أنت غير مسجل في منتديات الحب . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا
منتديات الحب
توبيكات الحب مكتبة الصور عالم حواء مكتبة الملفات البطاقات واللألعاب مكتبة الجوال دردشة الحب

العودة   منتديات الحب > «°·...•°°·...•° المنتديــات العــامة°·..•°°·...•°» > منتدى القران والسنه

منتدى القران والسنه الأمور المختصة بالإسلام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 03-27-2012, 02:40 PM   #25
[حـب ].. أول مره


الصورة الرمزية حسن العجوز
حسن العجوز غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 26432
 تاريخ التسجيل :  Oct 2011
 أخر زيارة : 06-30-2015 (02:29 AM)
 مشاركات : 225 [ + ]
 التقييم :  3595
لوني المفضل : Crimson
الدولة: مصر
رد: كيف يحبك الله (متجدد )



غرس الإيمان
الشيء الوحيد الذي يحفظ العبد من الافتتان ويوفقه للرضا عن الله في كل وقت وآن هو غرس الإيمان في صدره وتثبيت جذوره في قلبه ولذلك فإننا نتسائل لماذا أمرنا الله عزَّ وجلَّ أن نحتفي كل عام بالأعمال التي قام بها إبراهيم وزوجاته وإسماعيل؟ و يجيب الله على ذلك فيقول في كتابه {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ} دروس عظيمة ومن جملة هذه الدروس درس سار عليه خليل الله وكل أنبياء الله ورسله هذا الدرس جعلهم في حياتهم الدنيا يعيشون حياة هانئة زوجات قانتات مطيعات وأبناء بررة كرام لا يحدث بينهم وبين زوجاتهم مشكلات ولا بينهم وبين أبنائهم معضلات ولا خلافات ولا منازعات ناهيك عن فضل الله العظيم وثوابه الكريم في الدنيا ويوم الدين ما هذا الدرس الذي نريد أن نتعلمه أجمعين؟ هذا الدرس يشير إليه الخليل إبراهيم ومن بعده اسحق ويعقوب ومن وليهم وتبعهم من النبيين فيحكي عنهم الله قولهم {وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ } الدرس الأول الذى يلقنونه لأبنائهم وزوجاتهم هو الإيمان بـالله عز وجل الثقة في الله وتفويض الأمور كلها لحضرة الله والإعتماد في قضاء كل مصلحة وكل ملمة وكل أمر على حضرة الله والاستعانة بتوفيق الله ومعونة وقوة الله
على إنجاز أي أمر أو أي مهمة وإذا جاءت مشكلة أو كارثة أو نكبة رفعوا الأمر إلى الله وفوضوه لحضرة الله فيدفع الله عنهم ببأسه وقوته كل كرب وكل شدة ذلكم هو ملخص قصة إبراهيم وزوجاته وأبنائه أجمعين أول درس يلقنه له قبل تعلم اللغات وقبل دراسة الرياضيات وقبل الجلوس أمام الكمبيوترات وقبل مشاهدة الشاشات والفضائيات أن نحصن قلوبهم بتقوى الله وأن نملأ صدورهم بمراقبة الله ونعلمهم علم اليقين قول الله جل في علاه{مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا} وبعد ذلك {ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ} وإذا استوعبوا هذا الدرس نم قرير العين فإن زوجك لن تعصى لك أمراً وإن ابنك لن يخالفك في طرفة عين أو أقل لأنهم معك في تقوى الله وطاعة الله حتى ولو أحاط بهم ألد الأعداء ووجهوا بأعتى الطغاة فإن الله يجعل لهم مخرجاً ببركة تقوى الله جل في علاه تلكم هذه القصة : هذه هي الزوجه الجميلة التى كانت أجمل نساء حواء بعد حواء السيدة سارة ساقها الجنود الأشداء إلى فرعون مصر وكان رجلاً شهوانياً لا تعرف الرحمة إلى قلبه سبيل ماذا تصنع بعد أن اختلى بها والجنود يحيطون بالمكان من كل الجهات؟ رفعت القلب والأكف إلى من بيده الخلق والأمر كله وهي تعلم علم اليقين قول رب العالمين {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} ماذا كانت النتيجة؟مد يده إليها فشلت يده فاستغاث بها وقال لها: إدعي ربك أن يحل عن يدي ما هي فيه وأعاهدك ألا أمدها إليك مرة ثانية فدعت الله فاستجاب لها الله ففكت يده بأمر الله لكن الشيطان دار برأسه ونفسه لعبت بجسمه وحسه فنكث وعده وهم بأن يمد يده إليها مرة أخرى ماذا كانت النتيجة ؟
تخشب جسمه كله إلا لسانه وأصبح وكأنه قطعة من الثلج فأسرع إلى الإستغاثة بها وصاح وبأعلى صوته يدعوا جنده ويقول لهم أخرجوا هذه الشيطانة من عندى ويعاهدها على أنها إن دعت الله فرجع إلى حالته فلن يمسها بسوء ويغنيها من خير الله وفضل الله جل في علاه العجب في هذه القصة ليس من تخشيب يده أو جسمه ولكن أنها إذا دعت الله يستجيب لها ويفك يده ويفك جسمه فكأنها معنية بقول الله {لَهُم مَّا يَشَاءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ } وكانت في ذاك الوقت لا تخشى من فرعون ولكنها كانت تخاف من شدة غيرة إبراهيم فأسرعت إليه وهي ترتجف من شدة الخوف خوفاً من الظنون التي ربما يظنها فيها والوساوس التى هى على يقين أن الله يحفظه منها ولكن النفس البشرية لها تداعيات إنسانية فلما وقفت أمامه وأرادت أن تحدثه قال لها : لا تخافي لقد كشف الله القناع عن بصري فرأيت كل شيء يحدث لك وأنا في مكاني {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ } فأعطاها فرعون جارية تخدمها وأعطاها من خيرات الله التي عنده ما تغنى به وزوجها أبد الدهر ولما كانت لا تنجب قالت برضاء خاطر:يا إبراهيم تزوج بهاجر لعل الله يرزقك بولد منها يكون قرة عين لي ولك فرزقه الله عزَّ وجلَّ منها الولد وإياك أن تصدق قول اليهود ومن عاونهم أنها غارت من هاجر وابنها فقالت له إرميهما في الصحراء لأنها لو كانت قد غارت من هاجر وابنها وطلبت منه أن يبعدهما عنها وإبراهيم رجل عاقل حكيم لكان أبعدهما في بيت آخر في نفس البلدة أو أسكنهما في بلدة قريبة فيها أناس يأتنسون بهم وفيها طعام وشراب وما يحتاجون إليه لكن لماذا أخذهما إلى الصحراء التى ليس فيها زرع ولا ماء ولا أنيس ولا شيء؟ ليعطينا الله عزَّ وجلَّ الدرس الأمثل في تعليم أنبياء الله فإن إبراهيم بمجرد أن تزوج هاجر كان أحرص ما يحرص عليه أن يلقنها درس الإيمان والثقة بالله جل في علاه قبل أن يقضي شهوته وقبل أن يقضي حاجته كانت مهمته الأولى مع زوجته أن يحصنها بتقوى الله وصدق الإيمان في الله جل في علاه ولذلك عندما تركها وابنها في هذا المكان ومشى دار هذا الحوار قالت له: يا إبراهيم لمن تتركنا هاهنا؟ فلم يجبها فكررت السؤال مرتين ولم يجبها فقالت في الثالثة: أالله أمرك بهذا؟ قال : نعم قالت: إذن لا يضيعنا فلم تنازعه ولم تحاكمه ولم تشاتمه ولم تقل له لائمة وهو حقها لم تتركنا في هذا المكان الذي لا زرع فيه ولا ماء فيه ولا أنيس فيه؟لكنه علمها أن الله لا يضيع أهل الإيمان بالله جل في علاه ولذلك عندما نفذ زادها ونفذ ماؤها وجاع صبيها واحتارت في رضاعه أخذت تمشي مهرولة بين الصفا والمروة وهي مسرعة تبحث له عن ماء وأخيراً وجدت الطيور فوقه فخشيت عليه فأسرعت إليه فوجدت الماء قد نبع من تحت قدميه وجبريل أمين وحي السماء يقف بجواره يحرسه من طغيان الماء لأن الماء فار ولو ترك الوليد لغرق في هذا الماء الذي خرج من هذه الأرض فأخذت تزمه وتقول زمى زمى وقال لها الأمين جبريل: يا أمة الله لا تخشي الضيعة فإن الله عزَّ وجلَّ قيض لهذا الوليد وأبيه أن يبنيا بيتاً لله في هذا المكان فاطمأنت إلى صنع الله وعلمت أن الله عزَّ وجلَّ لا يضيع من اعتمد عليه في أي شأن وفي أي أمر مهما انقطعت الأسباب لكن باب مسبب الأسباب يحل كل المشاكل في الوقت والحين لأنه يرزق من يشاء بغير حساب ثم إن الغلام كان أول درس لقنه له أبوه هو الإيمان هل يوافق ولد على أن يقوم أبوه بذبحه ويستسلم له ولا ينازعه؟ وهل يجرأ والد أن يشاور ولده في ذبحه؟بل إنه إذا أراد ذبحه يأخذه على غرة وفجأة ولا يشاوره لأنه يعلم مسبقاً أنه لن يرضى بهذا الصنيع لكن الأستاذ العظيم في الإيمان في الله
يعلم أن تلميذه النجيب في درس الإيمان بالله سيستسلم معه لأمر الله فقال له كما قال كتاب الله {يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى} لو قال له إن الله أمرني بذبحك لكان هذا سهلاً على الغلام أن يصدق به ويستسلم له ولو قال إن وحي السماء وأمير الوحي نزل بكتاب من الله يأمرني بذبحك لكان عليه أن يصدق ويستسلم لأمر الله لكن البلاء شديد قال {إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ} ماذا قال الغلام الذي تعلم درس الإيمان؟{قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} من الذي عرف الغلام أن ذلك أمر وأن رؤيا الأنبياء وحي وأنها أمر من الله عز وجل؟ ثم انقلب الولد وإذ به هو الذي يسدي النصيحة لأبيه ويخاف على أبيه من أن يتقاعس في تنفيذ أمر الله الولد الذي سيذبح هو الذي يقول لأبيه يا أبت اشحذ المدية يعني حمي السكين جيداً واربطني جيداً بالحبال وكبني على وجهي حتى لا تنظر إلى وجهي فتأخذك الشفقة في تنفيذ أمر الله عزَّ وجلَّ وانزع القميص عنى حتى لا يقع عليه الدم فتراه أمي فتحزن الولد الذي سيذبح هو الذي ينصح الأب؟ نعم لا عجب لأنه الإيمان بالله جل في علاه الدرس الأول الذي علمه له أباه هو درس الإيمان بالله وفي الله جل في علاه ولما أوثقه وكتفه بالحبال قال: يا أبت ماذا تقول عني الملائكة أتقول أنى خائف من تنفيذ أمر الله عز وجل؟فك الحبال عني ولن يتحرك مني عضو ولن يضطرب مني عضو لأني سأستسلم لأمر الله جل في علاه فقد رأى أن الربط بالحبال يناقض التسليم الذي قال فيه المولى الكريم {فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} فوضع إبراهيم السكين على رقبته ولم تقطع حتى أن الله عزَّ وجلَّ أمره أن يحدثها فقال لها: مالك يا سكين لا تقطعي عنق إسماعيل؟ فأنطقها الله وقالت له: وما للنار لم تحرق جسدك يا إبراهيم؟ وهنا نزلت العناية الإلهية وفداه الله بذبح عظيم كبش نزل من الجنة وهل الجنة فيها مراعي ترعى فيها الكباش؟إن الجنة يقول فيها الحبيب {فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر} والكبش تراه العين لكنه هو الكبش الذي قدمه هابيل عندما حدث خلاف بينه وبين أخيه قابيل وكان هابيل يرعى الأغنام فقدم كبشاً ثميناً وكان قابيل يشتغل بالزراعة فقدم زرعاً رديئاً فنزلت سحابة من السماء أخذت الكبش وصعدت به إلى السماء وأودعته في الجنة وظل في الجنة حتى نزل فداءاً لإسماعيل على نبينا وعليه أفضل الصلاة وأتم السلام كان هذا المنهج النبوي هو الذي عليه الحبيب وصحبه الكرام فكانت زوجاتهم وبناتهم وأبناؤهم كلهم على تقوى من الله عزَّ وجلَّ فكانت البنت إذا خرج أبيها في الصباح لطلب الأرزاق هى التي تقول له: يا أبتاه تحرى لنا رزقاً حلالاً فإنا نصبر على الجوع ولا نصبر على النار وكان الرجل يمشي في الأرض ليس عليه شاهد إلا خالق السموات والأرض ويستحي من الله أن يراه الله عزَّ وجلَّ واقعاً في معصية تغضب الله جل في علاه فكانت المدينة المنورة في حياة آمنة مطمئنة هانئة لا يوجد فيها مشاكل ولا منازعات ولا خلافات بين الأفراد ولا بين الأسر ولا بين العائلات لأن قلوبهم كانت عامرة بالإيمان بالله ذهب سيدنا أنس بن مالك في جولة تفقدية إلى البصرة ليرى فيها أحوال المسلمين فوجد الغش في الأسواق والفساد في المعاملات ومثل هذه الأشياء وقد امتلأ بها هذا المجتمع فذهب إلى المساجد فوجدها عامرة بالمصلين ونظر إلى الكتاتيب فوجدها مليئة بالصبيان الذين يحفظون كتاب الله عن ظهر قلب فاختبرهم فوجدهم مع شدة حفظهم لكتاب الله يكذبون وينافقون ولا يتورعون فقال "كنا نتعلم الإيمان قبل القرآن وأنتم تتعلمون القرآن قبل الإيمان" كانوا يتعلمون الإيمان أولاً فإذا تعلموا القرآن راقبوا حضرة الرحمن عزَّ وجلَّ ونحن والحمد لله القرآن في كل ربوع بلادنا يتلى وما أكثر حفاظه وما أكثر التالين له والقارئين له والمساجد عامرة لكننا نحتاج لكي نرتاح في بيوتنا ونطمئن على أولادنا ولا يحدث ما يفسد العلاقات التي بيننا وبين زوجاتنا أو بيننا وبين إخواننا إلى أن نوثق الصلة التى في قلوبنا بالله جل في علاه فهذا هو العلاج الوحيد لما تفشى في مجتمعنا من أمراض أخلاقية وأحوال نفاقية وأمور استعصت على الحل بالقرارات الوزارية والقوانين الدستورية فإنه لا يصلحها إلا تعلق القلوب بعلام الغيوب عز وجل.

