مشاهدة النسخة كاملة : ‏ياأيها الذين آمنوا لا يسخر قوم


i s n a F i
10-30-2005, 08:58 AM
--------------------------------------------------------------------------------

‏ياأيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى ان يكونوا خيرا منهم ولا نساء ‏من نساء عسى ان يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالأ لقاب ‏بئس الاسم الفسوق بعد الايمان ، ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون
ابتليت (البشرية) ـ ولا أقول (الإنسانية) ـ بالتفرقة العنصرية.. ولو أن البشر احتكموا للإنسانية في أعلى صفاتها الأخلاقية، لما كان هناك ظلم، وانتهاك، واحتقار من جنس لجنس، ومن لون للون.. غير أن البشر في اغلب مراحل تاريخهم للأسف، وظفوا أسوأ ما لديهم من نوازع ليسلخوا جلود بعضهم بعضا، ويأكلوا لحوم بعضهم بعضا، بطرق تعجز الحيوانات عن فعلها، وهذا يكاد يكون حاصلاً بين كل الشعوب وفي كل الدول، حتى بين الأقليات نجد تلك العداوات.

ففي أمريكا، وكندا، وأوروبا ابتداء من روسيا إلى بريطانيا، كان هناك تفرقة بين البيض والملونين، أما في الهند فمعروف وضع طبقة (المنبوذين) الذين يزيد عددهم عن مائة مليون، ولا يعملون في غير المهن الحقيرة، ومحرم عليهم حتى دخول المعابد، بل الويل كل الويل (للمنبوذ) لو أن (ظله) وقع على احد السادة الهندوس.

حتى اليابان ـ وهي اليابان ـ التي يفترض أن ويلات الحروب والتجارب قد صقلتها، نجد أنهم يحتقرون بقايا الكوريين الذين قضوا حياتهم كلها في اليابان، ويعتبرونهم مواطنين من الدرجة الثانية.

وهناك في اليابان طبقة يقال لهم: (الايتا) وعددهم يقدر بالملايين، كانوا في عهد الإقطاع لا يستطيعون مغادرة قراهم إلا بين غروب الشمس وشروقها فقط، ورغم أن الحكومة بذلت جهودا كبيرة في تغيير أوضاعهم نحو الأفضل، إلا انه ما زال يصعب على من ينتمي لتلك الطبقة أن يتزوج من خارجها.

كما أن أمريكا اللاتينية، والصين لا تبتعدان عن ذلك، بل أن أفريقيا تحتشد بالتفرقة العنصرية، واصدق مثال على ذلك دولة (ليبيريا) التي قامت بها قبل سنتين حرب أهلية أطاحت برئيسها، هذه الدولة تحوي من التفرقة العنصرية ما يشيب له رأس الولدان، فالليبيريون ـ الأمريكيون ـ وهم من سلالات العبيد الذين عادوا وأسسوا تلك الدولة، (رفعوا خشومهم) على أبناء القبائل واحتقروهم وساموهم سوء العذاب.

والبلاد العربية بالطبع ليست بعيدة عن تلك (البشاعات) البشرية، وفي كل بلد عربي تقريبا نرى ونسمع من يحتقر أخاه المواطن الآخر الذي قد لا يكون من بلده أو قبيلته أو (إسطبله).

ولا شك أن العالم بدأ يتغلب على هذه (الجريمة) رويدا رويدا، ولست ادري هل يمتد بي العمر إلى أن تتحقق على الأرض وبين البشر عدالة (حقوق الإنسان)؟! ـ إنني اشك في ذلك كثيراً.

واليكم ما سمعته (بأم أذني)، عندما تلاسن اثنان في احد المجالس، فقال الأول مزمجراً: هل تعرف يا (هلفوت) أنني انحدر من السلالة (الفلانية)؟!، ثم أردف قائلاً باحتقار: وأنت من أي سلالة تنحدر؟!

