مشاهدة النسخة كاملة : مقااالات هو وهي ( الجزء الاول )


ولــــd
08-10-2005, 02:18 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لماذا على المرأة أن تتعلم كيف تتلقى الرعاية من زوجها؟

* مأمون مبيض

تخشى المرأة عادة من رفض زوجها أو إهماله لها، لأنها تحمل في أعماق نفسها وفي لاشعورها معتقداً مغلوطاً، وهو أنها غير جديرة بالاهتمام والرعاية، وقد تكون عُلمت منذ صغرها أن تكبت رغباتها وحاجاتها ومشاعرها. وتنشأ هذه المشاعر السلبية خاصة إذا تعرضت الفتاة إلى سوء المعاملة في حياتها، فيكون من الصعب عليها حينها أن تشعر بأنها تستحق الاهتمام والتقدير. ويرتبط شعورها بقلة قيمتها مع شعور آخر هو خوفها من احتياجها للآخرين، لأنها تتوقع منهم الرفض وعدم الاستجابة. ولذلك فهي تظهر للرجل أنها في غير حاجة إليه، وهذا بالذات الأمر الذي يجعل الرجل يعرض عنها. مما يجعل الرجل يقبل ويقدم ما لديه هو شعوره بأن زوجته تحتاجه، ويزداد الأمر تعقيداً عندما ترى المرأة إعراض الرجل فتظن أن هذا يؤكد مخاوفها بأن الرجل لن يستجيب لها ولن يحقق لها حاجاتها!
وتتألم المرأة كثيراً حتى لمجرد الرفض البسيط لطلباتها، لأن هذا يؤكد عندها معتقدها المغلوط بأنها غير جديرة باهتمام الرجل وتضحياته.
ولأن عند المرأة هذا الشعور العميق بقلة القيمة، فقد تكيفت معه بأن أصبحت شديدة الاهتمام والاستجابة لحاجات الآخرين، ولذلك فهي تقدم الكثير إلا أنها لا تشعر بأنها تستحق أن يقدم لها الآخرون، ولكنها تتأمل أنها إن قدمت وضحت فستصبح عندها جديرة بتضحيات الآخرين. وهي لا تدري في كثير من الحالات أنها جديرة كل الجدارة في اهتمام الآخرين ورعايتهم، وحتى لو لم تقدم كل هذه التضحيات.
وإذا تربت البنت وهي تشعر باطمئنان إلى تقدير الآخرين لها، وخاصة والديها، أو من خلال رؤية والدها يقدر أمها، فستنشأ وعندها شعور عميق بقيمتها واحترام الآخرين لها، وبأنها لا تحتاج إلى التضحيات الكثيرة لتقنع نفسها والآخرين بقيمتها كفتاة أو امرأة.
وعندما تشعر المرأة حقيقة بأنها جديرة بمحبة الرجل واهتمامه، فستجد من حولها ذلك الرجل الذي يحبها ويهتم بها، إلا أن الشيء المؤلم في العلاقات الزوجية، أن المرأة قد يستغرق معها الأمر عشر سنوات بعد الزواج، حتى تشعر بأنها تستحق كل الحب والاهتمام، وبعد أن تكون قد قدّمت الكثير طوال هذه السنوات، حتى وصلت إلى حالة تقول فيها لزوجها (لقد قدّمت إليك كل شيء ولم يعد لدي ما أقدمه!).
والأمر المهم في معالجة مثل هذه الحالة، أن تقتنع المرأة بأنها لا تحتاج لتقديم المزيد من أجل الحفاظ على علاقتها بزوجها، وإنما تحتاج أن ترتاح من التقديم، لأن زوجها سيقدم لها أكثر إن هي قللت مما تقدمه له. لقد نسيت هذه الزوجة حاجاتها لسنوات، وبالتالي نسي هو أن قدم لها ما تحتاجه. والآن بعد أن انتبهت إلى حاجاتها، فسينتبه زوجها أيضاً إلى هذه الحاجات، وسيسعى لتلبيتها عندما يشعر بأنها تحتاج لرعايته ومحبته. وقد يأخذ الرجل بعض الوقت حتى يتعلم كيف يلبي حاجات زوجته، إلا أن المهم أنه انتبه إلى مدى إهماله لحاجاتها، وأنه يرغب بالتغيير والإصلاح.
ونفس الأمر بالنسبة للرجل الذي ينتبه فجأة إلى أنه غير سعيد، وأنه بحاجة إلى المزيد من محبة وعاطفة ورعاية زوجته، فعندها ستفتح له زوجته ذراعيها وتقدم له من جديد المحبة والرعاية التي يطلب. وقد يأخذ الأمر أيضاً بعض الوقت، وبحسب طول مدة الإهمال وعدم الانتباه إلى حاجات الزوج العاطفية، المهم أنه إن بدأ أحد الطرفين بالتغير الإيجابي، فإن الآخر سيتغير أيضاً في نفس الاتجاه، وهكذا الحياة بشكل عام.
ـ لماذا على الرجل أن يتعلم كيف يقدم خدماته لزوجته؟
إن مما يخاف منه الرجل عادة هو شعوره بعجزه أو عدم قدرته على أمر ما. وهو يعوض هذا الخوف برغبته المستمرة في زيادة قدرته وإمكاناته على القيام بالأعمال، وأمام رغبة الرجل الدائمة في رفع قدراته، فإنه لا يعود يهتم بأحد آخر أكثر من اهتمامه في زيادة قدراته، ولذلك يبدو شديد الأنانية عندما يكون خائفاً أو أمام تحد كبير يواجهه.
وكما تخشى المرأة من تلقي الرعاية، فإن الرجل يجد صعوبة في تقديم الرعاية، لأن هذا التقديم يترافق عادة مع الخوف من الفشل أو الانتقاد أو اللون أو الرفض. وكل هذه الاحتمالات تسبب عند الرجل ألماً شديداً، لأنها تؤكد عنده المعتقد المغلوط الذي يحمله، وهو أنه ضعيف وعاجز وغير مقتدر. وقد تكوّن هذا المعتقد المغلوط عند الرجل في صغره عندما كان يشعر بأن الآخرين يتوقعون منه دوماً أن يقوم بالأعمال بشكل أفضل، وعندما كانت أعماله تقابل بعدم اهتمام الآخرين أو بعدم رضاهم عنها، فقد كان يتأكد في أعماق نفسه أو في لا شعوره هذا المعتقد المغلوط الذي يحمله عن نفسه. ولأن الرجل يخاف كثيراً من الفشل فقد لا يحاول أصلاً القيام بالعمل، ويحجم عن تقديم الرعاية للآخرين، ولا يخاطر في هذا الأمر.
ومن المتناقضات أن الرجل عندما يهتم كثيراً بأحد ما، فإن خوفه المضاعف من الفشل مع هذا الذي يحبه يجعله يقدم أقل مما يقدمه عادة، ولذلك فقد يبدو وكأنه غير محب أو غير مهتم.
وقد يأخذ الرجل بعض الوقت حتى يتعلم أن فشل بعض محاولاته كانت ضرورية من أجل نجاحه في المحاولات الأخرى، فلا يعود يخشى عندها المحاولة أو الفشل، ويدرك أن بعض الخطأ لابد منه من أجل الوصول إلى أهدافه. إنه ليس بالعاجز أو الضعيف، إلا أن عليه ن يحاول ويتخذ الأسباب، وهذه هي الخطوة الأولى في تعلم الرجل كيف يقدم الرعاية لزوجته.
عندما يربى الفتى وهو يرى والده يحسن تحقيق حاجات أمه، فسيتكون عنده شعور قوي بالثقة في نفسه، وبقدرته على تحقيق حاجات المرأة التي ستكون زوجته في المستقبل. ولن يكون خائفاً من التجريب والمحاولة في تلبية حاجاتها، ويدرك أن فشله في عمل أو محاولة ما لا يعني بأنه عاجز أو غير قادر في كل شيء، إنه يعلم بأنه ليس كاملاً،إلا أن هذا لا يمنعه من المحاولة وبذل الجهد، وإذا أخطأ، فإنه يعلم أنه يمكنه ن يعتذر عن هذا الخطأ، وهو يتوقع المسامحة والتقدير والمحبة من الطرف الآخر.
إن هذا الشاب أو الرجل يدرك أن (كل ابن آدم خطاء) فقد رأى والده يخطئ فيعتذر، وشاهد والدته تغفر له من دون أن يضعف هذا علاقتهما. إنه شاهد كيف أن أمه كانت تقدّر والده وتثق به رغم أنه كان أحياناً يخيب ظنها أو يخطئ في تلبية حاجاته.
ـ إذا غابت القدوة فلابد من التدريب وإلا:
والمشكلة التربوية الحقيقية أن معظم الرجال لم يشاهد في حياته أو صغره ذلك النموذج القدوة الذي يتعلم منه مثل هذه المواقف، فبالنسبة لهذا الشاب ـ وكذلك الحال بالنسبة للفتاة التي لم تجد في حياتها القدوة العملية في أمها ـ فإن موضوع الزواج والعلاقة الزوجية وتكوين أسرة، ليس بالأمر السهل تحقيقه، فهو لم يجرب ويرى بنفسه كيف يتم الأمر بشكل سليم. وهناك مَن شبّه هذا الأمر بمن طُلب منه قيادة طائرة من غير تدريب مناسب. فقد يعرف كيف يحرك بعض أدوات الطائرة، إلا أنه بالتأكيد يجهل كامل الخطوات من لحظة الإقلاع إلى لحظة الهبوط، ومما يزيد الأمر تعقيداً، أن يشاهد والده ووالدته يفشلان في قيادة طائرة علاقتهما الزوجية، فمن أين له أن يطير مع زوجته في أمن وسلام؟!

ولــــd
08-10-2005, 02:22 AM
حواء وحرية اختيار الزوج

* محمد حسين فضل الله

من الطبيعي أن تكون الفتاة صاحبة الحق الأول والأخير في اختيار الزوج المناسب لها. فليس لأحد أن يضغط عليها في فرض أي زوج، لأن الله لم يجعل أحداً مالكاً لأحد.
ولكن هناك عدة نقاط، أو تحفظات، ينبغي بحثها في صدد هذه المسألة:
النقطة الأولى: هي البلوغ الذي يلتقي أو الذي يمتزج بالرشد. فلا يكفي في تصحيح عملية الاختيار أن تكون الفتاة بالغة سن التكليف، بل لابد من أن تكون راشدة أو رشيدة، بحيث تستطيع أن تميز الاختيار الصحيح من الاختيار الفاسد في حياتها. فإذا اجتمع لها هذان الشرطان: البلوغ والرشد فإن بإمكانها أن تختار مَن تشاء.
النقطة الثانية: وتتمثل في الجدل الفقهي الدائر بين سائر فقهاء المسلمين حول السؤال التالي: هل يشترط في زواج الفتاة العذراء إذن الولي كالأب أو الجد، وربما يمتد بعضهم إلى الأخ الأكبر ولو على نحو الاستحباب، أو انه لا يشترط ذلك؟ هناك فريق كبير من الفقهاء يقول: إن البالغة الرشيدة كالبالغ الرشيد، ليس لأحد سلطة عليها.
فإذا كانت الفتاة رشيدة في التسع سنوات فلا بأس في ذلك، وإذا لم تكن رشيدة فالأمر يحتاج أن تصل إلى سن الرشد، وسن الرشد ليس محدداً بحالة زمنية بل بحالة عقلية.
وعلى هذا الأساس هناك رأي لا يشترط شيئاً في موضوع صحة زواج الفتاة وصحة اختيارها إلا البلوغ والرشد، تماماً كما هو الحال بالنسبة إلى الرجل. وإن كان هذا الرأي يستحب لها أن تستشير أباها أو جدها أو أخاها في ما يمكن أن يحقق لها رشداً إضافياً على مستوى الاستشارة في الانسان الذي تختاره، لأنها من الممكن أن تخضع لجو عاطفي ضاغط على مشاعرها يمنعها من أن تفكر بطريقة موضوعية في المسألة، لاسيما أن جانب الإحساس في المرأة أو جانب الضعف الطبيعي العفوي في حياتها قد يجعل كثيراً من الناس يستغلون هذا الجانب من شخصيتها، وهو براءة الطهر في ضعفها وفي إحساسها إذا صح التعبير.
فيحسن لها أن تستشير في هذا الأمر الحيوي الذي يمثل مسألة مصير، لاسيما إذا عرفنا أن أمر الطلاق بيد الرجل وليس بيد المرأة، كما يحسن لها أن تستشير في القضايا الأخرى التي تتصل بالجوانب الأخرى من حياتها.
وهناك رأي آخر لبعض الفقهاء، أو لكثير منهم، يشترط في صحة زواج الفتاة ممن تختاره إذن الأب أو الجد من جهة الأب. ولكن ليس معنى ذلك أن للأب أن يجبرها على قبول مَن لا تريده، لكن له أن ترفض مَن تريده انطلاقاً من المصلحة التي يراها. ولكن عندما نرى إن الأب لم ينطلق في رفضه من مصلحة بل من استغلال، أو من حالة تعسفية، وكانت الفتاة محتاجة إلى الزواج، فإنه من الممكن جداً في رأي بعض هؤلاء الفقهاء ـ ألا يكون للأب أي دور في هذه المسألة لأنه لا يمارس هذا الموقع الذي أعطاه إياه التشريع بطريقة اسلامية، بل بطريقة ذاتية عدوانية أو عبثية أو استغلالية.
وفي كل الأحوال، للفتاة الرأي الأول والأخير في الاختيار. وربما تتحفظ بعض الفتاوى في حرية هذا الاختيار عندما تربطه بإذن الأب، ولكنها لا تتحفظ في أنه ليس لأحد أن يفرض عليها مَن لا تريده. هذا من الناحية الشرعية الملزمة.
ـ عناصر الاختيار:
وفي صدد عناصر الاختيار نرى أن للفتاة ـ كما للشاب ـ الحق في أن تطلب الأشياء الذاتية، باعتبارها انسانة لها أحاسيس ومشاعر وطريقة في التفاعل مع الانسان الآخر. فلها أن تطلب ـ في عملية اختيارها ـ الانسان الجميل، أو الانسان المقبول من حيث الشكل، لأنها لا تطيق أن تعيش مع إنسان قبيح الشكل، تماماً كما هو الحال بالنسبة إلى الرجل. ولها أن تطلب الانسان الذي يمثل الكفاية الحياتية من حيث إمكانياته المادية. ولها أن تطلب الشخص الذي يملك مستوى ثقافياً معيناً أو مستوى اجتماعياً معيناً.
إن الإسلام لا يقف أمام رغبة المرأة في تحديد المواصفات الذاتية للرجل الذي تريد أن تختاره، باعتبار ان مسألة الزواج هي مسألة اختيار ناشئ عما يفكر فيه الانسان في حياته. ولكن الاسلام الذي يحترم إرادة المرأة والرجل في هذا المجال يحاول أن يوجه رغباتهما ليؤكد أن هذه المواصفات التي قد تنجذب إليها المرأة أو الرجل لا تمثل القيمة الكبيرة، بحيث يجعلانها في قمة اهتماماتهما، فتكون الخط الصحيح في حياتهما.
إن مثل هذه الأمور لا تعتبر أساساً في ثبات الحياة الزوجية، فالجمال ـ مثلاً ـ شيء طبيعي في الرغبة، لاسيما في مجال الرغبة الحسية، ولكن قد يذهب الجمال بفعل التشويه، أو بفعل أي وضع من الأوضاع، وربما يذهب المال، وربما يُصاب الانسان بنكسة مالية أو بخسارة كبيرة وقد يفقد مركزه الاجتماعي مثلاً، وتضعف ثقافته بفعل عدم الممارسة. إن هذه الأمور ليست من الأمور التي تمثل العناصر الثابتة التي يمكن أن تتحرك في داخل الحياة الزوجية لتضمن سلامتها.
هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن الزواج يمثل علاقة خاصة، لأنه يمثل أسلوباً من أساليب حركة العلاقات الإنسانية في ما يتصرف به كل فريق تجاه الفريق الآخر على مستوى احترام حقوقه، وعلى مستوى احترام مشاعره وعلى مستوى طريقة إدارة المعنى الإنساني في داخل هذه العلاقة، وما إلى ذلك.
إن هذه المسألة تتصل بالجانب الأخلاقي في شخصية الزوج أكثر مما تتصل بالجانب المادي. فقد يغرق الزوج زوجته بالمال أو بتلبية الرغبات الحسية، ولكنه لا يحسن التعامل معها بشكل إنساني جيد من خلال غياب الجانب الإنساني في تعامله، إن حياتها سوف تتحول إلى جحيم. وكذلك عندما لا يكون الانسان متديناً يخاف الله فإنه من الممكن جداً أن ينعكس عدم تدينه على طريقة تعامله مع زوجته التي يستضعفها في البيت، عندما لا يكون هناك شخص آخر معهما يحمي الزوجة من الزوج. كما انه يستطيع أن يدمر حياتها بطريقة أو بأخرى من خلال طبيعة إثارة المشاكل والقضايا وما إلى ذلك بشكل سلبي في الحياة الزوجية.
لهذا ركز الاسلام في توجيهه المرأة على الارتفاع برغباتها إلى الجانب الذي يمس عمق انسانية العلاقة وعمق ثباتها، هو (الخلق والدين). فقد جاء في الحديث المأثور: (إذا جاءكم مَن ترضون خلقه ودينه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)، على أساس أن الزيجات التي تتحرك خارج هذا النطاق هي زيجات لابد من أن تفرز الكثير من المشاكل ومن الخلافات ومن الفساد في العلاقات الزوجية.
لا أريد أن أقول: إن على المرأة أن تنظر إلى الخلق والدين ولا تنظر إلى الأشياء الأخرى، وإنما أريد أن أقول: ن الفكر الاسلامي ـ في ما نفهمه من أمثال هذه الأحاديث ـ يدعو المرأة عندما تريد أن تنظر إلى الجوانب الأخرى ألا تعتبرها الأساس، بل عليها أن تنظر إلى العناصر التي تمس طبيعة العلاقة الزوجية من حيث هي علاقة انسانية اجتماعية تحتاج إلى الأخلاق التي تحكم نظرة كل من الزوجين للآخر وتصرفه نحوه، وإلى الالتزام الديني الذي يمثل الضابطة التي تضبط تصرفات الزوج في الخط الشرعي نحو المرأة.
للمرأة الحق في أن تطلب الرحل الجميل والرجل الغني والرجل الذي يملك مركزاً اجتماعياً والذي يملك مركزاً ثقافياً، ولكن عليها أن تضع أمامها ـ إلى جانب هذه العناصر ـ عنصري الخلق والدين، لأنهما هما اللذان يساهمان في نجاح الحياة الزوجية حتى ولو افتقر الرجل أو ذهب جماله أو فقد مركزه الاجتماعي.
إن الأخلاق والدين يمكن أن يمثلا الأساس في هذا المجال. وهذا المعنى الذي يؤكده الاسلام في الرجل يؤكده في المرأة، فقد ورد في بعض الأحاديث إن هناك مَن سأل رسول الله (ص): مَن أتزوج؟ قال: (عليك بذات الدين تَرِبَت يداك)، انطلاقاً من هذا التعبير ـ أيضاً ـ لابد للرجل من ألا يجعل جمال المرأة ومالها الأساس، ولذلك ورد في الحديث: (مَن تزوج امرأة لمالها ولجمالها، سلبه الله مالها وجمالها). الدين إذن هو الأساس في شخصية المرأة في العلاقة الزوجية، والدين هو الأساس في الرجل في مسألة العلاقة الزوجية، والأخلاق هي نوع من أنواع الفكر الديني في تفاصيله.
وإضافة إلى ما سبق نريد أن نؤكد حقيقة، وهي أن المرأة التي تطلب الجمال والثقافة والمال والمركز في الرجل، إلى جانب الخلق والدين، هي امرأة غير منحرفة اسلامياً. كما إن الرجل الذي يطلب في المرأة المتدينة الجمال والمال والثقافة والموقع الاجتماعي هو انسان ليس منحرفاً اسلامياً. فالانحراف هو أن يكون الجمال كل شيء، أو أن يكون المال كل شيء، أو أن يكون المركز الاجتماعي كل شيء، بحيث تكون الأخلاق والدين حالة هامشية في البحث عن الشريك في الحياة الزوجية

ولــــd
08-10-2005, 02:24 AM
كيف يكون اختيارك صحيحا لنصفك الآخر..؟

اشتركت إليزابيث كلير بروفيت وباتريشيا سبادارو في تأليف ثلاثة كتب من السلسلة المشهورة "دليل الجيب إلى الروحانية العملية"، وقام قسم الصحافة بجامعة ساميت بنشر الكتب الثلاثة. هذه الكتب تتضمن نصائح عن هذا الموضوع ومواضيع أخرى مماثلة، وتستكشف أبعاد الحب والعلاقات الغرامية. وتعتقد السيدة بروفيت أن سر اجتذاب ما نريد هو أن نوفر في أنفسنا ذلك الشيء الذي نريده. بدلا من أن ترغب في أن تكون محبوبا، كن أنت الحب نفسه. إذا أردت تعظيم قدرتك على أن تحب وتحب، إبدأ بإعطاء الحب إلى الآخرين. بإمكانك بنفس الطريقة أن تعمل على خلق العلاقة المثالية التي تريدها، تحلّى بالصفات التي تريدها أن تتوفر في شريكك. بإمكانك أن تكون المغناطيس الذي يجذب العلاقات المثالية.
تبيّن السيدة بروفيت أيضا كيف أن الحنان يتغلب على كل التحديات ويخلق علاقة الحب الصحية النابضة بالحياة. في كتاب "كيميائية القلب" تشرح المؤلفة كيفية رعاية وتنمية الحنان والتسامح اللذان يساعدان الشخص على فهم الدروس الروحانية المتأصلة في أي تحد. من المهم جدا معالجة المشاكل فور بروزها لئلا يتقادم إهمالها ويتراكم كما تتراكم طبقات الرواسب الصخرية فتغلق أبواب القلب. والحنان ليس هو إلقاء اللوم على الآخرين للظروف التي نجدها تحدق بنا، وإنما يعلمنا الحنان أن رد فعلنا تجاه هذه الظروف هو الشيء الأهم، ويدعونا إلى أن نسمو بأنفسنا إلى أعلى لنواجه تحدياتنا من ارتفاع جديد.
تشرح مؤلفة الكتاب كيف أن الكرم والمثالية يؤثران عليك وعلى شريكك، فتقول إننا لن نستطيع تحقيق السعادة إذا لم نتغلب على سلبيات المثالية هذه. إن معرفتنا للمثالية تعلّمنا أشياء كثيرة عن علاقاتنا، بعضها جميل وبعضها كريه ولكنها جميعها ضرورية للسمو الروحاني. تتحدث السيدة بروفيت، في كتابها "شريك الروح والحبيبان التوأمان" عن ثلاثة أنواع من العلاقات، هي:
* علاقة الحبيبين التوأمين
روحان خلقتا معا منذ نشأتهما، نصفان لجسد واحد.
* علاقة شريكيّ الروح
شريكا الروح يختلفان عن الحبيبين التوأمين، فهما يجتمعان ليعملا معا لإدراك نفس النوع من المثالية إدراكا كاملا.
* علاقة شريكيّ المثالية
شريكا المثالية، هما شخصان (يبدو أحيانا أنهما لا يشتركان في شيء) ينجذبان إلى بعضهما لتحقيق الكرما المشتركة.
بما أن الزيجات غالبا تنسج من خيوط تاريخ الشريكين الماضي معا، إذن من المهم جدا إدراك وقع ماضيك وماضي شريكك عليكما الإثنين. تقول مؤلفة كتاب "الكرما والمثالية": يجب أن تسأل نفسك السؤال التالي عندما تبدأ علاقة جديدة: "هل أنا أود حقا أن أشارك هذا الشخص في نفس الكرما؟" هذا سؤال مهم جدا، لأننا عندما نتعاهد (وقت عقد الزواج) على أن نظل لبعضنا في السراء والضراء، نكون تعاهدنا أيضا على مساندة بعضنا في جميع أحوال الكرما -الجيد منها وغير الجيد. عندما تتزوج تضطلع بكرما شريكتك حيث أنك عاهدتها أن تظل بجانبها في العسر واليسر.
قد يكون هذا شاقا في بعض الأحيان، إلا أن مؤلفة الكتاب تقدم اقتراحات للتغلب على التحديات وإقامة علاقة حب صحية وحيوية. تشرح المؤلفة في كتابها "كيميائية القلب" كيفية تنمية الحنان والتسامح، وهو ما قد يساعد الشخص على فهم الدروس الروحانية المتأصلة في أي تحديات. وتختتم السيدة برفيت شرحها بالقول إن السـر الأهم في العلاقات الحميمة هي تنمية العلاقات الفريدة مع نفوسنا السامية ومع الله ومساعدة شريكنا على أن يفعل الشيء نفسه.

ولــــd
08-10-2005, 02:26 AM
امتصي غضبه برقة تكسبيه وتكسبي راحتك


الاهتمام بجمالك والعناية بمظهرك الخارجي، إضافة إلى اهتمامك بالبيت والاولاد، مع مراعاة شؤونه، بأن تكوني الصديقة والأم والحبيبة بالنسبة له، كلها عناصر يقولون لك انها ستجعل زوجك يحبك ويحب حياته معك، بحيث لا يفكر في غيرك بتاتا. وهذا جميل، لكن ربما تتساءلين كيف يمكن ذلك وأنت مثقلة بالمسؤوليات خارج البيت وداخله، وليس لديك الوقت الكافي للأساسيات فما بالك بالكماليات، بل أنت قنبلة موقوتة تنتظر أقل كلمة لتفجر شحنة التوتر والغضب بداخلها، وطبعا هذه الحالة لا يفهمها بعض الأزواج، الذين يتعاملون معها أحيانا بأنانية وغضب أكبر ليستفحل الأمر وقد يصل إلى باب مسدود.
فالكثير من الخلافات الزوجية، حسب رأي الخبراء سببها عدم القدرة على التعامل مع الغضب أو فهم أسبابه، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى فتور في العلاقة الزوجية، ومن ثم فتور او انعدام كثير من الأحاسيس الجميلة بينهما، وهو ما يمكن تجنبه وتفاديه باتباع بعض النصائح البسيطة عن كيفية التعامل مع غضب زوجك.
الصمــت المقنن:
لا شك انك سمعت ان السكوت من ذهب. وهذا فعلا ما عليك ان تطبقيه في بعض الحالات . عندما ينتابك الشعور بالغضب، الجئي للغة الصمت لأنها أبلغ كلام، لكن الحذار من أن يترافق مع نظرات السخرية أو الغضب . في المقابل اجعلي الصمت وسيلة انثوية تشعره برجولته . فمن أسباب سعادة الرجل ومن أسباب زيادة حبه لزوجته هو شعوره برجولته أمامها وبأنها تحترم غضبه ولا ترد له الصاع صاعين.
فرصة للمراجعة:
عندما يفجر شحنة غضبه عليك، تمالكي أعصابك واستأذنيه بالخروج من الغرفة، حتى تهدئي من جهة، وحتى تتيحي له الفرصة لمراجعة نفسه من جهة أخرى، وتأكدي أنه بعد ان يهدأ سيشعر بالذنب لأنه ضخم الأمر الذي أثار غضبه.
لا للمقاطعة :
قد تكونين مستاءة لأنه فعلا جرح مشاعرك، لكن إياك ان تستعملي اسلوب المقاطعة ولو لساعات. لأنه قد يندم في البداية وقد لا يتحمل مقاطعته له، لكن التعود يولد التحمل، أي انه سيعتاد على مقاطعتك له عند أي خلاف بينكما، إلى حد أنه قد يتبنى الأسلوب ذاته معك. انتبهي ان لا تمتد هذه الفترة أكثر من ساعتين إذا بقي في البيت، بعدها قدمي له كوبا من العصير أو فنجان شاي. في أغلب الحالات سيكون هو السباق بالكلام، لكن في حالة ما إذا كان عنيدا، فلا بأس ان تبادري انت وتطلبي منه بهدوء النقاش في ما حصل.
لا للعبوس: لا أحد ينكر أنه لا يمكن المزاح أو الحفاظ على وجه بشوش بعد كم الغضب الذي فجَره في وجهك، لكن هذا لا يعني أنه عليك اللجوء إلى العبوس. الرجل لا يميل إلى المرأة العابسة وهو في أحسن حالاته، فما بالك بالعبوس وهو غاضب ولا يطيق أي شيء من حوله. تذكري أن الوجه السمح والبشوش يذوب أقسى القلوب، ويجعلها تشعر بالذنب.
لا للنقاش العقيم: لا بد مناقشة مسببات الغضب، حتى يمكن تلافيها مستقبلا، لكن هناك نقاشاً إيجابياً، ونقاشاً عقيم توجه فيه الاتهامات أكثر من الحلول. لا تحاولي أن تلوميه على غضبه، أو تعلميه كيف يختار كلماته عند الغضب باستعمال كلمات نابية أو قاسية معه، في المقابل ناقشيه في الأسباب وحاولي أن لا تطيلي النقاش بالتوصل إلى حل سريع . للأسف مهما كان الرجل محاورا جيدا خارج بيته، فانه يرفض لا شعوريا أن يتحاور مع زوجته في وقت الخلاف والغضب . عند محاسبته استعملي الهدوء وتجنبي أي حساسية أو محاولة إيذائه بالكلام مثلما فعل تجاهك . فما تفوه به في لحظة غضب، كان في لحظة غضب انتهت.
وأخيرا وليس آخرا تسلحي بأقوى سلاح الكلمة الرقيقة والتفهم. فأنت بهذه الصفة لن تخمدي غضبه وعصبيته فحسب، بل ستجعلين حياتك اكثر هدوءا ونسبة التوتر الذي تعانين منها أساسا أقل بكثير من مواجهته مواجهة الند للند أو قابلت عصبيته بعصبية أكبر.

ولــــd
08-10-2005, 02:29 AM
لماذا لا تقدمين لزوجك‏..‏ وردة؟

إن كان الملل قد تسلل إلي حياتك الزوجية وأصبحت مسئوليات

الحياة هي الموضوع الرئيسي الذي يسيطر علي حوارك مع زوجك

بعد أن ضاعت كلمات الحب والغرام فلماذا لا تعيدين الرومانسية

إلي أرجاء منزلك وتبادرين بالخطوة الأولي ولتكن هدية

تعبرين بها لزوجك عن حبك واإهتمام‏,‏ فالرجل أيضا في حاجة

إلي هدية من زوجته ليقتل بها الرتابة التي تصيب العلاقة الزوجية‏.‏

الدكتورة مديحة الصفتي أستاذة علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية تؤكد

أن الهدية بصرف النظر عن قميتها المادية تعبر عن المشاعر الجميلة

وهي دواء سريع المفعول يرفع الروح المعنوية ويغذي الأحاسيس‏,‏

فالوردة علي سبيل المثال ترمز للحب وهي كافية للتعبير عنه ولها

اثر إيجابي وغيابها يزيد من جفاء المشاعر الإنسانية لذلك تنصح د‏.‏

مديحة كل زوجة ان تقدم وردة إلي زوجها لتعبر له عن اهتمامها به

ورغبتها الحقيقية في إسعاده‏..‏ وهذا لا ينفي ضرورة أن تكون الهدية

متبادلة بين الطرفين وليست قصرا علي طرف دون الآخر خاصة في

المناسبات مثل أعياد الميلاد وعيد الزواج وعيد الحب‏,‏

فالإنسان لا يهدي إلا من يحب لكي يسعده‏.‏

لذلك فإن وجود الهدية في العلاقات الزوجية عامل مهم لاضفاء نوع

من الرومانسية والتقريب بين الطرفين خاصة في أوقات الخلاف فأحيانا

يكون للهدية البسيطة تأثير يفوق تأثير عشرات من كلمات العشق والوصال‏.‏

والآن‏..‏ دعك من قول لماذا لا يقدم هو وردة لي؟ وهو القول الذي من

المؤكد أنه بادر إلي ذهنك عند قراءة عنوان هذا الموضوع‏..‏

والا ستصبح المشكلة‏:‏ من سيبدأ الخطوة الأولي؟‏..‏

ولــــd
08-10-2005, 02:32 AM
هل فكرتَ بمنحها قلبكَ وقليلاً من الوقت؟

هل فكرتَ بمنحها قلبكَ ؟

* خولة القزويني

حديثي هنا لا يأتي من فراغ أو بناء على تحليل شخصي، وإنما هو حصر لمجموعة كبيرة من المشكلات أتت إليّ دفعة واحدة في فترة زمنية متقاربة:
يشكو الرجل من الفتور العاطفي للمرأة وخشونة طباعها ومن ثم تمردها على دورها الأنثوي فيسمح لنفسه أن يغرق في غيابه وعجرفته دونما البحث عن سبب لهذه الأزمة النفسية أو علة لهذا التغير والنفور ففي قناعاته الشخصية يبحث عن مخلوقة متكاملةم ن حيث تلونها على جميع الأدوار كزوجة وأم وعشيقة وصديقة تلعب بمهارة وتتشكل بمنتهى الدقة لتفوز بقلبه ولتحظى عنده بمكانة كبيرة، ولكنه ذا المخلوق لم يفكر ان وراء هذه العملية دوافع ومحركاً فاعلياً نفسياً يستثير فيها تلك الرغبات ويفجر فيها حمم العاطفة، فالكلمة الطيبة بوجه الزوجة عبر ابتسامة راضية قانعة تثري في قلبها مشاعر الرضا وتغمرها بفيض من السعادة، ليجعلها ترضى بأقل القليل وقانعة بأدنى اليسير، والإمام علي بن أبي طالب يقول: (المرأة ريحانة وليست بقهرمانة)، فالرقة والنبل والاحترام لمواقفها اضافة لغفران أخطائها سيخلق من شخصيتها شيئاً جديداً ومتفتحاً للحياة.
تشكو الكثير من الزوجات من سلبية الزوج وعدم اكتراثه بمتطلبات الزوجة ورغائبها، فتراه يغيب عن البيت ساعات طويلة دون أن يتفقد أولاده وحاجاتهم وتحصيلهم العلمي. فمعظم الأمهات يقمن بدور كبير في تدريس الأولاد وإعداد لوازم البيت والقضايا المعيشية فتستهلك الزوجة عصبياً ونفسياً وتود في قرارة نفسها لو تجد يداً رحيمة تربت على كتفها ولساناً شاكراً يهدهد أمانيها الجميلة فتتصرف بلباقة وامتنان.
الرجل في مجتمعنا ينقاد لطبيعته الجافة، ضارباً عرض الحائط أحاسيس هذه المرأة التي تضطرب وتتشكل بفعل الظروف العامة القاسية التي تفرض عليها قسراً، وأمورها الخاصة التي تكتنفها في حالة الحمل والولادة والتربية القاسية مع المسؤوليات المتضاعفة عن كثرة الأولاد، وفي زحمة هذه الأمور يرغب الزوج امرأة عاشقة والهة قمة في الأناقة والإثارة تستطيع أن تفرمل وبمهارة هذه الضغوط لتتباعد عنها حسب رغبته لتبرز في صنعة جديدة تقذفها الحياة كالساحرة أو الأسطورة، ناهيك عن تحميلها مسؤولية فشل الأولاد في حياتهم الدراسية والتربوية.
كل امرأة تتمنى أن يجمعها وزوجها حوار دافئ وايجابي في أية أزمة أو مشكلة تنبثق فجأة ودون مقدمات، فسلبية الرجل وترفعه المفتعل يشعلان فتيل معركة كلامية حادة بينهما، وأمام أعين الأولاد تقذف المرأة بالشتائم والسباب واللعنات وتهان كرامتها أمام الآخرين فيسقط اعتبارها كانسانة محترمة لتحبط وتنتكس انتكاسة مرضية تنمو مع الأيام، هذا الرجل يبحث عن الراحة جاهزة معدة له إعداداً مرتباً ومنسقاً كما لو كان صبياً في بيت ذويه.
أي رجل يستطيع أن يقرب المسافات بينه وبين زوجته عبر حالة شعورية متدفقة من ذاته ليحيط امرأته بكل صنوف الحنان والرعاية لتقترب منه وتخطو خطوات ايجابية نحو كل المتاعب لتتفاعل معها بتوازن وتجتازها بنجاح.
المرأة في مجتمعنا أصبحت كالزهرة الذابلة لفرط الاجتهاد والجفاف والعناء، لم تشعرها حيوية الرجل العاطفية بأي شيء من الحب والدفء والارتياح.
فالتودد العاطفي للمرأة ضروري جداً حتى تتفتح مساماتها العطشى لحب الحياة ولإشعال حرارتها بكل مشاعر السعادة لتعطي، لتضحي لتتنازل عن قناعة، وعن طيب خاطر، ولسنا بغافلين عن أخلاق رسول الله (ص) كزوج حينما يقول: (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي).
ويصف في مقام آخر النساء ترفقاً بهنّ (رفقاً بالقوارير).
ان ما يطلب من الرجل ليس بالأمر العسير، وليس بالشيء الذي يفوق الوصف والاحتمال، ففي لحظة خاطفة من عمر الزمن يغوص في ذاته ويتعمق في كيانه ليدرس نفسه ويغير من أسلوب معاملته حتى يذيب الحواجز الجليدية التي صنعها الروتين والرتابة، ثم يقف وقفة تأمل صامتة ليحاسب نفسه على مهل، ويتفكر ملياً ليفهم ان مفاتيح السعادة مخبوءة في أعماقه يستطيع أن يفجر مكامنها عبر وسائل كثيرة ومتعددة، وطاغور كان يقول: (الأشياء الصغرى عند المرأة هي أشياؤها الكبرى).
القضايا التي يظنها تافهة ولا قيمة لها قد تكون غاية في الأهمية عند المرأة، فالكلمة الطيبة، التعبير عن الحب، الإمام الصادق (ع) يقول: (كلمة الرجل أحبك لزوجته لن تذهب من قلبها أبداً). الإقبال عليها بهدية بسيطة تسر قلبها وذلك عبر مناسبة يختلقها بحذاقة وكياسة لتشغل مشاعر الرضا كذلك تقدير متاعبها، ترتيب المسؤوليات بينهما وتنظيم الحياة لكي يخفف عنها الكثير من الأعباء، اطراء محاسنها، زرع ثقتها في نفسها، احترامها أمام الناس، كل هذه الأشياء قد تكون بلسماً شافياً لكثير من الجروح.
ورسول الله (ص) يقول: (عليكم بالزوج المؤمن فهو عن أحب المرأة أكرمها وإن لم يحبها فإنه لا يهينها).
فكثير من النساء بحاجة إلى هذا المخزون الروحي ليبدد ظلمة التعاسة والإحباط في نفوسهن الراكدة.
إنها تتعب .. تلك المخلوقة الساكنة إلى قلبك .. تدور في دائرة من المسؤوليات:
الوظيفة، البيت، الأولاد، تقوم بمهام مزدوجة في وقت واحد، هل فكر هذا الرجل في أن يمنحها قلبه، وقته، جهده، حبه، نوعاً من التقدير والاحترام؟
هل صارت الحياة مجرد دولاب قاس من الجفاء والروتين يجرفنا نحو مستقبل دون أن تتمهل في محطات خاطفة للاسترخاء والراحة؟
لم أصبحت المرأة الأخرى التي يبحث عنها في الظل منتهى الحلم ومنتهى الغاية تلفها المزايا والحسنات كما لو كانت قطعة من الجنة؟! ربما كما قيل في الأمثال مغنية الحي لا تطرب .. قد يعيش الرجل مع المرأة سنوات طويلة دون أن يفهم نفسيتها أو حتى طباعها أو يتأقلم مع شخصيتها كأنها مخلوقة غريبة جاءت إليه من كوكب آخر، ويرى في غيرها من النساء المثالية المنشودة، وهذا قد يكون ضرباً من ضروب الوهم، لأنه لم يقترب من امرأته اقتراباً نفسياً، وبالتالي لم يفهمها، لم يتحسس مشاعرها الدفينة رسم على عينيه منظاراً قاتماً فتاهت عيناه عن حسناتها وجمالها الداخلي الحقيقي.
الكبرياء المزيف الذي يفتعله وهو بصدد التعامل المعيشي مع الزوجة، الذي يعبر في مضمونه عن رغبة حقيقية ملحة في الترفع عن أنوثة المرأة، واعتبارها ضعفاً لا ينبغي النزول إليه لأنه انحطاط في الرجولة وضعف في الشخصية، وكلها مشاعر مزيفة ترسبت عبر عوامل تربوية خاطئة فتنمو الفجوة على مر السنين ويضطرم وار القسوة والجفاء لتحتدم مع نوازع المرأة الفاترة الهامدة .. فنقف أمام مشكلة اجتماعية ونهز رؤوسنا في حيرة: ما هو حل المشكلة؟!
الحل كامن في نفوسنا، يضطرب مع خلجاتنا، سهل يسير، لا عليك أيها الرجل إلا أن تحتوي المرأة لتحمي الحياة من الاضطراب.

ولــــd
08-10-2005, 02:35 AM
من أجل سعادة زوجية في عالمٍ معقد

* خولة القزويني

العلاقة الزوجية عالم شائك ومعقد تبنى على أسس نفسية وروحية تتفاعل فيما بعضها لتحدث ذلك الانجذاب الطبيعي بين المرأة والرجل.
في الوقت الحاضر تعرضت هذه الرابطة إلى هزات عنيفة أفقدتها ذلك الرونق العبق.
الرابطة الزوجية من أسمى وأقدس الروابط الانسانية فعلى أساسها تُبنى المجتمعات وفي أحضانها تُصقل الشخصيات لتنخرط في خضمّ هذه الحياة ...
لهذا أولى الاسلام أهمية قصوى لهذه الرابطة وجعل قداستها ضمن اعتبارات شرعية وسلوكية يتحتم على الطرفين الالتزام بها.
((فعاطفة الحب)) هي الركيزة الأولى من استمرارية هذه العلاقة وحدد الإسلام هذا المعنى تحت مفهوم ((السكن واللباس)) كقوله تعالى: (هنّ لباس لكم وأنتم لباس لهنّ)، وقوله تعالى في الآية الأخرى: (ومن آياته أن جعل لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة).
فهذه الخصوصية والسرية هي التي تحيط الطرفين بهالة من الدفء والحنان وتدفعهما إلى صب مشاعرهما في تلقائية وعفوية ... ولكي تستمر هذه الواحة خضراء معطاء تسقي أرض الزوجية حباً ورواءً لابد من سلوكيات وأخلاقيات معينة تقتضي الالتزام بها ليس كواجب فحسب إنما رغبة في إرضاء الطرف الآخر لكسب محبته واحترامه. هذه الأيام بدأ الدفء يتسلل من عش الزوجية هارباً والحب ينطفئ ... ليصبح البيت محطة باردة لقضاء الحوائج المادية ... لتضيع الهمسات واللمسات الحانية بفعل الملل والروتين. ويهرب كل من الطرفين إلى الأقرباء والأصدقاء شاكياً، نادباً حظه يضع عيوب شريكه ضمن تقرير يومي يحفظه ظهراً عن قلب. وللمرأة في هذا الخصوص دور كبير وعظيم لكونها المحور الأساسي لهذا الكون وبفعل سيكولوجيتها وتكوينها النفسي تستطيع أن تغير وتحول وتبدل وهذا بحد ذاته تعظيم وتكريم لكل مَن يحاول أن ينتقص من موقعها النفسي في هذا المجتمع لهذا فثمة نصائح ثمينة لتلك الزوجة الحائرة التي يضيع صوتها الشاكي في زحمة الحياة ...
ـ عليك بطاعة الزوج في كل مواقفك وتنقلاتك، ان للطاعة خصوصية شرعية ناهيك عن طاعة المرأة لزوجها بدافع الحب والاحترام حتى لو لم يكن هناك ثمة التزام.
ـ الأنوثة: لقد أخطأت الحضارة حينما صوّرت لكِ الأنوثة في ألوان ولباس فقط ... هي بعض منها لكنها ناقصة دونما تلك الخصائص النفسية التي تجذب الرجل وتأسر قلبه ... المرأة المحبة التي لا تتورع عن التودد وإظهار العاطفة الجياشة ناحية الرجل وتحمل عصبيته وعدم تحديه ثم محاورته بصوت ناعم رقيق ليس فيه تحدي وغضب وخشونة ... إظهار الضعف والاستكانة بقربه ... امتصاص نقماته بصبر وتأني ... لا بأس أن تمسح على شعره، وتربت على كتفه، تبثه الحنان ... تغوص في أعماق قلبه لتنزع كل همومه وآلامه ... الالتصاق بالزوج ليشعر بالأمان والراحة ... فرسول الله (ص) يقول: ((خير النساء الودود الولود)) فالمرأة المتوددة للرجل هي التي تكسبه حبيباً للأبد.
ـ الزينة: لغة ساحرة تجذب الرجل وتأسره منها سلاح المرأة على مر العصور لماذا تتحسري على عارضات الأزياء، أو ممثلات السينما، قد تكونين أنت الأجمل بل والأفضل من كل شيء ... لو عرفت كيف تعتنين بنفسك، فالاهتمام بالرشاقة عبر الحركة والرياضة ونظام الغذاء، ثم ارتداء الثياب المغرية داخل البيت هناك مقولة يتداولها البعض مفادها أن الشبعان في بيته لا يبحث عن مطاعم بديلة والرجل الذي يكتفي جنسياً بالمرأة ويجد فيها كل ما يمتع ناظريه وحواسه وعواطفه فليس هناك ثمة فرصة ليبحث عن بديل ... الشعور بالنقص هو الذي يدفع أكثر الرجال للبحث عن نساء أخريات، فبعض الزوجات يتمنعن بفعل مزاجهن المتقلب أو يهملن في زينتهن فتراهن مع أزواجهن يتخطرن في جلابيب واسعة أشبه بالأكياس ليخفين الشحوم والترهلات، وهذا كله بفعل الإهمال فالأوزان شيء متغير، قابل للتغيير بامكانك العودة إلى الرشاقة ثانية، بامكانك تغيير كل شيء من جمالك نحو الأفضل، لابد أن فيك شيئاً ما جذب زوجك إليك في أول الزواج وأشعل حماسه، إبحثي عن ذلك الشيء، تعلّمي المشي الرشيق الجلوس المهذب، الحديث الممتع ... اصنعي من نفسك نجمة مغرية لزوجك ... تصرفي كما لو كنت عشيقة أو حبيبة فربما الأمومة ومسؤوليات البيت تزاحمك في هذا المضمار ... لكنك بذكائك تستطيعين فعل المستحيل.
ـ النظافة: كثير من النساء تهتم بالمظهر الخارجي والنظافة السطحية دون النظافة الداخلية فالطهارة الجسدية عنصر مهم لتكامل الشخصية.
ـ الثقافة الجنسية: لابأس أن تتثقفي وتتعلمي عبر الكتب الصحية والطبية بعض ما يخص أسرار جسدك وأسرار هذه العلاقة، ثمة أشياء تغيب عن النساء بفعل التربية الخاطئة ... وقد تكون المصارحة بين الزوجين في هذه القضية شيئاً مهماً كي يعالجان البرود، عدم التوافق، السعادة الزوجية تتوقف على هذه الركيزة وكل ما دونها من مشاكل إنما هي فقاعات عائمة على السطح.
تعبير طبيعي عن العشق والحق اتجاه الطرف الآخر، فكلماك بر هذا الحب وتعمق كلما حاولنا أن نستميت من أجل أن نعبر عن هذا الحب عبر تلك السلوكيات والأساليب والتغيير من الأوضاع لتعطي مزيداً من البهجة والرونق لحياتك الزوجية.
ـ الكلام: اعرفي كيف تتحدثين مع زوجك ... ربما قبل الزواج كنت أميرة حالمة، عاشقة، حديثك همساً وشكلك طيفاً ... الآن كل شيء تغير ... نوع الحديث، ونبرة الصوت بالأمس كان حلماً وعزفاً جميلاً يطرب مسامع الحبيب والآن شكوى وتذمر وصراخ فيه الخشونة والحدة... كفي عن الشكوى من الأولاد والتذمر من سلوك الخادمة كلنا نقع في هذه المصيدة ... ولا عيب أن ننتشل أنفسنا من هذه السقطات، حاولي أن تهمسي بالليل وتتحدثين بصوت هادئ، في النهار، الصراخ والضجيج معولان هدامان للحب والجاذبية، الابتسامة الدائمة والسحرية من هموم الحياة الاعتيادية كفيلة بطرد شبح الآلام، فليجمعك ليلاً وعندما تنطفئ الأنوار حديث الوسادة ... وهمساً عاطفياً يستحث جذوة الحب المنطفئة ويشعل أوارها من جديد ... استحضرا بعضاً من ذكريات الخطوبة وشهر العسل، هات ألبوم صور زواجكما واستعيدا معاً الذكريات القديمة منذ أن التقيتما أول مرة، ستجدين إن شاء الله بعضاً من المشاعر الدفينة ... تتسلل على السطح وتظهر من الأعماق.
ـ الثقة بالنفس: نقطة مهمة في حياة كل امرأة ... لا قيمة للشخصية أو الجمال دونها ... فهناك كثير من الجميلات يفقدان ثقتهن بأنفسهن وربما تكون هي سمة عالية في بعضهن ممن يقلن جمالاً عن غيرهن قد تولّد هذه الصفة بعضاً من الأمراض المزمنة التي تقلق الحياة الزوجية وتوتر الحياة كالشعور بالنقص، فالمرأة التي تفقد ثقتها بنفسها تغار من كل النساء ربما تغار ممن أقلها حظاً في الحياة ... لكن هذا الشعور المتضخم من ذاتها يحولها إلى كائن غير مشبع ... يبحث عن الإطراء والإعجاب في عيون الآخرين ويتعب نفسياً عندما يهمل ويتجاهل أمره ... هذه السيدة المهزوزة النفس ترتبك عندما تُذم أو تُنتقد نقداً سلبياً وترتجف أوصالها وربما تقضي ليلها ونهارها تفكر في هذا النقد ... بينما السيدة الواثقة من نفسها مهما سمعت وانتقدت لا تكترث ولا تهتم لأنها واثقة من نفسها وجمالها وشخصيتها ولا تتعرض لمشاكل الغيرة حتى لو تعرضت لمقارنة مع غيرها من النساء ... هذه السيدة المتزنة لا تهتم بالمظاهر الخارجية ولا تستميت من أجل اقتناء الملابس والحلي للفت الأنظار وإشباع النقص ... هي تكتفي بالمقدار المحدود والقليل لأن في أعماقها الشيء الكبير والكثير، هذه الثقة نستمدها من ثقتنا بالله سبحانه وتعالى ومن قناعتنا بما أعطانا الله ... تكامل الانسان لا يكون إلا من الإيمان بمقدرتنا ومواهبنا التي أعطانا إياها رب العالمين.
ـ الاهتمام بالبيت: مهما كان البيت صغيراً أو كبيراً، بسيطاً أو فخماً ... قد يتحول بيديك وبلمساتك إلى جنة وارفة الظلال أو إلى صحراء جرداء مقفرة، لا تتركي زمام الأمر كله بيد الخادمة، هي عامل مساعد لكنها ليست كل شيء ... البيت هو مملكتك الصغيرة وإدارته بيديك فحاولي خلق جواً من الراحة عبر اختيار الأثاث المريح والأضواء الهادئة ... بامكانك أن تخصصي ركناً من البيت للاسترخاء كأن تضعي النباتات الداخلية وشلالات صغيرة صناعية من الماء ... طيور مغردة في بعض الزوايا ... نوراً خافتاً ... تشربان في هذا الركن الجميل الشاي ... تجلسان وكأنكما في حديقة غناء ... الراحة النفسية ليست بفخامة الموبيليا والأنتيكات الفاخرة ليس هذا مهماً ... المهم هو الطابع النفسي المريح ... الهدوء الجميل ... والألوان المريحة للأعصاب ... النظافة ... الرائحة الطيبة المنبعثة من البيت ...
هناك الأعشاب المعطرة ... والشموع ذات الروائح الزكية ... هل فكرت ذات يوم أن تتناولي العشاء على ضوء الشموع وفي جو رومانسي حالم ... أنت صاحبة الأمر ... اصنعي بيتك بذوقك وبمزاجك ... اصنعيه بالصورة التي توفر الراحة لأسرتك وتخلق لها جواً مشبعاً بالأمان والاسترخاء قد يكون هذا الحديث ليس هو الخاتمة لكنها أشياء ضرورية ومهمة وربما جاءت مختصرة فحديث حساس كهذا متشعب لو أخذنا كل نقطة على حده وحللناها تحليلاً دقيقاً وربما هناك بعض من الأمور المحرجة لا ينبغي الكلام عنها بصراحة متناهية اللهم إلا الشيء البسيط.

*المصدر : مقالات

ولــــd
08-10-2005, 02:38 AM
جدلية النجاح بين الرجل والمرأة

* كفاح الحداد

تبقى جدلية النجاح بين المرأة والرجل في أشكالها وصورها وأساليبها من أهم الجدليات المعاصرة. وإذا كان النجاح أمراً نسبياً من الصعب تحديد الإطار العام له فهل هو واحد بين المرأة والرجل؟ وهل الأساليب التي تتخذها المرأة في تحقيق أهدافها هي عينها أساليب الرجل؟ وقبل هذا وذاك هل تعيش المرأة آفاق النجاح وتأملاته كما يعيشها الرجل؟ أم ان بين الجنسين محاور عديدة من الاختلاف والتباين صنعتها الظروف الاجتماعية والبنية التكوينية الجسدية والنفسية؟
ترى (هل في المرأة طموح إلى العلا والرفعة والعظمة وهل الطمع من طبائعها؟ تتعذر الإجابة عن هذا السؤال لأنه لم يتح للمرأة بعد أن تبدي ميلها من هذا القبيل إذ لا تزال أبواب السعي ضيقة في وجهها على أن ذلك الطموح مشاهد في المدرسة بين الفتيات والفتيان على السواء، وعلى هذا فالطموح واحد بين الجنسين ولكن اختلاف الأهداف يؤدي إلى اختلاف سبيل وشكل النجاح .. وإذا كان النجاح في الوصول إلى الهدف .. والهدف لابد وأن يكون هدفاً سامياً انسانياً ذو آثار حسنة على الآخرين .. فالمرأة تنطلق من رسم أهدافها من محاور ثلاثة أو (هويات ثلاث وليس هوية واحدة .. تكمن الهوية الأولى في اعتبارنا كائنات جنسية، أما الهوية الثانية فهي تعبر عن وجودنا كأمهات فنحن مختلفات أيضاً على مستوى الإنجاب لأن جنسنا هو الذي يمنح الحياة ويرضع ولهذا الأمر تأثيرات عميقة في حياتنا .. وتشير الهوية الثالثة إلى انتمائنا إلى المجتمع كعاملات وكمواطنات).
وربما ينطلق الرجل أيضاً في تحديد أهدافه ضمن المحاور نفسها فقد يكون هدفه الحصول على الفتاة المناسبة والزواج منها وتشكيل الأسرة والفوز بأبناء ناجحين ولكن هذه الأهداف عند الرجل محدودة مؤقتة أحياناً فالنجاح في نظر الرجال في الحصول على المكانة الاجتماعية المرموقة وأن يكون شخصية موضع احترام كل أصناع المجتمع .. والنجاح بالنسبة للمرأة يكون في امتلاك قلب رجل والاحتفاظ به طول العمر. وقد نشرت صحيفة الأهرام مقالاً عن أستاذة انجليزية وصلت إلى مراتب متقدمة من النجاح ولكنها بعد هذا الشوط الطويل وقفت أمام طلبتها لتقول أنها كانت امرأة فاشلة لأنها لم تفكر في تكوين أسرة وبأن يكون لديها أطفال .. وكثير من النساء العاملات يتركن العمل بعد الزواج والولادة.
وقد ورد في أحد الأخبار ان إحدى عضوات مجلس العموم البريطاني قد تفرغت لأسرتها وتركت عملها الوظيفي، وقد استقالت الكاتبة الأمريكية آن كريتندن مؤلفة كتاب (لحن الأمومة) بعد ولادة ابنها البكر، ومن النادر سماع مثل هذه الأخبار في محيط الرجال بل ان الرجل يوالي مسيرته الوظيفية والاجتماعية غير متعثر بمجيء الزوجة أو الأولاد أبداً بل ربما يجهد نفسه أكثر باعتباره المسؤول عن تأمين القوت.
ان هناك اختلاف في مجالي المرأة والرجل. فمجالاته تطوير الذات ومجالاتها انكار الذات وان طبيعة المرأة بحكم وظيفتها الحياتية من إنشاء الأسرة في المجتمع وتوطيد دعائمها قد جعلها تميل إلى الاستقرار بكل معانيه من حيث تحقيق المأوى وترسيخا للعلاقات .. وأي شيء يهدد أحد أفراد الأسرة معناها تهديد لكيانها.
ولهذا فنجاح المرأة يكون عالقاً بنجاح زوجها وأبناءها ومهمتها الأسرية والأمومية هي المهمة الأولى التي تعزز شعورها بالكمال والتسامي ولهذا تكون أقرب إلى الواقعية، وحينما تكبر المرأة لا تشعر بالانكسار وفقدان القيمة الذي يتعرض له الرجل بل أنها ترى نفسها في القمة حيث حققت أهدافها الماثلة أمامها في أولادها وأحفادها ولعلها لهذا تكون أكثر تواصلاً وتفاءلاً بالحياة. فرغم ان (الطموح إلى المراكز الرفيعة بين النسا هو بلا ريب من أشهر مبتغيات المرأة لأنه يؤدي إلى الظهور والتفوق على أن هذه العاطفة فيها تمتاز بكونها تتناول الأسرة جميعاً، فالمرأة تود أن ترى زوجها وأولادها في تقدم مستديم فتلك مفخرتها العظمى .. فطموح المرأة في الغالب متعلق بزوجها على أنها تحفل بكرامة مركزه عند الناس أكثر مما تحفل بأهمية ذلك المركز في الواقع.
وكانت المرأة دوماً خلف الستار فهي التي تعد الناجحين للحياة وهي التي تقف سنداً لنجاح زوجها في مسيرة الانسانية ومقولة (وراء كل عظيم امرأة) تنطلق من هذه الزاوية التي تعيش فيها المرأة الانشداد العميق لأسرتها بصورة تركت آثارها جلية على حياة كثير من النابغين، فهذا اديسون الذي اتهم بالغباء والعبث طرد من المدرسة فأعانته أمه على مواصلة طريق العلم والاختراع تراه يقول: أمي صنعتني! انه لم ينسَ أبداً تلك الروح التي كانت توأزره في مسيرته رغم كل منغصات الحياة، والفيلسوف ستيوارت مل كان لزوجته الأثر الواضح على أفكاره فقد وفق إلى امرأة نادرة المثال كان لها أعظم الأثر في نفسه وهي التي أوحت إليه بما جاهر به من المطالبة بحقوق النساء والمدافعة عن قضاياهن .. وقد لعبت أفكار مل دوراً رئيسياً بارزاً في تغيير القوانين الدولية بحق المرأة ..
وإذا عدنا أدراجنا إلى الوراء قليلاً لوجدنا ان المرأة لعبت أسمى الأدوار في حياة الأنبياء، فهذا موسى (ع) كليم الله تتبادل النساء الأدوار المهمة في حياته فأمه التي أوحي إليها بالقائه في اليم كانت حِجراً آمناً فياضاً بمحبة الله وطاعته، وأخته التي تابعت رحلته في اليم إلى قصر فرعون لتتولى عملية إعادته إلى أمه دون خوف أو تردد، وآسية زوجة فرعون تكون هي السند الواضح له في حمايته ودعمه ..
ولرسول الله (ص) حديث آخر، فهذا اليتيم الذي وجد في حجر أمه محطة الانطلاق الأولى نحو فهم الحياة وإدراكها ثم أشرقت خديجة في مسار حياته الصعبة فكانت بلسماً وشفاءً وأملاً حتى إذا ما أطلت الزهراء (ع) كانت هي الأم الثانية له أو بالأحرى أم أبيها .. سلسلة متواصلة من رموز الحياة التي تسطع فيها صورة المرأة التي تقف وراء نجاح أعظم العظماء ..
كانت المرأة دائماً خلف الستار وربما لأن التاريخ كان ذكورياً في تدوينه، ذكورياً في بناءه فقد أقصيت المرأة عن الواجهة العامة لكي تبقى أسماء الرجال فقط في المقدمة!!
وربما يقول قائل ان أسماء النساء كانت قليلة قياساً للرجال ولعل الأمر يعود إلى نظرة المجتمع إلى المرأة والتراث التاريخي التعس الذي أقصى المرأة عن زاوية الحياة واعتبرها منصة لارتقاء الرجل فحسب .. والأمر أيضاً يعود إلى أن التاريخ دوماً لا يدون الجزئيات وإن كانت ذات تأثير عميق فهو سجل أسماء أعظم الناس نجاحاً وأكثرهم كفاءة وتغافل عن صور الآخرين.

* المصدر : النجاح في عالم المراة

ولــــd
08-10-2005, 02:40 AM
لغة الحوار ..قبل وبعد الزواج

إن الحوار في فترة الخطبة يكون لطيفاً حتى يحصل كل منهما على قبول واستحان الآخر، فهو حوار للتودد والتعارف، وتكون فتراته قليلة حسب ظروف كل خاطبين وحسب ما تسمح به أسرة الفتاة، وهذا شيء طبيعي يحدث بين أي خاطبين حتى ينال كل منها رضا الآخر، ويكون في اشتياق دائم للحديث معه في حوار رقيق، به بعض المجاملة، ويغلب عليه طابع العاطفة، أما بعد الزواج يختلف الوضع عما كان عليه سابقاً حيث إنهما أصبحا معا طوال الوقت ويستطيعان أن يتحاورا معا في أي وقت وفي أي مجال، إلا أنهما لا يستثمران ذلك في صالحهما، بل يحدث العكس، ونحن لا نستطيع أن نعمم القاعدة، في أن الزواج يؤدي إلى تغير الحوار إلى الأسوأ، بل العكس قد يكون إلى الأفضل ولصالح الزوجين ويزيد من حبهما وتقاربهما، وهذا هو المطلوب، وهذا ما أنصح به أن يكون الحوار بين الزوجين بعد الزواج أكثر إيجابية عما كان عليه أيام الخطبة حتى تستمر حياتهما دون ملل أو رتابة، وحتى يسود علاقتهما الحب والتفاهم.
أما النوع الآخر من التغير الذي يكون للأسوأ وهو حال الكثير من الأسر في عالمنا العربي التي غاب طائر الحب عن سمائها عندما فقد القدرة على الاستمرار في جو خانق كئيب لا روح فيه ولا حياة.
وقد يكون التغير في الحوار، أو الجفاء في الأسلوب، أو الصمت وفقدان الحوار، لأسباب عدة منها:
1- انشغال كل من الزوجين عن الآخر، حيث ينشغل الزوج بأحواله وظروف عمله ومشاكله وتنشغل الزوجة عن الاهتمام بزوجها إلى رعاية أبنائها، فمن تعب إلى تعب ومن انشغال إلى انشغال، فأين الوقت؟ وأين الطاقة والإرادة والصبر؟ من أجل بدء وإدارة حوار أو حتى تبادل الكلام.
2- عدم وجود الحب بين الزوجين، فالحب يخلق الحوار، فقد يكون زواجهما لمصلحة أو هدف معين، وقد يكون إجباراً من الوالدين، وبالتالي تفتقد حياتهما الحوار.
3- الاعتقاد الخاطئ بأن الأفعال تغني عن الأقوال فنجد لحجتهم ألف دليل ودليل على أن الحب أبلغ من الكلام.
4- الجهل بمعنى وأهمية الحوار. هناك غياب للإدراك بأن الحوار هو عصب الحياة الزوجية، وأنه الجسر الذي تنتقل عبره المغازلات والمعاتبات والاستشارات والملاحظات.
5- تعوّد الزوجين على بعضهما فالإنسان يكون ملهوفاً على الشيء ويبذل قصارى جهده ليناله، وإذا امتلكه تعود عليه ومل منه، وهذا هو حال الزوجين بعد الزواج، فبعد اللهفة والأشواق يكون البعد والملل، وذلك يسبب عدم حرص كل طرف على أن يضفي معنى جديداً في حياة الآخر، أو إهمال أحد الطرفين في إظهار المودة للطرف الآخر.
6- كثرة المشكلات بين الزوجين سواء بسبب الأبناء أو الأمور المادية.
7- الحرص على عدم تكرار فشل سابق في الحوار، فقد تخاف الزوجة أن تطلب من الزوج ذلك، فربما يصدها أو يستخف بحديثها كما فعل في مرة سابقة، أو قد ييأس الزوج من زوجة لا تصغي، ولا تجيد إلا الثرثرة، أو لا تفهم ما يطرحه ويحكيه.
8- اختلاف ميول الطرفين في بداية حياتهما الزوجية، وذلك لاختلاف بيئتهما ويؤكد د.خضر بارون أن تغير الحوار والكلام بين الزوجين أم المشاكل في كثير من الحالات الزوجية المتأزمة، ولذلك لابد على الزوجين أن يحرصا على وجود الحوار بينهما، وذلك لأن الزواج ارتباط يدوم مدى الحياة ويزدهر مع الأيام عندما يصبح الزوجان أفضل شريكين وصديقين، والواقع أنه لو استطاع الزوجان أن يحتفظا في ظل الزواج بحب الخطبة وبهجتها، وما يتخللها من حوارات شيقة لعاشوا حياتهم في نعيم دائم، والمطلوب من كل عروسين كي يحققا سعادتهما الزوجية أن تكون معلوماتهما عن الزواج واقعية، وكما يقول علماء النفس والاجتماع: ضرورة توافر انسجام نفسي وعقلي بين الزوجين وأن يعمل كل منهما على الظهور بمظهر المرح، والاهتمام بميول شريكه ومن المعروف أن الحياة الزوجية مليئة بالأعمال المتكررة المملة، وبالمشاكل والأزمات المالية، وهذا شيء يجب أن يتقبله الطرفان من أول يوم في الحياة، والحياة الناضجة هي مزيج من الهموم والمرح والمسؤولية والترفيه وأضاف د. خضر بارون قائلاً :
إذا كان الزوجان يحتاجان إلى الحوار أيام الخطبة فهما بعد الزواج أشد حاجة إليه حتى تستقر حياتهما ويزداد تفاهمهما، وبالتالي يعيشان حياة سعيدة بإذن الله.
إن انعدام أو تغير الحوار بين الزوجين لا ينعكس أثره على الزوجين فقط، بل يتعداه إلى الأبناء، فقد يؤدي ذلك إلى نشوء أطفال انطوائيين، فاقدي الإحساس بالأسرة، لا يستطيعون التعبير الجيد عن أنفسهم، فالحياة الزوجية علاقة سامية قائمة على الشراكة، وليكن لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، فلم يمنعه حمل الدعوة وحمل مسؤوليات أمه بأسرها من أن يكون خير زوج وخير مؤنس لأهل بيته، فليتنا نقتدي به.
وحتى يستطيع أحد الزوجين التعامل مع طرفه الذي تغير في الحوار معه يقول د.خضر بارون: إن على كل من الزوجين أن يحاولا بقدر الإمكان المحافظة على وجود حوار دائم وفعال بينهما قائم على الود والحب، فشجرة الحب ترتوي بالحوار والكلام الجميل، وتنمو بالمشاركة الوجدانية، فعلى الزوجين أن ينظرا إلى الأسباب التي أدت إلى تغير الحوار بينهما، ويحاولا معالجتها، وعلى الزوجة بالتحديد أن تحاول تطوير العلاقة مع زوجها وخصوصاً الحوار المتجدد، وذلك لأن الزوجة بيدها مفاتيح السعادة.
الزوجة الذكية هي التي تستطيع أن تفتح مجالات متعددة للحوار مع زوجها من خلال:
• الإصرار على محاورة زوجها في كل ما يخصه ويخص حياتهما.
• أن تؤكد لزوجها أنه أهم وأكبر شيء في حياتها بعد مرضاة الله عز وجل.
• إبداء حوارات مختلفة، وممارسة هوايات سوية.
• السفر سويا في نزهة داخل البلد أو خارجها.
• استثمار الأبناء في جذب الزوج للحوار وفتح مناقشات معه.
• اختيار الموضوع الذي يتحاوران فيه، فهذا يساعد على تبادل الحوار بينهما.
• تحاول الزوجة أن يكون حوارها مع زوجها بالكلمات الرقيقة مثل ( حبيبي- عمري- روحي) فهذه كلمات تساعد على جذب الانتباه.
• الاجتماع والمحافظة على تناول الوجبات سويا مع الأولاد، فهما فرصة للحوار.
• أن يتحاورا في كل شيء مهما كان صغيراً، فهذا يزيد من التقارب والحب بين الزوجين.
وبذلك يكون تغير الحوار بعد الزواج للأفضل ويزيد من الحب والتقارب بين الزوجين.

ولــــd
08-10-2005, 02:42 AM
تنازلات المرأة أمام الرجل..مشاعر تتأرجح بين الحب والذل

فوجئ اهل ناهدة بابنتهم وهي تقدم كما من التنازلات لاتمام مراسيم الزواج على خطيبها. فقد اشترت لنفسها خاتم الخطوبة وبدأت بشراء حاجياتها الاخرى وعندما جاء دور غرفة النوم اقترحت على خطيبها بأن يساهم بشرائها فكان رده أن إمكانياته المادية لا تسمح بذلك. فما كان منها إلا ان خضعت لرغبته واشترتها بنفسها مبررة ذلك بأنها تجهز لبيتهما معا، وأنه لا مكان للتقاليد ما داما يحبان بعضها البعض.
لكن السؤال الذي نطرحه، هل ما قدمته ناهدة يعدّ تنازلا ام حبا وتفكيرا عمليا، خصوصا وأن حالتها ليست نشازا، بعد أن باتت ظاهرة التنازلات الكثيرة للمرأة العراقية في تزايد ملحوظ لضمان بيت وزوج في ظل الازمة الاجتماعية الحاصلة حاليا باعتبار ان نسبة النساء تفوق نسبة الرجال بكثير! العرف الاجتماعي في العراق يقضي بأن يقدم العريس مستلزمات الزفاف وتفاصيل البيت وكل الملحقات الاخرى.
ومع تطور الحياة كان هناك من يشارك الزوج واهله في تلك التفاصيل من اهل الزوجة. لكن الملاحظ انه منذ سنوات عدة بدأت المرأة في العراق تقدم فروض الطاعة، المتمثلة في الهدايا، من اجل الحصول على فرصة للزواج او فرصة للحب. تقول رؤى، تبلغ من العمر الخامسة والثلاثين، وعلى أبواب الزواج: «لقد رضيت برجل متزوج لانني لم اعد صغيرة ولان الرجال الذين يكبرونني بالعمر اغلبهم متزوجين.
وقد تقدم لي صلاح لانه يعرف ان راتبي بعد الاحداث قد تحسن ويمكن ان اساعده في مصاريف بيته بعد ان تقاعد عن العمل. وفعلا جهزت بيتي بنفسي وقدمت الكثير من التنازلات التي يسميها هو تعاونا، لكنني وبصراحة اشعر انني سأفقد انوثتي ان استمرت هذه الحالة، ومع ذلك أومن أن المال سلطان وسأفعل كل شيء من اجل الحفاظ على هذه الفرصة من الضياع». أما سلوى وهي طالبة في احدى الجامعات العراقية، فتقول ان التنازلات التي بدأت الفتاة العراقية تقدمها كثيرة، من بينها رضاها بالزواج السري من ان يفوتها القطار كما يقال، الأمر الذي نشأ عنه الكثير من المشاكل التي كادت تودي بحياة الكثير من الفتيات اللواتي سلكن هذا الطريق الشائك.
كما تؤكد زميلة لها انها قد تزوجت فعلا بهذه الطريقة، لان شقيقتها تجاوزت سن الاربعين ولم يتقدم احد للزواج منها على الرغم من تمتعها بقدر واف من الجمال، بينما جارتها التي تتمتع بالمال الكثير وتفتقد للجمال تزوجت لانها تعتبر البيضة التي تدر الذهب على الزوج! سامرة عبد الوهاب تزوجت هي الاخرى بتقديم التضحيات والتنازلات كما تقول. فهي مطلقة ولديها طفلان من زوجها الاول الذي هاجر بعد طلاقها وبالتالي كانت مضطرة للزواج من احد اقربائها الذي طالبها وبشكل مباشر بمبلغ ثلاثة ملايين لاتمام الزواج منها وقبلت بذلك، لكن قائمة الطلبات استمرت.
وتضيف انها تحب زوجها وتريد ان تقدم كل شيء يرضيه، وترى ان التنازل عن المال افضل من التنازل عن الاستقرار والبيت والاسرة. حالة ناهدة كما رأينا ليست الوحيدة في العراق، بعضهن فسرنها بالحب والبعض الاخر بالتنازل، فما هو رأي الرجال؟ رائد سلمان طبيب تجاوز الثلاثين من عمره، مضرب عن الزواج بسبب الظروف المادية لاهله، لكنه يؤكد انه لو وجد فتاة غنية وتعمل سيتزوجها من دون تردد، حتى وان كانت تكبره عمرا. ويضيف أنه ليس عيبا ان تتحمل الفتاة مصاريف الزواج وليس للتقاليد دخل في هذا الامر. المهم التوافق وعدم الشعور بفضل المرأة على الرجل في هذه القضية لان الرجل هو من جعلها تكون اسرة واطفالا وانقذها من العنوسة! ويقول ناجي عمار وهو طالب في الجامعة انه لا يفهم كيف تقدم الفتاة على الزواج السري من اجل الحصول على زوج؟ بل انني اعتبر ان من تقوم بهكذا عمل خارجة عن العرف والتقاليد والدين، ويؤكد زميله الذي تزوج من زميلته سرا انه يحاول ان ينسى ما فعل فقد كان يحب زميلته وعندما وافقته على رأيه خرجت من قلبه والى الابد، ولن يقوم بإعلان زواجهما بل انه سيطلقها في اقرب فرصة لانها تنازلت عن حقها ويمكنها ان تتنازل عن كل شيء بعد ذلك.
ومع اختلاف الاراء تبقى المرأة في العراق ضحية الحروب المتواصلة التي ألهبت حياتها وربما مشاعرها فراحت تقدم التضحيات من اجل فرصة جديدة للحياة.

ولــــd
08-10-2005, 02:44 AM
بعد سنوات طويلة من حياة زوجية مستقرة ...

