مشاهدة النسخة كاملة : مفاتيح الحياه ارجو من الكل الدخول؟؟؟؟؟


aya refaey
01-26-2006, 04:01 PM
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد خير الأنام و بعد :

أخوتي الأعزاء .... أنه لمن المؤلم حقآ أن نعيش في هذه الحياة ونحن لا نعرف المغزى الحقيقي من و جودنا فيها .... أو أننا نعرف و نتجاهل ذلك عن عمد أو بدون .... تشلنا أعباء الحياة المتسارعة عن الوقوف لبرهة لمراجعة ما مضى من حياتنا و كيف ؟!! رافضين أن نضع أسس و يوم ميلاد جديد لكل واحد فينا يطبع في قلبة بياضآ و على جبهته سوادآ من أثر السجود ...

لنعلم أخوتي أن لهذه الحياة مفاتيح يغفل عنها الكثير ... و يصرون على إستعمال المفاتيح لخطأ في كل مرة ... و لذلك يفشلون في بلوغ لسعادة الحقيقية التي لا ترتبط باي شكل من الأشكال بمنصب أو جاه أو مال ...

سأستعرض في هذا الموضوع بعضآ من هذه المفاتيح .... و أرجو ممن يجد لديه القدرة على الأضافة أن يضيف .... و لنعلم أخواتي أن قراءة الموضوع لا تكفي إذا لم تقترن في عمل ....

أرجو منكم أخوتي أن ننفذ ما نكتبه و لو لمدة إسبوع فقط و نلتزم به ..... و لنتكلم عن شعورنا بعد إنقضاء هذا الإسبوع و نلاحظ الفرق ... نحتاج فقط الى إصرار و عزيمة في هزيمة الشيطان و النفس و الكسل ...
لقد أخترت لكم اليوم أن نتكلم عن الخشوع في الصلاة....

وهو موضوع في غاية الأهمية .. لأن الخشوع روح الصلاة .. فصلاة بلا خشوع .. كجسد بلا روح..! ومعلوم ان الصلاة على غير الخاشع في منتهى الصعوبة .. وهي امر ثقيل على نفسه .. فقال تعالى : (( واستعينوا بالصبر والصلوة و إنها لكبيرة إلا على الخاشعين )) أي أنها شاقة وصعبة على الذين لا يخشعون في صلاتهم حتى لو كانت صلاة سريعة .. وعلى العكس من ذلك فإن الخاشع في صلاته ولو أطال فيها .. يحس أنها سهلة قصيرة يسيرة ..!!

ســـــؤال ؟؟!! :
ماذاتعني الصلاة ؟ .. تعني ببساطة أنك في لقاء مع الله سبحانه وتعالى .. والدخول في الصلاة يعني الدخول على الله تبارك وتعالى فهل تفكرت بهذا المعنى؟؟ وهل تخيلت أنك عندما تقول : الله أكبر .. فإن الله تعالى يقبل عليك .. وينظر إليك.. هل استحضرت هذا الشعور العظيم .. والذي يجسده هذا الحديث القدسي : (( قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل ))

جـــاهـــد نفســـك في تحصيــل الخشـــوع
..
ولا يخشع في صلاته إلا من أحب الله تعالى .. ومن امثلة المحبين لله حقاً وصدقاً .. ابن القيم – رحمه الله- والذي يقول :
)) في القلب شعث "أي تمزق" لا يلمه إلا الإقبال على الله , وفي القلب وحشة لا يزيلها إلا الأنس بالله , وفي القلب خوف وقلق لا يذهبه إلا الفرار إلا الله ((
فهل احسست مرة بهذه المعاني ؟؟ هل شعرت بأنك تريد أن تفر الى الله تعالى ؟! وتقول بلسان حالك : أنا محتاج لدينك يا رب ! محتاج إلى أن آنس بك يا رب! هل أحسست أن في قلبك شوقاً وتطلعاً لا يطفئه ولا يشبعه إلا الرضا بالله عزّ وجل ؟!

ويقول ابن القيم ايضاً : (( إذا استغنى الناس بالدنيا فاستغن أنت بالله , وإذا فرح الناس بالدنيا فافرح أنت بالله , وإذا أنس الناس بأحبابهم فأنس أنت بالله وإذا ذهب الناس إلى ملوكهم وكبرائهم يسألونهم الرزق و يتوددون إليهم فتودد أنت بالله ((
وهذا كلام لرجل قد أحب الله حقاً .. فهل تشعر أنت أنك تحب الله؟؟! واسأل نفسك دائماً : ماذا تريد؟ هل تريد الدنيا أم تريدين الجنة ؟؟ ... لماذا تعيش ؟؟ .. حـــدد هـــــدفـــك ..

