الأهلي بطلا لإفريقيا‏..‏ ويلعب في كأس العالم‏!‏
بطل القارة يتألق‏..‏ والأهداف الثلاثة صواريخ
من طراز أبو تريكة وحسني وبركات‏!‏
هجوم مفاجيء من بطل تونس‏..‏ كان عقابه قاسيا من لاعبي الأهلي‏!‏

كتب: حسن المستكاوي

الأهلي فريق ثقيل‏..‏ تلك الجملة تختصر انتصاره الكبير علي فريق النجم الساحلي التونسي‏,‏ في المباراة الفاصلة لنهائي إفريقيا‏..‏ وهي المباراة التي اصطاد بها الأهلي مجموعة من العصافير‏..‏ فقد إصطاد أولا منافسه النجم الساحلي‏..‏ وهزمه بثلاثة أهداف نظيفة مؤكدا تفوقه في المباراتين‏.‏ وتوج بطلا لإفريقيا للمرة الرابعة‏,‏ وتأهل للعب في كأس أندية العالم باليابان‏,‏ وربح مليوني دولار‏,‏ وأحرز بطولته رقم‏97‏ في تاريخه ومنذ تأسيسه عام‏1907,‏ علي المستوي المحلي والإفريقي والعربي‏..‏ يعني تقريبا كل سنة بطولة علي الأقل‏..‏ وأخيرا واصل الأهلي أرقامه القياسية ليسجل أنه لعب‏52‏ مباراة متتالية بدون هزيمة‏..‏ مبروك للبطل الذي شرف الكرة المصرية‏,‏ واستحق بجدارة الكأس الإفريقية‏..‏ مبروك لجماهيره التي فرحت وغنت وهتفت وشجعت بأمواج كأس العالم‏!‏

ومبروك للفريقين هذا النهائي المشرف للكرة الإفريقية الذي آزال آثار مباراة الذهاب التي شهدت الخوف والحذر والدفاع‏..‏ فلعبا هذه المرة بجرأة وشجاعة‏..‏ فهذه هي كرة القدم‏..‏ إنها لعبة الشجعان‏..‏ وقد كانت مفاجأة النجم هي الهجوم‏..‏ وكان عقاب لاعبي الأهلي قاسيا علي ذلك‏!‏
‏
هدف أبو تريكة‏:‏ في الدقيقة‏19‏ مرر محمد بركات إلي أبوتريكة‏,‏ ففاجأ الجميع‏,‏ بقذيفة سكنت الزاوية اليسري لحارس النجم أوستين‏..‏ وكنا نعرف صاروخ تاو‏,‏ وصاروخ كروز‏,‏ هاهو صاروخ جديد في صناعة السلاح طراز أبو تريكة‏..‏ ونحذر مصانع السلاح العالمية‏'‏ حقوق الابتكار محفوظة‏'..‏ ولاحظ أن عماد متعب قام بحركة قطع نحو اليمين بينما كان أبو تريكة يسدد مما فتح الطريق إلي المرمي للصاروخ‏!‏
‏
هدف اسامة حسني‏:‏ في الدقيقة‏52‏ أرسل محمد عبد الوهاب تمريرة عرضية برازيلية إلي رأس اسامة حسني ليحولها قذيفة من خارج الياردات الست‏,‏ لتسكن الزاوية اليسري لحارس مرمي النجم‏..‏ ماهي حكاية الزاوية اليسري ؟‏!‏
‏
هدف بركات‏:‏ من الجهة اليسري رواغ محمد بركات أحد مدافعي النجم وأرسل كرة قوية في الزاوية اليمني لحارس مرمي النجم‏..‏ وقد كانت خدعة‏,‏ فقد كان الحارس ينتظرها في اليسري كالعادة‏!‏

علي أي حال دعونا نعترف بالمفاجأة‏..‏ لقد فاجأ مدرب النجم الساحلي محمد بازداريفتش وهو فرنسي الجنسية وبوسني الأصل‏(‏ أضطر إلي قراءة الاسم كل مرة أحاول كتابته لصعوبة نصفه الثاني‏!)..‏ فاجأ مدرب النجم الجميع وشاهدنا نجما مختلفا يلعب بأداء هجومي ونزعة جريئة لم نشاهدها منه في سوسة‏.‏ فلادفاع منطقة ولاتراجع ولااستسلام مع الاعتذار لفان دام‏.‏ فهو يهاجم برأسي حربة جيلسين وأو كيبارا‏,‏ ويساندهما أحمد الحامي‏,‏ ومروان بكري‏,‏ وقيس الزواغي‏,‏ من الوسط‏.‏ إلا أن الظهيرين كانا يلعبان بحذر‏.‏ وعلي الرغم من هدف أبوتريكة وتقدم الأهلي‏,‏ إلا أن الأعصاب ظلت مشدودة ومتوترة لأن التعادل لصالح النجم‏..‏ وقد كانت الهجمات المرتدة بالغة الخطورة‏,‏ فهي سريعة ومباغتة‏,‏ ولاحت منها أنصاف وأشباه الفرص‏,‏ ليست فرصا حقيقية‏,‏ لكنها أصابت‏20‏ ألف متفرج بالخضة‏..!‏