* رضا نجاد

أيتها المرأة المسلمة! ما دمت شابة وما دام زوجك شاباً عليك أن ترحمي شبابك وترحمي شبابه فإنكما لن تمنحا الحياة من جديد. فأنت لا تعرفين قدر الشباب ما لم تهرمي. والذي لا يؤلمه سنّه لا يذكره، ومَن يكون له قلب معافى لا يدري أن لديه قلب. والشباب عادة لا يدركون ماهية ما لديهم فإذا آلمهم سن أو أصيب لهم قلب يعون حينذاك أن لهم سن وقلب، وأنهم قد هرموا.
نحن نلاحظ أن الكهول كثيراً ما يرددون بأن خبز اليوم لا يحمل طعم خبز الأمس، واللحم الموجود في الوقت الحاضر أردأ من لحم الأمس، بينما الخبز هو ذات الخبز والحنطة هي ذات الحنطة واللحم هو ذات اللحم، ولكن العين بحاجة إلى نظّارة لترى جيداً، والأذن إلى سمّاعة لكي تسمع جيداً، وحاسة الذوق تحتاج إلى مذاق لكي تتذوق طعم الأشياء جيداً. وما دمت شابة عليك أن لا تعرضي عن الأحكام الإلهية فتفسدي على نفسك وعلى زوجك وعلى أبنائك أسباب المودة والرحمة وتشيبي أنت وزوجك مبكّراً. وإذا شبت وشاب زوجك على الاسلام كانت لكل واحد منكما حرمة كحرمة الأنبياء كما قال رسول الله (ص). وإذا كان زوجك فقيراً صابراً على الفقر له درجات يوم القيامة أعلى. فقد ورد عن رسول الله (ص) أنه قال: ((يوم القيامة يشفع الأنبياء والصالحون والأم والأب والشهداء والمعلمون والفقراء)). وهذا يعني أن زوجك الذي شاب على الاسلام وأصبحت له حرمة الأنبياء، وصار من خلال تحمله للفقر في مصافهم وبمستوى الشهداء والصالحين، فانظري لو كان في بيتك رسولاً أو شهيداً ماذا تفعلين وكيف تتعاملين معه؟
بما أن محبة الأم للأولاد تعتبر بمثابة الحجر الأساس في ايجاد المحبة والمودة في كيان الأسرة، ويقرب الزوج والزوجة من بعضهما، حتى لو تجسدت تلك المحبة على شكل وصية من الأم للأب بملاحظة درجاته في الشهادة المدرسية، والمشاركة في اجتماع أولياء الأمور ومسؤولي المدرسة فهذه الأمور تؤدي إلى مسرة الأب وتعميق أواصر المودة.
أؤكد ثانية على وجوب مشاركة ا لزوجة زوجها في أفراحه وأحزانه، وخاصة في أحزانه. وسبقت الاشارة إلى أن النساء لديهن تنوع أكثر من الرجال. ولو أريد تقسيم خمسين امرأة على صفات وسجايا متقاربة ووقعن على عشرة مجاميع، لا يمكن تقسيم عدد مماثل من الرجال إلى مثل هذا العدد من المجاميع.
في ضوء ما مرّ ذكره يجب أن تعلم المرأة بأن زوجها لو كان ملاكاً لما تزوجها. وعليها أن تستذكر اليوم الذي جاءها به خاطباً فرضيت به. وعليها أن تكون على استعداد لسماع معاناته من أجل أن يكون ذلك تنفسياً له عن كربه؛ وأن تشاركه في أفراحه وأتراحه لكي لا تستحوذ عليه مشاعر الغربة والوحدة، لأن الشعور بالغربة شعور قاتل يُفضي بالانسان إلى الشيخوخة المبكّرة وخاصة بالنسبة إلى الشخص الذي يأتي إلى البيت متعباً ومرهقاً على أمل الاستراحة في البيت، وإذا به يجد البيت محكوم بذات الظروف التي ألجأته إلى البيت، فلا يجد أمامه مناصاً إلا بالهروب من البيت أيضاً واللجوء إلى ملاذ آخر ينال فيه قسطاً من الراحة. وهكذا يؤدي به الشعور بالغربة إلى سأم الحياة، والسأم من الحياة يدفع المرء إلى تمني الموت. وما أكثر الأشخاص الذين كانوا غارقين في العمل أثناء وجودهم في الخدمة، ولكنهم ما أن يُحالوا على التقاعد بدون رغبة منهم حتى يشعرون بالغربة. والغربة تدفعهم إلى طلب الموت وإذا بالناعي يصيح فجأة بأن فلاناً قد مات.
اعلمي أيتها المرأة بأن مشاركتك زوجك في سروره وآلامه لها قيمة أكبر مما تسمعينه مني. واعلمي بأن المودة والمحبة التي يجب أن تنال في ظل الزواج تتحول إلى حياة عدائية ونفاق من خلال فوات الفرص.
جاء في القرآن الكريم أن النبي موسى (ع) ذهب لمناجاة ربه ثلاثين يوماً وزيدت عشراً. وعلى الرغم من وجود نبي آخر أثناء تلك المدة كان يتولى مهمة الإشراف على شؤون بني إسرائيل وهو أخوه هارون، إلا أن السامري صنع عجلاً من ذهب وجعل عليه تراباً من أثر جبرائيل، فخار العجل، وقال السامري لبني إسرائيل هذا إلهكم. فاغترّ بمقالته رجال بني إسرائيل ونساؤهم. ونفهم من هنا امكانية خداع الناس بثلاثة سُبُل:
1 ـ التمسك بالتقاليد القديمة البالية والخرافات أو ما يسمى بالعودة إلى دين الآباء، ورمزه في هذه الحادثة هو العجل. ومع أن الناس كانوا يقدّسون كائنات أخرى كالدب والنسر والحصان أكثر من تقديسهم للعجل، إلا أن ذكر اسم العجل في القرآن ينم عن معجزة أخرى وهي أن عبادة البقرة بقيت شائعة مدة طويلة وأبرز شاهد على ذلك هي عبادة البقر التي لازالت منتشرة في الهند حتى الوقت الحاضر.
2 ـ الذهب والثروة، ويمكن بهما أن ينحرف الرجل والمرأة عن الحق. وقد أوردهما القرآن الكريم مقرونتان مع العجل والخرافات.
3 ـ استغلال الأبعاد الغيبية، وبدلاً من الاستفادة من وحي جبرائيل، استفاد السامري هنا من أثر قدمه، وقاد الانسان بالخداع نحو اتجاه ومسلك معين.
إن ما يريده الرجل أو المرأة لهذا المجتمع المصغر المسمى بالأسرة لا يمكن أن يأتي على غرار عمل السامري أو عمل معاوية، بل يريد لهم كل الخير؛ فهو يرسل أولاده إلى أفضل المدارس ويربيهم خير تربية. وسبب ذلك يعود إلى محبته لهم. وهذا ما ينبغي أن يحصل إزاء المجتمع الكبير أيضاً، وأن يتحلى الانسان بالحرص على الناس جميعاً. وهذا المعلم الحريص هو ذلك الانسان الذي يصفه القرآن بالقول: (إن تحرص على هداهم). والذي يحب الناس لا يتركهم يدورون في مدار مغلق أو مدارات مغلقة لا يستطيعون خلالها معرفة شيء سوى البقرة أو الذهب أو المعنوية التي تجعل للعجل رغاء وتقدم لهم رغاء العجل بدلاً من كلام الله.
وقد أوردت هذا الكلام كمقدمة من أجل القول بأن الأم وإن كانت تنطلق في تربيتها لأولادها من نوايا خيّرة، بيد أن الأولاد إذا لاحظوا وجود ظلم من جانب ضد أبيهم تنتقض في أذهانهم فكرة التربية ويشمئزون من المرأة وكلّ ما له صلة بالمرأة. إذاً فالمرأة التي لا تسعى لإسعاد زوجها لا يُرتجى منها خير لأبنائها. والأولاد يجب أن يتربوا ضمن مناخ عائلي يضم الأب والأم على حد سواء. وإذا فقد أحدهما ولم تحتضنه يد أخرى مشابهة فإنه يصبح بمثابة طابور خامس ضد مجتمعه.
أُعيد إلى الأذهان مرة أخرى موضوع الجهاد الأكبر وأشير إلى قول الرسول الكريم (ص) بعد العودة ظافراً من ميادين القتال: ((كان هذا جهاداً أصغر وعليكم بالجهاد الأكبر، وهو جهاد النفس)). أجل ان مصارعة النفس أمر عسير وهو من أصعب أنواع الصراع، ولا يتسنى للانسان محاربة نفسه وذلك لأنه يستمرئ كل ما له صلة بذاته؛ فهو يبيح لنفسه بخس الكيل، والنظر إلى النساء، والسرقة والقمار، والشراب، ولكنه يستقبح من غيره أن يبخسه الكيل أو ينظر إلى أخته وأمه. ولكن ما إن تنطلق أمواج الندم من ذاته ضد ذاته وتتغلب عليها حتى يبدأ بمجاهدة نفسه وتوقيع اتفاقية توبة مع الله. ويا لها من اتفاقية جميلة، وهي أن الانسان إذا تاب يتوب الله عليه. وبعد التوبة يستشعر المرء حلاوة الانتصار كامنة في ذاته. ونستخلص من هنا أن أقصر طريق يمكن أن يختاره الانسان للوصول إلى السعادة هو طريق الجهاد الأكبر. وجهاد المرأة ـ كما قال رسول الله (ص) هو حسن التبعل لزوجها.
لا ينبغي للمرأة أن تكثر من الحديث عن أختها وأخيها وأقاربها. فكل مَن يكثر الكلام ولا يفسح للآخرين مجال التحدث إنما هو متكبر بل مستكبر، والمستكبر خال من الكبرياء وإنما يدّعي الكبرياء لنفسه ادعاءً.
في بداية الزواج أكثر ما يشغل الزوج هو جمال زوجته ولكن بعد مضي مدة قصيرة يركز جُلَّ اهتمامه على كلامها. وإذا أصبح على استعداد للقول بأن زوجتي وإن لم تكن جميلة إلا أنها نديمة جيدة وكلامها جميل، فلتعلم الزوجة حينذاك بأنها محبوبته ومعشوقته الدائمة.
إذا كنتِ تكثرين من قطع كلام زوجك فاعلمي أن حلمه ووقاره لا يبيح له تكرار القول عليك بعدم مقاطعة الآخرين أثناء حديثهم، بل ويكون عملك هذا سبباً يدعوه إلى عدم الكلام في البيت. كما وأن عملك هذا يدل على عدم اهتمامك بزوجك. والأسوأ من ذلك هو أن يشعر الرجل بن زوجته قد أكثرت من مقاطعته حتى أوشكت على الدخول في جدال معه

ولــــd
08-10-2005, 02:47 AM
متى يبدأ سن الزواج مع مراعاة التقاليد والعلم؟

* محمد رفعت

يذهب بعض المثاليين إلى المطالبة بتزوج الرجال والنساء في سن مبكرة والشباب غض، وبذلك لا يكون ثمة فرق بين الزوجين من ناحية السن، ويطلب آخرون أن يكون الفرق بين سن الزوجين كبيراً فيكون الرجل أكبر سناً وخبرة بنحو عشر من السنين.
ان الرجل هو معلم زوجته ومرشدها في المسائل الحسية، فمهما تحمّس النظريون للزواج المبكر، فلن أستطيع الاعتماد على فتى صغير يجهل الحياة، لأنه لن يستطيع القيام بهذا العمل الصعب الدقيق.
وتستفيد الحياة الزوجية كثيراً، إذا تزوج رجل الثلاثين فتاة العشرين. ولكن هذه الفائدة لا تدوم إلا في بدء الحياة الزوجية، أما التوافق أو الانسجام الحسي لمدة طويلة فيشمل ناحية مقدار (القوة الحسية ومرات الجماع) والأفضل لذلك أن يكون الفرق بين عمري الزوجين أقل من عشر سنوات. ورجل الخمسين يبدأ يشيخ ببطء، وإذا استمر في نشاطه الحسي باعتدال وانتظام فقد يحتفظ بقدرته على الملامسة حتى سن متأخرة مستمتعاً بها غاية الاستمتاع، وممتعاً شريكته بالدرجة نفسها، ولكن تنقص ببطء قدرته على تكرار المباشرة على فترات قصيرة، كما تقل رغبته الحسية ببطء وتدريج.
وفي أيامنا الحديثة تعتبر نساء الأربعين شابات، ويؤكد هذا ما قاله الكاتب النفسي جيمس دجلس: ((إن امرأة الأربعين في أيامنا لا تقل شباباً ونضارة عن امرأة الثلاثين منذ مائة سنة)).
أما (المرحلة الوسطى من العمر) فتبدأ عادة في الخامسة والأربعين ومن بعدها في أكثر الأحوال، ولم أحدد الرقم 45 إلا لأنه رقم دائر. وأما بين سن الأربعين وسن انقطاع الطمث انقطاعاً تاماً، فلا تقل رغبة المرأة في تكرار الملامسة بل تشتد شهوتها عما كانت في السنين المبكرة. ولقد بالغ الأدب الحديث في تسمية تأخر جفاف المرأة وذبول شبابها وسمّى هذه السن (سن اليأس) وعارض ذوو الحكمة في تشويه الحقائق على هذا النحو. ومع ذلك ينطبق هذا القول على بعض النساء ويعرف كل طبيب نسائي خبير بالنفوس ما يؤيد هذا القول.
فإذا كانت شهوة المرأة تتغير، أو تسرع قليلاً، أو كانت ناضجة، اعتادت الاتصال الحسي الممتع النشيط لمدة سنوات، وأحست أنها أصبحت تنال عناية أقل وإمتاعاً أقل في الفترة التي تهددها فيها أفكار التحول، وتستبد بعقلها الواعي حلاوة الماضي وشبابه المتفجر الجميل، ففي هذه الحال يكون الحرمان كافياً لملء عقلها بألوان مختلفة من الاضطراب والصراع العقلي والنفسي، ونتائجها كثيرة لا تحصى. ويكون من حسن الحظ أن تقتصر أعراض هذا الاضطراب والصراع على المرأة وحدها وعلى (اضطرابات عصبية) خفيفة، قد تتحول إلى اضطرابات نفسية عصبية شديدة أو مآسٍ، منزلية، وكم يكون الأمر أدهى إذا حدثت هذه المآسي بعد مرور سنوات من السعادة العظيمة المتبادلة، ولم يفسدها أحد الزوجين.
ولذلك نرى أنه من الخطأ والبعد عن الحكمة أن يكون فرق السن بين الزوجين عشر سنوات أو خمس عشرة سنة، وبخاصة إذا كانت العروس في العشرين من عمرها، وأرى أن نصف هذا الفرق أحسن وأفضل، فيكون الرجل أكبر سناً من عروسه بما لا يقلّ عن خمس سنوات ولا يزيد عن سبع.
لهذه الأسباب، أرى أن أنسب سن لزواج الرجل هو سن الثلاثين وأنسب سن للفتاة تتراوح بين العشرين والخامسة والعشرين.
وينطوي هذا التفضيل على كثير من المزايا، مع ملاحظة أخطار الأمومة المتأخرة قليلاً فقد تقدم طب الولادة والنساء بوسائله الحديثة الماهرة.

ولــــd
08-10-2005, 02:49 AM
العرب الذكور أكثر مراجعي مراكز التجميل ..أرضاءً للمرأة !

عند الحديث عن استهلاك الفرد للكماليات لا نجد في القائمة عادة، إلا شريحة النساء لوحدهن، فهن من يبحثن عن الجمال ومن يتمحور تفكيرهن حول مثل هذه الأمور بينما يستثنى الرجال من هذا الموضوع
خليفة محمد المحرزي الموجه الأسري بدائرة العدل بدبي يوضح أن الشباب الخليجي ينفق زهاء 70% من دخله على شراء كمالياته وبالأخص المتعلقة بمظهره الخارجي، وتقارير المؤسسات الدولية توضح ان (متوسط الدخل السنوي للشاب الخليجي) تقدر بنحو 4451 دولاراً في العام 2003 بينما يصل نصيب الفرد على مستوى العالم إلى نحو 5077 دولاراً.
وتوضح الدراسة ان العرب الذكور يشكلون النسبة الاعلى من مراجعي عيادات التجميل هدفهم الأول تحسين مظهرهم الخارجي وبالتالي يحتلون المراكز الاولى على مستوى بلدان العالم حيث إن الإناث هن غالبية مراجعي عيادات التجميل.
المرأة هي السبب
ويفسر الوضع القائم بقوله إن المرأة تعد أحد الاسباب الرئيسية في لجوء الرجل إلى عيادات التجميل فمن الشباب من يكون راضياً عن شكله إلا أنه يرى أن مظهره لم يكن مرضياً لدرجة كافية للتقدم إلى شريكة المستقبل. كما ان شراءه الكماليات يعوض الشعور بالنقص والتخلص من العقدة النفسية تجاه المرأة، ويرى آخرون ان من حقهم الظهور بصورة جميلة وان تطلب ذلك اقتناء المزيد من الكماليات لتحسين المظهر.
كما يلعب رأي المجتمع دوراً كبيراً ففي وقتنا الحاضر يقيم الانسان وفقاً للشكل لا للمضمون ويعتقد أن المجتمع لن يتقبله ولن ينظر إليه بالصورة المطلوبة فتراه يلجأ للتغيير من اجل الحصول على ثقة الآخرين، وكسب احترام الناس وإقامة علاقات معهم، كذلك لقناعة بان قبوله في وظيفته الجديدة يتوقف على تمتعه بالمظهر الجميل.
ومن الاسباب ضعف الشخصية وللتمويه عن نقص معين ولفت الانظار أو ما شابه ذلك، كما ان هناك نوعية من الناس تحب التباهي وتجتهد لتبقى الأفضل والأجمل في عيون الآخرين.
ويؤكد المحرزي ان هذه التصرفات ترسخها قيم اجتماعية مثل «اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب» وان الرجل الكريم هو الذي ينفق على الاستهلاك سواء المأكل أو المشرب أو السيارات الفارهة إضافة إلى استهلاك بعض السلع لا يحتاجها مطلقاً بل لمجرد أن الآخرين في محيطة الاجتماعي يمتلكونها.
ويتابع: في الوقت نفسه يرفض العديد من الشباب تهيئة نفسه للزواج من حيث امتلاك القدرة على تحمل كافة متطلبات الزواج بل يطلب دعم عائلته له، مما قد يولد مشاكل عديدة في الحياة الزوجية.
من الضروري توعية الشاب بالبعد الجنسي في موضوع الزواج، إذ أن هناك طاقة عظيمة وحاجة لدى الشباب تحتاج لإطار شرعي، وهناك أبعاد اقتصادية واجتماعية، ولا يكفي تزويج الشباب لنرتاح منهم بل المهم ما بعد الزواج، فهناك تساؤلات كثيرة بعد الزواج تتعلق بشؤون الأسرة، ماذا عن متطلبات الحياة اليومية؟ ماذا عن الحمل والأطفال؟ وعندما نعالج الرغبة الملحة للزواج لدى الشباب لا نعني فقط غرفة النوم بل نعني كل ما يتعلق ببناء هذه الأسرة والتي تعد البيئة الأساسية في المجتمع.

ولــــd
08-10-2005, 02:51 AM
الاستشارة الوراثية قبل الزواج ..لماذا ؟

ان أصعب حالات العقم الوراثية النوع الناتج عن خلل في عدد الكروموسومات التي تحمل الصفات الوراثية في هذا الرجل، وأكثرها شيوعاً هو ما يسمى بمتلازمة كلاينفلتر الذي يحمل فيه الشخص المصاب صبغياً واحداً زائداً عن العدد الطبيعي، وتكون تركيبته الوراثية 47.XY بدلاً من 46.Y كباقي الرجال.
وهذا الصبغي X الزائد لا يمنعه من الزواج وممارسة العلاقة الجنسية بطريقة طبيعية، لكنه يمنع تكوين الحيوانات المنوية في خصية المريض الصغيرة حجماً بالإضافة الى بعض الأعراض الثانوية مثل كبر حجم الثديين وعدم نمو الذقن أو الشارب بصورة طبيعية.
وغالباً ما تنتج هذه الحالة عن الانجاب في سن متأخرة، (الأم تخطت الأربعين أو الأب تخطى الستين) حيث تكون قدرة الأب أو الأم على تكوين أمشاج طبيعية قد ضعفت وتأثرت بعوامل السن والبيئة والأمراض المختلفة على مر السنين.
وفي بعض حالات مرض كلاينفلتر يكون فيها خليط من الخلايا الطبيعية والخلايا التي تحتوي على الصبغي الزائد وتكون لديهم القدرة على الإنجاب ولكن بنسبة ضعيفة.
ويمكن التغلب على هذا الضعف ونقص أعداد الحيوانات المنوية عن طريق الحقن المجهري للحيوانات المنوية القليلة العدد في البويضات التي يتم استخراجها من مبيض الزوجة بعد تحضيرها بطريقة خاصة يتم فيها تنشيط المبايض بأدوية تسمح بالحصول على 15 أو 20 بويضة في الشهر الواحد.
من المستحيل عملياً معرفة الحيوان المنوي السليم من المريض قبل حقنه في البويضة، ولكن، هناك طريقتان لحل هذه المشكلة أولاهما هي أخذ خلية واحدة من الجنين الذي تكون بعد الحقن المجهري ودراسة تركيبتها الوراثية بما يسمح بتشخيص وجود المرض من عدمه في بعض هذه الأجنة وبالتالي يتم إرجاع الأجنة السليمة فقط الى الأم ولكن هذه الطريقة تتطلب تقنية عالية جداً
وبالتالي فهي مكلفة للغاية والبديل هو الانتظار حتى يتقدم الحمل الى الشهر الثالث ثم يتم أخذ عينة من مشيمة الجنين نفسه أو من السائل الأمنيوسي المحيط به ويتم تشخيص المرض بها وهنا يتعين على الأم والأب اتخاذ القرار الصعب بالتخلص من الجنين في حالة ما إذا كان مصاباً.
وهناك حالات من العقم في الرجال لا يوجد بها عيوب في الكروموسومات ولكن بها عيوب أخرى لا يمكن تشخيصها إلا بطرق كيميائية صعبة لدراسة الحامض النووي للمريض. وهي نوعان، أولها ناتج عن حدوث طفرات وراثية في أبو المريض مما ينتج عنه تحوير للصفات الوراثية الموجودة على كروموسوم (Y) وبالتالي نقص أو عدم تكوين الحيوانات المنوية تماماً، أما النوع الثاني فهو الناتج عن زواج الأقارب الذي يؤدي الى ظهور الصفات المعيبة المتنحية، ويتم التعامل مع هذه الحالات بطريقة الحقن المجهري كما أسلفنا.
والأسباب الوراثية التي تؤدي الى العقم في السيدات ان أهمها هو ما يعرف بمرض تيرنر (Turner) ويكون نشاط المبيض فيها معدوماً تقريباً مما يؤدي الى عدم نزور الطمث أو حدوث التبويض نهائياً بالإضافة الى قصر القامة، وتنتج هذه الحالة عن الإنجاب المتأخر كما هو الحال في مرض كلاينفلتر في الرجال، ولكن بعض هذه الحالات يبقى لديها بعض الخلايا الطبيعية مما يسمح لها بفترة قصيرة من التبويض وحدوث الطمث ما بين 18 ـ 25 سنة وبالتالي يجب أن تتزوج مبكراً قبل ان يفوتها قطار الإنجاب.
وفي حالات أخرى يكون تكوين ا لمبيضين فيها طبيعياً ولكن ينقصها تكوين الرحم والأنابيب المتصلة به.
كما ان هناك حالات بها عيوب لا تسمح بحدوث الدورة الشهرية لوجود حواجز خلقية على مستوى المهبل أو عنق الرحم.
ويتفق معظم الباحثين في مجال الخصوبة والعقم على ان الخصوبة في المرأة هي صفة تنتقل من الأم الى بناتها كما تتشابه بينهن السن التي تنقطع فيها الدورة الشهرية.
من كل ما سبق يمكن القول ان الاستشارات الوراثية قبل الزواج يمكن ان تكون وسيلة مفيدة لتفادي الوقوع في مشاكل كثيرة بعد الزواج. والاستشارات قبل الزواج تفيد أيضاً في اتخاذ الخطوات اللازمة لتفادي الكثير من العيوب الوراثية الموجودة في بعض العائلات خاصة في حالات زواج الأقارب. والتحاليل المطلوبة قبل الزواج ينطبق عليها المثل القائل بأن أوقية وقاية خير من قنطار علاج لأنها ليست كثيرة ولكنها تتفادى حدوث الكثير من المشاكل العائلية.

ولــــd
08-10-2005, 02:54 AM
انتخاب الأفضل في التزاوج العقلي بين الرجل والمرأة

* د. رضا نجاد

لو التفتت المرأة إلى مسألة معيّنة لعاملت زوجها بنقاء ومودة، وتلك المسألة هي أن الشاب يمضي مدة من عمره في البحث عن الفتاة المناسبة للزواج ويظلّ يبحث هنا وهناك إلى أن يقع خياره على واحدة من الفتيات الكثيرات اللاتي قد يعرضن له في حياته. بل وكثيراً ما يرفضون طلبات من فتيات أخريات بالزواج منهن. ويفهم من هذا أن الرجل رأى عدة أنواع من الجمال والمواصفات الأخرى ولكنه ظل يبحث عن شيء آخر لم يجده إلا في هذه المرأة. وهنا يجب على المرأة أن تسأل نفسها ما هو الشيء الذي طلبه الرجل فيها ويجب عليها حالياً أن تؤديه له؟ وهذه المسألة قد تكون مصدراً للاختلاف وسوء التفاهم؛ وذلك لأن المرأة قد تقول بأنها هي أيضاً رفضت طلبات الكثير من الخاطبين إلى أن رضيت بأحدهم، وإنها ترجو من زوجها مثلما يرجوه منها. في حين أنها مخطئة في تصورها هذا.
من جملة الفوارق بين الانسان والحيوان هو أن ذكور الحيوانات أجمل من إناثها. ولذلك فإن الأنثى هي التي تختار الذكر الذي تريد. وإذا لم يكن هناك اختلاف بين الذكر والأنثى فلا تفاوت في الاختيار. بينما القضية تختلف بالنسبة إلى الانسان، إذ أن المرأة أجمل من الرجل، والرجل هو الذي يطلب يد المرأة. وهذا التقليد موجود لدى جميع الأمم والشعوب بجميع أديانهم وألوانهم.
وبناء على ما مر ذكره لا يمكن القول بأن اختيار الشاب للفتاة جاء مجرد صدفة وبلا أي تدقيق واختيار. وإنما هو خيار وانتخاب للأفضل. كما وأن للدين موقفه إزاء هذه المسألة وهو أن الرجل يجب أن لا يتعلق بحلاوة لسان المرأة بدون معرفة ما في قلبها. وإنما يجب أن يختار الفتاة المتدينة على أن تكون في الحد المتعارف من الجمال، بحيث يمكن أن يكون الدين كرادع أمام الانحرافات المحتملة. وقلت إن الجمال يجب أن يكون في الحد المتعارف لأن الزوج والزوجة يشعران بعد مدة من الزواج بأن الجمال له أهمية من الدرجة الثانية في الحياة. بل وأن الكثير من الجمال الباهر يحول المرأة إلى دمية فارغة من فن ادارة شؤون البيت ومداراة الزوج، بسبب ما أحيط به من اهتمام وبسبب مثالية أحلام المرأة الجميلة وآمالها المستقبلية. وما أكثر الجمال الذي يوقع الرجل في قيود العبودية الذليلة بدل أن يكون زوجاً كريماً.
إن الأم الراغبة في زواج ابنتها قد يأتيها طالبون كثيرون يرغبون في الزواج من ابنتها، ويجب عليها أن لا ترفض طلب الخطيب المتدين. وعليها أنت حذر من الشاب الذي وعد عدة فتيات بالزواج ونكث؛ لأن مثل هذا الزواج حتى لو تم فلن تكتب له السعادة وستذهب الفتاة في كل يوم غضبانة إلى بيت والدتها، أو قد يغضب الشاب ويذهب إلى دار أبيه أو قد يتجه إلى خليلته. أو حتى إذا بقيا في بيت واحد ولم يكن لديهما مكان آخر يذهبان إليه، تكون علاقتهما الجنسية ضعيفة.
ينبغي للشاب والشابة أن يعلما بأن الزواج يجب أن لا يكون مدعاة لتحررهما من جميع القيود، بل يجب أن يحترم كل واحد منهما الآخر وخاصة أمام الآخرين. وهذه المسألة يجب أن تراعى بشدة في بداية الزواج. وعلى الزوج والزوجة أن يُعامل أحدهما الآخر كصديق. وبعد ذلك كلما تقدم بهما السن يتعلمان تلقائياً كيف يجب أن يعامل كل واحد منهما الآخر. وإذا حصل بينهما سوء تفاهم فأغلب ما يُعزى ذلك إلى عدم التعقل وعدم تصديق كل واحد منهما بأنه يعيش ضمن حياة مشتركة بل لأن كل واحد منهما يتصور بأنه يعيش بمفرده، فيتصلب في رأيه، فينشأ على أثر ذلك سوء التفاهم. وعدم التعقل هذا غالباً ما يطغى عليهما كليهما، وإلا فلو كان أحدهما عاقلاً لكان ذلك كفيلاً بحلّ المسألة عن طريق التغافل.
أشير هنا إلى مسألة أخرى تتعلق بالتقاليد الغربية في ما يخص العلاقة المتحررة بين الفتى والفتاة قبل الزواج، وهي بما أن للحب الأول تأثيراً نفسياً فائقاً على الانسان قلّما ينمحي من الذاكرة سواء كان حسناً أم سيئاً، فلا ينبغي للفتاة والفتى بذل تلك المشاعر الجياشة إلا مع الشخص الذي يبقى شريكاً لحياته إلى آخر العمر.
إن وصف القرآن الكريم للرجل بأنه لباس المرأة، والمرأة كلباس له يصدق في جميع الأحوال حتى على الفتى والفتاة. فليس هناك من فتاة أو فتى يجب أن يرتدي لباساً زاهياً ثم يضطر إلى خلعه بعد حين بمجرد أن يلاحظ بأنه فقد لونه وبريقه. وإنما الذي يختار لباساً يختاره عادة كلباس متين وثمين وموافقاً لحجمه، وإذا كان أحد أقسامه غير مناسب فإن جميع أقسامه تفقد مزاياها. وفي ضوء هذه الرؤية يجب على المرأة والرجل أن ينظرا بعين الاهتمام إلى كل مطالب ذي عنوان عريض في الحياة ويستهدف توفير حياة أفضل للانسان. ولكن ما هو المطلب الذي يتخذ عنواناً عريضاً في الحياة؟ نستطيع القول بكل جرأة بأنه ما أشارت به الأحاديث الشريفة والقرآن الكريم.
إنني أفكر بموضوع التزاوج العقلي بين الرجل والمرأة قبل التفكير بموضوع التزاوج البدني. أي إن التقاء الجسدين يكفي لنيل اللذة الحيوانية. ولكن كل ما يمكن أني قترن بينهما باستثناء الجسدين، يمكن أن يعطي لزواجهما بُعداً انسانياً ويجعل بينهما حياة مشتركة بل ويجعل منهما كياناً واحداً. أما إذا كان زواجهما مجرد اقتران جسدين وأصبحت العين واللسان والأذن والقلب تبعاً له لا يرتجى منه أن يكون منطلقاً للحب؛ لا حب الأسرة ولا حب الناس ولا حب الله. والمرأة والرجل اللذان لا يعرفان كيفية التعامل بينهما بحيث يمكن اعتبار كلامهما وسلوكهما منبثقاُ من عقلهما.

* المصدر : الواجبات الزوجية

ولــــd
08-10-2005, 02:56 AM
الأهواء .. فداء للحياة الزوجية

* د. رضا نجاد

أيتها المرأة، وأيتها السيدة، وأيتها الزوجة، وأيتها الأم التي خضعت لأهوائها ورغباتها من أجل بضعة مثاقيل من معدن ثمين أو من أجل بضعة أمتار من قماش فاخر، ما الذي جعلك لا تدركين هل ذلك المعدن أو القماش أكثر أهمية أم تربية الأولاد وتربية سليمة وملء أرجاء البيت بالمودة والرحمة؟ ولو أنك أدركت مدى أهمية وقدسية أحد هذين الجانبين ووعيت أرجحية أحدهما على الآخر لخرجتِ قطعاً من مبدأ الشك وسلَّمتِ بأصل البراءة.
أريد أن أسترعي انتباه المرأة إلى مسألة كبرياء كل من الرجل والمرأة، وهي أن لكل من الرجال والمرأة كبرياؤه. وأكثر ما يعنيه كبرياء المرأة هو جمالها ومقدرتها على اجتذاب الرجل. وأما كبرياء الرجل فيتلخص في رغبته في التفوق والنجاح في الحياة. ومن جملة ما يجرح كبرياء الرجل هو أن تقول له المرأة ما يوحي له بفشله في الحياة. ولو أن المرأة خاطبت زوجها بعبارات القبح والجمال لما أعارها أهمية كبيرة لأنها لم تنل من أسباب نجاحه. ومن هنا يجب على المرأة أن تتحرز بشدة من الكلمات التي تجرح كرامة الزوج وتوحي له بعدم الكفاءة وعدم المقدرة على ايجاد حياة أفضل. وهذا مصداق واضح على قول الرسول (ص): (أيما امرأة قال لزوجها: ما رأيت من وجهك خيراً قطّ فقد حبط عملها).
أما بالنسبة إلى كبرياء المرأة فهو جمالها ولو قال الزوج لزوجته: إنك قبيحة لشعرت على الفور بانهيار كرامتها ولذهبت بها الظنون إلى فشلها في الحياة ولتصورت وجود امرأة أخرى في حياته. وفي ضوء هذه الرؤى يأمر الاسلام الرجل بالتعبير عن محبته لزوجته. وقد ثبت بأن الرجل إذا أعرب للمرأة عن محبته لها تشعر بالطمأنينة. وبالعكس إذا أعربت المرأة عن حبها للرجل لا يأبه لها كثيراً حتى وإن كانت صادقة، وإنما يحب الرجل من المرأة أن تقول لقد فعلت خيراً عندما اشتريت الجهاز الفلاني، أو أنها تشعر بالراحة لمدى التطور الحاصل في حياتهما المشتركة، أو أن هذا الموضع من الدار أصبح أفضل بفضل ما جرى فيه من بناء وترميم؛ لأن كلامها هذا ينطوي على نوع من التشجيع للرجل وإعلاناً عن نجاحه في الحياة ووصوله إلى الحياة التي يصبو إليها. والمرأة الذكية متى ما كانت بحاجة إلى شيء معين يمكنها أن تعرضها على زوجها بدون أن تجرح كرامته، كأن تقول له مثلاً ـ إذا كانت بحاجة إلى غسالة ـ : لو كان لديّ غسالة لكنتُ أكثر راحة، ولكان لديّ وقت أكثر أتفرغ فيه لشؤون الأولاد.
إذا كان الرجل مواظباً على امرأته ويقول لها لماذا فعلت هذا ولماذا كنت كذا، فتلك دلالة على محبته لها وتعلقه بها.
ذكرنا أن كبرياء المرأة بجمالها، والرجل مغرور بكماله. وهذا يعتبر بمثابة امتياز للمرأة وذلك لأن الرجل يفتن بجمال المرأة؛ بمعنى أنه يفتتن بشيء زائل، وشغف المرأة بكمال الرجل شغف بشيء ثابت لا زوال له. ولهذا السبب يلاحظ عدم الوفاء عند الرجال أكثر من النساء، ولهذا السبب نفسه تكون العفة والشرف لدى النساء أكثر، ويكون لفسقها إثم أكبر من إثم الرجل على فسقه.
على الرغم من أن الشهرة الشائعة بأن بعض الأعمال كالخياطة والتطريز والطبخ والتجميل والتوليد تعتبر أعمالاً خاصة بالنساء، إلا أن أفضل مَن يجيدون الخياطة والتطريز والطبخ والتجميل والتوليد هم الرجال. وهذه الظاهرة تجعل المرأة التي يحترف زوجها واحدة من هذه الأعمال تتجنب التفاخر بزوجها أمام النساء الأخريات، وكأن الرجل يجب أن يجيد أعمالاً بعيدة عن أعمال المرأة مثلما أن الزوج لا يروق له أن تمارس زوجته عملاً رجالياً حتى وإن كان دقيقاً مثل التسبيح بالمسبحة مثلاً أو غيره من الأعمال الأخرى الثقيلة كالحمالة وقيادة الشاحنات والعجلات الضخمة بل وحتى ركوب الخيل. وأما إذا داعبت الزوجة الأطفال فذلك أمر يدل على عمق عطفها وهو أمر محمود وجدير بالثناء. وعلى هذا الأساس فإن المرأة تفهم الرجولة في ضوء مقدرة الرجل على التمييز بين ما هو رجولي وما هو أنثوي. والرجل يفهم الأنوثة في ضوء اختلاف صفات وسجايا المرأة عن الرجل.
الاسلام لا يجيز للمرأة أن تطلب من زوجها ما لا طاقة له على توفيره لها. ولكن يجب على المرأة أن تطلب من الرجل بين الحين والآخر شيئاً في حدود طاقاته وإمكاناته. لأن مثل هذا الأمر يعد كأسلوب لإيجاد الألفة والمحبة ويؤدي إلى توطيد أواصر الرحمة. وفضلاً عن ذلك فإن شعور الرجل بحاجة المرأة إليه يرضي طموحه ويرى فيه نوعاً من الاعتبار لشخصه ولاهتمام المرأة به. ونستنتج في ضوء ما مرّ أعلاه أن المرأة الذكية تعرف كيف ومتى تطلب من الرجل بعض المال لنفقاتها الخاصة.

ولــــd
08-10-2005, 02:58 AM
علاقات الرجل مع المرأة بين الإيجاب والسلب

ما يدور في خاطر المرأة ربما يكون أكثر إيجابية مما يدور عنها في ذهن الرجل فهي بقدر ما مقتنعة به من ناحية كونه الأمل ليكون زوجها والأب لأولادها ضمن طموحها لتأسيس أسرة سعيدة معه فإن مثل هذه النظرة عند الرجل في أغلب الأحيان تكون أقل حماسة وإخلاصاً لها من قبله وتلك هي مشكلة أزلية كما يبدو.
ولعل أول ما يمكن أن لا يفسر علمياً حول ما يظهره الرجل عن المرأة أنه يحاسبها في تقييمه الذهني إلى درجتين فالمرأة حين تكون أماً حنوناً له يقدسها ويحفظ ذكراها حتى بعد مماتها ويجدها النموذج الأمثل للمرأة الطيبة أما إذا كانت المرأة هي زوجته الحنونة معه أيضاً فهو لا يعطيها تلك الدرجة في القدسية (في ذاته) لكونها امرأة أخرى.. مع السائد تماماً أيضاً أن منزلة الفتاة الطيبة التي يطمح الشاب للاقتران بها تكون في منزلة أعلى في نفسه وهذه المنزلة ولأسباب يمكن إيعازها لخلل في الانطباع عند الرجل أن تقلل قليلاً من شأنها بعد الزواج منها!
ربما يكون التقييم لإعطاء منزلة أعلى أو أقل للمرأة الذي في قلب الرجل وليد موروث متوالٍ يشهده كل عصر بغض النظر أن يكون ذلك في مجتمع متقدم أو غير متقدم وإلا ما معنى أن ينظر الرجل السوي لقدسية أخرى نحو نساء أخريات مثل (الأخت) على سبيل المثال ولا ينظر لغيرها بدرجة مماثلة، وبهذا الصدد يمكن القول ما أقسى الرجل الذي يريد المحافظة على عفة النساء القريبات منه كالأم والأخت والزوجة والبنت أيضاً ولكنه بنفس الوقت يستحسن إقامة علاقة جنسية شائنة مع نساء غيرهن من خارج بيته.
واستغلال الرجل في مجتمعه الرجولي للمرأة يكاد يكون أمراً مفروغاً منه فقد استغلها وما زال (ومع سبق الإصرار) أن تكون أداةً لحمايته غير المباشرة فترى دول قد زلت بإقدام النساء وجعلتهن في سلك المخابرات السلبية خدمة لأغراض سياسية ملعونة يفترض أن لا تقسط المرأة في حفرها العميقة ولا ينسى بهذا الصدد أن بعض النساء قد انخرطن كـ(جنديات) في جيوش دولية هي في غير حاجة حقيقية لهن.
وبعودة قليلة إلى الوراء حول ضرب الأزواج للزوجات أظهرت دراسة نشرت مؤخراً أن زهاء (30%): (أن ثلاثة من بين كل عشرة رجال شرطة متزوجون في هونغ كونغ يعتقدون أنه من حق الأزواج أن يضربوا زوجاتهم) وهذه النسبة فيها من قصور (النظرة الإنسانية) ما لا يمكن تأييده من قبل أي عاقل! إن ضرب المرأة هو أحد الصور السلبية في العلاقة معها خصوصاً إذا كان ضرباً يقع من باب السيطرة السلبية عليها من قبل الرجل.

المصدر : شبكة النبأ

ولــــd
08-10-2005, 03:03 AM
كيف تروضين الغيرة ؟


الغيرة تسري في عروق المرأة مع الدم وقد تكون محببة

لانعاش الحب إذا كانت متزنة ومقترنة بالثقة من أجل بث الحرارة في العلاقة الزوجية‏..‏

وحتي لاتكون مدمرة لابد من الذكاء‏.‏

كما تقول الدكتورة ندا صلاح شحاتة أستاذ علم النفس فبعض النساء

يتصورن ان الغيرة دليل الحب‏,‏ إنما الحقيقة هي دليل عدم الثقة بالنفس

وبالزوج الذي تجعل حياته جحيما لايطاق حين لاتترك زوجته فرصة

إلا وتبدي شكها لمجرد أشياء تحس بها أو تتهيأ لها دون وجود ماهو

مادي ملموس فتفسد حياتها وهدوءها‏,‏ في تلك الحالة تكون الغيرة

مرضية تحتاج لبحث اسبابها‏,‏ فيجب علي الزوجة ألا تشعر بأنها ملكت زوجها‏.‏

واضافت ان علي الزوجة ان تدرك ان زوجها ليس ملاكا طاهرا وأنه حين

اختارها للزواج فضلها عن غيرها وأحبها دونهن مما يوطد الثقة في نفسها‏,‏

وعليها التغاضي عن كلمات المجاملة التي ينطقها زوجها لزميلة أو قريبة

وإذا ابدي الزوج اعجابه بغيرها فلاتظهر الغيرة بل تؤيده فإذا قال

ان فلانة جميلة العينين فلاداعي لاظهار الغيظ أو تراشق الألفاظ مثل

يعني أنا عمشة‏..‏ مافيش فايده في الرجاله فهذا يجعل الزوج يعلم

مايثيرك ويستغله في أوقات عدم الصفاء‏..‏ لذلك يجب أن يكون

الحب بين الزوجين علي أساس من الثقة ليكون الأمان‏..‏ فالاستبداد

والتحكم في الرجل وتتبع خطواته قد يؤدي الي هروبه بالطلاق‏,

‏ وعلي المرأة ان تدرك أن زوجها لم يعد كما كان في فترة الخطوبة

حيث الاهتمام وتأجج الحب‏,‏ فقد غيرته مشاغل الحياة وهذا لايعني

أنه انصرف عنها لأخري‏,‏ ولاتنسي ان محافظتك علي كبريائك تتصاعد

بقدر تصديق زوجك حتي في أكاذيبه‏.‏

ولــــd
08-10-2005, 03:05 AM
أنت من تضيئين عتمة ليله

أريد أن أبدو جميلة ومشرقة هذا المساء.. أخذتني متاعب الحياة ومسؤولياتها حتى نسيت أني امرأة.. وكل ما أخشاه أن ينسى زوجي أني امرأة.. ويبحث عن أخرى.
قد لا تستطيع المرأة في كثير من الأحيان أن تنفصل عن مشاكلها العائلية ومسؤولياتها لتكون صورة مختلفة مفعمة بالحياة كما يحب أن يراها الرجل.
وقد لا توقن خطورة انغماسها في المشاكل بعيداً عن أجواء الرومانسية التي يجب أن تشعلها في المنزل..
الرومانسية في زمن الجفاف
تميل المرأة عموماً إلى الرومانسية؛ فالمرأة بطبيعتها حالمة، عاطفية، حساسة رقيقة.. لكنها- للأسف- قد تنسى ذلك في خضم الحياة ومتطلباتها، وتسلى ما فيها من صفات أنثوية مميزة، ثم بعد ذلك تسأل وتتعجب إن فقدت الحرارة في حياتها الزوجية واستيقظت في يوم من الأيام على خبر مفاده أن زوجها يبحث عن عروس يجدد معها حياته..
الرومانسية هل تحتل مكان في حياتك، وما هي الطريقة إلى العودة إلى الرومانسية..؟
إن الرومانسية هي أسلوب حياة وطريقة تفكير تتسم بالإبداع بالجمال بالحب وبالحياة.. وتتجلى في ممارسات معينة تساهم في التخفيف من حدة الرتابة والملل وإضفاء جو حالم في عش الزوجية..
-عليك أولاً أن تنظري إلى زوجك ليس على أنه زوج فقط، وإنما على أنه الحبيب والصديق، الأخ والأب وحتى الابن.. هذه المشاعر ستساعدك على إشاعة جو الرومانسية في حياتكما..
-يجب أن تعرفي وتوقني أن الحب فعل إرادي، يمكننا أن نصنعه في بيوتنا، فلا نتحجج بأن الطرف الآخر يقوم بممارسات تمنعنا من حبه، أو أنه لا يقدم لنا ما يجعلنا نتفاعل معه.. يمكننا أن نصنع الحب وننشر عبقه لكل من حولنا.. ربما لن تأتي النتائج بالسرعة التي نتمناها إلا أنها ستجدي نفعاًً بإذن الله.
-الكلمات الرقيقة.. بكل الأحوال نحن نتكلم والحروف تخرج من أفواهنا، فلما لا ننتقيها بعناية، فنجعلها تحول العلاقة الزوجية إلى عالم من الحروف المتناغمة العذبة التي تشيع الفرح والحب وتأجج العواطف والمشاعر.
-القيام بالأفعال المحببة التي تعبر عن تلاقي العواطف والقلوب والعيون.
-إعداد المنزل بين الحين والآخر ليلائم ليلة رومانسية مميزة تتألقين فيها لزوجك..
-نثر الزهور مختلفة الألوان في أرجاء المنزل، وإعطاؤها الفرصة لتتحدث بلغة عبقها عن حب لا ينتهي.
-إضاءة الشموع وتوزيعها بشكل متناغم يضفي أجواء دافئة من الرومانسية داخل المنزل.
-للعطر والبخور سحر خاص في تهدئة الأعصاب وإثارة المشاعر الطيبة.
-للهدايا طابعها الجميل الذي تضفيه على العلاقات الاجتماعية عموماً وبين الأزواج خصوصاً.. قدمي له هدية ودعيها تخبره كم أنت تحبينه.
-البعد عن كل ما يمكن أن ينغص جلستكما الشاعرية، كرنين الهاتف، وإغلاق الهواتف المحمولة والذهاب بالأطفال إلى بيت الجد.
-العودة بين الحين والآخر إلى الذكريات الجميلة في الأيام الأولى من الزواج.
-قوما برحلة سفر سوياً أنت وزوجك فقط، اختارا البحر لتغوصا في أمواجه، وتبحرا في صفائه، بعيداً عن ماديات الحياة ومشاكلها.
-أخيراً يجب أن نعلم أن الرومانسية لتنجح في حياتنا الزوجية يجب أن تقوم على المودة والرحمة بين الزوجين كما علمنا ديننا الحنيف.

ولــــd
08-10-2005, 03:07 AM
لماذا يختلف الإحساس بالحب من وقت لآخر؟

* د. سبوك

إن الشاب يلتفت إلى نفسه عند بلوغه التاسعة عشرة ويتساءل: ((لماذا يختلف إحساسي الآن بالحب عن إحساسي به وأنا في الرابعة عشرة))؟ وسيجد أن الإجابة المنطقية هي: ((لقد كبرت)).
والسؤال نفسه تسأله الفتاة لنفسها وستجد الإجابة نفسها.
لأن لكل مرحلة من العمر نهاية، فإن المراهقة تبدأ في إعلان نهايتها منذ بدء العام التاسع عشر. وتستغرق تلك النهاية مدة تقرب من أربع سنوات ليبدأ الشباب مرحلة جديدة من مراحل العمر: إنها مرحلة التلقي لمسؤولياته الاجتماعية والعملية.
والشاب يجد في نفسه الكثير من الجراءة على مناقشة مشاعره بشكل أقل خجلاً مما كان حاله عند عامه الرابع عشر. إنه ينظر وراءه فيجد أن مشاعره نحو الجنس الآخر كانت ساذجة، ويكتشف أن فكرته عن الحب لم تنبع من دراسة واقعية لمن أحبها بل كانت نابعة منا لإخلاص لفكرة الحب المجردة.
والفتاة تجد في نفسها الكثير من الشجاعة في نقد مشاعرها السابقة.
إن الكائن منا في عامه الرابع عشر يندفع إلى بطولة مسرحية اسمها: ((الحب حق لي)). ويبدأ الشاب في اختيار فتاة من الجنس الآخر ويلصق بها كل الصفات الجميلة التي يتمناها في أي امرأة، وتبدو في عينيه وكأنما النموذج المجسد للكمال الأنثوي. وما إن تتاح للشاب الفرصة للاقتراب من تلك الفتاة عملياً حتى يتهاوى هذا التمثال، ويغرق الشاب في الحزن قليلاً، ثم يمر بعض من الوقت ويتم الشفاء من هذا الحزن تدريجياً.
والفتاة كذلك أيضاً. إن مشاعرها تفور برومانسية رائعة وساذجة في آن واحد منذ عامها الرابع عشر، وتختار شاباً من الجنس الآخر، وتراه أجمل ما رأت في كل الحياة. ويظل هذا الشاب بطلاً لكل أحلام اليقظة، ثم يحدث أن تقترب الفتاة من هذا الشاب فتراه على غير الصورة الخيالية التي رسمتها له. وهنا تتساقط أوهام قصة الحب وتسقط معها بعض من الدموع. ويمر قليل من الوقت، ويتم الشفاء من الحزن على هذا الحب تدريجياً.
وقد يتساءل المرء: لماذا إذن يعيش الانسان كل هذا الخيال الذي يتعاقب فيه الفرح مع الحزن؟
وأقول بهدوء: إن الإنسان في عمر الرابعة عشرة يقوم باختبار قدراته واستكشاف مشاعره، تماماً كما يفعل الممثلون عندما يستكشفون مواهبهم: إنهم يشعرون أن في داخلهم طاقة ما يحبون التعبير عنها، فما بالنا برغبة الكائن البشري في التعبير عن عواطفه؟ إنه يحتاج إلى التدريب عليها، والتدريب دائماً هو ((تصور خيالي لمستقبل قادم)). وهكذا ينشط الخيال في تصور العاطفة، ويبدأ في التدريب عليها بكل ما فيها من مشاعر، ثم يفاجأ بأن الوقت والظروف وطبيعة الشخص لا تتلاءم مع ما في مشاعره من رقة وحلم، فيحدث الصدام الأول بين الخيال والواقع، وتتهاوى قصة الحب الأولى الخيالية. لكن السؤال الباقي هو: هل استفاد الشاب ـ أو الفتاة ـ من تلك التجربة الأولى؟
نقول: بالتأكيد نعم. والاستفادة تتركز في عملية تدريب المشاعر على تصور المثاليات وكيفية التضحية من أجل الآخر، وسبر أغوار الشخص الآخر بهذا الخيال. كل ذلك يضيف للشباب ـ أو للفتاة ـ خبرة عالية. ويتم صقل هذه الخبرة من خلال الواقع، ويتعرف الشاب ـ أو الفتاة ـ على الحقيقة الواضحة، وهي أن الحب لا يقوم على التخيل فقط ولكن على مدى تقبلنا لصفات الطرف الثاني ومميزاته.
ولذلك فإن الإنسان ـ شاباً أو فتاة ـ عندما يبلغ التاسعة عشرة يجد نفسه واحداً من أربع مجموعات:
المجموعة الأولى: وهي التي يدخل الواحد منها في علاقة عاطفية جديدة. وتقوم هذه العلاقة على معرفة لا بأس بها بكل ظروف الطرف الآخر على أساس واقعي. وبالتالي فإن لقاءات الشخص منهم مع مَن يحبه فيها جزء من الإحساس بالمسؤولية. هذا الإحساس جيد، ولكنه أيضاً إحساس ثقيل، لأنه يشتت قدرات الإنسان في مجال دراسته. إن الإنسان منهم يسعى للتواجد مع مَن يحب معظم الوقت، ويكون ذلك على حساب قدرته على إنجازات أساسية يجب أن يقوم بها لاكتساب مكانة علمية أو أدبية.
والمجموعة الثانية: وهي التي يعرف الواحد فيها أنه غير مستعد جدياً للوقوع في الحب، ولكنه يرتبط بعلاقة صداقة منتظمة مع فرد من الجنس الآخر.
المجموعة الثالثة: وهي التي يكون الواحد منهم على غير استعداد للدخول في علاقة منتظمة مع طرف من الجنس الآخر، لا لعدم الثقة بالنفس ولكن لأن الإنسان منهم غير مستعد للتجربة.
المجموعة الرابعة: وهي التي يكون الإنسان منهم خجولاً في تعامله مع الجنس الآخر ولا ينسحب هذا الخجل ليؤثر سلبياً على طاقته الإبداعية، بل يكون الإنسان منهم منتجاً وناضجاً. ولابد هنا من أن نقول: إن بعضاً من أعظم المبتكرين في العلوم والفنون كانوا من هذا النوع الخجول. وهذا الخجل لم ولن يمنع أحداً من أن يتزوج ويبني حياة أسرية ناجحة.
وقد قمت بعرض هذه النوعيات المتعددة من الشباب لأذكر أن كل انسان منهم هو كائن طبيعي وادي. أقول ذلك لأن بعضاً من الشباب يتهم إحساسه بالخجل بأنه عقبة في سبيل بنائه لحياته العاطفية. والبعض الآخر يتهم نفسه بأنه غير أمين في مشاعره، لأنه يبحث عن لقاء متجدد مع أي طرف من الجنس الآخر لمجرد إثبات الوجود. بل هناك من الشباب على وجه الخصوص مَن ينغمس في علاقة جسدية لمجرد إثبات الإحساس بالرجولة لأنفسهم، وغالباً ما يخرجون من مثل هذه التجارب بإحساس كبير بالذنب.
إن الشاب في مرحلة المراهقة لا يجب أن يجد السيارة الفارهة والعلاقة السهلة، لأن ذلك يبدد طاقاته في التظاهر ويعاني من عنف الإحساس بالقلق في التلقي الدراسي.
وعدد نادر من الشباب هو الذي يمكنه أن يتوازن دراسياً في مثل هذا الإطار.
وعدد أقل ندرة من الشباب هو الذي يتميز بالطموح الثابت وبالقدرة العالية على تحمل المسؤولية، ولابد أن تكون زوجته مثله.
وتشهد العيادات النفسية في أوروبا وأمريكا عدداً كبيراً من الشباب الذي يعاني من التشوش والقلق والارتباك وعدم القدرة على تحديد المهنة، وذلك بسبب الزواج المبكر.
ولنا أن نلحظ أن الذين يرغبون في استكمال تعليمهم الجامعي يبخلون بمشاعرهم فلا يبددونها في العلاقة العاطفية أو الجسدية، ولكن الذين يعملون بعد الدراسة الثانوية والتأهيل المهني يميلون إلى بدء الحياة الأسرية والدخول في قصص حب تقودهم إلى الزواج، فالعمل في أي مهنة لا يتطلب الضبط النفسي الذهني الذي تتطلبه الدراسة.
ولكن، هل معنى ذلك أن الشاب لا يجب أن يسمح لنفسه بالوقوع في الحب خشية أن يفشل دراسياً؟
إن أغلب الحالات التي يرهقها الانغماس العاطفي الرومانسي في قصص حب أثناء الدراسة الجامعية تدفع ثمن ذلك من قدرتها على التفوق. ولكن هذا لا يعني أن الإنسان الشاب يجب أن يحيا دون عاطفة، خصوصاً وأن الحياة العاطفية قد يتحكم فيها الإنسان وقد تتحكم فيه، وتهذيب الحياة العاطفية يقتضي امتلاك الشاب ـ أو الفتاة ـ لهدف علمي أو فني كبير.
والملاحظة المؤكدة أن غالبية من تقودهم العلاقة العاطفية في المراهقة إلى الزواج نراهم يعيشون حياة مضطربة.
ومع التراخي الاجتماعي الذي أصاب المدن الكبرى في الغرب، ظهر نموذج جديد للعلاقات بين الشباب والبنات خصوصاً هؤلاء الذين وصلوا إلى السنة النهائية في التعليم الجامعي. لقد انغمست أعداد كبيرة من هؤلاء الشباب والبنات في علاقات من نوع خاص.
وكلمتي للشباب هنا ألا يحاولوا تقليد أحد في نمط الحياة، ولكن لهم أن ينظروا إلى آبائهم فهم المثل والنموذج الذي يمكنهم أن ينقدوه ويقيموه مع الحرص على أن يضعوا في الاعتبار مشاعر هؤلاء الكبار. فإذا كانت مثل هذه الفكرة مقبولة من الآباء فيمكنهم أن يطبقوها، وأما إذا كان الفزع هو أسلوب استقبال الآباء لها فإن الشاب حتى ولو أقدم على هذه التجربة لن يشعر فيها بالراحة، حتى ولو كان غيره من الشباب يفعلها ويعيشها.
إن الكبار ـ أردنا أم لم نرد ـ يسكنون في ضمائرنا وعلينا احترام الضمير لنتواءم مع أنفسنا.

ولــــd
08-10-2005, 03:09 AM
طرق مبتكرة للتعبير عن الحب!

إن أجواء المعيشة المليئة بالصخب وساعات العمل الطويلة تجعل من الصعب على الإنسان أن يجد الوقت الكافي لقضاء أمسيات رومانسية مع الشريك أو قضاء وقت هادئ وعمل مشاريع مشتركة بين الأزواج.
هذا الأمر اخذ يؤثر على العلاقات الزوجية حيث أن انعدام الرومانسية يؤدي إلى شعور الإنسان بالفتور والملل..
نقدم لك الآن بعض التصرفات البسيطة التي لا تستهلك أي وقت للعبير عن حبك لزوجك:
? عند استعداده للخروج إلى العمل عبري له عن مدى إعجابك بمظهره وأناقته.
? حاولي أن تعبري له عن حبك كلما انفردت به ولو للحظات وذكريه دائما بأنك لا زلت تحبينه كما كان الأمر في بداية علاقتكما.
? حاولي دائما أن تشعريه بأنك مهتمة بمظهره عن طريق إعطاءه نظرة فاحصة قبل مغادرة المنزل أو اقتراح ربطة عنق مناسبة لما يرتديه.
? أشعريه بتقديرك لمدى جده واجتهاده في العمل من اجل توفير حياة جيدة للأسرة.
? قومي بطبخ وجبته المفضلة من حين لآخر.
? من وقت لآخر قومي بنزع خاتم الزواج واطلبي منه أن يلبسك إياه مرة أخرى.
? قومي بمدحه أمام أصدقائه موضحة مزاياه التي جذبتك إليه.
? حاولي إظهار مدى سعادتك عند قيامه بمساعدتك في الأعمال المنزلية.
? دائما أشعريه بمدى سعادتك بأنه جزء من حياتك وانك لا تستطيعين تخيل حياتك من دونه.
هذا ومن جانب آخر، وبينما يعتقد البعض أن قضاء وقت حميم مع الشريك ما هو إلا مقدمه لممارسه الجنس، يعتقد علماء النفس أن الحميمية جزء مهم و أساسي في العلاقة الزوجية. بل انه العنصر الذي يمنح العلاقة الزوجية عمقها ومعناها الحقيقي.
وإذا كان للدفء والحميمية في العلاقات بين البشر هذه الأهمية فلماذا إذاً يكون من الصعب تحقيق ذلك؟
إن اكبر عقبة تحول دون تحقيق ذلك هي الوقت وعدم توفر الأساليب لتحقيق ذلك، حيث يضيف الخبراء أننا بحاجة لتخصيص وقت اكبر من برنامج حياتنا لكي نحصل على وقت حميم و دافئ لقضائه مع الشريك.
العقبة الأخرى قد تكون الخوف، أي أننا نخشى التعبير عن مشاعرنا و أن نظهر للشريك مدى ضعفنا كأشخاص و أننا مهما بدونا متماسكين فإن لكل منا نقاط ضعفه.
وعندما نقوم بإخراج مكنونات أنفسنا أمام الشخص المقابل، فإننا نكون عرضه للاستهزاء أو إصدار الأحكام علينا أو حتى أن نتعرض للرفض، الأمر الذي يشعرنا بالخوف من الإقدام على تلك الخطوة في الأساس.
والغريب أننا قد نفضل تناول مواضيع حساسة مع أناس قد نصادفهم لأول مرة على أن ندير هذا الحوار مع اقرب الأشخاص إلينا. مثل أن تتحدث مع شخص أثناء رحلة بالطائرة فتقوم بالتحدث معه بحرية تامة وذلك لأنك تعرف انك لن تراه مره أخرى.
ومن أحد اكثر الأخطاء شيوعاً حول الحميميه هو انك لا يمكن أن تقضي أوقات حميمة إلا مع الزوج أو الزوجة، في الوقت الذي يؤكد العلماء أن نظرة الرجل والمرأة إلى الوقت الحميم قد تكون مختلفة تماماً.
فمثلاً من وجهه نظر الرجل قد يكون الوقت الحميم هو الجلوس بالمنزل و مشاهده مباراة في كره القدم بينما يكون بالنسبة للزوجة هو الخروج للتسوق. لذلك لا يجب أن تعتمد على الشريك كلياً في توفير هذه الأوقات، بل يجب أن تعتمد على أصدقائك أيضاً حتى لا تعرض العلاقة الزوجية إلى ضغوط جديدة.
ومن المفاهيم الأخرى الخاطئة أن الحميميه هي أمر نسائي بحت وليس للرجال أي علاقة بالموضوع. إلا أن علماء النفس يشيرون إلى أن الحميمية هي عنصر بشري بغض النظر عن الجنس إلا أن المجتمع لا زال يستنكر ذلك على الرجال.
ونخلص إلى القول أن الحميميه تبدأ من نفسك ومن ثم تخرج إلى الخارج لتتمثل في معاملتك مع شريكك لذا من الضروري أن يكون الإنسان صادق مع نفسه حتى يكون قادراً على أن يكون صادقاً و ودياً مع الآخرين

ولــــd
08-10-2005, 03:10 AM
دع زوجتك تتمتع بحسك الرمانسي

الفكرة العامة عن الرجال انهم لا يتمتعون بحس رومانسي قوي ، أو على الأقل ليس بقوة الحس الذي تتمتع به المرأة. الحقيقة أن الرجال رومانسيون بنفس القدر مثل النساء ، إلا انهم يعبرون عن رومانسيتهم بطريقة مختلفة.
أهم ما يجعل النساء يعتقدن أن الرجال لا يتمتعون بالرومانسية هو انهم أي الرجال يعبرون عن رومانسيتهم بطريقة مختلفة بحيث لا تدرك المرأة أن الرجل يتمتع بحساسية عالية.
ان المرأة تتوقع الرومانسية من من تحب هناك كثيرا من الرجال بعيدون عن الرومانسية ولكنهم ليسوا بحاجة لكتابة الشعر أو إرسال باقات من الورود لزوجاتهم كل يوم. إن الأشياء الصغيرة لها أثر كبير على المرأة .
فمرافقتها في زيارة خارج المنزل أو الاتصال بها هاتفيا من مكان العمل والإطراء عليها أمام صديقاتها أشياء لها قيمة عندها.
يقول أحدهم، "تقوم النساء بعمل أشياء صغيرة ولكن كثيرة بينما يقوم الرجال بفعل شيء واحد كبير. ولكن النساء يقمن بفعل الأشياء الصغيرة بشكل منفصل ومتساو بينما يعتقد الرجال أن عمل شيء واحد كبير يغطي كافة الأشياء الصغيرة . وإذا تعلم الرجال كيف يقومون بعمل أشياء صغيرة وكثيرة فإنهم لن يكونوا بحاجة إلى فعل شيء واحد كبير".
دع زوجتك تعلم أنك تحبها وأن لديك رومانسية بقدر كاف. ولكن عليك أن تثبت لها حبك. إن ما تتوقعه منك حقا هو أن تظهر لها أنك تحبها وتحترمها وإن ذلك ليس صعب.ا
ومن جانب آخر، فالجميع بحاجة إلى الرومانسية أحيانا الرجل والمرأة، فبداية هل تعلمين ما هي الرومانسية؟.. هي ذلك الشعور الجميل بأنك مرغوبة من قبل الجنس الآخر. انه الشعور الذي ينسيك كل ما حولك بمجرد النظر في عينيه. انه ما يجعل كل ما حولك ساكن مطمئن وأنت تستمعين إلى كلماته.
ولكن للأسف في هذا العصر السريع والمليء بارتباطات الحياة اليومية، فانه يغدو من الصعب جدا أن تجدي الوقت الكافي لتقضي فيه بعض الوقت الرومانسي مع من تحبين.
فقد ثبت علميا أن الأزواج المستقرين عاطفيا اكثر قدرة على الإنتاج و يكونون اكثر إيجابية عند التعامل مع المشاكل اليومية سواء كانت في العمل أو في حياتهم الاجتماعية.
وقد لاحظ الباحثين أن اكثر الأزواج معاناة من انعدام الرومانسية في حياتهم هم الأزواج الذين لديهم أطفال.
فقد تبين أن هؤلاء الأزواج يهبون حياتهم لسعادة أطفالهم متناسين أن سعادة الأطفال تكمن في حياة زوجية مستقرة بين الزوجين، لان ذلك سيوفر للأطفال جو صحي من الحب و الحنان ،الأمر الذي ينعكس إيجابيا على صحة الأطفال النفسية.
لقد قامت مجلة أوروبية بإجراء استطلاع للآراء لمعرفة اكثر الأمور التي تثير الرجال وتجعلهم أكثر اهتماما وانتباها لزوجاتهم فكانت النتائج التالية هي الأكثر شيوعا:
الأجواء الرومانسية: حيث يشير الأزواج أن قيام الزوجة بترتيب جلسة هادئة وعشاء مناسب بالإضافة إلى الإضاءة الخافتة والموسيقى الحالمة هي من الأمور التي يقدرها الرجال بشكل كبير.
إقامة حفلة مفاجئة: أشار بعض الرجال أن إقامة حفلة مفاجئة للزوج في إحدى المناسبات من الأمور التي تجعله يحب زوجته اكثر ، حيث أن ذلك يعطي مؤشرا إلى مدى اهتمام الزوجة به.
انتظار الزوجة للزوج عند باب المنزل: أضاف بعض الأزواج أن قيام الزوجة بانتظار الرجل على باب المنزل من الأمور التي يحبها الرجال كثيرا حيث يظهر ذلك للزوج مدى اهتمامها ورغبتها في إسعاده.
عدم التصنع: كشف بعض الرجال أن قيام الزوجة بالتصرف بعفوية هي من اكثر الأمور التي تثير الأزواج، لان ذلك يعطي مؤشرا قويا لمدى شعورها بالثقة بالنفس.
القيام بالحركة الأولى: يحب الرجال أن تقوم المرأة بإبداء رغبتها في ممارسة الجنس مع زوجها مثلما يفعل الرجال ذلك عندما يرغبون في ممارسة الجنس مع زوجاتهم. من المؤكد أن الطريقة تكون مختلفة إلا أن إشارة بسيطة من المرأة تجعل الرجل يدرك ما تريده الزوجة.
الابتسام: اكثر ما يثير الرجال هو المرأة المرحة التي تتمتع بابتسامة ساحرة لذلك ينصح الاستطلاع الزوجات بمحاولة الابتسام اكثر وقت ممكن.
تجربة الأمور الجديدة: يثار الرجال من الأمور المفاجئة التي تقوم بها النساء للمرة الأولى مثل أن تقوم المرأة بحجز جناح في فندق لقضاء ليلة رومانسية مع زوجها على سبيل المفاجئة وللتعبير له عن حبها.
أما أهم ما يحرك الرومانسية عند الرجال فهي ما يلي:
المجاملات:
إن اقصر الطرق إلى قلب الرجل يمر من خلال غروره، لذلك حاولي إسماعه كلمات ترضي غروره. مثلا امتدحي الطريقة التي يختار فيها ملابسه أو اخبريه أن صديقاتك أخبرنك أن زوجك وسيم جدا. هذه الأمور تجعل الرجل منجذبا لك ويريد سماعك والتحدث إليك اكثر لأنك تقدرينه وترين الأشياء الجميلة فيه.
الهدايا المميزة:
الهدية التي تم انتقائها بعد تفكير عميق لها اثر السحر على الرجل. حاولي التركيز في اكثر الأمور التي يحبها زوجك و قومي بانتقاء الهدية المناسبة. عندها سيدرك انك تفكرين به و بما يحب عندها سيكون اكثر انفتاحا في التعبير لك عن مشاعره.
الملاحظات الصغيرة:
قد لا يظهر الرجل تأثره بهذه الملحوظات إلا أنها تؤثر فيه كثيرا. عندما تريدين أن تغادري المنزل اتركي له ملحوظة بأسلوب جميل و مرح و اختميها بعبارة أنا احبك. هذا الأمر من شأنه أن يزيد من محبة زوجك لك و يحافظ على دفئ العلاقة الزوجية بينكما

ولــــd
08-10-2005, 03:12 AM
هل نلجأ لمكاتب الاستشارات الزوجية في الازمات ؟

من الصعب ألا تمر الحياة الأسرية من دون أزمات، لكن السهل هو إمكانية تجاوزها بقليل من الحكمة والتفكير الايجابي، خصوصا إذا توافرت الرغبة الحقيقية في انهائها. ويؤكد علماء الاجتماع والمهتمون بشؤون الاسرة ان ادارة هذه الازمات فن له اصول ومبادئ، كما ينصحون باللجوء الي متخصصين في هذا المجال، من خلال مكاتب الاستشارات الاسرية التي تهدف الى تقديم يد العون والمساعدة في بموضوعية وعقلانية.
فيما يخص الازمات التي تواجه الاسرة هناك اتجاهين: الاول يحبذ ان يأتي الحل من الداخل ويرفض تماما تدخل أي عنصر خارجي، وهذا الاتجاه يستند إلى ان التجارب الواقعية وتدعمها الابحاث الاجتماعية التي تؤكد ان تدخل الغير يتسبب في تفاقم المشكلة، بدليل أن آخر الاحصاءات الواردة في دراسات المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية اكدت ان 30% من حالات فشل الزواج كانت بسبب تدخلات خارجية. كما يناقش اصحاب هذا الرأي أن حل المشكلة داخليا أفضل لأنه يستند الى افتراض دراية اطراف المشكلة بكل ابعادها اكثر من أي عنصر خارجي. لكن رغم المؤيدين لهذا الاتجاه، هناك من يرى العكس وينادي بالاستعانة بالاهل والاقارب كونهم اكثر دراية وخبرة، أو بالمكاتب الاستشارية لأن بها متخصصين في النواحي النفسية والاجتماعية، بل والقانونية اذ لزم الامر.
لكن الدكتورة سوسن الجندي استاذ علم الاجتماع فتحبذ الحل الوسط، وتشير الى ان ادارة الأزمة يتوقف على نوعها وحجمها. فالازمات التي تواجهها الاسرة عديدة ومختلفة، ربما تكون مجرد خلاف بين الزوجين وهذا الامر يتطلب ان يتفهم كل منهما وجهة نظر الآخر، فيحدث كثيرا عندما يهدأ طرفي المشكلة ان يلمتس العذر والمبرر للآخر، وبكثير من الحب والاستعداد للمشاركة في الجلسة تنتهي الازمة دون ان تتطور وتستلزم تدخل الغير.
بينما هناك ازمات من نوع آخر، كأن تفقد الاسرة جزءا من دخلها، يترك الزوج عمله او تعرض الزوجة لضغوط عملها او ان يستوجب الامر ملازمتها البيت لتربية الاطفال أو تعثرهم في الدراسة وغيرها من الأمور التي تتطلب المشاركة في الرأي والبحث بهدوء عن طريقة مناسبة لحلها. كما تتطلب اتباع اسلوب علمي ومنهجي للوصول الى الحل بتحديد المشكلة، تحديد ابعادها، استيضاح تأثيرها علي الاسرة من كافة الجوانب، طرح اكثر من رؤية لحلها من خلال وجهات نظر مختلفة لكل الاطراف الاب والام والابناء، الوصول الي الحل المناسب للجميع، وأخيرا وليس آخرا المشاركة والتعاون في الحل.
من جهة اخرى ترى الدكتورة سوزان عبد المجيد مديرة احد مكاتب الاستشارات والتوجيه الاسري ان الظروف قد تغيرت والمجتمع أصبح مفتوحا، لذا اختلطت المعايير، مما يجعل الاسرة تشعر بالضياع أحيانا، وخاصة اذا كان كل أفرادها من الشباب الذين يفتقدون الي الخبرة والتجربة. في هذه الحالة يجب أن يكون هناك وعي باهمية الدور الذي يمكن ان تلعبه مكاتب الاستشارات الاسرية، وما توفره من خدمات. وتقول الدكتورة سوزان «في بداية عملنا واجهنا تحفظات كثيرة. فالمجتمع الشرقي ما زال يحرص علي عدم البوح بخصوصياته، لكن الأمر تغير وليس معنى ذلك اننا ضد الخصوصية، بل نحن نحترمها لكن ضد ان تنهار الاسرة امام أي ازمة تواجهها، والحل موجود وفي متناول اليد.

