مشاهدة النسخة كاملة : امراة في المدرسة ( قصة واقعية)


@عطر الليل@
02-09-2006, 03:28 AM
ذات يوم وبينما كنت غارقًا في العمل في مكتبي، إذ بحارس المدرسة يدخل علي ويقول: هناك امرأة بباب المدرسة تريد أن تتحدث معك.
تفاجأت من كلامه وطفقت أفكر يا ترى ما حاجة تلك المرأة؟! فقلت لعلها تسأل عن ابنها، ولكني تذكرت أن الهاتف يفي بالغرض، وتراجعت عندما قلت لعل الأمر أكبر من ذلك، فهي تريد أن تشكو معلمًا ما قد ضرب ابنها أو عنفه، ثم خطر ببالي أنها تريد مساعدة مالية، فقمت من مكاني أريد الخروج لأرى ما تريد، وقبل أن أصل إلى الباب، إذا هي تهجم على مكتبي وتدخل علي في جرأة كبيرة، تسمرت معها ولم أنطق بكلمة، فتراجعت وجلست على مكتبي، بينما هي تقدمت وجلست في المقعد الذي أمام المكتب مباشرة دون استئذان وفي ثقة كبيرة.
امرأة في مكتبي! ماذا سأقول لمن سيدخل علي معلمًا كان أو ضيفًا؟! ماذا سأقول لو دخل علي طالب وشاهد المرأة في مكتبي؟!
ثوان مرت سريعة وهذه التساؤلات تدور في ذهني كشريط إخباري على شاشة قناة تلفزيونية، عندها حركت رأسي وتنبهت إلى حقيقة ما أنا فيه، وسألتها: نعم.. هل أقدم لك خدمة؟
كانت امرأة في السبعين من عمرها أو تزيد عنها، أوهنتها الحياة وقسوتها، وأضعفها طول السنين وصروف الحياة، كانت تمسك بيد طفل صغير بدا في السابعة من عمره، وظهر كأنه يعاني ضعفًا فكريًا.
قالت لي: هذا ابن ابني، من زوجته المطلقة، يعاني تخلفًا عقليًا.. ابني بعدما طلق أم هذا الصبي تزوج من امرأة أخرى، ولفظوا هذا الطفل المسكين، فالزوجة الجديدة لا تريد أن ترعى طفلاً متخلفًا والأب سار في ركاب زوجته الجديدة وأمه تزوجت من رجل آخر ولا تريده. لفظه الجميع واحتضنته.. أريد ما عند الله من الأجر والمثوبة، نعيش وحدنا في بيت طيني في حي شعبي، في الشتاء يرعبنا المطر وينزل علينا من السقف، ليملأ ملابسنا وطعامنا، وفي الصيف معاناة أخرى، حر لا يطاق وجوع لا ينتهي.
ثم سكتت برهة تدافع عبرات أخذت تحاول أن تخرج كدموع، ولكن المرأة كانت أقوى منها، فعادت تقول: مرض هذا الطفل المسكين البارحة وأصبح جسمه كالتنور، فخفت أن يموت بين يدي، فهو ما تبقى لي في هذه الدنيا، فهو يقوم على رعايتي ويلبي طلباتي رغم ما يعانيه من تخلف وضعف.
بذلت جهدي في تخفيف الحرارة عنه، وانتظرت حتى الصباح، فحملته بين يدي أسير به في الشوارع، حتى جاء أحد الطيبين وحملني إلى المستشفى وهناك أعطوه دواء ونزلت حرارته وعاد له وعيه، وفتح عينيه، ففرحت فرحة كبيرة فهو سلوتي في البيت ومهجتي في هذه الحياة. ولكن فرحتي هذه تلاشت، فبعدما خرجت من المستشفى وأردت العودة إلى البيت لم أكن أعرف العنوان، ولا تستغرب حديثي هذا فأنا لا أخرج من بيتي إلا للجيران، كما أنني لا أعرف القراءة ولا الكتابة.
رق قلب أحد الطيبين بعدما رآني أحمل هذا الطفل بين يدي أمام بوابة المستشفى لمدة طويلة، فتقدم نحوي وحكيت له الأمر، فسألني: أين يعمل ابنك؟ حاولت أن أتذكر لكني لم أفلح وأين يمكن لي أن أعرف وأنا لم أره منذ سنين طويلة ولم ألمسه بيدي منذ أعوام مديدة!! لكني تذكرت أنه عندما توظف للمرة الأولى قال لي إنه يعمل في مدرسة ولا أعرف شيئًا غير هذا. فأخذ الرجل ينتقل بي من مدرسة إلى أخرى دون فائدة، ولما تعبت من البحث، قلت للرجل: اتركني هنا واذهب في حال سبيلك وشكرته على صنيع ما عمل.
والآن أطلب مساعدتك يا بني في البحث عن ابني ووالد هذا الطفل كي أعود إلى بيتي، فهو الوحيد الذي يعرف أين أسكن وأين أعيش.
حاولت منها معرفة اسمه بالكامل، وفي أي منطقة في الرياض، وأخبرتها أن الأمر ليس سهلاً، ولكن سأبذل كل ما أستطيع من أجل البحث عنه، استعنت بالله وفتحت دليل المدارس وبدأت الاتصالات. اتصلت بمدرسة وثانية وثالثة بلا فائدة، والمرأة أمامي لا تفتأ تستغفر وتذكر الله، وكانت المفاجأة السعيدة عندما اتصلت على المدرسة الخامسة، فإذا هم يعرفونه وأعطوني رقمه. لم يكن يعمل في المدرسة كما ذكرت أمه، بل في قطاع تعليمي له صلة بالمدارس، وجاءني صوته من الطرف الآخر فقلت له: هل أنت فلان الفلاني؟ وذكرت اسمه بالكامل، فقال نعم. فأعطيت السماعة لأمه التي أخذت تكلمه بشغف وتذرف الدموع، وعاشت معه لحظات ونسيت أنها في مكان عام.
ثم تغير وجهها وأعطتني السماعة، فقلت له تعال خذ أمك وابنك، فظهر لي من صوته أنه غير متحمس للموقف، كررت طلبي له وبدا كأنه يحاول التخلص مني.
وهنا بدأت في الحزم معه ونهرته بشدة وبينت له عظم حق الأم، فقال لي: إنني موجود في هذا المكان فأحضرها أنت..!!
يا له من قلب من صخر! وشعور من حديد، ما ينطق به ذلك الرجل، بينت له عظم حق الأم وأن الجنة تحت أقدام الأمهات، ونهرته قائلاً: كيف ترضى أن تركب أمك مع رجل غريب وأنت سليم معافى؟! وعندما وجدت منه عنادًا قويًا قلت سأتصل بمديريك وأفضح خسة كلامك.. عندها قال لي دعها تنتظرني عند باب المدرسة، فقلت له ستدخل لتأخذها من عندي، وبعد دقائق جاء الابن العاق وكان لقاءً مؤثرًا بين الأم وابنها، وعندما همّت الأم بالخروج سلمت علي ووجدت نفسي أمد يدي لها، فحاولت أن تقبلها فسحبتها، فأقبلت عليها مرة أخرى فأبعدتها، وخرجت وهي تدعو لي.
--------------
نشرت المعرفة هذه القصة في عددها الأخير ..
لمشاهدة الروابط والصور يجب التسجيل.