لكن ماذا عن الأهلي ؟‏!‏
‏(1):‏ بدأ الفريق بتغيير طفيف في تشكيلاته الأخيرة‏,‏ بإشراك أسامة حسني بدلا من إسلام الشاطر‏.‏ وقيد هذا التغيير من حرية محمد بركات‏,‏ حيث التزم بواجبه الدفاعي والتحرك في الجبهة اليمني‏,‏ وقد منح مانويل جوزيه الحرية لمحمد أبوتريكة‏,‏ فهو يتحرك بين الجبهتين اليمني واليسري عرضيا‏,‏ مع ميل أكبر للعب في الجهة اليمني‏,‏ باعتبار أن النجم الساحلي يحفظ تحركات محمد بركات‏..‏ لكن هنا يثور السؤال المهم جدا‏:‏ ألا تحسم سرعة بركات المواقف الصعبة‏,‏ واللاعب بتلك السرعة يجد حلولا للتهديف ؟‏!‏

:‏ النجم الساحلي ضيق المساحات وظهر بصورة أفضل كثيرا من المباراة الأولي‏,‏ فهناك سرعة ارتداد لبناء حائط دفاعي من لاعبي الوسط عند فقد الكرة‏,‏ فيما تباطأ الأهلي في بناء هجماته‏,‏ لأن هناك حرصا شديدا علي عدم فقدها بلامبرر‏..‏ وهنا كانت الفرص قليلة طوال فترة طويلة‏,‏ خاصة أن الكرات العرضية محدودة بسبب تأخر بركات ورقابته‏,‏ وعندما تحرك عماد متعب إلي الجهة اليمني في مناورة جيدة أرسل تمريرة عرضية إلي ابو تريكة المنفرد تماما لكنه لم يلحق بالكرة‏!‏

(3):‏ الواجبات المحددة للاعبي الوسط شوقي وحسن مصطفي مرهقة‏,‏ وهما أقل عددا من الوسط التونسي‏,‏ وهما أيضا لايقابلان الزواغي والبكري و الحامي مبكرا‏,‏ بجانب أن هؤلاء الثلاثة لاينتظرون أصلا ويرسلون تمريرات طولية في العمق في إطار الهجوم المضاد‏,‏ يضاف إلي ذلك أن هجوم النجم وتحركات الثنائي جيلسين وأو كيبارا شتت خط ظهر الأهلي في بعض الأحيان‏!‏

:‏ تغير سيناريو المباراة تماما بعد هدف أسامة حسني في بداية الشوط الثاني‏,‏ فالهدف جعل مهمة النجم الساحلي صعبة‏,‏ حيث كان يلعب علي التعادل باعتباره كافيا‏,‏ ويسعي لتحقيقه بالهجمات المرتدة‏.‏ إلا أن النجم بدأ يهاجم بخطوطه‏,‏ ويضغط علي دفاع الأهلي بزيادة عددية‏,‏ وأصبحت المباراة مفتوحة للغاية والمساحات تضيق تدريجيا في دفاع الأهلي بينما تتسع في دفاعات النجم‏,‏ مما أتاح الفرصة لبركات وأبوتريكة واسامة حسني وعبد الوهاب لتشكيل مجموعة هجوم تلعب بعض الجمل التكتيكية التي تهدد مرمي النجم‏!‏

:‏ تغيير لاعب قد يعني تغيير الطريقة وخطة اللعب‏,‏ والواقع أن مانويل جوزيه دفع بإسلام الشاطر بعد الهدف الثاني لتعزيز القدرة الدفاعية لفريقه‏,‏ علي أن يمنح بركات حريته التي سلبت منذ بداية اللقاء‏..‏ ثم إن هجوم بركات يمثل ضغطا وشكلا من اشكال الدفاع الإيجابي‏,‏ فالقضية أن تجبر المنافس علي التراجع‏,‏ لكن كيف تفعل ذلك وأنت أصلا تتراجع ؟‏!‏ وأين كان التأثير والدور الهجومي الخطير المعتاد لبركات منذ بداية المباراة ؟‏!..‏ لقد انتقل بركات إلي الجناح الأيسر وشكل خطورة كالعادة‏,‏ فهو خطر في اليمين‏,‏ وخطر في الشمال‏..‏ ومن تمريرة عرضية أرسلها إلي أبو تريكة أهدر صاحب الصاروخ هدفا لايضيع‏!‏

:‏ فريق النجم صورته أفضل بكثير في هذه المباراة عن صورته في المباراة الأولي‏,‏ لكنه إجمالا‏(‏ في مجموع المباراتين‏)‏ لايملك النجوم والخبرات الكافية‏,‏ وهجماته تقليدية‏,‏ ليس فيها تلك الجمل التكتيكية الجديدة خاصة في الجزء الهجومي الأخير أو في منطقة دفاع الأهلي‏..‏ والواقع أن مدرب النجم الساحلي‏(‏ راجع اسمه في البداية‏)..‏ أجري ثلاثة تغييرات‏,‏ فكان يخرج لاعبا ويدفع بآخر‏..‏ والنتيجة أن زيد مثل عبيد أو الحاج الزواغي مثل الحاج غزالي‏..‏ مبروك للأهلي كأس إفريقيا‏!‏



منقول من أحدى الصحف المصرية

باركوا معى للأهلى ولأحبا ب الأهلى


تحياتى
باربى