ولــــd
08-10-2005, 03:20 AM
الحوار بين الزوجين هو مفتاح التفاهم والانسجام

لحوار بين الزوجين هو مفتاح التفاهم والانسجام، الحوار هو القناة التي توصلنا إلى الآخر. فعندما نتحاور إنما نعبّر عن أنفسنا بكل خبراتنا الحياتية وبيئتنا الأسرية والتربوية، نعبّر عن جوهر شخصيتنا عن أفكارنا عن طموحاتنا... فالحوار ليس أداة تعبير "لغوي" فقط بل الحوار هو أداة التعبير الذاتي.فكيف لزوجين يرمون إلى التفاهم والانسجام وتحقيق المودة والألفة من دون أن يُحسنا استخدام الحوار ؟
لقد أصبح "الحوار" من أكثر المواضيع بحثاً، نظراً لأهمية الحوار في عملية الاتصال والتواصل الإنساني ونجاح هذه العلاقات. كما اعتبر انعدام الحوار بين الزوجين من الأسباب الأولى المباشرة المؤدية إلى الطلاق وفقا لما ورد في دراسات عديدة، نذكر منها: الدراسة الإحصائية التي أعدتها "لجنة إصلاح ذات البين" في المحكمة الشرعية السنية في بيروت-لبنان عام 2003 تبين فيها أن انعدام الحوار بين الزوجين هو السبب الرئيسي الثالث المؤدي إلى الطلاق. وفي دراسة علمية أعدها الباحث الاجتماعي علي محمد أبو داهش، والذي عمل 18 سنة في مكاتب الاجتماع بالرياض والمتخصصة في حل المشكلات الاجتماعية وأهمها الطلاق، تحت إشراف مجموعة من الباحثين الاجتماعيين، أوضح أن أهم أسباب الطلاق المبكر هو عدم النضج، عدم التفاهم، وصمت الزوج. وأشار أبو داهش إلى أن مشكلة انطواء الأزواج وصمتهم في المنزل أصبحت من القضايا التي تخصص لها نقاشات في الندوات العالمية لما لها من تأثير سلبي على نفسية الزوجة والحياة الزوجية عامة. وفي دراسة ثالثة (نُشرت في إحدى صفحات المواقع الإلكترونية) أقيمت على نحو مائة سيدة، اخترن كعينة عشوائية، بهدف الكشف عن أبرز المشكلات الزوجية التي تواجه أفراد العينة، تراوحت الإجابات بشكل عام ما بين الصور التالية: بقاء الزوج فترة طويلة خارج المنزل ، الاختلاف المستمر في الآراء ووجهات النظر، رغبة الزوج في الانعزال عن الآخرين أو الاختلاط في المجتمع المحيط، انعدام الحوار! وعندما طُرح في هذه الدراسة ما هو الأسلوب الأمثل لحلّ هذه المشكلات الزواجية، تبين أن ما يزيد على (87%) من إجابات أفراد العينة يفضلن الحوار المباشر لحل أية مشكلات، وفسرن ذلك بأنه أقصر الطرق لحل أي خلاف ينشب. كما أشارت نسبة (4%) اللاتي قلن إنهن يلجأن لوسائل أخرى لحل الخلافات الزوجية أبرزها كتابة الرسائل المتبادلة التي توضح وجهة نظرهن في المشكلة المثارة.
بناء على ما سبق نستنتج أن تعلّم "الحوار" وممارسته في الحياة الزوجية والأسرية من أهم العوامل التي تحقق الانسجام والتفاهم الزوجي والاستقرار الأسري. لذلك سنتناول في هذا البحث المواضيع التالية:
المفاهيم الخاطئة لدى الزوجين المسببة لانقطاع الحوار أو لسوء ممارسته، ثم نشرح كيف ينظر كل من الزوجين إلى الحوار وما مقدار حاجته وأهميته بالنسبة له، وماهي الفروقات النفسية والفكرية في طريقة استخدام الحوار بين الزوجين، ثم نعرض بعض الإشكاليات حول الحوار وأهمّها: الرجل الصامت والمرأة الثرثارة، وكيف نعالج ذلك عند كل منهما. وفي الفقرة الأخيرة نفصّل في أساليب ناجحة في بناء الحوار الإيجابي والفعّال بين الزوجين.
أولاً: المفاهيم الخاطئة المعوّقة لعملية الحوار بين الزوجين:
يوجد العديد من المفاهيم الخاطئة التي يعتقد بها الأزواج تعيق عملية الحوار والتواصل بين الزوجين بشكل غير مباشر. ونذكر أبرزها:
أ- مفاهيم سلبية خاصة لدى الزوج:
-يفترض الزوج أن الزوجة تتصرف كما يتصرف هو من حيث أسلوب التفكير والمحادثة.
-الاستهانة بشكوى الزوجة واعتبارها من أساليب الزوجة النكدية.
-التعامل معها بلغة العقل وإغفال الجانب العاطفي وذلك مقياسًا لطبيعة الرجل وأسلوب حياته.
-الاستخفاف باقتراحات الزوجة لحل المشاكل المطروحة نظرا لعدم الثقة بقدرتها على إيجاد الحلول المناسبة.
-أن الزوج قد وفّى بكل مطالب الزوجة وأدى واجباته المالية من حيث السعي والعمل والإنفاق وهكذا يكون قد أدى دوره.
-أن الزوجة بطبعها كثيرة الثرثرة فمن الأفضل عدم اعطائها الفرصة للتحدث والعمل على إيقافها عند اللزوم.
-على الزوجة فقط أن تبادر لتحادث زوجها وتؤمن له الراحة النفسية.
-لا يوجد وقت كافي للتحادث مع الزوجة نظرا لضغط الأعمال وضيق الأوقات وهي ستتفهّم ذلك.
ب- مفاهيم سلبية خاصة لدى الزوجة:
-أن تقارن الزوجة تصرفات زوجها بتصرفاتها.
-تتوقع من الزوج أن يقوم بما ترغب في أن يقوم به، لأنه يفكر بالأسلوب نفسه.
-تعتمد أسلوب الاستفزاز لكي تخرجه من صمته وتدفعه للحوار.
-تتوقع أن يبادرها في الحوار وأن يعبر لها عن مشاعره الرومانسية في كل حديث وساعة.
-أن تعاند الزوجة آراء زوجها لاعتقادها أن الرجل لا يأتي إلا بهذه الطريقة.
-أن الزوج عندما يصمت إنما يعبر عن غضبه عليها وعن فتور الحب بينهما.
إن الحديث عن المفاهيم الخاطئة لدى الأزواج ينقلنا لشرح ما يعنيه الحوار لكل من الزوجين، وهل يختلف معنى الحوار والحاجة إليه عند كل منهما وما هي الفروقات النفسية والفكرية في طريقة استخدام الحوار ؟
ثانياً: الفروقات النفسية والفكرية في طريقة استخدام الحوار عند الزوج والزوجة:
أ- عند الزوج:
•إن الرجل لا يتكلم إلا لهدف معيّن، فهو لا يقصد الحوار بذاته أي لأنه يريد أن يتكلم فقط، إنما يقصد الحوار لتحقيق غاية معيّنة مثال إثبات الذات، جلب المصالح، المناقشة والمنافسة، كسب العلاقات العامة..
لذلك نرى الرجل يتكلم خارج المنزل أكثر من داخله، ويستعمل كل أسلحته خارجاً للفوز ولتحقيق أهدافه، ولهذا فهو يستهلك الكثير من الكلام ما يجعله يظهر بمظهر المتكلم والثرثار خارجاً، وعند عودته إلى المنزل نراه قليل الكلام لأنه بذل مجهوداً كبيراً في الخارج ولم تبقى لديه الطاقة التي تعينه.
•كذلك فإن المنزل بالنسبة لمعظم الرجال هو المكان الذي لا يتوجب عليه الكلام فيه، فهو قادم للراحة. فالراحة للرجل هي الابتعاد عن المنافسات والمناقشات الطويلة، الراحة بالنسبة للرجل هي عدم الكلام.
•كما أن الرجل لا يستخدم الحوار إلا إذا أراد أن يستفسر عن أمور معيّنة أو يتحقق من واقعة، ونادراً ما يتحدث الرجل عن مشاكله إلا إن كان يبحث عن حلّ عند خبير، لأن بنظره "طلب المساعدة عندما يكون باستطاعتك تنفيذ العمل هو علامة ضعف أو عجز" .
• يجد الرجال صعوبة قصوى في التعبير عن مشاعرهم وقد يشعرون بأن كيانهم مهدد إن أفصحوا عن ذلك، وهذا ما يدفعهم للتعبير عن مشاعرهم بطرق أخرى مختلفة عن الحوار.
ب- عند الزوجة:
•تشعر النساء بقيمتهن الذاتية من خلال المشاعر ونوعية العلاقات التي تقيمها مع الآخرين. ويختبرن الاكتفاء الذاتي من خلال المشاركة والتواصل.. فإن الحوار والتواصل بالنسبة للمرأة هي حاجة ضرورية وملّحة، هي حاجة نفسية فإن لم تشبعها يحدث لديها اضطراب. وقد تلجأ المرأة إلى تصريف هذه الحاجة من خلال إقامة العلاقات الاجتماعية والمشاركة في جلسات حوارية مختلفة خارج المنزل، وبالرغم من أنه يلبي حاجة في نفسها إلا أن الزوجة لا يمكن أن تشعر بقيمتها الذاتية إلا من خلال إشباع حاجة الحوار لديها مع زوجها. فإن كان الزوج من النوع الذي لا يحاور زوجته أو لا يصغي لحديثها، فإن الزوجة تفسّر ذلك بأنه لا يحبها ولا يقدّرها، وهذا بالتالي يؤثر على نفسية الزوجة فتقوم بردات فعل تجاه الزوج مسيئة للعلاقة الزوجية.
•كما أن الزوجة داخل المنزل تكثر الكلام وتتكلم في أمور شتى لأن المنزل هو المكان الأمثل الذي تشعر فيه بحرية الكلام وعدم خوفها من ملاحظات الآخرين، فتتكلم بأمور كثيرة مهمة وغير مهمة. الحياة بالنسبة للمرأة عبارة عن اتصال ودي ومحاولة خلق جو ملؤه المحبة والوئام، والكلام هو أفضل وسيلة، فتظهر أنها ثرثارة تختلق الكلام حتى ولو لم يكن هناك شي مهم

ولــــd
08-10-2005, 03:22 AM
يتبع ما قبله

ج- لغة المرأة مختلفة عن لغة الرجل:
•لا يختلف الرجل عن المرأة بيولوجيا ونفسيا فقط، أيضا في طريقة استخدام اللغة. فعندما يتكلم الرجل يختار كلماته بدقة وواقعية، فهو كل كلمة ينطقها يقصدها ويعنيها بذاتها. لذلك نرى كلامه مرتباً متسلسلاً منطقياً، ويبتعد عن استخدام لغة العاطفة في حديثه. بينما المرأة عندما تتحدث تستخدم لغة العاطفة في كلامها. فغالبا ما نراها تستخدم هذه العبارة: " أنا أحسّ، أشعر.." وعندما تتكلم المرأة فهي تطلق أحكاما عامةّ شمولية ولا تقصدها لذاتها إنما لتبالغ في التعبير عن شعورها أو ما يزعجها. مثال تقول للزوج "أنت بحياتك ما أخرجتني.. ألف مرّة قلت لك لا تفعل ذلك.. إنك لا تشعر بي أبدا...." هذه العبارات يفهمها الرجل كما هي على الإطلاق وذلك لأنه يفهم كلامها من منظاره هو، أي يفهم هذه العبارات كلمة كلمة، وهذا ما يثير غضب الزوج. وقد نرى في هذه الحالة ردة فعل عنيفة له قائلا على سبيل المثال:" كيف لا! ألم نخرج في الأسبوع الماضي يوم كذا الساعة كذا... كلا لم تخبريني سوى ثلاث مرات.... لقد فعلت كذا لأعبر لك عن شعوري معك، ألا تذكرين موقف كذا في يوم وتاريخ قد فعلت لك وقمت وشاركتك مشاعرك..." وهذه الأمثلة الصغيرة كثيرا ما تتكرر في الحوار بين الزوجين، وهو حوار سلبي في حال استمر على هذا الحال. فإن الرجل هنا يحكم على حديث المرأة مقارنة باستخدامه الخاص للغة، كما أن المرأة لا تستوعب ردة فعل زوجها وتظن أنه يحاسبها على ما فعله لأجلها وهو يسرد لها هذه التفاصيل..
•اختلافات أخرى في اللغة : تلجأ المرأة لتعبّر عن معاناتها أو ما يؤلمها ويشغل بالها من خلال الحوار. فالمرأة تفكّر بصوت عال، وهي توجّه الحديث إلى زوجها لأنها تحتاج في هذه اللحظات إلى دعمه العاطفي والمعنوي، على سبيل المثال عندما تقول الزوجة:" آه إن رأسي يؤلمني.. كم تعبت اليوم في العمل لقد واجهت مشاكل كثيرة... لا أدري ماذا أفعل غدا مع هذا الموقف... إن والدتي مريضة ولدي إلتزامات كثيرة غدا كيف أوفق بين ذلك كلّه.." تستخدم الزوجة هذه العبارات لتعبّر عن ما يجول في خاطرها من أفكار، وعن ما يختلج في صدرها من مشاعر، لكن ما يزيد من ألم الزوجة هو عدم تفّهم الزوج حاجتها للدعم النفسي والعاطفي وخاصة عندما يرد عليها بهذه العبارات:
" يمكنك أخذ مسكّن لوجع الرأس.. أتركي العمل أو خففي من وقت العمل... يمكنك فعل كذا وكذا في هذا الموقف... يمكنك الاعتذار عن بعض الالتزامات وإخبار والدتك بذلك.." الرجل هنا يعتبر أن المرأة عندما تشتكي بهذه الطريقة لأنها عاجزة عن إيجاد الحلول وأنها تطرح عليه ذلك للمساعدة، وإن الرجل بطبيعته العملية يصغي لما تقول ويعتبر أنه المسؤول عن إيجاد الحلّ لمساعدة زوجته في ذلك. لكن المرأة يغضبها ردّ الرجل وتتهمه في هذه الأوقات بأنه لا يتفهمها ولا يشعر معها، فبدل أن يخفّف عنها معاناتها يزيدها ألما فهي في هذه اللحظات تحتاج لأن يقول لها مثلا:" سلامتك حبيبتي.. يضمها ، يقبلها.. ماذا حدث معك في العمل لماذا أنت تعبانة؟... آه يا زوجتي كم أنت حنونة وحسّاسة أنا فخور بك لأنك تحترمين والدتك وأنك إنسانة فاعلة في المجتمع.. تعالى نتحدث كيف يمكن أن نخرج مما تعانين.." بهذه العبارات يمتلك الرجل المرأة ويشعرها بأنها محظوظة بهذا الزوج الذي يتفهمها ويقدّرها.. لهذا على الرجل أن يفهم هذا الاختلاف في التعبير، فالمرأة هنا لا تشتكي لعجز عن الحل إنما لتعبّر عن مشاعرها أو لأنها تفكّر بصوت عال..
•ومن الاختلافات أيضاً، عندما تطلب المرأة شيئا أو تقترحه على زوجها قد يعتبر الرجل أنها تأمره، فالمرأة تقترح ليناقشها الزوج ولا يعني أنها تبت بهذا الموضوع. على عكس الرجل فعندما يطلب أو يقترح فغالبا ما يكون قد أخذ القرار بذلك..
• كذلك في حالة الحوار بين الزوجين تنتقل المرأة من موضوع إلى آخر مختلف، من دون أن تنهي الموضوع الذي بدأت به وقد تستدرك ذلك في آخر حديثها فتعود للموضوع الأول وتنهيه، وهكذا دواليك... وهذا يتعب الرجل فهو يحلل أثناء حديث الزوجة، يقول ما علاقة الموضوع الأول بالثالث أو هذه الحادثة مثلا، فيتضح له أنه لا علاقة! قد يتفاجأ من ذلك فهو بطبيعته تركيزي أي يناقش موضوعا موضوعا ولا يترك ملفات مفتوحة.. فكأن الرجل يستخدم طريقة عامودية والمرأة تستخدم طريقة أفقية في الحديث..
هذه الاختلافات إن لم يعيها الزوجان قد تفجّر بركانا من الخلافات الزوجية، وتبدأ النيران بالاشتعال بمجرد أن يستخدمان الحوار النفسي السلبي، فما هو هذا الحوار؟
د- الحوار النفسي السلبي عند الزوجين:
الحوار النفسي السلبي هو الحوار الداخلي الذاتي، أي طريقة الحوار مع النفس فالحوار عند الانسان ينقسم إلى حوار داخلي أي أفكارك التي تدور في بالك وما تحدثه لنفسك، وحوار خارجي هو التعبير اللغوي.
في موقف معيّن بين الزوجين على سبيل المثال، عندما يطلب الزوج من زوجته أن تسهر معه وقتا طويلا وترفض ذلك الزوجة لأنها تشعر بالتعب نتيجة أعمالها الشاقة في ذلك اليوم وتستأذن لتنام. هذا الموقف تختلف فيه ردات فعل الأزواج، وذلك وفقاً للحوار النفسي الذي يفعله الرجل. قد يحدّث الرجل نفسه في هذا الموقف " إنها لا تحترمني لا تقدّر رغباتي لقد احتجت بالتعب لتتهرب مني- إنها تتعمد إغضابي- لا تحبني- إنها أنانية..." هنا استخدم الرجل الحوار النفسي السلبي (وكذلك الحال لو عكسنا المثال على المرأة) ودخل الرجل في دائرة الحوار النفسي وهي:
فكرة سلبية- تضخيم هذه الفكرة وإيجاد تفسيرات ذاتية لها- توتر داخلي- تصاعد التوتر- غضب- مشكلة مع الطرف الآخر.
لذلك نلاحظ في كثير من الأحيان أن الزوجين قد يطلبان الطلاق لأسباب ظاهريه بسيطة ، إنما يكون الدافع من وراء ذلك هذا الحوار النفسي السلبي الذي لم يتعالج ولم يتم التحدث عنه وتفريغه. فهذا الرجل أو المرأة الذي دخل في هذه الدائرة يفتعل أي مشكلة مع زوجته ويضخمها عقابا لها، وفقا لما يعتقده من أفكار سلبية نحوها لا تمت بأي صلة للواقع إنما هي أفكار سلبية وهمية. وإن الانسان (زوج أم زوجة) تكثر عنده هذه الحالات من الحوار في حال كان يعيش ظروف عدم الأمان وعدم الشعور بالأهمية والتقدير الذاتي. وأفضل نصيحة للذي يعاني من هذه الأفكار أن لا يأخذ الأمور مأخذاً شخصياً بل يفسّر الحدث بواقعيته. وأن يحارب هذه الأفكار السلبية بطرح أفكار نفسية إيجابية، فبدل أن يتهم الزوجة بأفكار سلبية معينة يمكن أن يستبدلها بأفكار إيجابية، يعني أن يخلق لها مبررات إيجابية ويضخم هذه الأفكار في نفسه بحيث أن يقتنع بها ويعامل زوجته على هذا الأساس الإيجابي، فلا بد من إلتماس الأعذار الإيجابية للطرف الآخر.
بعد الانتهاء من عرض لأبرز الفروقات بين الزوجين ننتقل لمعرفة أبرز ما تشتكي منه النساء والرجال في مسألة الحوار وهو: الرجل الصامت والمرأة الثرثارة.
ثالثاً: الرجل الصامت والمرأة الثرثارة:
أ- لماذا الرجل يصمت وكيف نعالج ذلك؟
بداية لابد من التفريق بين نوعين من صمت الرجل، الرجل الصامت دائماً أي من سماته الصمت داخل وخارج المنزل، والرجل الصامت مع زوجته أو داخل المنزل. النوع الأول من "الرجل الصامت دائماً" لا يدخل ضمن معالجتنا في هذا البحث: فهذا النوع يحتاج لإستشارة متخصصة لمعالجة ذلك.. أما النوع الثاني من الرجل الصامت داخل المنزل فهو ما نتحدث عنه في هذا البحث. لماذا يصمت الرجل في المنزل وكيف تتصرف الزوجة مع هذا الصمت؟
1- عندما يواجه الرجل مشكلة أو مسألة معقدّة أو يمّر بظروف صعبة، فغالباً ما يلجأ الرجل إلى الصمت. وهنا يصمت الرجل لأنه يفكر بهدوء، يختلي بنفسه حتى يحلّ هذه المشكلة، الرجل يعتبر أنه المسؤول عن حلّ مشاكله بنفسه ولا يحب أن يشاركه أحد في هذا التفكير. فنراه يصمت لساعات طويلة لحلّ مشكلة ما بنفسه، ومن بعد أن يجد لها حلاً يعود إلى الحوار والتواصل مع الآخرين.
- كيف تتصرف الزوجة في هذه الحالة؟
من الخطأ أن تصرّ الزوجة على أن يتكلم الزوج عن ما يزعجه، فهذا يزيد من توتره لعدّم تفهّم زوجته حاجته النفسية للصمت والتفكير الذاتي. وهنا عندما تطرح عليه الأسئلة الزوجة مثلاً:" ما بالك هل أنت متضايق؟ ماذا يشغلك؟؟" يردّ الزوج قائلاً: لا شيء.. تصرّ الزوجة: كيف لا شيء، هل تريد أن تخفي عني ذلك؟" وقد تفكّر الزوجة أنها فعلت شيئاً أغضبه منها.. هذا الموقف قد يتضخم ويصبح مشكلة زوجية لأن الرجل لا يشعر باحترامه ولا إعطائه الثقة والفسحة للاستقلالية الذاتية، الزوج لا يحب أن يشعر بأنه محط رعاية دائمة للزوجة فهذا يشعره بالضعف. قد تستخدم الزوجة هنا طريقة أخرى في الحوار، مثال: ترّحب فيه وتلاطفه أولاً، من ثم إذا رأته دخل في دائرة الصمت تستطيع أن تطلب منه تحديد وقت مناسب للتحاور بينهما عندما ينتهي من تفكيره ويكون أكثر راحة، وتعبّر له أنها تحترم شعوره وتهتم لأمره، وتعطيه هذه الفسحة من الوقت دون لوم أو معاتبة.
2- كما أن الرجل يصمت عندما يكون متعباً، ويحتاج فترة من الراحة للاستجمام واستعادة الطاقة. المرأة عندما تكون متعبة تعبّر بصوت عال وتتكلم بطلاقة عما يتعبها ثم عندما تخرج ما بداخلها ترتاح. لكن الرجل لا يستخدم هذا الأسلوب.
- كيف تتصرف الزوجة في هذه الحالة؟
لا تطلب المرأة من الرجل أن يعبّر عن ما بداخله عندما يكون متعباً ولا تستقبله من دخوله إلى المنزل بكمّ من الأسئلة:"كيف كان نهارك، ماذا فعلت، خبّرني.... آه لو تعلم ماذا فعل الأولاد.. فلان قال، حدث ذلك..." هذا يزيد من تعب الزوج، وقد يدفعه إلى الصمت أكثر للتهرّب من الحديث وللاستراحة.
هنا على الزوجة أن تعلم عند دخول الزوج إلى المنزل لا تستقبله بالأسئلة، بل تستقبله بالترحيب والملاطفة، وتحرص على أن تجهّز نفسها في كل يوم بطريقة مختلفة وجديدة لحسن استقباله ( زينة- عطور- ترتبّ كلامها العاطفي- تفاجئه بهدية أو موقف ما..) فذلك يسرّع من خروج الرجل من صمته، بل عندما يرى زوجته بهذه النفسية المرحة والمتفهمة فهو سرعان ما يستعيد نشاطه ويبادلها المشاعر والحوار. وكم جميل أن تهتّم الزوجة بتأمين الجو الهادىء لراحة زوجها من التعب مثال تجهّز حماما ساخنا، ترتب الغرفة بطريقة ناعمة، تجهّز طعاما يحبه، تفعل له أشياء يحبها يطلبها منها.. و تشعره بأنها تقدّر تعبه وتمدحه ..وتنتظر استعادة نشاطه للحديث معه.
3- انشغال تفكير الزوج لفترات طويلة في قضايا العمل ومسؤولياته، فهذا الانشغال الفكري يدفعه للصمت والانغلاق في دائرة واحدة من التفكير ألا وهو العمل واهتماماته.
- كيف تتصرف الزوجة في هذه الحالة؟
تستطيع الزوجة أن تتحيّن الفرص والأوقات المناسبة للحديث معه ومناقشته في مشاكله واهتماماته. ولا بدّ للزوجة أن تتعلّم الأسلوب التشويقي والجذّاب لنقل الزوج من دائرة التفكير المغلقة إلى الحوار معها، ومن هذه الأساليب:
-أن تتعلّم الزوجة هواية الزوج، أن تحبها وتشاركه فيها.
-أن تختار المواضيع الشيّقة التي تجذب الزوج وتكون محور اهتمامه.
-أن تتحدث بأسلوب تشويقي يتخلله طرح أسئلة مفتوحة، مثال: "هل تعلم ماذا حدث؟ ماذا تقول أنت؟"، أن تدخل عنصر المفاجئة في حديثها، أن تدخل عنصر الفكاهة والمرح في الحوار.
-تعرض عليه مسألة معقدّة أو مشكلة ما وتطلب منه المساعدة في حلّها.
هذه الأسباب التي ذكرناها سابقاً لصمت الزوج هي أسباب طبيعية، لكن يوجد أسباب أخرى تدفع الزوج للصمت منها:
-سماع تعليق خاطىء واستهزاء من زوجته عندما يتحدث وفي كل مرة.
- مقاطعته كثيرا عند الكلام.
- إصدار الأحكام المسبقة على حديثه قبل الإنتهاء من الكلام.
- الاتهام المباشر واللوم والتهكّم أثناء الحديث معه.
- تسخييف ما يطرحه من حديث أو يقترحه من حلول ومشاريع.
- أن تشعره الزوجة أنها تفهم أكثر منه في الموضوع الذي يحاورها فيه أو أن تلجأ إلى تصحيح معلوماته أو تحقّره بذلك.

ولــــd
08-10-2005, 03:24 AM
يتبع ما قبله

- أن لا تبدي الزوجة اهتماماً لما يطرحه من حديث..
هنا يصمت الرجل غضبا أو دفاعاً عن نفسه أو للحفاظ على نفسه من الزوجة، وهذا الموقف له آثار سلبية على العلاقة الزوجية، ويجب على الزوجة أن تراجع نفسها ، هل تقوم بمثل هذه التعبيرات أثناء حديث زوجها؟ وإلا فهي المسؤولة عن صمت زوجها، وعليها أن تغيّر هذا الأسلوب الخاطىء في الحوار ليتغيّر حال الزوج معها. وأن تستبدل ذلك بتعابير المدح والتقدير والثناء، وتشعره بحاجتها إليه، وأن تعبّر له عن ثقتها فيه.
في حال لم تستطع الزوجة أن تخرج زوجها من صمته بعد تطبيق كل الأساليب المطروحة سابقاً، يمكنها إذا أن تصارحه بحاجتها للحوار معه وتضررها من صمته، وأن تناقش معه ماهي الوسائل المساعدة لكي يتخطوا هذه المشكلة.
ب- لماذا المرأة تثرثر وكيف يتصرف الزوج في هذه الحالة؟
1- سبق وذكرنا في هذا البحث عن حاجة المرأة الدائمة للحوار، وأنها عندما تتحدث فهي تتواصل مع الآخرين وبالتالي تشعر بقيمتها الذاتية.
-كيف يتصرف الزوج في هذه الحالة؟
هذه الثرثرة تتعالج بالمصارحة والاتفاق بين الزوجين، قد يعبّر الزوج لها أنه باستطاعته أن يصغي إليها لفترة محددة وعندما يتعب يقول لها ذلك، ويستأذناها للمقاطعة والاستراحة على أساس أن يكملا الحديث في وقت لاحق. وقد يتفق معها على أن يدير الحوار، ويقسّما المواضيع المطروحة على أن ينهيا كل موضوع على حدة.
2- قد تكثر المرأة من الكلام في حالات أخرى، نذكر منها: يكون لديها وقت كبير تقضيه لوحدها، أن يكون عندها وقت فراغ كبير لا تستثمره في أعمال مفيدة.
- كيف يتصرف الزوج في هذه الحالة؟
هنا يجب الاتفاق بين الزوجين على وسائل معينة للإستفادة من وقت الفراغ، أو كيف تخفف الزوجة من تمضية الوقت لوحدها، حيث يعد الزوج والزوجة برنامجاً من النشاطات والأعمال المفيدة التي تساعد الزوجة على الاستفادة من وقتها وتفريغ طاقاتها. وقد يقترح الزوج على أن يتشاركا في أعمال واحدة مشتركة يحققان فيها المزيد من التواصل بينهما.
3- تكثر الزوجة الكلام لأنها تشعر بعدم اهتمام الزوج لها وبعدم تقديرها، لأن الزوج لا يعطي لها الوقت الكافي لأن يجلسا مع بعض أو يخصصا وقتا بمفردهما. وتكثر الكلام لإثبات ذاتها لأنها مهمّشة بالنسبة للزوج..
- كيف يتصرف الزوج في هذه الحالة؟
هنا على الرجل أن يتساءل كيف يتصرف مع زوجته؟ هل يقلل من شأنها؟ هل يهتّم بها حقاً؟ والعلاج المقترح لهذه الحالة أن يحرص الزوج على تخصيص وقت محدد للإصغاء للزوجة والسماح لها بالتعبير الحرّ عن ما يدور في خاطرها و ما تكن من مشاعر.. وقد ينظّم وقته على أن يحدد ساعات في الأسبوع للزوجة للإصغاء لها، أن يخرجا للتنزه معاً .. ومن المهم أن يعبّر لها الزوج عن تقديره لها في الأمور الصغيرة والكبيرة التي تقوم بها الزوجة لخدمته ولخدمة الأسرة، وأن يكافئها بالعطايا والهدايا المختلفة.
في ختام هذا البحث لعلّ قائلا أن يقول في ظلّ هذه الفروقات المتناقضة بين الزوجين لا يمكن أن ينسجم الرجل والمرأة وأن يقيما علاقة زوجية ناجحة! هذا مفهوم خاطىء بل علينا أن نفهم هذه الفروقات وأن نتعلّم كيف نتعامل مع الطرف الآخر. ولنعلم أن هذه الفروقات لا يوجد فيها أفضلية أي لا يمكن أن نقول إن الرجل أفضل من المرأة في أمر ما أو المرأة أفضل منه بأمر آخر.. أو أن الرجل على صواب والمرأة على خطأ ونعمل هكذا على التفضيل ثم محاولة تغيير الآخر. هذه المفاهيم خاطئة ومدمّرة بل يجب علينا أن نقبل الآخر كما هو وأن نعمل على التكيّف وإيجاد السبل الناجحة لتحقيق التواصل الفعّال مع الطرف الآخر.
كيف نتعامل مع هذه الفروقات؟ وكيف نحقق هذا الانسجام؟ هذا ما ينقلنا لشرح عملية الحوار البناّء والناجح بين الزوجين.
رابعاً: عملية الحوار البناّء والناجح بين الزوجين.
حتى تنجح عملية الحوار بين الزوجين علينا أن نصحّح المفاهيم الخاطئة أولاً ثم نتعلم تقنية الحوار:
أ- تصحيح المفاهيم:
-أن لاتضغط المرأة على زوجها ليتكلم، أن لا تصبح دائمة الشكوى من أنه لا يكلمها، أن لا تسيء تفسير موقفه من عدم الكلام، أن تتقبل صمته.
- أن يتفهم الزوج حاجة الزوجة للكلام والشكوى، ويفهم حاجتها لأذن صاغية. أن يعرف كيف يستمع لها دون أن يعطي الحلول.
-الصراحة التامة والمناقشة الهادئة الموضوعية.
-احترام رغبات وخصوصيات الطرف الآخر.
-عدم التصريح بالنقض وإظهار العيوب أثناء الحديث.
-الامتداح والتقدير واستخدام الدعم العاطفي المتبادل أثناء الحديث.
-أن يتفّهم الطرفان طريقة استخدام اللغة الخاصة بكل منها، وأن يفهم ما يقصده الطرف الآخر بمنظار المتكلم.
-عدم المقاطعة والسخرية أو الاستهزاء أو استخدام عبارات الشتم واللوم أثناء الحديث.
-عندما يتحول الحوار إلى شجار، الأفضل إنهاؤه والاتفاق على موعد لاحق للمناقشة.
-غيّر مكانك..إذا لم يهدأ الغضب.. حاول أن تبتعد عن مكان النقاش حتى تهدأ الأمور ثم ليقبل أحدهما إلى الآخر وليقبّل رأسه.
-عدم الاستعلاء أثناء الحديث وإبراز تقصير الآخر أو ضعف الآخر في النقاش أو الحوار.
ب- تقنية الحوار الناجح:
?ماذا نستعمل في الحوار؟
1-الأذن
2-اللسان
3-النظر
4-حركة اليدين
5-نبرة الصوت
6-اللمس
7-السكوت
8-مكان الحوار
لذلك عندما نتحاور علينا أن ننظر بشمولية للمتحدث أن نصغي إليه ليس لحديثه فقط إنما نصغي للغة جسده، وإن حسن اختيار المكان للحوار والزمان لهما الأثر الكبير في تحقيق الإنسجام بين الزوجين.
? كيف ينجح الحوار؟
1-الإصغاء، الإصغاء، الإصغاء للمتكلّم.
2-تقبّل كل ما يطرحه الآخر من دون تعليق على ذلك.
3-اطرح سؤالا مناسباً للإطلاع على كل الجوانب.
4-ابتعد عن استعمال "أنا" واستبدلها ب"نحن".
5-تأكد من أن الطرف الآخر استطاع أن يعبر عن كل ما يعانيه بصراحة وحرية.
6-استخدم جمل المتلكم نفسها للتأكد من فهم قصده أو للاستفسار عن ما يعنيه.
7-لا تستعمل تعابير تدل على انعكاسات ذاتية لما تراه أنت مناسبا من الطروحات.
8-لا تسعى لتحقيق أهدافك أنت أو ما ترضاه.
9-إذا أصر الآخر على موقفه حاول أن تتفهم دوافعه وبين له إيجابية وسلبية قراراته.
10-اكسب دعمه لا تأمره، امنحه التقدير والثناء والعاطفة.
11-لا تعطي رأيك أو النصيحة إلا إذا سئلت وبعد أن تستوفي كل الجوانب.
12-أفضل نتائج للحوار هو أن يستنبط الطرف الآخر النتيجة المستحبة من ذاته هو لا أن تفرض عليه فرضاً.
يوجد وسائل كثيرة أخرى لتعلّم الحوار مثال: قراءة كتب مختصة بذلك، حضور الدورات التدريبية، الحلقات الحوارية.. وليس المهم فقط أن نتعلم بل الأهم أن نمارسه ونصحح أخطاءنا في ذلك، ولا يلقي أحد اللوم على التربية! أو لا أستطيع أن أتغيّر، فهذا أنا!
إن أردت أن يتغير وضعك أو أن يتغير الطرف الآخر فابدأ أنت بنفسك أولاً، ففاقد الشيء لا يعطيه....

ولــــd
08-10-2005, 03:26 AM
لماذا لانتقن فن الحب؟

د. خالد منتصر

أكون أو لاأكون تلك هى المشكلة، قالها قديماً شكسبير على لسان هاملت، ونحن نقولها حديثاً: أحب - بكسر الحاء - أو أحب - بفتح الحاء- تلك هى المشكلة، والمشكلة الأكبر هى فى فك الإشتباك أو إزالة اللبس فيما بين الحب والجنس، هذا الإشتباك والإرتباط الذى وصل إلى درجة أن بعض الناس إعتبر الإثنين وجهين لعملة واحدة، واللبس الذى وصل أيضاً فى بعض الأحيان لدرجة أن بعض الناس على العكس من ذلك يؤثم ويدين كل من يلوث الحب - من وجهة نظرهم - بأدران الجنس.
ولكى نفهم التطور الذى طرأ على طريقة تناول المفكرين والمبدعين لهذه العلاقة فيما بين الحب والجنس،علينا أن نعرف أولاً أنه عندما كتب "وليم جيمس" مرجعه الكلاسيكى الهام "مبادئ علم النفس" 1890 كان نصيب الحب فى هذا المرجع الضخم مجرد صفحتين، وفى هاتين الصفحتين عندما تناول العلاقة فيما بين الحب والجنس كتب جيمس"إنها تفاصيل مقززة لانريد الخوض فيها"، ولكن مع التطور ومرور السنين تغيرت هذه النظرة التى تدين والتى تتربص، وتحولت إلى نظرة تحاول أن تفهم وأن تحلل، وصارت الأقلام أقل إرتعاشاً وأكثر جرأة فى تناول هذه العلاقة .
بنظرة سريعة على رواية عشيق الليدى تشاترلى والتى كتبها د.هـ.لورنس فى عام1962 نجد أنه أكثر شجاعة من من جيمس وأكثر صراحة ومواجهة، فالحب عند لورنس يتعمق كلما رفعنا عنه المحظورات، وينمو كلما قل إصرارنا على التعامل معه بأيادٍ معقمة، لأن هذه هى بداية وضعه على أسطوانة الأوكسيجين فى غرفة العناية المركزة.
ولنقرأ هذا الديالوج معاً من تلك الرواية التى هزت الدنيا حين صدورها وهو حوار مابين الليدى تشاترلى وعشيقها
قالت: ولكن ماذا تعتقد؟ قال: لاأعرف .
قالت: لاشئ تماماً مثل الرجال الذين عرفتهم .
ولف الإثنان الصمت للحظات كسرها هو حين أثار نفسه وقال "أنا أعتقد فى شئ واحد، هو أن أصبح دافئ القلب، ملتهب المشاعر بالنسبة للحب، أعتقد فى شئ هام هو أن أمارس الجنس مع قلب دافئ، لو كل الرجال مارسوا الجنس بمشاعر دافئة وكذلك النساء، كل شئ سيصبح على مايرام، أما إذا حدث العكس فإن الجنس سيصير ببساطة بلاهة وموتاً".
حتى وقت قريب كان موضوع الحب يدخل فى دائرة إهتمام الكتاب والشعراء والفلاسفة ولايصح للعلماء أن يقتربوا من قدس أقداسه حتى لايلوثوه بنظرياتهم، أى ببساطة لايقتربون حتى لا "يتكلكع"، وظل الجميع يرددون مع شاعرنا الكبير نزار قبانى "الحب فى الأرض بعض من تخيلنا لو لم نجده عليها لإخترعناه ".
وبما أنه من تخيلنا فقد كان رأيهم أنه لايصح أن نطبق عليه صراحة العلم ونهبط به من السماء إلى الأرض، وكأننا نعيش فى كوكب، والحب يعيش فى كوكب آخر لاتستطيع أى سفينة فضاء الوصول إليه لأنه بالرغم من أنه يجذبنا جميعاً إلا أنه خارج مدار الجاذبية، ولكن العلم الذى طرق جميع الأبواب إستطاع التسلل إلى حيث مفتاح غرفة الحب التى نصحنا الجميع بألا نطلع على أسرارها، ولكننا سنحاول أن نلقى الضوء على هذه العلاقة المعقدة والمتشابكة بين الحب والجنس والزواج، لكى نزيل ولو قليلاً من الإلتباس والإضطراب الذى يعشش فى الأذهان تجاه هذه العلاقات الثلاث، فهيا فى البداية نقرأ كف الحب لعلنا نصرخ مع الشاعر فرجيل "الآن أجدنى أعرف ماهو الحب".
ماهو الحب؟...
محاولة الإجابة على هذا السؤال وتعريف الحب هى أصعب مهمة على أى إنسان سواء كان مفكراً أو فيلسوفاً أو شاعراً أو عالماً، وهذه المحاولة تشبه إقتناع إنسان بأنه مادام صار قادراً على الميزان بميزان الذهب فإنه يستطيع بسهولة أن يزن الجبال !!.
بجانب الحب الذى نتحدث عنه ونقصده وهو حب الرجل للمرأة والعكس، توجد أنواع مختلفة وأصناف متباينة وأنماط شديدة التنوع للحب، يوجد حب الآباء لأولادهم، حب الوطن، حب الرب، وحب القمر والشيكولاته والآيس كريم، أو حب مدينة أو مكان له ذكرى فى الوجدان ...الخ .
بالرغم من أن كل الأنواع السابقة تندرج تحت عنوان كبير واحد وهو الحب، فإن كلاً من هذه الأنواع له معنى ومذاق مختلف، وإذا كانت اللغة الإنجليزية تقتصر على كلمة LOVE للتعبير عن الحب وقاموسه الواسع، فإن اللغة العربية كانت أشمل وأكثر قدرة على الإحاطة بهذا الشعور المستعصى على التعريف، والمراوغ لمن يحاول وضعه فى قفص التصنيف والتبويب، ففى اللغة العربية نجد الهوى أول مراتب الحب، إلى أن نصل إلى الهيام فى آخر درجاته مروراً بالكلف والعشق والشغف واللوعة والجوى وغيرها من الكلمات والتعابير التى لكل منها معنى مختلف ومميز عن الآخر .
ونحن حين نتحدث عن حب شخص لشخص آخر يطالعنا أبسط تعريف قدمه روبرت هينلين فى كتابه "غريب فى أرض غريبة"، وهو أن "الحب هو هذه الحالة التى تصبح فيها سعادة شخص آخر ضرورية لك"، هذا هو بالطبع الحب الذى قصده شكسبير فى مسرحيته الرائعة روميو وجولييت، وغنى له خوليو إجليسياس وشارل إزنافور وعبد الحليم حافظ، وترك من أجله إدوارد الثامن أهم وأغلى عرش ملكى فى العالم، وهو عرش إنجلترا لكى يرتبط بإمرأة أحبها طيلة حياته .
فى أى نوع من أنواع الحب التى ذكرناها أو تناولتها التعريفات يظل العنصر الأساسى الذى يشملها جميعاً، والعصب الأساسى الذى يغذيها كافة، هو شئ واحد فقط، الإهتمام، فالإهتمام بالشخص المحبوب هو أهم الضروريات، أو على الأصح هو الحد الأدنى لأى تعريف، وبدون هذا الإهتمام يصبح مايشبه الحب مجرد رغبة أو نزوة، وهنا يكمن الفرق فيمابين الحب والرغبة (LOVE and DESIRE)، فمثلاً من الممكن أن يصرح مراهق فى الخامسة عشرة لصديقته بقوله "أنا أحبك" وهو فى الحقيقة يحاول إقناعها بأن تمارس معه الجنس، وفى حالات أخرى كثيرة تكون الرغبة فى الحصول على ثروة أو مكانة إجتماعية أو سلطة....الخ، تكون الرغبة فى كل هذا هى التى تؤدى بالشخص لأن يتظاهر بحب شخص ما لكى يصل إلى هذه الأهداف .
وبما أن الحب والرغبة الجنسية كليهما ممكن أن يختلط مع الآخر فى الأذهان لدرجة أنه من أشد الأشياء صعوبة هى أن نفرق بينهما من حيث الدرجة أو من حيث الشدة أو الأسبقية، وكانت نقطة التفرقة الأساسية عند الكثيرين تكمن فيما وراء الشعور، أى فى الشعور الخفى وليس الظاهر، بمعنى أنه عموماً توصف الرغبة الجنسية بأنها أضيق، ولذلك فمن السهل أن يفقدها الإنسان بسرعة، أما الحب فهو أكثر إتساعاً وبالتالى أكثر تعقيداً، ولذلك فإن الحب عاطفة ثابتة لاتفقد بسهولة، وبتوضيح أكثر فإن الرغبة الجنسية غير الناضجة تفتقد إلى عنصرى الإهتمام والإحترام، ولايمثل هذان العنصران نواة صلبة للعلاقة التى ينقصها النضج كما ذكرنا كأغلب علاقات المراهقين، ولذلك فإن الرغبة دائماً تعرف عن الطريق الجسدى أو الحسى وليس إطلاقاً عن الطريق الروحى، بينما يحتوى الحب فى داخله على شغف جنسى ورغبة فى الإتحاد بالطرف الآخر، إلا أنها فى كل الأحوال لابد أن تحتوى على العنصرين السابقين، وهما الإهتمام والإحترام وبدونهما يصبح الإنجذاب إلى أى شخص هو حب مزيف، مجرد تقليد، من الممكن أن نطلق عليه أى شئ إلا كلمة حب، فالإحترام يسمح لنا بأن نقدر هوية وتكامل شخص المحبوب، ويمنعنا من أن نحوله إلى مادة للإستثمار أو الإستغلال بطريقة أنانية، والإحترام الذى أقصده حتى لاتختلط الأمور ليس الإحترام المرسوم فى أذهاننا بالنسبة للأداء الجنسى، فما نعتبره نحن إباحياً وقلة أدب فى هذا الأداء من الممكن أن يكون قمة الإحترام بالنسبة لرغبات الطرف الآخر، ولكن الإحترام الذى أقصده هو إحترام أحاسيس الطرف الآخر وتقدير هويته .
لعل هذه المعانى السابقة هى التى وردت على ذهن د. لاجاش أستاذ علم النفس بالسوربون حين أراد أن يحدد العلاقة والفرق أيضاً بين الحب والرغبة الجنسية، فهو يقول "لاسبيل لنا إلى تفسير الحب تفسيراً صحيحاً لو أننا إقتصرنا على إرجاعه إلى مجرد الحاجة الجنسية، والواقع أن الحب إنما يتجاوب مع الإرتقاء النفسى للبشر، من حيث أنهم فى حاجة إلى أن يحبوا وأن يحبوا بكسر الحاء وفتحها، أعنى أن الفرد فى حاجة إلى فرد آخر، وكل ماتفعله يقظة الغرائز الجنسية هو أنها تساعد على خلق الجو النفسى الملائم لمولد الحب، إذن فإن الدلالة الحيوية للحب لا يمكن أن تكون هى التناسل بل هى التحرر من العزلة النفسية، ومعنى هذا أن الحب يحرر الذات من ضغط القوى الأخلاقية التى قيم السدود فى مجه عملية إشباع الغرائز، ومن هنا فإن الحب هو تلك الإمكانية التى تسمح لشخصين أن يكونا هما وهما فقط . نعود ثانية إلى الإهتمام والإحترام اللذين كانا محوراً أساسياً فى كتابات مفكر كبير آخر هو "إريك فروم" الذى كان لكتابه "فن الحب" الذى صدر فى عام1956 أكبر الأثر فى كافة الدراسات التى تناولت هذا الموضوع فيما بعد وأصبح بعد الآن من الكلاسيكيات فى فلسفة الحب.

ولــــd
08-10-2005, 03:30 AM
وعي حواء السياسي يحل مشاكلها مع ادم

ميرفت عبدالتواب‏:‏

كي لايهرب زوجك إلي النادي أو لأي مكان يمثل خطورة علي زواجك‏,‏

وحتي لايشكو من جهلك بالأمور ومعرفتك بالدنيا‏,‏ فعليك بالثقافة بمختلف

مجالاتها كما يحتاج وطنك إلي وعيك السياسي ليكون لك دور مؤثر في المجتمع‏.‏

يقول الدكتور أحمد حسنين استاذ الاجتماع السياسي أن المرأة تحتاج

إلي القراءة ولو للصحف فقط بشرط التعمق في المعني حتي يمكنها

الوجود الفعال داخل مجتمعها الصغير والكبير‏,‏ وإذا كان هناك العديد من

خريجات الجامعة فهذا لايعني أنهن مثقفات‏,‏ ومن عوامل إبتعاد الزوج

عن زوجته أنه لايجد الحوار الذي يتمناه فيشكو من جهل الزوجة‏,‏ فلم يعد

الرجل اليوم يغريه الجسم الفاره أو العيون الناعسة فقط‏,‏ بل يريد زوجة

تقدر وتفهم أمور الدنيا ومايدور حولها‏,‏ كذلك شئون السياسة‏,‏ ومستوي

المرأة عامة يتضح في حديثها وثقافتها ولايعني ذلك أن تكون مدعية

ثقافة أو متخصصة في الكلام دون إدراك‏,‏ إنما ضرورة أن تكون ملمة

بما يحدث في عالمها‏,‏ فالثقافة تعمق الصلة بين الناس وتحقق

الاهتمامات المشتركة‏..‏ ويجب ألا تنسي المرأة أنها أصبحت ذات

وجود في أجواء الشئون الدولية والمحلية مما يشجعها علي أن تحرص

علي ممارسة الديمقراطية قولا وفعلا‏,‏ وأن يكون لها اشتراك في الأحزاب

والمجالس الشعبية ولها صوت ورأي في أي انتخابات يمكن أن تشارك فيها‏,‏

وإذا كان لديها حرص علي ممارسة حقها في انتخابات النوادي فالأولي بها

أن تصر علي أن يكون لها بطاقة انتخابية تعبر بها عن رأيها

ككيان مستقل له رؤية وفكر‏,‏ ولا أحد ينكر أن المرأة بحاستها

السادسة التي يفتقدها الرجل تستطيع النظر فيما وراء الأفق وتدرك

مايحدث من مشكلات‏..‏ وأضاف أن للمرأة مقاما في الميادين الدولية

فلديها القدرة علي تيسير الأمور المعقدة بما جبلت عليه من صبر

وإلهام يعوز الرجال وقت الغضب وحين تثور النزاعات‏.‏

ولــــd
08-10-2005, 03:32 AM
أثر اشتغال المرأة على الزوج

لعب الرجل دائماً في الحضارة الشرقية دور السيد المسيطر على المرأة فهو مسؤول عنها مسؤولية تامة، فضلاً عن مسؤوليته الجسيمة تجاه الأولاد. وهذا قد جعله مقيداً ومحملاً بتبعات عديدة. فلأنه هو وحده الذي يربح المال، فإن الزوجة ترهقه بمطالبها المختلفة وتضع على أكتافه مسؤولية تحديد مكانة الأسرة ووضعها في المجتمع.
وهذه النقطة عبر عنها صراحة بعض الأزواج بأن الزوجة لا تقدر دائماً وضع زوجها المالي أو ظروفه المختلفة كما أن الزوج لا يشركها في الأمور الاقتصادية إما لسوء تصرفها الذي لمسه فعلاً أو لعلمه سلفاً بأنها لا تستطيع تدبير هذه الأمور. وقد رأينا أيضاً أن بعض الأزواج عبروا عن ضيقهم لتحمل مسؤوليات الحياة كبيرة كانت أو صغيرة. كما أنهم يخططون مستقبل أولادهم بمفردهم.
ومن ناحية أخرى نستطيع القول بأن الزوج يمارس مهنة معينة ويواجه أعباءها حسب إمكانياته وحسب ظروف العمل، وهنا يجد المرأة تطالبه المزيد من التفوق وتفرض عليه النجاح وكأنها بهذا تسقط عليه طموحها وما حرمت منه. كما أن اتصالها به قد يكون على مستوى غير ناضج فهي دائماً تسأله المعرفة لعدم اتصالها بالحياة العملية.
وإذا نظرنا إلى المرأة المشتغلة لوجدنا أنها تستطيع تخفيف تبعات الرجل وقيوده مما يؤدي إلى تحرره. فهي لا ترهقه بمطالبها لأنها تكسب المال مثله. وهي أيضاً تود أن تصل إلى مكانة معينة في العمل. ومن جهة أخرى فإنها تستطيع عن طريق ممارسة هذه العمليات أن تشعر بموقف الرجل وهي أيضاً تشاركه المشاعر المختلفة. فهي ترغب في التفوق بقدر ما ترغب في تفوقه وبذلك تخفف العبء عنه بدلاً من التركيز عليه بمفرده وهي أيضاً تشعر مثله بأهمية المسؤولية تجاه الأولاد. كل هذه المشاعر تؤثر على علاقة المرأة بالرجل بحيث يتضح بينهما التعاون. وهذا التعاون قد وضحت دلائله من نتائج هذا البحث في نضج أطفال المشتغلات انفعالياً وفي إحساسهم بالرضى والحب مما يؤدي إلى حسن التكيف.
إن اشتغال المرأة يخفف من قلق الرجل ومؤثراته النفسية في تحقيق ذكورته وقدرته على حماية المرأة على أساس القيم القديمة التي تحمل الرجل كل المسؤولية بالنسبة للمرأة. فاشتغالها يزيد من شعوره بالأمن بالنسبة للمستقبل في حالة مواجهة الأسرة لمشقات الحياة أو في حالة وفاته.
واشتغال المرأة جعل منها رفيقاً وصديقاً للزوج في كثير من جوانب النشاط الإنساني الرسمي وغير الرسمي. وهذا بالتالي يصرف الزوج عن الابتعاد كثيراً عن المنزل ويشجعه على التعاون البناء. كما أن اشتغال المرأة قربها وأدخلها في الصورة الخاصة بعمل الزوج حيث يستطيع التفاهم والأخذ والعطاء مع شريك متكافئ. ومن ثم يجد الفرصة للتخفف من التوترات النفسية الناشئة عن مشاكل العمل.
وإذا بحثنا أيضاً في علاقة المشتغلة بالرجل كزوج لوجدنا أن رأي الفتاة المشتغلة ينظر له بعين الاعتبار ولديها الفرصة للاحتكاك بالرجل وتفهمه، كما أن نظرتها للحياة واتساع مداركها ـ بحكم الخبرة والواقع ـ تساعدها على حسن الاختيار بحيث يقوم الزواج على أساس من الاختيار والتعاون والاشتراك في تحديد الأهداف.
وقد تبين وجود علاقة حبية إيجابية بين المرأة المشتغلة وزوجها كما ظهرت المرأة المشتغلة في رأي الأزواج جميعاً قوية إيجابية يمكن الاعتماد عليها وهي لا تتبع الرجل أو تستسلم له عن ضعف وإنما تتفاهم وتناقش. وقد تخضع عن رغبة في الموافقة وليس عن خوف.
إن الأساس الذي يقوم عليه تغير نظرة الزوج للمرأة المشتغلة هو أن المرأة المشتغلة ارتفعت عن طريق العمل إلى مستوى مكانة الرجل فتغيرت العلاقة من التبعية إلى مستوى الزمالة والمشاركة لأنه أصبح أكثر إيماناً بها، فقد كان العامل الاقتصادي هو الأساس في سيطرة الرجل على المرأة والتفوق عليها، وبعد أن استطاعت المرأة أن تستقل اقتصادياً، انتفى سبب سيطرته واستبداده.
دلائل التكيف الزواجي:
1 ـ إحساس كل من الزوجين بوحدة الأسرة وتكاملها.
2 ـ نظرة كل من الزوجين للآخر.
3 ـ الاتفاق بين الزوجين في تقبل القيم الجديدة.
4 ـ رأي الزوجات الذي قررنه شفوياً.
1 ـ نقطة الإحساس بوحدة الأسرة وتكاملها. وهذه تتضمن الإحساس بالآخر والتفاهم والتعاون والمشاركة في كل مظاهر الحياة من أجل تحقيق أهداف معينة. فإذا سار الزوجان في الحياة بهذا الاتجاه فإن هذا يقوي أسس العلاقات الاجتماعية ويدفع الأفراد إلى التعاون من أجل تقدم المجتمع. كما أن الأزواج وهم بهذه الاتجاهات إنما ينقلونها إلى أطفالهم فيشبون هم يعتنقون الاتجاه الإيجابي نحو الوحدة والتكامل.
2 ـ كما تبين أيضاً أن نظرة الزوجة المشتغلة لزوجها يغلب عليها الاحترام والتقدير والثقة وأن الزوج يبادلها نفس المشاعر والعلاقة بينهما تقوم على أساس من الرضا. كل هذا جاء نتيجة التفاهم والارتفاع إلى مستوى الزمالة والمشاركة.
وقد تركزت نظرة الزوجة غير المشتغلة لزوجها في إلقاء مسؤوليتها ومصيرها ومستقبلها وكذلك مستقبل أطفالها على الزوج. وكأنها بهذا تحمله مسؤولية ما لاقته المرأة أجيالاً طويلة.
3 ـ وقد تبين أيضاً أن هناك اتفاق تقريبي على تقبل القيم الجديدة التي سادت نتيجة اشتغال المرأة بحيث أصبح الزوج قابلاً للتعاون والتفاهم في كل ما يتعلق بشؤون الأسرة. وكذلك وضحت أهمية اشتغال المرأة كقيمة جديدة.
4 ـ عبرت بعض الزوجات غير المشتغلات عن عدم التدخل في شؤون الزوج كما قرر بعضهن أزواجهن لا يدرن ما يقمن به طول اليوم من أعمال روتينية لا تنتهي وكذلك تبين أن نسبة 40% من الزوجات أحياناً يضقن بالعلاقة الجنسية حيث لا يعبأ الزوج بمشاعر الزوجة.

ولــــd
08-10-2005, 03:36 AM
كيف تعالجين عصبية زوجك بالطعام ؟

سعادة حسين‏


الحالة الاقتصادية وظروف المعيشة الصعبة وتوتر الاعصاب

في العمل وزحام المواصلات وصعوبة التعامل مع الدواوين الحكومية‏..‏

كلها عوامل تجعل أفراد الاسرة في حالة قلق مستمر‏,‏ خاصة الازواج‏,‏

حيث تكثر مشاحناتهم التي قد تتحول إلي خلافات عميقة‏..‏ وكثيرا

ما تبدأ شرارة هذه المشاكل اثناء المناقشة بين الزوجين عقب

عودة الزوج من يوم حافل بالعمل الشاق بعد استهلاكه لقدر كبير من طاقته‏,‏

وتكون نسبة السكر قليلة للغاية في دمه‏,‏ ويقول د‏.‏ مدحت الشامي استشاري

التغذية والصحة العامة ان النقص في السكر يجعل الزوجين في حالة تعب وارهاق

لا تسمح لهما بمناقشة هادئة‏..‏ لذا فهو ينصح الزوجات بالاسراع بتقديم وجبة الغذاء

فور عودة الزوج وعدم اثارة اي من الأمور العائلية او المشاكل الاسرية حتي

ولو كانت أمورا تافهة لان ذلك يثير الاعصاب‏.‏

ويقول خبراء الاجتماع ان الجوع يساعد علي سرعة انفلات الاعصاب‏,‏

لذا فهم ينصحون الزوجات بالتروي عند عرض وجهات نظرهن وعدم مناقشة

اي موضوعات مع الأزواج الا بعد الأكل حتي يكون السكر قد عاد الي مستواه

المعتاد في الدم‏,‏ كما انهم ينصحون بتقديم عصير أو مشروب سكري

للزوج عند عودته إلي المنزل‏.‏

ولــــd
08-10-2005, 03:40 AM
وسواس الزوجين بين التدين واللاتدين

* د. رضا نجاد

الكثير من النساء يذهبن إلى بيت الزوجية بطابع ديني، مع تأكيدات متكررة من قبل الأسرة إلى أسرة الزوج بوجوب التمسك بالقيم الدينية. ولكن قد تظهر لاحقاً عدة حالات من جملتها: أن تكون المرأة متعبدة وتستند إلى قوله تعالى: (إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين) وتلخص معاني الطهر والطهارة في الوسواس والماء والغسل. والغريب في الأمر هو أن أمثال تلكنَّ النسوة يجعلن الطهارة باسم الدين وبشكل مغلوط بدلاً من النظافة. ولهذا السبب تجد كل شيء في البيت قذراً ابتداءً بالأثاث وانتهاء بالستائر. ومثل هذه التصرفات لا تعتبر في الحقيقة إلا بدعة. وإذا كان الرجل متديناً حقاً فإنه يجد نفسه مكتوف اليدين ويحترق بنار الأذى، ويدعو الله بالفرج والخلاص.
وإذا كان الرجل يعيش حالاً وسطاً بين التدين واللاتدين، مع ميل إلى حالة اللاتدين، تستحوذ حالة الاختلاف والتنازع على حياة الأسرة، وكثيراً ما تؤدي إلى الافتراق. ولكن إذا كان الرجل مصاباً بالوسواس أيضاً، ثم تأثرت به زوجته وأخذت تعمل على شاكلته، يبدو لكل مَن يدخل مثل هذه الدار وكأنه داخل إلى دار أسرة صابئية، على اعتبار أن صبَّ الماء يعتبر أصلاً أساسياً في دينهم، ويهتمون بالماء في كل ممارساتهم الدينية.
مثل هذا الرجل والمرأة المصابين بالوسواس لا يجدان عملاً أكثر أهمية لديهما من التطهير بالماء. ونظراً لكثرة استخدامهما للماء لا يلبثان أن يصابا بأمراض جلدية وغيرها. وتجدر الإشارة إلى أن مثل هذه الأسرة تستفيد من أقل ما يمكن من اللوازم، وغالباً ما تضحي بالنظافة في سبيل الوسواس.
المصابون بالوسواس على نوعين: الأول يكفي أن يقع ظل الشيء النجس، أو الشيء الذي يُحتمل أن يكون قد تنجس على مر الزمان، على يده حتى يسارع إلى دخول الحمام ليقضي فيه ساعات طويلة من أجل إزالة ظل النجاسة التي وقعت على يده. والنوع الثاني هو الذي تلامس يده شيئاً نجساً أو محتمل النجاسة، فيبادر إلى الغسل والتطهير. وهذان النوعان يواجهان كلاهما صعوبات بالغة في ما يخص نجاسة حياتهما الجنسية.
السبب الذي يجعل الممارسة الجنسية ذات تأثير سلبي على الشخص المصاب بالوسواس يشبه إلى حد بعيد حالة الشخص المصاب بالبواسير. فبما أن الشخص المصاب بالبواسير يعاني من آلام شديدة في المخرج عند التخلي، لذلك فهو مضطر إلى تقليل عدد مرات التخلي. هكذا الحال أيضاً بالنسبة إلى الأشخاص المصابين بالوسواس، فهم قد يضطرون إلى تقليل عدد مرات الجماع لأسباب مختلفة من جملتها عدم توفر الحمام لديهم أو بسبب إصابتهم بمرض يمنعهم من استخدام الماء، أو لمللهم من كثرة استخدام الماء، ومن الطبيعي أن تقليل عدد مرات الجماع يؤدي إلى إيجاد ضغط نفسي شديد لدى المرأة بسبب عدم إشباع غريزتها الجنسية، وهو ما يؤدي تلقائياً إلى توتر علاقاتها ببقية أعضاء الأسرة، فلا يعود المطبخ يعمل كما في السابق، ولا تعود الثياب تُغسل وتُكوى، ولا الأولاد يحصلون على درجات عالية في دروسهم. ومن هنا نفهم أن وجود الوسواس في أي بيت من البيوت يؤدي إلى حصول خلل واضطراب في المعادلات والأساليب التي تسير عليها الأسرة.
ويتضح لنا في ضوء ما مرّ ذكره أن البيت الذي يدخله الوسواس إما أن تحتل الطهارة فيه مكان النظافة، وهي بطبيعة الحال طهارة زائفة إذ تجد كل شيء فيه قذراً وفي غير موضعه المناسب، وإما أن تضطرب فيه المعايير ومعادلات العلاقات العائلية نتيجة لاختلال العلاقات الجنسية. وهو كثيراً ما يؤدي إلى حصول النزاعات والخلافات.
ومن المثير للدهشة أن استلهام الآية الشريفة: (إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين). يبيح لنا القول بأن الطهارة الزائفة في بيت الشخص المصاب بالوسواس ترافقها على الدوام نظافة كاذبة، بل والأسوأ من ذلك أن الوسواس يفضي إلى إسقاط الطهارة والنظافة كلتيهما، لأن طهارة الظاهر في مثل هذه الحالات تنتهي إلى بث الاضطراب في الباطن وهو ما يؤدي إلى خسران الدنيا والآخرة، بدلاً من إيجاد نقاء الباطن الذي يستجلب الرحمة الإلهية.
على المرأة المصابة بالوسواس إذا قرأت مقالتي هذه أن تعود إلى رشدها وتؤوب إلى الوضع الذي يجب أن تكون عليه، أي أن لا تكون أكثر تمسكاً بالمسيحية من البابا، وإذا كان محمد (ص) وعلي (ع) يسكبان الماء مرتين يجب أن لا تسكب هي أكثر من ذلك، وإذا قيل: إن الذهاب إلى الحج يستلزم السفر إلى مكة يجب أن لا تيمم هي وجهها صوب سيبيريا. وإذا كان زوجها مصاباً بالوسواس يمكنها أن تطلع أحد ذويها على الموضوع بشكل لا يثير حفيظة زوجها، لكي يبين له حكم التطهير في الإسلام أثناء لقائه به في مجلس أو في شارع.
هناك فارق جوهري واحد بين الرجل المصاب بالوسواس والمرأة المصابة به، وهو أن الأطفال في الأسرة المصاب كلا أبويها بالوسواس، يعانون من الأم أكثر من معاناتهم من الأب، وسبب ذلك يعود إلى أن الأب قليلاً ما يُعنى بشأن غسل وتنظيف وتطهير الأطفال، وأكثر ما تقع هذه المهمة على عاتق الأم. ومن هنا يجب على الأم أن تعلم بأن سحب الأطفال في ليالي الشتاء الباردة، وفي أيام الصيف الحارة، وإيذائهم تحت طائلة التطهير والنظافة وتسمية هذا العمل باسم الدين، يجعل هؤلاء الأطفال يشمئزون من اسم الدين، وبمجرد تحررهم من قيود الأسرة لا يراعون الإرشادات الدينية الواردة في هذا المجال، بل وكثيراً ما يدعوهم ذلك إلى الارتداد عن الدين إلا إذا ثبت لهم أن تلك الممارسات المسماة بالوسواس الذي كان يسيطر على حياة الأسرة باسم الدين، لم يكن من الدين في شيء.
أعرف رجلاً لديه اهتمام فائق بالتمسك بأوامر الإسلام ونواهيه، إلا أنه يختلق على الدوام أعذاراً واهية لكي يتيمم بدلاً من الوضوء. ولو رجعنا إلى ماضي هذا الشخص نجد أن أخته الكبيرة التي تربى في حجرها، وكانت له بمثابة الأم كانت مصابة بالوسواس، وكانت ترغم الأطفال على تطهير أيديهم حتى المرافق، وغمس رؤوسهم ووجوههم في الماء بعد تناول الطعام وبعد إمساك القلم أو الدراجة الهوائية وبعد الكثير من الأعمال الأخرى. ولا يسعنا هنا غلا أن نتوجه بالثناء على الإسلام الذي أمرنا بالقول عند استعمال الماء: الحمد لله الذي جعل الماء طهوراً ولم يجعله نجساً. ومن الواضح أن تكرار المعنى بالقول: ولم يجعله نجساً، موجه إلى المصابين بالوسواس.
ويبدو أن عمل هذا الشخص الذي يتيمم في بعض الحالات بدلاً من الوضوء يُعزى إلى أسلوب القهر الذي كانت تمارسه أخته وترغمه على الإكثار من الغسل والتطهر والتنظيف. ويبدو أن أطفال هذه الأسر يشبون على النفور من الطهارة ومن الدين، وليس هذا فحسب، بل حتى الأم والأب أنفسهما قد يكبرون على هذه الشاكلة.
وأعرف امرأة كانت مصابة بالوسواس، وكان يتسبب الكثير من الحرج للناس المحيطين بها إلى درجة أن كبير علماء المدينة كتب إليه بخط يده .. أيتها السيدة اعتبري كل شيء طاهر بالنسبة لك حتى الدم والبول. وعلى كل الأحوال يجب على المرأة المصابة بالوسواس التي ليس لديها همّ سوى الماء والطهارة، ولا تحظى أعمالها بقبول من الإسلام، ولا مما أقره الإسلام كالطب والصحة، أن تفيق ولا تضيف إلى أحكام الإسلام شيئاً من عندها، وإنما يجب التمسك بما جاء به الرسول (ص) من عند الله، ويجب عليها اعتبار الشيء طاهراً ما لم يكن بمقدورها القسم على نجاسته، وإذا أرادت تطهير شيء يجب الاكتفاء بما أمر به الإسلام في ما يخص الطهارة. وإلا فإن عملها هذا يحرمها الكثير من حلاوة الدين والدنيا.
يمكن للمرأة أن تقوم بعمل جميل تستجلب به نظر زوجها وهو: الاعتناء بنظافة الأطفال عندما يريدون الذهاب إلى دار جدتهم أو جدهم لأبيهم أو إلى أي قريب من أقارب أبيهم، كعنايتها بنظافتهم عند ذهابهم إلى المدرسة. فهذا العمل يسر الزوج أيضاً، ويرى فيه نوعاً من الاحترام لأقاربه. وقد أكد الإسلام كثيراً على النظافة واستعمال العطر في الأفراح وفي المآتم، وحثّ على رش ماء الورد على الحاضرين وهذه الأعمال يمكن اعتبارها كلها دليلاً على الاحترام للآخرين لكي لا تصل الروائح الكريهة إلى أنوفهم.

ولــــd
08-10-2005, 03:42 AM
اثر الزواج على الصحة النفسية والبدنية

أن النساء يعانين بشكل اكبر عند الانفصال، و يكن عرضة للإصابة بالاكتئاب و أكدت الدراسة أن النساء المتزوجات اكثر سعادة من النساء العازبات و المطلقات.
أكد البحث أن الرجال البريطانيين يكون لديهم استقرار نفسي اكبر و يكونون اكثر سعادة عندما يكونون على علاقة و لكن بدون أي ارتباط رسمي أي بدون زواج.
يفسر العلماء هذه الظاهرة بان الرجال يسعون إلى الرفقة و ليس الارتباط.
الرجال يعانون نفسيا من الانفصال و خاصة إذا تم رفضهم من قبل الطرف الآخر. لكن إذا بقيت المرأة عازبة و خاصة بعد علاقة زواج فاشلة، عندها تكون احتمالات الإصابة بالاكتئاب تكون عالية جدا.
و طبقا لهذه الحقائق فان الزواج مفيد للصحة، و ذلك ينطبق على الرجال و النساء بشكل متساوي. و تخلص الدراسة إلى أن الزواج ومهما كانت مساوئه يبقى افضل من البقاء بدون شريك.
إذا كنت متزوجة فان خطورة تعرضك لنوبة قلبية أو جلطة بسبب الإرهاق في العمل تكون اقل من المرأة العزباء أو الرجل الأعزب، أما إذا كان الزواج سعيدا فان الاحتمالات تكون اقل بكثير.
وفقا لدراسة أمريكية حديثة توصل الباحثين إلى أن هناك علاقة قوية بين ضغط العمل وبين ضغط الدم المرتفع، وقد تبين أن ضغط الدم المرتفع ينخفض بشكل ملحوظ عندما تكون الزوجة مع زوجها خاصة إذا كانت تربطهما علاقة زوجية سعيدة.
أن ضغط الدم وحجم البطين الأيسر من القلب مرتبط بنوعية الزواج التي يعيشها الزوجين.
يخلص العلماء إلى الحقيقة التالية : كلما كان الزواج اسعد كلما كان ضغط الدم واحتمالات الإصابة بالجلطات والنوبات القلبية اقل.
هذا بالنسبة للسيدات أما بالنسبة للرجال فقد أسفرت أحدث الدراسات البريطانية التي قام بها العلماء بجامعة وارويك عن وجود علاقة بين الزواج وبين طول عمر الرجل‏.‏ فالرجل المتزوج يزيد عمره في المتوسط‏3‏ أعوام عن قرينه غير المتزوج‏.‏
أن الزواج يؤدي إلى فوائد أيضا للصحة النفسية والعقلية للمتزوجين، وأن العلماء يعتقدون أن الزواج يقود إلى تغييرات في دماغ الإنسان تحفز جهاز المناعة لديه للحياة سنوات أكثر.
وتدعم هذه النتيجة إحصائية قامت بها إحدى شركات الأدوية الألمانية‏،‏ حيث توصل القائمون على الدراسة إلى أن الرجل الذي توجد في حياته امرأة تكون صحته أحسن وأفضل من الرجل الذي يعيش وحيدا‏.‏
فقد تبين أن الفئة الأولى أسرع في الاستعانة بالطبيب أو اللجوء لعلاج إذا ما أصيبت بوعكة صحية‏.‏ كما أنهم يدخنون أقل ويراعون تناول الطعام المفيد لصحتهم والبعد عن الوجبات الجاهزة‏...‏
وأكدت دراسة حديثة بجامعة لوجانو السويسرية الفوائد الصحية للزواج.. فقد ثبت أن الزواج يقي الرجال والنساء متاعب الصداع العارض والمزمن حيث يساعد الشعور النفسي بالعلاقة المستديمة المستقرة على تخفيف حدة توتر الجسم وإفراز هرمونات السعادة بكم أكبر من هرمونات القلق والخوف والحزن.
كما تقول الدراسة، إن الزواج يساعد الإنسان على التخلص من غالبية أشكال الضغوط النفسية والعصبية ومن توابع مشاكل العمل والاصطدام بالمجتمع.
ويساعد الزواج أيضا على علاج الأرق وقلة ساعات النوم وعلى التخلص من السعرات الزائدة أولا بأول وبمعدل لا يقل عن 200 سعر حراري في كل لقاء وهو يعادل ممارسة الرياضة لمدة 40 دقيقة للرجال وعلى الاحتفاظ بحيوية الرجل لأطول سنوات ممكنة وعلى وقايته من سرطان البروستاتا بنسبة لا تقل عن 85 في المائة.
كما أكدت الدراسة أن الزواج يفيد في تقوية عضلات القلب لما فيه من دفع مؤقت للدم وتنشيط للدورة الدموية واستنشاق كميات إضافية من الأكسجين يستفيد منها الجسم فتعطيه مزيدا من الطاقة. إضافة إلى ذلك يساعد الزواج على التخلص من أنواع كثيرة من البكتريا ويعمل على تقوية جذور الشعر من خلال الحركة الدموية.
وفى هذا الصدد يقول الباحثون إن الزواج يعتبر أفضل ألف مرة من استخدام أغلى الأدوية التي تعالج سقوط الشعر دون الإحساس بالاستقرار النفسي ويستثنى من ذلك حالات الصلع الوراثي أو تلك الحالات المرضية المفاجئة التي يصاب بها الرجال والنساء لأسباب مختلفة.

ولــــd
08-10-2005, 03:50 AM
أسرار وفوائد الخلاف بين الرجل والمرأة

* د. رضا نجاد

لا يحمل وجود تفاهم كامل واستقرار دائم في حياة المرأة وزوجها. فكيف نقرّ بوجود مئات الاختلافات الجسمية والنفسية ولا نتوقع حصول خلاف بينهما، وما أن يلاحظ الرجل أدنى عمل من المرأة يتنافى مع رغبته، أو بمجرد أن ترى المرأة عملاً من الزوج لا ينسجم مع نفسيتها، يتوقع كل منهما أن يعرب الآخر عن توبته، ويعد بالقضاء على التناقضات وأسباب الخلاف.
بما أن الإنسان ليس كسائر الحيوانات التي قد تختلف عن بعضها في الكميات وتتلاقى في الكيفيات، فمن الطبيعي أن كل إنسانين يوجد بينهما اختلاف من السماء إلى الأرض. واختيار الزوجة يقع عادة ضمن هذه الفاصلة من الاختلاف، وكثيراً ما يحصل ضمن هذا السياق أن يكون الرجل مثابراً وتكون الزوجة كسولة. أو يكون الرجل متخلفاً عقلياً بينما تكون امرأته ذكية. في حين أن العربة القديمة يجب أن يجرها حصان قوي، والحصان الضعيف يجب أن تربط عليه عربة خفيفة وسهلة، وأن يتخذ الرئيس لحماية المرؤوسين، ويكون الآخرون كمرؤوسين ويعملوا على صيانة الرئيس. ويبدو أن رأي علماء الفيزياء في ما يخص خلقة المادة يصدق على خلقة غير المادة أيضاً. فهؤلاء العلماء يقولون إن خلق المادة تعيش حالة استواء، إذ أن المرتفعات والمنخفضات والزيادات والنواقص والحرارة والبرودة تؤثر في بعضها الآخر، وتوجد حالة من التعادل والتوازن تجعلها تسير على وتيرة واحدة نحو التوحيد. وهكذا الحال بالنسبة للرجل والمرأة فهما حينما يقترنان بعقد الزواج لابد وأن توجد بينهما اختلافات، ويجب أن تتداخل وتذوب نصف الاختلافات الموجودة لدى كل واحد منهما على الآخر: (من نطفة أمشاج نبتليه) الإنسان/ 2. والكائن الذي يأخذ على عاتقه مهمة تقليل مدى الاختلافات بين الموجودين السابقين هو الجيل الجديد.
يتلخص الاختلاف الأساسي بين الرجل والمرأة بالصراع بين الفكر والعاطفة، فالرجل يعيش بالأمل والتفكير، والمرأة تعيش بالأمل والعاطفة. ولهذا السبب لابد أن يدخل الرجل والمرأة في معترك الصراع المحتدم على الدوام بين العقل والأخلاق. ونحن نعلم بأن الاختلافات غالباً ما تنجم عنها أزمات. وإذا كان أحد طرفي البادية حاراً والآخر بارداً فلابد أن تقع عاصفة. وإذا كان أحد قطاعي المجتمع جائعاً والآخر متخوفاً فلابد أن تقع بينهم أزمة حادة. وهكذا الحال أيضاً بالنسبة إلى الرجل والمرأة اللذين يمثلان جنسين مختلفين وتوجد بينهما اختلافات كيفية وكمية كفيلة بإحداث أزمة ظهور الجيل الجديد وهو ما يفضي إلى دفع ثمن حياة الأجيال اللاحقة. وهذه هي الأزمة التي تسوق رجال ونساء المستقبل على مسار التوحيد نحو الله: (وإلى الله المصير)، (إلى ربنا لمنقلبون)، (إليه راجعون). وهذه هي العاصفة التي تستجلب سحاب الرحمة، أو كما يعبر عنه علماء النفس بقولهم: إن الغضب السطحي، والهواجس الطفيفة والمشاجرات اللفظية بمثابة الرعد والبرق الذي يستجلب المطر ويقود إلى ازدهار شجرة الحياة، على اعتبار أن المطر يأتي من بعد البرق والصاعقة، وبعد نزول المطر يسود الفرح والسرور.
إن الشخص الذي يختار شريكة حياته على هدى التعاليم الإلهية ويبني صرح حياته على أساس تعاليم الإسلام، تكون عوامل التضاد في حياته كسائر عوامل التضاد الموجودة في سائر مناحي الوجود الزاخرة بالسلب والإيجاب، والحرارة والبرودة، والمرض والصحة، والموت والحياة.
عُرضت عليَّ في ما سبق أسئلة كثيرة حول الترفيه، وبينت حينها بأن الإنسان يجب أن يعيش لحظات من الهم ودقائق من السرور بحيث لا يُفضي أي منهما إلى حصول توتر في الأعصاب، لأن مجموع توترات الأعصاب تساوي الموت. ولو أردنا إعطاء تعريف للتوتر هنا لقلنا بأن لنظام الجسم سعة معدودة على التطابق، وكل ما يأتي أكثر أو أقل من ذلك، أي أن يكون خارجاً عن حالة التطابق يؤدي إلى إيجاد التوتر. نقول على سبيل المثال بأن الإنسان لو نبت مسمار بيده يكون رد الفعل عبارة عن ألم وقفزة من المكان يرافقه تحشد كريات الدم البيضاء حول موضع الجرح لمقاومة البكتريا المعتدية إضافة إلى نشاط عملية تخثر الدم واستلئام الجرح، وكذلك إذا تلقى الشخص صفعة فإنها تجابه بردود فعل معينة من قبل الجسم، وكل حادثة مؤلمة أو سارة تلم بالشخص تستتبع وراءها ردود فعل، والحالة التي تقف وراءها تسمى توتراً. وقد حدد الدكتور توماس هيلمن العالم النفسي في جامعة واشنطن الطبية درجات متفاوتة لوقائع الحياة من حيث الشدة والضعف في التوتر ويقول بأن الزوجة الصالحة إذا ماتت يكون التوتر 100، وعند الطلاق 73، والزواج 50، والحصول على شهادة البكلوريوس 47، والانتقال إلى دار جديدة 20، وما إلى ذلك، وكلها تسبب الشيخوخة. إلا أن ما يأتي وراء التطابق هو الشيخوخة المبكرة. ويرى الدكتور المذكورة أن الشخص إذا ألمت به سنوياً أكثر من 200 درجة من التوتر فمعنى ذلك أنها تفوق سعة التطابق وتؤدي إلى إصابة الشخص بمرض. وأما التوتر الطفيف الذي يطبع الحياة المتحضرة فيجب أن نعيشه. بيد أن المدنية التي يريدها الإسلام لا تبيح شيئاً مما يضر الجسم أو الروح، وإذا كان الشيء مكروهاً فمن الأفضل أن لا يكون له وجود أساساً، وإذا كان شيء ما واجباً فلابد من الإتيان به، وإن كان وجوده أفضل من عدمه فهو مستحب. ومن هنا نلاحظ أن الإسلام فيه تطابق بين الحياة والإنسان، أي أنه دين ينسجم مع الفطرة. أما التوترات الطفيفة فهي بمثابة محفزات للحياة ولا يمكن للمرء اجتنابها، والسبيل الوحيد للتخلص منها هو عدم العمل إطلاقاً، وهذا هو أسوأ أنواع التوتر. لأن أساس خلق الإنسان قائم على العمل وتقلب الظروف والأحوال. ولكن الضغوط والتوترات مهما كانت لا توجد قلقاً لدى المؤمن الذي ينظر إلى الأمور من زاوية (ألا بذكر الله تطئمن القلوب)، وهو لا يصنع التوترات والضغوط من عند نفسه ويوجهها نحو الحياة، وإنما تأتي من الحياة صوب الكائن الحي.
إذا علمنا أن الفقر مفسدة فإن الثراء هو الآخر مفسدة أيضاً. لأن الثراء يعني وجود فائض والفقر يعني وجد شيء خاو وشيء أقل من الحد المطلوب. ومعنى هذا أن المشاجرات التي تقع بين الزوج والزوجة وما يصاحبها من تراشق لفظي يعتبر بمثابة ملح للحياة. وكل مَن يتعدى منهما طوره نحو الإسراف فهو شيطان يثير التوتر الحاد في الحياة ويقود إلى ضياع ذريته. وهذا ما سنشره لاحقاً في موضوع تربية الأولاد.
لو توقف التضاد والاختلاف أثناء مرحلة النشوب فلابد أن يحصل على أثره التمكين ونزول مطر الرحمة. وإلا فلو تواصل تأجيج نار الاختلاف من قبل المرأة أو من قبل الرجل بسبب نزعته التفوقية، فإن الصراع تتسع دائرته، وفي حالة تكرار ذلك تحل نار النكبة بدلاً من نزول مطر الرحمة. على الرجل أن يفكر على نحو منطقي وعقلاني ويذعن بحتمية وجود اختلافات ذوقية وفكرية ونفسية بين شابين من جنسين مختلفين ومن عائلتين مختلفتين، ويؤمن بإمكانية حل جميع أسباب التضاد. ومن الطبيعي أن مهمة تقصي جذور الخلاف وجوانب التضاد تقع على عاتق الرجل، وبعد ذلك يوعي المرأة إلى أن الغاية من حياتهما هي تحقيق حياة أفضل والوصول نحو النهاية على نحو أمثل. وعلى المرأة أيضاً حينما ترى الرجل مرهقاً أن تنظر إليه لا بصفته زوجاً وأباً لأطفالها وإنما بصفته نساناً متعباً من معاناة الحياة، ثم تأخذ على عاتقها تهدئة الأمور وتضييق شقة الاختلاف. وإذا كانت نار الانتقام متأججة في قلب تلك المرأة عليها في تلك اللحظة التي يكون فيها متعباً وغاضباً أن لا توسع دائرة الخلاف ولا تنال من زوجها أمام أقاربها لأن ذلك يترك في قلبه جروحاً عميقة. وكذلك على الرجل أن لا يسيء القول في زوجته أمام أقاربه. وإذا كانت المرأة قادرة على توفير الراحة لزوجها بشكل يزيل عنه التعب يكون لها نصف أجر الشهيد. وهذا المعنى جاء في رواية منقولة عن الإمام الصادق (ع) قال فيها: ((جاء رجل إلى رسول الله (ص) فقال: إن لي زوجة إذا دخلت تلقتني وإذا خرجت شيعتني وإذا رأتني مهموماً قالت لي: ما يهمك؟ إن كنت تهتم لرزقك فقد تكفل لك به غيرك، وإن كنت تهتم لأمر آخرتك فزادك الله هماً. فقال رسول الله (ص): إن لله عمالاً وهذه من عماله لها نصف أجر الشهيد)).
قد يخطر على بال القارئ أن كل هذا الأجر الجزيل والثواب الجميل الذي جعله الإسلام للمرأة لقاء أعمال صغيرة إنما هو ثواب رمزي يراد منه التشجيع، ومن غير المعقول أن تحصل على كل هذا الأجر في مقابل غسل إناء واحد ووضعه في مكانه. بينما ذكرنا في ما سبق بأن رسول الله (ص) عندما قسّم التمر الذي كلّفه الشاب في وصيته بتقسيمه بعد مماته، وبقيت تمرة واحدة يابسة منه قال: ((لو أن هذا الشاب قسّم التمر بنفسه لكان خيراً له))، على اعتبار أن الناس كانوا إذا شاهدوا الرسول أو الإمام يعمل خيراً يعتبرون ذلك من واجبه، ولكنهم إذا رأوا شاباً آخر ينفق ففي عمله ذاك حجة عليهم ودعوة لهم لعمل الخير. والأهم من كل ذلك هو أن الإنفاق يغرس في الناس روح الطاعة وينمي لديهم الرغبة في البذل والعطاء وتنتقل هذه الخصلة منهم إلى ذريتهم جيلاً بعد جيل. إذاً فالعمل الصالح وإن كان يبدو في الظاهر قليلاً ولكنه ينتقل وراثياً من جيل إلى جيل وتنجم عنه فضائل كبرى. أي أنه ليس شيئاً رمزياً، وإنما حقيقة تأخذ في الاتساع ولا تنتهي إلا بانتهاء العالم.

ولــــd
08-10-2005, 03:55 AM
2200 فارق بين الرجل والمرأة في المجتمعات العربية

أظهرت دراسة علمية اردنية ان حجم الفوارق بين الرجل والمرأة يبلغ اكثر من 2200 فارق كمحددات بنيوية في المجتمعات العربية سواء فوارق بيولوجية او اقتصادية أو سياسية او اجتماعية او تشريعية او ديمغرافية او ثقافية او دينية او صحية او اعلامية.. وغير ذلك. وتضمنت الدراسة التي قام بها الدكتور محمد بشير شريم واستمرت اكثر من 4 سنوات بيانات معلوماتية على نوعين :
بيانات كمية يمكن معالجتها إحصائيا (رقميا) "مستوى البحوث المسحية" مثل: سن الزواج وحجم المرأة في الانتاجية وحجم المرأة في السلطة التشريعية وبيانات نوعية "مستوى البحوث التحليلية"، يصعب تحويلها الى ارقام مثل: تحقيق الذات، والعنف، والقيمة الحقيقية للمرأة.
عمّان ـ لقمان اسكندر:
وقال د. شريم انه تعامل مع هذه الفوارق وكأن "كائنا فضائيا" هبط الى الارض فقلنا له اننا كبشر نقسم الى جنسين الاول رجل والثاني امرأة، ثم بدأ يلاحظ بنفسه الفروق بين الجنسين المكونين للمجتمعات البشرية - ومن حيث دراسة المجتمعات العربية-.
واكد د. شريم ان الدراسة غير معنية بوضع تقييمات او قراءات اخلاقية او استخلاص نتائج العدل من الظلم الواقع على هذا الطرف او ذاك، وانما سعيه في ذلك هدف الى وضع هذه الفروق بين يدي صانع القرار العربي من اجل الاستعانة بها في صنع القرار.
الا ان الدراسة منذ البداية استندت على فكرة اعتبرت "ان الفروق القائمة بين النساء والرجال هي مكونات سلوكية تتشكل الى حد كبير بفعل مؤثرات بيئية".
فمن حيث الفارق الاول "الانثوية الذكورية - المرأة والرجل" فقد ذهب صاحب الدراسة الى ان هذا المصطلح طبيعي ومفهوم بيولوجي تدل معانيه على وجود خصائص مميزة - حسب الجنس - بين النوع نفسه من الكائنات الحية (الانسان). ويقول: ان هذه قضية لاخلافية ولا اختلافية معا، لانها محكومة بالواقع التركيبي التشريحي المختبري للانسان. ويضيف ان مصطلح (امرأة /رجل) هو مصطلح اجتماعي يعكس نوعية حياة الانسان (انثى وذكر) في كل المجالات المعيشية الحياتية وهذا المفهوم متغير باستمرار، وذلك حسب الزمان والمكان.
هذه الثوابت تؤكد ان مصطلح (انثى وذكر) هو مفهوم مادي جسدي ثابت لا يتغير. اما مصطلح (امرأة ورجل) فهو مفهوم عقلي اجتماعي متغير متبدل.
ومن المظاهر التي تبرز من خلال الفارق البيولوجي النظرة القديمة الجديدة التي ترى ان المرأة هي المسؤولة عن تحديد جنس الجنين وما يحدث من نتائج وخيمة عبر هذا الاعتقاد من حدوث الطلاق والهجر بحثا عن ذكر يخلف اباه.
ومن الفوارق حجم مشاركة المرأة في المجتمع فمع انها نصف المجتمع فان نسبة مشاركتها في سن القوانين والتشريعات متدنية جدا.
كما ان تلك التشريعات والقوانين ايضا تشير الى مثل هذه الفوارق مثل ان المرأة المتزوجة المبعوثة للدراسة تحصل على 50% من الراتب والرجل على 75%..!! كما ان الزوجة لا يحق لها فتح حساب في بنك او السحب من رصيد اولادها القصر رغم انها هي التي اودعتها البنك من حر مالها وكد يمينها؟ أما من حيث نماذج الفوارق التشريعية فهي وفق الدراسة هائلة رغم المحاولات الحضارية الجارية الان للتخفيف منها وهي منتشرة في كل القوانين والانظمة: قانون الأحوال الشخصية وقانون الجنسية وقانون العمل وقانون الضمان الاجتماعي وقانون العقوبات ونظام التأمين الصحي.
ومن حيث الفوارق السياسية فيلاحظ تغيب المرأة ففي الاردن كنموذج ومنذ تأسيس إمارة شرق الأردن (1920) ظلت المرأة مغيبة عن المراكز العليا في السلطات الثلاث: التشريعية، التنفيذية، القضائية، حتى عام 1974 حيث صدر قانون يسمح للمرأة المشاركة في الانتخاب والترشيح لمجلس النواب.
أما عن الفوارق الاجتماعية النظام الأخلاقي الجنسي فقد لاحظت الدراسة ايضا الازدواجية الأخلاقية وكأنها حقيقة فهناك "كلام نسوان وكلام رجال" وغيرها من الامثلة. أما من حيث الفوارق التعليمية ونسبة الأمية فان نسبة الأمية في الفئة العمرية (15) عاما واكثر تقدر ب(5%) لدى الذكور، مقابل (15%) لدى الإناث. أي امية المرأة تعادل (3) اضعاف امية الرجل.
أما من حيث الفوارق الصحية فان العمر المتوقع للمرأة عام (2002 ) بلغ (72) سنة وللرجل (71) سنة، فيما بلغ الانفاق الصحي على الانثى (38) دينارا للانثى مقابل (27) للذكر لعام 2001.