فأجابه الثاني ببرودة أعصاب يحسد عليها وقال: إنني لست سلالة، ولكنني أنا (السلف).
(لا فرق بين عربي وعجمي الا بالتقوى)
( يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً (70) يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً (71) ) " سورة الأحزاب ، الآيتان : 70،71 "
( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً ) " سورة النساء ، الآية : 1 "
وبهذه الصفة وتلك الجموع يقرر الإسلام أنه ليست هناك دواع معقولة ، تحمل الناس على أن يعيشوا أشتاتاً متناحرين ، بل إن الدواعي القائمة على الطريق الحق ، تمهد للمسلمين مجتمعاً متكافلاً تسوده المحبة ، ويمتد به الأمان على ظهر الأرض ، والله عز وجل رد أنساب الناس وأجناسهم إلى أبوين اثنين ، ليجعل من هذه الرحم ، ملتقى تشابك عنده الصلات ، وتستوثق العرى . ( يا أيها الناس إنا خلقنكم من ذكر وأنثى وجعلنكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ) " سورة الحجرات ، الآية : 13 " . إنه التعارف لا التفاخر ، والتعاون لا التخاذل ، فأما اختلاف الألسنة والألوان . واختلاف الطباع والبلدان ، فتنوع لا يقتضي النزاع والشقاق ، بل يقتضي التعاون للنهوض بجميع التكاليف ، والوفاء بجميع الحاجات .

وليس للون والجنس واللغة والوطن ، وسائر المعاني من حساب في ميزان الله ، إنما هنالك ميزان واحد ، تتحدد به القيم ، ويعرف به فضل الناس ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) " سورة الحجرات ، الآية : 13 " والكريم حقاً هو الكريم عند الله ، فهو يزنكم عن علم وخبرة (إن الله عليم خبير ) " سورة الحجرات ، الآية : 13 " .

وأخوة الدين تفرض التناصر بين المسلمين ، لا تناصر العصبيات العمياء ن بل تناصر المؤمنين المصلحين لإحقاق الحق وإبطال الباطل ، وردع المعتدي وإجازة المهضوم ، فلا يجوز ترك مسلم يكافح وحده في معترك ، بل لا بد من الوقوف بجانبه على أي حال لإرشادة إن ضل وحجزة إن تطاول ، والدفاع عنه إن هوجم ، والقتال معه إذا استبيح ، وذلك ، معنى التناصر الذي قرره الإسلام ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً ) " رواه البخاري وغيره " .

ومما اتخذه الإسلام لصيانة الأخوة العامة ، ومحو الفروق المصطنعة ، توكيد التكافؤ في الدم والتساوي في الحق ، وإشعار العامة والخاصة بأن التفاخر بالأنساب والألوان والأجناس أمر باطل " لأن الكل من أدم وأدم من تراب " فما يفضل المسلم صنوه إلا بميزة يحرزها لنفسه بكده وجده ، ألا وهي التقوى ، فمن لا تقوى له ، لم ينفعه أسلافه ولو كانوا تقاة الدنيا .

أيها المسلمون : لقد كان كل شيء يهون على كفار قريش ، إلا تحطيم الفخر بالأنساب ، والاغترار بالآباء والأجداد ، وما كان يخفى عليهم ما في عقائدهم من سخف ، ولم يخف عليهم أن ما يدعوهم إليه محمد صلى الله عليه وسلم خير مما هم عليه من عقيدة ، ولكنهم كانوا يدفعونها بكل ما يملكون من قوة .. لماذا ؟ وما هو السبب ؟ لأن ما يدعوهم إليه محمد صلى الله عليه وسلم فيه تحطيم لسيادتهم وفوارقهم واعتزازهم بأنسابهم . فقد كانت جمهرة الحجيج تقف بعرفات وتفيض منها ، أما قريش .. فكانت تقف بالمزدلفة ومنها تفيض ، فجاء محمد صلى الله عليه وسلم وهو من أشراف قريش يقف بعرفات ، ويأمر الله قريشاً فيقول : ( ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس ) " سورة البقرة ، الآية : 199 " تحقيقاً للمساواة بين المسلمين .

وكان الرجل من أشراف قريش يأنف أن يزوج ابنته أو أخته من الرجل العربي من عامة الناس ، فجاء محمد صلى الله عليه وسلم – وهو من قريش – فزوج ابنة عمه زينب بنت جحش من مولاه زيد وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( يا بني بياضة ، أنكحوا أبا هند ، وأنكحوا إليه ) " رواه أبو داود والحاكم بسند جيد " وكان حجاماً رضي الله تعالى عنه .

