محمد خير
03-06-2006, 07:49 AM
ورقة ذابلة *****
********
مع نهاية الخريف وبداية الشتاء ولسعات برده التي لا ينجو منها أحد، قررت أن أغير الطريق التي أسلكها كل يوم إلى مكان عملي وسلكت تلك الطريق الموازية التي تقوم على طولها العديد العديد من أشجار الصفصاف والسرو والصنوبر ، المسافة هنا أطول ولكن لا بأس مزيداً من الوقت مقابل أن أستمتع بمنظر أوراق الخريف التي تعلن استسلامها لشتاء هذا العام بسقوطها على الطرقات وفي النهر وداخل بعض البيوت المنتشرة هناك ... كنت أراقبها كل يوم وأنتظر ما تبقى منها على باقي الأشجار إنما شجرة منها لفتت انتباهي منذ أيام ، كل أوراقها كلها سقطت وأصبحت تداس بالأقدام في تلك الطريق عدا ورقة واحدة بقيت صامدة في عناد غريب ....
كانت الأيام تمر وأنا أراقب هذه الورقة المنفردة لوحدها في غصن عال من تلك الشجرة حتى أنها أصبحت تشكل لي هاجساً .. لماذا ياترى هي هكذا لوحدها .. دون البقية .. هل هي مرتبطة بقدر ما لا تسقط إلا بوقوعه .. أم أن حدثاً هائلاً لا بد من حدوثه حتى تسقط أو لا تسقط ... أو ربما أن تلك الورقة نظرت إلى زميلاتها كيف تداس على أرضية ذلك الطريق فصمدت مكانها على أمل أن تبقى حتى قدوم الربيع ..
في ذلك الصباح كانت درجات الحرارة قد بلغت أوج انخفاضها .. لبست معطفي وحملت حقيبتي وخرجت ، شعرت فجأة بنشاط وحرارة تجتاح جسمي وتحثني على تسريع خطاي ... مشيت ومشيت اجتزت النهر ومشيت على حواف تلك الطريق .. لفت انتباهي هذا الصباح خلوها من المارة ، البرد الشديد منعني من الالتفات كثيراً حولي ، وصلت إلى تلك الشجرة توقفت قليلاً نظرت إلى الورقة ... لم أفكر كثيراً ألقيت حقيبتي وخلعت معطفي وبسرعة تسلقت الشجرة قاصداً تلك الورقة .. لم أعرف ما سر السعادة التي شعرت بها وقتها ولكني قضيت أمري وقررت أن أقطف تلك الورقة بنفسي بعد أن عجزت كل الرياح التي هبت عليها من انتزاعها .. تابعت تسلقي ، وصلت إليها .. نسمة لطيفة هبت وبكل هدوء انتزعت الورقة وأنا أمد يدي إليها ، في ذهول شديد نظرت إلى تلك الورقة وهي تسقط .. إنها حتى لم تعطني فرصة انتزاعها ، وفجأة تعثرت قدمي وسقطت من تلك الشجرة ، في لحظة كنت مستلقياً على الأرض وإلى جانبي تلك الورقة .. نظرت إليها ولم ألبث حتى خرجت مني ضحكة بدأت تكبر وتكبر .. وقفت بسرعة نفضت ملابسي ولبست معطفي ، حملت حقيبتي .. نظرت إلى الورقة.. تناولتها وضعتها في جيب معطفي وذهبت ، مشيت ومشيت ومشيت وثمةٌ في خاطري ورقة ذابلة على غصن بعيد في شجرة عملاقة .. سقطت كل زميلاتها إلا هي أبت أن تسقط إلا أن أصعد إليها فنسقط سوياً ....
ابتسمت أخيراً وقلت في نفسي إنها هي ..... ... !!!!
**** محمد خير ****
********
مع نهاية الخريف وبداية الشتاء ولسعات برده التي لا ينجو منها أحد، قررت أن أغير الطريق التي أسلكها كل يوم إلى مكان عملي وسلكت تلك الطريق الموازية التي تقوم على طولها العديد العديد من أشجار الصفصاف والسرو والصنوبر ، المسافة هنا أطول ولكن لا بأس مزيداً من الوقت مقابل أن أستمتع بمنظر أوراق الخريف التي تعلن استسلامها لشتاء هذا العام بسقوطها على الطرقات وفي النهر وداخل بعض البيوت المنتشرة هناك ... كنت أراقبها كل يوم وأنتظر ما تبقى منها على باقي الأشجار إنما شجرة منها لفتت انتباهي منذ أيام ، كل أوراقها كلها سقطت وأصبحت تداس بالأقدام في تلك الطريق عدا ورقة واحدة بقيت صامدة في عناد غريب ....
كانت الأيام تمر وأنا أراقب هذه الورقة المنفردة لوحدها في غصن عال من تلك الشجرة حتى أنها أصبحت تشكل لي هاجساً .. لماذا ياترى هي هكذا لوحدها .. دون البقية .. هل هي مرتبطة بقدر ما لا تسقط إلا بوقوعه .. أم أن حدثاً هائلاً لا بد من حدوثه حتى تسقط أو لا تسقط ... أو ربما أن تلك الورقة نظرت إلى زميلاتها كيف تداس على أرضية ذلك الطريق فصمدت مكانها على أمل أن تبقى حتى قدوم الربيع ..
في ذلك الصباح كانت درجات الحرارة قد بلغت أوج انخفاضها .. لبست معطفي وحملت حقيبتي وخرجت ، شعرت فجأة بنشاط وحرارة تجتاح جسمي وتحثني على تسريع خطاي ... مشيت ومشيت اجتزت النهر ومشيت على حواف تلك الطريق .. لفت انتباهي هذا الصباح خلوها من المارة ، البرد الشديد منعني من الالتفات كثيراً حولي ، وصلت إلى تلك الشجرة توقفت قليلاً نظرت إلى الورقة ... لم أفكر كثيراً ألقيت حقيبتي وخلعت معطفي وبسرعة تسلقت الشجرة قاصداً تلك الورقة .. لم أعرف ما سر السعادة التي شعرت بها وقتها ولكني قضيت أمري وقررت أن أقطف تلك الورقة بنفسي بعد أن عجزت كل الرياح التي هبت عليها من انتزاعها .. تابعت تسلقي ، وصلت إليها .. نسمة لطيفة هبت وبكل هدوء انتزعت الورقة وأنا أمد يدي إليها ، في ذهول شديد نظرت إلى تلك الورقة وهي تسقط .. إنها حتى لم تعطني فرصة انتزاعها ، وفجأة تعثرت قدمي وسقطت من تلك الشجرة ، في لحظة كنت مستلقياً على الأرض وإلى جانبي تلك الورقة .. نظرت إليها ولم ألبث حتى خرجت مني ضحكة بدأت تكبر وتكبر .. وقفت بسرعة نفضت ملابسي ولبست معطفي ، حملت حقيبتي .. نظرت إلى الورقة.. تناولتها وضعتها في جيب معطفي وذهبت ، مشيت ومشيت ومشيت وثمةٌ في خاطري ورقة ذابلة على غصن بعيد في شجرة عملاقة .. سقطت كل زميلاتها إلا هي أبت أن تسقط إلا أن أصعد إليها فنسقط سوياً ....
ابتسمت أخيراً وقلت في نفسي إنها هي ..... ... !!!!
**** محمد خير ****