ولــــd
08-10-2005, 03:58 AM
أزواج وزوجات في مصيدة الملل

* محمد زاهر

الملل في الحياة الزوجية مشكلة عامة وكثيرة الحدوث للأزواج وخاصة بعد مرور فترة طويلة على الارتباط حيث تصبح الحياة بعدها روتينية، يعيشها الزوجان وكأنهما يؤديان عملهما الوظيفي متجردين من أي شعور وكأنه اداء وظيفي لأي عمل يقومان به بعيداً عن الحب ويفتقدان الدافع او الهدف لعيشهما معاً وهكذا تمضي الأيام بهما والعلاقة بينهما تضعف مع الزمن والمسافة تتباعد يوماً بعد يوم .ولا يدري الزوجان ماذا يفعلان؟ او ما الذي اصابهما؟ هل هو ضعف في حب احدهما للآخر؟ ام هي المشاكل والمشاغل مع الابناء والعمل والأهل؟ وبما ان الشراكة هي اساس بناء الاسرة وهي اساس الزواج كان لابد من تضامن الزوجين مع بعضهما تضامنا مدروساً اذا ما ارادا القضاء على هذه المشكلة التي قد تكون السبب في هدم الاسرة التي عملا على بنائها وللوقوف على هذه المشكلة واسبابها وطرق علاجها كان لدنيا الناس هذا التحقيق.
أمين ابو النصر ـ صيدلي ـ يقول:
بدخول الحياة عالم الرتابة والراحة الزائدة اصبح الروتين نتيجة طبيعية لتفاعل الانسان مع الآلات التي يستخدمها في جميع نواحي حياته حتى طالت تلك الرتابة الى علاقته بزوجته ما ولد الملل والجفاء بين الزوجين وقد تكون الايام وطول العشرة سبباً اساسياً لهذا الملل ولكنهما ليسا المسئولين عن كل شيء بل المسئول هو الزوج والزوجة كلاهما.
وللاسف هذه مشكلة يعيشها اغلب الازواج الذين مضى على زواجهم اكثر من خمسة أعوام وقليل من الاصدقاء او الناس الذين اعرفهم لم يعيشوا هذا الملل واعتقد انه يجب التفريق في موضوع الملل بين طول مدة الملل وقصرها لأن ملل الزوجين من بعضهما امر طبيعي ولكن بشرط الا يمتد لفترة طويلة فإذا اصبح الملل هو الجو السائد على اغلب ايامهما فهنا نكون امام مشكلة .
وانا بصراحة كغيري من الناس يصيبني الملل ولكن لفترات قصيرة واعتمد خلالها على جهدي في كسر الروتين وتغيير الجو بالخروج في نزهة او اجتماع اسري او بزيارة الأهل او بتجديد اثاث المنزل او شراء هدية لزوجتي هذه الامور عادة ما استخدمها للخروج من تلك الحالة الصعبة التي تسيطر عادة على الزوجين.
له مقدمات
اما احمد ابراهيم موظف فله رأي اخر حيث يقول: اعتقد ان الملل لا ينزل علينا من السماء فجأة بل له مقدمات يبشرنا من خلالها بأنه سيأتي وهذه المقدمات اذا ما احسنا التعامل مع رفضها فإننا سنتلافى الوقوع في مصيده الملل الزوجي ومن هذه المقدمات اشاعة جو الجمود بين الزوجين والابتعاد عن المرح والمزاح فالمرء عندما لا يبتسم او يضحك فإنه مع الايام سيصبح جامداً وكذلك ستراه مع زوجت.
وهذا الجمود لابد من ان يؤدي الى الملل، فالضحك والمزاح هو الخطوة الأولى لمنع تسرب الملل الينا والخطوة الثانية هي سيطرة الزوجين على الروتين بتغيير المنزل او تغيير السيارة او السفر للاستجمام ولمناطق بعيدة او تغيير شكل البيت الداخلي.
وتغيير طريق الذهاب والاياب من العمل او السوق والذهاب الى زيارة الاصدقاء والاقارب بشكل متكرر والخروج الى الحدائق تارة والبحر، تارة أخرى والمراكز التجارية او الاسواق والمقصود من ذلك كله هو التغيير والتجديد فهذان الامران يطردان الروتين ويضيف: والامر الثالث حسب وجهة نظري ان يكون للزوجين نشاط اجتماعي .
او ثقافي يمارسانه سوياً كالقراءة والمطالعة او الرسم او العزف على آلات موسيقية او تعلم لغة اجنبية او تعلم الموسيقى المهم هو القيام بعمل مشترك تبرز خلاله المنافسة والهدف الواضح والنجاح ويكون خاصاً بين الزوجين ولو مرة في الاسبوع بشرط عدم الانقطاع وهذا ما اقوم به انا وزوجتي لتجنب الملل ويجب ان يكون ذلك الوقت مقدساً فأنا الغي جميع اعمالي وأفرغ نفسي لتلك الساعة حيث اتعلم العزف على «القانون» وكذلك تتعلم زوجتي العزف على «البيانو» ونشعر كلانا بجو خاص يملؤنا سروراً وتجديداً.
أساس المشكلة
وتقول ليلى سالمين ـ موظفة ـ: أعتقد أن الامر لا يكون منفصلاً عن طبيعة الحياة التي نحياها فعندما تعيش الاسرة حالة سعادة عامة وتكون امورهم مرتبة ومتكاملة لا نجد في حياتهم شيئاً من الملل ولا استطيع ان اتصور حياة زوجية خالية من الملل مع عدم وجود السعادة اقصد ان علاج المشكلة لا يكون بالنظر الى الملل .
ومحاولة معالجته دون النظر الى اساس المشكلة بشكل عام وانا اؤمن بمسألة التكامل بمعنى ان كل شيء يخص الاسرة اذا لم يكن منسجماً فلن نجد توافقاً بين الزوجين لأن اية مشكلة قد تحدث لأحد الزوجين ستؤدي قريباً او بعيداً الى الملل كالمشكلة الاقتصادية او مشكلة اهل احد الطرفين. اي شيء في الحياة قد يعكر صفوها يجب معالجته وبشكل فوري اذا ما اردنا معالجة مشكلة الملل بين الزوجين .
واركز على السعادة فإذا ما حصلنا عليها فلن نجد شيئاً يسمى مللاً والسعادة لها ابواب كثيرة اولها برأيي ان تحاول اسعاد الآخرين كتقديم المساعدة وثانياً التقوى بالتزام اوامر الله وثالثاً محاولة تلبية احتياجات الحياة الضرورية وهذه الامور تضفي جواً سعيداً على الاسرة كلها وبالتالي لا نجعل مكاناً للملل بيننا.
محاذير للزوجة
ويقول الباحث الاجتماعي جمال فيصل الطويل: الشعور بالملل وفتور العاطفة بين الزوجين مشكلة خطيرة تنتج عنها عدة مشاكل والحياة لا يمكن ان تخلو من المتاعب فلا يجوز للزوجين ان يتركا لنفسيهما فرصة للتفكير السلبي في تلك المتاعب وانصح المرأة ان تقوم بابعاد ذلك الضيق عنها بممارسة الاعمال النافعة والهوايات هذه اذا كانت لا تعمل.
وهي ربة منزل كأشغال الابرة او الذهاب لشراء بعض الحاجيات والحرص على متابعة البرامج التلفزيونية الحديثة التي تتكلم عن تربية الاطفال لتشغل نفسها بذلك او المطالعة والقراءة فيما تحب من الكتب ويمكنها ايضاً مساعدة ابنائها في دروسهم فهذه الامور قد تساعد الزوجة على طرد الملل وهذه هي الغاية فمتى تحققت تكون المرأة قد نجحت في ذلك.
ويضيف: وهناك امور يجب على الزوجين الانتباه اليها كابقاء خط وطريق النقاش والحوار قائماً بينهما ويجب ان تظهر الزوجة تفاعلاً عندما يناقشها زوجها لتنقل وجهة نظرها لزوجها وليتم تبادل للأفكار وألا تكون مصغية طوال الوقت دون ان تتفوه أية كلمة فهذا امر يزعج الازواج لانه لا يجد ذلك التفاعل الذي يسعى اليه من نقاشه وما يدعو للملل كذلك ان تكون الزوجة تقليدية بمعنى ان يكون لها المظهر المعتاد نفسه والقيام بالاعمال اليومية ذاتها فهذا كفيل بان يسبب الملل لاي انسان فالمرأة الذكية هي التي تحاول كسر الروتين اليومي.
ورتابة الحياة فتقوم باشاعة البهجة والسرور بين افراد اسرتها ويضيف: ويجب على الزوجة ان تحذر من التذمر المستمر فهذا امر يدفع الزوج الى اليأس من الحصول على رضاها والى الملل من تكرار هذا الاسلوب ومن سماع نفس عبارات التذمر ما يدفعه للانشغال عنها بأي شيء آخر ليرتاح من سماع شكواها المستمرة بعد ان يدرك ان منحها السعادة هو امر مستحيل .
وكثير من النسوة يتذمرن من عمل المنزل مع ان قيام المرأة بواجباتها المنزلية ورعايتها لاطفالها وزوجها حق وواجب وليس تفضلا منها فلتدع التذمر من ذلك لانه سيؤدي الى التسبب بالضيق والضجر لزوجها وكذلك الامر اذا كانت الزوجة مغرورة ومتعالية على زوجها كأن تذكره بمركزها الاجتماعي وبنسبها فهي بذلك تساعد في العمل على اتساع فجوة الملل بينها وبين زوجها.
ويضيف الطويل: وهناك ايضا مسألة حساسة جدا بالنسبة للزوج قد تجعله مرهقاً ومتعباً وغير قادر على التواصل مع زوجته لكثرة همومه ولضيق وقته كأن تدفعه زوجته للاستدانة لتوفير طلباتها المادية وغير الاساسية وهذا يظهر انانية الزوجة بشكل واضح ولكسر الحياة الروتينية لابد على الازواج ان يقوموا برحلات قصيرة بعيدا عن المنزل كل فترة حيث تبعث هذه الرحلات النشاط وتجدد الحيوية .
ولتغيير المكان تأثير ايجابي كبير على كسر روتين الحياة فالشعور بالضيق وتغير المزاج وتقلبه شيء طبيعي وخاصة لدى النساء الملازمات لمنازلهن لفترات طويلة ويعتقد ان للضوء دورا كبيرا في ذلك فغياب ضوء الشمس لفترة طويلة يؤثر على نشاط المخ وبالتحديد على جزء صغير بالجمجمة يسمى (الغدة الصنوبرية) ويؤدي ذلك التغيير إلى حدوث تغيرات بيولوجية عند بعض الناس تسبب لهم الشعور بالضيق والاكتئاب .
والخمول فيجب على الزوجين ان يحرصا على القيام بالمشي يوميا لبعض الوقت والتعرض البسيط لاشعة الشمس غير الحادة لانها ضرورية للصحة الجسمانية والنفسية وليتذكر الزوجان ان كل واحد منهما بحاجة الى سماع الكلمات الرقيقة وعبارات المدح والحب والثناء حتى لو كان متأكدا من حبه له فمشاعر الحب بين الزوجين تحفظ العلاقة الزوجية الدافئة باستمرار ولابد من الاحترام المتبادل للآراء وللمشاعر فأساس الزواج السعيد هو الاحترام بين الزوجين.
أنشطة روحية
(أمام وخطيب) اسعد زين العابدين يقول: يغفل الكثير من الناس عن جانبهم الآخر الذي خلقه الله تعالى فيهم وهو الجانب الروحي والقاعدة السلوكية من منظور اسلامي بسيطة وفعالة وهي تقول ان ما تحدثه المادة من امور في الجسد تزيله الروح او السمو الروحي فخير علاج لمشكلات وتأثيرات المادة السلبية على الانسان هو جانبه الاخر الروح.
وهذه الروح التي تسمو بالعبادة والاتصال المباشر مع خالقها عندها القدرة الهائلة لتجاوز علاج ما يطرأ على المرأ من مشكلات، وبالنسبة لمشكلة الملل بين الزوجين اعتقد انه ينتج عن فراغ كبير يعيشه الزوجان اضافة الى الاستعاضة عن الزوجة او الزوج بأمور اخرى لا تحمل الجوهر بل تحمل الشكل كالنظر للمحرمات مثلا او وجود خليلة او خليل للزوجة واؤكد على مشكلة النظر التي تجعل العين ترتوي بالحرام ما يجعل الحلال مكروها .
ومنبوذا ولكن اذا حفظ المرء نظره وحبسه عن الحرام سيجده مشتاقا للحلال وعندما ينظر الى زوجته سيجدها متجددة وسيجد نفسه مشتاقا اليها ومن المعلوم ان النظرة تحمل سرا يدخل القلب وكأنه سهم وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «النظرة سهم من سهام ابليس مسمومة فمن تركها من خوف الله اثابه الله ايمانا يجد حلاوته في قلبه» رواه الحاكم فعندما يشبع الرجل بالنظر للمحرم لا يعد يجد الجمال في زوجته.
وبالتالي تقل رغبته بها نتيجة مقارنتها بالمطربة الفلانية او العارضة الفلانية وهنا يقع الرجل في اولى خطوات الملل فانصح الازواج الذين يعيشون حالة الملل مع زوجاتهم ان يحفظوا ابصارهم عن الحرام وكذلك ابدانهم وثانيا ان تكون هناك عبادة مشتركة يقومان بها والا تكون فرضا كأن يقوما لصلاة ركعتين قيام الليل او يخصصا زمنا قليلا يذكران الله فيه سوية او يقرآن القرآن سوية هذه الانشطة الروحية والبدنية المشتركة بكل تأكيد ستنعكس على الزوجين نشاطا وحيوية وجمالا وسعادة.
وهذه وصفة مجربة من كان في شك منها فليجربها ليغض الطرف عن الحرام ويمسك لسانه وبدنه كذلك عن الحرام ويجعل له ولزوجته نشاطا روحيا يشتركان في تأديته دون انقطاع وسيجدان فائدة ذلك بإذن الله

ولــــd
08-10-2005, 04:00 AM
تعليم أصول مداراة الزوج .. منهج أم فن؟

* د. رضا باك نجاد

يحتلّ الحب مكانة مهمة في الحياة الزوجية. إلا أن الزوجة قد تتسبب أحياناً ـ انطلاقاً من عدم مراعاتها لما هو ضروري ـ في استجلاب الآلام إلى البيت، وهو ما يؤدي تلقائياً إلى طرد الحب. أشير على سبيل المثال أن مجموعة من الأشخاص دخلوا إلى دار صديقهم، فقدّم لهم علبة من الحلويات ووضعها أمامهم وذهب ليحضر لهم الشاي. وما إن أراد أحدهم أن يفتح العلبة بمطرقة صغيرة حتى بدأ ابن صاحب البيت ـ وكان يبلغ من العمر أربع سنوات ـ بالبكاء طالباً عدم فتح العلبة قائلاً إن أمه ستأتي وتضربهم، فضحكوا جميعاً، وما كان ينبغي لهم أن يضحكوا، ولما عرف المضيّف سبب ضحكهم شعر بالاستياء. وهذه الضحكات تؤدي إلى تقليل مستوى الحب بين الزوجين ولو بشكل بسيط لأن هذه الواقعة توحي بأن زمام الأمور في هذا البيت بيد الزوجة. وهنا يلاحظ كيف أن الزوجة ساهمت بشكل غير مباشر ومن حيث لا تتوقع في إضعاف عوامل الاجتذاب والحب بينها وبين زوجها. ولهذا السبب يتعين على المرأة الراغبة في حياة زوجية سليمة أن تقرأ المباحث التربوية للأطفال. والأمر الأكثر ضرورة من ذلك هو تدريس الفصول المتعلقة بأصول مداراة الزوج في المدارس. وأي وزير يُقدم على هذا العمل، يكون قد قدّم للإسلام خدمة جليلة. فمن المعروف أن وزارة التربية والتعليم في اليابان كسبت مزيداً من الثناء في عالم اليوم بسبب نجاحها في أن تجعل من الرجل معبوداً للمرأة، وتزيد من مستوى الحب بين الرجل والمرأة من خلال تدريس أصول مداراة الزوج، حتى جعلت مراكز الإحصاء تعلن بأن طول عمر الرجل والمرأة في اليابان قد احتل المرتبة الأولى في العالم، وأحد أسباب ذلك تعود إلى الترابط الإنساني بين الرجل الياباني والمرأة اليابانية.
ونحن عندما نرجع إلى الإسلام نجده يتضمن تعاليماً أفضل وأسمى، إلا أن الأيدي الأثيمة للمترفين والمستكبرين، إضافة إلى الأفكار الاستعمارية تحول دون معرفة الإسلام. ومن هنا فإننا نعلن بأن كل من يبادر إلى إدخال هذا الموضوع ضمن مناهج التدريس يقدم للإسلام خدمة صادقة.
المرأة على استعداد للتضحية بجسمها وظاهرها من أجل الاستيلاء على قلب الرجل. أي أن المرأة تتبع أسلوباً خارجياً من أجل إيجاد توجه داخلي لدى الرجل. وذلك يعني أن المرأة تأخذ من داخلها وتضفي على خارجها شيئاً من الزينة لتتغلغل عن طريق الظاهر إلى داخل زوجها وتؤثر فيه. وهذا هو المكر أو الكيد الذي أشار إليه القرآن الكريم في سورة يوسف: (إن كيدكن عظيم).
تبدو المرأة في الظاهر وكأنها محكومة وواقعة كمفعول لفعل الرجل، إلا أن بعضهن يتخذن هذا كطريق للتحكم والسيادة على أكبر رجال العالم. إن المرأة ليست على معرفة تامة بالفضائل والسجايا الأخلاقية التي تتألف منها شخصية الرجل إلا على مستوى الفضل والكمال الذي يتمتع به زوجها، وتلقى على أساسه الاحترام من الآخرين. وقليل من الرجال يلقون الاحترام من المجتمع بسبب مكانة زوجاتهم. ولو كان الزوج محترماً لأجل زوجته لشعر على الفور بفاصل كبير بينه وبينها، إلا أن يكون هو الذي كلّفها بالقيام بأعمال محددة ومعلومة وفيها لله رضاً. كأن يكلف زوجته مثلاً أن تعطي ما زاد من ثيابه عن حاجته إلى مَن ليس لديه ثياب، وإذا كانت هناك فواكه فائضة يمكنها أن تعطيها لمن لا يحصلون على الفواكه. وفي هذا الحال إذا أثنى الرجل على زوجته فهو لا يشعر بفاصل عميق بينه وبينها يمتد في عمقه إلى جهنم. ومن هنا نفهم السبب الذي يستلزم استحصال الزوجة لموافقة زوجها عندما تريد أن تهب للآخرين شيئاً. بل وهنا يكمن السبب الذي يجعل شر صفات الرجال وهي: الغرور والجبن والبخل من أفضل صفات النساء.
حينما عرض الله عزوجل موضوع خلق الإنسان على الملائكة، أشاروا إلى ما يسببه من فساد وإراقة للدماء. أي لو كانت في الإنسان صفات أخرى أسوأ من الفساد وسفك الدماء لأشاروا إليها. مثلما أن الشيطان أُمر بالسجود لآدم، ولكنه استكبر ولم يسجد. وقد وردت الإشارة إلى استكباره (الاستكبار شيء آخر غير الكبر وعدم الكبرياء، والكبرياء هو استعظام النفس). ومنذ بداية الخَلق وإرسال الأنبياء، بقي الإنسان يتصف بالفساد وإراقة الدماء، وبقي الشيطان يتصف بصفة الاستكبار. وهذه الصفات كلها غير محبذة عند بني الإنسان رجالاً كانوا أم نساءً، سواء صفة الفساد وإراقة الدماء التي تؤدي إلى إبادة إنسان أو هتك كرامته على يد إنسان آخر، أو صفة الاستكبار التي تدخل الإنسان من الشيطان، وتخرجه من صفته الإنسانية. وذلك أن الشيطان قادر على إغواء العباد إلا المخلصين منهم: (فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين). بمعنى أن انتقال صفة الاستكبار من الشيطان إلى الإنسان يدفعه إلى الفساد وسفك الدماء. وبالنتيجة نلاحظ أن صفة الاستكبار لدى الشيطان، وصفة التكبر أو الاستكبار لدى الإنسان هي أسوأ الصفات. ولكن إذا كانت هذه الصفة لدى المرأة فهي صفة حميدة، وذلك لأن المرأة إذا كانت مغرورة أو بخيلة لا يمكنها الدخول في صداقة مع الرجل الأجنبي بسرعة، ولا تفرط بسهولة بما في يدها أو يد زوجها.

ولــــd
08-10-2005, 04:04 AM
أيهما أكثر خوفاً، الرجل أم المرأة؟

* بيير داكو

أليس الرجل، في نهاية المطاف، هو الذي يعاني الشعور بعدم الأمن والعجز والدونية أكثر من المرأة؟
لنلاحظ أول الأمر:
أ ـ أن الرجل يخاف المرأة خوفاً عميقاً.
ب ـ لا يحس الرجل في نفسه أنه متفوق على المرأة: إنه يعاني الحاجة إلى الزعم بأنه متفوق عليها، مع أنه يحس إزاء المرأة بحالة من الخطر وعدم الأمن.
ج ـ منذ أن تتفوق إحدى النساء، يتصرف الرجل العادي كما لو أن هوة كانت قد انحفرت تحته. وسترى أنه يتصرف على هذا النحو لا لأنه يخشى أن يفقد رجحانه بالمعنى التقليدي للكلمة، بل لأن المرأة ((تقود)) الرجل في كل مرة يكون فيها فريسة خشية غريبة خفية.
د ـ يُصاب المرء بالذهول لو لاحظ عدد سلوكات الرجال التي تذكر، أمام امرأة (وربما زوجة)، بسلوكات صبي صغير أمام أمه.
هـ ـ بل إنني أعتقد أن المرأة تشعر بأنها ((متفوقة)) على الرجل. وهذا الشعور يعشعش في مناطق وجدانية منيعة على الرجل بصورة كلية. فالمرأة قبل كل شيء أم (بالفعل أو بالقوة). وعاطفة الأمومة جزء من طبيعتها. وهذه العاطفة، من جهة أخرى، ليست معنية ((بطفلها)) على سبيل الحصر، بل هي معنية أيضاً بالعالم كله. وهذا هو السبب في أن المرأة تميل إلى النظر إلى أفعال الرجال كما تنظر إلى ألعاب أطفالها: بنوع من الريبية، بل بالتهكم أو بالعطف.
وثمة ما هو أكثر: وجود المرأة ضرب من الغلاف الذي يتصف معاً بأنه مغلق وواسع، والذي يتيح لها أن ((تمس)) قوى الوجود العميقة. وهذا هو السبب الذي من أجله تنظر إلى أعمال الذكور، وفتوحاتهم، نظرة تتصف بالقليل من الشرود، على أنها ظاهرات سطحية. ويمكن القول إن المقصود هنا شعور بالتفوق إزاء الرجل، أو بالحري شعور بالاتساع: إن المرأة تحس إلى أي مدى تتصرف وجدانياً على مستوى آخر يتصف بأنه كالحياة لا يمكن تحديده، مستوى لا يتوصل الرجل إلى الإحساس به أبداً.
إن لشعور الرجل بالدونية أمام المرأة باعثاً آخر.
كان الرجل، فيما مضى، على توافق مع الطبيعة وواقع الأشياء، ومع عمله وحروبه. وهو، في أيامنا هذه، يحاول بمشقة، وقد تحول إلى رقم، أن يتعلق ببدائله الهزيلة، بدائل القوة. وكما كان يقول لي أحد الطلاب السود: ((إن الصياد الكبير في العهد الغابر أصبح جرّافاً صغيراً في أيامنا هذه)).
ومن هؤلاء الرجال الذين أصابهم التدهور، يُتطلب أكثر فأكثر (بالمجهول). ولكن النساء موجودات أمامهم. وأعماقهم لم تتغير من حيث ما تتصف به من إيجابي أو سلبي. أما النساء، فقد لبثن كما كنّ دائماً على الرغم من المظاهر الخارجية.
كانت إحدى النساء الذكيات تقول لي:
أتمنى، لمرة واحدة، أن أكون الموجهة، والقائدة الأولى، في مهنة وقف بصورة اعتيادية على الرجال. أتمنى أن أظهر قدرات مساوية لقدراتهم، وأن أبرهنها لنفسي. ثم أستعيد مكاني النسوي، لأنني في الحقيقة قليلة الاكتراث بما يفعله الرجال ...
فنحن نجد في قول هذه المرأة عنصرين: الرغبة في الثأر ثم عدم اكتراثها بالأعمال الشائنة التي يقوم بها الذكور على سبيل الحصر.
وعلى عكس الرجل الذي يتصف بصورة طبيعية أنه غير مستقر، تتسم المرأة بأنها في منتهى الاستقرار. يضاف إلى هذا أنها استطاعت أن تحتفظ، خلال العصور، بضرب من مرونة في التلاؤم صانها، مهما يكن اعتقاد الناس، من عبودية الذكر.
والمرأة تلاحظ الرجل مزودة بسلاح فكرها الثاقب المخيف. فكيف لا يجتاحه منذئذ شعور دائم بالدونية؟ ذلك أنه على علم بأنه لا يطابق ما هو عليه، وبأن المرأة تنزع عنه القناع وتَقدِره بالقيمة الحقيقية، قيمة ماهيته.
يضاف إلى هذا أن كثيراً من النساء يغذين الشعور بالدونية لدى الرجل، دون أن يقصدن ذلك بصورة شعورية. ويحدث ذلك عندما تبدي إحدى النساء، بصورة ماكرة أو جهاراً، شعوراً بالإعجاب إزاء أحد الرجال:
((أنت قوي وذكي. ومن المثير أن يعمل المرء معك ... ولا أستطيع إلا أن أستسلم، فأنت على حق دائماً ... ويشعر الإنسان بالأمن معك))، الخ.
ويتمسك الرجل بهذه اللعبة. ويجهد نفسه لـ ((يستحق)) هذا الإعجاب. ويمثل دوراً، ويعلم أن أي كبوة تثير التهكم أو الهزء لدى المرأة التي تشعر بالسعادة القصوى في أن تأخذ بالثأر (حتى على صورة سلوك أمومي وعطوف على حد قولها، سلوك ليس إلا احتقاراً).
هذه المرأة تترصد الرجل. ولكن ليس بدءاً من أيامنا هذه إنما يذهب الناس إلى السيرك أملاً برؤية المروّض تفترسه الوحوش.
والسؤال ذاته يطرح نفسه مجدداً: مَن يعاني الشعور بالدونية أكثر؟ إن الميزان يشبه ميزان العدالة المثالية: الكفتان متعادلتان. والشعور بالدونية أفضل توزيعاً من الثروات.
وما النتيجة؟ المعركة مستمرة ما دام الناس يمنحون ((قيمة أخلاقية)) لمزايا كل جنس ولعوائقه.

ولــــd
08-10-2005, 04:06 AM
كيف تجعلينه.. أكثر صدقا!

يؤكد الباحثون أن الرجال لا يمانعون أبداً الحديث عن مشاكلهم إذا ما توفرت الظروف المناسبة لذلك، ويبدو أن الظروف المناسبة لجعله أكثر صدقا معك أنت من تحديدينها.. فيكف تجعلينه يتكلم بصدق وراحة دائما..
1) الرجال يخشون الرفض
معظم الرجال لا يتكلمون بانفتاح لانهم يخشون من أن يتم انتقادهم بشكل لاذع، الأمر الذي يجعلهم يفضلون الصمت على الكلام.
كذاك الخوف من السخرية والشعور بالمذلة عادة ما يمنع الرجال من الكلام بصراحة. ولأن الرجال اكثر حساسية من النساء عندما يتعلق الموضوع بكبريائه الذكري فأن على المرأة أن لا تبدي أي نوع من السخرية و إلا فإن الرجل لن يقوم بإخبارها أياً من أسراره.
لذلك حاولي الاستماع لما يحاول أن يخبرك به من غير أن تكوني متسرعة في إجابتك أو في إبداء رأيك حول موضوع الحديث. لكن هذا لا يعني أن تمتنعي عن إبداء رأيك في الموضوع لكن قومي بطرح رأيك بأسلوب لا يدفعه للاعتقاد انك تسخرين منه أو تفرضين عليه رأيك.
2) اكشفي له عن مكنونات نفسك
يجب أن تكون المكاشفة متبادلة بين الطرفين، لذلك لا تترددي في الحديث عن مشاكلك الخاصة أمامه لان ذلك يشعره بالطمأنينة ويدفعه للانفتاح اكثر أمامك و مصارحتك بمشاكله.
فبمجرد كشفك لبعض أسرارك أمامه فأن ذلك يعطيه الشعور بأنك تثقين به مما يدفعه إلى الثقة بك اكثر. دعيه يشعر انك تقفين إلى جانبه و انك لا تريدين منه الحديث حتى تقومي بتصيد أخطاءه.
3) انسي الماضي
عندما يشعر الرجل انك سوف تستخدمين كلامه ضده أو سوف تسيئين تفسير كلماته فأنه لن يقوم بالكلام. والطريقة الوحيدة لتخطي هذه الأخطاء السابقة هو أن تتذكري انك كنت طرفاً في هذه النزاعات السابقة. كذلك يجب أن تدركي انه ليس هناك شخص مخطئ دائما كما أن العكس صحيح.
4) حاولي أن تكوني مستمعة جيدة
الحقيقة التي يجب أن ندركها هي أننا لا نكون صادقين تماما في علاقتنا مع الأزواج،و السبب الذي يقف وراء ذلك هو النتيجة الوخيمة التي قد تترتب على قول الحقيقة.
حيث يميل معظم الرجال إلى تجنب قول الحقيقة لاعتقادهم أن المرأة لا تستطيع تحمل الحقيقة. البعض الآخر من الرجال يتجنب قول الحقيقة حتى لا يزعج زوجته، بل في الحقيقة أن معظم النساء تستخدمن هذه المشاعر للسيطرة على الرجال. فهن يظهرن الإحساس بالحزن إذا لم يقم الرجل بعمل ما يردن ،الأمر الذي يجعل الرجل غير مستعد للكلام.
5) كوني صادقه مع نفسك
هنا يطرح السؤال التقليدي كيف يمكن أن نكون صادقين مع الآخرين إذا لم نكن صادقين مع أنفسنا؟ قومي بإضفاء جو حقيقي مليء بالود على النقاش بحيث يشعر زوجك انه يستطيع الكلام بحريه. حاولي تطبيق هذه الأمور الخمسة على نفسك و إذا شعرت بأنك تتقبلينها ، عند ذلك فقط ستكونين مستعدة لان تستمعي إلى زوجك بنفسية بناءه

ولــــd
08-10-2005, 04:08 AM
نظرة الرجل للمرأة على ضوء الفطرة الإنسانية

ليس من باب المحاباة للمرأة التي يعود لها الفضل في ولادة كل البشرية وبلا أي مجاملة يمكن أن تعزو على أن هناك دفاع غير مشروط للمرأة إذ أن تجربة الحياة تشير بوضوح أن للمرأة مكانة في قلب الرجل ليس من السهل التنكر لها وبديهي فهذا التقييم لا ينسحب على كل النساء إلا بالقدر الموضوعي فلكل تجربة تقييم لمدلولاتها المستندة لمسببات إيجابية أو سلبية.
من هنا كانت النظرة القديمة لمعرفة مدى تقدم أي مجتمع تقاس من خلال نظرة الرجل للمرأة، وبذاك المجتمع ورغم أن بعض الفلاسفة كانوا يرون في المرأة بلاءً مستديماً يهدد كرامتهم أو المعنى وجودهم المعنوي وبالذات في بلدان الحضارة القديمة إلا أن ما لا ينسى أن ابتلاءات النظرة القاصرة من قبل الرجل للمرأة كانت أشد وطأة على الواقع الاجتماعي. إذا طالما كانت النظرة القاصرة عند الرجل تنساق إلى حالة التوتر مع المرأة فالرجل يشعر أن المرأة وبحكم القيود والتقاليد المفروضة عليها بصورة أكثر مما على الرجل وهذا أمر مفهوم تماماً يجعلها تشعر أن آفاق تحقيق أبسط طموحاتها قد تبدو بعيدة المنال.
وحالة التراكم في النظرة عند الرجل للمرأة قد جعل الأول تتحكم فيه أخلاقيات إيجابية هي بالضرورة لصالح المرأة لكن حيثيات الحياة وتقليص فرص حتى رؤية الرجل للمرأة التي إذا ما اقتصر تواجدها في البيت بصورة شبه دائمة سيجعلها تفكر أن فرصة الزواج أمامها ربما ستكون من المستحيلات لذا فإن الرجل المحافظ الذي توجد معه فتاة في بيته بصفتها كـ(أبنة) أو كـ(أخت) فهو من الطبيعي أن يفكر أن أحداً ما سيطرق باب بيته ليطلب يدها لكن أخلاقياته المحافظة تأبى أن يرخص الفتاة التي تخصه عائلياً ليجعلها تكون بمثابة فرجة أمام الآخرين لذلك تراه يتمسك بفرض قيود أن تبقى تلك الفتاة في بيته وهي تشعر أن المجتمع ظالم ولا يرحم أحداً في سمعته، وبهذا الصدد تشير تجارب العديد من العوائل أن فرض قيود الإبقاء في البيت أكثر مما ينبغي قد تسبب بعدم رؤية كاملة لفتيات مخدرات فقدت الأمل بالعثور على زوج مناسب وأصبحن من العوانس رغم أن درجة جمالهن كانت عالية أو مقبولة جداً.
إن في تطويع المرأة – الفتاة كي تبقى في البيت هو الرأي الأصح والمطلوب لكن مثيل هذه الحالة بطبيعة الحال ينبغي على أرباب العوائل المحافظين أن لا تصيبهم مرض المغالاة بهذا الأمر ولا بأس بهذا الصدد أن يكون لكل عائلة متنفساً موضوعياً بزيارات دورية للأقارب والعوائل الصديقة فبذاك يكون هناك حضور مطلوب للمرأة وممارسة طيبة في الظهور الاجتماعي البعيد عن النمط السلبي الذي يمكن أن يتحاذر منه رب الأسرة.
إن الستر والحشمة عند الفتاة خصلتان لا تتوجان إلا بالإيمان فالفتاة التي تنتظر فارس أحلامها أن يطرق باب عائلتها لطلب يدها بالإيمان وحده تستطيع أن تطلب من الله سبحانه وتعالى فيكون لها ذلك استجابة منه سبحانه مادام حياء الفتاة بهذا الصدد يمنعها كي تدبر شيئاً ليساعدها الأهل أو الصديقات مثلاً إذ من اليقين الثابت أن الدعاء من الله تبارك وتعالى هو الذي يتقدم على أي محاولة وما دون ذلك يكون بالدرجة التالية.
لعل في نظرة الرجل العائلي للمرأة شيء من الهاجس الدائم الممزوج بالخوف عليها فهي تحتاج إلى حماية حتى لو خرجت من طوق كونه أبوها أو أخوها وقد أصبحت زوجة لأن الأب أو الأخ هو سندها حتى في أي خلاف محتمل مع زوجها من هنا يلاحظ أن المرأة الشرقية عموماً والمرأة المسلمة خصوصاً تبقى على صلة أقوى مع عائلتها (الأبوين والأخوة والأخوات) حتى بعد زواجها وتأسيسها العائلة الخاصة بها في حين يلاحظ أن المرأة الغربية التي خدعوها.. بمنح الحرية الكاملة لها أن أصبحت خارج إطار سياجها العائلي الأول وفقدت بذاك روحيتها كامرأة تتطلع إلى منزلة أكثر رفقة في المجتمع.
إن في التعامل الإيجابي مع المرأة عبوراً للوضع الممكن أن يكرسها الجهل بهذا الصدد وأن المرأة بحكم كونها الطرف الأقل باعاً في علاقاتها الاجتماعية مقارنة مع الرجل فإن في استلاب أي حق إنساني يقلل من شأنها من حيث مساواتها مع نظيرها في الخلق (الرجل) سيكون فيه إجحافاً لها وأمر مرفوض ضميرياً.
لذا فإن تنظيم علاقة الرجل مع المرأة سواء داخل سياج البيت العائلي أو ضمن جدران بيت الأسرة يفضل أن ينظم بموجب قوانين رسمية ولا بأس أن تطور قوانين الأحوال الشخصية المعاصرة لتثبت ذلك كي تكون نبراساً يلتزم به الجميع من أجل تجميل روحي أفضل للمجتمع.

ولــــd
08-10-2005, 04:09 AM
في الحياة الزوجية..الغضب مسموح الزعل ممنوع

الغضب من أنواع الانفعالات سيئة السمعة لأنه يعمل علي توتر الأجواء ويولد المشاكل في بيوت كثيرة‏,‏ لكن علم النفس له رأي آخر في الغضب كما تقول د‏.‏عبلة مرجان استشارية علم النفس والتربية الحاصلة علي دبلوم في المشورة الأسرية‏.‏ فالغضب في رأيها هو انفعال وضعه الله في الانسان ليكون صمام أمان له فالمعروف انه كلما زاد الضغط كلما زادت فرص حدوث انفجار‏..‏ فالغضب ليس سيئا لأنه أسلوب تنفيس الانسان لكن المهم طريقة التعبير عنه وهي المشكلة التي تواجه كثيرا من المتزوجين حديثا وتعرض زواجهما للخطر‏.‏
وهنا يجب الاشارة الي أن هناك عدة أنواع من التعبير عن الغضب فالبعض يتبع طريق السلامة ويقول لزوجته اذا غضب مثلا استحمليني والبعض الآخريتبع أسلوب التكتم ولايعبر عن غضبه في لحظتها لكنه ينفجر بعد فترة لسبب بسيط جدا ويكون الانفجار هنا بسبب تراكم الغضب بداخله‏.‏ وهناك فريق ثالث يعبر عن غضبه بالكلام الذي يمكن أن يكون جارحا يترك آثارا سيئة في نفس الطرف الآخر‏.‏ لذلك وضع علماء النفس أسلوبا امثل للتعبير عن الغضب يمكن للزوجين أن يتبعاه لكي تستمر حياتهما بدون مشاكل وتوضح د‏.‏عبلة مرجان هذا الأسلوب في النقاط التالية
‏*‏ أهمية اعتراف كل منهما للاخر بحقه في أن يغضب
‏*‏ ضرورة ان يضعا لنفسيهما أسلوبا للغضب يقع تحت اسم الغضب المتمدن‏.‏
‏*‏في حالة انفجار الغضب يفضل عدم حدوث المواجهة اثناء الانفعال أو بعده بفترة طويلة والأفضل أن تحدث المواجهة بعد فترة لاتتجاوز الدقائق العشر‏,‏ يستغلها الطرفان لاسترجاع العوامل التي ساعدت علي انفجار الغضب‏..‏ فالزوجة يمكن أن تكون قد صادفتها مشاكل في العمل‏,‏ والزوج قد يكون تعرض لعطل في السيارة‏..‏ وبعدها يسترجع الطرفان الحوار المتبادل بينهما وسيكتشفان أن معظمه كان يدور حول كلمات مثل أنا وأنت أي أنه كان حوارا هجوميا فكل منهما يتهم الآخر باتهامات مرتبطة بواقع الحياة اليومية وهذا النوع من الحوار يثير الطرف الآخر ويكبر المشكلة‏.‏
يفضل أن تدور هذه المواجهة خارج جدران البيت حتي لاترتفع الأصوات‏,‏ فيمكن الخروج للمشي حول البيت لأن المكان العام يساعد علي انتقاء الألفاظ وتهدئة النفوس‏..‏ وأهم نصيحة تقدمها د‏.‏عبلة للمتزوجين حديثا هي أن يتعلما ضبط النفس لأن التحكم في الانفعالات يساعد علي تحديد المشكلة ومناقشتها بموضوعية للوصول الي حل يرضي الطرفين‏.‏

ولــــd
08-10-2005, 04:11 AM
لماذا تعيش النساء عمرا اطول من الرجال؟

إن الحقيقة العلمية الأكيدة أن النساء يعشن عمرا أطول من الرجال في كافة أنحاء الأرض ولكن الأمر المحير فعلا هو ما هو السبب الحقيقي لهذه الظاهرة.
لغاية الآن لا يوجد دليل علمي قاطع يفسر هذه الظاهرة ولكن قام المركز الوطني لصحة المرأة في الولايات المتحدة بكشف بعض الحقائق التي قد توضح بعض أسباب هذه الظاهرة:
? يميل الرجال إلى التدخين وشرب الكحول أكثر من النساء كما أنهم لا يحافظون على نمط حياة صحي مقارنة مع النساء.
? لا يلجأ الرجال إلى الحصول على العون الطبي كلما دعت الحاجة بعكس النساء.
? يميل الرجال إلى المشاركة في النشاطات الخطرة وفي السلوكيات المخيفة أكثر من النساء.
? عادة ما يشعر الرجال أنهم يقيمون من خلال المناصب التي يشغلونها مما يرتب عليهم ضغوطات إضافية في حياتهم اليومية في محاولاتهم الدائمة للحصول على علاقة متوازنة بين حياتهم العائلية والعمل.
لذلك ينصح الرجال بأن يراجعوا الطبيب بشكل دوري وتناول الأطعمة الصحية ومحاولة تجنب ممارسة الرياضات الخطرة قدر الإمكان.
هذا بشكل عام أما حول أطول نساء العالم عمرا، فقد كشفت إحصائية يابانية رسمية أن متوسط عمر المرأة اليابانية بلغ 85 عاما وثلاثة اشهر وبذا تكون اليابانيات الأطول عمرا بين نساء الأرض0
وقالت إحصائية أعدتها وزارة الصحة اليابانية أن متوسط عمر الرجل الياباني ارتفع إلى 78 سنة وثلاثة اشهر ولا يفوقه إلا متوسط حياة الرجل في هونغ كونغ وهو 78 سنة وسبعة اشهر .
وأرجعت الوزارة طول العمر اليابانيين إلى تطور وسائل معالجة السرطان والأزمات القلبية.
وبحسب التقرير فإن نساء هونغ كونغ جئن في المركز الثاني بعد اليابانيات بمتوسط عمر 84 سنة وسبعة اشهر ثم السويسريات 82 سنة وستة اشهر.
هذا ومن جانب آخر، خلصت دراسة علمية طويلة الأمد أجراها باحثون مختصون من جامعة هايدلبيرغ الألمانية إلى أن الابتعاد عن تناول اللحوم والأطعمة الدهنية من أهم العوامل التي تؤدي إلى العمر الطويل بلا أمراض ومنغصات صحية.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة (سود دويتشه) الألمانية فقد استغرقت الدراسة قرابة 25 عاما تناولت عدة آلاف من الرجال والنساء من مختلف الشرائح العمرية تبين من خلالها أن الأشخاص الممتنعين كليا عن تناول اللحوم والدهنيات هم الأطول عمرا.
وأشارت الدراسة إلى أن أهم الأسباب التي تؤدي إلى الوصول لأعمار متقدمة تتجاوز معدلات الأعمار المعروفة المداومة على تناول الأطعمة المكونة من الخضراوات والنباتات الورقية الخضراء وكذلك الفواكه الغنية بالفيتامينات التي تمنع الإصابة بأمراض كثيرة في مقدمتها الأمراض السرطانية وأمراض القلب والشرايين والأوعية الدموية والجلطات بأنواعها.
هذا واستعرضت الجمعية السرطانية الألمانية في دراسة جديدة، نتائج أبحاثها حول علاقة التغذية بنشوء مختلف الأمراض، وذكرت أن دور عادات التغذية السيئة في نشوء الأمراض السرطانية وأمراض القلب والدورة الدموية، لا يقل عن دور التدخين الثقيل نفسه. وأشارت الجمعية في دراستها، إلى أن التغذية السليمة والمتوازنة كفيلة بتجنب حدوث ثلث الإصابات السرطانية التي يعاني منها البشر.
واستشهدت الجمعية الألمانية بدراسة أوروبية تكشف بأن تناول الكثير من الفواكه والخضراوات يحمي الإنسان من الأورام السرطانية التي تصيب القناة الهضمية والرئة. ولهذا فليس من العبث أن ترفع منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة شعار "5 في اليوم"، الذي يعني تناول الخضراوات والفواكه خمس مرات في اليوم. لأن موازنة التغذية اليومية بهذا القدر من النباتات الطازجة، يمكن أن يخفض انتشار، ليس الأمراض السرطانية فحسب، إنما انتشار الأمراض المزمنة والمستعصية أيضاً.
كتبت الباحثة تيموثي كي وزملاؤها عن هذا الموضوع في مجلة "لانسيت" العلمية المختصة، أن سبب اختلاف أنواع السرطانات بين العالم الثالث والغرب، ربما يكمن في تركيز الغربيين على اللحوم والشحوم والحلوى وتركيز أبناء العالم الثالث على النشويات. وطبيعي فقد أرست كل أبحاثها على نتائج دراسات موسعة شارك فيها أعداد كبيرة من الناس.
ويبدو من النتائج أن استهلاك الكحول والمشروبات الساخنة (والأطعمة الساخنة أيضاً)، يشجع على إصابة الإنسان بالأورام السرطانية في تجويف الفم والجهاز الهضمي العلوي.
هذا وقال باحثون إن النظام الغذائي الذي تقل فيه نسب الدهون يمكن أن يخفض بدرجة كبيرة مستويات الهرمونات عند الفتيات قبل البلوغ مما قد يقلل احتمالات إصابتهن بسرطان الثدي

ولــــd
08-10-2005, 04:19 AM
دفاع الزوجة عن زوجها من أرقى الخصال

في العلاقة بين الزوجة وعمل الزوج. فإذا كان الزوج بائع نفط تعيّرهُ وتقول له إنّ رائحة النفط لا تفارق بدنك، بينما الزوج هو الذي يشمّ النفط بدلاً من شمّ العطور. وإذا كان زوجها طبيباً تقول له زوجته لم أعد أعرف ليلي من نهاري، ففي الليلة البارحة أيقظونا من النوم مرتين. بينما الطبيب هو الذي يتجرّع ما يشاهده من آلام المرضى ويكابد العناء بسبب ما يسمعه من آهات المتألمين وأنين المتوجعين وزفرات المحتضرين، ويعود إلى بيته منهكاً من تلك المعاناة. وإذا كان زوجها صاحب دكّان تؤنبه قائلة إنك تخرج صباحاً والأطفال نيام، وتعود ليلاً والأطفال نيام، فما ذنب الأطفال حتى لا يروا أباهم. والحقيقة هي أنه لا يوجد عمل يخلو من المتاعب، ولا يوجد رجل يقضي نهاره باللهو والراحة، ثم يَسكُّ النقود ويجلبها إلى البيت. ففي كلّ عمل عناء ومشقة، وكسب الرزق ليس أمراً هيّناً، وليس بميسور الإنسان تطويع الحياة كما يشاء. وإنما يجب أن يعمل المرء فيها ويبذل جهده، وإذا لم تأت الأمور حسب ما يشتهي، يجب عليه أن يتكيف معها إلى أن ينتهي العمر. ولو وضع الرجل الخيار أمام زوجته لانتقاء العمل الذي يجب أن يمارسه لكسب لقمة العيش لبقيت حائرة لا تدري بم تجيب، لأن الناس لا تتوفر فيهم جميع الشروط المناسبة لجميع الأعمال، ويجب على المرأة أن تشكر الله لأن زوجها ليس عاطلاً عن العمل حتى لا يقصد مراكز القمار والخمر والملاهي، بل ينبغي لها أن تفتخر بأن زوجها يعمل.
إذا كان عمل زوجكِ ليلاً عليك السعي لأن تناموا أنتِ والأطفال في النهار حتى لا تكون هناك ضجّة، ولكي تتيحوا له فرصة النوم.
هناك عدة طرق لمعرفة مدى حماقة أو ذكاء المرأة، وإحدى تلك الطرق تتلخص في مدى تشجيعها لعمل الزوج أو عدم تشجيعها له، وهل تثبطه عن عمله أم تحثه عليه. لأن هذا التشجيع يمثل دفعاً غير مباشر له للعمل وخاصة إذا كان مضطراً للعمل في الغربة.
من الطبيعي أن الرجل يأتي إلى البيت للاستراحة من إرهاق العمل والضوضاء والصياح. معنى هذا أن المرأة يجب أن تحافظ على الهدوء في البيت قدر الإمكان ولا تثير الضجيج والصياح، وأن تتكلم بهدوء ووقار. وإذا كان لديها أمر يستلزم رفع صوتها، من الأفضل أن تقترب حتى تتكلم بصوت منخفض.
وعلى المرأة أن تشغل المذياع أو التلفزيون ـ إن أرادت ـ بشكل لا يضايق الرجل، وإذا كان الزوج يتفرج على شيء ما يجب أن لا تتكلم. ولو أراد الأب تقسيم بعض طعامه على أطفاله يجب أن تقول لهم انظروا كم يحبكم أبوكم! وإذا أراد الأب أن يأخذ أطفاله للتجوال يجب أن تسأله، وهل أتى أنا أم لا؟
روي عن الإمام الصادق (ع) أنه قال: ((أغلب أعداء المؤمنين زوجة السوء)). ونُقل أن موسى (ع) أوحي إليه: ((مَن أُعطي زوجة صالحة فقد أُعطي خير الدنيا والآخرة)).
سبقت الإشارة إلى أن المرأة إذا التزمت ببعض آداب الحياة يمكن أن تكون ملاكاً. وهذه الأحاديث كلها مروية عن الرسول أو عن أهل بيته. ومعنى هذا الكلام هو أن المرأة يمكنها أن تتصف ببعض الفضائل التي تكون من خلالها ملاكاً إلهياً مقرّباً. وكلّ مَن يتجاوز نقطة الوسط ويقترب إلى جانب التحلّي بصفات الملاك يكون قد أمسك حينذاك بحبل الكمال والرقي وينتقل بعده إلى ركوب جناح الرحمة، ليتمكن من طي الطريق بسرعة.
مثلما أنّ فتح البلدان أسهل من إدارتها، يجب القول بأن الزواج وما يترتب عليه من لذة جنسية ومكاسب اقتصادية وظروف حياتية جديدة، وخروج من حالة الوحدة، ودخول في حالة الاستقرار والاستقلال، يعتبر بمثابة فتح للبلاد، ويأتي الدور من بعده للامتثال لأحكام الإسلام في ما يخص الحياة الزوجية، وذلك يعني الوصول إلى مرحلة إدارة البلاد.
يؤدي الزواج إلى إقحام المرأة في حيّز الحياة الاجتماعية إلى آخر حياتها، ولهذا يجب عليها أن تعلم بأن الفضل في دخولها إلى حيّز المجتمع يعود إلى الزوج، ولهذا يجب عليها أن ترعاه وترعى حقوقه.
تعيش الفتاة البكر في أحلام لا متناهية من البحث عن الزوج المثالي. أما الفتى الذي لم يتزوج بعد، فيرى في أحلامه المشرقة الحلوة بأن النجاح في الحياة لا يتحقق إلا في ظل وجود الزوجة والأولاد. ولهذا السبب أقول: أيتها الفتاة التي وصلتِ إلى أُمنيتك الخيالية، إذا لم تجدي في زوجك كلّ ما كنت تبحثين عنه، عليكِ أن تلتفتي إلى أن زوجك قد وصل إلى أقلّ بكثير مما كان يطمح إليه من النجاح في الحياة. ولا شكّ في أن تعويضه عن هذا النقص هو العامل القادر على توفير حياة هانئة لك ولأسرتك.
وبعد الزواج يجب أن يتأكد للرجل بأن هناك مَن يحبّه. وليس هناك شيء أكثر ثباتاً من محبة الزوجة له بالقدر الذي يبتغيه.
إنّ عيش الرجل بالتعقل والأمل، وعيش الزوجة بالعاطفة والأمل يدلّ على أن التعقل يستسلم أمام العاطفة حتى وإن كانت له القيمومة عليها في سبيل الحفاظ على مكاسب الحياة. ولهذا السبب يجب على المرأة استثمار طاقتها العاطفية ووضع التعقل على الطريق الذي يجب أن يسلكه، وإلا فإن السعادة سترحل عن تلك الأسرة.
الطابع السائد في الأحكام الإلهية الواردة في القرآن الكريم هو ذكر الصفة الغالبة، أي صفة التذكير، ولكن المراد هو كلا الجنسين. فقد ورد في القرآن الكريم قوله تعالى: (كتب عليكم الصيام) بصيغة الجمع المذكر في حين أن حكم الصيام يشمل المرأة أيضاً.
وهكذا الحال بالنسبة لجميع الكلمات التي يستخدمها الناس في محاوراتهم، فإذا جاء التخصيص فالأمر يدلّ على مَن جاء عليه التخصيص، وإلا فإن الضمير الغالب يشمل كلاً من الرجل والمرأة، إلا إذا جاء المعنى بشكل يُفهم منه خصوص الرجل. وفردية الضمير في كل لغة إذا لم تخصص جنساً معيناً، فالمراد منها هو المذكر.
وهذا المعنى لا ينطبق على ضمير التأنيث المدغم في ضمير التذكير فحسب، بل نلاحظ هذا المعنى حتى في القرآن الكريم الذي يقدم خلق الذكر على نحو يجعل ضمير التأنيث وكأنه مدغم في ضمير التذكير، فهو يتحدث عن خلق آدم ولكن لا يتطرق إلى ذِكر خلق حواء. غير أن الميزة الموجودة في القرآن هي أنه يركّز على إيراد صيغة المذكر في المواضع التي يتحدث فيها عن المباحث الاجتماعية كالاستخلاف والفساد وسفك الدماء في الأرض، ولكنه ما إن ينتقل إلى الحديث عن المسائل العضوية كالطعام والجماع يأتي على ذكر اسم الرجل والمرأة إلى جانب بعضهما. وهذا أمر مغاير لما هو موجود في الكتب الأخرى. إذ أن شبهة مجيء الضمير المؤنث في مقابل المذكر تشبه خلق المرأة في مقابل خلق الرجل. أي كما أن الضمير في كل لغات العالم إذا كان مجهولاً يجل على الرجل أو زوجة الرجل، أما إذا جاء بصيغة الجمع لا يبقى ثمة داع للتساؤل عن دلالته. وفي ضوء ما مرّ ذكره لا يمكن اعتبار خلق حواء مقدماً أو متأخراً على خلق آدم.
لقد أوردت هذه المطالب من أجلكِ أيتها المرأة لتضيفيها إلى المطالب السابقة، وتثني على ما منحكيه القرآن من قيمة.
إن الإسلام يكرّم البنت إلى حد كبير، ويوجب تقديمها على الابن حتى عند تقديم الهدايا. وإذا أُعطيت لهما الهدية سوية، يجب أن تُقَدَّم إلى البنت باليد اليمنى، وإذا صارت أماً ـ وكان ابنها يصلي صلاة مستحبة ـ ونادته يتعين عليه أن يجيبها وإن كان في الصلاة، ويعتبرها الإسلام في فترة الحمل والرضاع كالمجاهد في سبيل الله، وإذا دخلت في سنّ الشيخوخة لم يكن رسول الله يفرّق بينها وبين الرجل الذي وصل إلى مرحلة الشيخوخة، قائلاً: ((مَن شاب شيبة في الإسلام كانت له نوراً يوم القيامة)).

ولــــd
08-12-2005, 12:49 AM
هل يعد فرق السن مشكلة في الحب؟!

بحسب خبراء علم الاجتماع فان الفارق الأكبر في السن والذي لا يؤثر على العلاقة بين البشر هو عشرة سنوات كحد أعلى. فضمن هذه الحدود يكون باستطاعة الأزواج الارتباط دون أن يكون فارق السن عائقا في نجاح العلاقة الزوجية.
أما إذا كان الفارق حوالي عشرين عام فان الزواج حتما يكون غير متوافق ، فعلى سبيل المثال من ناحية العمل يكون الطرف الأصغر في بداية تأسيس مهنة بينما يكون الطرف الأكبر يفكر في التقاعد إن لم يكن تقاعد فعلا.
لكن المشكلة الحقيقة عند الأزواج الذين يتمتعون بفارق كبير في السن بينهما تبدأ في مراحل متقدمة من الحياة الزوجية أي بعد انقضاء عشرين سنة على الزواج فبينما يكون الطرف الأكبر يشعر بقرب نهاية المشوار ويبدأ بالاستعداد لمغادرة الدنيا يكون الطرف الأصغر مفعما بالحياة ويرغب بممارسة نشاطاته العادية في الحياة مما يخلق فجوة كبيرة بين الطرفين.
لذلك غالبا ما نرى الكثير من المشاكل تظهر بين الأزواج الذين يتمتعون بفارق كبير في السن بينهما إلا أن ذلك في النهاية لا يمكن أخذه على إطلاقه حيث نجد مثلا بعض الرجال الكبار في السن يفضل الارتباط بفتاة صغيرة في السن في ليستمتع بشيخوخته كما نرى بعض الفتيات الصغيرات ينجذبن إلى رجال في أعمار آبائهن وذلك إما بحثا عن الحنان أو عن المقدرة المالية. لكن هذه العلاقات لا تعدو أن تكون مصالح متبادلة وعامل الحب فيها غير ذي أهمية لذلك فهي لا تعد مقياسا لمدى نجاح العلاقات الزوجية ذات فارق السن الكبير.
هذا ومن جانب آخر، وعلى الرغم من أن الكثير من الأزواج يتوق إلى حياة سعيدة ومستقرة وآمنة إلا أن عددا قليلا منهم ينجح في الحفاظ على العلاقة الزوجية والبقاء معا لفترة طويلة قبل أن تعصف الأزمات بهذه العلاقة وتلوح في الأفق بوادر الانفصال بين طرفيها.
ولان طبيعة الحياة العصرية المتشابكة والمعقدة لم تعد توفر سوى القليل من أطر العمل الثابتة والحلول الكفيلة بإطالة أمد العلاقة الزوجية مقارنة بما كان عليه الحال في المجتمعات التقليدية، فإنه بات من الضروري صياغة قواعد جديدة لابد من مراعاتها إن أراد الزوجان الإبقاء على العلاقة بينهما.
ومن أهم هذه القواعد، قدرة كل طرف على أن يصغي جيدا للطرف الآخر وأن يبدي مرونة كبيرة في التسامح والعفو فضلا عن استعداد الزوجين لتخصيص جزء من وقتهما يقضيانه معا بعيدا عن الآخرين.
وتعتقد جيسلا دراير أخصائية العلاقات الأسرية من بون في ألمانيا أن الرجال والنساء في المجتمع المعاصر يتوقعون الكثير من شركاء حياتهم وهم في الوقت ذاته أكثر استعدادا لانهاء العلاقة والاعتقاد باستحالة استمرارها عند مواجهة أول مشكلة.
وتقول دراير إن ثمة خطأ كبيرا يقع فيه الزوجان وهو تركيز الاهتمام في أغلب الأحوال على حياتهما أو عمل كل منهما أو هواياته وبحيث لا يخصصان الوقت الكافي لعلاقاتهما بجوانبها المختلفة.
ويوضح هانز يلوشيك وهو مؤلف كتاب عن الحب الرومانسي إن معنى الحب أكبر بكثير من الانجذاب الجنسي الأولي رغم أهمية هذا العامل.
وقال يلوشيك "الوقوع في الحب هو رؤية لما يمكن أن يحدث بين رجل وامرأة لكن من الخطأ الاعتقاد أن ذلك هو نهاية المطاف".
ويقدم المؤلف عدة نصائح لنجاح العلاقة بين الزوجين أو شريكي الحياة من أهمها التأكيد على الجوانب الإيجابية في العلاقة التي يوجد ثمة خطر حقيقي من أن تتوارى بمرور الزمن في العلاقات الطويلة تاركة الساحة للجوانب السلبية.
ويشير عالم النفس جونتر كوينج الذي ينظم ندوات حول العلاقة الزوجية إلى أن السبيل الوحيد لإطالة أمد العلاقة هو أن يخصص طرفاها وقتا للالتقاء بعيدا عن مشاغل الحياة وهمومها بشكل يومي.

ولــــd
08-12-2005, 12:52 AM
لكل امرأة لديها شريان من العاطفة

* د. رضا نجاد

إن الفتاة التي تسلّم قيادها للشاب، والشاب الذي ينفصل عن الجميع وينقاد للفتاة كلاهما متعطش للحب والحنان. فإذا انعدم الحب والحنان في الأسرة، تبحث الفتاة عن عطف أبيها في زوجها، ويبحث الفتى عن حنان أمه في شخص زوجته. في مثل هذه الأسرة تضيع جميع المعايير والقواعد الأسرية.
الرجل الذي يبحث عن ملاذ يأوي إليه للاستراحة من متاعب الكفاح في ميدان الحياة، ويجد ذلك الملاذ خالياً من الحبّ والحنان ومليئاً بالضجيج والتذمر، يحاول البحث عن ملاذ آخر ولا يكون هذا الملاذ الجديد سوى مجالس اللهو والشراب والقمار سواء بالنسبة للأشخاص المتدينين أم غير المتدينين. وإذا توجه الرجل إلى مثل هذه المجالس يكون قد تلقى حينذاك ضربة قاضية من زوجته.
أدرك العالم كلّه اليوم أن السبب في زيادة معدل أعمار الرجال والنساء في اليابان وتفوقها على نظائرها من أعمار الرجال والنساء في سائر أنحاء العالم وحتى في الدول الاسكندنافية، يعود إلى الدرس الذي يعطيه اليابانيون للفتيات في المدارس تحت عنوان آداب معاشرة الزوج. ولهذا السبب يُنظر اليوم إلى الفتاة اليابانية كأفضل فتاة للزواج فضلاً عما تتصف به من طول العمر. بيد أن الإسلام قد جاء في ذلك الوقت بكل ما توصَّل إليه البشر بعد أربعة عشر قرناً. والشخص المتخصص في مثل هذه الأمور يمكنه أن يعكس الإسلام على نحو أفضل.
بمجرد أن تلاحظ المرأة بأن زوجها قد تأخر في العودة إلى البيت عن الوقت المعتاد، عليها أن تسارع للاستخبار عنه بواسطة الهاتف أو أية وسيلة أخرى. ويعتبر هذا السلوك أسلوباً مهماً ومدعاة لإيجاد المحبة.
ورد عن الصادق (ع) أنه قال: ((إذا اغتبت شخصاً وأسأت فيه القول خفية، إذا تلاقت الأعين تشعر بكراهية لبعضها البعض)).
على المرأة أن تثني على زوجها في غيابه، وإذا اغتابه أحد أو انتقص منه، عليها أن تدافع عنه دفاعاً مستميتاً، إذ كلّما كان الزوج أرفع مكانة وأعلى منزلة، فإن خيره ينعكس على الزوجة نفسها. ولتعلم المرأة أن الوجه الجميل لا يأسر الرجل بقدر ما يأسره القلب الودود الذي يحبه. وقد وصف الإمام الرضا (ع) مثل هذه المرأة بقوله: ((النساء شقُّ، فمنهنّ الغنيمة والغرامة وهي المتحببة لزوجها والعاشقة له)).
ويجب أن لا تكون محبة المرأة لزوجها أثناء غيابه فقط وإنما يجب أن تخبره بحبها إياه، فقد ورد عن الإمام الصادق (ع) أنه قال: ((إذا أحب أحدكم صاحبه أو أخاه فليعلمه)) فإن إظهار المحبة في غياب الشخص دليل على نوع من الألفة القوية التي لا تستطيع أية قوة أن تنال منها. أما إعلام الشخص حضورياً بمحبته فينطوي على نوع من الاحترام لشخصيته على اعتبار أن كل إنسان يميل إلى سماع التكريم والثناء والمحبة من الآخرين وقِس على ذلك لو أنه علم بأن زوجته لا تحبه.
أي رجل هذا الذي لا يواجه أثناء عمله اليومي إهانة من الآخرين. إذاً فالشخص الذي يَلقى الإهانة خارج الدار، يأمل أن يلقى الاحترام في داره على الأقل. فما بالك لو أنه لم يحترم في داره، وبأية شخصية وطاقة يمكنه أن يواصل عمله؟ فيا أيتها المرأة إذا دخل زوجك إلى الدار استقبليه وافتحي له الباب وسلِّمي عليه، وافسحي له المجال ليقول ما يريد، واسأليه عن أحواله، ولا تصيحي في وجهه، وأكرميه واحترميه أمام الآخرين. والأهم من كل ذلك هو الوقوف إلى جانبه ضد الأولاد. وهذا الجانب إذا لم يُراعَ حقّ رعايته، تكون له آثار هدّامة.
إن استقبالكِ لزوجكِ وفتح الباب له، يبعث على الحب ويطيل العمر، ويدفع الأمراض الكامنة للأسرة بالمرصاد. وسعادة الدنيا والآخرة رهينة بهذه الخطوات القلائل التي تخطوها المرأة نحو الباب وتفتحه لزوجها، لأن فيها إطاعة لله ورسوله، وامتثالاً لأمرهما بفتح الباب للزوج واستقباله ((وأن تستقبله عند باب بيتها)).
الأمر الآخر المهم هو حفظ سرّ الزوج، وإذا لم يُحفظ سرّ الرجل، فلن يتورط بالإباحة بسرّه في داخل البيت مرة أخرى، ويضطر إلى التكتّم عمن ينبغي البوح له بسره. ويجب على المرأة خاصة أن لا تعيّر زوجها يوماً بما تعرفه عنه، لأنه سيضطر في مثل هذه الحالة إلى التخفي عن زوجته حيثما ذهب.
إن التذرع على الزوج ومؤاخذته على الدوام يُثير في نفسه الاشمئزاز والملل. وينبغي عدم إعلام الزوج بكل المعاناة الطفيفة والآلام البسيطة التي تمرّ بها الزوجة وأطفالها. وخلاصة القول هي: يجب عدم إيذاء الزوج باللسان، وذلك لأن رسول الله (ص) قال:
((مَن كانت له امرأة تؤذيه، لم يقبل الله صلاتها ولا حسنة من عملها حتى تعينه وترضيه، وإن صامت الدهر، وقامت وأعتقت الرقاب وأنفقت الأموال في سبيل الله، وكانت أول مَن يرد النار)).
كل امرأة ينبض في جسدها شريان من العاطفة، وتعلم أن معدل أعمار الرجال في العالم كله أدنى من معدل أعمار النساء، وتدرك أن ذلك يُعزى سببه إلى كيفية تعامل الرجل مع رؤسائه ومرؤوسيه ومع الدوائر والمؤسسات والزبائن وما إلى ذلك، فإنها تجتنب الإساءة إليه قطعاً. وهذا الإدراك على درجة عالية من الأهمية بحيث أنه يحتلّ مرتبة بعد مرتبة الإيمان، فقد قال رسول الله (ص):
((ما استفاد رجل بعد الإيمان بالله أفضل من زوجة موافقة)).
الزوجة إذا كانت على مستوى عالٍ من الفهم لا تضحك من غير سبب، ولا تضحك ضحكة تثير استياء زوجها. وأحمق النساء هي المرأة التي تضحك استهزاءً بزوجها، أو تلك التي تبكي بكاءً في غير موضعه ويثير غضب الزوج. وعيها أن تراعي حال زوجها فإذا كان غاضباً يجب أن لا تردَّ عليه في تلك الساعة كلّ ما يقول، وستفهم عندما يسكن غضبه أنها أمام رجل إن كان عاقلاً يعتذر إليها، وإذا لم يعتذر فبإمكانها أن تطلب منه الصفح عن زلاّتها. وقد قال رسول الله (ص):
((شرّ نساؤكم التي لا تقبل من زوجها عذراً، ولا تغفر له ذنباً)).

ولــــd
08-12-2005, 12:54 AM
الرجل الصامت والمرأة الثرثارة 00كيف نعالج ذلك ؟

بداية لابد من التفريق بين نوعين من صمت الرجل، الرجل الصامت دائماً أي من سماته الصمت داخل وخارج المنزل، والرجل الصامت مع زوجته أو داخل المنزل. النوع الأول من "الرجل الصامت دائماً" لا يدخل ضمن معالجتنا في هذا البحث: فهذا النوع يحتاج لإستشارة متخصصة لمعالجة ذلك.. أما النوع الثاني من الرجل الصامت داخل المنزل فهو ما نتحدث عنه في هذا البحث. لماذا يصمت الرجل في المنزل وكيف تتصرف الزوجة مع هذا الصمت؟
1- عندما يواجه الرجل مشكلة أو مسألة معقدّة أو يمّر بظروف صعبة، فغالباً ما يلجأ الرجل إلى الصمت. وهنا يصمت الرجل لأنه يفكر بهدوء، يختلي بنفسه حتى يحلّ هذه المشكلة، الرجل يعتبر أنه المسؤول عن حلّ مشاكله بنفسه ولا يحب أن يشاركه أحد في هذا التفكير. فنراه يصمت لساعات طويلة لحلّ مشكلة ما بنفسه، ومن بعد أن يجد لها حلاً يعود إلى الحوار والتواصل مع الآخرين.
- كيف تتصرف الزوجة في هذه الحالة؟
من الخطأ أن تصرّ الزوجة على أن يتكلم الزوج عن ما يزعجه، فهذا يزيد من توتره لعدّم تفهّم زوجته حاجته النفسية للصمت والتفكير الذاتي. وهنا عندما تطرح عليه الأسئلة الزوجة مثلاً:" ما بالك هل أنت متضايق؟ ماذا يشغلك؟؟" يردّ الزوج قائلاً: لا شيء.. تصرّ الزوجة: كيف لا شيء، هل تريد أن تخفي عني ذلك؟" وقد تفكّر الزوجة أنها فعلت شيئاً أغضبه منها.. هذا الموقف قد يتضخم ويصبح مشكلة زوجية لأن الرجل لا يشعر باحترامه ولا إعطائه الثقة والفسحة للاستقلالية الذاتية، الزوج لا يحب أن يشعر بأنه محط رعاية دائمة للزوجة فهذا يشعره بالضعف. قد تستخدم الزوجة هنا طريقة أخرى في الحوار، مثال: ترّحب فيه وتلاطفه أولاً، من ثم إذا رأته دخل في دائرة الصمت تستطيع أن تطلب منه تحديد وقت مناسب للتحاور بينهما عندما ينتهي من تفكيره ويكون أكثر راحة، وتعبّر له أنها تحترم شعوره وتهتم لأمره، وتعطيه هذه الفسحة من الوقت دون لوم أو معاتبة.
2- كما أن الرجل يصمت عندما يكون متعباً، ويحتاج فترة من الراحة للاستجمام واستعادة الطاقة. المرأة عندما تكون متعبة تعبّر بصوت عال وتتكلم بطلاقة عما يتعبها ثم عندما تخرج ما بداخلها ترتاح. لكن الرجل لا يستخدم هذا الأسلوب.
- كيف تتصرف الزوجة في هذه الحالة؟
لا تطلب المرأة من الرجل أن يعبّر عن ما بداخله عندما يكون متعباً ولا تستقبله من دخوله إلى المنزل بكمّ من الأسئلة:"كيف كان نهارك، ماذا فعلت، خبّرني.... آه لو تعلم ماذا فعل الأولاد.. فلان قال، حدث ذلك..." هذا يزيد من تعب الزوج، وقد يدفعه إلى الصمت أكثر للتهرّب من الحديث وللاستراحة.
هنا على الزوجة أن تعلم عند دخول الزوج إلى المنزل لا تستقبله بالأسئلة، بل تستقبله بالترحيب والملاطفة، وتحرص على أن تجهّز نفسها في كل يوم بطريقة مختلفة وجديدة لحسن استقباله ( زينة- عطور- ترتبّ كلامها العاطفي- تفاجئه بهدية أو موقف ما..) فذلك يسرّع من خروج الرجل من صمته، بل عندما يرى زوجته بهذه النفسية المرحة والمتفهمة فهو سرعان ما يستعيد نشاطه ويبادلها المشاعر والحوار. وكم جميل أن تهتّم الزوجة بتأمين الجو الهادىء لراحة زوجها من التعب مثال تجهّز حماما ساخنا، ترتب الغرفة بطريقة ناعمة، تجهّز طعاما يحبه، تفعل له أشياء يحبها يطلبها منها.. و تشعره بأنها تقدّر تعبه وتمدحه ..وتنتظر استعادة نشاطه للحديث معه.
3- انشغال تفكير الزوج لفترات طويلة في قضايا العمل ومسؤولياته، فهذا الانشغال الفكري يدفعه للصمت والانغلاق في دائرة واحدة من التفكير ألا وهو العمل واهتماماته.
- كيف تتصرف الزوجة في هذه الحالة؟
تستطيع الزوجة أن تتحيّن الفرص والأوقات المناسبة للحديث معه ومناقشته في مشاكله واهتماماته. ولا بدّ للزوجة أن تتعلّم الأسلوب التشويقي والجذّاب لنقل الزوج من دائرة التفكير المغلقة إلى الحوار معها، ومن هذه الأساليب:
-أن تتعلّم الزوجة هواية الزوج، أن تحبها وتشاركه فيها.
-أن تختار المواضيع الشيّقة التي تجذب الزوج وتكون محور اهتمامه.
-أن تتحدث بأسلوب تشويقي يتخلله طرح أسئلة مفتوحة، مثال: "هل تعلم ماذا حدث؟ ماذا تقول أنت؟"، أن تدخل عنصر المفاجئة في حديثها، أن تدخل عنصر الفكاهة والمرح في الحوار.
-تعرض عليه مسألة معقدّة أو مشكلة ما وتطلب منه المساعدة في حلّها.
هذه الأسباب التي ذكرناها سابقاً لصمت الزوج هي أسباب طبيعية، لكن يوجد أسباب أخرى تدفع الزوج للصمت منها:
-سماع تعليق خاطىء واستهزاء من زوجته عندما يتحدث وفي كل مرة.
- مقاطعته كثيرا عند الكلام.
- إصدار الأحكام المسبقة على حديثه قبل الإنتهاء من الكلام.
- الاتهام المباشر واللوم والتهكّم أثناء الحديث معه.
- تسخييف ما يطرحه من حديث أو يقترحه من حلول ومشاريع.
- أن تشعره الزوجة أنها تفهم أكثر منه في الموضوع الذي يحاورها فيه أو أن تلجأ إلى تصحيح معلوماته أو تحقّره بذلك.
- أن لا تبدي الزوجة اهتماماً لما يطرحه من حديث..
هنا يصمت الرجل غضبا أو دفاعاً عن نفسه أو للحفاظ على نفسه من الزوجة، وهذا الموقف له آثار سلبية على العلاقة الزوجية، ويجب على الزوجة أن تراجع نفسها ، هل تقوم بمثل هذه التعبيرات أثناء حديث زوجها؟ وإلا فهي المسؤولة عن صمت زوجها، وعليها أن تغيّر هذا الأسلوب الخاطىء في الحوار ليتغيّر حال الزوج معها. وأن تستبدل ذلك بتعابير المدح والتقدير والثناء، وتشعره بحاجتها إليه، وأن تعبّر له عن ثقتها فيه.
في حال لم تستطع الزوجة أن تخرج زوجها من صمته بعد تطبيق كل الأساليب المطروحة سابقاً، يمكنها إذا أن تصارحه بحاجتها للحوار معه وتضررها من صمته، وأن تناقش معه ماهي الوسائل المساعدة لكي يتخطوا هذه المشكلة.
ب- لماذا المرأة تثرثر وكيف يتصرف الزوج في هذه الحالة؟
1- سبق وذكرنا في هذا البحث عن حاجة المرأة الدائمة للحوار، وأنها عندما تتحدث فهي تتواصل مع الآخرين وبالتالي تشعر بقيمتها الذاتية.
-كيف يتصرف الزوج في هذه الحالة؟
هذه الثرثرة تتعالج بالمصارحة والاتفاق بين الزوجين، قد يعبّر الزوج لها أنه باستطاعته أن يصغي إليها لفترة محددة وعندما يتعب يقول لها ذلك، ويستأذناها للمقاطعة والاستراحة على أساس أن يكملا الحديث في وقت لاحق. وقد يتفق معها على أن يدير الحوار، ويقسّما المواضيع المطروحة على أن ينهيا كل موضوع على حدة.
2- قد تكثر المرأة من الكلام في حالات أخرى، نذكر منها: يكون لديها وقت كبير تقضيه لوحدها، أن يكون عندها وقت فراغ كبير لا تستثمره في أعمال مفيدة.
- كيف يتصرف الزوج في هذه الحالة؟
هنا يجب الاتفاق بين الزوجين على وسائل معينة للإستفادة من وقت الفراغ، أو كيف تخفف الزوجة من تمضية الوقت لوحدها، حيث يعد الزوج والزوجة برنامجاً من النشاطات والأعمال المفيدة التي تساعد الزوجة على الاستفادة من وقتها وتفريغ طاقاتها. وقد يقترح الزوج على أن يتشاركا في أعمال واحدة مشتركة يحققان فيها المزيد من التواصل بينهما.
3- تكثر الزوجة الكلام لأنها تشعر بعدم اهتمام الزوج لها وبعدم تقديرها، لأن الزوج لا يعطي لها الوقت الكافي لأن يجلسا مع بعض أو يخصصا وقتا بمفردهما. وتكثر الكلام لإثبات ذاتها لأنها مهمّشة بالنسبة للزوج..
- كيف يتصرف الزوج في هذه الحالة؟
هنا على الرجل أن يتساءل كيف يتصرف مع زوجته؟ هل يقلل من شأنها؟ هل يهتّم بها حقاً؟ والعلاج المقترح لهذه الحالة أن يحرص الزوج على تخصيص وقت محدد للإصغاء للزوجة والسماح لها بالتعبير الحرّ عن ما يدور في خاطرها و ما تكن من مشاعر.. وقد ينظّم وقته على أن يحدد ساعات في الأسبوع للزوجة للإصغاء لها، أن يخرجا للتنزه معاً .. ومن المهم أن يعبّر لها الزوج عن تقديره لها في الأمور الصغيرة والكبيرة التي تقوم بها الزوجة لخدمته ولخدمة الأسرة، وأن يكافئها بالعطايا والهدايا المختلفة.
في ختام هذا البحث لعلّ قائلا أن يقول في ظلّ هذه الفروقات المتناقضة بين الزوجين لا يمكن أن ينسجم الرجل والمرأة وأن يقيما علاقة زوجية ناجحة! هذا مفهوم خاطىء بل علينا أن نفهم هذه الفروقات وأن نتعلّم كيف نتعامل مع الطرف الآخر. ولنعلم أن هذه الفروقات لا يوجد فيها أفضلية أي لا يمكن أن نقول إن الرجل أفضل من المرأة في أمر ما أو المرأة أفضل منه بأمر آخر.. أو أن الرجل على صواب والمرأة على خطأ ونعمل هكذا على التفضيل ثم محاولة تغيير الآخر. هذه المفاهيم خاطئة ومدمّرة بل يجب علينا أن نقبل الآخر كما هو وأن نعمل على التكيّف وإيجاد السبل الناجحة لتحقيق التواصل الفعّال مع الطرف الآخر.
كيف نتعامل مع هذه الفروقات؟ وكيف نحقق هذا الانسجام؟ هذا ما ينقلنا لشرح عملية الحوار البناّء والناجح بين الزوجين.
رابعاً: عملية الحوار البناّء والناجح بين الزوجين.
حتى تنجح عملية الحوار بين الزوجين علينا أن نصحّح المفاهيم الخاطئة أولاً ثم نتعلم تقنية الحوار:
أ- تصحيح المفاهيم:
-أن لاتضغط المرأة على زوجها ليتكلم، أن لا تصبح دائمة الشكوى من أنه لا يكلمها، أن لا تسيء تفسير موقفه من عدم الكلام، أن تتقبل صمته.
- أن يتفهم الزوج حاجة الزوجة للكلام والشكوى، ويفهم حاجتها لأذن صاغية. أن يعرف كيف يستمع لها دون أن يعطي الحلول.
-الصراحة التامة والمناقشة الهادئة الموضوعية.
-احترام رغبات وخصوصيات الطرف الآخر.
-عدم التصريح بالنقض وإظهار العيوب أثناء الحديث.
-الامتداح والتقدير واستخدام الدعم العاطفي المتبادل أثناء الحديث.
-أن يتفّهم الطرفان طريقة استخدام اللغة الخاصة بكل منها، وأن يفهم ما يقصده الطرف الآخر بمنظار المتكلم.
-عدم المقاطعة والسخرية أو الاستهزاء أو استخدام عبارات الشتم واللوم أثناء الحديث.
-عندما يتحول الحوار إلى شجار، الأفضل إنهاؤه والاتفاق على موعد لاحق للمناقشة.
-غيّر مكانك..إذا لم يهدأ الغضب.. حاول أن تبتعد عن مكان النقاش حتى تهدأ الأمور ثم ليقبل أحدهما إلى الآخر وليقبّل رأسه.
-عدم الاستعلاء أثناء الحديث وإبراز تقصير الآخر أو ضعف الآخر في النقاش أو الحوار.
ب- تقنية الحوار الناجح:
?ماذا نستعمل في الحوار؟
1-الأذن
2-اللسان
3-النظر
4-حركة اليدين
5-نبرة الصوت
6-اللمس
7-السكوت
8-مكان الحوار
لذلك عندما نتحاور علينا أن ننظر بشمولية للمتحدث أن نصغي إليه ليس لحديثه فقط إنما نصغي للغة جسده، وإن حسن اختيار المكان للحوار والزمان لهما الأثر الكبير في تحقيق الإنسجام بين الزوجين.
? كيف ينجح الحوار؟
1-الإصغاء، الإصغاء، الإصغاء للمتكلّم.
2-تقبّل كل ما يطرحه الآخر من دون تعليق على ذلك.
3-اطرح سؤالا مناسباً للإطلاع على كل الجوانب.
4-ابتعد عن استعمال "أنا" واستبدلها ب"نحن".
5-تأكد من أن الطرف الآخر استطاع أن يعبر عن كل ما يعانيه بصراحة وحرية.
6-استخدم جمل المتلكم نفسها للتأكد من فهم قصده أو للاستفسار عن ما يعنيه.
7-لا تستعمل تعابير تدل على انعكاسات ذاتية لما تراه أنت مناسبا من الطروحات.
8-لا تسعى لتحقيق أهدافك أنت أو ما ترضاه.
9-إذا أصر الآخر على موقفه حاول أن تتفهم دوافعه وبين له إيجابية وسلبية قراراته.
10-اكسب دعمه لا تأمره، امنحه التقدير والثناء والعاطفة.
11-لا تعطي رأيك أو النصيحة إلا إذا سئلت وبعد أن تستوفي كل الجوانب.
12-أفضل نتائج للحوار هو أن يستنبط الطرف الآخر النتيجة المستحبة من ذاته هو لا أن تفرض عليه فرضاً.
يوجد وسائل كثيرة أخرى لتعلّم الحوار مثال: قراءة كتب مختصة بذلك، حضور الدورات التدريبية، الحلقات الحوارية.. وليس المهم فقط أن نتعلم بل الأهم أن نمارسه ونصحح أخطاءنا في ذلك، ولا يلقي أحد اللوم على التربية! أو لا أستطيع أن أتغيّر، فهذا أنا!
إن أردت أن يتغير وضعك أو أن يتغير الطرف الآخر فابدأ أنت بنفسك أولاً، ففاقد الشيء لا يعطيه..