قال ابن القيم : (( لا تسأم من الوقوف على باب ربك .. ولو طردك ))
أي لا تمل من الوقوف على باب الله عزّ وجل .. حتى لو لم يتحقق لك الخشوع في البداية .. فلا تتعجل وتترك مجاهدة نفسك لتحصيل الخشوع , بل إبك كثيراً وداوم على طرق بابه جلّ وعلا .. فإنه ولا شك سيفتح لكِ ...
اخشع لله وادعيه .. ولو عصيتيه فارجع سريعاً إليه وتوب واستغفر.

وقال ابن القيم : (( فإذا فتح الباب للمقبولين , فادخل دخول المتطفلين((
يعني لو فتح بابه لعباده الذين يحبهم فادخل وسطهم ..! فإذا كان هناك درس او مجلس علم في مسجد او مكان ما.. فاذهب و اجلس مع الجالسين ,, فعسى ان تكون في قوم لا يشقى بهم جليسهم .. واجلس مع أصحاب الدين والعلم .. فالجليس الصالح كحامل المسك إما يهديك وإما أن تبتاع منه و إما أن تشم منه رائحة طيبة ..

أخي الحبيب .. إذا فُتح باب الرحمن في أوقات السحر وإجابة الدعاء .. كالسجود وغيره .. فأسرع بالدخول .. وابسط يداك للرحمن وقل له : (( مسكين فتصدق علي )) واستشعر حينئذ بحلاوة المناجاة.. وحلاوة الخلوة بالله عزّ وجل..

وأسألك أخي ..؟؟ بالله عليك متى آخر مرة خشعت فيها في صلاتك؟؟! وهل تمنيت وقتها أن لا تقوم من السجود ابداً؟!! ... متى آخر مرة وقفت فيها بين يدي الله فخشعت جوارحك واضطرب قلبك؟؟!

وإني أخاف أن لا نشعر بأهمية هذا الكلام .. لأن بالقلوب بعض القسوه .. نحن نأكل ونشرب ونتزوج وننجب ونموت .. وننسى لماذا خلقنا؟؟! لقد خلقنا لغاية تخالف هذه الأشياء التي فعلناها ونفعلها ونهتم بها ونحرص عليها.. خلقنا لنكون في كنّف الله الرحمن وفي خدمة الواحد المنان .. وكفى بك عزاً ان يكون لك رب .. وكفى بك فخراً ان تكون له عبداً ..

والله العظيم إن من اعظم نعم الله علينا انه هو ربنا.. هو القائم على امورنا.. وهو من يتكفل بنا ويأخذ بيدنا ونواصينا إلى طريق الخير والصلاح..
فاستشعر هذا المعنى أخي .. أنت ملك من ؟ أنت عبد من ؟! هل أنت عبد ذاتك؟؟ هل انت عبد شهواتك ؟ هل انت عبد المال ؟! احذر ان تكون من هؤلاء.., فقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم على عباد الدنيا والشهوات والزينة فقال صلى الله عليه وسلم : (( تعس عبد الدرهم .. تعس عبد الدينار .. تعس عبد القطيفة .. تعس عبد الخميصة((

هل ذقت أخي حلاوة الصــــلاة ..!!
يقول ابن ابن تيمية (( مساكين أهل الدنيا .. خرجوا منها ولم يذوقوا احلى ما فيها !! )) فقيل له (( وما أحلى ما فيها ؟! )) قال: (( حب الله عزّ وجل )) .. فأنت مسكين يا من لم تجرب البكــــــــاء في صلاتك .. بين يدي ربك سبحانه وتعالى .. مسكين يامن لم تشعر بجسدك وقلبك يرتجفان لذنب ارتكبته خوفاً من الله الواحد القهار..
واعلم ان كثرة الحركات في الصلاة تدل على عدم حضور القلب وعدم خشوعه لله رب العالمين .. لذا لما رأى سيدنا عمر ابن الخطاب رضي الله عنه رجل يعبث بلحيته قال : (( لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه .. وقد صدق لأن الجوارح مرآة القلب .. وكل إناء بما فيه ينضح))

وإذا نظرت إلى الناس في صلاتهم وجدت عجباً.. تجد من يقوم ويركع ويسجد في صلاته بسرعة عجيبة وكأنه ترس في آلة يتحرك حركة آلية ..! فتجده قد انتهى في دقيقتين او يضغطها اكثر فيجعل الركوع مع السجود !! فلا يقيم ظهره بعد الركوع بل يخر ساجداً مباشرة ..!!

وتجد من يصلي امام التلفاز او امام المرآه ... !!!!!!! والذي ينظر الى ساعته لينظر كم بقي لعرض الفلم ..!!

فلنراجع انفسنا ونرى حال صلاتنا ؟؟! ولنستشعر وقوفنا بين يدي الله ومناجاته والتضرع إليه..
فوالله إني لأجد لذة في مناجاة الله ودعائه والشكوى له في قيام الليل لم ولن أشعرها إلا مع الله سبحانه وتعالى..

لنحاول أن نخشع أخوتي لمدة اسبوع ... و لنشعر بالفرق .... غهذا أمر يستحق العمل من أجله ..... بارك الله لكم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