كيف يحبك الله






 


رد مع اقتباس
قديم 04-01-2012, 08:19 AM   #26
[حـب ].. أول مره


الصورة الرمزية حسن العجوز
حسن العجوز غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 26432
 تاريخ التسجيل :  Oct 2011
 أخر زيارة : 06-30-2015 (02:29 AM)
 مشاركات : 225 [ + ]
 التقييم :  3595
لوني المفضل : Crimson
الدولة: مصر
رد : كيف يحبك الله (متجدد )



حقيقة المتابعة
[قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي] قضية قرآنية ربانية تبين صدق الإيمان وخالص التعامل مع حضرة الرحمن كأن الله عزَّ وجلَّ يقول كل من يدعي محبة الله
ويزعم أنه من خيار عباد الله المسلمين والمؤمنين بالله لا بد له من دليل ليثبت دعواه ومن حجة يبرهن بها على صدق تعامله
مع مولاه ما الدليل وما البرهان وما الحجة على صدقه في حبه لله؟ أن يتبع حبيب الله ومصطفاه ومعنى ذلك أن كل من يدعي المحبة ولا يتابع الحبيب صلَّى الله عليه وسلَّم في هديه فليس من الأحبة لأن ذلك هو الدليل الذي أقامه الله وبينه كتاب الله
لأن ذلك جاء في الآية بأسلوب الشرط إن كنتم تحبون الله فإن شرط المحبة – فاتبعوني- والنتيجة العظيمة والثمرة الكريمة
[يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ] وهذه هي قضية القضايا للمسلمين
في كل زمان ومكان كيف نتبع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في كل ما جاء به من عند الله؟
[وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا] ما هي الأضواء التي تبين أن المسلم قلبه خالٍ من كل داء ؟ أن يتابع الحبيب المصطفى على الدوام في كل الأفعال والأحوال والأقوال ولا يفرق فإن اتبعه في أمر وخالفه في أمر آخر فأين المتابعة إذن؟ فالمتابعة واضحة في الآية [فاتبعوني] أي في كل شيء اتبعوني في العبادات والأخلاق الكريمة والمعاملات اتبعوني في معاملة الزوجات ورعاية الأولاد والبنات ورعاية الجيران وصلة الأرحام حتى في معاملة الأعداء علينا أن نتبع سيدنا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في هديه لأنه هو الهدي الذي اختاره مولاه وكان الصالحون ولا يزالون يتابعونه في أكثر من هذا يتابعونه في هديه في الطعام وفي سنته في الشراب وفي طريقته في سرد الكلام وفي نظراته إلى الأكوان وإلى الأنام وفي مشيه وفي جلوسه وفي نومه وفي كل حركاته وسكناته ولا يفعل الإنسان منهم عملاً ولا يتحرك حركة إلا ونظر كيف كان صلَّى الله عليه وسلَّم يعملها ليقوم على هديه ليفوز بوده ويعمل بقول الله [فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ] ولم يقل الله عزَّ وجلَّ فيها اتبعوني فيما ظهر ولكن اتبعوني ظاهرياً وقلبياً وروحياً وفي كل الأحوال نتبعه في الظاهر في التواضع ولين الجانب والشفقة على الخلق والرحمة والمودة ونتبعه في الباطن في الخشية والخوف من الله والخشوع والإخبات والإقبال والحب والوجد الصادق لمولاه فلا بد وأن تكون المتابعة شاملة وفي جميع الجوانب وكلما زاد الإنسان في المتابعة كلما اقترب من المبايعة فإن الذين بايعوه هم الذين اختارهم الله عزَّ وجلَّ واتبعوه قال تعالى [إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ ] ولذلك عندما أمرهم صلَّى الله عليه وسلَّم في سر هذه الآية وكانت في صلح الحديبية فقد أمرهم رسول الله أن يحلقوا شعورهم وأن يذبحوا هديهم فلم ينفذوا حتى أن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم دخل على السيدة أم سلمة رضي الله عنها وكانت معه في هذه المرة وقال لها: هلك الناس قالت: ولم يا رسول الله؟ قال: أمرتهم أن يحلقوا شعرهم ويذبحوا هديهم فلم يمتثلوا فقالت: يا رسول الله اخرج أمامهم واذبح هديك واحلق شعرك فلن يتخلف عنك رجل واحد وذلك لأنها تعلم أنهم كانوا يقتدون بفعله فالرسول صلَّى الله عليه وسلَّم بالنسبة لهم كان هو القدوة الحقيقية والرسول صلَّى الله عليه وسلَّم كانت له أقوال وله أفعال وكانت أقواله فيها يسر وتيسير لأنه يخاطب بها جميع الخلق أما أفعاله فقد كان يأخذ فيها بالعزيمة فيأخذ نفسه بالأشد ويأمر غيره بالأيسر والألين والأخف يأمر بالرخص ويأخذ نفسه بالعزائم وأصحابه من شدة حبهم وذكائهم وفطنتهم علموا هذه الحقيقة فكانوا يستمعون إلى أقواله ولا يقومون للعمل إلا إذا شاهدوا أفعاله وذلك من أجل [فاتبعوني]وليس فاستمعوا لي فاتبعوني لأنهم يريدون أن يكونوا معه يعني يشاركوه في نواياه وطواياه وباطنه الذي يتوجه بالكلية إلى مولاه وأعماله التي كان يتوجه بها إلى حضرة الله جل في علاه فكانوا يقتدون بفعاله ويمتثلون لأقواله لماذا؟ لأنهم يعلمون أن الأقوال للجميع لكن الأعمال بالعزيمة التي يأخذ بها رسول الله حتى كانوا يذهبون ويتساءلون عن أدق الأشياء يسألون زوجاته عن أكله وعن نومه عن عبادته وعن ذكره وعن طاعته ولذلك لم يحكِ التاريخ حركات رجل وسكناته كما حكى عن سيد الأولين والآخرين صلَّى الله عليه وسلَّم فلا توجد حركة صغيرة ولا كبيرة إلا وأظهرها الله لأحبابه لشدة تعلقهم بحضرته لأنهم كانوا حريصين على اتباعه صلَّى الله عليه وسلَّم فكانوا يقتدون بأفعاله ولذلك فإن الرجل في طريق الله هو الذي يأخذ نفسه بالأشد و يأمر غيره بالأيسر أما الذي يأخذ نفسه بالأيسر ويأمر غيره بالأشد فإن مثل هذا غير فقيه في دين الله عزَّ وجلَّ لأن هذه ليست سنة رسول الله فخرج سيدنا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم- وإياك أن تقول أنه خرج بمشورة السيدة أم سلمة فكأنك تزعم أنه لا يعرف ذلك - ولكنه أراد إظهار قدرها وإعلاء شأنها لكي يبين أن نساءه ذات فقه في الدين حيث قال فيهن رب العالمين[وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ]فقد كن فقيهات وحكيمات وعالمات فخرج صلَّى الله عليه وسلَّم وذبح هديه فكاد الناس أن يقتتلون لذبح هديهم لأنهم يقتدون بفعله قبل قوله وكذلك دعا الحلاق ليحلق شعره فتنافسوا على شعره فمنهم من فاز بخصلة ومنهم من فاز بشعرة ومنهم من فاز بأقل أو أكثر من ذلك ثم سارع الناس لحلق شعرهم لحرصهم على الإقتداء بسيدنا رسول الله صلَّى عليه وسلَّم في أفعاله.
كيف يحبك الله






 


رد مع اقتباس
قديم 04-02-2012, 08:16 AM   #27
[حـب ].. أول مره


الصورة الرمزية حسن العجوز
حسن العجوز غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 26432
 تاريخ التسجيل :  Oct 2011
 أخر زيارة : 06-30-2015 (02:29 AM)
 مشاركات : 225 [ + ]
 التقييم :  3595
لوني المفضل : Crimson
الدولة: مصر
رد: كيف يحبك الله (متجدد )