ولــــd
08-12-2005, 12:57 AM
مـن هي المـرأة التي تجـذب الرجـل؟

* هدي المهدي‏:‏

ونحن في بداية القرن الحادي والعشرين ماذا يريد الرجل من المرأة؟ هل يريدها فاتنة وشقراء في جمال بريتني سبيرز؟ أو سمراء جذابة مثل جينفر لوبيز؟
وهل الجمال هو الصفة الأساسية التي تجذب الرجل نحو المرأة في عصر السرعة وجنون الاسعار وتعدد المسئوليات؟ تجيب علي هذه التساؤلات أستاذة علم الاجتماع البريطانية‏(‏ ليندا جونسون‏)‏ فتقول‏:‏ بعيدا عن الفاتنات المعروضات علي صفحات المجلات‏,‏ وشاشات الفضائيات فالشكل لم يعد الهدف الأساسي الذي يبحث عنه الرجل في المرأة‏..‏ فالرجال لم يعودوا سطحيين في تقييمهم للطرف الآخر ولا يريدون من المرأة ان تكون تحفة يتطلعون إليها عندما يعودون إلي المنزل‏,‏ بل يتطلعون إلي شريكة ذكية تساعدهم وتشد من أزرهم في معركة الحياة اليومية‏,‏ وتتمتع بخفة الظل والتلقائية التي تخفف عنهم أعباء الحياة‏,‏ وأضافت ان الحياة بين المرأة والرجل لم تعد في غرفة النوم فقط‏,‏ بل في غرفة الأولاد وفي المطبخ وفي الصالون أيضا‏,‏ كما يبحث الرجل في هذا العصر عن المرأة الند التي تناقشه ويختلف معها في الآراء وصاحبة الأفكار القوية التي يعتمد عليها في مسئولية اسرته‏.‏ كما أكد بحث بريطاني شمل‏500‏ سيدة حول المرأة التي تجذب الرجل في هذا العصر أن الصفات التي يريدها الرجل في المرأة الآن هي‏:‏
ـ القوة في التعبير والمواجهة‏.‏
ـ مبتسمة لا تحب النكد ودمها خفيف‏.‏
ـ عفوية وتلقائية وفي نفس الوقت عقلانية وذكية‏.‏
ـ لا تستخدم الماكياج بكثرة‏.‏
ـ ناصحة ترفع أمام الرجل شعار‏:‏ أعرف ما تريد أي‏(‏ تفهمها وهي طايرة‏).‏
ـ لا تعرف الكذب‏,‏ شجاعة‏,‏ صريحة‏.‏
ـ تعرف كيف تبدو في مظهر لائق بدون الرجل‏.‏
والنصيحة التي تقدمها ليندا جونسون للمرأة ان تكون غامضة في بداية علاقتها بالرجل لينجذب نحوها وبعد الزواج اجعلي حياتك مليئة بالمفاجآت والتجديد‏.‏

ولــــd
08-12-2005, 12:58 AM
الرجل والمرأة وضياع مفاهيم التكامل في العصر الحديث

لربما يتمنى الرجال البقاء في العصر الجاهلي أو الأقرب فالأقرب منه أو بالاحرى لا يحب عصر التنوير والعلم والحريات والحقوق لأنه العصر الذي سلب منه رجولته التي يعتز بها ويفتخر ويتباهى بامتلاكها حيث قوة العضلات وسرعة الحركة، والاعتداد بالنفس والميل إلى التصرف بجرأة وإقدام في كثير من المواقف، والتصدي لتحمل المسؤولية وغيرها من الأعمال التي يقدمها لأسرته وأولاده مما تجعله يحس بقيمته وقيمومته في العائلة وأنه رئيسها ومديرها وعليه أن يتكيف مع تبعاتها.
لأن الذي حصل في زمن التنوير والحريات أن طالبت المرأة المساواة بالرجل في كل شيء حتى في الأعمال الثقيلة والمجهدة والرياضات العنيفة كالملاكمة والصناعات والحرف القذرة والصعبة التي كانت متروكة للرجل وتحفظ ماء وجهه، فلم تعد بحاجة الرجل في أي شيء بل ربما هي صرفت على الرجل.
بل إثبات ضعف الرجل بيولوجياً وذلك بالاعتماد على إحصائيات بأن الرجال أكثر عرضة للأمراض في جميع مراحل الحياة (بما في ذلك الطور الجنيني) وأكثر حساسية تجاه الوسط المحيط، فإذا وجد في لحظة الحمل (120 – 130) طفلاً ذكراً مقابل (100) أنثى، فإن النسبة تنخفض لحظة الولادة إلى (106) أطفال من الذكور مقابل كل (100) أنثى وعند الوصول إلى مرحلة الخطوبة فإن النسبة تصبح (1) إلى (1) تقريباً، وتؤكد تلك الأرقام العالمية المنشورة عن متوسط عمر الرجل ومتوسط عمر المرأة في مختلف دول العالم، وكلها تؤكد أن متوسط عمر المرأة أعلى من متوسط عمر الرجل.
إذن إحساسها بالقوة والتفوق على الرجل هي ما يدفعها إلى المشاجرة مع الرجل بل والعنف ضد الرجل كما عليه الإحصائيات الجديدة في العالم من ازدياد العنف الأسري من النساء ضد الرجال يشمل كسر اليد والرجل وشج الرأس بل ربما القتل في غير قليل من الحالات.
فهل عصر العلم عصر مأساة الرجل وضعفه وخيبته؟
وهل المرأة سعيدة بحريتها المطلقة في هذا العصر؟
كشفت إحصائية لرصد اتجاهات الأمريكيين أن (80%) من الأمريكيات يعتقدن أن من أبرز النتائج التي نتجت عن التغير الذي حدث في دورهن في المجتمع، وحصولهن على الحرية: انحدار القيم الأخلاقية لدى الشباب هذه الأيام.. وقالت المشاركات في الاستفتاء أن الحرية التي حصلت عليها المرأة خلال السنوات الثلاثين الماضية، هي المسؤولة عن الانحلال والعنف الذي ينشر في الوقت الحاضر. ولدى سؤال المشاركات وعددهن يزيد على (400) امرأة: هل تتمنين أن تكون ابنتك مثلك؟
أجابت (60%) منهن بالنفي، وقالت (75%) من اللواتي شاركن في الاستفتاء أنهن يشعرن بالقلق لانهيار القيم التقليدية والتفسخ العائلي، وقالت (66%) منهن أنهن يشعرن بالكآبة والوحدة.
وبالنسبة للنساء العاملات، قالت (80%) منهن أنهن يجدن صعوبة بالغة في التوفيق بين مسؤولياتهن تجاه العمل، ومسؤولياتهن تجاه المنزل والزوج والأولاد، وقالت (74%) أن التوتر الذي يعانين منه في العمل ينعكس على حياتهن داخل المنزل، ولذلك فإنهن يواجهن مشاكل الأولاد والزوج بعصبية، وأية مشكلة مهما كانت صغيرة، تكون مرشحة للتضخم.

ولــــd
08-12-2005, 01:00 AM
أمراض نفسية تدفع إلى الزواج العرفي

دراسة علمية أجريت في مصر عن جملة من الأسباب الأسرية والاجتماعية تؤدي إلى إقدام الشباب خاصة طلاب الجامعات على الزواج العرفي، وقالت الدراسة التي حصلت بها الباحثة دنيا البرنس عبدالرحمن على درجة «الماجستير» من جامعة الزقازيق المصرية إن هناك علاقة وثيقة بين التفكك الأسرى .وغياب القدوة واضطراب العلاقات بين طالبات الجامعة وغياب الوازع الديني وتحدي التقاليد والأعراف والآداب الاجتماعية وبين الإقبال على الزواج العرفي. وانتهت الباحثة إلى تعريف متكامل للزواج الذي جعله الخالق عز وجل نظاما إنسانيا واجتماعيا يحفظ النسل وميثاقا مقدسا يصون كرامة البشر «المرأة والرجل».. ويستقى هذا التعريف من المصدر التشريعي والتاريخي والقانوني واللغوي، فكل واحد من الرجل والمرأة يسمى «زوجا» ويقال للاثنين زوجان.
وهذا التعريف وهذه المسئولية الشرعية ـ كما تقول الباحثة ـ إنها لم ترد على ذهن أي من الذين يسعون وراء «الزواج العرفي» لأنهم لم يفكروا في تكوين الأسرة ولم يضعوا في ذهنهم أن هذا الزواج على نية التأبيد والاستمرار ولم يضعوا في ذهنهم أنه مسئولية، وأنه يمكن أن يأتي بثمار وهم الأبناء ضحايا هذا الزواج الذي يؤدى بمن يقبل عليه خاصة الفتاة أن تقوم بعمليات إجهاض، أو قد تنهى حياتها بالقتل إذا تبرأ الزوج من الوليد، أو إذا عجزت عن الإنفاق عليه أو خشية افتضاح أمرها. وفي كل الأحوال حتى لو لم يثمر هذا الزواج أطفالا فقد وضعت نفسها في موقف يجلب عليها اللعنة وغضب الخالق سبحانه وتعالى والفضيحة والعار لأسرتها وفيه إهدار لكرامتها كأنثى أو امرأة كرمها الله ووضعها في مكانة عالية، لكنها أبت أن تكون من المكرمين، وهبطت من أجل نزوة ومتعة غير مسئولة لتدنس نفسها مع شاب منحرف ضاربة كل التقاليد والأعراف عرض الحائط ودون مبالاة.
وقد تبين للباحثة أن الفتاة تواجه مشكلتين أساسيتين في الزواج العرفي، وهما عندما ترغب في رفع دعوى تطليق عندما يرفض الزوج طلاقها ويمسكها ضرارا أو عند إثبات هذا الزواج وفي حالة وفاة الزوج حيث تفقد حقوقا عديدة، أو لإقرار النسب إذا أنكر الزوج الاعتراف بطفل الزواج العرفي.
العرفي والبناء النفسي
وتقول الباحثة إنه من خلال دراسة الحالة النفسية والسمات الشخصية من خلال استمارة البحث التي قام بتحليلها مجموعة من أساتذة الطب النفسي تبين أن إقبال الشباب والفتيات على الزواج العرفي يرجع إلى عوامل نفسية عديدة أهمها: اضطراب البناء النفسي للشخصية، حيث يغلب عليهم الطابع العدواني، فهم ليس لديهم قيمة أخلاقية أو ضمير يحثهم على التمسك بالآداب والسلوك القويم بل يتصفون بالتمرد والاندفاع والتمركز حول الذات والتملك والأنانية.
وعدم الصبر على تحقيق الآمال والطموحات، فهم يتعجلون إشباع حاجاتهم النفسية والمادية، دون النظر إلى عادات المجتمع، كما أنهم يفتقدون إلى القدوة والوازع الديني. ومن خلال بعض الحالات تبين أيضا أن اختلال العلاقات الأسرية وافتقادها للثقافة والوعي والحوار الدافئ العائلي يجعل الأسرة مشتتة ومن ثم تصبح قرارات الأبناء منفردة نتيجة فشل الأبوين في التربية، فالزوج من جانبه لا يرى مسئولية تقع على عاتقه سوى تدبير نفقات المعيشة..
والأم تحاول توفير الواجبات المنزلية دون الاهتمام ببث القيم الأخلاقية والمبادئ الإنسانية والثقافة والمعرفة وبناء الضمير للأبناء، وهو ما يؤدي إلى خلل في العاطفة وعدم النضج العاطفي، وقد يؤدي ذلك إلى انهيار المكون المعنوي للشاب أو الفتاة ويميل كلاهما إلى الانحراف والجموح إلى النزوات وتفريغ الكبت الداخلي بتعجيل إتمام العلاقة العاطفية، والتي تدعوهما عند كشفها إلى التضحية بالأبناء إما بالقتل أو الانتحار.
وتأتي الدراسة بعينات من المتزوجين عرفيا كشفت عن وجود أسباب اجتماعية واقتصادية وسياسية وراء إصابة هؤلاء بحالات وأعراض نفسية، فهناك الرجل السيكوباتي الذي يميل إلى العدوانية ويرفض تقاليد المجتمع وأعرافه، وهو يسعى لتكرار مثل هذا الزواج، وقد يكون مرتبطا بزوجة أو أكثر زواجا شرعيا، ومع ذلك يلجأ إلى الزواج العرفي!
أيضا حالات أخرى تبين معاناتها من بعض الأعراض الهستيرية والميل للنرجسية وهناك من افتقد إلى الحنان والعاطفة والحب داخل الأسرة وخارجها سواء في محيط الأصدقاء أو المدرسة أو الجامعة، وقد تؤدي الخلافات الأسرية وتردي الحالة الاجتماعية والثقافية إلى تدهور الحالة النفسية للأبناء، وهو ما أكدته أحدث الأبحاث الأميركية في مجال الأسرة من أن الطفل الذي ينشأ في أسرة تكثر بها الخلافات ينشأ نشأة غير سوية نفسيا ومعنويا..
فضلا عن قتل الطموحات وافتقاد الأمل في المستقبل لارتفاع نسبة البطالة بين الشباب وتردى وانخفاض الحالة الاقتصادية مع ارتفاع تكاليف الزواج، وهى عوامل قد تساعد على ظهور أعراض اكتئاب «مؤقتة» قد تزول بزوال وانفراج هذه العوامل واحدة تلو الأخرى.

ولــــd
08-12-2005, 01:02 AM
تحليل لمفهوم المودة والرحمة في الزواج

* رضا نجاد

لو كان عند الله لبني الإنسان شيء خير من الدين لأرسله إليهم عن طريق الأنبياء بدل الدين. ومن جملة ما يدلّ على أن الله تعالى أرحم الراحمين هو أنه عزوجل لا يحرم الإنسان ـ الذي يجلب لنفسه المصائب ويقترف الآثام بيده ـ من رحمته، وما من أمة إلا وقد أرسل الله إليها نذيراً. فقد قال تعالى: (وإن من أمة إلا خلا فيها نذير). وما من أمة إلا وقد جاءها معلم أخلاق (ولكل قوم هاد).
أما المودة والرحمة التي تتحقق في ظل الزواج فالمراد منها هو أن الزواج إذا سار على نفس الوتيرة الطيبة المقدسة، والجذابة التي كان عليها من قَبل، فذلك يعني أن الرجل قد نال ما كان يصبو إليه من أمر الزواج، وأن المرأة حصلت فيه على ما كانت تحلم به، وإلا فستشعر المرأة حينذاك بأنها قد فقدت الجوانب الإيجابية التي كانت تستشعرها في الحياة مع والديها، وأخذت تتجرّع حالياً غصص الحياة الزوجية. ويرى الرجل أن الحياة التي كان يحلم بها قد أمست سراباً، وإذا بالزوجة التي كان يأمل منها أن تكون بمثابة الأم قد بدت زوجة أب، ولم تتحقق هناك الأمانة ولم يحصل أي رباط مقدس في هذه الحياة الزوجية.
ومع أن القرآن الكريم يؤكد على أن الله تعالى أرسل الأنبياء مبشرين ومنذرين، يبشرون الأخيار وينذرون الأشرار، ولكنه في الوقت ذاته ينصّ على: (وإن من أمة إلا خلا فيها نذير). وهذه الآية تشير فقط إلى جانب التخويف والإنذار فقط. وهذا المطلب ينطوي على معنى جدير بالتأمل.
روي عن الإمام علي (ع) أنه قال: ((اللهم إني لم أعبدك خوفاً من نارك ولا طمعاً في جنتك، لكن وجدتك أهلاً للعبادة فعبدتك)). ولكن يستدلّ من الدراسات والتحقيقات التي أجريت في هذا المجال أن أكثر الناس المتدينين يعبدون الله خوفاً من ناره، وهناك عدد أقل منهم يعبد الله طمعاً في جنته، ولا يوجد إلا عدد قليل من أمثال الإمام علي، ممن يعبد الله انطلاقاً من كونه أهلاً للعبادة. ويفهم من هذا أن معظم الناس يخافون، ولهذا يجب تقديم النذير على البشير. وعلى كل الأحوال فإن عدم مداراة الزوج بالشكل الصحيح، وعدم رعاية الزوجة كما ينبغي لا مكان لهما إلا في جحيم الحياة الدنيا، وهو مكان لا وجود فيه للمودة والرحمة، ولا ينالهما منه في الآخرة إلا نار الغضب الإلهي.
لا شكّ في أن المرأة المسلمة تلتزم بالأحكام الإسلامية حتى في حياتها الاجتماعية، وهي حتى وإن اضطرتها الظروف إلى مجاراة العادات الاجتماعية السائدة بين الآخرين، فإنها لا تتخلى عن موقفها الإسلامي. والإسلام ثروة تأخذها المرأة معها إلى دار الزوجية، وتشترك مع زوجها المسلم في تكوين أسرة مسلمة، وتحافظ على طابع الاعتدال في المهر وفي سائر القيم الإسلامية كمّاً وكيفاً.
عندما تذهب المرأة المسلمة إلى بيت الزوجية يجب أن لا يتعلق قلبها بزوجها فقط، وإنما يجب أن يتعلق بالإسلام أيضاً. وكذلك الرجل يجب عليه أن ينظر إلى هذه الحقيقة وهي أنه إذا كان من المقدّر أن تكون هناك علاقة مودة ورحمة بينه وبين زوجته، فلابد أن هناك بينه وبين الإسلام علاقة أخرى على غرار هذه العلاقة. وهذه المحبة ليست ذات جانب واحد. لأن المحبة ذات الجانب الواحد لا قيمة لها، بل إن كل مَن يحب الإسلام، فإن الإسلام يحبه أيضاً. وهذه المعادلة ذات الطرفين موجودة في كل مكان، فمن يتوب يتوب الله عليه، ومَن ينصر الله ينصره، ومَن يحبّ الله يحبه الله.
وحتى إذا لم تتحقق بين الرجل والمرأة المودة والرحمة ولم يكن زواجهما من ذلك الطراز الذي يجلب عليهما المودة والرحمة، فإنهما لا يخرجان عن الإطار الإسلامي، لأنهما متزوجان بعقد الإسلامي ولا يفترقان إلا بطريق إسلامي، أما إذا لم تكن العلاقة بين الزوج والزوجة علاقة حسنة، فمعنى ذلك أنهما لا يراعيان أحكام الإسلام، ولا يطبقان تعاليمه في حياتهما، وحتى إذا كان للإسلام في حياتهما ثمة وجود، فلا يعدو أن يكون مزيجاً من تعاليم الإسلام وآرائهما الشخصية.
جاء في القرآن الكريم أن الله تعالى خاطب الرجال بقوله: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون).
أودّ أن ألفت انتباهكم هنا إلى النكات التالية: إن الباري تعالى لم يقل في هذه الآية: آيات لقوم يعبدون، أو لقوم يعملون صالحاً، أو يقاتلون في سبيل الله، أو يتاجرون، بل قال لقوم يعقلون.
إن الأشخاص الذين يستعملون المخدرات لاستجلاب السكينة لأنفسهم يتصفون بروح مبدعة، فهم بعدما يعجزون عن تطبيق إبداعهم في البيئة التي يعيشون فيها، وبعدما يتضح لهم ضعفهم عن مجاراة الأجواء التي يعيشون فيها، ينقلبون إلى أنفسهم، فيتخذون منها خصماً لهم. ولهذا نلاحظ أنهم في الحقيقة لا يحققون لأنفسهم السكينة. نلاحظ أن أرذل القوى الشيطانية تظهر النساء أحياناً بشكل مخدر للرجال. والواعون من أصحاب الفكر فقط يدركون أن تلك القوى إنما تسلب من النساء ـ بواسطة هذه الأساليب ـ مقدرتهنّ في الخَلْق والإبداع. والموضوع الذي يشير إليه القرآن بقوله: (خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها) هو الذي يفهم أصحاب الفكر ما هو المقصود منه، المقصود منه علاقة الرجل والمرأة في إطار الخَلق والإبداع. ويفهم من هنا أن المرأة ـ في رأي القرآن ـ كائن قادر على الإبداع وبناء الحياة.
وصف الله الجنة بأنها موضع للسكينة التي تنال بعد العمل. وهذا المعنى ينسجم إلى حد بعيد مع قول الرسول (ص): ((الجنة تحت أقدام الأمهات)) إذ أن الجنة والمرأة كليهما تُشعران الإنسان بالسكينة، لأن عملهما يصبّ في إطار رضا الله.
يجب أن يكون للرجل موئل يمنحه السكينة، وتلك هي امرأته. وإذا لم يشعر الرجل، ولم تشعر المرأة بالسكينة في المنزل، فإن ذلك المنزل يتحول من جنة إلى جحيم عليهما. ونلاحظ أن القرآن يتحدث ـ بعد ذكر السكينة ـ عن موضوع المودة والرحمة، لأن السكينة تستجلب من ورائها المودة ومن بعدها الرحمة. وهذا على غرار إشارة القرآن الكريم إلى أن منازل الجنة ذات مدارج متفاوتة.
إذا لم يحصل الرجل على السكينة لدى المرأة ـ التي تتصف عادة بالإبداع والخَلْق والمقدرة على تسكين الرجل ـ قد يلجأ إلى المخدرات أو إلى النساء اللائي يتصفن بالمقدرة على تخدير النساء بالرجال والرجال بالنساء.
يشير القرآن الكريم إلى أن الذكر والأنثى خُلقا من جنس واحد لكي تتكوّن بينهما مودة ورحمة. ولم يحصر المودة بالرجل ولا الرحمة بالمرأة، وإنما جعلها مقاسمة بينهما ((بينكم)). فالمودة هي الحبّ الذي يحمله أحدهما تجاه الآخر، ويكون على درجة من الفاعلية بحيث يبقى تأثيره موجوداً أثناء غيابهما وحضورهما، ويكون مبعث سرور لهما عندما يلتقيان، ولا يحمل أحدهما في قلبه للآخر إلا الخير. ويستشف من الأحاديث الشريفة أن هذه المحبة موجودة في القلب وجارية على اللسان، والجانب الكامن منها أقوى وأكثر من الظاهر. وفي مقابل هذه المودة هناك: الشجار والصراع والعداء والبغي والتمرد.
أما كلمة الرحمة التي تعني ـ من قبل الخالق ـ : الفضل والإحسان والكرم، وتعني ـ من قبل الإنسان ـ : الرأفة والعطف، فقد وردت إلى جانب كلمات أخرى في القرآن الكريم مثل (صلوات ورحمة، مغفرة ورحمة، هدى ورحمة، وإماماً ورحمة، ورحمة ورضوان، ورحمة الله وبركاته، شفاء ورحمة، ورأفة ورحمة). وتختلف الرحمة عن المودة في أن الرحمة عندما تحلّ تدفع كلّ الضرّاء والسوء والعذاب والنقمة.
وفي ضوء ما مرَّ ذكره فإن الزواج يعني الربط بين جسمين منفصلين كلياً من أجل أن يحصلا على اللذة والراحة ويشعرا بالاستقرار والسكينة، وهذه السكينة لا تتعدى طبعاً ذلك النوع الحيواني المؤذي. أما إذا كانت هذه العلاقة الجنسية مقرونة بالحب، ينتفي تلقائياً مفهوم الإثم المرتبط في عرفنا بالعلاقات الجنسية. وتصبح المرأة ذات معنى آخر بالنسبة للرجل، ويزداد الكمال الجنسي مع تزايد الجماع، ويتحقق عندئذٍ كلّ ما يطمح الإنسان إلى تحقيقه من خلال الزواج، وهو: المودة والرحمة. وهناك معنىً خفياً يكمن في تقديم القرآن لكلمة المودة على كلمة الرحمة، وذلك لأن المودة بمثابة الوضوء والطهارة والاستعداد، والرحمة بمثابة الصلاة والعروج. وما لم يكن قلبا الرجل والمرأة مليئان بالحب والمودة لبعضهما الآخر سواء في الغياب أو في الحضور، من المستحيل أن يرتبطا بأواصر المنفعة العملية الاجتماعية والأخلاقية، أو ينجحا في تحقيق السعادة المنشودة. ومن هنا فقد اعتبرت الآية الكريمة المذكورة آنفاً الرجل والمرأة متساويين في حصيلة السكينة والمودة والرحمة التي يجنيانها في ظلّ الزواج.
المودة أرض خصبة لإنبات بذور الرحمة، فإذا انعدمت المودة فليس من رحمة. والرحمة تأتي كحصيلة للمودة. والمودة ـ التي هي بمثابة الغرس ـ يجب أن يكون موسمها معلوماً كما هو الحال بالنسبة للفلاّح الذي يعلم متى وأين يبذر البذور، ومتى يسقي كي يحصل على خير جنى.
فإذا عرفت أن المودة تعني المحبة التي تضطرم في القلوب وتكون متبادلة بين الجانبين، أي أن الجانبين يحب أحدهما الآخر، وقد جبل عليها كلاهما بشكل متساوٍ، وهي دائمة لا انقضاء لها، تنبه أيضاً إلى المودة التي وصفها الرسول بأنها الوشيجة بين أهل بيته وبني أمته، وذكر في آية المودة في القربى أنهما يحب أحدهما الآخر.
إذا كان هدف الزواج هو قضاء الشهوة الحيوانية، وإيجاد السكينة بمعناها الحيواني، فهو مجرد علاقة بين أجساد ميتة. بيد أن مراحل المودة والرحمة تأتي كنتيجة لتواصل المبارك بين القلوب، وهي على درجات ومراتب تبدأ من المودة بين الزوج والزوجة حتى تصل إلى المودة بين الرب وعبده الذي يكون قلبه خالياً إلا من حبّ الله. المودة ـ كما سبقت الإشارة ـ تكون ذات جانبين، وهنا تكون بين العبد وربه، والرمة تكون مقرونة بالهداية والرضوان وما شابه ذلك. وهذه الرحمة لها مراتب ودرجات أيضاً تبتدئ من الرحمة بالأسرة وتتدرج إلى مرحلة رحمة للعالمين، ويه مرحلة خاصة بالرسول الكريم. وقد تجلت هذه الرحمة في الغزوات والمعارك، حيث يروى أنه لم يَقتُل في جميع الغزوات والمعارك إلا شخصاً، أو شخصين على بعض الروايات.

ولــــd
08-12-2005, 01:04 AM
أصول مداراة الزوج في الميزان الإسلامي

* رضا نجاد

ثلما أن مداراة الزوجة عمل لا يتقنه الصبي والرجل الجاهل، فكذلك أصول مداراة الزوج (التبعّل) لا تحسنها المرأة البليدة.
إن الرجل الذي يخوض معترك الحياة، ويخرج منه غالباً أو مغلوباً، لابد أن يكون له ملاذ آمن يأوي إليه ويستشعر فيه الطمأنينة والراحة والسكينة. وليس ثمّة ملاذ أكثر أمناً من الأسرة، على أن لا يكون زمام الرئاسة فيها بيد المرأة، ومن هنا فقد اعتبر الرسول (ص) ذلك الملاذ بداية لاستراحة الرجل ومنطلقاً لجهاد المرأة.
كانت بضعة الرسول فاطمة الزهراء (ع) مثالاً لحُسن التبعّل، إلى درجة أن علياً (ع) متى ما كان يعود إلى تلك الدار المتواضعة، كان يستنشق فيها أنفاس الطمأنينة والاستقرار، ويعوذ فيها عن كل ما كان يلقاه من تنكيل الأعداء وما يسمعه من زفرات الأصدقاء. لقد كانت فاطمة تجسيداً لمبدأ حُسن التبعّل لزوجها، ونادرا ما كان يمضي يوم إلا والرسول (ص) يثني على هذه المرأة التي كانت تؤدي فريضة جهادها على خير وجه.
لقد أوصى الرسول للمرأة بحُسن التبعّل، وأوصى الرجل بأن يبدأ بمن يعول. لأن المرأة لو قالت لزوجها يوماً: لم أجد في دارك خيراً. لن تشمّ رائحة الجنة. وإذا ترك الرجل زوجته وأولاده في عَوْزٍ وفاقة، فلن يكون في مأمن من ضغطة القبر، وإن كان كثير الصوم والصلاة والعبادة.
إن سعادة الأسرة رهينة بكفاءة المرأة وتدبيرها. وإنما قال الرسول (ص): ((الجنة تحت أقدام الأمهات))، وجعل الجنة حيثما تضع الأم أقدامها، فلأن الولد يقتفي آثار أمه، ويضع قدمه حيث تضع قدمها. فيا لها من منزلة رفيعة تكون فيها الجنة إكليلاً على رؤوس الخلائق، وتكون في الوقت ذاته تحت أقدام الأمهات. وإلا فإن جهنم فاغرة فاها تستقبل أياً كان، أباً كان أم أماً أم ولداً.
على المرأة أن تلتفت إلى قول الرسول الكريم (ص): ((قسط ساعة تعدل عبادة سنة)). وذلك لأن السلطان لا يُراد منه كل هذه العبادة وكثرة الصلاة والأوراد، وإنما يراد منه العدل بين الناس وإعطاء كل ذي حق حقه. وأنتِ أيتها المرأة، عليك أن تحسني التبعل لزوجك بحيث تجعلينه يدعو لك في شيخوخته ويقول: جزاك الله خيراً يا زوجتي العزيزة، فأنتِ لم تتركي في قلبي ذكري سيئة، وأنا الآن بعدما جاوزت السبعين من عمري حينما ألتفت ورائي وأنظر إلى الماضي منذ عهد الطفولة حتى يومي هذا، أرى حياتي حافلة باللؤلؤ والمرجان، ولا أحدها زاخرة بالرماد أو التراب. فأنا لم أخلف رماداً، وإنما خلّفت ورائي جواهر.
إذا كان لديك زوج كفوء ودّعيه عند الخروج من الدار خطوة أو خطوتين، وحثّيه ـ بالأسلوب المقبول لديه ـ على الإحسان إلى الناس وأن يعاملهم مثلما يرجو منهم أن يكرموا أولاده ويعاملوهم.
وإذا كان زوجك ربُّ عمل، ودّعيه وأوصيه بالعمّال خيراً، وذكّريه بالله وحضّيه على أن يكون للعمال أباً عطوفاً.
وإذا كان زوجك عاملاً، ذكّريه عند توديعك إياه بأنك إنما تودعينه امتثالاً لأمر الله، وادعيه إلى ذكر الله على كل حال، وأن لا يهمل عمله، ولا يلحق الضرر بأدوات صاحب العمل وأجهزته.
استقبلي زوجك عند مجيئه إلى البيت وسلّمي عليه واستطلعي أحواله، فإن وجدته مسروراً أظهري الانشراح والانبساط، وإن وجدته كئيباً محزوناً واسيه. فقد روي أن رجلاً جاء إلى الإمام وقال له: لدي زوجة كلّما رأتني مكروباً تقول لي: إن كنت مكروباً لأمر الدنيا ... لا جعلها الله من القدر بحيث تغتمّ لها، وإذا كنت مكروباً لأجل الآخرة زادك الله كرباً على كربك. فقال له الإمام: ((والله إن لله في هذه الدنيا موكلين، وزوجتك واحدة منهم)).
عندما تستقبلين زوجك خذي بيده إلى المكان الذي أعددته لراحته وأجلسيه فيه، واسأليه ما يشتهي من الفاكهة والطعام، وانظري هل يريد طعاماً أم يميل إلى الراحة؟ فإن وجدته راغباً في أن تنامي إلى جانبه، لا تمانعي. وإذا كان الأطفال يثيرون الضجيج والصراخ، اسأليه إن كان ضجيج الأطفال يؤذيه؟ وإنما يجب أن توجهي إليه مثل هذا السؤال لأن بعض الرجال يرون في ضجيج الأطفال دواءً لدفع السأم من ضجيج الحياة، ويحبون ضجيج الأطفال.
لا ترفعي صوتَكِ في البيت إلا ساعة مداعبة وملاطفة الأطفال. فالرجل في مثل هذه الحالة لا يزعجه علو الصوت ولا الإكثار من ملاطفة الأطفال، بل ينظر إلى كل ذاك بلذة وارتياح.
وبعد أن يستقر زوجك ابدئي بالكلام معه، فإذا رأيته قليل الجواب فاعلمي أنه لا رغبة لديه في الاستماع أيضاً. ولا تغفلي أن كثرة كلام الزوجة تشويش للزوج وإزعاج له. وكان القانون في الصين إلى ما قبل فترة وجيزة يتضمن مادة قانونية تنص على أن من جملة الحالات التي تبيح للزوج طلاق زوجته هي كثرة كلام الزوجة.
النظافة أصل في غاية الأهمية يجب على الأب والأم رعايته. وقد نهى رسول الله عن رمي النفايات في موضع ما، معتبراً إياه موضعاً لتجمع الميكروبات وحثّ على عدم ترك خيوط العنكبوت عالقة في زوايا الدار. ومن الطبيعي أن الدار المليئة بالقاذورات تصبح بؤرة لتجمع الذباب والحشرات وتصبح بالنتيجة مركزاً لنقل الأمراض.
على المرأة أن تسعى غاية جهدها دون إتلاف شيء من المواد أو رمي شيء منها خارج الدار. وقد سمعت أحد كبار العلماء مرات عديدة يثني على زوجته قائلاً بأنها لا تترك شيئاً يذهب هدراً، وحتى أنها تحلي بذور الدراق ولا ترميها في النفايات.
من الطبيعي أن الشاب يبحث عن دور أمه في زوجته، والشابة تبحث عن أبيها في مرآة زوجها، وكل أب وكل أم يحبان أولادهما بالفطرة. ويجب الالتفات إلى المحبة بين الزوج والزوجة، وإدراك مغزى الآية الشريفة: (وجعل بينكم مودة ورحمة).
يجب على المرأة أن تلتفت إلى ما يميل إليه زوجها من الهوايات والأعمال، فالرجل الضعيف البنية الذي لا يوجد بين أقاربه شخص مفتول العضلات لا يمكنه التسجيل في نادي كمال الأجسام. وإذا لم يكن لدى الشخص الاستعداد الكافي، فلا فائدة من السعي والجهد. وإذا كان هناك استعداد وكفاءة ولكن لم تقترن بالجدّ والعمل فلا أمل في أن تكون الحياة ناجحة. ولا ريب في أن إدراك المرأة لمدى قدرات زوجها هو أفضل وسيلة لتمهيد سبل الرقي والنجاح أمامه.
إن الاندفاع والحرارة التي يثيرها العمل في مَن يرغب فيه يحفزه على اكتساب مزيد من المعلومات عنه، كي يؤديه على أفضل وأكثر نحو ممكن. وهذه القدرة أكثر ما تتوفر لدى المرأة. فالمرأة قادرة على إقناع الرجل بالاهتمام بخدمة الآخرين، فكما أن أفراد عائلته يتوقعون منه أن يقدم لهم خدمة، فكذلك يتوقع منه أبناء جنسه أن يقدم لهم ما يقدر عليه من الخدمة، وذلك لأن الناس ـ وحتى الحيوانات، بل وجميع الكائنات ـ بحاجة إلى بعضها الآخر. وإذا تخلف أحد منها عن أداء ما عليه، تتخلف على أثره سائر الكائنات.
وعليها أن تبين للرجل بأن خدمة الآخرين مدعاة لزيادة الحماس والاندفاع لدى الإنسان. وسبق لي أن ذكرتُ مرات عديدة بأن الإنسان يحصل على نوعين من العطاء إزاء فضيلتين كبيرتين من فضائل الحياة، وهما: الإيمان والعمل الصالح، فإذا كان الإيمان قوياً وألزم المرء نفسه بأقصى درجات الطاعة والخدمة، يصبح قادراً على خلق الكرامة بإشارة واحدة. وإذا انتهج منهج الصلاح في أعماله، أي أن يؤدي أعماله بنظم وترتيب وبما ينسجم مع ناموس الكون، تستجيب له آفاق الحياة. إذ أن خدمة الناس تعتبر في الواقع خدمة للذات.
ويجب على المرأة أن تستوعب هذه القاعدة الإسلامية وهي أن زوجها إذا كانت له علاقات صداقة مع أشخاص غير صالحين عليها أن تسعى لمنعه عنهم بأساليب وطرق ليّنة ومقبولة. وفي مقابل ذلك تقوي لديه الرغبة في مجالسة العقلاء والمتدينين.
وبنفس القدر الذي ترى المرأة نفسها أضعف من الرجل بسبب بعض الأحوال والأوضاع من قبيل الحمل والحيض والرضاع، فهي تتحلّى أيضاً بنقطة قوة تعوض عما بها من نقاط الضعف، ألا وهي القدرة على الكيد. ولهذا فإن الزوج يرغب في أن يبثّها همومه قبل أن يتوجه إليها بالنصح، ويميل إلى أن تواسيه زوجته في مصائبه. أما إذا لم تدرك المرأة أن زوجها بحاجة إلى مستمع ينصت لهمومه وآلامه حتى يشعر بالراحة، فإنها لن تكون مثقفة ولا محبوبة في نظره.
إذا كُنتِ قد قرأتِ الكتب التي تتحدث عن كيفية التأثير في الآخرين، فلابد وأنكِ علمين كيفية الإصغاء إلى كلام زوجك، يجب أن تنظري إليه أثناء الكلام فإذا وصل إلى جملة مثيرة ابرزي الحركة المناسبة أو المظهر المناسب وكأنك متفاعلة معه بكل جوارحك، وأنك على استعداد للإقدام في سبيل دفع أسباب الأذى عنه. وإذا وجدت أثناء كلامه بأنه ينتظر منك أن تتكلمين، بادري إلى مواساته في الكلام واطلبي إليه أن يعتقد بأن المرء يجب عليه أن يبذل أقصى مساعيه في الحياة، أما إذا لم تتحقق بعض أمانيه، فذلك أمر ليس بيده وإنما منوط بمشيئة الله، وكما قال أمير المؤمنين علي (ع): ((عرفت الله بفسخ العزائم ونقض الهمم)). وإياك وإفشاء ما يبثّه إليك زوجك من هموم ولا تُفشي ذلك حتى لأمك وأبيك ولا حتى لأم زوجك وأبيه.
احذري من إظهار مثالب زوجك، إذ أن ذلك سيرسخ في أعماق نفسه، واعلمي أن الشيطان متى ما شاء أن يوسوس لك للاستهانة بزوجك والحطّ من قدره، ليس عليك إلا أن تذكري أمامه أنك يجب أن تكوني امرأة أفضل وأرفع مما أنت عليه حالياً. لا تقارني بين زوجك وبين أحد من الرجال الآخرين على الإطلاق، وخاصة بينه وبين زملائه في العمل. ونبهيه على الدوام إلى أن الامتثال لأحكام الإسلام هو أفضل مناهج الحياة. ولو أن الباري تبارك وتعالى كانت لديه أعطية لبني الإنسان أفضل من الدين لبعثها إليهم بواسطة نبيه (ص) وأهل بيته الطاهرين (ع).
يجب على المرأة أن لا تقول لزوجها إنك رجل أبله وعديم الكفاءة وإنني لم أر في بيتك خيراً، وإلا فإنها لن تشمّ رائحة الجنة كما قال رسول الله (ص).
أَستَشِفُّ من مجمل المعارف الإسلامية أن الله تعالى يأمر المرأة أن لا تتكلم مع زوجها بكلام قبيح أو كلام فيه إساءة إليه. وعلى العكس، يجب على الرجل أن لا يتوانى عن الثناء على زوجته والإشادة بها. ويكفي في هذا المجال أن نعلم بأن علماء النفس في القرن الأخير أقرّوا ما جاء به الإسلام قبل أربعة عشر قرناً وهو أن المرأة إذا قالت لزوجها إنني أحبك. وعرف الرجل أنها كاذبة تتوارد على خاطره حينذاك أفكار سيئة وهواجس مؤذية، أما إذا قال الرجل لزوجته كذباً إنه يحبها فإن ذلك يترك تأثيرات إيجابية في نفسها حتى وإن كانت على بينة من كذب ادعائه. ويجب على المرأة أن لا تقول لزوجها: إنك لم تقدّم لي شيئاً، ولم أحصل على شيء منك، ولم أذق طعم السعادة في بيتك، وعليها أن لا تصف حياة زوجها بالسلبية.
وكما أن كل ذرة من ذرات كيان الرجل لا تتصف بالرجولة الكاملة، وهكذا الحال بالنسبة للمرأة أيضاً، ولا كل الإفرازات التي تولدها غدد الرجل رجالية تماماً، ولا كل ما تفرزه غدد المرأة نسائي بالكامل، مما يعني أن الذكورة والأنوثة أمر نسبي ذو مدارج متفاوتة، فما كل فتاة عروس بمعنى الكلمة، ولا كل فتى عريس بمعنى الكلمة، لهذا لابد لكل زوج أن يكون ملمّاً بأعمال ربة البيت ويساعدها فيها، وكذلك المرأة يجب أن تكون خارج دار زوجها بمثابة رجل.

ولــــd
08-12-2005, 01:09 AM
فرق الحوار بين الرجل والمرأة

* جاسم المطوع

الحوار بين الزوجين هو مفتاح التفاهم والانسجام، الحوار هو القناة التي توصلنا إلى الآخر. فعندما نتحاور إنما نعبّر عن أنفسنا بكل خبراتنا الحياتية وبيئتنا الأسرية والتربوية، نعبّر عن جوهر شخصيتنا عن أفكارنا عن طموحاتنا... فالحوار ليس أداة تعبير "لغوي" فقط بل الحوار هو أداة التعبير الذاتي.
فكيف لزوجين يرمون إلى التفاهم والانسجام وتحقيق المودة والألفة من دون أن يُحسنا استخدام الحوار ؟
لقد أصبح "الحوار" من أكثر المواضيع بحثاً، نظراً لأهمية الحوار في عملية الاتصال والتواصل الإنساني ونجاح هذه العلاقات. كما اعتبر انعدام الحوار بين الزوجين من الأسباب الأولى المباشرة المؤدية إلى الطلاق وفقا لما ورد في دراسات عديدة، نذكر منها: الدراسة الإحصائية التي أعدتها "لجنة إصلاح ذات البين" في المحكمة الشرعية السنية في بيروت-لبنان عام 2003 تبين فيها أن انعدام الحوار بين الزوجين هو السبب الرئيسي الثالث المؤدي إلى الطلاق. وفي دراسة علمية أعدها الباحث الاجتماعي علي محمد أبو داهش، والذي عمل 18 سنة في مكاتب الاجتماع بالرياض والمتخصصة في حل المشكلات الاجتماعية وأهمها الطلاق، تحت إشراف مجموعة من الباحثين الاجتماعيين، أوضح أن أهم أسباب الطلاق المبكر هو عدم النضج، عدم التفاهم، وصمت الزوج. وأشار أبو داهش إلى أن مشكلة انطواء الأزواج وصمتهم في المنزل أصبحت من القضايا التي تخصص لها نقاشات في الندوات العالمية لما لها من تأثير سلبي على نفسية الزوجة والحياة الزوجية عامة. وفي دراسة ثالثة (نُشرت في إحدى صفحات المواقع الإلكترونية) أقيمت على نحو مائة سيدة، اخترن كعينة عشوائية، بهدف الكشف عن أبرز المشكلات الزوجية التي تواجه أفراد العينة، تراوحت الإجابات بشكل عام ما بين الصور التالية: بقاء الزوج فترة طويلة خارج المنزل ، الاختلاف المستمر في الآراء ووجهات النظر، رغبة الزوج في الانعزال عن الآخرين أو الاختلاط في المجتمع المحيط، انعدام الحوار! وعندما طُرح في هذه الدراسة ما هو الأسلوب الأمثل لحلّ هذه المشكلات الزواجية، تبين أن ما يزيد على (87%) من إجابات أفراد العينة يفضلن الحوار المباشر لحل أية مشكلات، وفسرن ذلك بأنه أقصر الطرق لحل أي خلاف ينشب. كما أشارت نسبة (4%) اللاتي قلن إنهن يلجأن لوسائل أخرى لحل الخلافات الزوجية أبرزها كتابة الرسائل المتبادلة التي توضح وجهة نظرهن في المشكلة المثارة.
بناء على ما سبق نستنتج أن تعلّم "الحوار" وممارسته في الحياة الزوجية والأسرية من أهم العوامل التي تحقق الانسجام والتفاهم الزوجي والاستقرار الأسري. لذلك سنتناول في هذا البحث المواضيع التالية:
المفاهيم الخاطئة لدى الزوجين المسببة لانقطاع الحوار أو لسوء ممارسته، ثم نشرح كيف ينظر كل من الزوجين إلى الحوار وما مقدار حاجته وأهميته بالنسبة له، وماهي الفروقات النفسية والفكرية في طريقة استخدام الحوار بين الزوجين، ثم نعرض بعض الإشكاليات حول الحوار وأهمّها: الرجل الصامت والمرأة الثرثارة، وكيف نعالج ذلك عند كل منهما. وفي الفقرة الأخيرة نفصّل في أساليب ناجحة في بناء الحوار الإيجابي والفعّال بين الزوجين.
أولاً: المفاهيم الخاطئة المعوّقة لعملية الحوار بين الزوجين:
يوجد العديد من المفاهيم الخاطئة التي يعتقد بها الأزواج تعيق عملية الحوار والتواصل بين الزوجين بشكل غير مباشر. ونذكر أبرزها:
أ- مفاهيم سلبية خاصة لدى الزوج:
-يفترض الزوج أن الزوجة تتصرف كما يتصرف هو من حيث أسلوب التفكير والمحادثة.
-الاستهانة بشكوى الزوجة واعتبارها من أساليب الزوجة النكدية.
-التعامل معها بلغة العقل وإغفال الجانب العاطفي وذلك مقياسًا لطبيعة الرجل وأسلوب حياته.
-الاستخفاف باقتراحات الزوجة لحل المشاكل المطروحة نظرا لعدم الثقة بقدرتها على إيجاد الحلول المناسبة.
-أن الزوج قد وفّى بكل مطالب الزوجة وأدى واجباته المالية من حيث السعي والعمل والإنفاق وهكذا يكون قد أدى دوره.
-أن الزوجة بطبعها كثيرة الثرثرة فمن الأفضل عدم اعطائها الفرصة للتحدث والعمل على إيقافها عند اللزوم.
-على الزوجة فقط أن تبادر لتحادث زوجها وتؤمن له الراحة النفسية.
-لا يوجد وقت كافي للتحادث مع الزوجة نظرا لضغط الأعمال وضيق الأوقات وهي ستتفهّم ذلك.
ب- مفاهيم سلبية خاصة لدى الزوجة:
-أن تقارن الزوجة تصرفات زوجها بتصرفاتها.
-تتوقع من الزوج أن يقوم بما ترغب في أن يقوم به، لأنه يفكر بالأسلوب نفسه.
-تعتمد أسلوب الاستفزاز لكي تخرجه من صمته وتدفعه للحوار.
-تتوقع أن يبادرها في الحوار وأن يعبر لها عن مشاعره الرومانسية في كل حديث وساعة.
-أن تعاند الزوجة آراء زوجها لاعتقادها أن الرجل لا يأتي إلا بهذه الطريقة.
-أن الزوج عندما يصمت إنما يعبر عن غضبه عليها وعن فتور الحب بينهما.
إن الحديث عن المفاهيم الخاطئة لدى الأزواج ينقلنا لشرح ما يعنيه الحوار لكل من الزوجين، وهل يختلف معنى الحوار والحاجة إليه عند كل منهما وما هي الفروقات النفسية والفكرية في طريقة استخدام الحوار ؟

ولــــd
08-12-2005, 01:11 AM
يتبع ما قبله

ثانياً: الفروقات النفسية والفكرية في طريقة استخدام الحوار عند الزوج والزوجة:
أ- عند الزوج:
•إن الرجل لا يتكلم إلا لهدف معيّن، فهو لا يقصد الحوار بذاته أي لأنه يريد أن يتكلم فقط، إنما يقصد الحوار لتحقيق غاية معيّنة مثال إثبات الذات، جلب المصالح، المناقشة والمنافسة، كسب العلاقات العامة..
لذلك نرى الرجل يتكلم خارج المنزل أكثر من داخله، ويستعمل كل أسلحته خارجاً للفوز ولتحقيق أهدافه، ولهذا فهو يستهلك الكثير من الكلام ما يجعله يظهر بمظهر المتكلم والثرثار خارجاً، وعند عودته إلى المنزل نراه قليل الكلام لأنه بذل مجهوداً كبيراً في الخارج ولم تبقى لديه الطاقة التي تعينه.
•كذلك فإن المنزل بالنسبة لمعظم الرجال هو المكان الذي لا يتوجب عليه الكلام فيه، فهو قادم للراحة. فالراحة للرجل هي الابتعاد عن المنافسات والمناقشات الطويلة، الراحة بالنسبة للرجل هي عدم الكلام.
•كما أن الرجل لا يستخدم الحوار إلا إذا أراد أن يستفسر عن أمور معيّنة أو يتحقق من واقعة، ونادراً ما يتحدث الرجل عن مشاكله إلا إن كان يبحث عن حلّ عند خبير، لأن بنظره "طلب المساعدة عندما يكون باستطاعتك تنفيذ العمل هو علامة ضعف أو عجز" .
• يجد الرجال صعوبة قصوى في التعبير عن مشاعرهم وقد يشعرون بأن كيانهم مهدد إن أفصحوا عن ذلك، وهذا ما يدفعهم للتعبير عن مشاعرهم بطرق أخرى مختلفة عن الحوار.
ب- عند الزوجة:
•تشعر النساء بقيمتهن الذاتية من خلال المشاعر ونوعية العلاقات التي تقيمها مع الآخرين. ويختبرن الاكتفاء الذاتي من خلال المشاركة والتواصل.. فإن الحوار والتواصل بالنسبة للمرأة هي حاجة ضرورية وملّحة، هي حاجة نفسية فإن لم تشبعها يحدث لديها اضطراب. وقد تلجأ المرأة إلى تصريف هذه الحاجة من خلال إقامة العلاقات الاجتماعية والمشاركة في جلسات حوارية مختلفة خارج المنزل، وبالرغم من أنه يلبي حاجة في نفسها إلا أن الزوجة لا يمكن أن تشعر بقيمتها الذاتية إلا من خلال إشباع حاجة الحوار لديها مع زوجها. فإن كان الزوج من النوع الذي لا يحاور زوجته أو لا يصغي لحديثها، فإن الزوجة تفسّر ذلك بأنه لا يحبها ولا يقدّرها، وهذا بالتالي يؤثر على نفسية الزوجة فتقوم بردات فعل تجاه الزوج مسيئة للعلاقة الزوجية.
•كما أن الزوجة داخل المنزل تكثر الكلام وتتكلم في أمور شتى لأن المنزل هو المكان الأمثل الذي تشعر فيه بحرية الكلام وعدم خوفها من ملاحظات الآخرين، فتتكلم بأمور كثيرة مهمة وغير مهمة. الحياة بالنسبة للمرأة عبارة عن اتصال ودي ومحاولة خلق جو ملؤه المحبة والوئام، والكلام هو أفضل وسيلة، فتظهر أنها ثرثارة تختلق الكلام حتى ولو لم يكن هناك شيء مهم.
ج- لغة المرأة مختلفة عن لغة الرجل:
•لا يختلف الرجل عن المرأة بيولوجيا ونفسيا فقط، أيضا في طريقة استخدام اللغة. فعندما يتكلم الرجل يختار كلماته بدقة وواقعية، فهو كل كلمة ينطقها يقصدها ويعنيها بذاتها. لذلك نرى كلامه مرتباً متسلسلاً منطقياً، ويبتعد عن استخدام لغة العاطفة في حديثه. بينما المرأة عندما تتحدث تستخدم لغة العاطفة في كلامها. فغالبا ما نراها تستخدم هذه العبارة: " أنا أحسّ، أشعر.." وعندما تتكلم المرأة فهي تطلق أحكاما عامةّ شمولية ولا تقصدها لذاتها إنما لتبالغ في التعبير عن شعورها أو ما يزعجها. مثال تقول للزوج "أنت بحياتك ما أخرجتني.. ألف مرّة قلت لك لا تفعل ذلك.. إنك لا تشعر بي أبدا...." هذه العبارات يفهمها الرجل كما هي على الإطلاق وذلك لأنه يفهم كلامها من منظاره هو، أي يفهم هذه العبارات كلمة كلمة، وهذا ما يثير غضب الزوج. وقد نرى في هذه الحالة ردة فعل عنيفة له قائلا على سبيل المثال:" كيف لا! ألم نخرج في الأسبوع الماضي يوم كذا الساعة كذا... كلا لم تخبريني سوى ثلاث مرات.... لقد فعلت كذا لأعبر لك عن شعوري معك، ألا تذكرين موقف كذا في يوم وتاريخ قد فعلت لك وقمت وشاركتك مشاعرك..." وهذه الأمثلة الصغيرة كثيرا ما تتكرر في الحوار بين الزوجين، وهو حوار سلبي في حال استمر على هذا الحال. فإن الرجل هنا يحكم على حديث المرأة مقارنة باستخدامه الخاص للغة، كما أن المرأة لا تستوعب ردة فعل زوجها وتظن أنه يحاسبها على ما فعله لأجلها وهو يسرد لها هذه التفاصيل..
•اختلافات أخرى في اللغة : تلجأ المرأة لتعبّر عن معاناتها أو ما يؤلمها ويشغل بالها من خلال الحوار. فالمرأة تفكّر بصوت عال، وهي توجّه الحديث إلى زوجها لأنها تحتاج في هذه اللحظات إلى دعمه العاطفي والمعنوي، على سبيل المثال عندما تقول الزوجة:" آه إن رأسي يؤلمني.. كم تعبت اليوم في العمل لقد واجهت مشاكل كثيرة... لا أدري ماذا أفعل غدا مع هذا الموقف... إن والدتي مريضة ولدي إلتزامات كثيرة غدا كيف أوفق بين ذلك كلّه.." تستخدم الزوجة هذه العبارات لتعبّر عن ما يجول في خاطرها من أفكار، وعن ما يختلج في صدرها من مشاعر، لكن ما يزيد من ألم الزوجة هو عدم تفّهم الزوج حاجتها للدعم النفسي والعاطفي وخاصة عندما يرد عليها بهذه العبارات:
" يمكنك أخذ مسكّن لوجع الرأس.. أتركي العمل أو خففي من وقت العمل... يمكنك فعل كذا وكذا في هذا الموقف... يمكنك الاعتذار عن بعض الالتزامات وإخبار والدتك بذلك.." الرجل هنا يعتبر أن المرأة عندما تشتكي بهذه الطريقة لأنها عاجزة عن إيجاد الحلول وأنها تطرح عليه ذلك للمساعدة، وإن الرجل بطبيعته العملية يصغي لما تقول ويعتبر أنه المسؤول عن إيجاد الحلّ لمساعدة زوجته في ذلك. لكن المرأة يغضبها ردّ الرجل وتتهمه في هذه الأوقات بأنه لا يتفهمها ولا يشعر معها، فبدل أن يخفّف عنها معاناتها يزيدها ألما فهي في هذه اللحظات تحتاج لأن يقول لها مثلا:" سلامتك حبيبتي.. يضمها ، يقبلها.. ماذا حدث معك في العمل لماذا أنت تعبانة؟... آه يا زوجتي كم أنت حنونة وحسّاسة أنا فخور بك لأنك تحترمين والدتك وأنك إنسانة فاعلة في المجتمع.. تعالى نتحدث كيف يمكن أن نخرج مما تعانين.." بهذه العبارات يمتلك الرجل المرأة ويشعرها بأنها محظوظة بهذا الزوج الذي يتفهمها ويقدّرها.. لهذا على الرجل أن يفهم هذا الاختلاف في التعبير، فالمرأة هنا لا تشتكي لعجز عن الحل إنما لتعبّر عن مشاعرها أو لأنها تفكّر بصوت عال..
•ومن الاختلافات أيضاً، عندما تطلب المرأة شيئا أو تقترحه على زوجها قد يعتبر الرجل أنها تأمره، فالمرأة تقترح ليناقشها الزوج ولا يعني أنها تبت بهذا الموضوع. على عكس الرجل فعندما يطلب أو يقترح فغالبا ما يكون قد أخذ القرار بذلك..
• كذلك في حالة الحوار بين الزوجين تنتقل المرأة من موضوع إلى آخر مختلف، من دون أن تنهي الموضوع الذي بدأت به وقد تستدرك ذلك في آخر حديثها فتعود للموضوع الأول وتنهيه، وهكذا دواليك... وهذا يتعب الرجل فهو يحلل أثناء حديث الزوجة، يقول ما علاقة الموضوع الأول بالثالث أو هذه الحادثة مثلا، فيتضح له أنه لا علاقة! قد يتفاجأ من ذلك فهو بطبيعته تركيزي أي يناقش موضوعا موضوعا ولا يترك ملفات مفتوحة.. فكأن الرجل يستخدم طريقة عامودية والمرأة تستخدم طريقة أفقية في الحديث..
هذه الاختلافات إن لم يعيها الزوجان قد تفجّر بركانا من الخلافات الزوجية، وتبدأ النيران بالاشتعال بمجرد أن يستخدمان الحوار النفسي السلبي، فما هو هذا الحوار؟
د- الحوار النفسي السلبي عند الزوجين:
الحوار النفسي السلبي هو الحوار الداخلي الذاتي، أي طريقة الحوار مع النفس فالحوار عند الانسان ينقسم إلى حوار داخلي أي أفكارك التي تدور في بالك وما تحدثه لنفسك، وحوار خارجي هو التعبير اللغوي.
في موقف معيّن بين الزوجين على سبيل المثال، عندما يطلب الزوج من زوجته أن تسهر معه وقتا طويلا وترفض ذلك الزوجة لأنها تشعر بالتعب نتيجة أعمالها الشاقة في ذلك اليوم وتستأذن لتنام. هذا الموقف تختلف فيه ردات فعل الأزواج، وذلك وفقاً للحوار النفسي الذي يفعله الرجل. قد يحدّث الرجل نفسه في هذا الموقف " إنها لا تحترمني لا تقدّر رغباتي لقد احتجت بالتعب لتتهرب مني- إنها تتعمد إغضابي- لا تحبني- إنها أنانية..." هنا استخدم الرجل الحوار النفسي السلبي (وكذلك الحال لو عكسنا المثال على المرأة) ودخل الرجل في دائرة الحوار النفسي وهي:
فكرة سلبية- تضخيم هذه الفكرة وإيجاد تفسيرات ذاتية لها- توتر داخلي- تصاعد التوتر- غضب- مشكلة مع الطرف الآخر.
لذلك نلاحظ في كثير من الأحيان أن الزوجين قد يطلبان الطلاق لأسباب ظاهريه بسيطة ، إنما يكون الدافع من وراء ذلك هذا الحوار النفسي السلبي الذي لم يتعالج ولم يتم التحدث عنه وتفريغه. فهذا الرجل أو المرأة الذي دخل في هذه الدائرة يفتعل أي مشكلة مع زوجته ويضخمها عقابا لها، وفقا لما يعتقده من أفكار سلبية نحوها لا تمت بأي صلة للواقع إنما هي أفكار سلبية وهمية. وإن الانسان (زوج أم زوجة) تكثر عنده هذه الحالات من الحوار في حال كان يعيش ظروف عدم الأمان وعدم الشعور بالأهمية والتقدير الذاتي. وأفضل نصيحة للذي يعاني من هذه الأفكار أن لا يأخذ الأمور مأخذاً شخصياً بل يفسّر الحدث بواقعيته. وأن يحارب هذه الأفكار السلبية بطرح أفكار نفسية إيجابية، فبدل أن يتهم الزوجة بأفكار سلبية معينة يمكن أن يستبدلها بأفكار إيجابية، يعني أن يخلق لها مبررات إيجابية ويضخم هذه الأفكار في نفسه بحيث أن يقتنع بها ويعامل زوجته على هذا الأساس الإيجابي، فلا بد من إلتماس الأعذار الإيجابية للطرف الآخر.

ولــــd
08-12-2005, 01:13 AM
كيف تواجهين الظروف القاسية مع زوجكِ؟

* رضا نجاد

إحدى الصفات المتميزة في المرأة الصالحة هي أنها لا تتنصّل عن مؤازرة زوجها في أقسى الظروف. وهذه الصفة تجد مصداقيتها في موقفين:
الأول: عندما يتوجه إليه الجميع بالذمّ والقدح، فهي تناصره وتقف إلى جانبه.
الثاني: عندما يفتقر زوجها ويصل إلى أدنى درجات الإملاق، فهي تصمد إلى جانبه بكلّ صلابة وثبات مثلما كانت عليه مواقفها ومشاعرها في أيام الرخاء والنعمة، وهكذا تزيل بموقفها هذا عن زوجها شعوره بالانكسار والإحباط.
هل عرضت لكم يوماً ما نعمة أدّى خوف فقدانها إلى إيجاد الرعب في قلوبكم؟ نعم إن أفضل مثال على تلك النعمة هي المرأة الصالحة التي يقول زوجها أحياناً في نفسه: ماذا عساني أفعل مع الحياة ومع الأولاد لولا وجود مثل هذه المرأة؟ وإذا وصلت المرأة في حياة الرجل إلى هذه الدرجة من الأهمية بحيث يشعر بالرهبة لإمكانية فقدانه إياها، فهذا يعني أنه يعيش حياة هانئة طيبة، وهنيئاً له جنة الخلد.
إذا كان وقت زَوجُكِ مزدحماً بالعمل يجب أن يرى المائدة جاهزة أمامه عند دخوله إلى الغرفة، لأن رؤية مائدة الطعام جاهزة يخلق لديه شعوراً بأن زوجته تساعده على عدم إهدار وقته.
وإذا كان زوجك من النوع الذي يجب أن يكون مع الجماهير دوماً ولا وقت لديه لمجالستك إلا في القليل النادر، يكفي أن تعتقدي بأن ذلك يُعزى إلى أهميته وأنك على درجة أكبر من الأهمية بسبب كونك زوجته. وهذا ما يوجب عليك التطابق مع عمل زوجك وتنسيق حياتك مع نمط حياته، حتى وإن تطلَّب ذلك افتراض عدم وجوده في البيت ولو كان موجوداً فيه في الواقع. واعلمي أن أفضل عمل للزوجة هو مساعدة زوجها على الرقيّ والكمال. ولعل المرأة لا تجد مكسباً لها خير وأفضل من التخلي عن أهوائها النفسية في سبيل تحقيق مصالح زوجها.
إذا وصلت المرأة إلى درجة تحمد الله على أن الصفة الفلانية المفقودة فيها متوفرة في زوجها، تكون قد حازت بذلك منزلة رفيعة في الحياة، لأنها والحال هذه أصبحت على استعداد لتكون هي وزوجها بمثابة كيان واحد.
يتمنَّى الرجال على الدوام التخلص من بضعة أشياء، من جملتها الدائن ـ وهو مرض مزمن ينوأون تحت وطأته ـ والكبت الذي يسلبهم حرياتهم، وتقف على رأس كل تلك الأماني أمنية التخلص من صياح المرأة التي يرتفع صراخها على الأطفال أو لأمور تافهة، وخاصة إذا كانت تلك المرأة قد قالت لزوجها ذات مرة، يا ليتني كنت تزوجت فلاناً واستشعرت السعادة. لأن الرجل يشعر بعد هذا الكلام بحالة من الانفصال والابتعاد الدائم عن زوجته. ولا تتخذ حالات الجماع التي تقع بعد هذه الطعنة النجلاء سوى طابع المتعة العابرة، أي أن الرجل يضطر تحت ضغط الغريزة الجنسية إلى ممارسة نوع من الجماع الحيواني.
هذا الكلام المهين الذي يسمعه الزوج في تمني زوجته بأنها لو كانت تزوجت من رجل غيره، يدفعه إلى الفرار من البيت والارتماء في أحضان امرأة أخرى لأن انحصار الجماع في قالب المتعة الحيوانية وتوقفه عند تلك المرحلة، يخلق لديه شعوراً بالحرمان من الحب، وهو أمر لا وجود له عند الحيوانات.
المرأة التي تندم على قولها لزوجها: يا ليتني كنتُ زوجة لفلان، يمكنها التعويض عن ذلك بأساليب أخرى ولكن بشرط أن لا تذكر اسماً لرجل آخر غير زوجها. فالمرأة التي تفكر تفكيراً عقلانياً يمكنها أن تفهم بسرعة نوعية الأعمال والكلمات التي تثير غضب زوجها، وتثير فيه الحنق أكثر من غيرها. وهي ما أن تدرك الغضب الذي أثارته في نفس زوجها حتى تسارع إلى الاعتذار منه طالبة منه الصفح عنها، وأن مثل هذا الكلام لن يصدر مرة ثانية منها. ولكنها إذا لم تجد في نفسها القدرة على الإقدام على مثل هذا العمل ـ الذي يعدّ في الحقيقة كنوع من الجهاد الأكبر ـ يمكنها أن تقول له: يمكنك إن آذيتك مرة أخرى على هذا النحو أن تحاسبني. ولا شكّ في أن الإفصاح عن هذا المطلب ومفاتحة الزوج بمثل هذا الاقتراح، يدفعه بدل الغضب، إلى استشعار أحاسيس طيبة ونزيهة، ويقول في نفسه: إن امرأتي عاجزة عن تغيير سلوكها والإقلاع عن هذا العمل. فيرضى عنك وينظر إليك نظرة اعتزاز ومودة.
كل اقتراح تعرضه الزوجة على زوجها ولا يُقدم عليه عملياً رغم تكراره مرات متعددة من قبلها، عليها أن تعلم بأنه غير راغب فيه، وأنها يجب أن تفكر بشيء آخر وتمتنع عن إغضاب زوجها، فتقول له مثلاً: كنت أتصور الاقتراح الذي عرضت عليك كان اقتراحاً جيداً، ولكن تبيَّن لي الآن بأنني كان ينبغي لي أن أكون على نحو آخر ولا أتسبب في مضايقتك وإزعاجك.
يجب على المرأة أن تقف موقف التأييد من العمل الذي يميل إليه زوجها. لأن المرء لا يستطيع الصمود إزاء العمل الذي يفرض عليه رغم إرادته إلا بضع ساعات ويشعر بعدها بالتعب والملل، والأسوأ من ذلك أن الحصيلة الناتجة عن ذلك لا تتصف بجودة التنفيذ ولا تقترن بسلامة وراحة المنفذ. وعلى العكس من ذلك يمكن الاستمرار في العمل المرغوب فيه ساعات طويلة ويُنجز على النحو المطلوب ولا تنجم عنه أية أضرار على جسم الشخص ونفسه.
هناك مسألة تتعلق بالزوج والزوجة يجب مراعاتها إلى أبعد الحدود وتختص بالنساء ذوات الأزواج كثيري المشاغل. فهؤلاء الرجال غالباً ما يكونون قليلي النوم، وحتى أن الليل والنهار يقصران عن استيعاب مشاغلهم، ولا يكادون ينتهون من عمل حتى ينشغلوا بعمل آخر. فإذا كانت لأحدهم زوجة جاهلة بقيمة الوقت أو كسولة، فإن الزوج يعيش في عذاب منها. فقد تتصل به زوجته أثناء عمله وتطلب إليه أن يأتي فوراً إلى البيت كي يوصلها إلى دار إحدى قريباتها. فيأتي الرجل على وجه السرعة، لكن المرأة تتأخر ساعتين في البيت ويبقى هو في الانتظار. وهاتان الساعتان من الانتظار تشكلان عبئاً باهظاً وعذاباً مريراً للرجل كثير المهام والمشاغل. ولهذا السبب تصبح معرفة أهمية الوقت بالنسبة للمرأة التي لها زوج كثير العمل والنشاط، من أهم الأمور التي يجب مراعاتها في الحياة الزوجية.
يجب على المرأة أن تلتفت إلى الوقت الذي يجب عليها أن تترك زوجها طليقاً ولا تتعلق به، والظرف الذي يجب أن تصغي فيه ولا تتكلم، والوقت الذي يجب أن تمتنع فيه عن استقبال ودعوة الضيوف. ولكن الأمر الذي يجب أن تجعله نصب عينيها على الدوام هو قول رسول الله (ص): ((ما استفاد امرء مسلم فائدة بعد الإسلام أفضل من زوجة مسلمة، تسره إذا نظر إليها، وتطيعه إذا أمرها وتحفظه إذا غاب عنها في نفسها وماله)). أي أن يكون مرآها مدعاة لسرور النفس واستقرارها وسكينتها، وأن تكون باسمة وبشوشة على الدوام وأن تكون دارها نظيفة ومرتبة وسبباً للراحة والشعور بالأمن.
على الزوجة أن تلتفت إلى الأمور التي تثير حساسية الرجل. وهذا هو سر النجاح والعثور على مفتاح السعادة. ولا فرق في ذلك بين ما يرغب فيه وما يثير استياءه. فهو لا يحب مثلاً أن يُكنس البيت ما دام هو موجوداً، أو يرغب في رؤية أد أطفاله ليدفع عن نفسه السأم والملل. هذان الأمران يجب رعايتهما كليهما. وبما أن شخصية المرأة تستقطب وتجتذب الرجل إليها، فهذه الصفة يجب أن تكون بحدّ ذاتها وسيلة لاستقطاب الرجل واجتذابه إلى البيت، وهو ما يؤدي إلى إكبار شخصية المرأة. وعلى كل حال فإن إدخال السرور على الزوج يعتبر نوعاً من توفير الراحة النفسية والجسدية له، وتوفير الراحة للزوج يعني تزويده بالقوة اللازمة لعمل أكثر وحياة أفضل.
يقول علماء النفس: إن الرجل الذي ينهمك بهوايات فرعية أكثر من انهماكه بمله الأساسي فتلك علامة دالة على أن عمله الأساسي لا يشبع الجوانب الفنية والذوقية في نفسه. ومن هنا فإن المرأة التي ترى زوجها في مثل هذا الوضع يجب أن تدرك بأن حرمان زوجها من هوايته يُعدُّ بمثابة انتكاسة كبرى له. لهذا يجب أن لا تتصور بأن فسح المجال أمامه لممارسة هوايته الفرعية يعتبر تخلياً عنه، وإنما يعتبر عملها هذا بمثابة مساعدة نفسية له للترويح عن نفسه.
تسود في بداية الزواج عادة علاقة حميمة وترابط وثيق بين الرجل والمرأة، بحيث تكثر الحموات في مثل هذه الحالات بالإلحاح على الزوج بالإكثار من شراء الوسائل والمستلزمات من أجل سد النواقص والتعويض عن نقاط الضعف. ولكن سريعاً ما تتكشف الأمور وتخرج الحقائق من تحت الأقنعة وتطفو اختلافات الزوجين إلى السطح، فتؤدي تلقائياً إلى صياغة الطفل الأول صياغة تختلف عن سائر الأولاد.
وعلى المرأة أن تدرك بأنه كلّما طال المكوث تحت قناع التستر كان ذلك أشد خيانة ونكاية للعلاقة الزوجية، لأن رد الفعل يكون أشد وأعنف كلما ازدادت الفترة الزمنية الفاصلة بين وقوع الاختلافات، وذلك لأن الرجل يشعر وكأنه لم يفهم الأمور طوال هذه الفترة المديدة.
يجب أن يدير الشخص محل عمله على أفضل نحو ممكن. وليس هناك من عمل للمرأة أفضل وأشرف وأكثر قيمة من ترتيب محل عملها وهو بيتها. فالرجل عليه أن يسعى لتوفير حاجات ومستلزمات زوجته وأولاده، وعلى المرأة أن لا تعتبر أي أمر آخر أكثر أهمية من تربية الأولاد تربية صحيحة.
عندما يسألني بعض الناس عن الكيفية التي يفهمون بها في أية مرحلة من الإيمان هم؟ أقول لهم: خذوا القرآن الكريم وانظروا في آياته واحصوا ما تعملون به منها وما لا تعملون به، وعند ذلك تفهمون في أية مرحلة من الإيمان أنتم. وإذا أرادت الزوجة أن تعلم في أية مرحلة من مراحل الزوجية هي، أقول لها: خذي ورقة وقلماً واكتبي: عندما يخرج زوجي إلى العمل صباحاً أو عصراً يخرج مسروراً ـ عندما يعود إلى البيت يرتاح ويستعيد قواه ـ لا يتجرأ أحد عليه في البيت ولا يصرخ فيه والكل يحترمونه، وحتى الأطفال يضعون أنفسهم تحت أمره بسبب كثرة ما رددته الأم في آذانهم عن جهود الأب وما يتحمله من مشاق. ويكفي تعيين درجة لهذه المطالب الثلاثة من أجل تحديد مدى نجاح الحياة الزوجية. وإذا كان المرء يحتاج إلى مراجعة ألف وخمسمائة آية من القرآن الكريم (ولا أدري عددها بالضبط، وإنما قلتُ هذا الرقم من باب المثال فقط) لمعرفة درجة إيمانه، فإن هذه المطالب الثلاثة وحدها كفيلة بتعيين مدى نجاح الحياة الزوجية.
ويمكن اتباع طريقة في الحساب، واستشعار الخجل من بعد رؤية المعادلات والمعايير المستخلصة منها، وتلك الطريقة هي عبارة عن احتساب الأوقات التي لم تكن فيها مداراة الزوج إلهية، أو لم تكن حتى إنسانية. ويتمثل انعدام الصبغة الإلهية في عدم سير الحياة الزوجية في ضوء التعاليم الدينية والعلمية، أما افتقادها للصيغة الإنسانية فيتمثل في عدم مراعاة أدنى ما يجب مراعاته من الأحاسيس والمشاعر.
إذا كان تبعّل الزوجة لزوجها يحمل صبغة إلهية يتمخض عنه ما لخصه القرآن بمعنى المودة والرحمة. أجل إن الأسرة التي تسود بين أعضائها روابط ودّية ومحبّة خالصة تكون العلاقات الزوجية فيها ذات طابع إلهي، وهذه هي الصفات الإيجابية فيها وهي تتضمن في الوقت ذاته نفي الصفات السلبية مثل: (ولم يجعلني جباراً شقياً)، (ولم يكن جباراً عصياً). وتشير الأولى منهما إلى النبي عيسى (ع)، والثانية إلى النبي يحيى (ع). فبما أن العلاقة بين النبي زكريا وزوجته كانت مبنية على الحسنى والمحبة فقد ولد لهما مولود كان براً بوالديه، ولم يكن عصياً، أي أنه لم يأت كنتيجة لأسلوب سيادة الأدب، ولم يكن جباراً، أي لم يأت كنتيجة لأسلوب سيادة الأم. وبما أن النبي عيسى لم يكن له أب، فقد كانت المسألة المطروحة بشأنه هي مسألة سيادة الأم.

ولــــd
08-12-2005, 01:14 AM
أسرار الحب عند الرجال!

