منتديات الحب - عرض مشاركة واحدة - {{ مـوسـوعـة الـعـطـورات }} ارجوا التثبيت

07-19-2006, 09:04 PM

كيف كان العود ؟

كان العود مجرد أخشاب أشجار يستفيد منها سكان المناطق القريبة
من غابات العود في الإحتطاب والتدفئة في ليالي الشتاء الباردة حيث كان العود منتشر
آنذاك بكميات كبيرة جداً. وفي تلك الفترة كانت تفوح رائحة العود سماء تلك المناطق
وكانت تشم رائحته عبر عشرات الكيلومترات

..........................................

هل كان الإكتشاف صدفة ؟

كان هناك دعاة بجزيرة العرب يطوفون ببقاع المعمورة للدعوة الإسلامية
وفي عام 1596م اتجه الدعاة إلى الهند وبالتحديد في منطقة تدعى آسام
وفي طريقهم إلى القرى كانت رائحة العود تشد انتباههم طوال مسيرتهم وكانوا يتسائلون
فيما بينهم عن مصدر هذه الرائحة حتى وصلوا الى قرية ودخلوا إحدى المنازل هناك
فسألوا صاحب المنزل عن مصدر هذه الرائحة فأجابهم بأنهم يحرقون هذا النوع من الاخشاب
لغرض التدفئة عوضاً عن الخشب العادي بسبب أن الخشب العادي مسيل للدموع
ويسبب إشعاله اختناق أهل البيت وأدى الدعاة مهمتهم وحين اعتزموا الرحيل
قدم صاحب المنزل كمية من هذه الاخشاب إلى شيخ الدعاة
وذلك نظراً لإعجابه الشديد بهذه الرائحة.

.........................................

كيف دخل العود إلى الجزيرة العربية ؟

عاد الدعاة إلى الجزيرة العربية قام شيخهم بتوزيع تلك الاخشاب المهداة
من القرية على أصحابه وذوي الجاه والمشايخ كهدايا نادرة
لم يسبق بتقديمها شخص من قبل ، فنالت تلك الهدايا إعجاب الجميع
وكانت لها صيحة مدوية لطيب رائحتها وحسن إستعمالها.

.......................................

الإنطلاقة الأولى لتجارة العود.

أعجب كل من شم رائحة تلك الاخشاب ونالت الإستحسان
فطلب أصحابه وذوي الجاه والأعيان من الشيخ السفر ثانية الى الهند
وهم يقومون بأعباء السفر وقام بالرحلة ووصل وأثناء قيامه بجمع تلك الاخشاب ( العود )
استنكر أهالي القرية فعله لكونه غريب عن القرية ورفضوا عمله.
وما كان منه الا أن تصرف بحكمة وبعد نظر حيث قام بالزواج من إحدى نساء القرية
ولكن شريطة البقاء بها فقبل وبذلك أُعتبر واحداً من أهالي القرية.
و تمكن من جمع تلك الاخشاب ( العود ) وعاد بها الى الجزيرة العربية
حيث قام ببيعها بمبالغ باهظة. بعد ذلك عاد الى الهند و اعتبرها موطناً له.
وكان يتخذ من أبنائه ركيزة أساسية في التجارة بإرسالهم الى جزيرة العرب
ومعهم كميات كبيرة من العود لبيعها. ونظراً لأن أهالي الجزيرة العربية أولعوا بالعود
فقد تكللت مساعي الأبناء ومضت قدماً الى النجاح في تجارة العود.

..........................................

وماذا بعد العود ؟

بعد النجاح الكبير الذي حققته تجارة العود في الجزيرة العربية
قام شيخ الدعاة بالتفكير في استخلاص عطر من العود وذلك لمرونة حمله والتعطير به
ولكن بائت جميع محاولاته بالفشل. وبعد وفاته رحمه الله خلفة ابنه الأكبر حيث قام بمحاولة إستخلاص دهن العود استنباطاً من عملية استخلاص العطر من الياسمين
( العطر الأول في العالم ) ولكن بائت أيضاً محاولا ته بالفشل.
ولكنه لم يستسلم للفشل بل إستمر في المحاولات حتى تمكن من إستخلاص الدهن
بطريقة التقطير.

.........................................

مواصلة النماء على يد الأبناء.

قد كان لزاماً على الأبناء المحافظة على المجد الذي بناه الأباء
وما كان من الابن الأكبر إلا أنه قد علم( ابنه) حفيد شيخ الدعاة رحمه الله
فنون العمل الشيق استخراج دهن العود ومضى الحفيد على وصايا والده وجده
وكان يسافر باستمرارإلى جزيرة العرب لإيصال كميات من دهن العود والعود البخور
قبل وفات والده. وبعد وفات والده قام حفيد شيخ الدعاة بالإستناد على ابنه
وذلك بإرساله الى الاعيان والمشايخ في الجزيرة العربية وكان يحرص الحفيد
على البقاء بدياره لأنه الوحيد القائم باستخلاص الدهن ويقوم ابنه بالتوزيع.

.....................................

يمضي الوقت،، يتعاقب الزمن،، وتبقى الجودة ‍!

قام ابن الحفيد بجمع أكبر عدد ممكن من محبي العود والعطور في الجزيرة العربية
خلال زياراته التي كان يقوم بها وحببّ كذلك كل من كان لا يعرف شيئاً عن هذا الكنز الرائع
وبعد برهة من الزمان وبسبب الهرم والسن الطاعن قلد ابن الحفيد زمام الأمور لابنه
وما كان له هذا التقليد من أثر كبير في الجزيرة العربية حيث كانوا يثقون
بهذا المجد المتوارث وبدأ الابن رحلته...