مشاهدة النسخة كاملة : الدعاء المستجاب


عاشقة النيل
10-28-2005, 05:05 AM
يقول الله تعالى في كتابه الكريم: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بى لعلهم يرشدون}.. البقرة آية 186. فعن أبن عباس رضى الله تعالى عنهما قال: قالت اليهود كيف يسمع ربنا دعائنا يا محمد وانت تزعم أن بيننا وبين السماء خمسمائة عام وغلظ كلّ سماء مثلُ ذلك ؟ فنزلت هذه الآية.

وقال الحسن: سببها أن قوما قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فننادية؟ فنزلت، وقال عطاء وقتادة لما نزل قوله تعالى: {وقال ربكم أدعونى أستجب لكم}.. غافر آية 60. قال يا قوم: فى أى ساعة ندعوه؟ فنزلت أية إذا سألك عبادى عن المعبود فاخبرهم يا محمد أنه قريب يثيب على الطاعة ويجيب الداعى وأنه قريب من اوليائه بالإفضال والأنعام، لقد امر الله عباده بالدعاء وحض عليه وسماه عبادة ووعد بانه يستجيب لهم.

فعن عبادة بن الصامت قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أعطيت أمتى ثلاثا لم تعط إلا الأنبياء كان الله إذا بعث نبياً قال: أدعنى أستجب لك. وقال لهذه الامه أدعونى أستجب لكم، وكان الله إذا بعث نبياً قال له: ما جعل عليك في الدين من حرج. وقال لهذه الامة: ما جعل عليكم في الدين من حرج وكان الله إذا بعث نبى جعله شهيدا على قومه وجعل هذه الامه شهداء على الناس.

وللدعاء شروطه وآدابه حتى يستجيبه الله تعالى وأولها أجتناب الاعتداء المانع من الاجابة حيث قال في آية اخرى: {أدعوا ربكم تضرعا وخفيه أنه لا يحب المعتدين} ولا يدعوا الداعى بأثم أو قطعية رحم وما لم يستعجل وإلا يأكل الداعى الحرام ففى الحديث: (ما بال الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وغذى بالحرام فأنى يستجاب له ذلك).

وقد قال العلماء أن اجابة الدعاء لا بد لها من شروط في الداعى وفي الدعاء وفى المدعو به، فمن شرط الداعى أن يكون عالما بأنه لا يقدر على حاجته إلا الله تعالى وأن الوسائط في قبضته ومسخرة بتسخيره وأن يدعوا بنية صادقة وحضور قلب فأن الله تعالى لا يستجيب من قلب غافل لاه، وأن يكون مجتنباً لأكل الحرام، والا يمل من الدعاء.

ومن شرط المدعو فيه ان يكون من الامور الجائزة الطلب والفعل شرعا كما قال مالم يدع بإثم أو قطعية رحم فيدخل في الأثم كل ما يأثم به من الذنوب ويدخل في الرحم جميع حقوق المسلمين ومظالمهم، وأما شروط الدعاء فسبعة أولها التضرع والخوف والرجاء والمرؤه والخشوع والعموم وأكل الحلال.

وقال أبن عطاء أن للدعاء أركان واجنحة وأسبابا وأوقاتا فأن وافق أركانه قوي وأن وافق أجنحته طار في السماء وأن وافق مواقيته فاز وإن وافق أسبابه نجح فأركانه حضور القلب والرأفة والاستكانة والخشوع وأجنحته الصدق ومواقيته الأسحار وأسبابه الصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم وقيل شرائط الدعاء أربعة أولها حفظ القلب عند الوحدة وحفظ اللسان مع الخلق وحفظ النظر الى ما لم يحل وحفظ البطن من الحرام.

وقد قيل لإبراهيم بن آدهم ما بالنا ندعو فلا يستجاب لنا ؟ قال لأن قلوبكم قد ماتت. قالوا وما الذي أماتها؟ قال عشر خصال قالوا وما هى؟ قال عرفتم حق الله ولم تطيعوه، وعرفتم حق الرسول ولم تتبعوا سنته، وعرفتم القرآن ولم تعملوا به، واكلتم نعم الله فلم تؤدوا شكرها، وعرفتم الجنة فلم تطلبوها، وعرفتم النار فلم تهربوا منها، وعرفتم الشيطان فلم تحاربوه ووافقتموه، وعرفتم الموت فلم تستعدوا له، ودفنتم الاموات ولم تعتبروا، وتركتم عيوبكم وأشتغلتم بعيوب الناس فأسخطتم ربكم وخالقكم فكيف يستجيب الله بعد ذلك لدعائكم.

