الحب بين الحقيقة والوهم والخديعة

لمشاهدة الروابط والصور يجب التسجيل.



لمشاهدة الروابط والصور يجب التسجيل.


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته



الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و سلم

إخواني و أخواتي الكرام..........

الحقيقة ترددت كثيرا في كتابة هذا الموضوع

فعندما أبدء في كتابته ارجع عن كتابته و لكني أنا الآن اكتبه لأقيم الحجة على نفسي أولا و على كل إنسان مسلم عاقل يقرأ موضوعي هذا

[blink]الحب:[/blink]


الحب هو صفة ربانية عظيمة جليلة

و هبها لنفسه وأوجبها لخلقه

فالله عز وجل يحب من أحبه و أطاعة

و يبغض كل من عصاه و اتبع شهوات نفسه

قال النبي صلى الله عليه و سلم (( إذا أحب الله العبد نادا جبريل إن الله يحب فلانا فأحببه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض ))

و في مسلم (( و إذا ابغض عبدا دعا جبريل فيقول: إني ابغض فلانا فأبغضه قال فيبغضه جبريل ثم ينادي في السماء إن الله يبغض فلانا فأبغضوه ))


و كذلك حب النبي صلى الله عليه و سلم واجب على كل مسلم

قال النبي صلى الله (( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وماله ووالده و الناس أجمعين ))


فالحب مودة و قربه في الدنيا و في الآخرة يتلافى المحبين

قال النبي صلى الله عليه و سلم (( المرء مع من أحب ))

و قال الرسول صلى الله عليه و سلم (( يقول الله تعالى يوم القيامة أين المتحابون بجلالي اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي ))

و انظروا يا إخواني الكرام مكانة الحب في الله بحيث أن العبد قد يحشر في زمرة الأنبياء و العباد من دون أن يعمل مثلما عملوه ؟؟

قال خير البشر (( إن من عباد الله لأناس ما هم بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء و الشهداء يوم القيامة بمكانهم من الله )) قالو يا رسول الله, تخبرنا منهم ؟ قال: (( هم قوم تحابوا بروح الله على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها فوالله إن وجوههم لنور وإنهم لعلى نور ولا يخافون إذا خاف الناس ولا يحزنون إذا حزن الناس )) و قرأ الآية (( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم و لا يحزنون ))


هذا هو أفضل حب وهو الحب في الله و حب نبيه صلى الله عليه وسلم

و الحب في الله هو أن تحب الإنسان لقربه من الله عز وجل

إخواني الأكارمكل ما مضي كان ترغيبا في حب الله عز وجل


لمشاهدة الروابط والصور يجب التسجيل.


ولكن كلامي و للأسف الشديد ليس عن فضائل هذا الحب


لكن كلامي عن ما يحدث اليوم

كلامي عن الاستخدام الخاطئ لمفهوم للحب

كلامي عن العشق

كلامي عن الحب المحرم

كلامي عن الهوا الباطل

أعزائي

لم يسلم بيت ولا شاب ولا فتاه من حب الهوى

هل نسيتم قول الله تعالى في كتابه (( ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حباً لله ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعاً وأن الله شديد العذاب ))

و قال الرسول صلى الله عليه وسلم (( ثلاث مهلكات و ثلاث منجيات, فالمهلكات: شح مطاع, وهوى متبع, و إعجاب المرء بنفسه, و المنجيات تقوى الله تعالى في السر و العلانية , و العدل في الغضب و الرضا , و القصد في الفقر و الغنى ))

ولذلك

أحب أن أرسل رسالتين

لمشاهدة الروابط والصور يجب التسجيل.
[/img]

فالرسالة الأولى فهي لك أيتها الفتاه:

يا من قضيت أيامك عزيزة كريمة في بيت اهلك و بين إخوتك

يا من حفظك الإسلام من كل جانب و جعل لك الحجاب سترا

يا من جعل الله أجرا عظيما لمن يرعاك

أختي الكريمة أيتها الوردة المشرقة


أنتي تعرفين أن الرجل كالزرع و انك أنت بمثابة الماء الصافي العذب له

كل منا يعرف أن لك مشاكلا و هموم

و أنت تحتاجين من يساندك و يدعمك لكي تكوني صابرة و مطمئنة على المستقبل الصعب

ولكن لكي تستمر الوردة في بهائها و جمالها يجب عليها أن تحافظ على نفسها

و تحافظ على عفتها و طهارتها و نقائها

و يجب أن تروي نفسها بالماء العذب الصافي الخالي من الكدر و الخداع و الكذب

و ألا تضع نفسها في بحر الأوهام و الأحلام الضائعة


أختي الكريمة الحب قد يكون بمثابة الحياة لكي

لكنه قد يكون بمثابة الهلاك لكي و لحياتك و لدينك

أنتي تعرفين انك تحملين أمانة غالية

حافظ عليها اهلك في صغرك و أنت تحافظين عليها في كبرك

أختي الكريمة


لا تدعي أي احد و أي شخص أن يسلب منك هذه الأمانة و لكي لا تسلب منك اتركي الهوى و لا تدعي الشيطان يدخل إلى قلبك فيزين لك الوهم و يخفي عنك الحقيقة