@عطر الليل @[/move[move=right]]@عطر الليل @
:RiRi-f5:

الايهم
02-09-2006, 04:20 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة


مشكووووووووورة اختى عطر الليل


يا لهاا من قصة مؤثرة لا حولة ولا قوة الا بالله


مشكوووووووورة مرة ثانياا عطر الليل




أيهم والاحزان

المزيونه
02-09-2006, 11:29 AM
مشكوره على القصه المميزه اختي عطررر


وللاسف ذي قصه من الاف القصص لعقوق الوالدين

سحاب
02-10-2006, 05:39 PM
مشكووووره حبيبتي على القصه الاكثر من رائعه


تحياتي


سحوووووووب

الذئب الشرس
02-14-2006, 07:48 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكوره اختي العزيزه والله قصه مؤثره جداً ونسأ الله ان
يوفقنا لرضاهم بكل وسيله انشاء الله

i s n a F i
02-15-2006, 01:40 AM
مشكورة على القصة امؤثرة خيتو

يا عني لا وصف لها من جمال التعبير وحزن الموقف

كل الغلا

هكونا متاتا

طالـ أنتظاريـ
02-15-2006, 03:07 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


القصة حلوة بس وين البر بالوالدي فالجنة تحت اقدام الامهات

هاجس الشمال
02-15-2006, 11:54 PM
لا حول ولا قوه إلا بالله

وصل العاق وقسوة القلب لهذه الدرجه

ألم يتذكر بأن الجنة تحت أقدام الامهات

ألم يتذكر معناتها بالحياه حتى ربته وكبرته

سبحان الله لم يخاف الله بأمه وخافها بمديره وفضيحته

أهل هذه الفضيحه أعظم من عاق الأم عند الله سبحانه

الله يهدي الجميع

مشكوره اختى عطر


تحياتي لكى