لو سمحت فيه (دخّــــــــــــــــــــــــــــان )؟؟

يقول احدهم ........




كنت واقفاً أمام الكاشير .. منشغلاً بإخراجـ أغراضي من تلكـ السلة الصغيرة .. تقدمـ علي ذلكـ الفتى الصغير قائلاً للمحاسب : [ لو سمحت فيه دخّـــان ؟! ]

تخالفت يداي حينها .. فسقطت الأغراض منها .. فتبسمتـ فيه وجهه مخاطباً إياهـ .. أنت تشرب دخان ؟!!
فطأطأ رأسه خجلاً .. وقال هي لأبي ليست لي .. ومن ثمـ انفجر باكياً متكلماً وكأنه ينتظر اليومـ الذي يُطرح عليه هذا السؤال

فقال :

أنا ما أدري ليش أبوي يشرب دخانـ .. كل الناس ما يبونه لأنه يشرب دخانـ .. إذا قلت له شي قال بلا بزرانـ يعلموننا .. حتى أنا وإخواني وأخواتي نتضايق منه .. وإن شكينا لأمي قالت أنا متضايقه قبلكمـ .. حتى مرة حصلت أختي الصغيرة تقلدهـ بشرب الدخانـ .. ويوم قلت لها هذا حرامـ .. قالت : أجل ليه أبوي يشرب دخان ؟!!

ومن ثم بدأ يغالب دموعه .

مسحتـ على رأسه وقلت له هونـ عليكـ .. فكم أخرج لنا شارب الدخان رجلاً شهماً خلوق .. وإياكـ أن يُضعفكـ كلام الناس عن والدك .. ولا تشعر إخوانكـ بما تحسه من والدك .. وكن لهمـ عوناً وخير بديل عن ما فقدوهـ من عطف الأبوة .. وكنـ بمقامـ الأب لهمـ .. راع شعورهمـ .. واحمل بعض همومهم .. وشاطرهمـ أفراحهم وأتراحهمـ .. فافرح لفرحهم وواسهم في أحزانهمـ .. فإخوانكـ ذو قلوبٍ رقيقة .. تحتاج لغشاء الأبوة .. لتحميها بعد الله .. وها أنتـ بقام والدهمـ .. وأخبرهمـ أن وقوع والدهمـ بالخطأ .. لا يعني النفور منه ..

ضربة يد المحاسب على كتفي أخرجتني من تلك اللحضة التي عايشتها مع هذا الفتى الصغير .. وما أن التفت عن يميني .. فإذا بحشود من المتسوقين خلفي ..

ابتسامة وداعـ لهذا الفتى الصغير .. بعدها افترقنا

سؤال هنا .. ألا يخشى هذا الأب الذي أرسل ابنه لشراء الدخان .. بأن يذهب هذا الابن لشراء الدخان لنفسه ؟!




’’ الذوقــ الرفيــع ’’