للرجال طرق غريبة في التعبير عن حبهم بطرق غير تقليدية وغير مباشرة، قد تكون بحركات معينة يقوم بها الرجل أو بكلمة لطيفة أو غير ذلك من الأساليب التي قد لا تكونين منتبهة إليها.
نحاول الآن توضيح بعض هذه الحركات التي يعبر بها الرجال عن حبهم بصمت:
? أن تضبطيه ينظر في عينيك حيث أن الرجل الغير مهتم عادة ما يكون ينظر إلى النساء بطريقة مختلفة وتكون أولوياته في النظر مختلفة عن الرجل الذي يحب فعلا.
الرجل المحب ستجدينه ينظر في عينيك ليسبر أعماق روحك ولحاول استيعاب أي حركة قد تساعده في معرفة طبيعة مشاعرك نحوه.
? ستجدينه يجهز أو يدعوك لكل أنواع الذي تفضلينه أنت ، تعد هذه من الطرق الغير مباشرة التي يحاول فيها أن يخبرك انه يريدك أن تكوني جزءا من حياته، حاولي الاستماع إلى مخططاته المستقبلية ومن خلالها يمكنك أن تعرفي إذا ما كانت هذه الخطط تشمل شريكة لحياته أم انه ليس مستعدا بعد.
? الرجل المحب تجدينه يحاول الوقوف إلى جانبك بشكل ملحوظ في الأماكن العامة، فالرجال العزاب أو غير الجديين تجدهم دائما يبحثون عن حب جديد في كل مكان يدخلون إليه ولذلك إذا وجدت أن الرجل يحرص أن يدخل معك إلى أي مكان عام دون أن يتقدم أو يتأخر فان ذلك يعني انه ليس في حالة بحث مما يعطي الانطباع انه ملتزم معك وجدي جدا في علاقته بك.
? الرجل الذي يحبك بصدق لن يفزع إذا ما قمت بمسك هاتفه الخاص، إذا فعل ذلك فانه يقصد انه قد أنهى جميع علاقاته السابقة وانه لا يوجد غيرك في حياته لذلك فهو غير خائف أن تقومي بالعبث بهاتفه أو حتى الإجابة على مكالماته.
هذا وعلى صعيد آخر، وفي استطلاع موسع تم إجراؤه في الولايات المتحدة الأمريكية تم جمع معلومات موسعة حول اكثر ما يجذب الرجال إلى المرأة وتبين من خلال الاستطلاع وجود فروق فردية كبيرة إلا أن هناك أيضا عوامل مشتركة يجمع معظم الرجال على أنها جذابة في المرأة.
أما أهم الأمور التي تجذب الرجال للنساء فكانت كآلاتي:
? المرأة المستقلة التي تستطيع الاعتناء بنفسها والتي لا تخشى من تجربة كل ما هو جديد، وهي كذلك امرأة منطلقة تحب السفر والتعرف على أشخاص جدد بالإضافة إلى عدم حاجتها إلى رجل يقوم على تلبية كل رغباتها.
? المرأة الجميلة المغرية تجذب الرجال ولكن يصر الرجال على أن لا يكون الإغراء مبالغا به إلى الحد الذي يخرج عن غايته بحيث تصبح المرأة تميل إلى الابتذال اكثر من الجمال.
? المرأة الذكية وهي التي تشعر الرجل بحبها بطريقة ذكية وتكتفي بالتلميح دون التصريح بحيث تبقي الرجل في حالة ترقب وتحفز، ويجمع الرجال أن العلاقة الزوجية تكون أمتع إذا ما تخللتها اللمسات الصغيرة التي تضيفها المرأة على علاقتها بالرجل.
? المرأة التي تكون بالإضافة إلى الحبيبة الصديقة، بمعنى أن لا تكون العلاقة تقليدية مملة بل أن يكون الزوجان يستمتعان بصحبة بعضهما كالأصدقاء وان يتبادلا النكات والضحك وبهذا تتحلل العلاقة من القيود التقليدية التي تثقل كاهل أي علاقة زوجية تقليدية.
? يحب الرجال المرأة التي لا تمارس الضغوط عليهم لتحقيق ما تريده . يجمع الرجال أن هذا الأمر من اكثر الأمور التي تنفرهم من المرأة حيث لا يستطيع معظمهم تحمل ضغط المرأة المستمر مما يساهم في فشل العلاقات الزوجية.
هذا بالنسبة للمرأة المثالية في عيون الرجل أما فيما يخص الرجل المثالي فكان هذا الموضوع موضوع جدلي منذ الأزل وذلك بسبب اختلاف أذواق النساء ببساطة، حيث أن هناك البعض ممن يفضلنه قويا خشنا أما أخريات فيفضلنه حنونا و وسيما.
نظرا لتعدد الأذواق والرغبات فان تحديد هوية ومواصفات الرجل المثالي تغدو اقرب إلى الاستحالة، إلا أن الدراسات المكثفة حول الموضوع خرجت بصفات مشتركة للرجل المثالي و كانت الصفات العامة كما يلي:
? هو الرجل الذي يهتم بالمرأة عاطفيا و روحيا، حتى عندما لا تكون المرأة بحاجة لهذا الاهتمام أو حتى إذا لم تطلبه.
? الرجل المثالي لا ينسى أبدا أعياد الميلاد والذكرى السنوية للزواج.
? الرجل المثالي على جانب عالي جدا من الرومانسية بحيث يملئ المنزل بالحب و باللفتات الجميلة و الشاعرية.
? الرجل المثالي لا يأخذ حب المرأة وحياته معها كأمر مفروغ منه، بل يعمل دائما على أن يشعر المرأة بحبه و بتقديره لها ولأهمية وجودها في حياته.
? الرجل المثالي يحافظ على وعوده و التزاماته.
? هذا الرجل يكون نزيها مستقيما صادقا وشخصا مخلصا ومتفانيا في عمله.
? الرجل المثالي يكون قادرا على التواصل مع زوجته ولا يقوم بكبت أية أفكار عن شريكة حياته.
? هذا الرجل منطلق في الحياة ويحب الرقص ويتقنه.
? يجعل المرأة تشعر بأنها أهم شخص بالنسبة له وأن لا يكون هذا شعوره في مرحلة الخطبة فقط.
? يستطيع أن يستمع للمرأة وأن يتفهم همومها دون أن يتهمها بالسخف والسطحية.
? هذا الرجل يستطيع أن يحدد الفرق بين الزوجة و ألام.
? يدرك هذا الرجل تماما انه اسعد إنسان على وجه البسيطة لأنة يحظى بحبك

ولــــd
08-12-2005, 01:17 AM
الزواج في ظل وضع إقتصادي خانق .. من يملك ثمنه

* أحمد ديركي


..نظرة ، فموعد فلقاء .. والله أعلم ما بعد اللقاء . العناصر الثلاثة الأساسية لبداية أي علاقة بين شاب وفتاة . فهذا "المذكر" يفعل ما بوسعة لإغراء المؤنث للحصول على الثلاثية المنشودة ،من جهتها فهي تغريه كما يغريها للحصول على لقاء لترشده بعدها إلى منزل ذويها كي "يطلب يدها" بالشكل التقليدي المتعارف عليه إن كانا لم يتصرفا بالشكل المتعارف عليه تقليديا أو دينيا . إلا أن الغاية القصوى عليها أن تكون محصورة في ذلك الإطار .
من هنا يبدأ الشاب ،الذي لا يفوت فرصة للتبجح بعلاقاته المتعددة مع الجنس الآخر، عندما يقرر الإستقرار بجر والديه في مهمة البحث عن عذراء" لم يقبل فمها غير أمها".. هذه العذرية الضرورية للمحافظة على إسمه ونقاوة نسله وإلا كان الأطفال مهجنين وهذا أمر لا يجوز . أما هي فتقبل بهذا العريس المستقبلي ما دام بإستطاعته تأمين مستلزمات الحياة الضرورية التي يطلبها أهلها من أهل العريس أومن العريس نفسه . هذه المتطلبات " البسيطة" والتي هي من مستلزمات الحياة الاساسية هي البيت المستقل ، وما يتضمنه من أثاث وكماليات آخرى . وطبعا من المفضل أن يتم تسجيل البيت وما يتضمنه بإسم العروس حفاظا على حقوقها عدا المقدم والمؤخر والخطبة وما يتخللها من مصاريف لترك إنطباعا جيدا يليها حفل الزفاف وتحديد مكانه وعدد المدعوين والطعام والفستان والتفاصيل الأخرى .. ليصل إلى المحطة الأخيرة المتمثلة بشهر العسل والتي عادة تكون في بلد آخر أو في منطقة آخرى . وبعد فترة تحمل العروس وتنجب الطفل الأول .. وهكذا تتكون الأسرة السعيدة التي أنجبت البنين والبنات حتى يقوم هذا الجيل _ الجيل الاول _ بتكوين أسرته .. وهكذا داوليك .
هذه هي وببساطة قصة زفاف . أمر غاية في البساطة نظريا لكنه يحمل في طياته العديد والعديد من الغرائز البشرية المعقدة والطقوس والعادات وأعباء مادية لا حصر لها .
لماذا نتزوج ؟
بعيدا عن المفهوم العاطفي أو النفسي للزواج وهو البحث عن الإستقرار أو الحاجة إلى شريك يحمي و يدعم ، فإن الزواج قائم على فكرة أساسية - غير رومنسية على الإطلاق - وهي الحفاظ على النسل ومنعه من الإنقراض .وتاريخيا ، عرف الإنسان أنواع عدة من الزواج .. والزواج هنا بمعنى العلاقات الجنسية . فكان الزواج الجماعي ، وما تبعه من تعدد الأزواج - أي إمرأة واحدة تتزوج أكثر من رجل - و تعدد الزوجات -أي أن يكون للرجل أكثر من إمرأة إضافة إلى الشكل المتدوال بكثرة وهو أحادية الزوج أو الزوجة .
فما هو الزواج ؟ .. لا يوجد تعريف واحد للزواج ، فلكل شعب تعريفه الخاص المختلف عن الآخر وإن كانت جميعها تجمع على كونه " علاقة جنسية بين جنسين مختلفين " . أما عربيا فالزاوج عقد يجب توافر عدد من الاركان لإكتماله ، وهذه الأركان هي الزوجان الخاليان من الموانع والإيجاب والقبول وطبعا هناك شروط ، أولا تعيين الزوجيين ثانيا رضاهما ، ثالثا الولي ورابعا الشهادة .
وإن كانت عادات الزواج تختلف من منطقة إلى أخرى في عالمنا العربي ، لكنها تخضع جميعها للعادات القبلية كوننا ما زلنا مجتمعات قبيلية . فالرجل هو صاحب القرار في هذه العلاقة ، وهو المسؤول عن التحضيرات ودفع التكاليف . صحيح أن زوجة المستقبل قد تشاركه الأعباء المالية في هذه المرحلة ، لكنها في الوقت عينه تملك حق الرفض خلافا للإلزام الذي يعاني الذكر منه .من هنا فإن العامل المادي هو الأساس لأي زواج .. فمن من الشباب في الوضع الحالي يمكنه الخوض في هذه الغامرة التي يعلم مسبقا عدم قدرته على تحمل مصاريفها .
أحب .. ولا أملك ثمنه
واقع لا يمكن الهروب منه ، الدول العربية كافة تعاني من مشكلة اقتصادية جعلت معظم الشباب إما عاطلون عن العمل أو عاملين وإنما غير قادرين على إعالة أنفسهم . فيجد هذا الشاب نفسه في معضلة لم يتسبب بها وإنما عليه بحلها . فهو قد تخرج من الجامعة أو لم يتخرج لا فرق ، الأساس هنا هو محاولة الحصول على وظيفة . وفي حال تمكن من الإستقرار في وظيفة ما فإن ما ينتجه يكاد لا يكفيه لإعالة نفسه .. فكيف بإعالة شخص آخر وليس عائلة في حال قرر الزواج والإنتظار قليلا أو كثيرا لبدء تأسيس عائلة .
وضع مستفحل في كل المجتمعات العربية من دون إستثناء ، وعلى الرغم من مساهمة العروس بالنفقات ومتابعة عملها بعد الزواج إلا أن هذه المساهمة تكاد تكون أشبه بشخصين إجتمعا ،كل ينتج ما يكفي لإعالة نفسه لا أكثر . الصرخات تتعالى والجهات المسؤولة ، على حد قولها ، تحاول المساعدة قدر المستطاع . فكانت القروض وإعتماد سياسة التقسيط ، والمشاريع السكنية التي تمكن الفرد من تسديد ثمنها على المدى الطويل .. أي ديون بفوائد عالية . صورة مضحكة ، شقة للعروسين ، من المرجح أن تصبح ملكهما بعد سنة أو سنتين أو عشر سنوات حين يتم تسديد ثمنها ، غسالة و تلفزيون ومكيف وأثاث منزل بالتقسيط أيضا، سيارة بالتقسيط ..
فلنقم بعملية حسابية بسيطة .. ثلاث سنوات لإمتلاك الشقة ، وسنتين للإنتهاء من ثمن " أثاث المنزل .. وربما سنتين لتسديد ثمن السيارة- وهذا الحد الأدنى المخفف جدا لسنوات التقسيط - إذن سبع سنوات من أجل التخلص من الديون . سبع سنوات من المنطقي ألا يتم الإنجاب خلالها ، لكن من يتبع هذا المنطق .فلنضف إلى هذه الديون مصاريف الحمل من طبابة وأدوية وتجهيزات للطفل وفواتير المستشفى وأقساط المدرسة .. أي أضعاف أضعاف الديون الأولى .ولا ننسى الضرائب والفواتير التي يتوجب على المواطن دفعها إلى دولته لا لسبب محدد وإنما لشكرها على نطام التقسيط والقروض والتسهيلات التي أمنت له من خلالها حياة كاملة من الكدح والجهد .. وسعادة زاخرة بالفواتير والديون التي لا يملك العمر الكاف لتسديدها فيتركها كجزء من تركته لأولاده . وإن كنت تظن أن المشاكل المادية هي الوحيدة في الزواج فأنت مخطئ تماما .
عقد الجسد .. والأهل
إن الزواج كما عرفه ميردوك في كتابه " البناء الإجتماعي" هو " مجموعة من العادات تحدد صور العلاقات بين شخصين بالغين مباح بينهما الإتصال الجنسي ، ويدخلان هذان الشخصان في نطاق الاسرة . ولا تتكون الأسرة بدونهما". أي على كل شخصين الخضوع لعادات المجتمع كي يكون الإتصال الجسدي بينهما مباح.
وبعيدا عن النظريات والتعريفات فالزواج بحدد ذاته قائم على التفاهم والإنسجام والإحترام .. وأحيانا الحب الذي قد يستمر أو قد يبدأ بعد الزواج ، وأي خلل في أي من هذه العناصر سيؤدي إلى مشاكل حتمية قد تؤدي الى الطلاق أو قد تؤدي إلى الإستمرار في علاقة فاشلة . ولا ننسى طبعا الأعباء المادية والضغوطات التي تفرضها على هذه العلاقة .
وبالعودة إلى مفهوم الزواج، فإن العقبة الأولى هي عقدة الجسد، فعلى العروس أن تكون عذراء .. وما الفستان الأبيض سوى تكريس لمفهوم العذرية والنقاوة والطاهرة . وإن كان البعض لا يهتم لعذرية الفتاة أو عدمها إلا أن الأغلبية لا تزال تعول على هذه النقطة أهمية قصوى . وبعد أن يختار الذكر الأنثى التي تناسبه وتوافق معتقداته .. يبدأ الصراع . فالفتاة تميل عادة إلى تطبيق " نظريات " أمها .. فهي الأكثر وعيا ودراية بمصلحتها . فتقدم الأم النصائح وتقوم الفتاة بإتباعها والعاقبة الوخيمة تقع على " العريس" .. فبدل إرضاء أنثى واحدة عليه بالعمل المكثف لكسب ود الأم تليها الإبنة والبقية الباقية من العائلة .الأمر الذي ينطبق على الأنثى أيضا ، فعليها الخضوع لأمتحانات مكثفة من قبل أهل العريس الذين سيستمروا -حتى حين تنجب العروس عدد من الأولاد - أن إبنهما كان بإمكانه الزواج بفتاة أفضل من " هذه" .
من هنا يحاول العروسين قدر المستطاع الرحيل بعيدا عن العائلتين -ذويها وذويه - . في حال عدم تمكنه من ذلك فتكون الكارثة .. فالمنزل الزوجي سيكون إما عند والديه ، وهو الأكثر إعتمادا ، أو عند والديها. وفي الحالة الأولى الانتقادات والتعليقات ستطالها بشكل مكثف .. وفي الثانية سيكون التذكير بفشله " المادي " أمر مفروض طوال الوقت.
الحقوق الزوجية والأسرة
الحقوق الزوجية ثلاثة أنواع .. أولا :الحقوق المشتركة وهي الإستمتاع الجنسي والمعاشرة بالمعروف ،ثانيا حقوق الزوجة على زوجها أي الرفق بها واللين معها والإحسان إليها وإكرامها والتغاضي عن أخطائها وما لا يستحسن من طباعها وتقديم المهر إليها إضافة إلى النفقات المادية ، والتي باتت الزوجة تتكفل بنفقاتها في معظم الأحيان .وثالثا حقوق الزوج على زوجته وأهمها الطاعة لأنه عماد الأسرة " الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم " ( النساء 34) . كما عليها رعاية شؤون المنزل والمحافظة على ماله ومراعاة أسراره . هذه هي الحقوق بشكل عام ، يحاول كل طرف جاهدا مراعاة الآخر من أجل الحفاظ على هذه العلاقة التي سعوا جاهدين من أجل إتمامها .وبعد الإستقرار الأولي تبدأ عملية تكوين الأسرة. والأسرة هي إمتداد للجذور .. فإن كانت هذه الجذور قد إجتمعت على أسس متينة مادية وعاطفية ونفسية فمن المرجح أن " الأسرة" المزمع تكوينها سترث هذه الراحة . وإن كانت الجذور قد إجتمعت على التقسيط والضغوطات النفسية وعلاقات من المستحيل أن تنجو من هموم مادية وما يتبعها بالضرورة من تعقيدات ومشاكل فإن الجذور ستشبع الأصل لا محال .
الزواج هو الغاية وهو نتيجة محتومة للبعض تطبيقه مرهون بوضع مادي بحت حتى نجاحه أو فشله مرهون به .. فالطلاق " لعدم التوافق" بات ترفا لمن قفز فوق حاجز التقسيط وإرتاح باله .. فذهب إلى المشاكل العاطفية أما القلة القليلة التي لا تجد في الزواج ما يغريها فهي إن فوتت على نفسها إحتمال سعادة أو ترسيخ نسل .. لكنها في المقابل إستغنت عن سلسلة من المشاكل التي لا نهاية لها .

ولــــd
08-12-2005, 01:19 AM
هل يمكنك استعادة العلاقة المثالية من جديد ؟

عادة ما يقبل الزوجان على الارتباط والآمال بالسعادة تكون مسيطرة عليهما ويحاول كل منهما أن يظهر اجمل ما عنده من تصرفات بحيث تبدو الحياة القادمة كأنها طريق مفروش بالورود والهناء.
مع سنوات الزواج الأولى يبدأ الواقع يتسرب إلى الحياة الزوجية بحيث يفقد الزواج بريقه الجميل يبدأ الأزواج بمواجهه الواقع الصعب ومشاكل الحياة اليومية.
نحاول هنا أن نسدي لك بعض النصائح لاعادة الفرح والسعادة إلى حياتك الزوجية بحيث تعيدين تمتين أواصر الود والمحبة مع الزوج لتعيدي السعادة التي خبت مع الأيام:
? توقفي عن لوم زوجك كلما شعرت بخيبة الأمل: تذكري دائما انك إذا شعرت بعدم الرضا من تصرفات زوجك فذلك قد لا يكون بالضرورة بسبب خطأ في تصرفاته بل قد يكون رد فعلك أنت وليس خطأه هو.
يجب أن تدركي أن توقعاتك أنت هي التي تجلب لك عدم السعادة فمثلا أنت التي تتوقعين منه أن يقوم بعمل معين وعندما لا يقوم به تشعرين بخيبة الأمل مع العلم أن الزوج قد لا يكون مدرك لما يحصل، الحل أن لا تقومي بلوم الزوج عن شيء تتوقعينه منه دون أن يكون عارفا بالأمر.
? قومي بالعطاء الحقيقي: هناك فرق كبير بين أن تقومي بالعطاء دون انتظار أي مقابل وبين أن تقومي بالعطاء وأنت تتوقعين أن تحصلي على شيء بالمقابل. لذلك إذا قمت بالعطاء الحقيقي فانك لا تكونين متوقعة أن تحصلي على شيء بالمقابل وبالتالي أن تصابي بخيبة أمل.
إضافة إلى ذلك سوف تحصلين على متعة ذاتية وأنت تقدمين العطاء وأنت تتوقعين أي مقابل لما تقومين به من عمل.
? تعلمي فن الإنصات: معظم الأحيان يقوم الإنسان بالاستماع للطرف الآخر لكنه لا يقوم حقيقة بالإنصات لما يحاول أن يقوله. حاولي الاستماع دون أن تقومي بتحضير ما تقولينه عندما يقوم الطرف الآخر بالانتهاء من الكلام، عندها تكونين قد خصصت له هذا الوقت مما يعطيه شعورا رائعا بالراحة.
? توقفي عن محاولاتك لتغيير تصرفات زوجك: يعد هذا الأمر اكبر منغصات السعادة الزوجية، كما أنها تسبب صراعات على السيطرة على بيت الزوجية بحيث يستهلك هذا الصراع كل السعادة التي كانت تخيم على علاقتكما في الماضي.
إن العثور على السعادة في العلاقة الزوجية يعني أن تحب الشخص المقابل كما هو والقبول به كما هو لأنه بالمقابل قد قبل بك دون أن يطلب منك أن تتغيري

ولــــd
08-12-2005, 01:21 AM
5 ملاحظات لتمييز الزوجين السعيدين عن غيرهما

من السهل جدا أن تعرف أن كان الزوجان اللذان يقفان أمامك سعيدين أم لا ، حيث أن ذلك يبدو جليا في لغة العيون ومن الطريقة التي يتعاملان بها مع بعضهما.
وللأشخاص الذين لا يستطيعونه التمييز بين الزوجين السعيدين وغيرهما من الأزواج نوضح لك من خلال الملاحظات التالية بعض أهم التصرفات التي تشي بالسعادة العميقة التي يعيشانها:
? يقومان بعمل الأشياء سويا: عندما تنتهي الفترة الأولى من الحب والذي يكون الجانب الجسدي والجنسي محور الاهتمام يبدأ الزوجان بعمل أمور أخرى مشتركة كأن يبدآ بممارسة هواية معينة كالقراءة أو الطبخ.
فمن خلال هذه اللحظات التي يقضيها الأزواج معا تتعزز روابط المحبة والتفاهم ويغدو الاتصال بينهما اكثر سلاسة ووضوح.
? عندما تتعقد الأمور بينهما لا يتصلان بالأهل لحل المشكلة: المعنى انه في بداية العلاقة الزوجية يكون الزوجان لا يزالان متعلقان بحياتهما السابقة في منزل العائلة ويشعران بالحاجة للذهاب للزيارة بكثرة، لكن مع الوقت وتوطد العلاقة تبدأ هذه الزيارات بالتباعد ولكن لا يجب أن يعرف الأهل بدواخل العلاقة الزوجية إلا إذا استعصت الأمور على الحل وليس من الضروري أن تعرف الأم بكل ما يجري في منزل ابنها أو ابنتها لان ذلك يزيد من الضغوط على العلاقة.
? التوقف عن افتعال المشاكل لأتفه الأسباب: عندما يعم التفاهم بين الزوجين يتوقف كلاهما عن محاسبة الآخر على كل صغيرة وكبيرة ويكون همهما الأكبر العطاء لهذه العلاقة المميزة وانجاح زواجهما دون التركيز على صغائر الأمور.
? النقاش البناء يكون أساس العلاقة: أهم شرط في العلاقة الزوجية هي تعلم كيف يمكن أن يختلف الإنسان مع الشخص الآخر وكيف يتصرف عند حدوث خلاف. فعند حدوث أي سوء تفاهم بين الأزواج يجب أن يترفع كل منهما عن التجريح الشخصي والتركيز على حل الخلاف بطريقة حضارية وبناءة تأتي بالفائدة على العلاقة وتساعد في تمتينها بدل زيادة عوامل الفرقة والخلاف.
? الأزواج السعداء لا يفقدون روح الدعابة: تعد روح الدعابة هي الرباط القوي الذي يحمي العلاقة بين الأزواج فإذا فقدت فان الكثير من الأمور قد تكون تسير على غير ما يرام. إن انعدام التواصل قد يؤدي إلى تدهور العلاقة الزوجية ومن أهم علامات هذا الأمر هو انقطاع الضحك والكلام بين الزوجين

ولــــd
08-12-2005, 01:23 AM
كيف تكسبين قلبه بأقصر الطرق؟

* سلوى الحوماني

من المؤسف أنّ معنى الزواج عندنا لم يتخذ مفهومه الحقيقي بصفة عامة عند المثقفات وبصفة أعم عند غير المثقفات. المرأة تنظر إلى الزواج وكأنه صفقة رابحة تذلل لها الصعاب وتمنحها ألواناً من الرفاه والإمكانات بدون أن تقدم أي مقابل. وكذلك الزوج أو العريس في نظر الفتاة وأهلها هو ذلك الشمعة التي يجب أن تحرق نفسها لتضيء حياة العروس وأهلها وتملأ حياتها بالخير والبركات.
ولكن ما هو المقابل الذي ينبغي أن تقدمه الزوجة حتى يحق لها أن تطالب بمال زوجها وأيامه ومستقبله؟
المرأة الواعية فقط تعرف هذا بغض النظر عن كونها مثقفة تحمل الشهادات العليا أو أمية لا تعرف حرفاً من لغة القلم. المرأة الناضجة الواعية التي تتجمل بالإخلاص والعدل والضمير الحي تعرف الجواب ... وهو جواب واضح وواقعي ... وهو أن تقابل إخلاص زوجها بالمثل، وأيضاً عدله معها وتفانيه في إسعادها ... يجب أن تقابله بالمثل وذلك بمنحه السعادة والراحة وتخفيف أعباء الحياة عن كاهله، ولو علمنا أن المرأة الأجنبية تجعل هدفها من الزواج هو إسعاد زوجها. ويزيد في سعادتها تكريس وقتها لخدمة زوجها والعمل على راحته لتعجبنا من هذا ولما صدقنا لأننا مستغرقات في مساوئ عاداتنا التي تبدأ بطلب المهر الكبير واشتراط الهدايا والتكاليف الباهظة الثمن للعرس وتنتهي ببغض أمه وأبيه ومضايقتهما، والتفريق بينهما وبين ابنهما الذي هو زوجها.
لو دققت الزوجة النظر إلى هذا العمل لرأت فيه ولا شك جريمة بشعة. إن مجتمعنا في كل بلادنا العربية ممتلئ بأمثال هذه المآسي وأن قصة الحماة والكنة هي أم القصص ومشكلة المشاكل. فهما دائماً في عراك ومشاحنات وعداء مستحكم يحيل بيت الزوجية إلى جحيم، ونرى الزوج بينهما حائراً تعيساً لا يدري أينتصر لزوجته التي هي كل مستقبله أم لأمه التي هي كل ماضيه المفعم بالتضحيات لأجله، وتمضي حياة الزوج بهذا الشكل مثقلة بالمتاعب والآلام في أغلب الأحيان، وتظل الزوجة عمياء عن هذه الحقيقة غير مشفقة على زوجها ولا على أمه، غير مقدرة تضحيات والدة زوجها التي ربته صغيراً إلى حين بلغ الشباب ووجدته العروس أمامها شاباً مكتملاً فيه كل المميزات التي أعجبتها. ولو علمت الزوجة أن كرهها لوالدة الزوج أو والده أو بقية أهله يبعد قلبه عنها إلى مسافة لا تستطيع بعدها استعادة ذلك القلب. ولو علمت أيضاً أن العكس يأتي بالنتيجة العكسية بدون شك، لأقلعت عن كل ما تفعله ضد أهل الزوج ولأحبت أهل زوجها كما تحب أهلها وأكرمتهم.
وعلى هذا الأساس نرى المرأة في الشعوب الراقية المتحضرة تؤمن بحقيقة كبيرة وتعمل بها بإخلاص وهي محبة أهل زوجها جميعاً واحترامهم وخدمتهم قدر المستطاع وربما التضحية من أجلهم إذا اقتضى الأمر ذلك. لأنها تعرف تأثير هذا على شعور زوجها الذي سينعكس في نفسه حباً لها وتضحيةً من أجلها وكذلك هي تفعل هذا الشيء لأنها عاقلة واعية فهمت الحياة وأدركت أن أبوي زوجها يجب أن لا يجحد فضلهما عليه وأنهما بالنسبة له كأبويها بالنسبة لها وكما ستكون هي بالنسبة لأولادها عندما يشبون ويتزوجون.
فهل من الصعب علينا فهم هذه الحقيقة إلى هذا الحد؟
وهل من الصعب أن ندرك أن عرفان الجميل هو أجمل ما في الحياة وأنه يتمثل في الوفاء للأبوين سواء من الابن أو زوجة الابن؟
وهل من الصعب أن تعرف نساؤنا أن أقرب طريق إلى قلب الزوج هو محبتها لأهله؟

ولــــd
08-12-2005, 01:25 AM
الصداقة بين الجنسين حاجة... ترفضها الأسرة وتحطّمها الغيرة


لا تزال الصداقة بين الجنسين من جيل الشباب, , غريبة بعض الشيء. وإذا كانت الاسر العربية تتفاوت في تمسكها ببعض التقاليد التي تجعل نشــوء هذه العلاقــة صعبــاً جداً تبعاً لدرجة الوعي, فإن هذه العلاقات تظل في التجمع الذي نشأت فيه وتندثر مع خروج اي من طرفي الصداقة من اطار هذا التجمع او بارتباط احد الطرفين بعلاقة حـب او زواج.
الاختلاط الدراسي
وتبدو السنة الجامعية الاولــى عالماً جديــداً بعــد مغــادرة مقاعد الدراســة الثانويــة وتشكل ارضاً واسعة للتعارف والزمالة, لتبرز قضية الاختلاط الدراسي وتتسـع مساحـــة العلاقــــــات الجامعــيـــة تدريجاً وتتشكل نظرة جديدة للعلاقات بين الطلاب تتطور الى ابعد من حدود الزمالة.
"دخولي الى الجامعة منذ ثلاث سنوات واختلاطي بزملاء لي من اماكن مختلفة جعلني ارتاح لبعضهم وتطورت علاقتنا من حدود الزمالة الى الصداقة الامر الذي جعلني اوطد علاقتي بهم الى حد الاعتماد عليهم في حل مشكلاتي او المساعدة في الدراسة على رغم اننــي مخطــــوبـــــة منــذ سنتــين", تقـــول راميــا وتضيــــف: "حاولــت اكثر من مرة مع اهلــي ان اعرفهم علـى صديقــين لـي عبــر دعوتهما لزيارتنا في البيــت, وكان ذلك قبــل خطبتـي الا ان اهلي رفضوا معللين ذلك بأنه ان لم يكــن هنــاك اي مشــروع خطبة او زواج فلا حاجة لذلك على رغم ان هذين الصديقين هما مثل اخوتي لا يتوانون عن تقديم اي مساعدة لي او اي مشورة".
ويبدو استمرار مشروع صداقة راميا مستحيلاً بسبب غيرة خطيبها عليها "عندمـا زارنــي خطيبــي فـي الجامعــــة, لم يرتح لهما ولمّح الى ضرورة قطع علاقتــي بهمــا او ابقائهــا في حدود زمالة الدراســة لا اكثــر".
وتلعب الغيرة دوراً كبيراً في تحطيم هذا النوع من الصداقة. هذا ما يذكره عماد المتزوج منذ اربع سنوات والموظف في احدى المؤسسات الحكومية: "بحكم العمل والبقاء في غرفة واحدة نحن وزميلاتنا الموظفات نبقى معاً طوال وقت الدوام الرسمي, فنشأ نوع من الارتياح بيني وبين احدى زميلاتي. وتوطدت علاقتنا الى حدود الصداقة, الا ان زوجتي رفضت في شكل قاطع ان ادعو صديقتي الى المنزل لأنها من النوع الغيور, مع انها تحاول ان تخفي ذلك. وعندما احدثها عن مشكلات صديقتي تبدي عدم اهتمامها بذلك او تحاول تغيير الحديث".
المستوى العلمي
ويلعب المستوى التعليمي والثقافي دوراً مهمــاً في استمــرار الصداقـة بين الجنســين, بحسب عامر المهنــدس: " تعرفت الى احدى زميلاتي خلال عملي في احد مشاريع الشركة وتوطــدت علاقتــي بها بحكم عملنـا المشتـــــرك لأنهـا كانـــت مساعدتـي في المشـــروع وعرفتنــي الى زوجهــا الطبيب وتتالـت الزيــارات بين الاسرتــين حتى انها صارت صديقة لزوجتي". ويشير عامر الى أهميــة عامل الثقة بين اطراف الصداقة في توطيدها واستمرارها اضافة الى عامل الوعي والمستوى الثقافي الذي يتمتع به الاصدقاء.
صداقة اقوى
ويرى بعضهم ان الصداقة بين الجنسين تكون اثر متانة منهــا في الجنس الواحـد. تعتبــر سهــام ان "استمرار علاقتي بصديقي على رغم مرور سنوات طوال على بدئها يعود الى عدم وجود اي مصالح من الجانبين, بل الصراحة والصدق في التعامل".
ويبــدأ بعــض الصـداقــــات من اعجاب احــد الطرفــين بالآخــر, كما يقول فادي: "لدي صديقة ارتاح للحديث معها كثيـراً, حتى انها تعرف جميع اسراري التي يمكن ان اقولها لصديقي الشاب, وأنا لا انكر اننــي كنت معجباً بها في البدايـــــة, ولكــن تحــددت علاقتنــا فــي ما بعــد ضمــن اطــار الصداقة, ونحن لا نستطيــع ان نتخيل نفسينــا اكثــر من ذلك... ويظـل تعاملــي مع صديقتي ألطف طبعاً لكونها فتاة".
ولا تزال كثرة من الناس ترفــض هذا النــوع من الصــداقــة. ويقول حسان: "العلاقـــة المفتـــــرض ان تربــط اي رجل بامرأة هي العلاقة الشرعية المعروفة. ولا اعتقد بوجود صداقة بين الرجـل والمــرأة. ولا اسمح لأختي ان يكون لها صديق وان تعرفت على احدهم فإما ان يتقدم لخطبتها ويتزوجها واما ان تنتهي هذه العلاقة التي لا تجلب الا وجع الرأس".

ولــــd
08-12-2005, 01:28 AM
ما لا يجب أن تفعليه عندما يخونك زوجك

قد يكون هذا الطرح غريبا بعض الشيء حيث أن معظم المصادر التي تتحدث في موضوع الخيانة الزوجية ومعظمها يقدم النصائح حول ما يجب أن تفعليه في حالة اكتشافك خيانة زوجك، في هذه العجالة سننصحك بما لا يجب أن تقومي به إذا اكتشفت خيانته.
لقد اكتشفت للتو أن زوجك يقوم بخيانتك، ما زالت آثار الدهشة تسيطر عليك وأنت لا تدرين بالضبط ماذا ستكون ردة فعلك أو ما يجب عمله في مثل هذا الظرف الغريب والمفاجئ الذي وجدت نفسك فيه.
قبل أن تبدئي بتصور ردة فعلك وماذا سيكون قرارك يركز موقع «البوابة» على ما لا يجب أن تفعلي في هذه المرحلة، فمعظم النساء يتصرفن برعونة واستعجال حالما يكتشفن خيانة الزوج. حيث أنهن يشعرن بمشاعر الخوف الممزوجة بالغضب العارم بالإضافة إلى إحساسهن بجرح كرامتهن ناهيك عن الشعور برغبة عارمة بالانتقام لكرامتهن المهدوره يدفعهن إلى القيام بأعمال يندمن عليها في المستقبل.
هذه التصرفات الطائشة والتي من شأنها أن تخرب مسار القرار الذي سوف تتخذينه في المستقبل بعد أن تهدئي وتستمعي لنداء العقل. بغض النظر عما إذا ما قررت ترك زوجك أو البقاء معه ومحاولة إصلاح الأمور فإن ردة الفعل الأولى لمعرفتك بالخيانة الزوجية من الممكن أن تزيد الوضع سوءا.
لا تطرديه من المنزل ولا تغادري منزلك: على الأقل في الوقت الحاضر. فبدلا من أن تطرديه من المنزل أو تغادري إلى منزل اهلك ، يجب أن تكون هذه الحركة هي ملجؤك الأخير في حال عدم التوصل إلى أي حل آخر. قد تقررين لاحقا أن تتركي المنزل لكن في الوقت الحالي هذا أسوأ شيء يمكن أن تفعليه، في هذه المرحلة يجب أن تستعيدي توازنك .
وان تراقبي بعين الخبير ما الذي يحدث من حولك حيث من الأسهل أن تفعلي ذلك بينما لا زلتما تعيشان في نفس المنزل. فبمجرد أن تطرديه من المنزل وان تغادري المنزل تفقدين عنصر الرقابة ولا تستطيعين معرفة ما الذي يقوم به وهو بعيد عن رقابتك.
طالما بقي تحت ناظريك فأنه يغدو من الممكن لك أن تجسي عمق علاقته الأخرى وان تلقي الضوء على جوانب خيانته بشكل افضل ويكون بإمكانك أن تعرفي دقائق خيانته وخفايا الموضوع، فهناك الكثير مما عليك أن تعرفيه عن الوضع قبل أن تقومي باتخاذ القرار الذكي حول ما يجب عمله.
واصلي مراقبة نشاطات زوجك اليومية وانتبهي لتصرفاته وكثرة اتصاله مع عشيقته وغير ذلك من تفصيلات فصول خيانته الزوجية دون أن تشعريه بشيء. ثم قومي بتدوين كل هذه التفاصيل الصغيرة في دفتر خاص من اجل الاستعمال في المستقبل. لاحظي كذلك انه بما أن الزوج ما زال معك في نفس المنزل فأن احتمالات إصلاح الأمور لا زالت قائمة.
لا تخبري الجميع عن خيانته لك: من الطبيعي جدا انك سترغبين بإخبار شخص تثقين به عن مشكلتك أو أن تقومي بجمع الأصدقاء والأقارب إلى جانبك حتى يؤيدونك في مشكلتك ضده، لكن كوني حذرة جدا في اختيار الشخص الذي تريدين أن تخبريه. لا تفاجئي أن تكون صديقتك المقربة التي تريدين البوح لها بخيانة زوجك أن تكون هي عشيقته التي تشاركه الخيانة.
تأكدي تماما من المرأة التي تريدين البوح لها والثقة بها لمشاركتك همك، أما إذا قمت بالبوح بمشكلتك إلى رجل تثقين به فأن ذلك قد يعقد الموضوع بشكل اكبر، فهناك الكثير من الرجال الذين قد يستغلون هذه المواقف بحيث يعتقدون أن المرأة التي تعاني من مشكله حساسة تكون صيدا سهلا إذا ما أتقنوا اللعبة، فإخبار صديق زوجك بالمشكلة أو عائلته قد لا يجلب لك النتائج التي تريدين تحقيقها.
هؤلاء الأشخاص قد لا يأخذون الموضوع بجدية أو قد يلجئون إلى الكذب لاجل تغطية عمله المشين أو قد يأخذون صفه أو قد ينبهونه حتى يقوم بإخفاء وتغطيه فعلته. كذلك إخبار عائلتك بالموضوع قد يأتي بنتائج عكسية ضدك في المستقبل، تذكري دائما أن الفيلة ليست وحدها التي لا تنسى فكذلك البشر أيضا، هناك نوعية من الناس تنجح في تذكر كل الأحداث غير السارة في حياتك ولا تنفك تذكرك بها كلما سنحت الفرصة حتى لو تم حل هذه الظروف التي تم التجاوز عنها منذ سنوات خلت.
ففي حالة قررت أن تسامحي زوجك وان تستمري معه فأن هؤلاء الأشخاص سيقومون بتذكيرك بهذه الظروف بحيث يزيدون الوضع تعقيدا ويجعلون عملية اتخاذ القرار بالنسبة لك اكثر صعوبة. إضافة إلى ذلك معرفة اهلك بمشاكلك الزوجية ومعاناتك مع زوجك قد تدفعهم إلى معاملته بطريقة غير لائقة حتى لو تم حل الإشكال بينكما.
لا تتجاهلي خيانته أو تتصرفي على أساس أنها غير موجودة: إن الدخول في مرحلة الإنكار يجعل الوضع أسوأ فالوضع سيئ كفاية فلا تزيدي من الضغوط النفسية عليك بإنكار ما يجري، فإدراكه انك تمرين بحالة تجاهل ما يحصل يكون بمثابة إعطائه الضوء الأخضر والموافقة الضمنية على استمراره في خيانته لك. فتجاهلك للموضوع يشعره بأنه غير مكشوف أو انك لا تمانعين في خيانته لك طالما أن الأمر يتم في الخفاء ففي مرحلة معينة سيترتب عليك أن تخبري زوجك انك تعرفين عن خيانته.
وان عليه أن يتوقف عن فعل ذلك بحقك فورا وكلما كانت المواجهة أسرع كلما كان ذلك افضل. تذكري انه كلما أجلت موضوع المواجهة كلما زاد تعلقه بالمرأة الأخرى بحيث تتطور علاقته بها ويغدو أمر تركها اكثر صعوبة. تذكري قاعدة أخرى مهمة أن علاقات الخيانة الزوجية تزدهر وتنمو طالما بقيت في الخفاء فقد يحدث انه بمجرد أن تقومي بإخبار زوجك انك على معرفة بخيانته لك أن تتوقف هذه العلاقة.
لا تواجهيه بخيانته حتى تتوفر لديك ثلاثة عوامل: الدليل، الخطة، الهدف. يجمع الخبراء في مجال العلاقات الزوجية انه يجب مواجهه الزوج بخيانته إلا انه من المفروض كذلك أن تتم المواجهة بحسب خطة موضوعة بدقة وبتعقل. اختاري التوقيت والمكان بحيث يمكنك بحث موضوع خيانته بإسهاب مع ضمان عدم حدوث أي مقاطعة عند بدء النقاش.
لا تقومي بسؤال زوجك إذا ما كان يقوم بخيانتك، تذكري دائما أن الخائن هو دائما كذاب أيضا لان ذلك من المتطلبات الأساسية للخيانة الزوجية. قومي بمواجهته بما اكتشفت مع عرض الأدلة التي قمت بجمعها مثل الأسماء، التواريخ، الأماكن، فواتير التلفون وغير ذلك من الأدلة المادية الدامغة. بعد ذلك اسأليه أسئلة محددة لماذا قام بالخيانة، ومتى بدأت علاقته الآثمة وما هي حقيقة مشاعره تجاه المرأة الأخرى وماذا ينوي أن يفعل بعد أن عرف انك تعرفين كل ما يتعلق بخيانته.
استمعي جيدا لما يحاول أن يقوله حتى يكون بإمكانك أن تقومي بتقدير الوضع في النهاية إذ بناءا على إجاباته يكون بإمكانك أن تعرفي ماذا سيكون قرارك في موضوع علاقتك الزوجية.
إياك أن تقومي بمواجهته بالخيانة إذا لم تكوني تملكين أي دليل مادي على خيانته، إن مثل هذا العمل يعد إضاعة هائلة للوقت حيث أن التسرع بالمواجهة دون دليل قد يوفر له الفرصة في تغطية آثاره بحيث تفوت عليك الفرصة في تحقيق أية نتيجة.
لا تهدري وقتك وطاقتك على المرأة الأخرى: إن أحد أسوأ الأمور التي يمكن أن تحصل لك هو أن تصبحي مهووسة بالمرأة الأخرى التي يعشقها زوجك. من الطبيعي جدا أن تكوني فضولية تجاهها وان تشعري بالرغبة في معرفة كل ما يحيط بها لكن كوني متأكدة أنها لا تستأهل منك إضاعة جهدك ووقتك عليها.
إن استمرار إدراج اسمها أثناء الحديث مع زوجك أو كثرة سؤالك عنها تؤدي إلى وضعها في دائرة الضوء مما يجعلها محور الحديث بدلا من أن تكون مشكلتكما هي موضوع النقاش. لا تضيعي الوقت في محاولة معرفة تفاصيل علاقتهما بل حاولي التركيز على حل مشاكلك الزوجية.
لا تذلي نفسك بمحاولة الاتصال بها أو السعي لمواجهتها والطلب منها أن تدع زوجك وشأنه، تذكري أنها غير مجبرة أن تستمع إليك أو أن تأخذ الأوامر منك ومضايقتها سيظهرك بموقف سخيف ويعرضك لمواقف مهينه وقد تجعل زوجك يأخذ صفها ويتعاطف معها. أي انك تقومين بالتقريب بينهما دون أن تشعري، فقط انسي وجودها وحاولي التركيز على إعادة زواجك إلى الطريق الصحيح واصلاح العلاقة مع زوجك.
هل ستنتهين إلى تدمير زواجك أو إنقاذه؟ هذا الأمر منوط بكيفية علاجك للأمور عندما تكتشفين للمرة الأولى خيانة زوجك، ففي المراحل الأولية قد لا تكون لديك فكرة واضحة عما يجب عملة لكن على الأقل تعرفين الآن ما لا يجب أن تفعليه.

ولــــd
08-12-2005, 01:30 AM
الغيرة .. هل هي ملح الحياة الزوجية أم مرارتها؟

* سلوى الحوماني

عندما تحلّ الغيرة في بيت الزوجية يحلّ الخلاف المتفجر بين الزوجين، وبعض هذا الخلاف قد يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه من خراب البيوت وتشتت الأسرة، والعياذ بالله.
ولكن رغم هذا يكاد الأزواج أن يجمعوا على أن الغيرة الخفيفة ضرورية للحياة الزوجية، وأن حياة الزوجين بدون غيرة كل منهما على الآخر هي أشبه بالطعام الذي ينقصه اللمح، لا يستسيغه المرء.
إذن كيف نوفق بين هاتين الحقيقتين؟ وكيف تكون الغيرة من النوع الخفيف غير المدمر؟ ...
المرأة وحدها تعرف الطريق إلى هذه المعجزة، هذا هو الواقع، أليس بيدها زمام الأسرة ووسائل إسعادها أو إشقائها؟ ... إذن فالغيرة قد تكون وسيلة إلى السعادة إذا أرادت الزوجة ذلك، وقد تكون أداة هدم للأسرة وخراباً للبيت.
بحكمة حواء الخالدة تستطيع الزوجة أن تتحكم بأعصابها إذا تجاذبتها نوازع الغيرة على زوجها من امرأة أخرى فتضغط على شعورها قبل أن تبدأ بسيول المعاتبة، ولو للحظات فقط، عند ذلك تكون لحظة التوتر قد زالت ويكون العقل قد تدخل وقال كلمته في موضوع الغيرة التي هي دائماً تحتل أعلى مراتب السخف والتفاهة.
تثبت المرأة تعقلها وحكمتها عندما تنتصر على لحظات الخطر وتجتاز فترة التوتر الذي ينذر بالانفجار. عند ذلك يفتح لها العقل أبواباً من المعرفة والإدراك ويخاطبها بوضوح وصفاء بأن الخير هو في ما صنعت وأنها كفؤ لبناء الأسرة السعيدة وأن الغيرة ليست إلا معنىً مرادفاً للتفاهة وخراب البيوت إذا اشتدت وقويت.
الزوجة وحدها هي التي تجعل من الغيرة ملحاً للحياة الزوجية يزيد من لذة طعمها إذا استعملتها برقة ولطف وبالتلميح أكثر من التصريح وبلهجة هي بين الجد والمزح وبدون تجهم وعبوس، بل بابتسامة وصوت هادئ يشعر الزوج بحرصها عليه وحبها له، ولكن بدون تلك الأسلحة النارية من الصياح والانفجارات التي تطوح بشعور الكثيرات ساعة غيرتهن على أزواجهن فينعكس المعنى المطلوب من الغيرة، ولا تعود ملحاً يكمل لذة الطعام بل يصبح كالفلفل الحارق أو كالسم القاتل الذي يبدد كل المعاني الجميلة البناءة في الحياة الزوجية.
ـ ليس الزوج سلعة:
الزوجة التي تظن أن زوجها سلعة بيدها تتصرف به كيف تشاء وكما توحي إليها أنانيتها أو جهلها، إنها امرأة خطرة ولا شك، ليس على زوجها فقط بل على الحياة الاجتماعية وعلى مستقبل النشء. فالحياة الاجتماعية لا يمكن أن تستقيم وتثمر بأسر مشتعلة بنار الخلاف بفعل زوجة جاهلة يسيطر عليها التحكم والغباء.
والعكس هو الصحيح، لو أدركت الزوجة هذا، وبقليل من الروية تدرك أيضاً كم تسبب لزوجها من تعاسة وهي تحاسبه على حركاته وسكناته ونظرته إلى الجارة وكلمته للقريبة أو الزائرة للأسرة وتأخره عن الرجوع إلى البيت متهمة إياه بأنه كان على ميعاد مع امرأة أخرى. وما أشقى هذه الأسرة إذ ترمي الزوجة زوجها بارتيابها بصديقة لها تتردد على البيت أو لسماعها واستجابتها لدسّ جارة لها تتهم زوجها المسكين كما يصور لها خيالها المريض أو نفسها المجرمة. وإن من الواجب أن تضع المرأة أمام عينيها خطأ حدسها، متصورة نفسها مكان زوجها البريء، فهل كانت ستحتمل هذا الجحيم من المناقشات والتهم؟ ... إن الإنصاف يفرض عليها محاكمة نفسها بهذا الشكل.
بعض الجاهلات يذهبن إلى أكثر من هذا، إنهن يحاسبن أزواجهن حتى على ماضيه بل وأكثر من ذلك حتى علا أحلامه وهو نائم أيضاً، فتجد الزوجة الجاهلة فرصة للإمساك بخناق زوجها تسأله بهياج وثورة عن المرأة التي سمعته يذكر اسمها وهو نائم.
هذا النوع من النساء موجود بكثرة وهن يأبين الاستماع لصوت العقل والمنطق. فلقد طمست الغيرة العمياء كل معالم العقل عندهن وأصبن مخلوقات خطرات على المجتمع وعلى أنفسهن بالدرجة الأولى، إذ أن الرجل لن يصبر عليهن طويلاً.
ولابدّ لنا ونحن نتكلم عن الغيرة التي تدخل حياة الزوجة وتحتل نفسها، لابد أن نمر بغيرة الزوج، التي هي أكثر خطراً على الحياة الأسرية فيما لو وقعت بشكلها الخطر، أن الرجل لا يستسلم للوساوس والترهات كما تفعل المرأة، فإنه يعمل عقله دائماً بعمق ودقة في هذه الحال، بخلاف المرأة العاطفية، كما أن حياته بين عمله والمجتمعات التي يندمج فيها تمنع أي وسواس من دخول نفسه إطلاقاً بخلاف المرأة العاطفية التي يصور لها خوفها أنه سيطير من حياتها، فتخاف على أسرتها من أن تضيع بغير هذا الأب الغالي.
ولا بأس من أن أعطيك بعض الأمثلة على هذا قبل أن نعود إلى محاسبة الزوج على ذنوب يرتكبها في مجال الغيرة.
ـ المتهمات البريئات:
هذه النساء الفاضلات البريئات الغافلات اللواتي يحلو للزوجة المهووسة بوهم الغيرة أن تدمرهن دون أن يدرين من أين نزل بهن هذا البلاء. فترى صديقة الطفولة للزوجة قد فاجأتها هذه الزوجة بمقاطعتها ومنعها من دخول بيتها بعد ذلك، هكذا بغير سبب غير قيام شيطان الغيرة فجأة بدوره في مخيلتها أو إحدى الجارات لهذه الزوجة لغرض في نفسها.
وكذلك ترى هذه الزوجة قد قاطعت رفيقاتها في العمل والكثيرات من معارفها، بل وحتى أخواتها إذا لفت نظرها بعض ما يثير شيطان غيرتها ووساوسها من جمال شكل أو شخصية، بل أن هناك من الزوجات مَن يُثرن بغيرتهن حتى من العجائز إذا مدح أزواجهن بعض خصالهن.
ـ ولكن الرجل يخطئ في ...
وإذا عدنا إلى محاسبة الرجل أيضاً على ذنوب يرتكبها عن قصد أو عن غير قصد، أي ببراءة تامة بقصد المزاح والضحك. فنراه أحياناً وقد حلا له أن يثير غيرة زوجته بكلمات يتصور أنها بريئة فيمزح مع صديقة زوجته قائلاً أمامها بأن (تدبر له عروساً) وأن زوجته ترضى بذلك. يقول هذا ضاحكاً ليؤكد نيته في المزاح.
وتذهل الزوجة، وتضحك مجاملة، ولكن براءة هذا الطفل الكبير تأبى إلا الاسترسال بالمزاح حتى تنفجر الزوجة بكلمة كان يجب أن لا تقولها مهما اشتدت بها الغيرة ذلك أفضل لمعنوياتها، والكلمة هي (وأنا أيضاً دبري لي عريساً) عند ذلك نرى الرجل الطفل قد انقلب إلى رجل كبير ناضج حذر، يعاقب هذه الزوجة بكلمات قاسية لاذعة، تستمر أياماً بل أسابيع.
إذن فلماذا تثير زوجتك بهذه الكلمات الطائشة وأنت لا تستطيع احتمال واحدة منها؟ ...
وهنا يحق لي أن أطالب الرجل بالكفّ عن هذا المزاح الخطر الذي يؤدي إلى إيلام الزوجة التي مهما سكتت وتسامحت لا يمكنها أن تمنع شيطان الغيرة ووساوسه من أن تستبد بها وتخرب علاقاتها بالناس الأبرياء.
ومجمل القول الذي يجب أن تعرفه كل زوجة، بل وأن تحفظه عن ظهر قلب هو، أن مكانها على خريطة الحياة الأسرية ليس في مكان أحد القطبين، وهما منطقتا ثلج وفناء، بل إن مكانها في الوسط وعلى خط الاستواء حيث الحرارة التي تبعث الدفء وتوقد الحياة.

ولــــd
08-12-2005, 01:33 AM
ما الذي يميز الحب الحقيقي عن الحب الزائف؟

* دكتور سبوك

إن الحب كعاطفة له أكثر من وجه. إنه كغرفة المرايا السحرية التي يرى الإنسان نفسه فيها وهو يضحك مرة ويبكي مرة أخرى.
لكن كيف يصل الإنسان إلى تمييز مشاعره فعلاً؟
لا أحد يستطيع أن يضع قائمة محددة لأنواع الحب المختلفة، فهنالك الحب الخيالي وهناك الحب الجنسي، وهناك الحب الرومانسي، وهناك ((الشذوذ)) الذي يطلق على نفسه اسم الحب أيضاً، وكل ذلك يأخذ اسماً متعارفاً عليه هو ((الحب)).
لكن ما الذي يميز الحب الحقيقي عن الحب الزائف؟
ما الذي يجدر بنا أن نفعله لنتبين حقيقة مشاعرنا؟
إن رحلة الحب في حياة الإنسان تبدأ من الطفولة، حيث يرتبط الطفل بأمه بعمق ويعتمد عليها في كل احتياجاته، ويصاب بالقلق إذا غابت عنه، ويبتهج عندما تعود. إنه حب اعتمادي إلى أبعد الحدود.
وما إن يصل الطفل إلى الثالثة حتى يبدأ في حب من نوع جديد، حب الصحبة لبعض الأطفال من الذين في مثل عمره. ويتجه الطفل بمشاعره نحو أبيه ليبدأ الإعجاب العميق به. ويتطور هذا الإعجاب إلى حد شديد التوهج نحو الأم إذا كان الطفل ذكراً، أو ناحية الأب إذا كان الطفل أنثى.
ويكبر الطفل ليصل إلى السادسة فيبدأ في حب مجموعة أصدقاء له من نفس عمره لأنه يجد فيهم المرح والتسلية، وقد يجمع شلة الأصدقاء هواية مشتركة، ويزيد على كل ذلك أن كلاً منهم يقبل الآخر ويحبه.
ومن بعد ذلك يصل الطفل إلى بدء المراهقة بالبلوغ، خلال مرحلة المراهقة يطل الحب الشهواني وفي نفس الوقت يطل حب آخر هو الحب الخيالي الرومانسي، ثم يمتزجان في عاطفة واحدة رغم اختلاف كل منهما.
فالحب الشهواني خشن وجسدي. والحب الرومانسي كريم وحنون ومثالي ومن الإثنين يأتي إلينا هذا المزيج المدهش الذي نبني به الحياة الأسرية.
وهناك إحساس كل منا يحب نفسه، وكل منا يفكر في نفسه بدرجة أو بأخرى وكل منا يرغب في أن ينال إعجاب الآخرين وتقديرهم. وكل منا يتحدث عن نفسه وإنجازاته كلما سنحت له الفرصة، أو استطاع أن يعثر على مستمع جيد.
وقليل منا هو القادر على أن يخفي حبه لنفسه خلف ستار من خدمة الآخرين فيحبونه ويغدقون عليه الاحترام. ونحن نميز بإحساسنا كل يوم بين هؤلاء القادرين على منح الحب لمن حولهم، وأولئك الذين يفضلون الاستمتاع فقط بحب الآخرين دون منحهم أي حب.
وفي رحلة بناء كل منا لحياته نفاجأ في فترة من الفترات بفقدان القدرة على تمييز مشاعرنا. وإذا فتش كل منا في ذكرياته فسيجد صوراً متعددة لما أقول.
ولأضرب بعضاً من الأمثلة التي رأيتها:
كانت ((أسماء)) ذات الأربعة والعشرين عاماً تتيه بجمالها. إنها تعرف قدر حيويتها وترى اتساع عيون الشباب إعجاباً بها، وتشعر بالمزيد من التغني بأنوثتها عندما تسمع كلماتهم عن حبهم لها. ويحاول أحدهم أن يكسب منها وعداً بأن يتقدم غليها لخطبتها، لكنها تسوف وتؤكد أنها غير واثقة من عواطفها نحوه.
ولما كان لها أخت تصغرها اسمها ((زينب)) ولما كانت ((زينب)) تعرف أن جمالها مقبول، وأن مرحها لا يقلب الهزل إلى جد، ولا يقبل أن يتحول الجد إلى هزل. ولما كان سلوك (زينب)) مثار إعجاب أساتذتها وزملائها وزميلاتها في الكلية، ولما كانت عيناها ترقبان معيداً بكليتها يحاول أن يتقرب منها، لكل ذلك عندما طلب المعيد أن يتقدم لخطبتها وافقت على الفور، أقيم احتفال الخطوبة بعد أسبوع واحد من مفاتحة المعيد ((لزينب))، وكأن أهل (زينب)) في غاية الفرح.
ولكن كانت هناك واحدة فقط من الحاضرات لهذا الاحتفال تعيش حالة من الوجوم. إنها ((أسماء)) ذات الأربعة والعشرين ربيعاً. لقد اكتشفت أسماء أنها هي التي كانت تستحق هذا الاحتفال، وكانت تستحق أن تجلس في صدر هذا الحفل هي والشاب الذي أعلن عن حبه لها. إنها تكتشف في هذه اللحظة أنها تحبه بعنف، وأنها تشتاق إليه، وأنه لم يكن يستحق منها هذا الأسلوب من التردد. إنها لم تكن تعي حبها له.
وهكذا نرى أن الحب يمكن أن يختفي تحت سحابة من التردد. يحدث ذلك للفتيات ويحدث أيضاً للشباب.
ونحن نلتقي جميعاً كل يوم بشاب يتحدث عن ليونة فتاة معينة ودلالها وكيف تختار هذه الفتاة من الملابس ما يبرز الأنوثة. ويبقى خيال الشاب مشتعلاً إلى أن يتزوجها ليفاجأ بأن كل ما تخيله منها هو مجرد وهم، وأن تلويحها بمفاتنها كان مجرد تصرف لا شعوري لاصطياد الرجال وإيقاعهم في غرامها، في حين أنها لا تملك أدنى قدرة على التفاعل العاطفي.
وفتاة مليئة بالجاذبية، ولكنها تمتلئ بالمعارضة لكل آراء والدها ووالدتها. ويفاجأ الجميع بالخبر، خبر وقوعها في حب رجل يمثل نقطة المعارضة لكل ما تمثله أسرتها. وهذا لا يعني إنها تحبه فعلاً لمميزاته الجذابة، ولكن أحد الأسباب القوية لتمسكها به هو رغبتها في معاندة الأهل.
ومثال ذلك هو الزواج بين أفراد من ديانات مختلفة: إنه يشبه الارتجاج في العقل الثقافي لهذه الأسرة.
وإذا ما نشا حب بين فتى وفتاة من أصول دينية مختلفة، كزواج المسلم من مسيحية في المجتمع المسلم أو زواج المسيحي من يهودية في المجتمع المسيحي، فإن الخطوبة الطويلة هي التي تتيح للإثنين فرصة اكتشاف مدى اختلاف كل منهما عن الآخر، ويمكن لقصة الحب أن تأخذ نهايتها المحتومة وهي الفشل قبل البدء في الزواج.
ولست أقصد أن كل زواج يتم ضد العرف الاجتماعي السائد لابد له من الفشل، ولكني أذكر أه يمتلئ بالصعوبات النفسية الجمة.
وفي بعض العائلات نجد الابن ينظر لوالديه نظرة الامتعاض وعدم الارتياح إنه لم يكن يتمنى أن يكون والده هذا الإنسان أو أن تكون والدته هذه الإنسانة. إن والديه غير مناسبين له في نظره، ولذلك نجد الفتى يتجه إلى الفتيات غير المناسبات. إن الفتاة التي تثير إعجاب مثل هذا الشاب هي من النوع الذي يغضب أهله.
ويحدث مثل ذلك أيضاً لدى بعض الفتيات. فقد تختار الفتاة لصداقتها شاباً لا يمكن أن يرضى عنه أهلها، وفي غالبية الأحيان يتغير هذا الوضع وتسقط المشاعر في بئر بعيدة وفي قاع الذكريات وتنتهي هذه القصص، لكن في أحيان أخرى، ولسوء حظ بعض الشباب والبنات، فإن الواحد منهم ـ أو الواحدة منهن ـ يستمر في مثل هذه العلاقة.
وهناك ملاحظة يجب أن نلفت النظر إليها، وهي أن حب الجنس أكثر إلحاحاً عند الرجل. أما المرأة فإن الجانب الروحي عندها يرتفع بدرجات عن الجانب الجنسي، لذلك قد تصدم الفتاة التي نشأت وسط رعاية أسرية طيبة من سلوك الرجل القاسي أو الخشن عند الزفاف.
وأحب أن أهمس في إذن الشاب بالكلمات التالية: إذا ما أتيحت لك الفرصة للتعرف على فتاة، لا تقتحم عالمها بخشونة، بل حاول أن يجمع بينكما حديث ودود وطيب لأن الهجوم بخشونة يدل على عدم ثقتك بنفسك ويؤكد لمن أمامك أنك قاس ولا تفكر إلا بأنانية.
ولابد لنا من أن نتناول ما تفعله القسوة في الطفولة المبكرة بالشاب أو الفتاة. إن القسوة في طفولة الولد تذكره دائماً أن والدته لم تكن تحبه وأن والده كان يراه إنساناً غير مرغوب فيه. وما إن يصل إلى البلوغ حتى يبدأ في رحلات البحث عن عاطفة يحقق لها لنفسه درجة ما من الاطمئنان.
ويكون مثل هذا الشاب متدفقاً عاطفياً إلى الدرجة التي يمكن أن تصدقه أي فتاة. وما إن تقع فتاة في حبه حتى يبدأ على الفور في هجرها. إن حبها بالنسبة له عديم الفائدة وبلا قلب، وسران ما يتجه إلى فتارة أخرى وهكذا.
والفتاة أيضاً إذا ما مرت في طفولتها بمثل هذه القسوة التي شرحتها من قبل يمكن أن لا تهتم بمن يقع في غرامها، ولكن تهتم فقط بمن لم يقع.
قد يتساءل أحدنا عن الغيرة في الحب؟
فأقول إن بعض الناس يفضلون الإحساس بأنهم يملكون مَن يحبون، أو بأن مَن يحبهم يملكهم. وبعض الناس يناضلون ليصبحوا أحراراً، ويكرهون هذه الغيرة لأنها قيد.
وأما الذين يفضلون الإحساس بأن هناك مَن يمتلكهم فهم يتجهون دون قصد إلى إثارة غيرة مَن يحبهم، وهذا جزء من إحساسهم بالسعادة في الحب.
والغيور إنسان جاء إلى العالم من أب أناني أو أم أنانية، وتعلم دون وعي أن يرى والده في حالة ثورة من أي شيء يمس ممتلكاته. ويمارس الشاب مثل هذه الغيرة عندما يصل إلى الحب. وغالباً ما يتزوج مثل هذا الإنسان من فتاة قادرة على إثارة غيرته. وهكذا تظل عجلة الغيرة الاستفزازية مستمرة في هذا العالم.

ولــــd
08-12-2005, 01:35 AM
للرجال .. الحنان والتقدير لشريكة عمرك

* سلوى الحوماني

ما أجمل أن يكتب الإنسان في موضوع كهذا فيحاول إصلاح أمر سراديب مظلمة من طباع الرجل التي هي من بقايا العصور الغابرة التي لم تكن فيها المرأة في نظره تستحق الحنان أو التقدير. وكانت النظرة الدونية للمرأة تسيطر تماماً على المجتمعات حيث لاقت من الظلم والحرمان ما لا يوصف، وحيث كان الأوروبيون يعقدون اجتماعات ومؤتمران كبيرة للبحث في أمر المرأة ما إذا كانت مخلوقاً آدمياً أم لا.
وأجمل من هذه الكتابة والدخول في ظلماتها أن نرى الرجل يعطينا الأذن الصاغية والوعي المتنور الفاهم لوضع المرأة كزوجة، وكأم، ولرسالتها المقدسة في صنع الأجيال. هذه المهام الشاقة التي تصعب على الرجل بكل تأكيد لو أُتيح له ممارستها.
بل أن الرجل لو تصور شغل المرأة في الوظيفة بالإضافة إلى عمل البيت فماذا يقول؟ ... إن واقعنا ينبئنا أن الرجل يعجز تماماً عن ممارسة أي عمل بعد رجوعه من وظيفته. فهو يصل إلى بيته ليتناول الجريدة ويقرأها منتظراً الطعام الذي سارعت زوجته حال وصولها من عملها إلى تهيئته بسرعة وإطعام الأطفال بعد تغيير ملابسهم والاستماع إلى شكاواهم وتنظيفهم من آثار اللعب. وكذلك تنظيف وتنظيم الغرفة التي كان قد لعب فيها مَن لا يذهب إلى المدرسة منهم.
ـ الزوج في راحة دائمة:
وينصرف الرجل بعد ذلك إلى النوم بعد الظهر أو مزاولة عمل خاص به، بينما تنصرف الزوجة إلى إكمال أعمال البيت الشاقة من غسل الملابس إلى الطبخ إلى تنظيف البيت ورعاية الأطفال وتأمين مصالحهم أو تدريسهم غالباً وغير ذلك من أعمال البيت التي لا تنتهي.
وحتى في أيام العطلة أيضاً، فإنها تعمل في تأمين مستلزمات البيت الأخرى التي لا تستطيعها في غير ذلك اليوم، مثل تأمين حاجات البيت من الخارج وغسل الأطفال وتنظيف الزجاج والأبواب (والغسلة) الكبيرة لأغطية الأسرة وغير ذلك، وكذلك إصلاح ثياب الأولاد وغيرها. ولا أدري ماذا يقول الرجل وهو يقرأ هذا الوصف للمتاعب التي لم أدقق في وصفها ولو حاولت. وإني لأحب أن يقرأ الرجل كل هذا الوصف ليعرف معاناة المرأة وجهودها في أعمال البيت وتربية الأطفال، خصوصاً إذا كان لها عمل في الخارج أيضاً فيتكثف عمل البيت بعد الظهر عند رجوعها من الوظيفة. أقول ذلك فقط ليشعر مع هذه الزوجة وليقدر جهودها هذه كلها بالكلام والفعل، فيسبغ عليها من حنانه وتقديره ما تسعد به وتشعر معه أن تعبها يُلاقي التقدير من شريك حياتها الذي يُقدم لها بالمقابل حنانه وإعزازه واحترامه بل ومساعدته لها في أعمال البيت ما أمكن. وأقولها بتحفظ، لأن الرجل عندنا يترفع عن عمل البيت، وما ذلك ذنبه بل ذنب مجتمعنا المتأخر الذي يأخذ عن الغرب كل فاسد ويترك كل صالح، وخاصة مساعدة المرأة في أعمال المنزل التي يمارسها الرجل الغربي مع زوجته إذا كانت تعمل في الخارج.

ولــــd
08-12-2005, 01:37 AM
ضرب الزوج لزوجته .. هل من مبرر؟

* سلوى الحوماني

بعض الأزواج لا يكتفون بالضرب المؤلم بل أنهم يطردون المرأة أيضاً إلى الخارج ويقفلون الباب وأحياناً يضربونها هي وأولادها، وأحياناً يكون الضرب في منتصف الليل وبقميص النوم. وقد أخبرتني إحداهن بأنها وأولادها كانوا في قمصان النوم حين طردهم جميعاً من البيت بعد الضرب وأقفل الباب وراءهم. ولا أدري كيف قبل منهم أحد سائقي التاكسيات أن يوصلهم إلى بيت أخيه ليصعد أحدهم فيجلب أجرة التاكسي ليدفعها للسائق.
وقد روت لي سيدة أخرى أن زوجها طردها وأولادها نهائياً من البيت ولو لم تكن موظفة لما استطاعت استئجار شقة أخرى والمكوث فيها خمسة عشر يوماً حتى رضي الزوج برجوعها إلى البيت.
هناك دولة عربية أنصفت المرأة فاعتبرته في قانون الأحوال الشخصية ذنباً يعاقب الزوج عليه إذا شكته الزوجة، وكذلك دولة أخرى حيث حوكم زوج ضرب زوجته بشكل قاس جداً (فتدحرجت) زوجته على حد تعبيرها إلى مخفر صادف أنه بجانب بيتها فراحت تمشي وتقع إلى أن وصلته بشق النفس رغم قربه، ثم بعد شكواها حوكم بثلاثة أشهر سجناً. ولكن الزوجة عادت فأسقطت الحكم بتنازلها عن حقها كما أخبرتني، هذه هي طبيعة الزوجة غالباً للحفاظ على سلامة بيتها واستقرار أسرتها.
وكذلك تلك المرأة التي كانت دائماً تركض هاربة من زوجها في الطرقات حول البيت لأنها لم تحسن إسكات الأطفال الذين يلعبون ويتصايحون حول البيت، فلم يستطع الزوج أن ينام بعد الظهر، فركض خلفها يبغي كسر رقبتها كما كان يصيح بها. وكذلك تلك التي تختبئ كل فترة وجيزة في بيوت الجيران راكضة وزوجها خلفها يصيح سأكسر لك يدك الثانية كما كسرت لك الأولى وأيضاً الأخرى المهذبة التي لا تنفك تضع ((البلاستر)) على وجهها وذراعيها لإخفاء الخدوش التي تدعي أنها سببت لها هرة أزعجتها. ثم تهمس في أذني قائلة أنها من ضرب زوجها الذي لا تريد أن (تجرسه) فتكتم صوتها أثناء الضرب لكي لا يسمع الجيران صياحها، وذلك لأنها (آدمية) لا تحب الفضيحة.
والحوادث المؤلمة من الزوج الذي ينسى أو يتناسى أنه يعيش في عصر التقدم الحضاري والمدنية الراقية، فهل يجوز أن يحدث هذا الذي يدل على طباع وغرائز ابن الغاب منذ العهد الحجري الذي كان فيه القوي يلتهم الضعيف دون رحمة أو شفقة؟ ... ومهما يكن عذر الرجل في هذا وأنه محق أحياناً في ضرب زوجته كعقاب لذنب ارتكبته، ولكن من يعاقبه هو إذا ارتكب ذنباً اتجاهها؟ ... ومن الذي أنبأه أنه معصوم من الذنوب؟ ... أفلا يوجد شيء يدعى التفاهم لمناقشة الموضوع المختلف عليه في عصر النور هذا بعد أن تثقفت المرأة والرجل ووصلا إلى درجة ممتازة تستحق أن نرفع بها رؤوسنا بين الأمم الراقية إذن فماذا يبقى لكي يستطيع الزوج أن يفهم وضع زوجته ويحترمها ويقدم لها الإعزاز والتقدير؟ لقد أمست الزوجة في مثل مركزة تقريباً من العلم والوعي، إذن فلماذا لا يكون التسامح بينهما متبادلاً فيسهل طريق المناقشة الرقيقة الهادئة لدى كل ذنب يرتكبه أحدهما، واضعين أمام أعينهما الوصول إلى هدف المصالحة لا الضرب والمقاطعة وهما أمران صارا الآن بعد أن تثقفت المرأة ووصلت إلى الاستقلال الاقتصادي، أقول صارا يوصلان إلى الطلاق والعياذ بالله.

ولــــd
08-12-2005, 01:40 AM
التسامح ثمن السعادة الزوجية

* سلوى الحوماني

البيت هو مكان الراحة الذي يأوي إليه الرجل بعد عمل النهار الشاق والزوجة هي حمامة السلام التي ترفرف في هذا البيت فتبعث فيه الراحة والسعادة.
ولا أعني بذلك أن مجرد وجود المرأة في البيت هو الراحة والسعادة دون أن تسعى هذه المرأة إلى صنعهما بيدها والسعي لإيجادهما والتضحية للمحافظة عليهما.
والراحة المنزلية لها جوانب متعددة يجب أن تدركها المرأة المتنورة التي تقدس الحياة الزوجية والتي تقدّر التعب والجهد الذي يلاقيه زوجها طوال النهار في عمله.
وأول شيء توفرين به الراحة في البيت لزوجك، أيتها الأخت، هو التسامح مع أخطائه الصغيرة وعدم النقاش في أي أمر من الأمور، فإن تسامحك في أخطاء زوجك الصغيرة وعدم معاتبته فيها ولا محاسبته عليها يوجد عنده نوعاً من الإعزاز لك وعرفان الجميل.
هذا كما أن احترامك لرأي زوجك يوجد عنده شعوراً بالاحترام لك والارتياح لطبيعتك بل والامتنان أيضاً منك. وما أجمل هذه المشاعر إذا دخلت الحياة الزوجية وكم تحدث من شعور بالسعادة والارتياح.
كما أن النقاش بين الزوجين إذا ما تكرر، فإنه يؤدي دائماً إلى تعكير الحياة الزوجية، وقد يؤدي أحياناً إلى جدال حاد يحدث خلافاً كبيراً بين الزوجين أو ربما خصاماً غير مأمون العواقب، إذ أن (مستعظم النار من مستصغر الشرر) كما تقول الحكمة الشائعة.
لذلك عليك أيتها الأخت أن تتحكمي بأعصابك عند اختلاف رأيك مع رأي زوجك في شيء، أو عند تباين نظرتيكما إلى أمر من الأمور. ويجب أن لا تسترسلي معه في النقاش حفاظاً على صفاء حياتكما الزوجية التي فيها سعادتكما وسعادة أطفالكما.
ومن المتاعب التي يجب أن تريحي زوجك منها فلا تخلقيها في جو البيت هي الفضول، أظن أنه قد حان لنا أن نتخلص منها بعد أن تثقفنا وتنورنا والتحقنا بركب المدنية الصاعد. ولكن مناداتنا بهذه الأمنية لا يكفي ونحن ـ كما يبدو ت ما زلنا من أنصار الفضول في خارج بيوتنا وفي داخلها وخاصةً مع أزواجنا. إذن، بالنسبة لهذه الحقيقة، لا يسعني إلا أن أهمس في أذنك أيتها الأخت بهذه النصيحة، وهي أن الرجال أعدى أعداء الفضول وخاصة الأزواج الذين يأتون منازلهم ليرتاحوا فيها بعد أعمالهم المتعبة لا ليسمعوا سيلاً من التحقيقات ليس له أول وليس له آخر يصب في آذانهم عن أعمالهم وحركاتهم وسكناتهم وطبيعة مشاريعهم وغايتهم منها ونتائجها، ومن زاره في عمله وسبب الزيارة وتصرفاته معه، ولعلك أيتها الأخت تتساءلين معي كم سيتضايق من هذا التصرف، والكثير من النساء يكررنه يومياً مع أزواجهن هكذا بغير استعمال قليل من الذوق.

ولــــd
08-12-2005, 01:42 AM
السنة الأولى من الزواج .. الأكثر إثارة!

تبقى السنة الأولى من الزواج مثيرة جدا ومسلية. حيث يتم تجنب المشاعر السلبية من قبل الطرفين وذلك بسبب التفاؤل الذي يسود هذه المرحلة ورغبة الطرفين يبدأ حياة جديدة ناجحة ومستقبل مشرق لكليهما.
حيث تقوم الطبيعة بمفعولها لجعل هذين الشخصين يجتمعان وفي هذه المرحلة يكون الحب طاغيا بحيث لا ينتبه كل منهما إلى عيوب الآخر. وعادة ما تكون هذه المشاعر اكبر عامل مساعد في تجنب المشاكل الزوجية في السنة الأولى للزواج.
لذلك على الزوجين أن يدركا هذا الأمر حال الارتباط حتى لا تتراكم المشاعر السلبية وتؤدي إلى التأزم في المستقبل. فكلا الزوجين يكون لديهما يصور قبل الزواج عن الزواج المثالي وحالما يتخذ القرار بالزواج يحاول كل منهما التصرف بحسب المفهوم النموذجي للزواج من وجهة نظره. هنا قد يكون العقل الباطن هو المسيطر حيث يحاول كل من الزوجين ومن دون إدراك أن يقلد زواج والديه.
لذلك يجب على الزوجين أن يحرصا على البقاء قنوات الاتصال مفتوحة وان يسارعا بإخبار الطرف الآخر إذا كان متضايقا من أي أمر مهما كان صغيرا لتجنب أي تراكمات قد تؤدي إلى وضع افضل في المستقبل.
ومن جانب آخر وبينما يعتقد البعض أن قضاء وقت حميم مع الشريك ما هو إلا مقدمه لممارسه الجنس، بينما يعتقد علماء النفس أن الحميميه جزء مهم و أساسي في العلاقة الزوجية. بل انه العنصر الذي يمنح العلاقة الزوجية عمقها ومعناها الحقيقي.
وإذا كان للدفء والحميمية في العلاقات بين البشر هذه الأهمية فلماذا إذاً يكون من الصعب تحقيق ذلك؟
إن اكبر عقبة تحول دون تحقيق ذلك هي الوقت وعدم توفر الأساليب لتحقيق ذلك، حيث يضيف الخبراء أننا بحاجة لتخصيص وقت اكبر من برنامج حياتنا لكي نحصل على وقت حميم و دافئ لقضائه مع الشريك.
العقبة الأخرى قد تكون الخوف، أي أننا نخشى التعبير عن مشاعرنا و أن نظهر للشريك مدى ضعفنا كأشخاص و أننا مهما بدونا متماسكين فإن لكل منا نقاط ضعفه.
وعندما نقوم بإخراج مكنونات أنفسنا أمام الشخص المقابل، فإننا نكون عرضه للاستهزاء أو إصدار الأحكام علينا أو حتى أن نتعرض للرفض، الأمر الذي يشعرنا بالخوف من الإقدام على تلك الخطوة في الأساس.
والغريب أننا قد نفضل تناول مواضيع حساسة مع أناس قد نصادفهم لأول مرة على أن ندير هذا الحوار مع اقرب الأشخاص إلينا. مثل أن تتحدث مع شخص أثناء رحلة بالطائرة فتقوم بالتحدث معه بحرية تامة وذلك لأنك تعرف انك لن تراه مره أخرى.
ومن أحد اكثر الأخطاء شيوعاً حول الحميميه هو انك لا يمكن أن تقضي أوقات حميمة إلا مع الزوج أو الزوجة، في الوقت الذي يؤكد العلماء أن نظرة الرجل والمرأة إلى الوقت الحميم قد تكون مختلفة تماماً.
فمثلاً من وجهه نظر الرجل قد يكون الوقت الحميم هو الجلوس بالمنزل و مشاهده مباراة في كره القدم بينما يكون بالنسبة للزوجة هو الخروج للتسوق. لذلك لا يجب أن تعتمد على الشريك كلياً في توفير هذه الأوقات، بل يجب أن تعتمد على أصدقائك أيضاً حتى لا تعرض العلاقة الزوجية إلى ضغوط جديدة.
ومن المفاهيم الأخرى الخاطئة أن الحميميه هي أمر نسائي بحت وليس للرجال أي علاقة بالموضوع. إلا أن علماء النفس يشيرون إلى أن الحميمية هي عنصر بشري بغض النظر عن الجنس إلا أن المجتمع لا زال يستنكر ذلك على الرجال.
ونخلص إلى القول أن الحميميه تبدأ من نفسك ومن ثم تخرج إلى الخارج لتتمثل في معاملتك مع شريكك لذا من الضروري أن يكون الإنسان صادق مع نفسه حتى يكون قادراً على أن يكون صادقاً و ودياً مع الآخرين.

ولــــd
08-12-2005, 01:44 AM
زوجكِ أمانة .. سعادته ونجاحه بيديك ..

