عرض مشاركة واحدة
قديم 07-07-2009, 06:14 AM   #2
مشرفة المنتديات الأدبية
~أُُنثـَىَ غًزلْتْ مٍنْ خْ ـــيوط الحب~


الصورة الرمزية هدولة الحب
هدولة الحب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 9440
 تاريخ التسجيل :  Feb 2006
 أخر زيارة : 02-12-2014 (12:25 PM)
 مشاركات : 8,676 [ + ]
 التقييم :  7621
 الدولهـ
Syria
 الجنس ~
Female
 نقاطي :
نقاطي : 10
 مزاجي
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
ما دمت لي قلبي ترى الراس مرفوع
ما همني طيب العرب من رداها..
و ما دام اسمك داخل القلب مطبوع
روحي ترى لدموع عينك فداها..
لوني المفضل : Hotpink
الدولة: الإمارات العربية المتحدة













اهلا بالحياة...




في صُبْحِ كلِ يومٍ جديد..

أتَمَشّى مع رفيقَتي..


نستمتعُ بالجوِ الجميل..


نستنشقُ الهواءَ العليل..


نحْتَسي قهوةً لذيذة..


في المَقْهى الذي في آخرِ الشارع..


و في ذاتِ مرة..و كالمعتاد..



جلسنا على نفسِ الطاولة..في نفسِ الركْن..


و كانَ المقهى خالياً..


و الشمسُ بأشعتها اللؤلؤية تقتحمُ المكان..


و فيروز..بصوتها المُخمليّ ..


تشدو بأروعِ الكلمات ..و أعذبِ الألحان..


و قلبي كالمَقهى كان خالياً ..من قصص الحُبِ و الغرام..



لَحَظات..و جاءَ النادلُ بفنجانَي القهوة..


وضعَهُما على الطاولة..و ذَهب..


أخذنا نرتَشِفُ منهما..و نَتَجاذبُ أطرافَ الحديث..


و بينما طَرَفُ الفنجانِ بين شَفَتَي..


لَمَحْتُ رَجُلاً يدخلُ المقهى..


كانَت نَظَراته حادّة..


و تَقاسيمُ وجههِ ترسِمُ غُرورَ الفنّانِ المُبدِعِ بفَنّه..


و رجولةَ البَطَلِ في الأساطيرِ القديمة..


كانَ يمشي بِخُطىً ثابتة..


مَرّ من أمامي..


كنَسْمَةٍ باردةٍ في يومٍ حار..


كشَجَرةٍ شامِخةٍ ..يفوحُ منها عبيرُ الأزهار..


لقَد فُتِنْتُ بشموخِهِ..بغرورهِ..بعِطرِهِ النَدِيّ..


فمُذْ رأيتُهُ ..


تلاشَتْ كلُ سنين عمري من ذاكرتي..


تَوَقّفَ الزَمن..


تَعَطّلتْ حواسي..إلا عن مُلاحقَتِه..


مَشى..و على طاولةٍ قريبة..جَلَسَ بهدوء...


طلبَ القهوةَ بدونِ سُكّر..


وضعَ هاتفهُ الجوال أمامَهُ على الطاولة..


إلتَفَتَ ناحيتي..لَمَحْتُ عينيه..


لكنهُ أبداً ما لمحني..


وَيْحَ قلبي...


فلأولِ مرةٍ أشعرُ بهِ يخفقُ بسرعة..


أحْسَسْتُ بحُمّى في رأسي..


و قَشْعريرة بردٍ في جسدي..



بخفةٍ..تناول فنجانَ القهوة..


قَرّبَهُ على شَفَتَيه...و ارتَشفَ منهُ رشفةً..


ثُمّ من جَيْبِ قميصِه..


أخرجَ علبةَ السجائر..و وَلّاعةً مُذهبة..


أشعلَ سيجارةً..


و أخذ يُقَلِّبُها بيدِه..و يُقَبِّلُها بشفَتَيه..و يَحْرِقُها بأنفاسِه..


شعرتُ بقلبي يَتَقَلّبُ بين يديه كما السيجارة..


و روحي تنسابُ مني..


و تُرتَشفُ بروحِهِ كُلما ارتشف من قهوته..


تَرَمَّقْتُهُ..عَّلَهُ يلمحُني..