المعية المحمدية
[مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ] معه في ماذا؟في الأحوال والأعمال وليس معه في الزمان أو المكان ومن على هذه الشاكلة وعلى هذا النهج يصبح معه
وإن كان بينه وبينه ألف وخمسمائة عام أو أكثر أو أقل أو لو كان بينه وبينه في زمانه بعد المشرقين
لأنه لا يوجد بعد أو قرب إلا بالمتابعة لسيدنا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فأمر الله عزَّ وجلَّ الأمة إن أرادوا كشف أي غمة
أن يقتدوا بالحبيب صلَّى الله عليه وسلَّم ولذلك فقد كان من هديهم وكذلك التابعين وتابع التابعين
أن الرجل منهم كان إذا أبطأ عليه رزق أو تخلف عنه نصر أو ضاقت به حاجة نظر في متابعته لرسول الله وأخذ يراجع نفسه
هل قصرت في متابعة رسول الله ؟ وفي ماذا قصرت؟ فإذا استدرك ما قصر فيه وجد لطف الله عزَّ وجلَّ يحف به
ويتنزل له فضل خالقه وباريه عزَّ وجلَّ حتى قال قائلهم: "إني لأعرف حالي مع الله حتى في تشامس دابتي وفي خُلقْ زوجتي يعني إذا تشامست عليه الدابة ولم تقف له مستكينة فمعنى ذلك أن متابعته غير صحيحة
وإذا كانت الزوجة غير مطيعة في وقت من الأوقات إذاً يوجد في المنهج شيء غير صحيح علامات وإشارات
قال فيها الله عزَّ وجلَّ للصالحين والصالحات {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ }وقال أحد الصالحين : لسنته فاخضع وكن متأدباً .... وحاذر فحصن الشرع باب السلامة
على الجمر قف إن أوقفتك تواضعاً يكن لك برداً بل سلاماً برحمة

فلو أن السنة قالت لك قف على الجمر فامتثل وأحد الحكماء أوصانا في هذا المقام بحكمة قصيرة المبنى عظيمة المعنى كثيرة المغنى قال فيها:"حافظ على السنة ولو بشرت بالجنة" أي حتى لو بشرت بالجنة
إياك أن تتكاسل في إتباع السنة لأن الله جعل الروح والريحان والرضى والرضوان في إتباع النبي العدنان صلَّى الله عليه وسلَّم فمتابعة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم هي الباب الأعظم لنوال فضل الله والحصول على إكرام الله جل في علاه
{قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ } ويظل المرء يتابع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في ظاهر أمره وخافيه لأن العبرة ليست في المتابعة الظاهرة ولكن العبرة في النوايا الباطنة إنما الأعمال بالنيات انشغل كثير من الناس بمتابعته في الظواهر وتركوا متابعة حضرته في النوايا وفي صفاء الطوايا فلم يأتهم من الملأ الأعلى خفيات الألطاف ولا طرائف الحكمة ولا غرائب العلوم وذلك لأن المتابعة عندهم كلها في الأشياء الظاهرة ، لكن العبرة بالنوايا وهي الأساس والباب الأعظم في كمال المتابعة ليس هو العبادات كما يظن البعض بل هو ما أشار إليه الله حين قال له في الخطاب
{خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} فقال صلَّى الله عليه وسلَّم لأمين الوحي جبريل عندما نزل عليه بهذه الآيات ماذا يراد مني يا أخي يا جبريل؟ فقال: انتظر حتى أسأل العليم فذهب ثم عاد وقال: يقول لك ربك
{ صل من قطعك وأعطي من حرمك واعفو عمن ظلمك}[1] وهذه هي متابعة الرجال أهل الكمال فالمنافقين كانوا يتابعونه ويقفون خلفه في الصلاة وكانوا يتابعونه في ميادين القتال ويذهبون معه إلى الحرب
لكن من الذي يستطيع أن يتابعه في الأخلاق الكاملة ؟ والنوايا والطوايا الخافية ؟ إنهم الرجال أهل الكمال وقد قال فيهم صلَّى الله عليه وسلَّم {إن أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً الموطئون أكنافاً الذين يألفون ويؤلفون} وفى رواية {إن أحبكم إلىِّ....}[2] ونفر فيمن على غير هذه الشاكلة وقال في وصف المؤمن {المؤمن إلف مألوف ولا خير فيمن لا يألف و لا يؤلف}[3] وبعد أن يقول رسول الله هذا الكلام فلا خير فيمن لا يتخلق بهذه الكمالات إذاً كيف يتمسك الإنسان بهذه الأوصاف؟ والمتابعة التي يفوز صاحبها بمعية الحبيب المصطفى والجمال والكمال والبهاء والنور الكامل من الله والضياء تكون في الكمالات الخلقية وفي المعاملات الدينية الشرعية على نهج الشريعة المحمدية وهذا ما فيه التفريط والإفراط من الناس الآن لكن من يريد أن يحبه الله فيجب ان يتخلق بحقيقة ففى الأثر المعروف {إن الله يحب من خَلقه من كان على خُلقه} فـالله عفو يحب كل عفو وهو كريم يحب عبده الكريم وهو باسط يحب الذي يبسط لعباده وهكذا قس على ذلك سائر الأسماء فإن الله يحب من خلقه من كان على خُلقه ولذلك فإن أخلاق رسول الله التي جمله بها مولاه كانت مواهب من عند الله(ففى آداب الصحبة لعبد الرحمن بن سلمى)
قال النبى { أدبني ربي فأحسن تأديبي} ليس فيها جهاد أو تعب أو عناء
لأن الله فطره على ذلك وحفظه من كل شيء يخالف ذلك وقد قال عن نفسه : ما حدثتني نفسي بشيء من لهو الجاهلية إلا مرتين في المرة الأولى وكان هناك عرس في مكة فطلبت من رفيقي في رعي الغنم أن يحرس لي غنمي حتى أذهب إلى مكة لأحضر هذا العرس ما الذي حدث؟ يقول: فألقى الله عليَّ النوم فلم أستفق إلا بعد أن ضربتني حرارة الشمس وفي المرة الثانية
تكرر ذلك أيضاً لماذا ؟لأن الله حفظه من أخلاق الجاهلية ورباه على الأخلاق الربانية فطرة وسجية من الله خصوصية لخير البرية صلَّى الله عليه وسلَّم .


كيف يحبك الله
[1] صحيح البخارى و سنن أبى داوود عن عقبة بن عامر .
[2] المعجم الصغير للطبراني وشعب الإيمان للبيهقي عن أبي هريرة
[3] المعجم الصغير للطبراني وشعب الإيمان للبيهقي عن جابر .[/B]






 


رد مع اقتباس
قديم 04-03-2012, 08:35 AM   #28
[حـب ].. أول مره


الصورة الرمزية حسن العجوز
حسن العجوز غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 26432
 تاريخ التسجيل :  Oct 2011
 أخر زيارة : 06-30-2015 (02:29 AM)
 مشاركات : 225 [ + ]
 التقييم :  3595
لوني المفضل : Crimson
الدولة: مصر
1990 11170784723[1] رد: كيف يحبك الله (متجدد )




