مشاهدة النسخة كاملة : منشأ وحش


فاكهة الدنيا
11-12-2003, 09:42 PM
"أرى الناس يصرخون وقد ظهر عليهم الرعب ، والأطفال يبكون و بدأ الكل بالجري هنا وهناك محاولين الهرب من الوحش الذي ظهر أمامنا.
وأنا أقف بينهم عاجزاً…وفجأة لاحت لي فكرة النجاة …منشأ الوحش".
استيقظت فزعاً من ذلك الكابوس المخيف و العرق البارد يتصبب من جسمي.
وقد انبلج الفجر و حان وقت الذهاب إلى المدرسة
سارعت بالذهاب إلى الحمام ،و ارتداء ملابسي ،و نزلت إلى المطبخ وتناولت الإفطار ساهماً
ـ تادي ..مالي أراك ساهماً..؟
ـ لا شيء أمي..
ذهبت إلى المدرسة كعادتي.. و في أثناء درس مستر جون موري أستاذ الكيمياء..
تذكرت الكابوس فبدأت أرسم أولى معالمه على كتاب الكيمياء ..انهيار المدرسة.
فجأة وبدون مقدمات ..بدأ بنيان مدرستنا بالاهتزاز فتعالى الصريخ و الهتافات و أسرع مستر جون بإخراجنا من الفصل بترتيب حتى لا يقع أحد.
وفعلاً ..انهارت المدرسة..!
أثناء عودتي للمنزل بصحبة صديقتي ريتشل كونوار أخبرتها بما رسمته و تحقق ..فلم تصدقني و اتهمتني بالكذب وتركتني وحدي أفكر ..
هل هذا صحيح أم أنه محض صدفة..وهل سيتحقق الكابوس …أسئلة كثيرة تدور في رأسي حتى كاد أن ينفجر.
استقبلتني أمي بحفاوة بالغة و لم أكن أعلم أن الأخبار تصل بهذه السرعة إلى أنحاء المدينة.
بعد أن صعدت إلى غرفتي انتابني شعور غريب بأن أتيقن من كل ما فكرت به، فأمسكت بالقلم الرصاص و بدأت أرسم ثاني معالم الكابوس.
رسمت أختي و هي صلعاء تقف على باب غرفتي..و انتظرت وحتى مللت.
فتيقنت أنها محض تخيلات ، فقمت بمسح رقبة أختي بالممحاة و..
هالووووو…التفت لأراها كما في رسمتي ،فهي تقف أمام الباب و رأسها الأصلع يطير فوق كتفيها.
ا ا ا ه ه ه ه ..
خرجت الصرخة مدوية من حلق أختي عندما رأت جسمها في المرآة وأغمي عليها
وأتت أمي ورائها أبي مسرعان ليريا ما حصل.
فلم أستطع الشرح و أغمي على أمي ايضاً،وقف أبي مذهولاً..ثم اقترب مني و رأى الرسمة فأمرني بصوت مبحوح بمسحها.
يا إلهي لقد رجعت أختي كما كانت منذ أن محيت معالم الرسمة وأدركت أن ذلك هو المفتاح بعد أن تيقنت من صدق موهبتي ..فحاولت تذكر المشهد الثالث من الكابوس.
لم أستطع التذكر مع كل الاضطراب الذي ساد المنزل، فخرجت بدراجتي إلى الحديقة العامة.
و أمسكت بالقلم و الكراسة ..و..ذلك الطفل الصغير ..لقد رايته في الكابوس..إنه هو ..لقد رأيته عارياًوجسمه ملئ بالبثور و البقع الدامية يلعب.
ربما نبهني ضميري لأن أقلع عن هذا و لكن النفس البشرية غامضة فلم أعرها اهتماماً. هاأنذا أنتهي من وضع لمساتي الأخيرة على الرسمة و كما أعلم، تحول في غمضة عين إلى طفل عاري مريض ..وصرخ الأطفال من حوله فزعاً و أسرع أبواه إليه في دهشة.
وأنا لم أفعل شيئاً سوى أن أضحك و ابدأ بتمرير الممحاة على خطوط القلم.
لقد بدأت استمتع بفعل ذلك للناس، صحيح أن الرسم لا يتحول إلى حقيقة إلا فيما يخص الكابوس ولكنها تسلية بالنسبة لي ، كنت ضحية نفسي بالاستمتاع بالتعذيب و لكن لا يمكنني نسيان ما حدث في ذلك اليوم..
لقد أغضبتني أمي برفضها لمطالبي ..فكرت بالانتقام ،فعجلت بمشاهد الكابوس إلى المشاهد النهائية منه.
من فوري اتجهت إلى حجرتي و بدأت أخط انتقامي و ثورتي على الورق .
أمي حامل ب..
اليوم انقلب حال المنزل..فكل شيء لم يعد بمكانه ..طبعاً لأن أمي و أبي ليسا بالبيت، فقد ذهبا إلى المستشفى و أختي البلهاء تذاكر دروسها مع صديقتها.
وواعدتني ريتشل بالمجيء بعد أن وعدتها بالا أحدثها عن ذلك الموضوع ..معروف طبعاً، و بعد قليل أتت ، وجاءنا الخبر في نفس الوقت…أمي حامل.