ناديتُهُ بقلبي..استجْدَيتُ منه النظرة..



هُنيهةٌ مرّتْ...


و حواسي في عالمهِ اسَقَرّتْ..


وأخيراً...لمحني..نظرني...


و بسرعةٍ أدارَ وجهه..


ثُمَ عادَ و التفتَ لي..نعمْ..رآني...


رمَقَني و أطالَ التَرَمُّق..


و أنا..قلبي صارَ يرجف..و بشدةٍ يخفق..


رشفَ من قهوتِه..


و رماني بابتسامةٍ مُتلألئة كأشعة شمسِ الصباح..


و رشقني بنظرة..


أنارتْ دنيتي..كالقمرِ في غَلَسِ الظلام...


أحببتُهُ...عشقتُهُ...تمنّيتُهُ..


قلتُ لهُ بعَيْنَيّ أحلى الكلام..


شعرتُ به...في نظرته..في لفتته..


يردُّ على عينيّ السلام..


ترك القهوةَ و السيجارةَ و الجوال..


تَوَجّهَ إليّ ..اقتربَ مني..نظرني..و طالت النظرات..


شَمَمْتُ عِطرهُ..فتيَقّظت مشاعري..


و تاهت من بين شَفَتَيّ الكلمات..


بدون سلام..و بدون أيّ مُقدمات..


دعاني لصحبته..خارج المقهى..


لبيتُ بقلبي..قبلَ جسدي..


غادرْنا المكان...و مشينا..


عرفتُ عنهُ كلَ شيء..


أحببتُ فيه كلَ شيء..


حدثتُهُ عن ليلِ حياتي الطويل..


قبلَ ان تشرقَ عليّ شمسُ حبهِ..


فما تركتُ من عذابي و من فرحي ايّ حكاية..


تكلمنا..و لمْ نجدْ للكلامِ نهاية..


غطّانا الليل برقتِه..و أوصلنا إلى مكانٍ بعيد..


استنرنا ببدرِه..و تَلَحّفنا بنجومِه..


تعانقنا..فامتزجنا..كالدمِ الواحد في الوريد..


آه كم عشقتُهُ..و كم هِمتُ فيه..


آه كم أحببتُ عشقي له..و ذوباني فيه..


فقد صارَ لي شمسي المنيرة..


و بطلَ أحلامي الصغيرة..


صار روحي و حياتي..


بسمتي و أمنياتي..


و كلَّ آمالي الكبيرة..


معَهُ فجأة..تَفَتّحّ قلبي..على أسمى معاني العشقِ و الهيام..


معهُ لمَسْتُ معنى الشروق..


و معنى تخييم الظلام..


و معنى ابتسامةِ قلبِ العاشق..و معنى الأمانِ و الإنسجام..


في سويعات..


عشتُ معهُ..كلَ قصصِ الحُبِ الجميلة..


شعرتُ معه بما لم أشعُر..في سنين عمري الطويلة..


تَشَرّبتُ لوعتَهُ ..


بعذْبِ كلماتِه..


و دفءِ لمساتِه..


ببريقِ نظراتِه..


و حرارة آهاتِه..



بعدَ ذاك العشق الذي غمرني و دفّاني..


شعرتُ ببردٍ يلسعُ شفتَي..


فكانت قهوتي ..قد بَرَدَتْ..


و رفيقتي امامي تنظرني باستغراب..


و هو لا زال في مكانه..


وقف مبتسماً..لما اقتَربَتْ حبيبتُه..


تناولَ يدَها..و قَبّلَها..و جلسا بكل انسجام..


هدأ قلبي بعدما استوعبتُ كلّ تلك الاوهام..


تَنَهّدْتُ ..و ضحكْتُ..


امسكتُ بيدِ رفيقتي..و مَرَرْتُ امام طاولته..


نظرَ لي..قلتُ له بعينيّ عبارات شكر و امتنان..


غادرتُ المقهى مُقبلةً على لذائذِ الحياة..


غادرتُ و روحي تبحث لها في نعيمِ الحُبِ عن مكان..


و قلبي في بحر الغرام يبحث عن طوق نجاة..


تنفست الهواء..فتحت قلبي..كتبت له عنوان..


اهلا بالحُبِ و العشقِ..


اهلا بالحياة...


بقلم // المبدعه

رد روحي