الجهاد الأعظم

علينا نحن أن نجاهد ولنا الأجر العظيم في هذا الجهاد الكريم والجهاد الأعظم ليس الجهاد في العبادات أو في متابعته صلَّى الله عليه وسلَّم في سنن العادات كأن أربي لحيتي أو ألبس العمامة لها عدبة فإن كل هذه الأشياء سهلة وبسيطة يستطيع الإنسان أن يصنعها لكن الجهاد الأعظم أن أتبعه في الأخلاق والمعاملات ولذلك قال أحد هم "ليست الكرامة أن تطير في الهواء أو أن تمشي على الماء ولكن الكرامة أن تغير خلقاً سيئاً فيك بخلق حسن"وهذا هو الجهاد الأعظم وأوراد المبتدئين في رياض الصالحين هي بعض الأذكار التي بها تتهذب النفس ويحتي القلب ويعيش الإنسان في أضواء كتاب الله وفي محبة حبيب الله كأن يستغفر الإنسان مائة مرة ويصلي على النبي مائة مرة ويقول
لا إله إلا الله مائة مرة ويقرأ في كل يوم من القرآن جزء أو نصف جزء ويصلي بالليل عدداً من الركعات لكن من يريدون الكمالات ما هي أورادهم ؟ نقول له : وردك أن تغيِّر هذا الخلق كما كان يفعل حضرة النبي مع الأكابر من أصحابه فقد قال أحدهم {يا رسول الله أوصني فقال له: لا تغضب فيقول مرة ثانية يا رسول الله أوصني فيقول: لا تغضب ويسأله للمرة الثالثة يا رسول الله أوصني فيقول له: لا تغضب} صحيح البخارى عن أبى هريرة فإذا استطعت أن تتخلص من الغضب سترى العجب من فيض فضل الله عزَّ وجلَّ وذلك لأنك تخلقت بأخلاق الأنبياء المشار إليها في قول الله {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ } لقد أصبحت حليماً والحليم يمدحه الله عزَّ وجلَّ في كتابه الكريم ويسأله آخر: يا رسول الله أوصني فيقول له: لا تكذب وهذه هي أوراد السادة الأكابر يبحث عن نفسه في ماذا يتابع رسول الله وماذا يترك؟ ويصلح من أخلاقه
هي الأخلاق أسرار المعالي ... تفاض على أولي الهمم العوالي فالأخلاق هي الأساس الذي صار به الخواص عند الله خواص ، وعباد الرحمن أول ما أثنى الله عليهم في القرآن ماذا قال {الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً } يعني التواضع {وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً } يعني العفو والصفح وبعد ذلك {وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً} إذاً البدايات هي سر الإشراقات في النهايات وهذا ما ركز عليه كتاب الله في آياته البينات والأنصار عندما أثنى عليهم الله عزَّ وجلَّ في كتابه {وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ } قال كم يصلون وكم يصومون؟لم يقل ذلك ولكنه قال{ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ}وهو سيدنا رسول الله ونتيجة هذا الحب {وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا} كلما يأمرهم بأمر يسارعوا إلى تنفيذه بلا غضاضة ولا تريث ولا ترقب ولا انتظار ولكن يسارعوا إلى تنفيذ أمره لأنهم يريدون أن يكونوا من الصالحين والأبرار وشيء آخر {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} أين العبادة إذاً؟ لا توجد لأن كل أنواع العبادات المقصد منها ؟مساعدة المرء على إصلاح نفسه وتهذيب خلقه على الكمالات التي وضعها الله في سيد السادات صلَّى الله عليه وسلَّم :{إِنَّ الصَّلَاةَ .... } ما حكمتها ؟ {تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ} والصيام {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ} لماذا؟ {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } والزكاة {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ} وهذا هو الأساس الطهارة الباطنية {وَتُزَكِّيهِم} تزكية النفس بها وبعد ذلك لم يقل هم الذين يصلون ولكن قال أنت الذي تصلي عليهم {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} فنحن محتاجون لمن يصلي علينا لا أن نصلي فلو صلينا ألف سنة فلن تكون كما يصلي علينا الحبيب سِنة أما إذا صلوا فإن الله أعلم بهذه الصلاة بين القبول والرد وذلك لأن لها عقبات وكذلك الحج {فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ } إذاً كل الموضوع هو في الكمالات التي قال فيها سيد السادات {إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق} السنن الكبرى للبيهقى عن أبى هريرة أين يتممها؟ في الرفاق يتمم فيهم مكارم الأخلاق فيصبحون جميعاً على هذه الشاكلة وعلى هذا النهج العظيم من مكارم الأخلاق وهذا هو السر الذي جعل كل الآفاق تفتح بهم لماذا؟ بمكارم أخلاقهم التي تأسوا فيها بالحبيب المصطفى صلَّى الله عليه وسلَّم فأكرمهم الله بفتح القلوب بدون تعب ولا لغوب.







 


رد مع اقتباس
قديم 04-05-2012, 08:17 AM   #29
[حـب ].. أول مره


الصورة الرمزية حسن العجوز
حسن العجوز غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 26432
 تاريخ التسجيل :  Oct 2011
 أخر زيارة : 06-30-2015 (02:29 AM)
 مشاركات : 225 [ + ]
 التقييم :  3595
لوني المفضل : Crimson
الدولة: مصر
رد : كيف يحبك الله (متجدد )



ورد الأكابر من الصالحين
الباب الأعظم في متابعة رسول الله هو المتابعة في الأخلاق العالية التي كان عليها الحبيب من الذي يستطيع أن ينفذ؟{أوصاني ربي بتسع أوصيكم بهن}من الذي يستطيع أن يعمل هذا الورد؟نستطيع أن نصلي كل ليلة مائة ركعة ونستطيع أن نصوم الاثنين والخميس لكنه أعطى الأكابر هذا الورد قال صلى الله عليه وسلم فى معنى وصيته{ أوصاني ربي بتسع أوصيكم بهن أن أصل من قطعني وأن أعطي من حرمني وأن أعفو عمن ظلمني وأن يكون صمتي فكراً ونطقي ذكراً ونظري عبراً والإخلاص في السر والعلانية والقصد في الفقر والغنى والعدل في الرضا والغضب}هذا هو الورد لمن يريد أن يكون مع رسول الله ولذلك كان الناس يختبرون الصالحين بهذه الأمور فقد ذهب الإمام الشافعي إلى ترزي ليحيك له جبة يلبسها وعندما ذهب لاستلام هذه الجبة أراد بعض حساده أن ينظروا في مدى تخلقه بأخلاق الكرام فأوعزوا إلى الترزي أن يجعل إحدى كميها ضيقاً والآخر واسعاً الكم اليمين ضيق والشمال واسع ولا يدرون أن أهل هذه المقامات ينظرون إلى الله في كل الحالات ولا يرون الأمر إلا من الله فالذي يطعم هو الله
والذي يناول الماء هو الله وكل ما في الوجود من فضل الله وكرم الله وجود الله جل في علاه وذهبوا إليه في الموعد الذي حدده لاستلام الشافعي للجبة فذهب الشافعي وعندما لبسها نظر إليه وقال : "كأنك تعلم ما كنت أريد قال: وماذا كنت تريد؟ قال : إن كمى اليمين عندما كان واسعاً كان يتعبني عندما أمسك بالقلم للكتابة والآن صار لا يمثل لي مشكلة عند الكتابة وكنت عندما أحمل الكتاب بيساري كان العرق يؤثر فيه فيغير لونه وجلده ويتعرض للتلف بسرعة فالآن أحفظه في كمى ما هذا يا إخواني؟ هذه هي أخلاق الصالحين التي جذبوا بها الناس في كل وقت وحين فقد جذبوهم بأخلاق رسول الله تمسك بأخلاق الإله وحافظن ... على منهج المختار في العقد تنسقُ وهذا ما يركز عليه العارفون فمن يقرأ منهم الغزوات لا يقرأها من أجل الغزوات ولكن ليرى فيها أخلاقه في المواقف في هذه الغزوات لكي يتمثل بها ويستحضرها في نفسه ويجعلها أخلاقه في معاملة الخلق وهذا هو الأساس الأول في المتابعة لمن أراد أن يكون مع الحبيب وفيه يقول صلَّى الله عليه وسلَّم
{ تجدون أثقل شيء في موازينكم يوم القيامة خلق حسن }سنن الترمذي،عن عائشة هذه هي المتابعة التى بها يبلغ المرء هذه الدرجة العظيمة في متابعته لرسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وكل واحد منا يحتاج أن يأخذ أخلاق رسول الله ويضعها أمام ناظريه ويحاول أن يطبع هذه الأخلاق في نفسه ولن يستطيع أن يقوم بها جملة واحدة ولكن كل مرة خلق وإذا استطاع الإنسان أن يجاهد في هذا المقام فليبشر نفسه ويتأكد من أن الله عزَّ وجلَّ سيحبَّه كما يقول تعالى
{يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} إذاً الورد الكامل كماقلناه هو {أوصاني ربي بتسع أوصيكم بهن ..} ومن استطاع أن ينفذ هذه التسع فإنه يصبح رجلاً من رجال الله {رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ}وإن لم يستطع فعليه أن يأخذ واحداً تلو الواحد من هذه الأخلاق وينفذها في حياته مع زوجته ومع أولاده ومع جيرانه ومع أعدائه ويحاول أن ينفذها على مسرح نفسه ليفوز بمودة الله ونظرات وأنوار حبيب الله ومصطفاه صلَّى الله عليه وسلَّم ومن وصل لهذا المقام فقد وصل لمقام الإحسان ومقام الإحسان هو مقام محبة الرحمن عز وجل وعندنا في لائحة المراتب الإيمانية والدرجات الربانية درجة الإسلام ودرجة الإيمان ودرجة الإحسان ودرجة الإيقان فدرجة الإسلام لكل من نطق بالشهادتين ودرجة الإيمان لمن احتشى قلبه وامتلأ فؤاده بحقيقة الإيمان ونفذت جوارحه ما أمر به الرحمن ودرجة الإحسان لمن تابع النبي صلَّى الله عليه وسلَّم في كل شأن وذلك لأنه يحسن العمل ويحسن الخلق والآداء
لأنه امتثل لقول الله {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً} وهذا يمن عليه الله إذا أصبح من المحسنين وداوم على الإحسان{وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} فيمن عليه الله فيصطفيه وينتقيه قال تعالى{اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ}ويجعل له قدراً من اليقين ومن الإيقان فقد يكون مقامه علم اليقين {كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ فيعلمه الله من عنده علم اليقين وعلم اليقين يكون من الله قلوب عباده الصالحين {آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً} وقد يكرمه الله بعين اليقين{ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ}وعين اليقين عين نورانية في الروح البشرية إذا منَّ الله على عبد بها فتحها لتشاهد ما لا يراه الناظرون تشاهد ما غاب عن العيون لأنها تشاهد غيب الله المكنون ونور الله المصون وسر الله المضنون لأن الله عزَّ وجلَّ جعله من أهل هذا المقام {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ} وإذا زاد الله في إيقانه رقَّاه إلى مقام حق اليقين وحق اليقين أن يتفضل الله عزَّ وجلَّ عليه فيعطيه عيناً من عنده فينظر بالله إلى الأكوان التي خلقها وسخرها الله ويكون داخلاً في قول الله في الحديث القدسي( كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ولسانه الذي ينطق به) فيرى بالله ما غاب عن الناس في هذه الحياة ولا يغيب عنه مولاه طرفة عين ولا أقل وكل ذلك ببركة حسن متابعته لحبيب الله ومصطفاه.