* سلوى الحوماني

يشيع الاعتقاد بأن الزوجة هي أمانة في عنق زوجها يجب أن يحافظ عليها ويصونها ويوفر لها أسباب الراحة والحياة الكريمة.
ومع ما في هذا الاعتقاد من صحة، فإذا دققنا النظر في واقع الحياة الزوجية فإننا نجد صفة (الأمانة) تصدق على وصف الرجل أكثر مما تصدق على المرأة. فالحقيقة أن الرجل هو الأمانة في عنق الزوجة، وذلك لأن في يدها القدرة على إسعاده أو إشقائه، إنعاش صحته أو تحطيمها، نجاحه في الحياة أو فشله وتدهوره. ولقد قال أحد العظماء: ((إن وراء كل عظيم امرأة)).
وأرجو أن لا تستغربي أيتها الأخت هذه الحقيقة التي أسوقها إليك فتقلب مفهومك من زوجة مسيرة بأمر زوجها ليس لها حول ولا طول، إلى زوجة تسير هي زوجها وتدير حياته كيف تشاء نحو السعادة أو نحو الشقاء، ونحو الاستقرار النفسي الدافئ الظليل أو نحو العواصف الهوجاء التي تتلاعب بنفسيته وتطوح بها في أرجاء الحياة.
ـ قدرات الزوجة أعظم في المصير:
لقد حان لحواء أن تعرف أنها هي التي تستطيع صنع سعادتها مع زوجها بيدها، وهي التي تصنع شقاءها معه، وذلك بإسعاد زوجها أو إشقائه، اللذين تستطيعهما بحكم قدراتها لكونها ربة البيت والملكة الحاكمة في مملكة البيت الذي يأوي إليه الرجل وينفق عليه ماله ويقضي فيه ثلاثة أرباع حياته ويستمد منه راحته وصحته واستقراره وسعادته، ومن وراء ذلك ينعكس ـ أيتها الأخت ـ وضع زوجك على حياتك أنت، سعادة إذا أسعدته، أو شقاء إذا أشقيته.
إذن، فأنت السبب إذا كنت تعيسة في حياتك الزوجية أيتها الأخت، وأنت الظالمة لنفسك وليس زوجك هو الذي يظلمك. فأنت لم تحسني إدارة دفة حياته ولم تعملي على إسعاده حتى يسعدك ولم تحاولي أن تكوني في منزلك تلك الوردة الجميلة المنظر الفواخة الأريج رقةً وحناناً ورعايةً وصبراً ونبلاً وتسامحاً ووجهاً باسماً على الدوام مهما عبست ظروف الحياة مع زوجك.
كل هذه الصفات من شأنها أن تنير نفس زوجك وتضيء طريقكما إلى السعادة والاستقرار.
ـ سعادة الزوج ونجاحه بيدك:
إن سعادة الحياة الزوجية تبدأ من المرأة أيتها الأخت وليس من الرجل، لأنها هي تدير البيت الذي يعيش فيه الرجل ويركن إليه ويضع فيه ماله وعرق جبينه. إذن فالزوج هو أمانة في عنقك وعليك أن تحافظي على راحته وسعادته وصحته.
وأنا لا أريد بهذا الحديث أن أبخس حق الرجل في السيادة على البيت وجعله عضواً عادياً في الأسرة مسيراً بيد المرأة، فالرجل هو سيد البيت منذ أقدم العصور وله على زوجته حق الطاعة أو التفاهم على الأقل، ولكنني أقصد وضعه في حياته البيتية والمعيشية التي تديرها المرأة، مما يتيح لها قدرات واسعة على إدارة دفة حياته ونفسيته وماله وصحته، ويرينا واقعنا الكثير من حالات سعادة الزوج هذه وأركز على كلمة (صحته) في هذا الحديث، وأعني بذلك قضية خطيرة أو بالأصح، جريمة خفية ترتكبها كثيرات من الزوجات عن غير قصد، وهي إهمال غذاء الزوج ...
هذا يحدث كثيراً، وهنالك زوجات يضعن بأنفسهن الطعام لأزواجهن بغير اكتراث فيقدمن له أي شيء، ناسيات الأصناف الكثيرة التي التهمنها هن وأطفالهن هؤلاء الزوجات هن من النوع الذي يفضل أطفاله على الزوج، ناسيات أن الرجل وصحته ومستقبله هو أمانة في أعناقهن كالطفل تماماً. ولقد قال بعض علماء النفس: ((الرجل هو طفل كبير)) وهذا يعني تماماً ما أريد تبيينه وإيضاحه في هذا الحديث بأن الرجل هو أمانة في عنق المرأة يجب العناية به وغمره بالرعاية والحنان وتوفير السعادة له حتى يستطيع أن ينج في حياته ويبني مستقبلاً زاهراً سعيداً لأسرته. وإن الناحية النفسية أيتها الزوجة لا تقل عن الناحية الصحية في الأهمية، وهذه تكاد تكون المرأة فقط دون غيرها مسؤولة عنها. ففي البيت تهدأ نفسية الرجل إذا استطاعت الزوجة أن تخلصه من ثرثرتها ومن مشاجراته بالتسامح معه وفهمه تماماً ومداراته كالطفل الكبير، بل وفهم وضعه في المجتمع الذي يستدعي هدوء البال وصفاء النفسية لكي يستطيع أن يعمل ويصمد أمام مصاعب العمل أو متاعبه على الأقل، بل ولكي يصل أيضاً بعمله إلى مرحلة الإبداع إذا استطاعت زوجته أن تؤمن له جواً هادئاً سعيداً بقلبها الحاني ونفسها الدافئة وعقلها الكبير، وإذا نبذت حياة الطمع والجشع التي تجعلها تلاحق زوجها بمطالب لا يستطيعها من ملابس باهظة الثمن وأثاث فخم وغيره تقليداً لجاراتها أو معارفها ما يسبب الأسى والتعاسة للزوج والأسرة جميعاً.

ولــــd
08-12-2005, 01:46 AM
معايير اختيار الشريك الناجح

* د. الهام كلاب

اليوم، تضاءلت جداً فرص الاختيار، والمفارقة أن هذا التضاؤل توافق مع الحرية الاجتماعية للفتيات (التي لم تكن متوفرة لجيلنا، عندما كانت مروحة الخيارات أوسع) وترافق أيضاً مع التطلب ـ غالباً الإيجابي ـ لمن سيكون الشريك.
من الناحية الديمغرافية، يبدو بأن الشباب الذي هاجر والذي حارب والذي غاب، أفضى بنا ديموغرافياً إلى نقص في عدد الشباب بالنسبة لعدد الشابات، أدى إلى وجود شريحة كاملة من الشابات التي لم تتزوج في العمر المفترض الزواج خلاله في مجتمعاتنا الشرقية، وجعلتها خارج الاختيار/ قسراً/ أو طوعاً/ في مجتمع تحدد بنيته الاجتماعية والاقتصادية سقف الأعمار المقبولة في كل زواج، كلما كانت فيه الفتاة شابة جداً كلما كانت حظوظها أكبر.
ـ إذا أضفنا إلى ذلك تدهور الوضع الاقتصادي وغياب الطبقة الوسطى فأعراس الأغنياء ستجري دوماً، وأعراس الفقراء تغذيها العفوية والقناعة والبساطة. أما الزواج في الطبقات الوسطى، فهو محك الاختيار وعقلنته، ومحك صياغة مجتمع مقبل بما يحمله من قيم، ومن قبول لآخر مختلف، ومن توق عاقل ومنظم للترقي الاجتماعي. ولذا فإن غياب الطبقة الوسطى الذي يجري الكلام الكثير عنه في المجال الاقتصادي، هو أولاً خسارة في المجال الاجتماعي يتردد صداها في مجال اختيار الشريك ومعاييره.
ـ يمكننا أن نضيف أيضاً أن المرأة العصرية، لم تعد كجيل أمهاتنا، جيل القبول والصمت والتحمل الساكن. أصبحت المرأة اليوم تطلب شريكاً يحترم قدراتها، يفسح لها مجال النمو الشخصي، يساعدها على تحقيق نفسها، يعاملها بالندية الانسانية، أي أصبحت تطلب زواجاً من نوع آخر وحباً من نوع آخر.
وأصبحت المرأة الشابة الآن، تلتقي أحياناً رجلاً لم يستوعب بعد التطور الذي حصل في شخصية المرأة الحديثة والذي يتطلب حيزاً وجودياً أوسع في طريقة التعامل المتساوي في تقاسم المسؤوليات (أحياناً يربكه إسهام المرأة في الإعالة) فمع رجل يشد نظره إلى مثال أبيه، نلتقي امرأة تشد نظرها إلى مثال ابنتها، ومع رجل يحاول التمسك بالماضي لأنه ضمان امتيازاته، قد تلتقي امرأة تستنجد بالمستقبل لفرض انسانيتها، وهذه مقاييس تماه شئنا أم أبينا تضعها الشابات اليوم في منظار اختيارها.
وتعتري الشابة اليوم الرهبة أمام هذه الخطوة، سواء كانت تخضع لقانون أحوال شخصية يجعل من ((نصيبها)) قدرها إلى الأبد أو كانت تخضع لقانون يتيح لها الطلاق.
هذه العوامل العديدة تؤدي إلى تأخير في عمر الزواج أو إلى صرف النظر عنه.
ـ مَن هو الشريك؟
قد نعتبر غالباً أن الشريك هو مَن سيصبح أب الأولاد ونغفل عن أن الشريك هو الزوج أولاً. إننا نفتقد في مجتمعاتنا مفهوم الزوجية الذي يطغى عليه مفهوم العائلية. مفهوم الزوج أي الانسان الذي أستطيع أن أتابع حواراً معه، دون أن يكون كلامي بالضرورة عن مشاكل الأولاد ومسؤوليات البيت المباشرة. الزوج أي الاعتراف بالهوية وليس فقط بالدور الذي ينسج الهوية (أي عندما نحول المرأة إلى أم حنون بامتياز والرجل إلى أب حازم معيل للبيت فقط).
هذا الشريك قد يكون شريكاً واقعياً حقيقياً وقد يكون شريكاً متوهماً.
ـ هل المعايير هي التي تصنع الزواج الناجح؟
من الأكيد أن هناك حدوداً وسيعة لكل اختيار. فالزواج في مجتمعاتنا، ليس شراكة بين شخصين متفردين. إنه نسج لعلاقات أسرية ومجتمعية، تجعل منه أحياناً حدثاً اجتماعياً قبل أ يكون تحولاً شخصياً في الصميم، كما تذكر الآية الكريمة: (أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً).
لذا، فهناك معايير ثابتة لتأمين الاطمئنان الاجتماعي والاقتصادي والنفسي، الضروري لبناء علاقة زوجية وعائلية. ولكنها ولو توفرت في كمالها بدون أما أسميه ((لسعة الحب الخفية)) فإنها ستحول الزواج إلى تنظيم عاقل ورصين لحياة مستقرة. ولا أعني بلسعة الحب، العشق الكبير. فالعشق انفجار عاطفي لا يتعايش مع هدوء الحياة اليومية، وقد يكون بداية تسفر عن حب عميق متواصل.
وتتبدل المعايير انطلاقاً من مرجعيتها/ وتاريخها/ وزمنها/ وظروفها المادية والنفسية/ ومن توق كل من الشريكين في الوعي وفي اللاوعي.
ـ في دور الوعي:
تصدر الأخلاق الموقع الأول في معايير الاختيار، تتصدرها اختياراً وثوقاً. أي أن الجواب أحياناً يكون تعبيراً عن الرغبة لا عن الواقع الفعلي.
ففي الواقع نجد أن الوضع المادي يحتل مركزاً مرموقاً في عملية الاختيار التي تأخذ بعين الاعتبار، المحيط العائلي ودرجة القرابة، والشكل والجمال الخارجي، والموقع الاجتماعي، والعمر، والوضع العلمي، والانتماء الديني، وحس المسؤولية.
ويتبدل سلم هذه المعايير من طبقة إلى أخرى.
ـ في دور اللاوعي:
والكلمة هنا لا تعني عدم الوعي، بل الوعي النفسي غير المعبر عنه والمدفون في داخل أنفسنا، أن اللاوعي يعلب دوراً أساسياً في توجيه الاختيار، لأنه ينقل صورتنا الحقيقية المموهة بالصورة الاجتماعية. وتكبر أو تصغر إمكانية التعبير عنه بالنسبة لحيز الحرية المتاح في طبقة أو منطقة أو طائفة عن أخرى.
يلعب دوراً أهمية التكوين النفسي منذ الطفولة الأولى في صياغة الشخصية السوية أو في تكوين العقد المكبوتة، كما أن تطوير عدوانية الشخصية بين العداء تجاه الآخرين (سادية) أو العداء للنفس (مازوشية) يبلور شخصية المرأة في تكوين شخصية مقدامة دون وقاحة، ومعطاءة دون انسحاق وهو ميزان لم يجد توازنه بعد في مجتمع ما بعد الحرب.
ـ كما يلعب تأثير العلاقة بين الأب والأم معاً وبينهما الأولاد من خلال السلطوية والاتكال دوراً في صياغة المثال الأول أمام الشابة لمعنى الزوجية والعائلة (وهنا أركز على أهمية المثال الذي لا يجب أن يستخف به الأهل أمام أولادهم)، وأمام الشاب في استيعابه لاحترام الآخر، وخاصة المرأة.
وهناك التوق الباطني غير المباح به فقد نتربى مثلاً على أفلام يحمل الممثل فيها صورة وجه أو ملامح أو لهجة نفتش عنها في خياراتنا الحميمة.
وهناك الجاذبية، أي الذرات الجاذبة أو المنفرة في الشخصية. من جاذبية الحديث والحضور إلى الجاذبية الجنسية، وهناك الارتياح والاطمئنان اللتين توحي بهما بعض الشخصيات.
وهناك التشارك في مفهوم الحب: هل هو تلق، هل هو عطاء، هل هو مشاركة، هل هو تضحية أو كرم أو أنانية مقنعة؟

ولــــd
08-12-2005, 01:48 AM
الحل الامثل لموضوع الغيرة

يشعر البشر عموما بالغيرة عندما تتعرض علاقاتهم العاطفية للخطر. قد يشعر البشر بالغيرة بدون أي أدلة على أن الشريك غير مخلص أو قد يكون
السبب قيام الشريك بالتكلم عن ماضيه و تجاربه العاطفية مع أشخاص آخرين.
لكن في معظم الأحيان تبدأ مشاعر الغيرة بالظهور عندما يتم اكتشاف دليل مادي ملموس أن الشريك يقيم علاقة مع شخص آخر. فنرى هذا السلوك على انه خيانه للثقة ويبدأ الطرف الآخر بوصف الشريك بالخيانة أو الغش.
إن الغيرة موجودة في جميع الثقافات وهي التي تجعلنا نتمسك بشركائنا و نشعر بضرورة الحفاظ على علاقاتنا من أي خطر يتهدد ديمومة العلاقة. والأمر ببساطه مثل أن ترسم حدودا خاصة بك ويكون الشريك داخل هذه الدائرة لذلك أي شخص يتخطى حدود هذه الدائرة تبدأ بالشعور انه ينتهك خصوصيتك.
وبغض النظر عن طريقه الحل للتغلب على مشاعر الغيرة يكون بفتح قنوات الاتصال مع الشريك لان تفريغ مشاعر الغضب هو أمر صحي جدا في العلاقة لان الانغلاق و الكبت قد يؤدي إلى الاكتئاب و إلى مضاعفات نفسيه اكثر خطورة.
ومن جانب آخر، فإن الغيرة لدى الرجال أسرع واكثر الطرق تأكيدا لإهماله من قبل زوجته.
والغيرة لدى الرجال علاقة من علامات عدم الشعور بالأمان، والتصرف بغيره معناه انك تقول لزوجتك بأنك لا تشعر بأنك تستحق حبها وانك قلق من احتمال بحثها عن رجل آخر يكون افضل منك.
وينبغي علينا أن لا ننسى حقيقة أن الغيرة ميزة شخصية مزعجة.
عليك أن لا تنسى أبدا أن النساء مرتبطات بالثقة في الرجال، فإذا أدركت إحداهن أن رجلها يفتقر إلى الثقة بالنفس فإنها تفقد احترامها له. وإذا لم تحترم المرأة زوجها فإنها لا تستطيع أن تحبه. كذلك فإنه كلما تصرف الرجل كغيور أحمق فإنه يفقد المزيد من الاحترام.
إن الغيرة تنبع من الشعور بعقدة النقص . إنها مشكلة الرجل ولا علاقة للمرأة بها . فإذا كان الرجل لا يثق بزوجته فإنه يكون في هذه الحالة يضيع وقت وعليه أن يبحث عن شريكة أخرى يثق بها.
ولذا فما الذي ينبغي عمله إذا كان الرجل من هذا النوع؟؟
إذا علمنا أن التصرف بغيرة يبعد المرأة عنك ويقلل من احترامها لك وأن التصرف بثقة سوف يجذبها نحوك فينبغي عليك أن تعمل ما يلي:
تصرف بثقة
دع المرأة تفعل ما تريد وأعطها الحرية الكاملة التي تريدها ضمن الأعراف والتقاليد. لا تتذمر إذا خرجت مع صديقاتها وعليك الابتسامة حين تقول إنها ستخرج لتناول طعام الغذاء مع إحدى صديقاتها.
وعليك أن تعلم أن التصرف بثقة في هذه الظروف التي من شأنها أن تثير الغيرة لدى الرجال . ولذا فإنك تكون في هذه الحالة تغير إحدى ميزاتك الشخصية إلى ميزة شخصية إيجابية وهي الثقة بالنفس.
كذلك ينبغي عليك أن ترحب بهذه الأنواع من المواقف واعتبارها فرص للتعبير عن ثقتك بها وتقريبها منك.
هذا ومن جانب آخر، وفيما يتعلق بالمرأة التي تشعر بالغيرة فقد حذرت أحدث الدراسات التي قام بها فريق من المتخصصين بجامعة شيكاغو الأمريكية مؤكدين أن عدم الاستقرار النفسي يدفع المرأة للشعور بالغيرة وهو ما أكدت عليه الدكتورة سامية الجندي أستاذة علم النفس الاجتماعي بجامعة الأزهر
وقالت الدكتورة الجندي، إن أغلب الأمراض الجسمانية التي تشعر بها المرأة سببها القلق والتوتر ويعد الشعور بالغيرة من اكثر المشاعر الإنسانية التي تزداد فيها حدة التوتر والقلق بل إن عملية الضغط النفسي المتولدة من الإفرازات الهرمونية تتسبب في ارتفاع ضغط الدم المؤقت وآلام بمنطقة الرقبة والظهر حيث تعد من اكثر المناطق تعرضا للتقلص العضلي.
وبالتالي على المرأة أن تعي جيدا أن هذه المشاعر المبالغ فيها تعود عليها هي وحدها بالضرر وتزيد من خطورة التعرض للأمراض الناتجة عن التأثيرات السيكولوجية عندما تأوي إلي فراشها وهي في حالة عصبية‏.‏
هذا وقد صنف البعض الغيرة على أنها أمر لازم للحب، طالما احتفظنا به في حدوده الطبيعية، فقليله يذكي الحب ويحتفظ للعلاقة بزهوها. وهذا ما أكدته سارة لتفينوف مستشارة العلاقات الأسرية في كتابها العلاقة دليلك لعلاقة أكثر عمقاً.
وتقول يخطئ من يظن أن الغيرة مرض بلا علاج، فالغيرة دليل شباب العاطفة إذا ما ظلت في حدود اللهفة والشوق والرغبة في ملازمة الحبيب أطول وقت ممكن، لكنها إذا ما تطورت إلى حدود الشك والقلق، وتحولت إلى مراقبة الحبيب ورصد تصرفاته وتحليلها في ضوء الرغبة في السيطرة عليه وإخضاعه، فإن في ذلك إنذارا بحلول العاصفة التي ربما اجتاحت هدوء البيت.
وترى سارة لتفينوف أن الدافع الأول للغيرة المرضية، إنما هو في المقام الأول عدم ثقة بالنفس ثم الخوف من أن يتغير الطرف الآخر أيضا، وهو الخوف من أن ينتهي الحب ويرحل الرفيق فيظل الإنسان وحيداً، ومن هنا فإن من يلمح بوادر الغيرة المرضية كإحساس جديد في حياته ـ رجلاً كان أو امرأة ـ عليه أن يتوقف وأن يخلو لنفسه قبل أن يطلق لها العنان ويسأل نفسه في صدق: لماذا أغار؟
فإن الغيرة يمكن بالطبع أن تكون مرضاً نفسياً يتعرض له الرجل والمرأة معاً، ويحتاج بالفعل لعلاج يكون أكثر فاعلية لو تفهمه الشخص نفسه قبل طلب المعاونة النفسية.
أما عن الشخص الذي تتملكه مشاعر الغيرة فيستسلم لها، فتصفه بأنه شخص غير راض تماماً عن نفسه، ولا يقيم لها اعتباراً، بل ويرى أن متطلباته ليست جديرة بالاهتمام، فيبدو ـ أو تبدو ـ مبالغاً في كل شيء بل ويصل به الأمر إلى حد أن يتخيل أحداثا لم تقع بالفعل ويتوهم أن رفيقه قد تورط فيها، عند هذا الحد يجب أن يتوقف الإنسان ويعاود سؤال نفسه بأمانة: ما سر هذا الغضب الذي يجتاحني؟
فإن طريقة الإنسان في التعبير عن غضبه تحمل صورة حقيقية لتكوينه النفسي.
الحوار هو دائما أول ما يتبادر لذهنك للخلاص من الغضب ابدئي الحوار أنت ولا تتركيه يبادرك به، فالرجل يحب دائما المرأة القادرة على التعبير عن غضبها بالحوار، فإنك بذلك تخاطبين قلبه عن طريق عقله.
لكن الحوار لا يعني بالضرورة النقاش، قد ينتهي الحوار قبل أن يبدأ النقاش إذا ما اخترت التوقيت المناسب والمكان المناسب وتهيأت ذهنيا للقاء حبيب وليس نداً وغريماً.

ولــــd
08-12-2005, 02:00 AM
لماذا تتغير المرأة بعد الزواج ؟

أنت تغيرت، هذه ليست الفتاة الجميلة التي تزوجتها «كلمات يقولها أغلب الرجال لزوجاتهم، ولكن تختلف في توقيتها، فالبعض يقولها بعد أيام من الزواج، والبعض يقولها بعد شهور من الزواج، لكن.. كل الرجال يقولونها لزوجاتهم في يوم من الأيام، بعد سنوات قد تقل أو تكثر، فلماذا تتغير المرأة؟
طبيعة الانسان
وترى الهام عبد العزيز موظفة ـ 42 سنةـ أن طبيعة الانسان التغير وتقلب المزاج، والمرأة انسان لها اهتماماتها ورغباتها وأهدافها التي تتغير كل فترة، فقبل الزواج قليلا ما نجد فتاة تهوى العمل المنزلي وتعشق دخول المطبخ، بل أغلب الفتيات تقضي أكثر ساعات اليوم أمام المرآة تتزين وتتجمل لخطيبها أو بحثا عن خطيب.
وبعد الزواج تبدأ مسئوليات جديدة كانت تجهلها فتأخذ حيزًا من اهتماماتها على حساب الوقت الذي تقضيه أمام المرآة، وبعد سنوات من الزواج تزداد المسئولية وتعيد المرأة ترتيب اهتماماتها فيصبح الأولاد والبيت والزوج والعمل أهم الأولويات، ثم يأتي مظهرها وزينتها أخيرا.
معاني التغيير
والتغير الذي يطرأ على المرأة يقصد به معانٍ كثيرة منها:
ـ تغير عودة للأصل أو لطبيعة المرأة الحقيقية، فبعض الفتيات تعتقد أن الخطوبة فترة التجمل والتزين واخفاء الحقيقة عن الطرف الآخر فتتجمل المرأة وتظهر بصفات غير صفاتها، ولكنها بعد الزواج لا تستطيع تكملة الكذبة خاصة أن هدفها تحقق، وهذا التغير صعب التغلب عليه؛ لأنه الحقيقة التي نجحت الفتاة في اخفائها في البداية والتي لا بد أن تظهر في النهاية، وعلى الرجل أن يتكيف مع المرأة الجديدة التي اكتشفها بعد الزواج.
ـ والتغير الآخر وهو المقصود في هذا التحقيق هو التغير الذي يسببه الزمن ومسئوليات الحياة، مثل التغير في الوزن، والتغير في الأهواء والميول، والتغير في الاهتمامات، والتغير في علاقة المرأة بزوجها.
ـ والتغير الثالث هو تغير يتمناه أغلب الرجال وهو تغير للأفضل، فبعد سنوات من الزواج الناجح تصبح الزوجة وزوجها كيانا واحدا يفهم كلاهما الآخر، ويكمل بعضهما البعض، وهذا التغير لا يتحقق الا في البيوت التي يسودها الحب والتفاهم.
أسباب التغير
وعن أسباب التغيير التي تحدث للمرأة بعد الزواج تؤكد الدكتورة هبة قطب خبيرة العلاقات الزوجية بشكل عام يتغير أغلب السيدات بعد الزواج، وهذه ليست ظاهرة طبيعية لها سبب علمي وانما تعود أسباب المشكلة لشخصية المرأة وأسلوب نشأتها، فنحن لم نرب أطفالنا على أشياء مهمة منها: حسن استغلال الوقت وتقسيمه بين المسئوليات المطلوبة منهم مثل المذاكرة، وممارسة الرياضة، والمساعدة في أعمال البيت؛ حتى تستطيع المرأة بعد الزواج تقسيم وقتها بين عملها وبيتها وزوجها وأولادها فلا تجور مسئولية على حساب الأخرى.
كما يعتبر تدريب الفتيات منذ الصغر على أعمال البيت تدريبا تدريجيا لهن على تحمل مسئولية بيوتهن بعد الزواج، وبالتالي تستطيع القيام بواجبها دون التقصير فيه أو في حق الزوج والأبناء. تعليم الأولاد المشاركة والتعاون في أعمال المنزل يشجعهم على معاونة ومساعدة زوجاتهم أو على الأقل الاعتراف بالمجهود الذي تبذله الزوجة في أعمال البيت.
ولا ننكر أن مسئولية البيت والأولاد الملقاة على عاتق المرأة كما أشار «اسلام أونلاين» كبيرة وثقيلة ـ خاصة اذا كانت الفتاة لم تتعود دخول المطبخ أو الأعمال المنزلية سابقا ـ ويزداد ثقلها بعدم تعاون الزوج معها أو على الأقل تشجيعها بكلمات تحمل معنى الحب والاعتراف بمجهودها لتعطيها الدافع للاستمرار في العطاء دون كلل أو ملل، واذا حدث العكس أي قامت المرأة بمسئوليتها تجاه بيتها وأولادها.
ولم تجد الزوج المتعاون معها بدا عليها علامات التغير، والمتمثل في اهمالها لمظهرها وعملها وأحيانا بيتها وزوجها ويظهر نتيجة التغير نفسيا وجسمانيا وجنسيا. ونفسيا أي ليس لديها الدافع في الاهتمام بهندامها ورشاقتها ما دام أنها في كل الأحوال لا تعجب زوجها، ولا تسمع منة كلمة اعجاب أو ثناء على أي عمل تقوم به، وجسمانيا متمثلا في الارهاق البدني والشكوى من الآلام في العظام والضغط، وأخيرا جنسيا وهو وضع طبيعي لكل المعاناة التي تعانيها المرأة طوال النهار.
الهدف من الزواج
يؤكد علماء النفس أن التغير في شخصية الزوجة يختلف حسب موقفها من الزواج وقدرتها على التكيف مع الطرف الآخر، فاذا كانت حريصة على زواجها فانها ستبذل كل جهد لتكون بالصورة التي يحبها عليها زوجها، أما اذا كانت غير حريصة بالقدر الكافي فانها لن تبالي، ولن تبذل جهدا في الحفاظ على صورتها.
يقول الدكتور «عادل صادق» أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة: اذا كان الزواج يمثل قيمة حقيقية للمرأة وهدفا أسمى فان قدرا كبيرا من الاستقرار سوف يشمل حياة المرأة لمجرد أنها أصبحت زوجة، وهذا يحقق لها ارضاء نفسيا وسعادة حقيقية، ولهذا قد تسترخي الى الحد الذي قد يبدو في عين الزوج أنه تغير واهمال وعدم عناية، بينما في حقيقة الامر هو ليس اهمالا عن عمد، ولكنه قدر عالٍ من الطمأنينة أي ضمان ثبات العلاقة واستقرارها، حيث لا يصبح هناك ضرورة للمظاهر الشكلية البراقة ولا حاجة أيضا الى الابهار مثل العناية بمظهرها ووزنها وشياكتها.
ويضيف د. صادق أن هناك امرأة ينطفئ وهجها بعد الزواج وخاصة اذا كانت قد بذلت مجهودا للحصول على زوج، وبعد الزواج يصيبها الفتور العاطفي ويتراجع اهتمامها بكل ما يخص الزوج. والأهم أنه قد تتكشف أشياء عن الزوجة كانت خافية على الرجل قبل الزواج واستطاعت المرأة أن تخفيها، كالمرأة العصبية والعدوانية والغيورة والأنانية والمادية والنرجسية، ويبدو الأمر على أنه تغير حدث في الشخصية وهو أصعب أنواع التغير؛ لأنه حقيقة المرأة التي وضحت بعد الزواج.
ويشير الدكتور «عادل صادق» الى أن التغير الطبيعي لشخصية المرأة بعد الزواج يجب أن يكون في اتجاه أنها أصبحت اثنين وليس شخصا واحدا وامتزاج شخصيتها مع شخصية الطرف الآخر، وهذا يمنحها قوة في مواجهة مشاكل الحياة بأنانية أقل وتسامح أكبر ورضا أعمق.
المزاج المتقلب
يقول الدكتور «هشام العناني» مدرس أمراض النساء والتوليد طب القاهرة: التقلب هو صفة بيولوجية ونفسية أصلية في المرأة؛ فالمرأة منذ بلوغها لا تستقر على حال؛ فأحداث الدورة الشهرية وما يسبقها وما يصاحبها وما يتبعها من تغيرات تجعلها تتقلب في حالات انفعالية متباينة، والحمل وما يواكبه من تغيرات جسدية وهرمونية .
ونفسية يجعلها في اضطراب وقلق وخوف طيلة شهور الحمل، وبعد الولادة يمتلئ جسد المرأة خاصة في بعض الأماكن، ولكنها زيادة طبيعية يمكن القضاء عليها باتباع نظام غذائي متوازن وممارسة الرياضة، الا أن أغلب السيدات ينصرف اهتمامهن بالمخلوق الجديد، خاصة أن الطفل الأول أمر مرهق على المرأة وتحتاج لمعاونة كل من حولها خاصة الزوج.
وأخيرا نهمس في أذن كل رجل، الزواج علاقة زوجية، أي ثنائية، واذا حرص طرف دون الآخر على استمرار الحب في البيت فستنتهي محاولته بالفشل اذ لم يستجب الطرف الآخر، الزواج مودة ورحمة، لا تبخل على زوجتك بكلمة حب ومدح، حاول أن تغير الشكوى والسخرية الى مودة وحب وستجد التغيير الذي تنشده، تغير لسعادة الأسرة واستقرارها.
ويقول موقع «اسلام أونلاين» أعط لتأخذ فقبل أن تتحسر على أيام الخطوبة، حاول اعادتها بكثرة الهدايا والغزل الرقيق وكلمات المدح والثناء على جمال زوجتك وطهيها وذوقها في ترتيب المنزل. اكسر روتين الحياة الزوجية بكثرة الخروج والتنزه وزيارة الأهل والأصدقاء، بالاضافة الى التنزه في الأماكن التي تجمع أجمل ذكرياتكما وتلهب الحب بينكما.

ولــــd
08-12-2005, 02:03 AM
قوة الحب الرومانسي .. بين التفاؤل والواقع

* دكتور سبوك

الحب الرومانسي مع عوامل أخرى يمكن أن يقيم زواجاً ناجحاً، لكنه بمفرده لا يقيم الزواج الناضج.
إنها الرغبة في اكتشاف قارة المستقبل المجهولة.
إنه الاندفاع إلى عالم غير محدد الملامح، لكنه بالتأكيد عالم جميل.
الرغبة في اكتشاف قارة المستقبل تجد نفسها أمام نموذج واضح للتعبير عن هذا المستقبل. إنه الزواج. فالشاب والفتاة يتطلعان إلى علاقة زواج أكثر مثالية من هذا الزواج المثالي الذي رأياه. إن علاقة الزواج بين الأب والأم مهما كان فيها من مشاكل، فهي علاقة مثالية في نظر الشاب أو الفتاة.
لقد كشف لنا كل من علم النفس والطب النفسي أن كل ما يحلم به الطفل سيكون له تأثير فعال على سلوكه في بقية حياته كلها.
وتحلم الفتاة بشاب مثالي يبني معها البيت الدافئ، لكن الأمر الواقع يتجسد في أن الفتاة تختار شبيهاً للأب بشكل أو بآخر.
وكافة شعوب الأرض تعرف الهيام الرومانسي في فترة المراهقة.
فليس هناك مجتمع دون قصة تقدس الهيام الرومانسي: عند العرب قيس وليلى، وعند الإنجليز ((روميو وجولييت))، وعند الروس قصة ((الحب الأول)) لتورجنيف، وعند الفرنسيين ((غادة الكاميليا)).
إذن فالهيام الرومانسي أمر مقدس في الذاكرة البشرية، ذلك الهيام الذي يصيب إثنين ـ رجلاً وامرأة ـ ويحس الإثنان أن كلاً منهما قد خلقه الله من أجل الآخر، وأن الحياة الزوجية بينهما لابد وأن تكون سعيدة للأبد. وعلى الرغم من ذلك فالطلاق ترتفع نسبته في غالبية المجتمعات تقريباً، بين الأمريكيين، وبين العرب، وبين الإنجليز، وبين الروس، وبين الفرنسيين، وبين أهل الشمال الأوروبي.
فهل ارتفاع نسبة الطلاق دليل على خطأ كل تلك المجتمعات في مسألة التفاؤل بقوة الحب الرومانسي؟
طبعاً لا.
ولكن على البشر أن يقيموا التوازن بين هذه الفكرة الرومانسية الجميلة التي تجمع بين الرجل والمرأة وبين المسؤوليات الواقعية في الزواج. وهذه مسؤولية الآباء والمعلمين ورجال الدين وكتاب الإذاعة والتليفزيون والسينما. لابد لهؤلاء جميعاً من أن يبرزوا أوجه الرضا والسعادة التي يشعر بها معظم الناس في الزواج، وكيف يحتاج الزواج ـ كعلاقة بين الرجل والمرأة ـ إلى النضج العاطفي الذي يكفل له النجاح.
ولابد لنا من أن نقرر الحقيقة الموضوعية القائلة إن الجنس عامل غلاب وحيوي في الزواج. بل إن غيابه عن العلاقة الزوجية يؤدي إلى تحطيم هذه العلاقة الزوجية. وهناك نسبة لا تكاد تذكر من علاقات الزواج التي تستمر دون ممارسة للجنس. ولكن الجنس نفسه لا يملك قوة سحرية يعالج بها الخلافات العميقة في الآراء والأفكار، ولا يقرب بين الشخصيات المتعارضة إلا لمدة ساعة أو أكثر قليلاً من الساعة، ثم تصحو الخلافات لتستمر في تدميرها للعلاقة الإنسانية بين الأفراد المختلفين في الطباع والأفكار.
إن الشباب يتشرب قيم وتقاليد المجتمع ويتلقى من كل مَن حوله كيفية التأقلم مع فكرة الزواج، ويتشرب كيفية التصرف إذا كان رجلاً، ويتعلم نظرياً ووجدانياً كيف يكون سلوك الرجل في الزواج.
وتتشرب الفتاة كيفية السلوك كزوجة من المجتمع الذي تحيا فيه. يحدث ذلك تلقائياً تماماً كما يتعلم الإنسان كيفية المواطنة.
إن الكائن البشري يتعرف على واجباته الاجتماعية والالتزامات الحقيقية التي سوف يقوم بها كزوج أو كزوجة، يحدث ذلك إذا كان الانسان فرداً في قبيلة أو فرداً في قرية أو مواطناً في مدينة، وكل إنسان يحب بشكل أو بآخر أن يمارس دوره بنجاح.
وهكذا نرى أن الزواج ليس مجرد ارتباط جاء نتيجة علاقة رومانسية بين الرجل والمرأة، ولكنه علاقة بين رجل وامرأة في إطار اجتماعي أكبر منهما معاً، وهو إطار المجتمع الذي يعيشان فيه.
وفي بعض مجتمعات الشرق وفي بعض من الطبقات الغنية في العالم تحاول العائلات أن تختار لابنها شريكة الحياة، أو تحاول العائلات أن تختار للابنة شريك الحياة، وهكذا يدخل الرجل إلى منزل فيه امرأة عليه أن يرتبط بها ولا يعرف منها سوى اسمها. وهكذا تدخل المرأة إلى منزل فيه رجل عليها أن ترتبط به ولا تعرف عنه سوى اسمه.
وتاريخنا الاجتماعي القريب يحكي لنا الكثير من التجارب التي عاشتها الأمهات عند الزواج بهذه الطريقة والتي عاشها الآباء عند الزواج بهذه الطريقة. إنها حياة أقرب إلى الاستسلام للقدر من ممارسة حق الاختيار الذي أباحه الإسلام لكل من الرجل والمرأة، لا في الزواج فقط ولكن في كل أوجه الحياة.
وما زلنا نسمع عن العائلات الثرية في العالم، والتي تصر على زواج بناتها من أشخاص معينين. والسبب هو رغبة الأهل في عدم خروج الثروة خارج نفوذ العائلة، أو عدم تسرب الثروة إلى يد طامع فيها. إن الكبار في مثل هذه الحالات يرون أن الزواج هو أمر أكبر من أن يتركوه للأبناء. ومخاطر هذا اللون من الزواج كبيرة. ومخاطر تنشئة الأبناء في مثل هذا الزواج كبيرة أيضاً. والفشل في مثل هذا اللون من الزواج، أمر يكاد يكون محتوماً في ظل عالم إنساني صار يؤمن بحرية الفرد في أن يقرر مصيره بنفسه. ولهذا فإننا لا نندهش عندما نرى كثيراً من مثل حالات هذا الزاج وقد وصلت إلى الطلاق.
ومن المشاهد التقليدية في المحاكم التي تنظر في قضايا الطلاق رؤية بعض من الرجال والنساء الذين أخطؤوا في فهم الزواج، وظنوا أنه يعني أن يكسب بعضهم من بعض. بعضهم ظن الزواج مجرد وسيلة للحصول على الحياة المرفهة، وبعضهم ظن أن الزواج يعني امتلاك جسد آخر عليه تلبية كل الاحتياجات الشهوانية، وبعضهم ظن أن الزواج فرصة للهرب من الحياة في بيت الأب أو الأم إلى حياة في بيت زوج أو زوجة مثل هؤلاء الناس لم ينضجوا عاطفياً، وهم يريدون من علاقة الزواج أن تكون علاقة عطاء من طرف واحد، ولذلك ينتهي بهم هذا التصور إلى الطلاق مع الإحساس العميق بالتعاسة. لقد فوجئوا بأن عليهم مسؤوليات فيها الكثير من المتاعب التي تنشأ من العيش تحت سقف واحد. إن الإنسان في حالة عدم النضج العاطفي يفاجأ بأنانية الشخص الآخر، وعدم صبره في بعض الأحيان، وقسوته في أحيان ثانية، وثقل ظله في أحيان ثالثة، وعدم إتقانه لبعض من مسؤولياته في أحيان رابعة.
إن الزواج يتطلب روحاً من الولاء والإخلاص المتبادل الذي يساعد فيه كل طرف الآخر على تخطي الأخطاء كبرت أو صغرت.
وفي أي زواج ناجح نجد كل طرف يقدم المساعدة، والراحة، والاندماج الجسدي، والإرواء لاحتياجات الآخر. ولا توجد قائمة معينة من الاحتياجات التي يمكن أن يقدمها الطرف لشريكه ليقوم بها، لكنها احتياجات محسوسة ومعنوية.
إن الزواج الناجح هو الذي يحسن فيه الزوج إسعاد زوجته بالتعاون معها، ويتبادل كل منهما المحبة والمودة والحنان، ويتكرر بينهما الانجذاب الجسدي بأسلوب يزداد عمقاً مع مر الأيام.
ومن المحزن أن نجد بعضاً من الكتاب يقللون من قيمة الزواج، رغم أنهم يعيشون قصص زواج ناجحة.
ومن الطبيعي أن يحاول كل زوج وزوجة ارتداء ملابس أنيقة داخل المنزل من أجل أن يراه شريك عمره وفي حالة مناسبة مليئة بالحيوية. إنها محاولة لإثارة إعجاب شريك العمر، وهي مسألة لا يطلبها الرجل من المرأة فقط، ولكن تطلبها المرأة من الرجل أيضاً.
ومن اللائق أن تحاول المرأة أن تغلق على نفسها باباً من عمل ((المكياج)) أو أثناء دهن وجهها ((بالكريم)) أو إعداد شعرها ((بالسيشوار))، ذلك أنه من المضحك أن يشكو الرجل من أن زوجته تبدو في المنزل وكأنها في حالة استعداد للخروج منه، ومن المضحك أن تشكو المرأة من إهمال زوجها لأناقته أثناء تواجده في المنزل.
وقد يندهش بعض القراء لمثل هذه الاقتراحات، لأن الواحد منهم يظن أن من حقه أن يحيا على مزاجه، ما دام قد تزوج، وأن من حقه أن يعيش حياة طبيعية لا تكلف فيها. ولنا أن نندهش وأن نسأل: ((هل تطلب لنفسك حياة غير لائقة بك؟ هل تفضل أن يراك شريك عمرك وأنت في صورة غير مريحة بالنسبة له))؟
إن الزوجين في الزواج الناجح لا يحبان بعضها فحسب، ولا يحترمان بعضهما فحسب، ولكن كلاً منهما يمثل الآخر، ويستكشف طموحاته ويساعده عليها. ويؤمن كلاهما بضرورة مساعدته للآخر.
إنك في حاجة إلى أن تعطي كثيراً وأن تفرح بما يمنحه لك شريك عمرك. ولكن تذكر أنه حتى أكثر الأشخاص نضوجاً إنما يحتاج إلى استقبال الحب والتفهم والتشجيع والتدعيم العاطفي، وهذا ما يوفره كل طرف للآخر في الزواج الناجح.
إن الزواج الناجح كالعمل الفني الذي يقوم بتأليفه إثنان من كبار العشاق للفن. إن كلاً منهما يؤدي دوره بإبداع وبإتقان ومحبة تثير الجاذبية والإبداع. ويحث كل منهما الآخر على أن يستكشف نواحي الإبداع في صناعة زواج ناجح، ويتشرب منهم الأطفال ذلك.
إن الزواج الناجح هو الذي يستمتع فيه كل طرف بالقدرة على امتلاك شريك عمر يرفع من روحه المعنوية ويؤازره وقت الصعاب.
وليس الزواج الناجح هو العلاقة الخالية من الخلافات. لا، إن الخلافات أمر طبيعي في الزواج وكذلك المشادات، ولكن لابد من جهد يبذله الطرفان لعدم جرح كرامة أحدهما من قبل الآخر، ولابد من القدرة على الصلح من بعد ذلك.
وبعض الأشخاص يظنون أنهم بالزواج قد ينتصرون على بعض من مشاكلهم الخاصة، مثال ذلك الشخص المدمن الذي يظن أنه بالزواج سيخرج من دائرة الإدمان. وكذلك الشخص المثير للمشاكل في مقر العمل والذي ينتقل من عمل إلى آخر، فقد يظن أن الزواج قد يعلمه الاستقرار. وكذلك الشخص الذي يقيم الكثير من العلاقات الطارئة مع الجنس الآخر ولا يستقر في علاقة واحدة، فقد يخدع نفسه بأن الزواج سيوفر له علاقة واحدة. وكل ذلك لون من الوهم العابث، فنادراً ما يحل الزواج مشكلة شخصية لها شكل مرضي في حياة الإنسان.
وقد يتساءل القارئ: ((وما رأيك في الزواج تحت سن العشرين))؟
أقول: ((غالباً ما يكون الزواج في مثل هذا العمر عرضة للانتهاء بالطلاق من بعد ذلك، لأن سرعة التغير النفسي والعاطفي تتتابع بإيقاع مرتفع في هذا العمر. وعدد قليل جداً من الزيجات في مثل هذا العمر هي التي تستقر وتنضج)).
إن الإحصائيات تؤكد أن الزواج في عمر المراهقة يتحطم بسرعة، ورغم ذلك فإن أعداداً لا بأس بها من الناس يظن أن الزواج أمر ضروري فور التخرج من المدرسة الثانوية أو أثناء الدراسة الجامعية، وتبدأ رحلة المشاكل التي ينكسر عليها الزواج الشاب.
إن النضج أهم كثيراً من السنوات التي تحدد عمر الإنسان. هذا ما يقوله الإنسان لنفسه عندما يعثر على زيجة واحدة ناجحة قد تمت في عمر تحت العشرين.

ولــــd
08-12-2005, 02:05 AM
رحلة في دماغ الرجال!!

إذا كانت لديك شكوك في أن الرجال يواجهون صعوبات في فهم المرأة فأنت واهمة، هم حقيقة لا يتقنون هذا الفن إطلاقا إلا نادرا!!
هناك فرق في التكوين بين الرجل والمرأة بحيث يصبح من الصعب على الرجل أن يدرك تماما ما يدور في ذهن المرأة أو كيف يتعامل مع المرأة. فالرجل منذ أن يبدأ بالإدراك في مرحلة الطفولة يبدأ بالبحث عن الإثارة التي تتناسب مع كل موقف يتعرض له في حياته. و يبدأ بالتفكير كيف سيستمتع اكثر ويحقق مزيد من الإثارة في كل موقف من مواقف حياته.
هذه هي طريقة حياة الرجال وهي مورثة معهم منذ بدأ الخليقة وتسري في دمائهم وجيناتهم!! حالما يصل الذكر سن البلوغ يبدأ بالاهتمام بالجنس الآخر ويظن أن أسلوب حياته وتعامله مع باقي المواقف في حياته ينطبق على النساء أيضا.
عندها يدرك الذكر أن رد الفعل الفيزيائي والحسي لا يأتي بنفس النتيجة وبنفس الأثر الذي يحدثه في تعامله مع باقي مواقف حياته الأخرى. فمثلا إذا أراد أن يصحح موقفه أو يعتذر يقوم بفعل شيء كأن يشتري هدية دون أن يدرك أن حاجة المرأة هي حاجة عاطفية وان إصلاح الموقف لا يتطلب أي فعل حسي بل مجرد الإحساس والتعاطف هو أمر كاف للمرأة.
هي تريد منه أن يتعلم التواصل معها عن طريق فهم أحاسيسها بينما هو يريدها أن تتجاوب معه و يتوقع منها ردود أفعال حقيقية ملموسة.
الرجل يقع في حيره حقيقة عندما يقوم بتصرف معين ولا يجد عند المرأة رد فعل حقيقي أو عندما لا تتجاوب معه كما كان يتوقع. الرجال عادة ما يواجهون الصعوبات عندما يتعلق الموضوع بحاجات المرأة العاطفية.
بالنهاية تحاول المرأة بذكائها الملفت أن توجه الرجل إلى الاتجاه الذي تريد عن طريق معرفة مفاتيح شخصيته بحيث تقوم هي بإيجاد التناغم والتفاهم لكي تستمر العلاقة. بهذه الطريقة يكون الرجل سعيدا كون المرأة تتفهم شخصيته وتكون هي سعيدة لأنها عرفت كيف تحقق التوازن في العلاقة.
هذا ومن جانب آخر، لقد اثبت العلم الحديث أن دماغ المرأة مختلف عن الرجل، فقد تبين أن دماغ الرجل اكبر بنسبة 10% من دماغ المرأة . إلا أن دماغ المرأة يحتوي على نهايات عصبية اكثر في بعض أجزاء الدماغ.
فمثلا عند الاستماع لأشخاص آخرين يستخدم الرجل نصف جانب واحد من الدماغ بينما تستخدم المرأة كلا الجزأين من دماغها أثناء القيام بنفس العملية.
المقصود أن العلماء اكتشفوا أن هناك فروقا خلقية بين الجنسين ليس لجعل جنس متفوق على الآخر بل لإكمال عمل الآخر كون البشر يعيشون على شكل أزواج.
فالنساء بحاجة لمن يستمع لهن ويتحدثن معه وشخصا ليكبرن معه، أما الرجال فبحاجة إلى الصيد و إلى أن يقوموا بحماية المرأة و إذا تاهوا في الاتجاهات لا يمكن أن يسألوا عن إرشادات كل ذلك لكونهم ببساطة رجال!
النساء في العالم القديم كن يعشن على الهامش بدون أي حقوق تذكر و دون أي سلطة اجتماعية. أما في هذه الأيام فقد حصلت المرأة على حقوقها و حريتها و على ظروف معيشية افضل ومع ذلك المرأة اليوم اكثر عدوانية وغير مستقرة مع أنها تتحكم بحياتها بشكل اكبر بكثير من ذي قبل.
من المقارنة مع وضع المرأة في العالم القديم نلاحظ أن المرأة في السابق و بالرغم من وضعها المتردي إلا أن النساء كن متحدات ومتقاربات اكثر فحتى في ظل نظام تعدد الزوجات السائد في ذلك الزمان البائد، إلا أن النساء كن يعتنين ببعضهن رغم وجودهن ضمن سيطرة نفس الرجل. هذا بالضبط ما تفتقر له المرأة هذه الأيام.
لقد نسيت النساء أن سبب تفوقهن وقوتهن هو ارتباطهن ببعضهن. على النساء أن يتذكرن أن الرجل لا يستطيع أن يشبع جميع حاجاتك و رغباتك. فعندما تحتاجين إلى التكلم والاتصال و المشاركة الوجدانية فانك تتجهين إلى صديقاتك، اعتقد أن الجواب واضح الآن ، حاولي الحفاظ على صديقاتك..
وتذكري انك تكونين متفوقة إذا كنت متميزة عن غيرك، إذا فموضوع الجنس ليس أساس التفوق بل نتعدى ذلك لنقول أن التفوق ليس له جنس، فقط آمني بنفسك و بطاقاتك ولا تنتظري النجاح أن يأتيك بل بادري للبحث عنه.
ومن جانب آخر فقد تستغرب أن المرأة أيضا أكثر قدرة على التحمل من الرجل.. وهذه حقيقة، حيث أكدت دراسة علمية جديدة نشرتها مجلة (الطب البحري وإفراط الضغط) الأميركية المختصة أن النساء يتفوقن على الرجال من الناحية الجسدية وذلك بعد أن أثبتت أن النساء أكثر قدرة على احتمال التغيرات الكبيرة في درجات الحرارة مقارنة مع الرجال.
ففي كلية الرياضة بجامعة كنت بولاية أوهايو الأميركية اكتشف الباحثون بعد دراسة 15 رجلا وثماني سيدات جلسوا في غرفة شديدة البرودة وقياس قدرتهم على تحمل الحرارة المنخفضة أنه على الرغم من أن درجة حرارة الجلد كانت متساوية عند كلا الجنسين إلا أن السيدات احتفظن بدرجة حرارة الجسم الداخلية بصورة أفضل من الرجال وهذا يعني أن السيدات ذوات القلوب الدافئة والعواطف الجياشة يعشن مدة أطول من الرجال حتى تحت الظروف الجليدية.
وتأكيدا لهذه الدراسة أظهرت نتائج استفتاء عام أجري في فرانكفورت بألمانيا لرصد ردود الفعل المختلفة لكل من المرأة والرجل إذا ما أصيبا بجراح في الأصابع..‏ إنها في مصلحة الرجل‏، فقد تبين للقائمين بالدراسة التي خضع لها مائتا رجل وامرأة أن طبيعة كل منهما تختلف عن الآخر‏.‏
فبينما تعتبر المرأة أي جرح أصيبت به أثناء عملها في المطبخ شيئا ثانويا‏، يعتبر الرجل مثل هذا الحدث أمرا دراميا.. فالمرأة إذا ما أصيبت بجرح في إصبعها أثناء تقطيعها للخضراوات تنظر إلى إصبعها المجروحة ثم تضعها في فمها لتقف سيل الدماء ثم تقوم بالبحث عن قطعة من البلاستر لتضعها فوق الجرح لتعود فتكمل عملها في المطبخ‏.‏
أما الرجل فإنه يصرخ عندما يصاب بجرح في إصبعه ثم يبعد الإصبع عنه لينظر إليه من كل الاتجاهات لأنه لا يحب أن يرى الدماء ثم يبحث عن مقعد خوفا من أن يصاب بدوار كل ذلك ووجهه يتمزق ألما‏، ويرفض الاكتفاء بمطهر أو ضمادة فجرحه كبير لذا فهو يحضر حقيبة الأدوية ليبحث فيها عما يناسب هذا الجرح فيبدأ علاجه بغسله وتطهيره ثم يضع المرهم المناسب وفي النهاية يغطيه بقطعة من الشاش‏ .

ولــــd
08-12-2005, 02:07 AM
العزوبية .. توترات نفسية أم إنتاجية أعلى؟

* د. منى فياضي

ألتفتُ حولي في الجامعة فأجد الصبايا أكثر عدداً من الفتيان، وأجد أن معظمهن عازبات، والمتزوجات النادرات بينهن تزوجن باكراً. تلفتني هذه الظاهرة منذ فترة بحيث يمكنني القول أن صفوفي، حتى العالية منها (دبلوم، ما يعني الأكبر سناً)، مكونة من طالبات عازبات.
ما السبب؟ لا يمكن أن تكون الإجابة على هذا السؤال بسيطة، كأن أقول أن الفتيات اللواتي يكملن تعليمهن فقط هن العازبات، خاصة في بلد يعتبر ذا طابع شرقي، أي أن الزواج المبكر وتكوين أسرة تعد من الأولويات الاجتماعية. لابد من الاعتراف إذاً بأن واقعنا يتغير، أولويات فتياننا وفتياتنا تتغير. إن نظرة سريعة من حولنا سوف ترينا أن سن الزواج يتأخر من ناحية، وإن عدد العازبين والعازبات يتزايد من ناحية أخرى. وكأن ما يطلق عليه اسم (عانس) صار أبعد في الزمن وأقل إثارة للخوف!
سألت طالباتي عن السبب الذي يبقيهن عازبات وعن نظرتهن إلى الزواج، وسألت الطالب الوحيد الذي كان بينهن، وهذه بعض الإجابات والانطباعات التي كونتها:
سألتني ريما: ((مَن تريدين أن أتزوج؟ معظم الشباب الذين حولنا لا يناسبوننا، لأنهم اشتركوا في الحرب ولم يكملوا تعليمهم، وليس بإمكاني الزواج من شاب لا يتمتع بمستوى فكري وثقافي لائق. أما الباقون الذين كان يمكن أن أتزوج من أحدهم، فقد هاجروا للعمل في الخارج أو لإكمال تعليمهم، وعندما يعود واحدهم يبحث عمن هي أصغر سناً أو يتزوج حيث هو)).
عبرت لمياء عن معاناة متقاطعة ومختلفة، قالت: ((سبب بقائي عزباء حتى الآن (أعمار الطالبات يتراوح بين 22 عاماً و 25 عاماً بشكل عام، لكن هناك البعض من اللواتي يقاربن الثلاثين)، ونحن ست بنات في المنزل، هو أن أمي ترى أن على البنت أن تتسلح بالعلم حتى إذا تزوجت وحصل لها مشاكل زوجية أو مادية يكن باستطاعتها إعالة نفسها. أتى العديد من الخطاب، ولكنها كانت تقول إننا نكمل تعليمنا لأن حالتهم المادية غير جيدة، ولأنهم غير متعلمين. أمي عانت كثيراً، قامت بدور الأب والأم في نفس الوقت، لا تريدنا أن نتعذب في حياتنا. كما نعرف بعض الأشخاص الذين سافروا إلى الخارج. كان بيننا الإعجاب والتفاهم، لكن السفر غير أوضاعهم المادية، وبحثوا عن بنات من مستواهم الجديد. يطلبون الآن شقة ولا يهمهم المعاشرة أو الجمال. لكنني لم أتأثر كثيراً، يجب على واحدتنا أن لا ترتبط بأحد، وعلينا أن نكون أكثر واقعية في هذه الحياة. السعادة نحن مَن نبنيها ولا تهبط من فوق ولا يهم إذا كان البيت صغيراً. النجاح يكمن في العمل على الاستمرارية. ليس الحب هو الأساس بل التفاهم)).
علي، الشاب الوحيد في تلك الجلسة، رفض الزواج من ابنة عمه الموجودة في تركيا والذي أراد أبوه تزويجه إياها، رفض لأنه لم يرها ولا يعرفها. علي يقول: ((لن أتزوج بدون حب أكيد ومتبادل، خطبة 6 أشهر لا تكفي قد تظهر على غير ما هي عليه، أنا متحرر نوعاً ما، أخرج مع الفتيات، لكن لا أقيم علاقات جنسية، يجب أن أتعرف جيداً على مَن سوف أتزوجها)).
تعلق الفتيات أنهن لا يردن الخروج مع الشباب، لأن المسألة تبدأ بالخروج ثم تنتهي بالغرام. ليس الجميع هكذا، لكن غاية الكثير من الشباب هو الجنس.
لينا (22 عاماً) تجد أن الوقت مبكر جداً الآن للزواج، لكنها لن تختار مَن هو أكبر منها، أو أصغر، بعشر سنوات. أعجبت بكثير من الشبان كما تقول، لكن أكثر شخص تأثرت به منذ سنة ونصف بسبب شخصيته القوية، يقولون لها أنه لا يناسبها، لأنه يقوم بعمل يدوي. احتارت لينا فترة طويلة لكنها خطبت إلى ذلك الشاب بعد تردد، وقررت أن تغلب الحب.
تتساءل ناديا إن كان على الفتاة الزواج. تقول إن الأمر ليس إلزامياً، لكن من الأفضل لو يحصل ذلك. رفضت بعض الأشخاص لانعدام التفاهم.
سناء المتزوجة (34 عاماً)، تزوجت منذ 15 عاماً، بعد قصة حب وغرام، رفض الأهل في البداية لأنها صغيرة، لكنهم عادوا وقبلوا. تقول كان الوقت مختلفاً، لم يكن غنياً بل موظفاً. تقول سناء إنهم الآن يفكرون بعقلهم أكثر، بينما بنات جيلها لم يكن يقبلن الزواج دون الغرام وعلاقة الحب. لكنها تفكر أنها لو خيرت فلن تعيد الكرة. لأنها تتعذب الآن وتقضي وقتها في الركض، لأنها أم لثلاثة أولاد وموظفة، وتتابع تعليمها في نفس الوقت. الآن تفضل أن تختار زوجاً مرتاحاً مادياً وليس الغرام.
سألت بعض الطالبات في صفوف أخرى، هل تشعر واحدتهن بأنها تأخرت حقاً عن الزواج وهل تخاف بأن توصف بالعانس وهل تقوم بتضحيات معينة كي لا تبقى عزباء؟
اتصلت بي حديثاً صحافية من أجل حديث، وحصل حوار بيننا سألتها خلاله إن كانت متزوجة، نفت الأمر وعندما اعتقدت أنها لا زالت صغير علقت أنها تبلغ الرابعة والثلاثين من العمر، وإنها لا تفكر بالزواج بل تسعى إلى تحقيق ذاتها والتفرغ إلى الكتابات الفلسفية. لهذه الصحافية أختان واحدة فقط منهما متزوجة.
يتبين لي أن الفتيات لم يعدن يخفن كثيراً من فكرة البقاء دون زواج ولسن على استعداد لتقديم كل التنازلات الممكنة للحصول بأي ثمن على مرتبة زوجة. لكن من الواضح أن العقلانية (بمعنى آخر البراغماتية) هي الغالبة، وشعار الحب مع الخبز والزيتون لم يعد هو السائد. لكن هناك أيضاً متطلبات متعارضة، الحيرة بين الاستقرار والحب، بين الراحة المادية والغرام، وعندما يكون القرار بيد الشخص، كما هو حال علي، فإنه يقرر الزواج عن حب، ربما لأنه أكثر رومنطيقية أيضاً؟
لم يعد ممكناً على الأجيال الجديدة تقبل تدخل البالغين المستمر أو احتمال وجودهم الدائم. لم يعد ممكناً أيضاً تحمل فكرة إمكانية مشاركة منزل الزوجية مع أحد ولو لفترة محددة: نموذج ندى طلاقها قبل أن تتزوج، بسبب موقف الأخت والأسرة.
وبينما كان تكوين الأسرة هو أحد أهم أسباب الزواج، يتم البحث الآن عن تحقيق الذات وعن الاستقلالية وإمكانية الاستمرار اعتماداً على النفس، بدليل موقف سناء التي لا تكتفي بكونها أماً وزوجة وموظفة، بل تريد شيئاً آخر أيضاً، وهو البحث عن ذاتها.
كذلك موقف أم لمياء من اعتبار أن الأولوية هي لتعليم بناتها لضمان مستقبلهن، إذ لم يعد المستقبل مرتبطاً فقط بحسن اختيار الزوج، بل بالمهنة بإمكانية الاستقلالية.
من الملاحظ أيضاً ضياع الأوهام حول الزواج: ((الحب الذي لا يدوم))، أو تطلب الواقعية، وإن السعادة تبني ولا تهبط علينا من فوق، السعادة التي تصبح أحد أهم أولويات الأفراد.
لم يعد الزواج بأي ثمن أولوية مطلقة، فتياتنا يعطين لأنفسهن الوقت الكافي للتفكير، ويتطلبن شريكاً كفؤاً على الأقل إذ لم يكن مكتفياً مادياً.
يبرز هنا مفهومي العلم والعمل وضرورتهما المطلقة، لم يعد الزواج هو صمام الأمان، بل العلم والعمل. لذا تم تعد فكرة إيجاد زوج بأي ثمن سائدة أو مثار نقاش تفضل الفتيات الآن الاعتماد على أنفسهن. يراودهن طبعاً حلم الحب والزواج عن حب، لكن ذلك لن يعني الجنون أو التضحية بكل شيء من أجله، العقل يبدو في أحسن حالاته الآن.
تعبير ((عانس)) لم يعد فزاعة لأحد، ولم يعد يطل برأسه مبكراً جداً على كل حال. يتم توطيد النفس على العزوبية ولو لفترة، ولم تعد الفتاة على ما يبدو زائراً آنياً سرعان ما يترك الأسرة.
السؤال: ما هو الأثر الذي سوف يتركه هذا الوضع على العلاقات داخل الأسرة وبين الجنسين؟ كيف ستتحول بنية الأسرة؟ هل سوف تنعكس انحساراً ديموغرافياً؟ أم علاقات خارج الأطر التقليدية؟ أم توترات نفسية؟ أم إنتاجية أعلى؟ أم ماذا؟ ذلك كله خاضع للنقاش.

ولــــd
08-12-2005, 02:08 AM
العلاقة الزوجية بين الرومانسية والجنس

يخلط كثير من الأزواج، والزوجات أيضاً بين الرومانسية والجنس، ويقعون بذلك في خطأ كبير، تنعكس آثاره على العلاقة الزوجية
فتسبب تشويهاً للكثير من المفاهيم وإساءة إليها وذلك لأن العلاقة الزوجية، وإن كانت تقوم أساساً على الحب والتعاطف وتلاقي إرادتين حرتين لإنشاء الحياة الزوجية والإنجاب، فإن عقد الزواج ليس ترنيمة خيالية ولا قصيدة شاعرية بل هو تشريع حكيم وفيه حقوق وواجبات ومسؤوليات وفيه تكوين للأسرة وإغناء للمجتمع.
ومع أن الرومانسية والممارسة الجنسية الزوجية على صلة وثيقة، فإن كلاً منهما مستقل عن الآخر، ولا ينبغي ربط أحدهما بالآخر دائماً وحتماً، فالرومانسية أسلوب حياة وطريقة تفكير تتسم بالإبداع وعشق الجمال والقيم المثالية.
ولا يبتعد الحب الزوجي الراقي كثيراً عن هذه السمات، حيث إن الزواج هو التحقق الفعلي السامي للحب بين الرجل والمرأة، وهذا ما يؤكده قول الفاروق عمر رضي الله عنه: لم أر للمتحابين مثل الزواج.
ولكن الزواج ليس ممارسة الجنس فحسب، وإن كان الجنس يمثل جانباً كبيراً وهاماً منه، وتبقى الحياة الزوجية أوسع مدى وواجبات ومسؤوليات ومشاعر من مجرد الممارسة الجنسية.
وحتى الحياة الجنسية الزوجية ليست مقتصرة على الجماع، بل هي تشمل كل المظاهر والأفعال الحبية التي تعبر عن عمق العلاقة بين الزوجين وتلاقي العواطف والقلوب والعيون والرغبات في انسجام واتساق دون تصادم أو إلغاء للآخر أو تجاهل له.
وهكذا فإن الحب الجنسي الزوجي الرومانسي هو حالة دائمة لدى كل من الزوجين وممارسة يومية سواء أكان في هدف أحدهما أو كليهما ممارسة الجنس أم لا.
فإذا كان هدف الزوج من تصرف رومانسي معين كتقديم الزهور أو العطور أو هدية أخرى محببة لزوجته هو ممارسة الجنس في ذلك اليوم، فإن تصرفه هذا لا يبقى رومانسياً على الإطلاق، وهذا لا يعني أبداً عدم التمهيد للفعل الجنسي وتقديم ما يدل على الحب قبله، فإن هذا أمر مطلوب شرعاً، ولكن لا يجوز أن تقدم المحبة والهدايا أو الكلمات والغزل، كرشوة للزوجة لممارسة الجنس أو في مقابل ممارسة الجنس.
ومما يجب على الأزواج أن يعرفوه بكل وضوح أن أحب ما تحبه المرأة من زوجها أن يعاملها بحب وحنان واحترام ويتودد إليها ويقدرها لذاتها وفي معزل عن أهوائه الجنسية الوقتية.
فالرجل الذي لا يتودد لزوجته إلا عندما يريد ممارسة الجنس معها يضيع أجمل ما في الحياة الزوجية الذي هو المودة والرحمة الدائمة، ليجعلها لحظات قليلة خالية من الإخلاص الحبي وهي لا تخدع الزوجة ذات الحس المرهف والذوق السليم، بل إن تلك المعاملة الوصولية تسبب لها انزعاجاً كبيراً حيث تشعر بأنها تستغل بطريقة فجة فعلاً.
وعلى الزوج أن يقدم لزوجته الزهور التي تحبها أو الهدايا التي تعجبها في أوقات مختلفة، ولا سيما في مناسبات اجتماعية محببة لكليهما كالولادة مثلا، وبعد العودة من السفر وفي عيد ميلادها والأعياد الدينية ونحو ذلك، دون أن يجعل من ذلك ما يشبه الإيحاء الشرطي للممارسة الجنسية.
وعليه أن يجعل من المودة والرحمة التي جعلها القرآن الكريم عماد الحياة الزوجية حالة دائمة في معاملته لزوجته، وأن يحقق مقتضياتها ومتطلباتها من الحب والحنان والعطف والمغازلة الرقيقة في كل الأوقات، ويأتي بعد ذلك التواصل الجنسي تعبيراً رائعاً عن حالة الحب الدائمة تلك.

ولــــd
08-12-2005, 02:14 AM
كيف تصلان إلى بر الأمان الإلهي

* فاطمة الصدر

إن أهمية الأسرة ودورها في المجتمع البشري يتضحان من خلال الإمعان في هذين البعدين. والأسرة وحدة اجتماعية اعتبر القرآن تشكيلها استهدافاً لتأمين السلامة النفسية لثلاثة أجيال هي الزوجان والآباء والأبناء وأقرباؤهم، واستعداداً للمواجهات الاجتماعية. ففي سورة الفرقان، تشير الآية 74 وهي (والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً) إلى أهمية الأسرة كونها القدوة لتكوين المجتمع المثالي للإنسان. كما تعتبر الآية العلاقات العائلية السليمة النيرة مثالاً للمتقين ومبتغاهم.
والقرآن يعرف الأسرة أنها مدرسة الحب والمودة. ففي الآية 21 من سورة الروم (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون). وهنا نلاحظ نقاط هامة عن الأسرة وهي:
1 ـ أزواج من أنفسكم: فأحد الجوانب الهامة في الأسرة هو العلاقة بين الزوج والزوجة. وكما نوهنا من قبل فإن الإنسان موجود اجتماعي لا ينمو ولا يتفتح ولا يرقى إلى الكمال البشري إلا من خلال الارتباط بالآخرين، والمعاناة الناجمة عن هذه العلاقة، والمسار نحو الكمال لا يتناهى.
وفي كل مرحلة من مراحل العمر والنمو ثمة حاجات داخلية خاصة تتجلى في حال ارتباط الإنسان بالآخر ويبين أثر انعكاس صورة الحاجة النفسية على وجه المراد والمطلوب، وعندئذ يمكن كذلك معرفة النفس. وما العلاقة بين الزوج والزوجة إلا علاقة حميمة لا يشوبها أي غرض. ففي الأسرة تظهر نقاط الضعف والقوة النفسية للإنسان دون أدنى تحف وتخوف أو أية اعتبارات اجتماعية أخرى، وحيث تتوفر بالطبع إمكانية معالجتها. إذ يمكن بالتحلي بالصبر والتؤدة والوفاء والثقة المتبادلة معرفة السلبيات ودراستها والتخلص منها في سبيل تزكية النفس وتصفيتها.
فالإسلام يرى إن شوائب الداخل هي أسوأ بكثير من قبح الخارج. والبيئة التي تتسم بإمكانية إبراز السلبيات النفسية دون الرهبة من العقاب تتميز كذلك بتوفير إمكانية التخلص من تلك المنغصات. وبقوة المحبة يمكن المبادرة إلى أصعب الأفعال.
2 ـ وجعل بينكم مودة: والنقطة المهمة الثانية في الأسرة هي المودة بين الزوجين فبالتعامل الودي بينهما وتعاضدهما في مسار معرفة النفس وبارئها، يظفر الإنسان بالطمأنينة ويصل وادي الأمان الإلهي. ومن هنا وردت عبارة (لتسكنوا إليها) في الآية الشريفة.
3 ـ لتسكنوا: السكنى هو التوصل إلى مقام السكينة، يدل بصورة رمزية على أن يحظى المرء بمكانته وموقعه في الوجود. ومن وجهة نظر القرآن، فإن من شأن الأسرة التمهيد لذلك سواء بالنسبة للزوجين أو بالنسبة للمثال الذي يحتذي حذوه الأبناء.
4 ـ الرحمة: إن تآلف الزوجين وتآزرهما بقوة المحبة والود على طريق الكمال يجلب الرحمة للأسرة وللآخرين، فالعلاقة السليمة هي الكفيلة بتوفير الأرضية المناسبة للارتباط المسؤول والمثابر. وهو ما يقتدي به الناشئة ويتخذونه مثالاً في علاقاتهم بالمجتمع في المستقبل.
إن المقصود من إقرار التنسيق والتوازن بين الزوجين لا يعني توافق الطرفين مع بعضهما البعض بقدر ما يعني بذل المجهود من أجل الاستكمال المتبادل، والقبول في الوقت نفسه بالفوارق الطبيعية والذاتية. فكما هناك فوارق فيسيولوجية بين الرجل والمرأة، ثمة اختلافات نفسية كبيرة بينهما.
ولكن فيما يتعلق بالنفسيات والخصائص، فإن اختلاف الأفراد من هذه الناحية غير واضح مثل الاختلافات الفيسيولوجية، ولا علاقة له بالأنوثة والرجولة. والبيئة والأسرة والثقافة هي العوامل المؤثرة في شخصية الإنسان. وتظهر هذه الفوارق في سلوك المرأة والرجل وتصرفاتهما. وهنا بالضبط تتحدد رسالة الأسرة الرئيسية، أي التفاهم والود المتبادل بهدف التأمل مع اختلاف الميول على اعتبارها عناصر متنوعة تشكل بمجموعها وحدة واحدة. ويتطلب ذلك لاصدق والثقة والتواضع والتقوى والتنزه عن محورية الذات. وهو ما يحدو بالأبناء إلى اتخاذه مثلاً أعلى في علاقاتهم مع الآخرين في المجتمع، بحيث يرون الفوارق الفردية والاجتماعية والثقافية لدى الآخرين عاملاً من عوامل التكامل. وهذا النوع من التعامل يمهد للتفاهم بين الشعوب والتوفيق بين المعتقدات المختلفة، ومن شأنه كذلك إحلال السلام.
ورغم الدلالات الواضحة في القرآن بشأن المساواة بين الرجل والمرأة، إن على مستوى الأسرة أو على صعيد المجتمع، فإن النساء في بعض البلدان الإسلامية ما زلن للأسف عرضة للظلم.
ولا يعني هذا ألبتة إن حالة المرأة في الدول الأوربية تتلاءم وموقعها الانساني، بل إنها تتعرض كذلك للظلم بصورة أخرى. وأحد أسباب ذلك هو البنية والمعتقدات الاجتماعية السائدة. والثاني هو أن المرأة لم تبادر بنفسها طوال التاريخ إلى مراجعة النصوص وفهمها وتفسيرها وبالتالي تقرير حقها، بل غالباً ما عهدت بذلك إلى الرجل أضف إلى ذلك وفي سياق البحث عن أسباب تخلف المرأة في المجتمعات الإسلامية الخلط بين البعدين الوجوديين للإنسان في تفهم حقوقها، أي: 1 ـ البعد الجنسي: المرأة، الرجل، و 2 ـ البعد المعنوي والإلهي. فالمرأة والرجل يختلفان فيسيولوجياً، لكنهما من الناحية النفسية والمعنوية من أبناء البشر، و (إن أكرمكم عند الله أتقاكم). والرؤية الإسلامية هي إن الإنسان ماض في طريق الكمال ما دام قد تحلل من الرغبات والارتباطات المادية وبلغ النضج المعنوي. ومن المنطلق القرآني فإن إمكانية هذا النضج متاحة لكلا الجنسين وعليه فإن الارتكاز إلى مبدأ الجنس في حقوق الأسرة، والتي لا تتوقف فيها قيمة الترابط والتوحد عند حدود العلاقة الفيسيولوجية يؤدي فيما يؤدي إلى تخلف المرأة. واستناداً إلى حالة اللامساواة بين الرجل والمرأة في بعض الأسر الإسلامية، فقد زعم نفر من النقاد في الغرب والشرق مغرضين إن الحقوق الإنسانية للمرأة في الإسلام أقل من حقوق الرجل ورداً على هؤلاء ينبغي القول أن استقراءنا وتفهمنا للإسلام والقرآن يختلف عن ذلك، فنحن ننظر إلى القرآن ككل يرتبط بعضه ببعض بشكل وثيق ومتوائم. وقد ورد في القرآن ذاته إن فيه المحكمات والمتشابهات، ويتعين فهم وتفسير بعض الأجزاء منه بأجزاء أخرى. ولتنظيم حقوق الأسرة بصورة عادلة نستدل على النحو الآتي:
1 ـ يتساوى الرجل والمرأة في القرآن من حيث الخلق. جاء في الآية الأولى من سورة النساء: (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً ... ).
2 ـ تتكافأ فر بلوغ الرجل والمرأة مراحل التطور البشري. وفي ذلك تقول الآية 13 من سورة الحجرات: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم).
3 ـ تساوي الأجر والجزاء. الآية 35 من سورة الأزاب.
إن القرآن يدعو الناس كثيراً إلى التدبر والتفكر والتأمل في الشؤون الإنسانية والطبيعية، ويحثم على الفهم وسماع آيات الله والاعتبار بها. وقد أردف القرآن الإيمان بالعمل الصالح دائماً. فهل يمكن تجاهل عنصري الزمان والمكان في العمل الصالح المناسب؟
قبل بزوغ فجر الإسلام لم يكن للمرأة أدنى حق. فقد كانوا يئدون البنات، وكان بمستطاع الرجل الزواج من أي عدد من النساء شاء. وكانت تعاليم الإسلام في سبيل إقرار حقوق المرأة آنذاك حديثة ومتطورة جداً، ذلك إن نهج الدين الإسلامي جاء لتحول الإنسان والرقي به. وكان السبيل الأمثل هو التغيير خطوة فخطوة، إذ لم يكن من الأجدر والأجدى التحول بين عشية وضحاها وقلب التقاليد والعادات الاجتماعية بالمرة.
أما اليوم، وبأخذ موضوعات القرآن بعين الاعتبار، أي التأكيد على مساواة القيمة الوجودية الشاملة للمرأة والرجل، ودعوة الناس إلى التفكر والتأمل في آيات الله البينات، واستخلاص العبر والنتائج الحكيمة منها، فيمكن القول أن حقوق المرأة والرجل في الأسرة متساوية، وإن المعيار في إدارة أي منهما لشؤون الأسرة هو التقوى والجدارة.
وهنا لابد من إبداء ملاحظة أخرى وهي إن الرجل والمرأة إذا ما لم يتمكنا من التوصل إلى التفاهم والوحدة المتوخاة وأبعدتهم المشاحنات الناجمة عن نوعية علاقتهم عن بعضهم البعض، فإن الإسلام يجيز لهما الطلاق رغم اعتباره أبغض الحلال، ويضع هذا الحل أمامهما.

ولــــd
08-12-2005, 02:16 AM
ما هي مشاكل العلاقات الجنسية قبل الزواج؟

يذكر ((لا ورنس اشتاين برغ)) في كتاب ((المراهقة)) الصادر عام 1993 إن ما يقارب 4/1 من الفتيات الأمريكيات ـ رغم كل التعليم المتوفرة لهن والإمكانات الموضوعة تحت اختيارهن ـ يتعرضن لحالات الحمل وهنّ دون سنّ الثامنة عشرة. وإن نحو 45% منهن يحملن وهن دون سن الحادية والعشرين. وتبلغ نسبة الفتيات السود من هذا الرقم حوالي 30% ، يحملن وهن دون سن الثامنة عشرة. وثلثا ذلك من اللواتي دون سن الحادية والعشرين. إن الحمل بالنسبة إلى فتيات يلحق بهن أضراراً فادحة إضافة إلى أنه تترتب عليه أضرار جسيمة للمجتمع.
تفيد الإحصاءات أن في أميركا سنوياً مليون حالة حمل لدى الفتيات، وإن 55% منهن يعملن على الإجهاض، وإن ما يقارب 45% منهن يحاولن الابقاء على حملهن. وهذا يعني أن هناك (45000) طفل غير شرعي يولد كل عام.
وتتمثل أضرار مثل هذا العمل على الأمهات الفتيات في:
الأضرار البدنية التي ربما تصل إلى الموت إضافة إلى الفشل الدراسي وترك الدراسة، والاتجاه إلى الإدمان، وبروز المعاناة العاطفية والنفسية، والانغماس في الفقر والحرمان.
إن الغالبية العظمى من آباء هؤلاء الأطفال غير الشرعيين هم ممن يعانون من ملاحقات قانونية، ويشيع في أوساطهم الإدمان على المخدرات والكحول. إضافة إلى الأضرار الأخرى التي تصيب الآباء الفتيان من قبيل ترك الدراسة والابتلاء بالكآبة إلى غير ذلك.
وقد اتضح أن أمثال هؤلاء الأطفال يتصفون عموماً بقلة الوزن والعجز والإصابة بالأمراض الجسدية، ومعرضون للإصابة بالاضطرابات السلوكية في المستقبل أكثر من غيرهم من قبيل فرط التحرك والفشل الدراسي.
المشكلة الثانية: تتمثل في شيوع الأمراض التناسلية، فقد أفادت ((الجمعية الطبية الأميركية)) بأن هناك 2,5 مليون فتى أمركي يصاب سنوياً بالأمراض التناسلية. ويشكل طلبة المدارس الثانوية 4 / 1 هذا الرقم. كما أن مرض الايدز القاتل يصيب نحو 2 إلى 3% من الفتيان سنوياً. بالطبع يعجز هؤلاء عن ممارسة نشاطاتهم اليومية في سنوات شبابهم.
المشكلة الثالثة: التي تنتج عن العلاقات الجنسية قبل الزواج، تتمثل في الآثار العاطفية والنفسية السلبية التي تظهر لدى الفتيات بشكل خاص. فدوافع العلاقة الجنسية تختلف لدى المرأة والرجل. بالنسبة إلى النساء تعتبر الحصول على العاطفة أمراً مهماً. في حين يتطلع الرجال لإشباع الشهوة. غذ تعتبر العلاقة الجنسية بالنسبة لبعض الرجال نهاية المطاف. في حين أنها بالنسبة إلى النساء تمثل وسط الطريق الذي ينبغي ينتهي بالتوافق والحب والرضا والزواج. والمرأة تسعى لايجاد علاقة مع الذي تحبه، وتتمنى أن تقترن به في المستقبل، وأن يكون زوجاً لها.
وبسبب هذه الإخفاقات تصاب الفتيات نتيجة لعلاقاتهن قبل الزواج بالاضطرار والقنوط، وبعد الزواج بالشعور بالذنب والإكتئاب.
يقول ((هايد)) في كتابه ((إدراك الجنس لدى الإنسان)) الصادر عام 1986:
((إن الفتيان والفتيات الذين تكون لديهم علاقات جنسية قبل الزواج، يكونون دائماً في صراع مع آبائهم، وفي تناقض بين يمهم الأخلاقية وقيم المجتمع أيضاً. وفي النتيجة يتضاعف لديهم القلق والاضطراب أن نحو 80% من النساء المتزوجات يعانين بعد الزواج من كابوس علاقاتهن الجنسية قبل الزواج، مما يؤدي إلى معاناتهن من مشكلات نفسية)).
المشكلة الرابعة: قلة الرغبة للزواج. فالزواج ما زال أقدس الروابط بين البشر. وفي جميع الحضارات يأمل كل شاب أن يتزوج يوماً من الشخص الذي يحبه ويناسبه غير أن العلاقة الجنسية قبل الزواج تقلل من هذا الباعث. يقول (بريان) في كتاب (الزواج والتجربة العائلية) الصادر عام 1989: ((إن ما نشاهده اليوم من ارتفاع رفض الزواج وعدم شعور الشباب بالحاجة إلى تشكيل الأسرة، يعود إلى إشباع غريزته الجنسية بالعلاقات القائمة قبل الزواج)).
المشكلة الخامسة: التأثير السلبي للعلاقات الجنسية قبل الزواج على استقرار الأسرة، فقد أشرنا إلى أنه عندما يقيم الأفراد علاقات جنسية قبل الزواج يتولد عندهم بعد ذلك شعور بالذنب واليأس والاكتئاب، وهذه الحالات تقضي على السعادة داخل الأسرة.
وفي جانب آخر يقول (بن كرافت) في كتاب (الجنس لدى الانسان ومشاكله) الصادر عام 1983: هناك علاقة إيجابية بين العفة قبل الزواج والزواج السعيد، لأنه ثبت أن التسامح الجنسي والإباحية تمتد جذورها في الشخصية المضطربة للفرد حيث تظهر في سائر الممارسات وأنواع السلوك بما تهدد السعادة واستمرار الحياة الزوجية المشتركة)).

