وجه الإرهاب الكالح يظهر في جدة

بعد عام ونصف من انحسار العمليات الاجرامية للفئة الضالة

مرة أخرى، وفي محاولة يائسة للفئة الضالة يطل الارهاب بوجهه الكالح في مدينة جدة، ومجددا يشتم سكان الشرفية رائحة الرصاص الغادر، الذي اطلق هذه المرة من احد المباني المجاورة على الحراسات الخارجية لسجن الرويس مما تسبب في استشهاد اثنين من رجال الامن واثارة الخوف في العمائر المجاورة للمنطقة التي سيطرت على مداخلها ومخارجها قوات الأمن التي تواجدت بشكل مكثف منذ اطلاق النار في الرابعة من مساء أمس الخميس. فبعد هدوء تام في مدينة جدة استمر لأكثر من عام وستة أشهر تقريبا، وبالتحديد منذ 14/5/1426هـ وفي عملية (الكيلو 14) التي قتل فيها الارهابيان كمال سامي فوده ومنصور مصطفى الثبيتي بعد ان اطلقا النار على رجال الامن من سيارة اغتصبوها من احد المواطنين، لم تشهد جدة حادثا ارهابيا باستثناء بعض المداهمات هنا أو هناك يتم خلالها القبض على بعض المشبوهين والمطلوبين أمنيا. ويمكن القول ايضا انه منذ عملية حي الربوة (3/2/1426هـ) التي اقتحمت فيها قوات الامن احدى الشقق السكنية وقبضت على ثلاثة مطلوبين وقتلت رابعا في تبادل لاطلاق النار ظلت شوارع جدة هادئة بعد هذه العملية التي سقطت ضحيتها مواطنة واصيب زوجها و 14 من رجال الأمن باصابات خفيفة.

أول الاشتباكات
فبعد هذا الفشل الذريع للعناصر الاجرامية واحباط مخططهم ادرك الجميع ان انحسار الارهاب في جدة هو جزء لا يتجزأ من انحسار الارهاب في المملكة نتيجة الضربات الاستباقية والوقائية التي تعقبت فلول الارهاب بمختلف المناطق وحاصرت خلاياه واجهضت مخططاتهم الاجرامية، الا ان ما حدث امس اعاد للاذهان شريط الارهاب الاسود والعمليات التي شهدتها جدة منذ ان عرفت يد الارهاب طريقها الى دروبها في 24/4/1424هـ عندما ضبطت قوات الامن تشاديين احدهما في حي البوادي والآخر في نقطة الشميسي عقب فرارهما من شقة الخالدية في مكة المكرمة اثناء مداهمتها من قبل رجال الأمن.

أول شهيد من جدة
ويمكن القول ان اول حدث ارهابي تعرضت له جدة كان في 15/2/1425هـ وسقط ضحيته أول شهيد من قوات الأمن اثناء مطاردة اثنين من المطلوبين أمنيا في حي 12 محاولة يائسة بدأت من البوادي وأجهضت في محيط سجن الرويس
الكيلو 14 شهد سقوط أخطر ارهابيين.. والقنصلية الامريكية أبرز مواجهة
البوادي. ولم تمر سوى اربعة ايام فقط وبالتحديد في 19/2/1425هـ تعرض رجل أمن لاطلاق النار من مطلوبين يستقلون سيارة كامري شمال شارع المكرونة بجدة فلقى الجندي حتفه.

ضربة موجعة
وبتخطيط محكم للاجهزة الامنية نجحت في 25/2/1425هـ في اعتقال اثنين من المطلوبين امنيا في شقة بشارع التحلية دون مقاومة وكانت هذه العملية النوعية البداية الحقيقية للضربات الاستباقية في جدة، شعرت بعدها قوى الشر والارهاب انها تحت المجهر، وكانت النتيجة هدوءا تاما للعناصر الارهابية التي كانت تعتقد خطأ انها في منأى عن العيون الساهرة اليقظة حتى فوجئت وبعد نحو اسبوع فقط (3/3/1425هـ) بقوات الأمن وبناء على معلومات دقيقة توفرت لديها تداهم شقة مستأجرة باحدى العمائر السكنية في حي الصفا بجدة كان يختبئ فيها بعض المطلوبين، ونجحت قوات الأمن في قتل اربعة من المطلوبين (3 منهم من قائمة الـ 26) وفجر خامسهم نفسه عندما لاحقته قوات الامن حتى حي النزلة، حيث تم القبض هناك على مجموعة اخرى.