 


رد مع اقتباس
قديم 04-06-2012, 07:28 AM   #30
[حـب ].. أول مره


الصورة الرمزية حسن العجوز
حسن العجوز غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 26432
 تاريخ التسجيل :  Oct 2011
 أخر زيارة : 06-30-2015 (02:29 AM)
 مشاركات : 225 [ + ]
 التقييم :  3595
لوني المفضل : Crimson
الدولة: مصر
1990 11170861495[1] رد: كيف يحبك الله (متجدد )



تجهيز الله لصحابة نبيه
إن سيدنا رسول الله أخلاقه الربانية قد فطره الله عزَّ وجلَّ عليها ولذلك قال له سيدنا أبو بكر "يا رسول الله لقد ذهبت إلى الفرس وذهبت إلى الروم وطفت على قبائل العرب فلم أرى مثلك، فمن أدبك؟قال {أدبني ربي فأحسن تأديبي}[1] والقضية المهمة أن الله عزَّ وجلَّ جهز أهل الجزيرة العربية مع أنهم كانوا أهل جاهلية وليس لديهم أي حضارة مدنية لحمل رسالة هذا النبي الكريم وكأن الله يعطينا درساً أن حملة الرسالة لا يحتاجون إلى أموال فقد كان العرب فقراء وليس لديهم أجهزة عصرية ومعدات فقد كانوا حفاة وعراة كيف جهزهم الله لنشر رسالة الإسلام مع حبيبه ومصطفاه؟ ولما نستقرأ التاريخ نجد أن الأمم المجاورة المتمدينة الفرس والروم لم يبلغوا في الأخلاق ما بلغ إليه عرب الجاهلية فلقد كان عندهم تمسك بالأخلاق يعجب منه الإنسان فعندما كان النبي صلَّى الله عليه وسلَّم صغيراً قبل اصطفاءه بالرسالة ولاحظ أهل مكة أن هناك من التجار الكبار من يظلم الصغار ويأخذ منه البضاعة ولا يعطيه الثمن ماذا صنعوا؟ اجتمعوا في دار لهم يسمونها دار الندوة وتحالفوا على نصرة المظلوم بغير دين ولا هدى ولذلك قال حبيبي وقرة عيني صلَّى الله عليه وسلَّم{لقد حضرت حلفاً في الجاهلية لو دعيت إليه في الإسلام لأجبت} أين من يتشدق بالمدنية الآن وهم الظالمون ويدعون أنهم ينصرون المظلوم؟وصنعوا الأمم المتحدة لتحقق مآربهم وأهدافهم بحجة نصرة المظلوم، فلا يوجد من ينصر المظلوم في العالم إلا المسلمين لو قامت لهم دولة لكن هل أحد من الموجودين على السطح الآن سينصر المظلوم؟ كلا كما ترون لكن هؤلاء مع أنهم في الجاهلية وأهل بادية تعاهدوا على نصرة المظلوم والأمثلة في هذا المجال كثيرة أذكر بعضها لتقريب الحقيقة الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم عندما خرج من بيته في ليلة الهجرة وكانت قريش قد اختارت من كل قبيلة منهم رجلاً شديداً وأعطوه سيفاً ليضربوا الرسول بسيف واحد وكانوا كما تذكر الروايات حوالى خمسين رجلاً يحيطون ببيت النبي صلَّى الله عليه وسلَّم وخرج النبي من بينهم ونام سيدنا علي في فراشه وجاء أبو جهل وعلموا أن النبي قد خرج وأخذوا ينظرون من أعلى الباب وكانت الأبواب قصيرة فلم يرون الرسول فعلموا أنه خرج فأشار عليهم بعضهم وقالوا ندخل لنبحث عنه فقالوا: ماذا تقول عنا العرب؟ أتقول عنا العرب أننا دخلنا على نساء أهلينا وذوينا أين الحضارة المعاصرة من هذا الخلق النبيل الذي كان عليه العرب الأجلاف وكذلك عثمان بن مظعون حصل بعد خروج أبو سلمة أن خرجت زوجته أم سلمة خلفه بابنها مهاجرين فخرج أهله ومنعوها وجاء أهلها وتقاتلت العائلتان وأخذوا يشدون الولد كل منهم يريد أخذه حتى كسروا ذراعيه وأخذه أهل زوجها وأخذها أهلها فأصبح زوجها في مكان وولدها في مكان وهي في مكان فكانت تبكي ليل نهار وأخيراً رق القوم لحالها وقال بعضهم أما تتركون هذه المسكينة؟ لقد فرقتم بينها وبين زوجها وبينها وبين ابنها فقالوا: ردوا لها ابنها ودعوها تذهب إلى زوجها فأعطوها ولدها وأركبوها جملاً وتركوها بغير رفيق لتذهب فرآها عثمان بن مظعون وكان لم يسلم بعد فسألها إلى أين يا أمة الله؟قالت: إلى زوجي في المدينة قال : أوليس معك رفيق؟ قالت: لا قال: ليس لك من مترك (أي كيف أتركك بلا رفيق) وإياك أن تظن أنه يريد مرافقتها لشيء ما ولكن ليحرسها أين هذه الأخلاق حتى في زماننا المعاصر ونحن أهل الإسلام؟ قالت فكان يمشي أمامي ويأخذ بزمام الجمل فإذا أردنا الاستراحة جعل الجمل يبرك ثم مشى بعيداً واستدار ظهره لي حتى أنزل وأستريح فإذا أردنا السفر جهز الجمل وذهب بعيداً واستدار ظهره لي حتى أركب فإذا قلت ركبت جاء وأخذ بزمام الجمل قالت حتى وافى قباء وقال: يا أمة الله إن زوجك في هذه البلدة وتركني ورجع أين هذه الأخلاق في هذه الأيام بين أهل الإسلام حتى بين الأخ وأخيه؟ إلا فيما قل وندر والرجل الذي رأى النبي صلَّى الله عليه وسلَّم وكان في إحدى المعارك ونزل المطر وابتلت ملابسه بالماء واستراحوا في وقت الظهيرة فأمر النبي الجيش أن يتفرق وذهب النبي صلَّى الله عليه وسلَّم إلى شجرة وخلع رداءه ونشره عليها ليجف ونام تحتها وقد علق سيفه في الشجرة بدون حراس ونظر الرجل وكان من فرسان العرب وهو في أعلى الجبل فوجد النبي نائماً وليس بجواره أحد فقال هذه فرصتي أنزل إليه وأقتله وأريح العرب منه ولكنهم كان من عاداتهم وهذا ما أريد أن أتحدث عنه أنهم لا يقتلون أحداً غدراً فنزل الرجل وأمسك السيف وأيقظ النبي مع أنه كان يستطيع أن يقتله وهو نائم ولكن الغدر في عرفهم كان عيباً وقال: من يمنعك مني؟ فقال صلَّى الله عليه وسلَّم : الله فسقط السيف من يده وما أريد أن أركز عليه أنه لم يرضَ أن يقتل حضرة النبي غدراً وهو نائم لأنه ليس من طبيعتهم الغدر هل هذه الأخلاق أخلاق إسلامية أو جاهلية؟إنها أخلاق جاهلية ولكنها إسلامية وذلك من تأهيل الله لهم فقد أهلهم ربهم بالأخلاق الإسلامية فكانوا لا يكذبون حتى في أصعب الظروف وأعتاها فعندما أرسل النبي صلَّى الله عليه وسلَّم رسالته إلى هرقل ملك الروم وقال هرقل لأعوانه ابحثوا عن رجال من قومه فكان أبو سفيان ومعه نفر من قريش فقال إني سائلك عنه فقال أبو سفيان بعدها : لولا أن العرب تعيرني بأني كذبت لكذبت في ذلك اليوم وقد كانت هذه أخلاق الجاهلية فلا يخونون ولا يغدرون ولا يكذبون ولا يعتدي رجل على امرأة مهما كان ولا يكشفها ولا يتعرض لها ناهيك عن الأمانة فهذا العاصي بن الربيع زوج السيدة زينب بنت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وكان قائد تجارة لقريش وعند رجوعه من الشام هداه الله للإسلام فدخل المدينة وبايع النبي صلَّى الله عليه وسلَّم فجاء إليه بعض ضعاف النفوس من المنافقين وقالوا له: ما دمت قد أسلمت فخذ ما معك من التجارة غنيمة لك قال: بئس ما أوصيتني به يا أخ الإسلام أأبدأ عهدي مع الله بالخيانة والله لا يكون ذلك أبداً لأن هذه مبادئ أصيلة كانت عندهم وذهب إلى مكة ولم يخش من الموت لأنه أسلم وأعطى لكل ذي حق حقه ثم قال: يا أهل مكة هل بقى لواحد منكم شيء عندي لم يأخذه؟ قالوا: لا وجزاك الله خيراً قال: أشهدكم أني آمنت بمحمد صلَّى الله عليه وسلَّم ورفض أن يبدأ عهده بالإسلام بالخيانة ولو استطردنا في ذكر هذه الأمثلة لوجدنا شيئاً خارج العد والحصر من أخلاق أهل الجاهلية وهذا يفسر لنا لماذا اصطفاهم الله لحمل رسالة الإسلام؟ لما كانوا عليه من هذه الأخلاق والشيم لأنها أخلاق وشيم ارتضاها الله ونزل بها كتاب الله وخلّق بها حبيبه ومصطفاه. [1] آداب الصحبة لعبد الرحمن السلمى

كيف يحبك الله






 


رد مع اقتباس
قديم 04-07-2012, 07:16 AM   #31
[حـب ].. أول مره


الصورة الرمزية حسن العجوز
حسن العجوز غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 26432
 تاريخ التسجيل :  Oct 2011
 أخر زيارة : 06-30-2015 (02:29 AM)
 مشاركات : 225 [ + ]
 التقييم :  3595
لوني المفضل : Crimson
الدولة: مصر
3343 1170769791[1] رد: كيف يحبك الله (متجدد )




أصول الدعوة الإسلامية

الصحابة رضى الله عنهم أعانوا النبى على تبليغ الدعوة والدعوة في صلبها {إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق} ( السنن الكبرى للبيهقي عن أبي هريرة) فذهبوا إلى العالم كله وقد انتشر الكذب وانتشر الغدر والخيانة وانتشر الزنا وانتشر شرب الخمر في أرجاء البلاد والدول المتقدمة الفرس والروم وغيرها وكانت مهمتهم ورسالتهم تطهير المجتمعات من هذه الرذائل لأن الله يقول في كتابه العزيز{وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً } والقراءة الأخرى [إذا أردنا أن نهلك قرية أمَّـرنا مترفيها(بتشديدحرف الميم ) [أي يكونوا هم الأمراء] أمَّرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميراً] ولذلك كان موضع العجب من البلاد التي فتحوها أنهم حفاة وعراة ولا يملكون من الدنيا شيئاً ومع ذلك عرضت عليهم الخزائن ومن موضع العجب أيضاً أن هؤلاء القوم مع فقرهم وضيق ذات يدهم وحاجاتهم الشديدة إلا أنهم لا يمدون أيديهم إلى هذا الثراء وإلى هذا الغنى وإلى هذه العروض التي عرضت عليهم ليقينهم بربهم وصدقهم مع نبيهم صلَّى الله عليه وسلَّم وهذا ما دعا الأمم إلى أن تدخل في الإسلام فقراء لكن أمناء محتاجون لكنهم في حاجات الدنيا زاهدون ولا يطلبون شيئاً إلا من رب العالمين عز وجل دخلوا قصور كسرى ملك الفرس وعندما رأوها استعبر سيدنا سعد بن أبي وقاص عندما رأى هذه القصور الهائلة وهذه الكنوز الفاخرة فقال متمثلاً بكتاب الله [كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْماً آخَرِينَ] يعطي موعظة لمن حوله من الجند وبعد دخولهم إلى إيوان كسرى وأخذ الجند يبحثون في كل جوانبه أمرهم بإحضار كل ما يجدونه فكان هذا موضع العجب من الفرس فمن وقعت يده على إبرة جاء بها إلى القائد وسلمها له حتى أنه أرسل خزائن كسرى على جمال إلى المدينة المنورة كان أولها في المدينة وآخرها في بلاد فارس ولك أن تتخيل هذا الكم الهائل ومع ذلك لم يحتفظ أحد لنفسه بشيء لأنهم يراقبون الله جل في علاه حتى أن سيدنا عمر عندما عرض هذه الأمانات في المدينة المنورة تعجب الحضور وقال سيدنا عمر : إن قوماً أدوا هذا لأمناء فقال سيدنا الإمام علي : عففت فعفت رعيتك يا أمير المؤمنين والرسول صلَّى الله عليه وسلَّم أعطانا هذا المثل في كل أمر فمن أراد أن يصون حريمه ماذا يفعل؟ قال { عفوا تعف نساءكم }[1] وهذه سنة الله التي لا تتخلف في كل زمان ومكان ما دامت السموات والأرض إن شاء الله إذاً الأخلاق التي كان عليها العرب في الجاهلية قبل الإسلام هي التي جعلت الله عزَّ وجلَّ يجتبيهم ويختارهم لتبليغ دينه وهذه هي القضية التي أريد منكم أن تعرفوها لكي تردوا على من تحدث في ذلك لأن بعض الجهال يقولون: لماذا اختار الله العرب والجزيرة العربية ليكون الرسول فيهم؟لأنهم مؤهلين لنشر هذا الدين لأنهم كانوا متمسكين بالكمالات والأخلاق العظيمة التي يحبها الله عزَّ وجلَّ من عباده ولو كانت الرسالة تحتاج إلى السلاح لكان أعطاها لقيصر أو لكسرى
[1] المستدرك على الصحيحين للحاكم عن أبي هريرة