وبهذا كله .. يقف الإسلام فريداً بين جميع أنظمة الدنيا، التي عرفها البشر قديماً وحديثاً . ويقف الإسلام . فريداً في مداراته لجميع أسباب النزاع والخصومات في الأرض ، وإرخاصه لجميع القيم التي يتكالب عليها الناس ، ليرفع لواء ضخماً واحداً ، يتسابق الجميع ليقفوا تحته ، ألا وهو لواء التقوى ؛ الذي رفعه الإسلام لينقذ البشرية من أخطبوط العصبية للجنس ، والعصبية للأرض والعصبية القبلية ، بل والعصبية ضد الرق ليقول صلى الله عليه وسلم ( من قتل عبده قتلناه ، ومن جدع عبده جدعناه ، ومن أخصى عبده أخصيناه ) " رواه أحمد والأربعة " وينقذ البشرية من عصبية الرجل ضد المرأة ، في الوقت الذي كانت الجاهلية تئد فيه البنات ، فيقول الله عز وجل : ( وإذا الموءودة سئلت (8) بأي ذنب قتلت )" سورة التكوير ، الآيتان : 8 ، 9 " ويقول ( للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن ) " سورة النساء ، الآية : 32 " قال صلى الله عليه وسلم : ( ألا إن كل شيء من أمر الجاهلية . تحت قدمي موضوع ) " رواه مسلم وأبو داود وابن ماجة وغيرهم .
فيا أيها المسلمون : إنه في الوقت الذي جاء الإسلام فيه محارباً للعصبية ، ومبطلاً لها ، لم يترك باباً من أبوابها إلا أغلقه ، ولا نافذةً من نوافذها إلا طمسها ، سوى عصبية واحدة ، ذات صفة محمودة ، وطبع مندوب ، ألا وهي العصبية للدين والعقيدة الصحيحة ، فلا توالي إلا في الدين ، ولا تعادي إلا فيه ، تحب من أحبه ولو كان أبعد بعيد ، وتبغض من أبغضه ولو كان أقرب قريب ، لا تغضب إلا لله ولا تنتصر إلا لله ، لله وحده ، واعلموا أيها المسلمون ، أن من لم يحمل شيئاً من ذلك ، فهو ممقوت عند الله ، منبوذ بين المسلمين تنفر منه الطباع السليمة ، والقلوب المؤمنة ، لا يحلو له طعام ، ولا يهنأ له شراب ، ولا يجد أثر السعادة ، ولا يذوق حلاوة الإيمان ، فهو نطيحة متردية . نعوذ بالله من ذلك .

ثم اعلموا أيها المسلمون أنكم وإن وفقتم لنزع العصبية الجاهلية من قلوبكم ، وطهرتم منها مجتمعكم فلن تسلموا من عصبية كبرى خارجة عن إرادتكم ، وهي ليس بأيديكم ، ولا يمكن لمسلم ولا مسلمة أن يعيش على هذه البسيطة ، إلا وينال من بلائها ويذوق من مرارتها ، إنها عصبية الكفار لكفرهم ، تلكم العصبية التي تغلي في نفوسهم ضد المسلمين ، والتي لم يسلم منها أحد حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فهذه العصبية باقية إلى قيام الساعة ، لا تنطفئ نارها ، ولا ينام أربابها ، وربما تقنعوا بأقنعة كثيرة لتغطيتها ، إلا أنها لا تخفى على ذي لب من المسلمين .

وهي وإن علت تارةً ، وانخفضت أخرى ، إلا أنها في هذا العصر ، قد كشرت عن أنيابها ، وشمرت عن سواعدها ، فلم تعد تلكم الأقنعة ، تجدي ، ولم يبق لذلك التلون من سبيل ، إذا لم يبق إلا أن أعلنوها صريحةً واضحة ، وهذا الإعلان ، وتلكم الصراحة لم تكن بخط اليد ، ولا بنطق اللسان فحسب ، بل بنطق الدماء ، وبكاء الثكالى ، وأنين الأيتام إنه الدم المسلم المراق .