صعقت عندما سمعت ذلك ، فقد تذكرت ما فعلت ..ولكن الآن لست غاضب أبداً ، انطلقت كالصاروخ إلى حجرتي و تبعتني ريتشل ظانة أنني فرح جداً، بحثت بجنون عن تلك الورقة .. ولكنني أضعتها.. رجوت ريتشل أن تبحث معي فقالت: تادي لقد عدت أيها الكاذب لذلك الموضوع..آسفة لا يمكنني الجلوس مع فتىً مجنون.
لا يمكن ذلك ، لم ابق مكاناً في البيت لم أبحث فيه و..طيط طيط انه صوت بوق سيارة أبي ..
ـ هاي تادي سيأتيك أخ صغير.
إن أبي لا يعلم مدى خوفي .. فضياع الورقة يعني انتظار 9 أشهر..
لقد مرت الأيام مسرعة و هي تعجّل إليّ بالمصير الأسود و حان وقت ولادة أمي ..
آآآآآه .. هذا ليس صوت أمي إنه صوت الطبيبة فأسرعت باتجاهها.
لاهثةً قالت: وحش… وحش .
الآن بدأ مسلسل الرعب .. الكل حاول قتله و التخلص منه و لكن أمي رفضت مع أنها اشمأزت منه، واصطحبناه معنا إلى المنزل..
يا إلهي لا يمكن احتمال ذلك .. منظر الوحش.. أقصد أخي الصغير مقرف فهو محاط بغشاء مخاطي و شكله بشع جداً و رائحته .. لا داعي، نجامل أمي بالابتسام له، وكلما انظر إلى وجه أبي أرى الحزن و الاستياء فيه فهو مثقل بالديون من " البيبي" الذي يأكل اللحم فقط.
طبعاً تفهمون و تذكرون ذلك الكابوس.
مرّ الآن شهر كامل والوحش قد كبر و أصبح يحتل حجرة بأكملها و ينام على الأرض لأننا لم نجد سريراً على مقاسه، أوه ..نسيت أن أخبركم فقد وجدت الورقة التي تحمل رسم أمي و هي حامل.
و لكن لا فائدة من مسحها.
اليوم يكتمل القمر و يصبح بدراً ، وكثرت النجوم في السماء و بدا صوت عواء الذئاب قريباً، هاهما جفناي ينغلقان و نسمات النوم تداعب عيناي و..كراش..ما هذا ؟ صوت تحطم زجاج .
هبطت إلى الدور السفلي و رأيت الوحش يحاول الفرار من النافذة ، وما إن رآني حتى هجم علي بيدين داميتين و عينان حمراوان ، تسمرت قدماي، و لم استطع الحراك و مرّ أمامي شريط حياتي بحلوها و مرها و لكن لـمَ لم يهجم علىّ بعد؟! فتحت عيناي ببطء ، يا إلهي إنه يلتهم ..أوه ..لقد التهم أمي، ثم التفت بدوره إليّ.
و هنا تعالى صوت شقيقتي صارخة بماذا يجري فما كان منه إلا أن قفز من النافذة و اختفى و اختفت أمي معه.
عاد أبي أخيرا بعد منتصف الليل بساعتين فأخبرناه بما جرى ..فاتصل بالشرطة و بلغهم و لكنهم سخروا منا و اتهمونا بالخبل من كثرة مشاهدتنا لأفلام الرعب.
اتفقت مع أبي و أختي أن نبحث بأنفسنا عن الوحش و لم نتعب بالبحث عنه فصوت الصراخ دليل قاطع على مكانه فأسرعنا بالجري إلى ذلك المكان.
كانت فيلا كبيرة و فخمة يقام فيها احتفال كبير و عندما وصلنا وجدنا أن عدد الضيوف قد نقص طبعاً ..لا داعي للشرح..
حاولنا الوصول إليه و لكن تدافع الناس للهروب منه عرقلنا عن الإمساك به ، واستطاع أبي الوصول إليه و لكن كان مصيره كمصير أمي المسكينة .
إن أختي تحاول إخراج الأطفال من المكان لأنهم طبعاً وقفوا يبكون دون حراك ، لأول مرة أرى أن أختي ذكيه و تحسن التصرف.
هاهو المكان وقد خلا فيما عداي أنا و الوحش و أختي و صاحبة المنزل "نادين"، ووقفت أنا وهو وجهاً لوجه عاجزاً عن الاقتراب منه لأ لا يلتهمني فهو يزداد تعطشاً للدماء بعد كل ضحية.
وخطرت لي فكرة و تذكرت ..نعم ..الرسم و الكابوس .. و أسرعت بطلب القلم والورقة من نادين و أختي ، فأحضرتاه لي .
الآن يسعني أن أقول أن الهدوء يعم المكان و أمي وأبي يقفان أمامي غير مصدقين لما جرى.
و حملني الرجال على أكتافهم و هم يرددون "تادي البطل".
و أخيراً
أنام مرتاحاً على سريري .
ـ تادي .. تادي..هلا استيقظت ، لقد تأخرت!
ـ فتحت فمي لأرد عليها "عااووووووووو"

آآآآآآآآآآآآآآآآه

The end

ابتسامة جــــرح
11-13-2003, 01:25 AM
يسلموووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو فاكهه على هالقصه الروووووووعه
تصدقين تصلح تكون فليم(109)
يعطيك الف عافيه
تحيا111تي
ابتســــــــــــــــامة جــــرح(126)