أختي الله عز وجل حرم الظلم

و كتب لكل واحد نصيبه ورزقه

فإن أحسنتي و صبرت فابشري لما تريدينه

و إن استعجلت فلا تلومنا إلا نفسك

أختي اعلمي أن رزقك سوف يأتيك لباب بيتك

فلك الحرية تقبليه أو تدعيه

فانتظريه فإنه آت لا محالة

أختي إن الذآب منتشرة و إني أخ ناصح لك فلا تدعي أي ذئب أن يقترب منك

ولا تدعي أي صياد حقير أن يصطادك في شباكه و أن يوهمك بحبه

فلكل شخص مراده و مبتغاه
لمشاهدة الروابط والصور يجب التسجيل.
[/img][/img]

و أنت يا أيها الشاب العاقل:

عندما أحدثك فكأنما أحدث نفسي

و عندما أنصحك فكأنما انصح نفسي

بل كأنما أحدث نفسي

كل منا يبحث عن أمل له يقويه


كل منا يبحث عن من يريحه و يفرج له عن همومه

كل منا يبحث عن النبع الصافي العذب الذي إذا شربنا منه فرحنا به و ملأنا به عروقنا

و استبشرنا به

فإذا كان لا بد من الحب

فلماذا الكذب

قد أباح لك الإسلام أن تتزوج


أنسيت قول الحبيب (( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فالتزوج ))

لماذا تغرق نفسك في هموم وخيال

ا تخدع نفسك و توهمها

أو تخدع غيرك و تنسى أن فوقك رب يمهل ولا يهمل

أنسيت أن الظلم من اكبر الكبائر

أنسيت أن الظلم عاقبته وخيمة

و عقابها معجل لصاحبه في الدنيا قبل الآخرة

انتبه ولا تدع الشيطان يتحكم بك

و تجعل شهواتك الشيطانية تقودك إلى ما فيه هلاكك لغيرك

انتبه و اعرف انك محاسب و ستعاقب على كل ذنب جنيته لنفسك و لغيرك

لمشاهدة الروابط والصور يجب التسجيل.


و بعد هذه الرسالتان اللتان خرجتا من القلب

أحب أن اسرد باختصار مفاسد الحب الفاسد الذي ليس فيه أي رابطة:

1. ذهاب البركة في الوقت و المال
2. الهم و الحزن
3. عدم التوفيق في الآمال
4. المرض
5. غضب الرب عز وجل و سخطه على العبد
6. قد يحمل الإنسان من جراء هذا الحب المشؤم دين قد لا يسدد و ينفع فيه الندم



اذا وما الحل



أخي و أختي اعلموا أن الحل في مصلحة الجميع و الحل هنا حلان:

أ‌- الخطوبة و الزواج:

و هي تحويل هذا الرابط الوهمي المحرم إلى رابط حقيقي مباح محمود من الله عز وجل
فالزواج هو الألفة و المحبة الحقيقية

و قال النبي صلى الله عليه و سلم (( لم يُر للمتحابين مثل النكاح ))


ب‌- التوبة إلى الله و ترك هذا الحب المحرم و الصبر:

قال الرسول صلى الله عليه و سلم (( لا يقدر رجل على حرام ثم يدعه ليس به إلا مخافة الله عز وجل إلا أبدله في عاجل الدنيا قبل الآخرة و ما هو خير له من ذلك ))

نعم يعجل له الأجر و يعجل له الرزق قبل اجر الآخرة و ذلك لتركه الأمر المحرم خوف من الله عز وجل فسبحان الله

لمشاهدة الروابط والصور يجب التسجيل.


إخواني الكرام

هذه الرسالة و الله إنها لخارجة من قلبي لكم و إنها لشفقة عليكم

ارجوا أن تقروها بإمعان

و آسف إن أسأت لكم أو عكرت صفوكم

فو الله إني خائف عليكم

اسأل الله أن يغفر لنا و يرحمنا و يفوقنا إلى رضائه و جناته و أن يجمعنا في جنات متقاربين على سرر متجاورين

و أن يحفظنا من كل سوء

و شكرا لكم

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته