محمد خير
02-16-2006, 06:46 PM
عند الجسر ... من فوق أم من تحت ..!!؟؟
كتبتها الإثنين : 28/2/2005 الحادية عشرة والنصف ليلاً
... أراك غداً... عند الجسر .. قالها وذهب .. اختفى .. بل أسرع في اختفائه وترك تلك الكلمة التي أطلقها في الهواء تحاول أن تجد أذني .. أذني التي انتظرت كالبلهاء سماع بقية الجملة .. غداً عند الجسر .. أي جسر وكيف فوق أم تحت ... لماذا للجسر هذا الفوق وهذا التحت ولماذا هذا الفرق الشاسع في الارتفاع بين الفوق وبين التحت ....... عند الجسر كلمة أحسبها بلهاء ألقاها صاحبي إلى صاحبه الأبله ومضى .. ومضيت أنا أصنع الاحتمالات للقائه ، .
ذهبت إلى الجسر .. لأول مرة لاحظت ضخامته وامتداده الطويل ... كرهته وكرهت كونه هكذا ، هو يبدو كأوضح نقطة علام في بلدتنا وبدا لي أكثرها غموضاً وغرابة .... ، عند الجسر إذاً .. في يمينه أم شماله من الأمام أم من الخلف ... من فوقه أم من تحته .... ، تركته وذهبت .. حملتني قدماي إلى حيث أستطيع التفكير بتركيز أكثر .. صديقي يريد أن يلقاني غداً لموضوع هام ، كان واضحاً عليه الاهتمام ، وهو يعرف تماماً حرصي على الوقت وعدم رغبتي في إضاعة وقت أبحث فيه عنه ولكنه في نفس الوقت بدا لي محترفاً في إيجاد طريقة يسلب فيها وقتي وتفكيري وتركيزي ... عند الجسر .. ربما هو أرادها هكذا غامضة .. ثم لأضيع أنا في محاولة إيجاد "عند" هذه من هذا الجسر البغيض الذي أقامته الحكومة على أطراف البلدة ... ، ربما هو يريد تقليد المسؤول الذي يقول لك اذهب وخذ خبزك من الفرن وخذ الزيت والسكر والرز والسمنة من عند السمان ثم لا تنسى أن تذهب إلى صاحب اللحمة فتقتطع لك كيلو أو كيليين من الهبرة المحترمة ... إنه تماماً كذلك المسؤول العربي البارز الذي خرج إلى الجماهير العربية الغفيرة التي غرقت في بحر هائل من التبعية البلهاء وهو يقول لها : " مهما اختلفنا وتباينت أفكارنا فنحن نلتقي عند نقطة واحدة " .. ثم لا تجد من يسأل عن هذه النقطة أو مكانها أو حتى زمانها ........... عند الجسر .. أنا الآن في غرفتي الصغيرة أنتظر الغد حتى أعرف ذلك المكان الذي قصده صاحبي عند الجسر .. هذا اللعين الذي قررت أنه سيكون آخر مكان أواعد فيه شخصاً في المستقبل ...
في الصباح الباكر خرجت حاملاً أفكاري .. تلك التي أعيتني وأرهقتني .. وذهبت باتجاه الجسر .. مشيت ببطء شديد وتثاقل على غير عادتي .. حتى وصلت إلى مكان عن الجسر ليس بقريب ... نظرت إليه من بعيد وحاولت أن أختصر بنظري تلك الفوارق بين أطرافه وبين فوقه وتحته .. توقفت في مكاني نظرت عن يساري .. كانت أوراق خضراء قد جفت عنها قطرات الندى للتو قد غطت مقدمة المحل وقد كتب على لوح من خشب الزان بخط أسود وببساطة شديدة " أهلاً وسهلاً " ... أحسست بطعمة الشاي على لساني .. نظرت نظرة أخيرة إلى الجسر ورددت من جديد "غداً .. عند الجسر" كان الشاب يبتسم لي رافعاً يده محييني عندما قال : أهلاً بك .. في مقهى الجسر ... !!!
** ** ** محمد ****
كتبتها الإثنين : 28/2/2005 الحادية عشرة والنصف ليلاً
... أراك غداً... عند الجسر .. قالها وذهب .. اختفى .. بل أسرع في اختفائه وترك تلك الكلمة التي أطلقها في الهواء تحاول أن تجد أذني .. أذني التي انتظرت كالبلهاء سماع بقية الجملة .. غداً عند الجسر .. أي جسر وكيف فوق أم تحت ... لماذا للجسر هذا الفوق وهذا التحت ولماذا هذا الفرق الشاسع في الارتفاع بين الفوق وبين التحت ....... عند الجسر كلمة أحسبها بلهاء ألقاها صاحبي إلى صاحبه الأبله ومضى .. ومضيت أنا أصنع الاحتمالات للقائه ، .
ذهبت إلى الجسر .. لأول مرة لاحظت ضخامته وامتداده الطويل ... كرهته وكرهت كونه هكذا ، هو يبدو كأوضح نقطة علام في بلدتنا وبدا لي أكثرها غموضاً وغرابة .... ، عند الجسر إذاً .. في يمينه أم شماله من الأمام أم من الخلف ... من فوقه أم من تحته .... ، تركته وذهبت .. حملتني قدماي إلى حيث أستطيع التفكير بتركيز أكثر .. صديقي يريد أن يلقاني غداً لموضوع هام ، كان واضحاً عليه الاهتمام ، وهو يعرف تماماً حرصي على الوقت وعدم رغبتي في إضاعة وقت أبحث فيه عنه ولكنه في نفس الوقت بدا لي محترفاً في إيجاد طريقة يسلب فيها وقتي وتفكيري وتركيزي ... عند الجسر .. ربما هو أرادها هكذا غامضة .. ثم لأضيع أنا في محاولة إيجاد "عند" هذه من هذا الجسر البغيض الذي أقامته الحكومة على أطراف البلدة ... ، ربما هو يريد تقليد المسؤول الذي يقول لك اذهب وخذ خبزك من الفرن وخذ الزيت والسكر والرز والسمنة من عند السمان ثم لا تنسى أن تذهب إلى صاحب اللحمة فتقتطع لك كيلو أو كيليين من الهبرة المحترمة ... إنه تماماً كذلك المسؤول العربي البارز الذي خرج إلى الجماهير العربية الغفيرة التي غرقت في بحر هائل من التبعية البلهاء وهو يقول لها : " مهما اختلفنا وتباينت أفكارنا فنحن نلتقي عند نقطة واحدة " .. ثم لا تجد من يسأل عن هذه النقطة أو مكانها أو حتى زمانها ........... عند الجسر .. أنا الآن في غرفتي الصغيرة أنتظر الغد حتى أعرف ذلك المكان الذي قصده صاحبي عند الجسر .. هذا اللعين الذي قررت أنه سيكون آخر مكان أواعد فيه شخصاً في المستقبل ...
في الصباح الباكر خرجت حاملاً أفكاري .. تلك التي أعيتني وأرهقتني .. وذهبت باتجاه الجسر .. مشيت ببطء شديد وتثاقل على غير عادتي .. حتى وصلت إلى مكان عن الجسر ليس بقريب ... نظرت إليه من بعيد وحاولت أن أختصر بنظري تلك الفوارق بين أطرافه وبين فوقه وتحته .. توقفت في مكاني نظرت عن يساري .. كانت أوراق خضراء قد جفت عنها قطرات الندى للتو قد غطت مقدمة المحل وقد كتب على لوح من خشب الزان بخط أسود وببساطة شديدة " أهلاً وسهلاً " ... أحسست بطعمة الشاي على لساني .. نظرت نظرة أخيرة إلى الجسر ورددت من جديد "غداً .. عند الجسر" كان الشاب يبتسم لي رافعاً يده محييني عندما قال : أهلاً بك .. في مقهى الجسر ... !!!
** ** ** محمد ****