أول انفجارين
وبعد ثلاثة شهور من هذه المواجهة في حي الصفا شهدت جدة اول انفجار ارهابي في 26/7/1425هـ أمام البنك السعودي الامريكي بشارع الستين واعقبه انفجار اخر في نفس اليوم امام البنك السعودي البريطاني في شارع التحلية، تم تنفيذهما بسيارتي اجره مسروقتين، وتم القبض على احد منفذي التفجيرين بعد اصابته والاخر تم ضبطه في منزل بشارع ابي فراس بجدة وعثر فيه على اسلحة ومتفجرات، وقادت هذه العملية بعد ذلك الى العثور على كمية من الاسلحة والمتفجرات الاخرى في استراحة بذهبان وصلت اليها وداهمتها قوات الامن في وقت قياسي.
من التفجير الى الاغتيالات
ولم يمض 15 يوما حتى اطل الارهاب بوجهه الكالح مرة اخرى في شوارع جدة، وفي هذه المرة غيرت عناصر الارهاب من تكتيكها وتحولت من القاء القنابل وتفجير السيارات وتفخيخها الى محاولات الاغتيالات وخاصة لبعض العناصر الاجنبية التي تعمل داخل المملكة. وكان حي الزهراء «شمال جدة» مسرحا لاحدى هذه العمليات الاغتيالية الاجرامية التي ذهب ضحيتها الفرنسي «لورائيل راسيل» الموظف بشركة طومسون.

مواجهة حي الجامعة
وفي 26/9/1425هـ اندلعت مواجهة بين قوات الامن وثلاثة من المطلوبين تحصنوا في منزل بحي الجامعة، وتم خلال المواجهة ضبط الثلاثة وكان بينهم «حمد الصاعدي» قاتل الفرنسي «راسيل» بالاشتراك مع السميري الذي قبض عليه لاحقا، كما اسفرت المواجهة عن مقتل رابع وضبط حوالى 100 قنبلة جاهزة للتفجير و 30 مخزنا للسلاح و 8 رشاشات.

أخطر المطلوبين
وفي نفس الحي «الجامعة» حاول الارهابي عصام مباركي في 14/10/1425هـ القاء قنبلة يدوية على احدى دوريات الامن بعد محاصرة سيارته، الا انه فشل ولم تمهله قوات الامن واحبطت محاولته بقتله، وعثر في سيارته على مسدس ورشاشين وقنابل يدوية وانبوبية وبسقوط مباركي تكون قوات الامن اسقطت اخطر المطلوبين انذاك، الامر الذي شتت فكر الفئة الضالة، وجعلهم في موقف العاجز مما دفعهم الى التخطيط لعمل انتقامي استهدف هذه المرة القنصلية الامريكية في جدة.

القنصلية الامريكية
ففي يوم 24/10/1425هـ فوجئ المارة بشارع فلسطين بجدة بخمسة من الارهابيين يقتحمون البوابة الرئيسية للقنصلية الامريكية ويحاولون احتجاز بعض الرهائن داخل القنصلية، واسفر تبادل لاطلاق النار مع قوات الامن عن مقتل اربعة من الارهابيين والقبض على خامسهم في عملية كانت الابرز في كل العمليات التي شهدتها جدة والمملكة منذ ان اندلعت موجة الارهاب الاسود بها قبل ثلاث سنوات او اكثر قليلا.

حي الشرفية
وفي 17/11/1425هـ وبعد تفجيري وزارة الداخلية ومبنى قوات الطوارئ في الرياض بسيارتين مفخختين شهد حي الشرفية بجدة عملية تم خلالها القبض على خمسة مطلوبين بينهم سعودي والباقون من جنسيات اخرى. وفي 3/2/1426هـ اقتحمت قوات الامن شقة سكنية بحي الربوة بجدة وضبطت ثلاثة مطلوبين وقتل رابع بعد تبادل لطلاق النار.، وفي 8/5/1426هـ ألقت اجهزة الامن القبض على عصابة تكفيرية بجدة تضم خمسة تشاديين شاركوا في مقتل المقيم الفرنسي بحي الزهراء بجدة عام 1425هـ.

الكيلو 14
اما آخر العمليات وقبل حادث سجن الرويس بنحو عام ونصف العام فكانت في 14/5/1426هـ ففي ذلك اليوم سقط عنصران من اخطر عناصر الفئة الضالة هما كمال سامي فودة، ومنصور الثبيتي، واثبتت التحقيقات قيامهما باغتيال المقدم مبارك السواط قبل ان تقتلهما قوات الامن في مواجهة الكيلو 14 بجدة.