ولــــd
08-12-2005, 02:23 AM
النضج في علاقة الحب .. اختبارات وفوائد

أشار استطلاع أجرته صحيفة "فرويندن" الألمانية إن النساء أكثر انفتاحا للموافقة على حلول وسط في مشكلاتهن الزوجية وغالبا ما يشاركن في أنشطة لا يهتمون بها في واقع الأمر من منطلق حبهن لشركائهن.
وفي استطلاع شمل 1750 امرأة تتراوح أعمارهن ما بين 20 و49 عاما قالت نحو 64 بالمائة من النساء أنهن قللن من أوزانهن إرضاء لشركائهن.
وقال نحو 44 بالمائة، حسب صحيفة البيان، إنهن غيرن أسلوب ملابسهن وتخلى 19 منهن عن عملهن من منطلق حبهن لشركائهن وانتقلت نحو 13 بالمائة من النساء إلى مدينة أخرى للعيش مع شركائهن. وقال 62 بالمائة من النساء أنهن يظهرن تفهماً أكبر من شركائهن.
ومن جانب آخر، فالحب الحقيقي هو الشيء الوحيد الذي يجعل المرأة تتخلى عن كل شيء لأجله لذا فإن حقيقة كون الشخص قادرا على الحب الحقيقي تعني أن يصبح ناضجا وذا توقعات واقعية من الطرف الآخر. ويعني ذلك قبول المسؤولية عن سعادتنا وحزننا وعدم توقع الشخص الآخر أن يجلب لك السعادة أو إلقاء اللوم عليه بسبب المزاج السيئ أو الإحباط الذي قد تواجهه.
وبصورة عامة فإن النضج يشمل عدة أشياء. النضج في علاقة الحب عبارة عن كل شيء . أولا هو القدرة على إسناد أي قرار بشأن علاقة الحب على الصورة الأكبر إنه يعني القدرة على التخلص من الهزل في هذه اللحظات واختيار سلوك عمل من شأنه أو يؤتي أكلة فيما بعد.
ويعني النضج في علاقة الحب أن يكون الشخص قادرا على التمتع بالرضى الذي يجله الحب والرومانسية في الوقت الذي يعلم فيه أن الأفضل قادم وأن الحب ينمو.
إنها المعرفة بأن العمل بين الزوجين معا وان حالة الحب التي تخلو من أية شروط ستثبت نفسها في العلاقة وستتفتح مع الأيام. إنها المعرفة بأنك تنمو مع علاقة الحب.
ومن الجدير بالذكر أن كل ذلك لا يحدث دفعة واحدة . وشركاء الحب الناضجون يسعون نحو طرق جديدة لمساعدة كل واحد منهم على النمو.
من مميزات الطفولة طلب الأطفال تلبية حاجاتهم فورا، بينما أن البالغين يستطيعون الانتظار. لكن البالغين في كثير من الأحيان لا يستطيعون ذلك حيث يسمحون لأنفسهم بالانزلاق ثانية نحو الطفولة مبررين بذلك تسابقهم نحو الأشياء.
ويعتبر النضج أيضا القدرة على التمسك بمشروع أو موقف معين حتى يتم استكماله. ويعني ذلك عمل كل ما يحتاج لجعل العلاقة شيئا يفخر به الإنسان. فالشخص البالغ الذي يقوم بتغيير عمله باستمرار وكذلك علاقاته وأصدقائه هو شخص غير ناضج.
ولكي تنضج علاقة الحب، ينبغي على الشركين تجربة شعور عميق ،شعور ضنين بأن هناك شيئا خاص بشأنهما لم يكن ليحدث لولا مساهمة كل منهما بذلك.
وكذلك فإن شركاء الحب الناضجين تعلموا عدم توقع الكمال من بعضهم البعض. وهم يعلمون أن القبول له مردوده الخاص به. وتعمل الاختلافات لدى كل المحبين على تجربة قدرة الطرف الآخر على القبول، الصفح والتفهم.
فهما لا يرقصان أبدا حول القضايا بل يقومان عند الضرورة بمناقشة جوانب النقص لديهم بطريقة تنم عن الحب والحرص على عدم إصرار أحكام من خلال كلمات مؤذية. إن القبول والتسامح يقربان الشريكين بوجود حب غير مشروط.
إن المحبين الناضجين هم أولئك المحبين دون شروط الذين يطورون موهبة لتنحية الاستياء جانبا والتركيز على الأشياء الجيدة التي يروها في الطرف الآخر، فهم الأشخاص الذين استنبطوا مستوى عال من التفاهم الذي يضع في عين الاعتبار جوانب النقص لدى الطرف الآخر.
والنضج أيضا هو المقدرة على مواجهة الكراهية، الإحباط، الانزعاج والانهزام دون تذمر أو انهيار. ويعلم شركاء الحب الناضجين أنهم لا يستطيعون الحصول على كل شيء بطريقتهم ، وهم قادرون على إرجاء الأمور حتى تسنح الظروف حين الضرورة.
ويسمح المحبون الناضجون لبعضهم البعض بالحرية للسعي نحو مصالحهم الفردية وأصدقائهم دون قيود. ويحدث ذلك حين تفرض الثقة نفسها. ويسمح الحب الناضج بهذا المستوى من الحرية الشخصية من أجل التقريب المحبين نحو بعضهم البعض. وتفهم الحرية الشخصية في هذا السيناريو على أنها رابطة وليس إسفين حيث أنها تشجع الشركاء في الحب على تمجيد تميزهم وأهميتهم الشخصية.
ونستطيع التحقق بأن الحب الناضج يعادل محبة الشخص لنفسه كما هو عليه وبالمثل محبة الشخص الآخر كما هو عليه أيضا. وعند هذه النقطة يصل الحب درجة النضج. ويعتبر النضج القدرة على الإخلاص في القيام بالمسؤوليات التي تترتب على الحب الناضج، ويعني ذلك احترام الشخص لكلمته وأنها تعني شيئا.
أما الأشخاص الذين لا يحترمون كلمتهم فهم أولئك الذين لا يمكن الاعتماد عليهم والذين يخلفون وعودهم ويلتمسون الأعذار بدل القيام بواجباتهم. وهم الأشخاص الذين يأتون دائما متأخرين على مواعيدهم وهم المشوشون وغير المنظمين . وتتسم حياة هؤلاء بالفوضى وعدم إكمال العمل وعدم الإيفاء والالتزام بالعلاقات.
أما الحب الناضج فيوفر لنا الفرص الكبيرة لاسترجاع التماسك وسد الفراغ وليس ذلك بسبب أن الشركاء سيملأون الفراغ بل لأنه يصبح باستطاعتنا اغتنام علاقة الحب لتغذية أنفسنا مع درجة أعلى من النضج.
يمثل النضج القدرة على اتخاذ القرار والوقوف إلى جانبه. ويمضي الأشخاص غير الناضجين حياتهم يستكشفون الاحتمالات التي لا نهاية لها وبعد ذلك يفعلون شيئا .
العمل يتطلب الشجاعة ولا نضج دون شجاعة. كذلك فإن النضج هو القدرة على تسخير القدرات والطاقات الشخصية للعمل أكثر مما هو متوقع في العلاقات. فالشخص الناضج يرفض الحلول الوسط حيث أنه طموحاته عالية ولا يقبل بأي شيء من الدرجة الدنيا.

ولــــd
08-12-2005, 02:26 AM
صبر الشريك على الابتلاء وسيلة للسعادة

ضاق إبليس بصبر النبي أيوب عليه السلام, مع كثرة ما ابتلي به, ولم ينجح في جعله يشتكي, وينصرف عن عبادة ربه وشكره.
وانطلق إلى زوجته, وتمثل لها رجلاً, وأخذ يذكرها بما كان لزوجها في صدر شبابه وغضاضة إهابه من صحة وعافية.
فأعادت لها الذكرى الأشجان, وأثارت فيها كوامن الأحزان . ثم أخذ يدركها الضجر, وينساب إلى قلبها اليأس.
ذهبت إلى زوجها وقالت: حتى متى يعذبك ربك ؟ أين المال ؟ أين العيال ؟ أين الصديق ؟ أين الشباب؟ أين العز؟
فقال لها: لقد سول لك الشيطان أمراً ! أتراك تبكين على عز فات وولد مات ؟
فقالت: فهلا دعوت الله أن يكشف حزنك ويزيح بلواك ؟
قال: فكم لبثت في الرخاء ؟
قالت: ثمانين سنة.
قال: فكم لبثت في البلاء ؟
قالت: سبع سنين.
قال: أستحي أن أطلب من الله رفع بلائي. ولكن يخيل إلي أن إيمانك بدأ يضعف, ولئن برئت وأتتني القوة لأضربنك مئة سوط, وحرام علي بعد اليوم أن آكل طعامك, أو أكلفك أمراً أو عناء.
فابتعدي عني واغربي عن وجهي حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا.
نتائج الصبر
ثم أذن الله سبحانه بشفاء أيوب عليه السلام فأوحى إليه (( اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب )) : نبع بارد يرد لك صحتك وقوتك. فما أن شرب واغتسل حتى اندملت قروحه, وبرئت جروحه, وصح جسمه, وصلح بدنه, وعاد كهيئته قبل البلاء في الحسن والجمال والصحة.
وعادت زوجته إلى رشدها, وأحست بذنبها ( قبل أن تعلم بما كشفه الله عنه من البلاء ) فندمت على ما قصرت نحوه, وهي التي شاركته في نعمائه, فرجعت إليه تعاوده إصلاح شأنه والقيام بأمره, لكنها رأت عجباً, رأت شاباً مكتمل الشباب, غض الإهاب, وافر المنة والقوة, فأنكرته بادئ الأمر. وحين عرفته اندفعت إليه تعانقه, وحمدت الله على ما رد له من الصحة والعافية.
لكن أيوب عليه السلام كان قد أقسم أن يضربها مئة جلدة, فأوحى الله إليه أن يأخذ حزمة من أعواد القش عددها مئة, وأن يضرب بها زوجته ضربة واحدة رخصة له في يمينه ووفاء بها, ورحمة بهذه المخلصة المؤمنة التي احتملت معه مرضه وما ابتلي به.. وذلك قوله تعالى ( وخذ بيدك ضغثاً فاضرب به ولا تحنث, إنا وجدناه صابراً, نعم العبد, إنه أواب ).
وجزاه الله على صبره خير جزاء , فرد إليه ماله, ورزقه ولداً أضعاف ولده. قال تعالى: ( ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة منا وذكرى لأولي الألباب ).
هذه الوقائع والأحداث التي حدثت لسيدنا أيوب وزوجته عليهما السلام, جاء بها القرآن الكريم ضمن العديد من القصص والوقائع لتكون درساً وعبرة لجميع المسلمين في كل زمان ومكان, وليستنيروا بما حدث للأولين في مسيرة حياتهم الدنيوية.. وهنا علينا أن نقتبس من هذه القصة ما جسدته من صبر واحتساب, وما أكد عليه سيدنا أيوب رغم ما سول الشيطان لزوجته ومن هذه الدروس:
الدروس المستفادة
1- الإعاقة نوع من أنواع البلاء, فمن صبر عليه, ورضي به, كتب له الأجر إن شاء الله تعالى, ومن صبر مع زوجه المعاق, سواء أكان الرجل أم المرأة. فإنه يشاركه في الأجر, ويكون له نصيب طيب منه يقدره الله بحكمته ورحمته.
2- الإعاقة ليست اختياراً, أي إن الشخص المصاب لم يختر بإرادته أن يكون معاقاً وبذلك يتخلى عنه صاحبه ويتركه.. ومن ثم فإن تخلي أحد الزوجين عن صاحبه المعاق يزيد في ألمه وحزنه.
3- ليسأل المعافى من الزوجين نفسه: أما كان يمكن أن أكون أنا المبتلى بهذه الإعاقة ؟ أفكنت أرضى أن يتركني زوجي ؟
4- إن كان الإصابة بالإعاقة قبل الزواج فقد علم بها الزوج الآخر مسبقاً, ورضى بها, وليس من حسن العشرة والوفاء والكرم.. أن يجعلها سبباً للانفصال.
5- إن كان الإصابة بالإعاقة بعد الزواج فكذلك ليس من حسن العشرة والوفاء أن يرضى أحدهما بصاحبه معافى.. ثم يتخلى عنه ويتركه وقد ابتلي بهذا البلاء..
6- كل عذاب ينتج عن أي بلاء لا تتجاوز نسبته واحداً إلى مليارات من عذاب جهنم وهولها, وكل لذة تنتج عن أي رخاء لا تتجاوز نسبتها واحداً إلى مليارات من لذائذ الجنة ونعيمها, ومن ثم فإن الإعاقة والصبر عليها, لا تشكل شيئاً بالمقارنة بما في الآخرة من عذاب أو نعيم.
7- لقد رأينا في قصة أيوب عليه السلام كيف ندمت زوجته, ولا شك في أن كل زوج وزوجة يتخلى عن صاحبه المبتلى لابد أن يندم.
8- علينا أن نتذكر أن الإعاقة ليست في الجسد وحده, فكم من أزواج وزوجات معاقين في تفكيرهم, أو تعبيرهم, أو عواطفهم, أو ضمائرهم.. وقد تكون إعاقات هؤلاء أقسى وأشد من الإعاقات الجسدية .

ولــــd
08-12-2005, 02:29 AM
الجنس .. بين الرحمة وسوء السبيل

* د. محمود كلزاري

تُعد الغريزة الجنسية من أقوى الغرائز التي أودعها الله تعالى في الإنسان، وبالطبع لا تختص هذه الغريزة بالإنسان وحده، بل كل من الذكر والأنثى في الحيوانات إذا ما وصل إلى مرحلة الرشد والبلوغ وكان يتمتع ببنية سليمة، تتوفر لديه الرغبة في الجنس.
بيد أن هذه الغريزة تتباين بين الإنسان والحيوان في النواحي التالية:
أولاً: يتصف السلوك النسبي لدى معظم الحيوانات، خصوصاً الثدييات، بأنه سلوك فصلي. أي أنه يظهر في فترة، ومن ثم يزول بعد مدة قصيرة إلى حد ما، وتختلف فترة المرحلة الفصلية باختلاف الثدييات. فبعضها تمر فيها مرة في السنة، وبعضها الآخر مرتين في السنة (الربيع والخريف). وتستغرق كل مرحلة نحو أسبوعين على أبعد تقدير.
تظهر المراحل الفصلية وتضمحل في الأناث بشكل خاص. أما الذكور فبإمكانها أن تحتفظ بنشاطها الجنسي بشكل دائم.
بيد أن النشاط الجنسي للإنسان لا يوقف، فعلى مدار السنة، وطوال فترة الدورة الشهرية لدى النساء، ونظراً لجهل النساء بفترة نشاط المبيضين، لا تظهر تغييرات محسوسة في القدرة الجنسية لدى المرأة والرجل.
ثانياً: إن فترة المقاربة الجنسية للإنسان أطول مما لدى الحيوانات المتطورة.
ثالثاً: تقترن العلاقة الجنسية لدى الإنسان، سواء المرأة والرجل، بلذة قلما توجد في الأعمال الفسيولوجية الأخرى. فالاقتران الزوجي لدى الحيوانات، خصوصاً بالنسبة إلى الأنثى، يكون غالباً بدافع التخلص من معاناة ما، معاناة ناتجة عن عدم الإقدام على مثل هذا الفعل. بيد أن هذه العلاقة لدى الإنسان وليدة الإثارة. وكما نعلم أن هذه الإثارة عبارة عن استنفار كل شيء لأداء سلسلة من الاستجابات الهادفة.
إن الدافعة الجنسية لدى الإنسان، تستهدف في الأصل بقاء النوع، بيد أن مثل هذا العمل يؤدي مقروناً باندفاع كبير ولذة جامحة.
ونتيجة لهذه الخصوصيات الفريدة، شغلت الغريزة الجنسية الإنسان أكثر من أي شيء آخر طوال وجوده على سطح الأرض، وتجلت في مختلف أبعاد حياته.
يقول الإمام محمد الغالي في إحياء العلوم: ((تعتبر اللذة الجنسية أقوى اللذائذ الجسدية. ولهذا فإذا لم يتم التحكم بهذه الشهوة الجنسية جيداً ولم تتم الاستفادة منها بنحو معتدل فسوف تقود إلى ضياع الدين والدنيا)).
ويضيف: وقد قيل إن قول الله عزوجل في سورة البقرة: (ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به).
وترى الأديان التوحيدية، لا سيما الإسلام إن الزواج هو الطريق الأمثل والأصيل لإشباع هذه الغريزة الجامحة. بل إن الحكمة التي تقف وراء هذا الاندفاع الجامع للإنسان نحو الجنس الآخر، تكمن في اقتران الرجل بالمرأة وتشكيل الأسرة.
يذكر العلامة الطباطبائي صاحب تفسير الميزان القيم، بهذا الشأن:
من المشهود أن في كل من الزوجين من الإنسان، أعني الذكر والأنثى إذا أدرك وصحت بنيته ميلاً غريزياً إلى الآخر. وليس ذلك مما يختص بالإنسان، بل ما نجده من عامة الحيوان أيضاً على هذه الغريزة الطبيعية.
وقد جُهز، بحسب الأعضاء والقوى، بما يدعوه إلى هذا الاقتراب والتمايل والتأمل في نوع تجهيز الصنفين، لا يدع ريباً في أن هذه الشهوة الطبيعية وسيلة تكوينية إلى التوالد والتناسل الذي هو ذريعة إلى بقاء النوع، وقد جهز بأمور أخرى متممة لهذه البغية الطبيعية، كحب الولد وتجهيز الأنثى من الحيوان ذي الثدي باللبن لتغذي طفلها حتى يستطيع التقام الغذاء الخشن ومضغه وهضمه، فكل ذلك تسخير إلهي يتوسل به إلى بقاء النوع.
ولذلك أيضاً لم يزالوا على مر القرون والأجيال يمدحون النكاح ويعدونه سنة حسنة ممدوحة، ويستقبحون الزنا، ويستشنعونه في الجملة، ويعدونه إثماً اجتماعياً وفاحشة، أي فعلاً شنيعاً لا يجهر به، وإن كان ربما وجد بين بعض الأقوام الهمجية في بعض الأحيان وعلى شرائط خاصة بين الحرائر والشبان أو بين الفتيات من الجواري على ما ذكر في تواريخ الأمم والأقوام.
وإنما استفحشوه وأنكروه لما يستتبعه من فساد الأنساب وقطع النسل وظهور الأمراض التناسلية ودعوته إلى كثير من الجنايات الاجتماعية من قتل وجرح وسرقة وخيانة وغير ذلك وذهاب العفة والحياء والغيرة والمودة والرحمة.
وإنا لا نشك أن جميع الأحكام المشرعة تتبع مصالح وملاكات حقيقية، وحكم النكاح، الذي هو أيضاً أحدها، يتبع في تشريعه مصلحة واقعية وملاكاً حقيقياً، وهو التوالد والتناسل، ونعلم أن نظام الصنع والايجاد أراد من النوع الإنسان البقاء النوعي ببقاء أجزاء منه فيربيه ويكونه إنساناً جديداً يخلف الإنسان القديم، فتمتد به سلسلة النوع من غير انقطاع، واحتيل إلى تسخير هذا الجهاز للعمل والإنتاج بإيداع القوة الشهوانية التي يحن بها أحد القبيلين ـ الذكر والأنثى ـ من الأفراد إلى الآخر.
فالتجهيز التكويني يدعو الإنسان إلى الزواج طلباً للنسل من طريق الشهوة والعقل المودوع فيه، يضيف إلى ذلك التحرز وحفظ النفس الفحشاء المفسد لسعادة العيش، الهادم لأساس البيوت، القطّاع للنسل.
نستنتج من هذا البحث ما يلي:
1 ـ أن الله تعالى جعل الغريزة الجنسية لدى المرأة والرجل بنحو قوي وتام، ليندفع بعضهم إلى البعض الآخر.
2 ـ ندرك من خلال دقة التركيبة الطبيعية للإنسان، خصوصاً التركيبة الجسدية للمرأة، والقدرة على حمل الطفل في الرحم وجهاز الرضاعة، وشدة تعلقها بوليدها. وكذلك غيرة الرجل تجاه الذود عن عرضه وناموسه، ندرك من ذلك كله إن الشهوة الغريزية هي بمثابة مقدمة لزواج المرأة والرجل وتشكيل الأسرة.
3 ـ أن قدم الأسرة بقدم الإنسان على سطح الكرة الأرضية. فلا يدلنا التاريخ على أن أناساً كانوا يعيشون في وقت ما إلى جوار بعض بدون أزواج.
4 ـ تتم داخل الأسرة، التي تتشكل بوحي من هذه الحكمة الإلهية، تلبية احتياجات الإنسان الأساسية بما فيها حاجته الجنسية بنحو جيد. وإضافة إلى المودة والرحمة بين أعضائها العفة والغيرة والكثير من السمات الإنسانية الحسنة.
5 ـ ولهذا، فإذا لم يتزوج الإنسان يكون قد سلك طريقاً غير طبيعي، ولو تزوج وامتنع عن الإنجاب، فإن عمله هذا لن يكون على مسار الحكمة الإلهية. وإذا أنجب طفلاً ولم يربه تربية صالحة، أو أودعه منذ صغره لدى المؤسسات الأخرى، يكون قد عمل خلافاً لطبيعة الإنسان وحكمة الحق تعالى.
6 ـ إن تشكيل الأسرة بدون قدرة الشهوة الجنسية التي تعد مقدمة لذلك، إما أن تكون غير عملية أو لا يكتب لها الدوام.
7 ـ إن إشباع الغريزة الجنسية عن غير طريق تشكيل الأسرة، أو خارج إطار الزواج، يقود إلى إضعاف كيان الأسرة وهو خلاف الطبيعة، ويضع الإنسان والمجتمع الإنساني أمام أزمات حقيقية. وفي هذه الحالة يفتقد إشباع الشهوة الجنسية إلى العواطف الإنسانية الصادقة، ومثل هذا يقود إلى ابتلاء الفرد بمشكلات نفسية وأخلاقية.
8 ـ وهنا نجد الله تعالى يعتبر الأسرة آية من آياته إذ يقول عزوجل:
(ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها، وجعل بينكم مودة ورحمة، إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) الروم/ 21.
ويقول الرسول الأكرم (ص): ((ما بني في الإسلام بناء أحب إلى الله عزوجل وأعز من التزويج)) البحار، ج103، ص222.

ولــــd
08-12-2005, 02:37 AM
اختيار الشريك .. ومقاييس مختلفة

ظل الإنسان منذ فجر التاريخ يبحث عن قاعدة تفسر الوقوع في الحب ولا توجد حدود للآراء التي قيلت في هذا الصدد. فالبعض يقول إن الطيور على أشكالها تقع ويرى آخرون أن الأضداد تتجاذب ويميل الخبراء إلى الاعتقاد أن مثل هذه الأمثال القديمة تنطوي على بعض الحقيقة.
ويقول خبير الطب النفسي توماس كورنبيشلر من برلين، إن تفهم كل شخص لرغباته الخاصة هو شرط مسبق لقيام علاقة سعيدة مضيفا "أننا جميعا نشعر باحتياج أساسي للحنان والعلاقة الحميمة".
وتأتي في المرتبة الثانية الاحتياجات التي تتباين من شخص إلى آخر فالبعض يحتاجون، حسب وكالة الأنباء الألمانية، للشعور بالأمن مثل النساء اللاتي يبحثن عن رجال لديهم أرصدة بنكية كبيرة.
ويريد البعض أن يكونوا على اتفاق في الرأي مع شركاء حياتهم في شتى مجالات الحياة سواء في السياسة أو الأخلاق أو المجتمع.
ويشير مانفريد هاسبروك وهو أستاذ في طب النفس بجامعة فوبرتال إلى أن الأساس الأول للاختيار يعتمد على المظهر الخارجي.
ويقول "نحن نقرر في جزء من الثانية ما إذا كنا نحب شخصا ما أو لا والمظهر الخارجي يدفعنا للوصول إلى رأي بشأن طبيعة الشريك المحتمل".
وهو يعتقد أننا ننسب صفات إيجابية إلى الأشخاص الذين ننجذب نحوهم حسيا أكثر من الأشخاص الذين لا يروق لنا مظهرهم.
هذا ومن جانب آخر، وحول الحب بشكل عام، هناك أوجه شبه قوية بين الحب والطاقة. وفي الحقيقة فإن الحب شكل من أشكال الطاقة الروحية التي يمكن توليدها واستقبالها بأشكال عقلية، جسدية أو عاطفية.
ومثل الطاقة، يمكن أن يأتي الحب من عدة مصادر ويمكن استخدامه بوسائل شتى. فعلى سبيل المثال، يمكنك توليد الطاقة الحركية أثناء تحركها. أما الأضواء العلوية فتستخدم الطاقة الكهربائية لإنتاج طاقة إشعاعية حين تضيء .
أما بالنسبة للزنبرك المضغوط فإنه يختزن الطاقة وهناك طاقة حتى في مكيف أو مدفأة سيارتك. ويمكن استخدام طاقة السيارة بطرق إيجابية كنقل صديق إلى المطار أو بطريقة سلبية مثل الاصطدام بحائط منزل .
ويمكن لسيارتك حتى إعطاء واستلام الطاقة من سيارة أخرى. والطاقة تعني أشياء كثيرة استنادا إلى عدة أشياء مختلفة وكيفية استخدامها .
قيمة الحب
يعتبر الحب أكثر الأشياء أهمية في العالم. ونحن جميعنا نحتاج إلى الحب كما يحتاج السمك للماء، والحياة بدون حب لا تساوي شيئا. فبالحب نستطيع الوصول إلى أبعد ما يمكن تصديقه.
أما الحياة الخالية من الحب فإنها تذبل وتموت مؤلمة ومعزولة. والحب جوهر الوجود وهو الطاقة التي تدعمنا. وكل شخص في الحياة له رغبة متجذرة في أن يحب الآخرين ويكون محبوبا من قبلهم.
أشكال الحب المختلفة
يدرك الناس في كثير من الأحيان الحب في شكله العاطفي فقط. ويمكن أن نسمع الناس يقولون أشياء على التلفزيون مثل، "لم أعد أحبك" حين يعبروا عن أحاسيسهم العاطفية. ولكن الحب أكثر مما نشعر بكثير.
فالحب شكل روحي من أشكال الطاقة التي يمكن أن تعطى أو يتلقاها الناس بأشكال جسدية، عاطفية، أو عقلية.
ويبدأ الحب عادة في أفكارنا ومن ثم ينتشر إلى العالم الجسدي من خلال أفعالنا وصولا إلى إنتاج المشاعر العاطفية.
فإذا كنت تود تجربة هذه المشاعر العاطفية القوية للحب، فإن من الضروري التفكير بالحب، والقيام بأعمال تتعلق به. فإذا فكرت بالغضب أو الحقد، فليس هناك من سبيل لك لتشعر بالحب أو القيام بأفعال تتعلق به.
والحب هو هدية روحية وهبها الله لنا حيث تبدأ في الدماغ وتشق طريقها حتى تصل إلى التعبير الجسدي عنها. ولكن المشاعر العاطفية التي نسميها الحب لها علاقة ضئيلة بالحب الحقيقي.
الأشكال السليمة وغير السليمة في الحب
الحب كما أسلفنا طاقة يمكن استخدامها بطريقة إيجابية وسليمة أو طريقة سلبية وغير سليمة.
وهناك الحب غير المشروط وهو المتعلق بالقبول، الدعم والصفح.
وهناك الحب العنيف، الذي يعتمد على الصرامة، التسلط، والامتثال. فإذا كان أحد أولادك مدمنا على المخدرات، يمكن لك أن تحبه دون شروط وتقبل سلوكه المدمر آملا أن لا يتناول جرعة زائدة قد تؤدي إلى وفاته أو يمكنك استخدام الحب القاسي وتضعه في مستشفى لإعادة التأهيل في محاولة لإنقاذ حياته. ويمكن للحب القاسي جدا أن يكون شيئا غير سليم، تماما كما أن الإفراط في الحب غير المشروط يمكن أن يكون غير سليم.
الحب الحقيقي
إن الله هو ملهمنا للحب الحقيقي. ففي بعض الأحيان يعلمنا استخدام الحب القاسي عند الضرورة. والحب الحقيقي يعزز الخير داخل الإنسان. فهو يحفظه، يرفعه يقويه ويبني على الإيجابيات بينما يقلل من السلبيات ويحفظ صاحبه منها.
أجزاء الحب الثلاثة
يتألف الحب من ثلاثة أنواع هي الروحي غير المشروط، الأخوي والرومانسي المتعلق بالعاطفة. وهناك طريقة أخرى لفحص هذه الأنواع الثلاثة وبدورنا نميز هذه الأنواع المختلفة من الحب بمقادير مختلفة ومراحل مختلفة من علاقاتنا.
وفي كثير من الأحيان وخاصة عند بدء العلاقات، نشعر بالانجذاب نحو شركائنا بكثير من الحب العاطفي ومع مرور الزمن يتطور الحب إلى شكل أعمق مشكلا الحب الأخوي ومن ثم الروحاني.
الأشكال الزائفة من الحب
إن الحب ليس مرحلة افتتان أو ممارسة جنسية . ففي كثير من الأحيان نشعر بكثير من المشاعر العاطفية القوية والإيجابية أثناء التعارف. وتسمى هذه المرحلة مرحلة العشق حيث تخبو ببطء مع مرور الوقت على العلاقة الجديدة. وتعتبر هذه المرحلة بمثابة دعوة إلى تطوير علاقة أعمق مع ذلك الشخص وزيادة القابلية للنوعين الآخرين من الحب.
وتعتبر هذه المرحلة أيضا بمثابة الجزرة بالنسبة لنا لارشادنا بشأن الممكن حين نعمق الأشكال الأخوية وغير المشروطة في الحب. ويعتقد بعض الناس أن مرحلة التيم يجب أن تبقى إلى الأبد، وينتقلون من علاقة إلى أخرى يلهثون وراء عواطفهم على أمل العثور على الشريك المناسب.
ولسوء الحظ، لن يحدث ذلك لان مرحلة الافتتان تؤثر على كيمياء الدماغ وتصبح نوعا من القلق. وبدورها فإن أجسامنا لا تستطيع تحمل تلك الحالة الكيميائية مدة طويلة حيث تقوم في نهاية المطاف بالخبو وينتهي شهر العسل.
وإذا لم تتطور الأشكال الأخوية والروحانية من الحب، فإن العديد من الناس ينتقلون بكل بساطة إلى علاقة أخرى. وبعد مطاردة سعيا وراء الغرام مدتها طوال الحياة، من الممكن للشخص أن ينتهي معزولا ووحيدا.
وينطبق الشيء عينه على الممارسة الجنسية حيث أن ذلك يربط بين شخصين بشكل حميم. ولكن المشاعر الحميمة بعد العملية لها علاقة ضئيلة بشكلي الحب الآخرين.
قبول الحب
في كثير من الأحيان نعطي الحب لشريكنا بنفس الطريقة التي نود أن يبادلنا إياها. ولكن حب الشخص بهذه الطريقة يمكن أن لا يكون الأفضل. فإذا فشلت هدية الحب في تعزيز الخير لدى الشخص الآخر، فقد لا يتمكن الشريكان من حبهما ولذا يقومان برفضه.
وفي أحيان أخرى يمكن أن نتوقع الحب من قبل شركائنا بنفس الطريقة التي أحبنا فيها آباؤنا. فعلى سبيل المثال، إذا جعلك أبواك تحب شراء الأشياء، يمكن لك أن تقوم بفعل الأشياء على هيئة هدايا، مجوهرات، ملابس وألعاب غالية الثمن.
ويمكن أن يكون شريكك محبا جدا، داعما، عاطفيا، متفهما، ومحيطا لك بعنايته وربما تتغاضى عن نواياه المحببة إذا لم يأخذك إلى السوق.

ولــــd
08-12-2005, 02:40 AM
كيف نعمل على توفير عنصرا الحميمية والدفء ؟

إن اكبر عقبة تحول دون تحقيق ذلك هي الوقت وعدم توفر الأساليب لتحقيق ذلك، حيث يضيف الخبراء أننا بحاجة لتخصيص وقت اكبر من برنامج حياتنا لكي نحصل على وقت حميم و دافئ لقضائه مع الشريك.
العقبة الأخرى قد تكون الخوف، أي أننا نخشى التعبير عن مشاعرنا و أن نظهر للشريك مدى ضعفنا كأشخاص و أننا مهما بدونا متماسكين فإن لكل منا نقاط ضعفه.
وعندما نقوم بإخراج مكنونات أنفسنا أمام الشخص المقابل، فإننا نكون عرضه للاستهزاء أو إصدار الأحكام علينا أو حتى أن نتعرض للرفض، الأمر الذي يشعرنا بالخوف من الإقدام على تلك الخطوة في الأساس.
والغريب أننا قد نفضل تناول مواضيع حساسة مع أناس قد نصادفهم لأول مرة على أن ندير هذا الحوار مع اقرب الأشخاص إلينا. مثل أن تتحدث مع شخص أثناء رحلة بالطائرة فتقوم بالتحدث معه بحرية تامة وذلك لأنك تعرف انك لن تراه مره أخرى.
ومن أحد اكثر الأخطاء شيوعاً حول الحميميه هو انك لا يمكن أن تقضي أوقات حميمة إلا مع الزوج أو الزوجة، في الوقت الذي يؤكد العلماء أن نظرة الرجل والمرأة إلى الوقت الحميم قد تكون مختلفة تماماً.
فمثلاً من وجهه نظر الرجل قد يكون الوقت الحميم هو الجلوس بالمنزل و مشاهده مباراة في كره القدم بينما يكون بالنسبة للزوجة هو الخروج للتسوق. لذلك لا يجب أن تعتمد على الشريك كلياً في توفير هذه الأوقات، بل يجب أن تعتمد على أصدقائك أيضاً حتى لا تعرض العلاقة الزوجية إلى ضغوط جديدة.
ومن المفاهيم الأخرى الخاطئة أن الحميميه هي أمر نسائي بحت وليس للرجال أي علاقة بالموضوع. إلا أن علماء النفس يشيرون إلى أن الحميمية هي عنصر بشري بغض النظر عن الجنس إلا أن المجتمع لا زال يستنكر ذلك على الرجال.
ونخلص إلى القول أن الحميميه تبدأ من نفسك ومن ثم تخرج إلى الخارج لتتمثل في معاملتك مع شريكك لذا من الضروري أن يكون الإنسان صادق مع نفسه حتى يكون قادراً على أن يكون صادقاً و ودياً مع الآخرين.

ولــــd
08-12-2005, 02:42 AM
الخوف من فقدان الحب وأعراضه

يعود هذا الخوف عند الإنسان إلى العصر الحجري عندما كان الرجال يسلبون النساء من الآخرين بالقوة، وبقيت هذه العادة عند الإنسان ولكنها تنفذ بأساليب مختلفة. فبدلاً من استعمال القوة تستعمل أساليب الإقناع والوعد والترغيب بالثياب أو السيارات أو أي ((طُعم)) آخر أو إغواء، وهي أساليب أكثر تأثيراً من القوة. وهكذا نجد أن عادات الرجل أو الإنسان بشكل عام مماثلة لما كانت عليه أيام سيدنا آدم.
وأظهرت الأبحاث أن النساء أكثر قابلية لهذا الخوف من الرجال، وتفسير هذا واضح إذ تعلمت النساء من خلال خبراتهن أن الرجال يحبون تعدد النساء في حياتهم وأنه لا يمكن الوثوق بهم عند حصول المنافسة مع نساء أخريات.
ـ عوارض الخوف من فقدان الحب:
العوارض المميزة لهذا الخوف هي:
الغيرة: هي الشك والاشتباه بالأصدقاء وبالأشخاص الذين هم موضوع الحب، أي المحبوب والحبيبة، دون أي أساس أو برهان معقول، وعادة اتهام الزوج أو الزوجة بعدم الوفاء دون أساس، والشك العام بكل شخص وعدم الإيمان بإخلاص أي شخص.
التركيز على عيوب الآخرين: وينعكس في عادة البحث عن العيوب عند الأصدقاء والأقرباء وشركاء العمل والمحبوب أو الحبيبة عند أقل إثارة أو دون أي سبب.
المقامرة: وتشمل السرقة والفشل ولعب القمار والمجازفة لتوفير المال للحبيب استناداً إلى الظن بأنه يمكن شراء ذلك الحبيب. وكذلك عادة إنفاق المال والتبذير أكثر من المدخول أو الوسائل المتاحة للعيش وبالتالي الوقوع في الدين لتوفير الهدايا للحبيب بهدف الظهور بمظهر جيد أمامه.
وتشمل العوارض الأخرى الأرق والتوتر العصبي وعدم المثابرة وضعف الإرادة عدم القدرة على ضبط النفس والاعتماد على الذات والطباع السيئة وسرعة الغضب .

ولــــd
08-12-2005, 02:44 AM
اختلاف الطاقة العقلية في الجنسين

* د. أوجيست فوريل

يرجع الخلاف بين نفسية الرجل ونفسية المرأة إلى التأثير الذي يحدثه اختلاف دوريهما في الحياة التناسلية على نصفي كرة المخ. بحيث يصبح لكل منهما ((عقلية تناسلية)) خاصة تميزه عن الآخر.
واستناداً على القواعد العامة التي يقررها علم النفس نستطيع أن نزعم أن الرجل يفوق المرأة ـ من الوجهة الذهنية المحضة ـ في خياله المبتكر وفي قدرته على التوفيق والاكتشاف وفي عقله النافذ. وقد بقي تعليل هذا التفوق الظاهر زمناً طويلاً راجعاً إلى أن المرأة لم تعط الفرصة الكافية لقياس ذكائها أمام الرجل ولكن هذه الحجة سقطت من تلقاء نفسها بعد أن اتجهت نهضة المرأة الحديثة إلى تحريرها. ويمكننا أن نلمس هذا التفوق أيضاً في الابتكار الفني فقد اشتركت المرأة على مرّ العصور في كل الأعمال الفنية التي قام بها الرجل. وإذا كان بعض الناس ينادون بأن أجيالاً قليلة من النشاط كفيلة بأن ترفع المستوى الذهني للمرأة فهؤلاء يخلطون بين نتائج التعليم ونتائج الوراثة ونشوء الجنس. فالتعليم أمر شخصي محض وهو لا يحتاج إلا إلى جيل واحد كي يؤتي ثماره. أما التأثيرات الموروثة فأعمق مدى من ذلك ولا يمكن لجيلين أو لثلاثة أجيال أن تنال منها بالتغيير أو التعديل. ولا ريب في أن القوى العقلية للمرأة سوف تسمو وتنتعش في حدودها الطبيعية بمجرد أن يتيح لها المجتمع أ تسير مع الرجل جنباً إلى جنب وبمجرد أن يساويها به. أما ما ليس موجوداً في الذاكرة الوراثية للنوع أو بعبارة أخرى ما ليس موجوداً في القوى التي تحملها النطفة لآلاف السنين أو ملايينها فلا يمكن أن يخلق في أجيال محدودة. وللصفات النوعية وما تتبعها من الصفات التناسلية الموروثة وبين النتائج الفردية للتعليم لأن هذه الأخيرة يمكن أن تكتسب بالتعود ولا يمكن أن تورث إلا بعد بضع مئات من الأجيال.
ومن جهة أخرى تتساوى المرأة مع الرجل في الإدراك والفهم وفي القدرة على النقل والتقليد والمحاكاة ولكنها أكثر منه ثباتاً واستقراراً. وقد أتيح لي أن أشاهد هذه الظواهر أثناء عملي بجامعات زوريخ ويؤيد الانتاج الفني هذه الملاحظة فإن المرأة توازي الرجل في النقل والتقليد ويلاحظ الفيلسوف ((استيور ميل)) أن للمرأة بديهة تعمل بالاشتراك مع قوة ملاحظتها الشخصية على أن تكشف لها عن حقائق عامة في سرعة ووضوح وتساعدها على تطبيقها في بعض الحالات الخاصة دون العناية بالنظريات ويمكننا أن نطلق على ذلك اسم التقدير البديهي أو الباطني للمرأة.

ولــــd
08-12-2005, 02:46 AM
في الحياة العاطفية .. أيهما يفوق الآخر؟

* د. أوجيست فوريل

في ميدان العاطفة فإن الجنسين يختلفان اختلافاً كبيراً. ولكننا لا نستطيع أن نقرر أيهما يفوق الآخر. فلكل منهما عواطفه الخاصة ولإيضاح ذلك نقول إن عواطف الرجل أكثر خشونة وأقل ثباتاً وقد تصبح أكثر سمواً إذا ارتبطت بعمله الذهني. أما عواطف المرأة فأكثر رقة وثباتاً وأدق اتصالاً بالناحية الأدبية والخلقية وإن كانت في بعض الأحيان تتجه إلى أغراض تافهة أو دنيئة.
وإذا وازن الرجل نفسه بالمرأة فإنه كثيراً ما ينسب نفسه ـ دون قصد منه ـ إلى أسمى الصفات من جنسه وإلى العباقرة في العلوم والفنون. فالرجل والمرأة يتمم أحدهما الآخر في الحياة العاطفية. ويجب أن يتجه هذا الأثير المتبادل نحو توثيق العواطف في حياة تناسلية سعيدة.
أما من جهة قوة الارادة فأنا أعتقد أن المرأة تفوق فيها الرجل. وإلى تفوقها في هذا الميدان النفسي نستطيع أن نعزو معظم انتصاراتها في حياتها. وقد أسيء فهم هذه الحقيقة لأن الإنسانية قد حكمت برجال ذوي إرادة قوية امتازوا باستعمالهم السيئ للقوة الغاشمة وبتفوقهم في التفنن والابتكار دون أن تتاح الفرصة للنساء ذوات الارادة القوية أن يظهرن في هذه الأثناء. ولكن الشخص المنصف البعيد عن الغرض في تقديره يدرك أن القوة المحركة في الأسرة لا ترجع إلى الأب كما يظهر لأول وهلة لأن الرجل وإن تظاهر بالقوة والسيطرة قلما ينفذ هذه القوة إذ تعوزه المثابرة والمرونة والتشبث التي هي أهم الأركان في قوة الارادة والتي هي من الصفات المميزة في المرأة والنتيجة المنطقية لهذا التوزيع في الخلق والصفات هي أن الرجل هو الذي يمد أسرته بالآراء وهو الذي يحركها ويوجهها بينما المرأة بحذقها ومثابرتها وبصيرتها تميز بين النافع والضار فتستغل الأول وتجتنب الثاني. وليس هذا دليلاً على تفوق المرأة بصفة عامة ولكنه دليل على أنها أكثر تسلطاً على نفسها أو بعبارة أخرى على أنها أقوى إرادة.
وبديهي أنني في هذه الحقائق أعني الغالبية من النساء لأني أعلم أن بينهن ضعيفات الإرادة، ولعل هذا أن يكون أحد الأسباب التي عملت على نمو قوة الارادة في المرأة بواسطة الانتخاب.
وليس هناك ما هو أبعد عن الانصاف والعدل ولا أقرب إلى التحيز والخطأ من أن نحقر أحد الجنسين بالنسبة إلى الآخر فلكل منهما مساوئه ومحاسنه وكل منهما يتمم الآخر ولا يستطيع الحياة دونه. وكل ما يعمل على إفادة أحدهما يفيد الآخر أيضاً حتى ولو فرضنا فرضاً جدلياً أن كلاً منهما استطاع أن يتناسل بمفرده لكان هذا إيذاناً بانحلال الإنسانية وزوال الجنس البشري.
ولسنا في حاجة هنا لأن نذكر كل المميزات النفسية للمرأة المتعلقة بوظيفتها كأم ولا المميزات النفسية للرجل المتعلقة بوظيفته كائل وحام لأسرته. كما إننا لسنا في حاجة إلى ذكر كل وجوه الخلاف الأخرى القليلة الأهمية والتي تنشأ أما من المميزات السالفة الذكر أو من الخلافات التناسلية مباشرة.

ولــــd
08-12-2005, 03:04 AM
سيادة المرأة في الحب

* د. أوجيست فوريل

يؤثر شعور المرأة بأنها في حاجة إلى حماية زوجها ـ ولا نقول سيادته ـ على العواطف المشعة من الحب فيها تأثيراً كبيراً. ولا يمكن للمرأة أن تعرف السعادة إلا إذا شعرت باحترام زوجها وإلا إذا عاملته بشيء من التمجيد والإكرام ويجب أيضاً أن ترى فيه مثلها الأعلى في ناحية من النواحي أما في القوة البدنية أو في الشجاعة أو في التضحية وإنكار الذات أو في القوة البدنية أو في الشجاعة أو في التضحية وإنكار الذات أو في التفوق الذهني أو في صفة طيبة أخرى. وإلا فإنه سرعان ما يسقط تحت حكمها وسيطرتها أو يفصل بينهما شعور من النفور والبرود وعدم الاكتراث ما لم يصب الزوج بسوء أو مرض يثير عطفها ويجعل منها ممرضة تقوم على تمريضه والعناية به.
ولا يمكن أن تؤدي سيادة المرأة إلى السعادة المنزلية لأن في ذلك مخالفة للحالة الطبيعية التي تقضي بأن يسود الرجل المرأة بعقله وذكائه وإرادته لتسوده هي بقلبها وعاطفتها. وقد تشبع سيادة المرأة على الرجل عاطفة الغرور في نفسها ولكنها لا يمكن أن ترضي قلبها.
ولا تجد المرأة في مثل هذه الزيجات ـ الحب الذي كانت تنشده في خيالها. فإذا كان من ذوات الخلق الضعيف فإنها تبحث عنه لعلها تجده عند رجل آخر. وأما إذا كانت من ذوات الخلق القوي فسرعان ما يتحول شعورها إلى ألم ومرارة. وهذا الفريق من النساء غير قليل ويجب أن يخشى بأسه لأن مثل هذا الحب كثيراً ما يستحيل إلى كراهية شديدة أو إلى شعور بالحسد والغيرة وقد لا يجد له منفساً إلا في عذاب الآخرين.
ومن الأمور الطريفة أن ندرس نفسية هذا الفريق من النساء فالواحدة منهن في الغالب لا تدرك شيئاً عن هذا الحقد الدفين الذي يملأ قلبها. ولكن المرارة المزمنة التي تشعر بها والتي تنتج من مزاج وراثي متأصل في خلقها وتثيرها العواطف المختلفة التي تمر عليها ـ تجعلها تحقد على العالم فلا ترى فيه إلا أسوأ جوانبه. وسرعان ما تعتادان تحتقر كل شيء وتحط من قدره بغير وعي وأن تعد كل شيء يمسها إهانة موجهة إليها.
وقد ذكرنا تواً أن هذا التحول الشنيع في العواطف الإنسانية لابد لحصوله من وجود مزاج خاص. وليس من الضروري أن يكون هذا المزاج موروثاً إذ يصح أن يكون مكتسباً بتأثير عوامل خارجية تحيط بالمرأة.
ومن المستحيل أن تبقى عيوب الرفيقين خافية في الحياة الزوجية زمناً طويلاً. ولكن الحب الحقيقي كفيل بالتغاضي عنها أو بإصلاحها. وهذا ميسور ما دامت الزوجة تجد في زوجها سنداً قوياً وتنظر إليه كمثل أعلى أما واجب الزوج فهو أن يبادل زوجته حباً بحب وعطفاً بعطف. فإذا سارت الأمور على هذا النمط فمن المحقق أن تتجه الحياة الزوجية نحو سعادة الأسرة وخير المجتمع.

ولــــd
08-12-2005, 03:05 AM
اثر فكرة " الحب السريع " على المجتمع الغربي

المعروف ان المجتمع العربي يمارس في مختلف طبقاته وألوانه الاجتماعية والدينية عرف الاعتماد على العائلة لاختيار شريك او شريكة الحياة لأنجالهم.ويعتمد هذا العرف في أغلب الأحيان على فلسفة أن الحب هو حصيلة الزواج، أي أن الحب ينمو ويترعرع في معترك الحياة الزوجية بما يشمل ذلك أفراحها وأتراحها.
وبما أن العائلة تشكل ركنا اساسيا في تركيب المجتمع العربي فإن مبدأ مشاركة العائلة او الاعتماد عليها في اختيار شريك الحياة يعتبر سندا لتحاشي الخطأ وسيادة حسن الاختيار.ومن المعروف ايضا ان ممارسة هذا العرف الاجتماعي في المجتمع العربي يبقى مرفوضا من قبل المجتمع الغربي وهو في الحقيقة موضوع انتقاد سلبي ومستمر في الغرب.
ويعتبر الغربيون مشاركة العائلة او الاعتماد عليها بصورة رئيسية مبدأ غير مقبول باعتباره تدخل مباشر في حق وحرية الانسان في تقرير مصيره خاصة في مجال التعبير عن مشاعره الداخلية في مثل هذه العواطف الانسانية، وفي قرار اختيار شريك او شركية الحياة.
لذلك نجد ان الشبان والشابات في المجتمع الغربي يمارسون حرياتهم الشخصية بصورة مباشرة في اختيار شركاء حياتهم في الحب والعلاقات الاجتماعية دون اللجوء بالضرورة إلى مساعي أو جهود العائلة معتمدين في ذلك على فلسفة مفادها «ان الحب هو أساس النجاح لأي علاقة عاطفية، فالحب يأتي اولا ثم يكون الزواج والسعادة حصيلة طبيعية له».
ويتعرف الشبان والشابات في الغرب على بعضهم البعض في النوادي الاجتماعية او الحفلات والملاهي والجامعات وفي مجالات العمل وغيرها من المناسبات الاجتماعية.
وأدى ارتفاع مستوى المعيشة في الغرب، ونزوع المرأة نحو المزيد من الاستقلال واعتناقها لمبدأ ضرورة منافسة الرجل في كافة مجالات العمل بما في ذلك الاستقلال المادي، إلى تقليص الفرص الاجتماعية للتعارف، وايجاد شريك الحب والحياة وبالتالي إلى خلق مشاكل اجتماعية لأجيال عديدة ظاهرتها الوحدة والعزلة واليأس وعطش في الحب والغرام.
وتشير الاحصائيات الحالية في لندن على سبيل المثال، كما يشير الى ذلك موقع (ميدل ايست)، إلى وجود مليون ونصف المليون شاب ومليون ومئتي الف شابة في بحث مستمر لإيجاد علاقة حب ناجحة قد تؤدي إلى الزواج وانشاء عائلة.
وتم معالجة خطر هذه المشاكل الاجتماعية في الغرب مؤخرا عن طريق تطور فكرة ما يسمى بـ «الحب السريع».
وتمارس فكرة «الحب السريع» في نوادي الانترنت وقد بدأت تنتشر في معظم العواصم الغربية خاصة في بريطانيا واميركا، وتختلف أهداف هذه النوادي حيث تسوق بعضها على اساس التناسق في الأعمار، في حين يسوق البعض الآخر على أساس الاهتمام بالحساسيات للأقليات الدينية او الاجتماعية.
ويتوفر في هذه النوادي الفرصة لكل شابة للتعرف على ما بين 20 إلى 30 شابا، وتقتضي قواعد هذه النوادي بان تقضي كل شابة اربع دقائق مع الشبان للتعرف عليهم بصورة سريعة ثم تقرر ايا منهم يصلح ليكون شريكا مناسبا للحب أو الزواج.
وتعتمد هذه النوادي على الشابات في اختيار موضوع الحديث وطرح الاسئلة والاستفسارات.
ولو تم تركيز الأضواء على فكرة الحب السريع بطريقة سطحية ثم مقارنة هذا العرف الغربي الحديث بالعرف العربي شرط ازالة مبدأ اصرار العائلة على حق المشاركة في الاختيار، لوجدنا ان الحب السريع هو في الحقيقة شكل مبسط من العرف العربي، حيث أن نادي الانترنت الذي لا يوفر الحد الادنى من المشاعر الانسانية من الحب والحنان والعادات والتقاليد، اصبح بديلا في خلق فرص اللقاء للحصول على الحب ثم الزواج.
ولربما في هذه المقارنة حكمة. فما ينتقده الغرب من القيم والأخلاقيات والاعراف العربية والأسس الاجتماعية لا يعني مطلقا ان القيم العربية خاطئة او غير مناسبة لمعالجة مشكلة اجتماعية بل ان مثل هذه الانتقادات السلبية قد تكون نتاجا لفراغ فكري أو غباء اجتماعي مقصود أو عفوي لهذه القيم والاخلاقيات العربية.
هذا لا يعني مطلقا في هذا المجال تأييدا لعرف تدخل العائلة العربية في اختيار شريك الحياة لأبنائها لأن مثل هذا العرف قد يناسب البعض وقد لا يناسب البعض الآخر، ولكن الهدف هو ضرب المثل خاصة في هذه الفترة التي يتعرض فيها المجتمع العربي من قبل المجتمع الغربي لانتقادات سلبية لاذعة ومستمرة أكثرها غير موضوعي وغير دقيق.

ولــــd
08-12-2005, 03:07 AM
وصفة لإعادة العلاقة الدافئة والقضاء على الروتين البارد

* سحر فؤاد أحمد

يشكو كثير من الأزواج والزوجات من تحول علاقتهما إلى روتين بارد يخلو من دفء العاطفة، ويتحسرون على أيام مضت كانت حرارة العاطفة بينهما ملتهبة..
إذا كنت تريدين استعادة علاقتك الزوجية الدافئة جربي هذه الوصفة:
من الناحية النظرية: حينما تشعرين ببرودة شديدة داخل منزلك فهناك طريقتان أساسيتان ستتبعيهما لكي تزيدي من درجة الحرارة: الطريقة الأولى أن تقومي بإغلاق كل منافذ الهواء، حيث ستتفقدين أرجاء المنزل لتتأكدي من أنه قد تم غلق كل النوافذ بإحكام، كما أنك ستتأكدين من وضع عازل في السقف ومن غلق كل الشقوق الموجودة في الحوائط وحول أطراف الأبواب.. وبهذا يمكنك أن تمنعي دخول الهواء البارد الذي يأتي من الخارج.
أما الطريقة الأخرى فهي طريقة مباشرة أكثر من الأولى، كما أنها أسرع تأثيراً منها، وتتمثل في رفع درجة حرارة المنزل من خلال تشغيل المدفأة أو المكيف. والنتيجة ستكون عظيمة إذ لا يزيد عن دقائق قليلة، سيعم منزلك الحرارة والدفء بغض النظر عن وجود أي شقوق صغيرة.
يمكنك بسهولة تشبيه علاقتك الزوجية بهذا الموقف. فبإمكانك أن تسعى إلى خلق جو من الدفء والتقارب من خلال إصلاح كل ما من شأنه أن يعكر صفو علاقتك بزوجك.
يقول المختصون: إذا أردت طريقة مباشرة وأكثر فاعلية لخلق جو من الدفء والتقارب مع زوجك فعليك أن تزيدي من درجة حرارة العلاقة بينكما، وهذا يعني أن تصبحي أكثر عطفاً وأن تكثري من مدح زوجك. وأن تقللي من نقدك له وعنادك معه، وألا تبالغي في وضع نفسك موضع القاضي الذي يحكم على سلوكه، كما يعني أيضاً أن تتجنبي التوتر وتلتزمي الصبر والتسامح، وأن تبدئي في استخدام التواصل بالأعين بشكل أكبر وتتبنى مهارات استماع أفضل.
ورفع درجة حرارة العلاقة بينكما يتطلب أيضاً أن تكوني لطيفة في معاملته، وأن تقدمي احتياجات زوجك على احتياجاتك، كما يعني أيضاً أن تقولي ما كنت تقولينه عندما قابلت زوجك للمرة الأولى.
باختصار عليك أن تفعلي كل ما من شأنه أن يرتبط بسلوك المتحابين. فإذا رفعت من درجة الحرارة العلاقة بهذه الطريقة فستنمو علاقتك وتزدهر على الرغم من وجود بعض العيوب الصغيرة.
وعلى الرغم من وضوح هذه الطريقة فقلما نجد من يستخدمها. وكثيراً ما نسمع من يقول: "لا يمكنني أن أرفع درجة حرارة العلاقة حتى تتوفر شروط معينة وحتى يبدأ الطرف الآخر في التغيير"، ولكن المشكلة أن نوع التغيير الذي تريده مستحيل الحدوث في ظل عدم وجود دفء في العلاقة. وأنت بذلك كمن يضع العربة أمام الحصان.
إحدى الزوجات تذكر أنها كانت تشعر بإحباط ومرارة بسبب انعدام الحماسة من زوجها منذ فصله من العمل. فكل ما يفعله هو أن يقوم من مكان في المنزل ليجلس في آخر، بل إنه حتى لا يحاول البحث عن عمل"!
ولكنها بعد أن عرفت مفهوم رفع درجة الحرارة وقرأت كثيرا عنه توقفت عن الضغط على زوجها، وعمدت إلى التقرب منه، كما خففت من وطأة الأمر عليه. وإلى جانب هذا بدأت تتصرف مع زوجها كصديق يهمه أمر صديقه.
بعد ذلك لاحظت حدوث تغييرات كبيرة في سلوك زوجها وفي علاقتهما معاً: حيث بدأت ترتفع الروح المعنوية له وعادت إليه روحه المرحة، كما أصبح يفصح عمّا بداخله ويشرك زوجته في مشاعره. ونتيجة لهذا كان بمقدورها أن ترى جانباً من زوجها لم تره من قبل، وهو جانب شديد الحساسية.
وخلال فترة ليست بالطويلة استطاع زوجها أن يقف على رجليه مرة أخرى، وأصبحت علاقته بزوجته أقوى مما كانت عليه عندما تم فصله.
ومثل هذا التأثير ينطبق على أي علاقة زوجية مهما كانت ظروفها والتحديات التي تواجهها. إن الحفاظ على قدر أكبر من الحب والود بيننا وبين أزواجنا مسألة تستحق أنه نوليها قدرا أكبر من اهتمامنا.

ولــــd
08-12-2005, 03:09 AM
ظاهرة إسراف الزوجات .. أسبابها وكيفية التكيف معها

* محمد زاهر

تشكّل الحالة الاقتصادية للأسرة أساس نفقاتها ومقياس تقشفها أو بحبوحتها في الصرف وما يتعلق بذلك من شقاء أو سعادة لأفرادها ولا يغيب عن أحد ضرورة التكيّف مع الدخل الذي يرد للأسرة ومعرفة الفرد لوجوه إنفاقه وحاجته لذلك في جميع المجالات، وبناء على ذلك نرى أن التربية الأسرية تلعب دوراً مهماً في مسألة الإنفاق الأسري فنلاحظ زوجات قد تربين في مستوى معيشي مرتفع وتزوجن من أزواج دخلهم محدود ولكنهن أدركن ذلك فبدأن يتكيفن مع الوضع الجديد الذي دخلن إليه .
وهناك زوجات تربين في مستوى معيشي مرتفع وعندما ذهبن لبيت الزوجية وكان دخل أزواجهن محدوداً لم يستطعن التكيّف مع الوضع الجديد وعشن في نكد وضيق.
أن إسراف الزوجة أو ارتفاع مصروفها يظهر جليّاً عند الأسر الغنية المقتدرة مادياً أكثر من ظهوره عند الأسر الفقيرة والتي بالكاد تستطيع أنتجد ما يفي باحتياجاتها الضرورية، وتبدأ المشكلة عندما يتزوج الرجل ويجد عند زوجته سوء تدبير ولا ينبهها ولا يرشدها ففي بداية الزواج يستطيع الزوج تغيير عادات زوجته أما إذا سكت على تلك الأخطاء .
وعاش معها سنة أو سنتين ثم طلب منها تغيير شيء من عاداتها السيئة فإنها ستجد صعوبة كبيرة في التغيير والامتثال لأمره، ولن يلاحظ الرجل في أغلب الأحيان أي تحسن وقد تسرف الزوجة عندما تشعر أن زوجها بخيل يملك المال ولا ينفق عليها ما تريد أو يتعلل بعدم امتلاكه للمال وتراه طوال الوقت يشتكي ويبكي.
عندها تبدأ الزوجة برمي بعض الأغراض القديمة ليشتري لها أغراضاً جديدة أو ربما تعطي بعض الأغراض لأهلها أو لصديقاتها أو جيرانها أو أقاربها بنية أن يشتري لها زوجها الجديد أو بنية ان تجعله يخسر وهنا قد تقع المشاكل في حال علم الزوج بما تقوم به زوجته.
وبالتأكيد سيعلم لأن البخيل يحصي كل شيء ويعده ويعرف أين مكانه وأعتقد ان المسألة بالشكل العام هي سوء تدبير مع وضع الأمور الأخرى التي ذكرتها بعين الاعتبار وأحمد الله ان زوجتي تحسن تدبير هذه الامور لأنها تعمل وتتعب وهي المسئولية عن تنظيم المصروف وتدبير أمور المنزل مع الأولاد.
قد تتصرف الزوجة أحياناً بمصروف البيت أو حاجاته الاستهلاكية بشكل سيئ لأسباب كثيرة منها عدم إدراكها قيمة ذلك الشيء أو قيمة المال خاصة إذا كان زوجها ثرياً أو كانت هي ثرية أو كان زوجها من أصحاب الدخل المحدود ولكن كانت عند أهلها تعيش حياة مرفهة تفعل ما تريد دون متابعة من أمها أو أبيها أو إرشاد لصرف المال.
أو ادخاره أو لم تعلم أساليب الشراء أو الاعتناء بالحاجات المنزلية، وهذه مشكلة كثيراً ما يلاحظها الرجال المتزوجون حيث يلاحظ احدهم ان زوجته لا تملك أية فكرة عن أساليب الصرف والادخار هذا إذا تكلمنا عن مسألة التبذير عن طيب نية من طرف الزوجة أما إن أردنا الحديث عن صرف الزوجة أو تبديد مال زوجها عن قصد فهناك أسباب كذلك تدفعها لذلك .
ولكن هذه الاسباب لا تبرر لها هذا العمل لأنه حرام ولا يجوز ومهما كات تقاسي من زوجها من صعوبات وأرادت ان تعاقبه مثلاً فلا يجوز لها شرعاً استخدام هذه الطريقة في العقاب لأنه أمر مخالف للشرع ولأن الإسراف هو استهانة بالنعم التي أنعمها الله علينا وهذه الاستهانة نحن مسئولون عنها.
وقد يحرم الله عنا نعمه بسبب عدم الحفاظ عليها والأفضل للزوجة ان تواجه زوجها بأسلوب حسن ليّن بما تلاحظه من تجاهل لها يتقصده ليزعجها خير من ان تسرف أو تبذر فتسيء لنفسها ولبيتها وزجها.
عدم نضوج الشخصية
جاسم المطوع ـ اجتماعي تربوي ـ يقول: إن الاسراف ظاهرة خطيرة وللأسف الشديد متفشية داخل مجتمعنا ويمارسها معظم الأفراد وبشكل عام يقع جانب كبير من المسئولية على الزوجة التي تدير المنزل لأسباب كثيرة منها نقص التربية والتنشئة السليمة أو انعدام الوازع الديني لدى الزوجة ما يدعوها للإسراف والتبذير من دون سبب متناسية بذلك قوله تعالى:
«كلوا واشربوا ولا تسرفوا» ويعني الاسراف في علم الاجتماع عدم نضوج الشخصية وقد يكون السبب فيه الجري وراء المظاهر الاجتماعية التي تؤدي الى الترف والبذخ دون قيد أو حساب أو بسبب عدم كفاءة المسئولية ما يجعل الزوجة تتصرف بالمال تصرفاً غير سليم فتقدم المهم قبل الأهم وبذلك يكون عدم نضج الشخصية سبباً من أسباب الفشل الزوجي .
ولأن ظاهرة الإسراف في الأموال تجسيد لعدم اكتمال في الشخصية فيترتب عليها العيش في أدوار متضاربة للحياة الزوجية تؤثر على حقوق كل من الزوجين وواجباته.
ويضيف المطوع: وقد يكون السبب في ذلك هو الغيرة والشك من جانب الزوجة حيث تعمد الى تبذير وصرف أموال زوجها لأقصى ما تستطيع صرفه مخافة ان يتزوج غيرها أو أن يطلقها وبهذا تكون قد جنت على نفسها وزوجها بسبب الظن لا أكثر ولا أقل.
وقد يكون السبب مقروناً في بدايته بسوء الاختيار حيث يكون اختيار احد الطرفين مرتبطاً بطمعه في أمواله فيستيقظ شعوره بعد فترة من الزواج ويعلم أن ما فعله كان يجب ألا يفعله حيث إن كثيراً من الفتيات يرتبطن برجال أكبر منهن سناً وذلك لمركزهم أو لثرائهم لتكتشف إحداهن بعد الزواج أن المال.
وحده لا يكفي لأن يجلب السعادة لها فتحاول جاهدة أن تنفي خسارتها وتبرر فشلها بالإسراف في زينتها والترفيه عن نفسها وبيتها لتشعر أن هناك نجاحاً وهمياً قد حققته وما ينطبق على هذه الفتاة ينطبق على غيرها من الشباب الذين يجرون وراء المال بالزواج من مسنات فتكون نهاية زواجهم الفشل والاحباط والحسرة والندم.
ويؤكد: ما زلنا نقول إن حسن الانتهاء من حسن الابتداء ولكن ما يجب علينا أن نعرفه هو أن علماء النفس العائلي وعلماء الإسلام لم يغفلوا دور المال كسبب من أسباب الاختيار.
والقصد ألا يكون الهدف والغاية من الزواج المقصد المالي لأن من ابتغى بزواجه غير ما يُقصد منه من تكوين للأسرة ورعاية شئونها وتحقيق التكامل الانساني بين الرجل والمرأة لعمارة الأرض وإيجاد أجيال تحقق هذه الرسالة فإنه يعامل بعكس مقصوده.
ويضيف المطوع: لذا أقول إنه يجب توفر الدين أولاً لأنه المرشد للعقل والضمير ثم تأتي الصفات الأخرى التي يرغب بها الإنسان بطبعه وبغريزته ويميل إليها في نفسه حتى ينجح في حياته ويكوّن أسرة تؤسس في بنائها على المودة والتعاطف والاختيار الصحيح لكي يصلا في زواجهما إلى الأمن النفسي وعليه فإن الأسرة يجب أن تكون واعية في تصرفاتها بأموالها محافظة بذلك على كيان الأسرة فلا إفراط ولا تفريط عند الإنفاق على البيت والزوجة وكذلك عندما تكون الزوجة المسئول عن المصروف.
ويؤكد المطوع دور المجتمع في تخفيف هذه الظاهرة وتحجيمها بقوله: إن دور المجتمع يتحقق بنشر التوعية المناسبة عن طريق وسائل الإعلام لبيان آثار المشكلة السيئة على بناء الأسرة وانعدام الأمن النفسي والوقوع في أزمات مالية خانقة، وتعميم التربية الأسرية في كافة المراحل التعليمية وكذلك إعطاء الأزواج حديثي العهد مقررات في التربية الأسرية.
والتدبير المنزلي وخاصة للزوجة وتوفير عيادات الاستشارات الزوجية وتعميم وكالات الخدمة الأسرية لمعالجة المشكلات الأسرية وذلك من أجل حل هذه المشكلة على أساس كونها وحدة تخص هذه المشكلة لتحقيق الانسجام والتوازن في العلاقات الأسرية.
سيد الموقف
الشيخ أيمن السعدي ـ إمام وخطيب ـ يقول:
الإسراف معناه ما أنفق من غير طاعة وهو مجاوزة حد الاعتدال في الطعام والشراب واللباس والسكنى ونحو ذلك من الغرائز الكامنة في النفس البشرية، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم:
«ما عال من اقتصد» ومعناه ما افتقر من اقتصد في عيشه وحياته ولم يسرف، فالله لا يحب المسرفين وفي الوقت نفسه الإسلام لا يحض على الفقر وترك زينة الحياة الدنيا، قال تعالى: «قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق» ولكنه في الوقت ذاته لا يريد منهم أناساً متخمين ممتلئة بطونهم بكل ما لذّ وطاب ويركنون إلى الدنيا ولذاتها، وقال تعالي:
«يا أيها الذين آمنوا كلوا واشربوا ولا تسرفوا» فأمر الله المذكور في الآية بعدم الإسراف يجب أن ينفذ ولا مجال للمساومة على قوانين الله مهما كان السبب الذي دفع المسرف رجلاً كان أم امرأة إلى ذلك.
ويضيف الشيخ أيمن قائلاً: أما أسباب الإسراف فهي متعددة متنوعة وقد تكون بدافع وبدون دافع ومن أهم هذه الأسباب:
ـ النشأة الأولى: فقد ينشأ المسلم في أسرة حالها الإسراف والبذخ فما يكون منه سوى الاقتداء والتأسي.
ـ السعة بعد الضيق: ذلك أن كثيراً من الناس قد يعيشون بضيق أو حرمان وقد يحدث أن تتبدل الأحوال فتكون السعة بعد الضيق، وحينئذ يصعب على هذا الصنف من الناس التوسط أو الاعتدال.
ـ صُحبة المسرفين: فالإنسان غالباً ما يتخلق بأخلاق صاحبه لا سيما إذا طالت هذه الصحبة خاصة إذا كان هذا الصاحب قوي الشخصية شديد التأثير.
ـ الغفلة عن طبيعة الحياة وما ينبغي أن تكون، فالدنيا لا تثبت ولا تستقر على حال واحدة بل هي متغيرة متقلبة تكون لك اليوم ولغيرك غداً.
ـ التهاون مع النفس في عدم جمح كباحها إذا ما قامت بالإسراف أو عدم التنبيه على الأهل في ذلك وكل هذه النقاط تنطبق على الرجل كما تنطبق على المرأة وأعتقد أن الرجل هو سيد الموقف في ذلك ويجب أن تكون له كلمة مسموعة لا تهاون فيها في هذا الأمر لأنه بتهاونه يساعد على هدم بيته من حيث لا يدري حيث إنه قد يُصاب بالفقر نتيجة لإسرافه وعقوبة من الله له ما يجعل حياته تنقلب إلى جحيم والعياذ بالله.

ولــــd
08-12-2005, 03:12 AM
التفسير المنطقي لكلام الرجل والمرأة!!

إن ما يقال و المعنى المقصود من وراء الكلام شيئان مختلفان تماما. و الجميع يتمنى أن يدرك الشريك مرامي الكلام وان يستطيع أن يقرأ ما بين السطور. و تاليا بعض الأمثلة على الكلام المعلن و المقصود من الكلام من وجهه نظر الرجل و المرأة.
? سأقوم بالاتصال بك:
التفسير الذكري: سأتصل بك في وقت ما من هذا القرن.
التفسير الأنثوي: سأتصل بك في الصباح لأنني تمكنت من حفظ رقم هاتفك عن ظهر قلب.
? عزيزي لقد حضرت للمنزل:
التفسير الذكري: أين العشاء؟
التفسير الأنثوي: من الأفضل لك صحيا ونفسيا أن لا تكون أفسدت ترتيب المنزل الذي تغلبت في ترتيبه هذا الصباح.
? سأغسل الصحون حالا:
التفسير الذكري: سأقوم بغسل الأطباق قبل لحظات من شعورك بالإحباط من كثرة الانتظار. أو سأقوم بغسلها عندما لا يتبقى أي مكان لصحون جديدة في حوض الجلي.
التفسير الأنثوي: أمامك ثواني معدودة قبل أن تعرض المساعدة في غسل الصحون
ومن جانب آخر ومن خلال ما ذكر سابقا فالمرأة إذن تختلف عن الرجل في فهمهما للأمور، فماذا تتوقع المرأة من زوجها؟؟
أن يكون الزوج صديقها ماذا يعني ذلك؟
إنه يعني أن يكون بين الزوجين أشياء مشتركة ويجب ملاحظة كلمة أشياء وليس كافة الأشياء حيث أنه لا يوجد شخصان في العالم متشابهان مائة بالمائة.
هناك بعض الأشياء التي يحبها الزوج ولا تحبها الزوجة والعكس بالعكس. لكن إذا كان بين الاثنين أشياء مشتركة فإنهما يستطيعان التمتع معا بحياة سعيدة.
يضطر الرجل في بعض الأحيان أن يبتلع الرصاصة كما يقول ويفعل شيئا لا يروق له. وفي بعض الأحيان يسمح لزوجته بفعل أشياء لوحدها ودون مشاركته. وينبغي على الرجل أن يتوقع المثل من زوجته أيضا.
فإذا اقترحت عليه المشاركة في مناسبة دون مرافقتها فعليه أن لا يغضب إذا ذهبت هي أيضا للمشاركة في إحدى المناسبات دون مرافقته. ولا يضير أن يخرج الرجل مع أصدقائه القدامى دون زوجته ولكن عليه أن لا ينسى أنها صديقته أيضا.
المرأة تتوقع من الرجل التواصل معها
هناك قاعدة معروفة وهي أن الرجال حين يتحدثون إلى الآخرين حول مشكلة فإنهم يبحثون عن أجوبة أما النساء فهن بصورة عامة يختلقن في ذلك.
فهن يتحدثن إليك عن مشكلة لشرح ما يشعرن به وهن في واقع الأمر لا يبحثن عن أجوبة . إنهن يردن فقط التحدث بشأن تقويم الأمور في عقولهن.
ولذا فإنه ما لم تسألك الزوجة عن نصيحة فلا تعرضها عليها وكل ما هو مطلوب منك أن تصغي إليها وتبقي على الحديث بينكما جار، فإذا أرادت نصيحة فإنها ستطلبها.
وهناك رجال لا يزالوا يعتقدون أن رأي المرأة لا يعني شيئا بالنسبة إليهم. فإذا كنت واحد من هؤلاء فإن عليك أن تغير موقفك حالا لان النساء ذكيات ولديهن القدرة وأنت بحاجة إلى احترام آرائهن. ويجب الملاحظة أنه لا ينبغي عليك دائما الاتفاق مع آرائهن ولكن للمرأة الحق في إبداء رأيها تماما مثلك.
كن راغبا في طلب النصيحة من شريكة حياتك والتحدث معها حول ما يحدث في حياتك. كذلك ينبغي عليك الإصغاء لما تقوله والاستعداد لدعمها حين تكون لديها مشكلة في شيء ما.


وعند هذا الحد اقف في الجزء الاول

واعدكم انشاء الله للحديث بقيه وانشاء الله ان كل ما نقلت ينال رضاكم وأستحسانكم

مع كل الاحترام والتقدير

اخوووكم

ولـــــــــه الحـــــب

هاجس الشمال
08-12-2005, 06:07 PM
تسلم أخوى وله على هذا الموضوع

وطرحك الشيق له والفائده التى يحملها موضوعك


وبنتظار جديدك


تحياتي لك

ولــــd
08-12-2005, 09:32 PM
تسلم اخوي الغالي هاااجس الشمااال

والله لا يحرمي طلتك الدائمه

ولا من عطفك وتوقيعك على مواضيعي

مع كل الاحترام والتقدير

ولــــه الحـــــب

ابو مهير
08-14-2005, 03:27 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تسلم اخوي وله على المقالات

المزيد من التميز

ابو مهير

ولــــd
08-14-2005, 09:55 PM
تسلم اخوي الغالي ابو مهره

والله لا يحرمي طلتك الدائمه

ولا من عطفك وتوقيعك على مواضيعي

مع كل الاحترام والتقدير

ولــــه الحـــــب

ولــــd
08-27-2005, 07:32 PM
يحول يحول

ما عجبكم الموضوع

او وش السالفه ؟؟؟؟؟

^_^بنـــوتـه^_^
08-28-2005, 10:34 AM
يؤؤيؤؤؤؤ وش تقوول انت معقووله مايعجبنا الموووضووع استح على وجهك ...

ههههههههههاااي قامت عليه هههههاااي ..


يعطيك ربي الف الف الف عااافيه ولــه ...

من جد تعبت نفسك تسلم ادياااتك عليها ....

صحيح اني ماقريتها كلها بس اكيد اذا احتجتها راح ارجع لها ...

لان كلها مقالات مفيده في حياتنا وجمــيله ...

ومشكوووور اخوووي ولـــه ... لا عدمنــا تمـــيزك ...

ولــــd
09-01-2005, 01:22 AM
يعطيك الف عافيه بنوته على المرور

والله يجبر في خاطرك زي ما جبرتي في خاطري

مع كل التقدير

ولـــــــــــــه الحــــــــــــــــــب

ضمني على صدرك
09-02-2005, 12:28 AM
ولــــd

.
.

نثرنا الورد في طريق كلماتك

فغار من رقتها وخجل من عطرها

حتى هذه اللحظة قلمي في حيرة

وكلماتي لاتعرف البصيرة

تخاف ان تكتب

ما لا يليق بمقدمك

ولا يرتقي لهامتك

ففضلت الصمت والانسحاب

علها تتعلم من تلك المقالات المنثورة في عام الحب

ابدعت في نقلها

فالف شكر لك

ولصنيع يداك

دمت معطاء

.
.

ولــــd
09-04-2005, 10:20 AM
يعطيك الف عافيه الغاليه ضمني على صدرك على المرور

والف شكر على كلماتك الرقيقه والرائعه


مع كل الاحترام والتقدير

ولــــه الحـــــــب

ibr1811
09-04-2005, 03:14 PM
يعطيك العافية على الموضوع

مررت عليه سريعا ....... ولكن لي عودة ان شاء الله

دمت متميزا في طرحك

ابراهيم

زيد الساهر
09-04-2005, 03:23 PM
مشكور اخوي وله على الموضوع
لا تحرمنا من جديدك
الى مزيد من التألق والتمييز
اخوك
زيد

ولــــd
09-10-2005, 10:45 AM
مشكرو اخوي ابراهيم على المرور


والله لا يحرمني من طلتك


مع كل الاحترام

ولــــd
09-10-2005, 10:48 AM
مشكرو اخوي زيد على المرور


والله لا يحرمني من طلتك


مع كل الاحترام