لاَ بُدْ أَنْ تَعْتَرِفْـ بَـ عْ ـدَ قِرَآءَةْ آلْسُطُوْرْ

لاَ بُدْ أَنْ تَعْتَرِفْـ بَـ عْ ـدَ قِرَآءَةْ آلْسُطُوْرْ



كُلُنَا أَنَانِيينْ وَلا أَحَدَ يَسْتَطِيعُ أنْ يُنكر ذَلِك.
لا تَستَغرب مِنَ المُقَدِمَة، نَعَمْ كُلنا أنَانِيين.
وَأَتَحدَى أنْ تُنكِر ذَلِكَ عَنْ نَفْسِكَ.
الأنَانِية سِمَة الانسَانِ لا يَسْتَطِيعُ الاستِغْنَاء عَنها فِي جَمِيعِ تَعَامُلاته.
صَحِيح تُحِبُ لأخيك ما تُحِبُه لنَفْسِك، وَلكنْ بِأَنَانَية.
لا تَضْحَكْ عَلَى نَفْسِكَ وَتَتذَكَرُ مَواقِفَك مَعَ أقربِ النَاسِ إليكَ.
هَذَا لَيسَ اِتِهَامْ بَلْ إِدَانَة لِوجُودِ مَا يُثبتُ ذَلِكْ، أدِلَةٌ قَاطِعَة تُدِينُك بِالأنَانِية.


تَـنَـبَـهْ مَعيَّ فيما كَتَبْتُ لِتَعرفَ بأنك أناني.


تُحِب أمك وأبوك وتؤثر عَلَى نَفْسِكَ بِالخَيرِ لَهُمَا وَلا تَرْضَى بِأَنْْ يَقُومَا بِعَمَلٍ يُجْهِدْهُما وَتَتَمنَى أنْ لا تَرَى الحُزنَ يُغَطِي تَقَاسِيم وَجهِهِما.
تُحِب إخوتك وتَعْمَل على أنْ لا يَقَعُوا فِي الأخطاء حَتَى لا يُحْرَمُوا مِنْ مُسْتقبَل مُشْرِق بِانْتِظَارِهِمَا.
تُعَامِل أقربائك بكل مَوَدَة واحترام ولا تَفْعَل مَا يُشَوهْ سُمْعَتَك أمَامَهُم حَتى إِن كان يُزْعِجُك ذلك.
تَبْتَسِم لجارك ولا تُزْعِجُه بِانتقاداتٍ لِمَا يُزْعِجُك من تَصرُفَاتِه حتى لا يَزْعَلَ مِنْك.
تُحِبُ مَن تُحِبْ وَلن تَرضَى عَلَى نَفسِك مَا لم يَرضَى عَليكَ مَنْ تُحِبْ وَلَو فِيْمَا لا تُحِبْ.
وَتَفْعَلُ الكَثِيرَ مِمَا لا يَسَعُنِي ذِكْرَهُ هُنَا، إنْ لَم تَفْعَل مَا ذَكَرْتَه فَأنْت بِتَأكِيد تَفعَلُ أغْلَبَه.


مَا ذَكرْتُه سَابِقاً مِن أعمَال لا غُبَارَ عَليهَا فَهِي مِنَ الأمُورِ التي يَجِب عَلينَا أنْ نَعمَلهَا، وَلكن إليكَ مَا تُرِيد، تُرِيدُ أنْ تَعْرِفْ أَينَ تَكْمُنُ الأنَانِية فِي ذَلِك، فَلَكَ ذَلِكْ.


مَا تَعْمَله لِوَالِدَيكَ تَعمَلُه لأجْلِ نَفسِك لِتسْتَمتِع بِدُعائِهِما لَكَ وَثَنائِهِمَا عَليكَ بِمَا تُحِبُهُ لِنَفْسِكَ وَلا تَستَغْنِي عَنْ ذَلكَ وَلو لِيَومٍ وَاحِد.
وَمَا تَعْمَلُه لإخوتك كُلُ ذَلِك لِيَكُونُوا عَوناً لَكَ فِي السَرَاء وَالضَرَاء، وَلا تَحرِمُ نَفْسَك مِن جَزِيلِ عَطَائِهِم.
وَمَا تَعْمَلُه لأقربائك مِنْ مَوَدَة وَتَقْدِير حَتَى تَكُونَ كَالمَلاكِ بَينَهُمَ فَيُقَدِمُوكَ عَلَى أَبْنَائِهِمْ، وَإذَا سَقَطَتَ تَجِدُ مَنْ يَمُدُ يَد العَونِ وَالمُساعَدَة.
وَمَا تَعْمَلُه لجارك حَتَى يَرُدَ لَكَ الابْتِسَامَة بِضِحْكَة مِنَ القَلبِ تَدْعُو لِلمَحَبَةِ وَ الوَلاءْ وَتَحْمِلُ فِيْ طَيَاتِهَا كُلَ عَلامَاتِ الاحْتِرَامْ.
وَمَا تَعْمَلُهُ لِمَنْ تُحِبْ فَهُو فِيْ سَبِيلِ رَاحَتِكَ الشَخْصِية، فَأنتَ لا تَسْتَطِيعُ العَيشَ وَحِيداً بِدُونِه.
وَكُلَ مَا تَعْمَلُه فَأنتَ تَعْمَلُهُ مِنْ أَجْلِكَ أَنتَ فَقَطَ، وهُنَا تَكمُن الأنَانِية.


حَانَ الوَقْتُ لِتَعْتَرِفَ وَتَقُولَ بَأعْلَى صَوتِكَ

أَنَا أَنَانِيْ

لَقَدْ اِعْتَرَفْتُ قَبْلَكَ وَحَانَ دَورُكَ يَا قَارِئ هَذِهِ السُطُورِ لِتَعْتَرِفَ بِمَا تُخْفِيهِ حَتَى يَرَاكَ الآخَرُونَ عَلَى حَقِيْقَتِكَ.


هَذِهِ لَيْسَتْ دَعْوَة لِكَي تَترُكَ مَا أنتَ عَلِيهِ مِنْ أَنَانِيةَ، وَلكِنْ لِتَزِيدَ مِنْ نِطَاقِهَا عَلَى مَنْ عَرِفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ.
هَذِهِ لَيسَتْ دَعْوَة لِكَي تَترُكَ مَا أنتَ عَلِيهِ مِنْ عَمَلِ خَيرٍ لِتُسْعِدَ بِهِ الآخَرِينَ، وَلَكِنْ لِتَزِيدَ مِنْ عَمَلِهَا وَتُوَاصِلْ عَلَيهَا، فَمَا تَعْمَلُهُ مِنْ خَيرٍ فَهُوَ لَكَ وَنَتِيْجَتُهُ لَكَ أيْضاً.


وَفَقَنَا الله وَإيَاكُمْ لِمَا يُحِبُهُ وَيرْضَاهْ




\\أَخُوكُمْ//
//حنـ بجنون ـون\\