بالصور.. "فيس بوك" يُحارب الانقراض بصفقات الموسم.. شراء "واتس آب"
بـ19 ملياراً.. و"سناب شات" يرفض عرضاً بـ3 مليارات.. و"إنستجرام"
تدخل فى برامج الاستحواذ.. والملايين لشركات صغيرة



مارك زوكربيرج
كتب حسن مجدى

تقاوم "فيس بوك" الانقراض.. صدق أو لا تصدق فهذا هو التعبير الذى بدأ يطفوا
على السطح خلال العام الماضى، وتطور ليصبح تأكيد أن فيس بوك سيختفى
خلال السنوات القليلة القادمة مثله مثل عدد كبير من الشبكات الاجتماعية
التى شغلت العالم سنوات ثم اختفت، وهنا ترتفع الأسئلة حول كيف يمكن
أن ينقرض فيس بوك، وكيف يقاوم الانقراض بصفقات كلفته
عشرات المليارات خلال العام الماضى وهذا العام؟

النظرية الأهم والأكثر واقعية نشرها موقع ماشابل بداية العام الماضى،
وكشفت تحركات فيس بوك الأخيرة بالفعل عن أهميتها واستيعاب مارك زوكربيرج، الملياردير الشاب
الذى أنشأ فيس بوك، لها، فهى كانت تؤكد أن الشبكة الاجتماعية الأكبر عالمياً
ستنقرض بسبب اتجاه المستخدمين نحو الهواتف المحمولة والحواسب اللوحية،
وأشارت إلى أن فيس بوك رغم تطوير تطبيقاته للهواتف المحمولة
تظل متعته الأكبر على الحاسب الآلى، فهو موقع ضخم وشبكة كبيرة معقدة،
ومع الوقت سيبدأ ظهور عدد من التطبيقات الصغيرة التى تحمل متعة
أكبر فى الهواتف تقوم بسحب الجماهير والبساط من الموقع بالتدريج حتى يختفى فى طى النسيان.



"إنستجرام" هى صاحبة المتعة الأكبر لمستخدمين الهواتف المحمولة
لمشاركة صورهم، حيث أن تحميل الصور سريع ولا يحتاج استخدام
عدد كبير من البيانات إضافة إلى تعديل الصور بشكل مبهر وضبط الألوان والإضاءة،
فى حين يملك "واتس آب" عجلة القيادة فى الدردشة، لا توجد رسائل تتوقف
ولا ترسل إلا فى أضيق الحدود بعكس برنامج فيس بوك للدردشة،
إضافة إلى استخدام أقل قدر من البيانات وضغط الصور قبل إرسالها،
وبدأ عدد مستخدمين التطبيقات فى الارتفاع وتعدى فى كثير من دول العالم
مستخدمين فيس بوك، والآن فيس بوك يستحوذ على الاثنين مقابل
مبالغ جبارة، ولكن قصة الهروب من الانقراض تمتد لأكثر من ذلك.



150 إلى 200 مليون دولار هو ما جنته شركة " Onavo" الإسرائيلية على طريق هروب فيس بوك
من الانقراض وانضمامه إلى العالم الجديد على الأجهزة المحمولة وفقاً
لموقع "CalCalist"، فالشبكة الاجتماعية الأكبر عالمياً دفعت هذا المبلغ لشراء "Onavo"
التى قدمت مجهوداً جيداً فى تطوير الخدمات التى توفر استخدام أمثل للبيانات المتنقلة.

وقالت شركة "Onavo" على مدونتها، أنها بدأت مشوارها قبل ثلاثة أعوام،
وقد وضعت نصب أعينها هدفًا واحدًا وهو مساعدة المستهلكين والشركات التقنية
على العمل بكفاءة أكثر فى عالم البيانات المتنقلة، مشيرة إلى أنها قد
قامت منذ ذلك الوقت، بتطوير عددًا من التطبيقات، ومؤخرًا خدمة "أونافو إنسايتس"،
وهى أول خدمة لإدراك سوق البيانات المتنقلة، وهى تعتمد على البيانات اللحظية.



وجلبت الشركة مكسباً لإسرائيل، حيث تحافظ الصفقة على تواجد الشركة
فى الدولة العبرية لتصبح أول مركز للأبحاث والتطوير تابع
لفيس بوك هناك، وفقا لما نقلته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.

الصفقة الأخرى التى أجراها مارك زوكربيرج - المطور الشاب الذى رفض بيع
فيسبوك للشركات الضخمة حين أنشأه- لصيد أعمال المبرمجين الشباب
وضمهم لشركته الضخمة الآن كانت فى الهند، وهى أيضاً كانت لدخول عالم الهواتف الذكية.

" Little Eye Labs".. هذا هو عنوان الشركة الصغيرة التى أنشأها قبل عام
حفنه من المهووسين ببناء أدوات أفضل لمساعدة مطورين برامج الهواتف الذكية
فى الهند واشترته فيس بوك هذا العام بمبلغ يتراوح بين 10 إلى 15 مليون دولار.



وتعمل Little Eye Labs، على تطوير أدوات يمكن أن يستخدمها مطورين تطبيقات
نظام الأندرويد – الخاص بالهواتف الذكية من جوجل - لتحليل وتعزيز كفاءة التطبيقات
الخاصة بهم، وأطلقوا إصدارهم الرسمى الأول مطلع أبريل، ومنذ ذلك الوقت
قام عدد كبير من مطورين الأندرويد والمختبرين باستخدامه لقياس وتحليل وتحسين أداء التطبيقات الخاصة بهم.