والدعاء المطلوب في كل الاوقات غير أنه فى بعض الأوقات أكبر ومن هذه الاوقات السجود وعند الاذان والاقامة وبينهما في السحر وعند جلوس الخطيب بين الخطبتين ويوم الجمعة وعند نزول المطر وعند التقاء الجيشين وفي الثلث الاخير من الليل وفي المرض وفي السفر وليلة النصف من شعبان وليلةالقدر وفي الصيام وليلتى العيدين ويوم عرفة وهو فى بعض الاماكن أجدر بالقبول فى المساجد وعند قبر الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وفي الروضة الشريفة وفي المسجد الحرام وفي المسجد الاقصى وفى مقام ابراهيم وفى حجر أسماعيل وفوق عرفات .

والدعاء مقبول ولكن هناك دعوات لا يردها الله تعالى وهي دعوة الصائم حتى يفطر ودعوة المظلوم ودعوة المرء الى اخية في ظهر الغيب ودعوة الوالد لولده او عليه ودعوة الأمام العادل ودعوة المسافر ودعوة الغائب للغائب ودعوة الرسل والانبياء والصالحين والدعاء باسم الله الاعظم والدعاء بالمأثور من القرآن والسنه وآثار الصالحين.

والدعاء تتنوع الاجابة له فقد يعطى المرء مطلوبه وقد يرفع الله عنه به مكروها وقد يدخر له من الكرامة فى الاخرة ما هو فى حاجة أليه وخيردعوة هى ما ادخرها رسول الله صلى الله عليه وسلم الشفاعة لأمته يوم القيامة فهي نائله أن شاء الله من مات لا يشرك بالله شيئاً.

ومن المواقف الايمانية في الدعاء المأثور أن نبى الله موسى عليه السلام كان يرعى غنم الرجل الصالح الذي أستأجره (نبى الله شعيب) فنزل بها يوما فى واد يقال له وادى الذئاب، ونظر حوله فأذا بالذئاب تحيط بغنمه من كل جانب وقد أدركه التعب والنصب ولم يقو على رعيها فأتجه الى الله يدعوه دعاء المضطر قائلا اللهم أحاط سبعة علمك وسبعة تدبيرك ونفدت ارادتك وكلت حيلتى وأنت تعلم أنى مؤتمن عليها رعها لى والقى بعصاه ونام فلما أستيقظ وجد الذئاب تحيط بغنمه حتى لا تشرد منها الشاه ووجد كبير الذئاب وقد أمسك بعصاه، فقال ألهى وسيدى ما هذا الذي أراه؟ فقال الله تعالى يا موسى لا تعجب مما ترى يا موسى كن لى كما أريد أكن لك ما تريد.


اللهم تقبل دعائنا يا أكرم من سئٌل ا الله
اللهم آميــــــــــــــن

تحياتى
باربى

المتسامح
10-30-2005, 12:27 AM
اللهم آآآآآآآآمين

اختي الغاليه باربي

جزاكي الله عنا كل الخير وجعله في ميزان حسناتك

ومن اقرب الينا من الله لنتوجه اليه في شدة او حتى في رخاء

انه قريب يجيب دعوة الداعي اذا دعاه

جزيل الشكر لك ولمجهودك الرائع باربي

ولا تنسيني من الدعاء

دمتي بحفظ الرحمن ورعايته

ولــــd
10-30-2005, 02:06 AM
مشكوره اختي الغاليه باربي

على هذا الطرح القيم

وجعله الله في موازين حسناتك

مع كل الاحترام والتقدير

ولـــه الحـــــب

عاشقة النيل
10-30-2005, 03:52 AM
أخى العزيز المتسامح

شكرا لحضورك الرائع
وتقبل الله منا ومنك

تحياتى
باربى

عاشقة النيل
10-30-2005, 04:02 AM
أخى العزيز وله الحب

شكرا لحضورك الرائع
وتقبل الله منا ومنك

تحياتى
باربى