 


رد مع اقتباس
قديم 04-08-2012, 07:20 AM   #32
[حـب ].. أول مره


الصورة الرمزية حسن العجوز
حسن العجوز غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 26432
 تاريخ التسجيل :  Oct 2011
 أخر زيارة : 06-30-2015 (02:29 AM)
 مشاركات : 225 [ + ]
 التقييم :  3595
لوني المفضل : Crimson
الدولة: مصر
3343 1170769791[1] رد: كيف يحبك الله (متجدد )



جمال أهل الكمال
السلاح الفعال الذي يفعل فعل السحر في إدخال الإيمان في قلوب الرجال هو الأخلاق الإلهية
{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ} فقد جهزهم الله إن كان أهل مكة أو أهل المدينة أو أهل الجزيرة العربية كلهم بالأخلاق التي كانوا عليها وقد حافظوا عليها مع أنهم كانوا في الجاهلية وسلموها لنا فأين من حافظ على هذه الأخلاق؟ إننا نحافظ على الشكليات وكذا على الصلاة والصيام وزيارة بيت الله لكن أين الكمالات التي كان عليها أصحاب رسول الله؟ وهذا ما يحتاج إلى الهمة العالية والعزيمة الماضية والمجاهدات الشديدة الراقية من أجل أن نصبح كما قال الله {ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ} ونستطيع أن نلحق بهؤلاء بأن نكون على هديهم :
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم**** إن التشبه بالرجال فلاح
ولو بحثت في سير الصالحين السابقين واللاحقين أجمعين تجدهم قد حصلوا هذه المنازل بالتجمل بأخلاق من السلف الصالح وأخلاق سيد الأولين والآخرين صلَّى الله عليه وسلَّم وقد نالوا بذلك الكمال وليس بالمسابح أو بالعدد ولكن بالمدد فلا يجاهد بذكر اسم اللطيف مائة وعشرين مرة ولكن يجاهد نفسه أن يكون لطيف مع عباد الله كما كان حبيب الله صلَّى الله عليه وسلَّم ويتجمل بالأخلاق المحمدية في كل المواطن وكلما تخلق بخلق نزل عليه إرث هذا الخلق من كنوز الفضل المحمدي فإذا تجمل بالصدق خلع الله عليه رتبة الصديق {لا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً }[1] وبذلك يأخذ هذه الرتبة وإذا تحلى بالأمانة جعله الله عزَّ وجلَّ أميناً على أسراره وخازناً لأنواره ويأتمنه على أسرار كتاب الله وأسرار الأقدار التي يقدرها الله وذلك لأن الله وجده أميناً فأتمنه على أسراره التي لا تهدى إلا في حينها إكراماً له لأن الله يكرم عباده الذين يتخلقون بأخلاق حبيبه ومصطفاه وإذا جمله الله بصفاء النفس وطهارة القلب أكرمه الله عزَّ وجلَّ وجعله يشهد عالم الطهر وعالم النقاء والصفاء وهو على تراب هذه البسيطة قابع بين من هنا ومن هناك وإذا أكرمه الله عزَّ وجلَّ وعمل بقوله
[ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ] ويقول الحبيب {من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه}[2] وتخلق بخلق الكرم المحمدي فتح الله عزَّ وجلَّ له كنوز الكرم الإلهي وأكرمه بما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر من العطاءات الربانية والخصوصيات الإلهية من كنوز الكريم عز وجل وإذا أكرمه الله بالوفاء وكان وفياً حتى مع الأعداء كما كان سيد الأنبياء وفَّى الله عزَّ وجلَّ له بما وعد به عباده الصالحين وأحبابه من النبيين والمرسلين ودخل في قول الله {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً} إذاً وراثة الأحوال ووراثة الأنوار ووراثة النبوة لمن تخلق بأخلاق رسول الله واجتهد أن يكون على منهج أصحابه رضوان الله عزَّ وجلَّ عليهم أجمعين وهذا هو المنهج الذي اختاره حضرة النبي واختاره الصحابة والتابعين وتابع التابعين والأولياء والصالحين إلى يوم الدين ماذا أفعل؟ أفتِّش في نفسي ؟ وأزن نفسي بحبيب الله وأصحاب رسول الله ؟ وأرى أين أنا منهم ؟ ولن يظهر أحد لك ما عندك لكنك أنت الذي تبين لنفسك {طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس}[3] فلو ذهبت للطبيب الجسماني وأنت تعاني من مرض ولكنك تكابر وتنكر أنك مريض هل تستجيب أو تنتفع بالطبيب؟ لا ولكن عليك أن تعرف ما عندك كيف أعرف؟ أزن أرى أحوال حضرة النبي وأحوال الصحابة الكرام وأزن نفسي بهم وأحاول أن أُصلح من أخلاقي واحداً تلو الواحد وأبدأ أولاً بالنقاء والصفاء للنوايا والطوايا والقلب وهذا هو الأساس الأول والمحرك {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ} ويكون ظاهري كباطني ومن كان حول رسول الله صنفان: صنف منهم ظاهرهم كباطنهم والصنف الآخر يظهرون خلاف ما يبطنون وقد قال في هؤلاء {إن شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة ذا الوجهين الذي يلقى هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه}[4] وهذا نفاق ومن يكون على هذه الشاكلة فحتى لو جلس مع المؤمنين أبد الدهر ، هل سيكون منهم؟ لا فيلزم أولاً : أن أطهر باطني من أوصاف المنافقين ويكون ظاهري كباطني صفاء ونقاء وجمال ونور وبهاء وأتخلص بالكلية من حب الظهور والعجب والرياء لأن هذه الصفات لو ظلت معي فلن أتحرك قدر أنملة في طريق الله عزَّ وجلَّ أو في القرب من سيد الأنبياء طالما أريد أن أظهر وأفرح عندما يثني الناس عليَّ أو أعجب بنفسي عندما أعمل أي عمل فلا بد أن أتخلص من هذه الآفات في البداية ثم بعد ذلك أكمل أخلاقي هذه باختصار شديد هي الروشتة التي كان عليها [مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ]
[I]

[1] مسند أحمد بن حنبل وصحيح ابن حبان عن عبدالله
[2] صحيح البخاري ومسلم عن أبي هريرة
[3] شعب الإيمان للبيهقي وحلة الأولياء عن أنس بن مالك
[4] صحيح البخاري ومسلم عن أبي هريرة







 


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سلوك النهج القرآنى فى الرد على من أساء إلى رسول الله ولاتستوى الحسنة و لا السيئة : حسن العجوز الأحاديث النبويه 1 03-09-2012 02:29 PM
بشائر الفضل الإلهى ( بشريات وأفراح لقاء الله ) حسن العجوز منتدى القران والسنه 3 02-27-2012 08:46 AM
تأليف القلوب حسن العجوز منتدى القران والسنه 1 02-05-2012 04:54 PM
رؤية النبي صلى الله عليه وسلم حسن العجوز منتدى القران والسنه 0 01-19-2012 07:47 PM
واجب المسلمين نحو رسول لله (2) حسن العجوز منتدى القران والسنه 1 01-17-2012 05:39 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010