخطة تبكي من الأهوال

نحن يا سيدي في عقولكم أطفال
لا نفهم إلا في الانوثة والجمال
أحببتم كل ما فينا
وأحببنا فيكم كثرة الأموال
علمتمونا كيف يكون الحب ومعنى الدلال
فسخرنا من كل عاشق وخيبنا لكم الامال
صنعتم التاريخ لأجلنا
فأفشينا العيبة فيه والرزيله والإهمال

أشكركم يا سيدي على كل حال
وأشكر النبل فيكم وأشكر التاريخ
الذي علمكم دون غيركم كيف يكون الجدال
نحن يا سيدي بشر مثلكم لسنا من صنع الخيال
لا نكن في صد\ورنا لا حقداً ولا أغلال
لاكننا سنبقى على قلوبكم مهما جن الزمان وطال
وذلنا على أيديكم محال محال محال

حبذا لو تجب على هذا السؤال
إن كنا من أضعنا التاريخ واختبأنا في الظلال
أن كنا من صنعنا الزنا وأنتم أولاد حلال
فمن الذي يا سيدي مات على الأطلال
من الذي جن بليلى
وهام بعبلة ولبنه وذل أشد إذلال
من الذي بكى الفراق ليال طوال
من الذي وصف الحبيب بالشمس والقمر والهلال
ووصف الشعر بالشلال
وضرب فيها الكثير من الأمثال
وركع لهل مثل الجمال
وصعد من أجلها أعالي الجبال
أظن يا سيدي أنكم بريئون من هذا
وأن الذي فعل فعلته شخص يدعى
أعــــــــور الــــــــــدجــــــــــــال

اعلم يا سيدي
إننا نحن النساء من طويلات البال
لا نريد منكم شفقة ولا لأوامرنا امتثال
ولا حرية ولا إستقلال
لا نريد ألا رحمة الله
يكفينا بها دهرنا الذي مال
يكفينا أنكم من أجلنا عمال
وأن أكثركم لاجنا في ضلال
وأن الأرض التي خلقنا عليها زائلة لا محال
وأنكم تائهون في كل الأحوال
اعلموا أن عهد الرجال انتهى
انــــــــتـــــهى يا أبـــــــــطال