مشاهدة النسخة كاملة : وفي الليلة الظلماء "لا" يفتقد البدر !


موااطن مطنووخ
01-25-2006, 03:59 AM
في ذلك المساء توجهت أنا الماثل أمامكم صوب "إيميلي" .. متفقداً إياه بعد فترة انقطاع ليست بالطويلة .. وكان مما شد انتباهي .. "إيميلاً" يحمل عنواناً لمنتدى قد تركت الكتابة فيه منذ أمد بعيد .. وقد كنت تركته بسبب ميول أصحابه النسائية فهناك قد بلغ البخل مبلغه .. حيث لا تقدير إلا لمن ذيَّل يوزره بـ"تاء التأنيث" فحسب !

وحتى لا أطيل وأكون "رغاياً" كما هي عادتي القبيحة .. أعود فأقول .. لقد شدني عنوان الإيميل سالف الذكر عن باقي الإيميلات لما كان يحمله من عنواناً جذاباً يوحي بأهمية كل عضو غائب .. عندها قلت لنفسي .. بارك الله الجهد , أخيراً افتقدوني الجماعة

طمرت مابين يدي من الرسائل وفتحتها .. فوجدت رابطاً يقول: ( أضغط هنا لتشاهد من نفتقدهم ) .. قلت لنفسي ولا ضير .. سأضغط هناك .. ولا أخفيكم سراً لو قلت لكم .. كم كنت مشتاقاً لرؤية "يوزري" الحبيب .. وهو يقف مزهواً بين جحافل المفقودين فما نحن إلا أنفس بشرية تبحث عن من يفتقدها ويسأل عنها .. ويطمئن على غيابها

تتبعت الرابط .. وتحملت عناء المتصفح .. ونفسي تمنيني بأشياء وأشياء .. حتى غيبتني في حلم جميل .. تذوقت خلاله طعم اللقاء ( فيمتو ) .. على أنغام ( الأماكن كلها مشتاقة لك ) <<< احلم على قدك لوسمحت

بسم الله .. أفقت من حلمي بعد أن فُتحت الصفحة أخيراً .. وقد كان موضوع طويل .. به قائمة طويلة من اليوزرات المفقودة .. دققت النظر .. اقتربت أكثر .. في الحقيقة لم يسرني الأمر كثيراً .. فلقد كان "يوزري" مفقوداً في تلك اللائحة الطويلة ( لا حول الله ) كم هم ناكرين للجميل هكذا حدثتني نفسي وقتها !

:

وحتى لا أطيل ثانيةً كالعادة أعود لمربط حماري ......

:

عندها دارت ببالي الذكريات .. كانتفاض الغبار عن الأموات .. واسترجعت ما عرفته عن القوم حين عاشرتهم .. فهم على حد علمي لا يكرمون إلا أنثى ولا تحظى بشرف التميز لديهم إلا أنثى .. وقل أن تجد أرباب ذلك المكان وعتاولته مجتمعين عن بكرة أبيهم في ذات موضوع .. إلا إذا كان قد خط بيد أنثى .. فكم من المرات لمحتهم وهم يمسحون ويتسولون الأحذية في مواضيع أنثوية تافهة

:

( ولا ضير .. سأتفقد المفقودين معهم ) .. كسابقتها .. هكذا حدثتني نفسي

تصفحت الأسماء المصلوبة في صدر الموضوع .. فوجدتها كلها حبلى بتاء التأنيث
.. "مخبوطة" .. "مضروبة" .. "سوسو" .. "بوبو" "نونو" .. "كوكو" .. مازحت نفسي عابثاً :
( عاشت الأنوثة .. فعلا لهم وحشة .. وهل يخفى القمر )


هناك سابقاً .. وفي تلك المرابع .. ناطحت فطاحل للكتابة .. رموز كبيرة .. بعضها معروفة .. شعراء لهم وزنهم .. كتاب من درجة "السوبرمان" .. نقشهم في صحف عالمية وعربية .. وأتذكر حينها كم كنت أحدث نفسي عنهم .. وكيف لهؤلاء الكبار أن يستسيغوا الكتابة في هذا الجو العابث الملوث

اليوم بحثت عنهم .. تقصيت ملفاتهم الشخصية .. فما وجدت لهم أثر .. كلهم رحلوا .. منذ فترة طويلة لم يتصل منهم أحد .. ولكن المؤسف في الأمر .. أن أثرهم رحل كذلك من قائمة المفقودين .. مثلي تماماً

هانت في عيني مصيبتي .. فلو كان الأمر يتعلق بي شخصياً .. لقلت ربما .. فلست بالخطيب البارع ولا الشاعر الفارع ولا أملك حتى قيد أنمله مما يملكه البعض .. كـ أؤلئك الذين يلوون أعناق الكلمات .. فيطيحوا بالأنجم من أعالي السماوات .. ليضعونها في يد "هبله" لم يتجاوز ذكائها ذات السبع سنوات

ولكني حقيقةً .. لما رأيت تلك القائمة السوداء - وهي بحق سوداء - لمَّا رأيتها خالية من هؤلاء الأفذاذ .. عندها فقط سكنت نفسي من الأسى على عدم فقدها

وبما أنَّ الأنفس أمارة بالسوء ( كما عهدناها ) عاودتني نفسي كرَّة أخرى .. وكأنها تقول ..
أخص عليك "يالأفدغ" تضحك ولا على بالك .. وأؤلئك القوم لم يشعروا بغيابك .. ولم ينقشوا لك رسم في قائمة مفقوديهم .. ويحك .. والله لكأنك "عود ثقاب" ألقى به متسول من متسولي الطرقات بعد أن أشعل حاجته !

ضحكت وقتها على غبائها وتفاهتها .. فـ والله يا نفسي ما "أفدغ" مني إلا أنتي أيتها النفس الغبية وحقَّ للقوم أن لا يذكروني .. فلا أنا في صفاف البارزين من الأقلام .. ولا في صفاف الفاتنات القوام .. ولا حتى من أؤلئك الناعمين الملمس .. الذين يقيدون قلوب العذارى .. فتذكرني إحداهن حين غفلة

إنهم أيتها النفس البلهاء المغرورة .. لا يفقدون إلا القمر .. أما أرباب الشوارب أمثالي .. فسحقاً لهم وتباً .. وإن كان لنا على أحد من لوم .. فهو يقع على أمهاتنا اللاتي أنجبننا ذكوراً ... ثم قفلت المتصفح وغفيت !




من المؤسف حقاً أن يصبح تتبع أذيال الـ "يوزرات" بحثاً عن تاء تأنيث -ولو مجازاً- أكبر اهتمامات المنتديات العربية !!



شبهه لي البعض هذا الحال بواقع الغابات .. ولكن وبحكم أني من رواد الغابات أخيراً وخبير مبتدئ بعادات الغابات و"سلوم" الصيد فيها .. وجدت أنه حتى في أكثر الغابات همجية وعشوائية .. مازالوا يقيمون للإناث وزناً .. فيتجنبون صيدهن .. من أجل الحفاظ على النوع !

بالطبع وكما لا يخفى عليكم .. لست هنا لنقد الوضع .. بقدر ما أنا بصدد رثاء نفسي
وشر البليةِ ما يُضحك




هذا .. وعساكم سالمين من السوء


مواااطن مطنوووخ

الذئب الشرس
01-26-2006, 12:24 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكور اخي والله يكون بعونك ولا تبعد عنا ترى من هسه اكلك الاماكن كلها تشتاق الك
ومع خالص التيه والاحترم والحب