فا تقوا الله أيها المسلمون ، وصلوا على من أمركم بالصلاة عليه فقال عز من قائل عليم ( إن الله وملائكته يصلون على النبي يأيها الذين أمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً ) " سورة الأحزاب ، الآية : 56 " .

اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك المؤمنين .

اللهم فرج هم المهمومين من المسلمين ، ونفس كرب المكروبين ، واقض الدين عن المدينين ، واشف مرضانا ومرضى المسلمين . برحمتك يا أرحم الراحمين .

ربنا آتتا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار .

عباد الله اذكروا الله العظيم يذكركم ، واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون .



انتظر تعليقكاتكم على هذا الموضوع
بس قبل لا تعلقون الموضوع منجوووووووووول

جــjrooh ــروح
10-30-2005, 09:22 AM
اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك المؤمنين .

اللهم فرج هم المهمومين من المسلمين ، ونفس كرب المكروبين ، واقض الدين عن المدينين ، واشف مرضانا ومرضى المسلمين . برحمتك يا أرحم الراحمين .

ربنا آتتا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار .


أخووووووي

اسناااافي

جزاك الله الف خييييييييير

وجعله الله في موازين حسناتك


اظنك كفيت ووفيت وماقدر اقووووول الا الله يهدي الجميييع ويهدينا يارب


أختك

جرووووح

i s n a F i
10-30-2005, 10:31 AM
اختي جرووح مشكورة على المرور الجميل
والكلمات المتأنقه ، وفوقهم حضورك

تحياتي لج ، ميزاني وميزانيج عيوني

سلام

عاشقة النيل
12-01-2005, 05:30 PM
أخى العزيز الاسنافى

طرح مميز وعرض رائع للموضوع كعادتك دائما

وأخوة الدين تفرض التناصر بين المسلمين ، لا تناصر العصبيات العمياء ن بل تناصر المؤمنين المصلحين لإحقاق الحق وإبطال الباطل ، وردع المعتدي وإجازة المهضوم ، فلا يجوز ترك مسلم يكافح وحده في معترك ، بل لا بد من الوقوف بجانبه على أي حال لإرشادة إن ضل وحجزة إن تطاول ، والدفاع عنه إن هوجم ، والقتال معه إذا استبيح ، وذلك ، معنى التناصر الذي قرره الإسلام ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً ) " رواه البخاري وغيره " .

كنت أتمنى أن تكمل الحديث ليكون أكثر وضوحا
فالبعض يفهم نصر الطالم خطأ
قالوا علمنا كيف ننصره مظلوما فكيف ننصره ظالما
فقال رسول الله تقف ذده حتى يرفع ظلمه عمن ظلمه


أيها المسلمون : لقد كان كل شيء يهون على كفار قريش ، إلا تحطيم الفخر بالأنساب ، والاغترار بالآباء والأجداد

وما رأيك ونحن الآن وبعد إنتشار الاسلام

نعود لعصر الجاهلية الأولى

ونجد بيننا من يتفاخرون بالأنساب

بل ويرون كل الآخرين لا يسوون شئ

اللهم طهر الاسلام من هؤلاء الجهلة


اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك المؤمنين .

اللهم فرج هم المهمومين من المسلمين ، ونفس كرب المكروبين ، واقض الدين عن المدينين ، واشف مرضانا ومرضى المسلمين . برحمتك يا أرحم الراحمين .

ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار .

عباد الله اذكروا الله العظيم يذكركم ، واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون .

اللهم آمين

آخى العزيز الاسنافى

جزاك الله خيرا وجعله فى ميزان حسناتك

وتقبل الله منا ومنك


تحياتى

باربى

i s n a F i
12-01-2005, 05:40 PM
اختي العزيزة باربي مشكورة على المداخله الحلللوه

ماقصرتي تعبناج معانا ههههههههههههههههه

ميزاني وميزانج ان شاء الله

تقبلي تحياتي الحارة كالعاده

ودمتِ بحب

سلامووووووووووو