علـى ظــهره عــارية

على ظهره عارية!

وقفة تربوية

كنت أنتظر الطبيب في مستشفى مبارك الكبير في الكويت، فرأيت شاباً طويل القامة،

ممتلئ الجسم يلبس بنطالاً وقميصاً ملوناً لاحظت صورة كبيرة لامرأة عارية على

ظهره! فتقززت من هذا المنظر، وبدأ الدم يغلي في عروقي على هذا الاستهتار

والعبث، والتخلي عن القيم.. واحترت ماذا أفعل؟؟ هل أنكر عليه وأوبخه أمام

الناس؟ وإذا فعلت ذلك فهل سآمن من لسانه، وربما من يده؟؟ أسئلة كثيرة بدأت

ترد علي، ومحاكمة في قاعات نفسي علا فيها صوت الشبهات والردود، بين

المنطق الشيطاني والرد الإيماني، أوقفت المحاكمة وأسكت جميع الشبهات، وتزيينات

الشيطان، واتجهت إلى ذلك الشاب، بعد أن اغتنمت فرصة الانفراد به بعيداً عن

جمهرة الناس، وأول خطوة بدأت بها معه هي الابتسامة العريضة من أعماق قلبي،

مما اضطره لأن يجاملني ويبتسم، وتقدمت نحوه، لأبدأ بالخطوة الثانية وهي

مصافحته لأتركه في حيرة من أمره، وتساؤلات بينه وبين نفسه لأصهر الجليد الذي

يحجزني عنه، ثم بدأت الخطوة الثالثة وهي الثناء على شيء جميل فيه، فقلت له إن

ذوقك باختيار القميص رائع، وإذا به يرد عليَّ سريعاً: أحقاً ما تقول أم هي

مجاملة؟؟ فلما رأيته تفاعل معي، بدأت الخطوة الرابعة قائلاً: لا إنها ليست مجاملة

بل حقيقة، ولكن فيه عيباً واحداً، قال بتلهف وما هو؟ فأسررت في أذنيه حتى لا

يسمعني القريب... لقد رسمت صورة لامرأة عارية خلفك.

وإذا به ينتفض بما لم أتوقعه، وهو يقول: أحقاً ما تقول؟! والله لا أدري والله لا

أدري، جزاك الله خيراً على هذا التنبيه وبدأ يلصق ظهره بالحائط حتى يواري

الصورة عن الآخرين... وبدا نادماً على ذلك واستمر في شكري وتأسفه حتى غادر المكان.

--------------------------

قبل أن نحكم على الناس بأنهم لا يقبلون منا النصيحة، هل جربنا الحكمة في الإنكار؟؟


** مجـلة المجتـمع **