وعلى عكس الشركة الإسرائيلية، يقوم عقد فيس بوك بنقل فريق الشركة
الهندية إلى مقر فيس بوك فى ميلنو بارك، بكاليفورنيا، وقال منشئو الشركة
عبر موقعهم الرسمى عن الصفقة "نحن سعداء بأن نصبح جزءاً من هذا الفريق
الذى لا يصدق"، وأضافوا "هذه فرصة لنا للتأثير على أكثر من مليار شخص يستخدمون فيس بوك".

على هامش مؤتمر مطورى تطبيقات الجوال كانت فيس بوك تعلن
عن استمرار محاولتها المستميتة لمواجهة شبح التوقف والاختفاء
مع عالم أشباح الشبكات الاجتماعية، الذى لطالما كان مجنوناً بالتهام أبطالة،
وهنا كان الإعلان عن شراء شركة “Parse” المتخصصة فى تطوير التطبيقات
والبرامج السحابية؛ وذلك لتطوير وتسهيل تطوير مثل هذا النوع من التطبيقات
لصالح شبكتها الاجتماعية وتقديم مجموعة كبيرة من الأدوات مثل تخزين البيانات ونظام إدارة الإشعارات.



وحاول المتحدث باسم “Parse” إبعاد الشبهات عن فيس بوك فى ذلك
الوقت قائلاً إن هذه تعتبر عملية استحواذ وليست اقتناص مواهب،
منوهاً أن فيس بوك واحدة من أبرز الشركات التى تعمل على تطبيقات الانترنت بإتقان.

ببساطة هذه الخطوة كلفت فيس بوك 85 مليون دولار..
الرحلة حتى الآن تبدو مكلفة، ولكن "سناب شات" سيجعلها شاقة أيضاً.

تخيل برنامج صغير تقوم فكرته على السماح بتبادل الصور لمدة لا تزيد على
ثوان قليلة تختفى بعدها الصورة من الهاتف المنقولة له، وفى حالة طباعة الشاشة
يتم تنبيه مرسل الصورة، هذا هو "سناب شات" الذى شكل ضجة واسعة
فى عالم الهواتف الذكية.. كم عرضت فيس بوك لشرائه من المطور الشاب
الذى أنشأه؟.. تجيب وول ستريت جورنال "3 مليارات دولار نقد" والمطور "رفض العرض".

ايفان سبيجال، المؤسس والمدير لسناب شات، أكد فيما بعد لمجلة فوربس
تفسيراً لرفضه، وقال "عدد قليل من الناس فى العالم يمكنهم بناء مثل
هذه الأعمال"، وتابع "أعتقد أن بيع هذا مقابل مكسب على المدى القصير
ليس مثيراً للاهتمام".. تواجد أكثر من "سبيجال" فى عالم التطبيقات سيمثل تحدياً حقيقياً لفيس بوك.

"مليار دولار".. هذا هو الرقم الذى جناه مطورو Instagram من استحواذ
فيس بوك عليه، لتضمن الأخيرة لنفسها مقعداً هاماً فى السيطرة على مشاركة
الصور عبر العالم المحمول الذى يبدو واضحاً أنه سيدير حياتنا بشكل كامل قريباً.

Instagram وقت شرائها كانت تمتلك أكثر من 31 مليون مستخدم، ولتفسيرها لن تجد
أفضل من مارك زوكربيرج نفسه، والذى كتب عبر صفحته الشخصية أنه كان معجباً
جداً بخدمات وتطبيقات ومزايا Instagram والتى تظهر فى تشابكه مع العديد
من الشبكات الاجتماعية الأخرى، وذكر أن فيس بوك يسعى للاستفادة من
التطبيق وخبرات وإمكانات مطوريه، وفى نفس الوقت سيساعد فيس بوك
فى تنمية هذه الخدمة التى نشأت منذ وقت قريب فى أكتوبر 2010.

19 مليار دولار للحصول على "واتس آب" – برنامج الدردشة الشهير الصغير
على الهواتف الذكية - رقم مجنون، ولكن هذه الأرقام كافية لإعادة العقل..
مليون مستخدم ينضمون لـ"واتس آب" يومياً، ووفقاً لإحصاءات دقيقة من شركة Onavo،
يزيد عدد مستخدمين "واتس آب" فى كل الدول الأوروبية باستثناء فرنسا
عن عدد مستخدمين فيس بوك، وفى بعض الدول مثل إسبانيا
جاء الفارق ضخماً لصالح التطبيق الصغير.

وذكر تقرير Onavo أن نسبة الاستخدام النشط لـ"واتس آب" تفوقت
على "فيس بوك" فى كل دول العالم باستثناء الولايات المتحدة واليابان وفرنسا وكوريا الجنوبية،
فيما جاءت نسبة الاستخدام مماثلة فى دول أخرى مثل كندا ونيوزلندا.

المشكلة الكبرى فى نجاح هذه التطبيقات وانتشارها ليس فقط عدد المستخدمين
الذين تجذبهم أمام أعداد فيس بوك، ولكن فى الفئة العمرية لهم،
فمعظم مستخدمى هذه التطبيقات الصغيرة هم من المراهقين والأطفال،
وهو ما يعنى أن المستقبل لهذه المواقع الصغيرة، وأن رحلة فيس بوك
لتجميع الابتكارات الصغيرة فى سلة واحدة كبيرة سيظل مجرد محاولة للحفاظ
على الموقع الضخم من جانب، ولكن ربما أيضاً للحفاظ على الشركة فى قمة
إدارة العالم الاجتماعى حتى فى عصر يختفى فيه موقعها الكبير.



لكم خالص ودي واحترامي
دموووعه