مشاهدة النسخة كاملة : مـقابلـة صحــفية مـع أبي جــهل


إحساس
10-12-2003, 01:06 PM
في حقنا القوة في قوتنا الحق



مقابلــة صحفيـة مـع أبـي جهــل
أ.د. إسماعيل شعبان
( كلنا شركاء ) : 1/10/2003
في مقابلة صحفية افتراضية مع أبي جهل العربي الجاهلي في دار الندوة الافتراضية ، كانت الأسئلة الصحفية المعاصرة ، والأجوبة الجاهلية التالية :
الصحفي : عمت مساء يا سيد قومك .
أبو جهل : باركتك الآلهة أيها القادم من بلاد العرب .
الصحفي (يوزع المهام على مرافقيه من المصورين والمسجلين ) ويسأل : يا سيد القوم : لقد أتينا إليك من القرن الخامس عشر الهجري الموافق للحادي والعشرين ( 21 ) الميلادي ، لنسألك بعض الأسئلة حول وضع الأمة العربية المحزن وسلوكيات بعض أحفادك من بعض العرب كما تركتهم في القرن السابع ،فإذ ا سمح وقتك الخاص للإجابة .
أبو جهل يستأذن من جلسائه وندمائه ( أبو لهب - وأبو الحكم .. وغيرهم ) ويلتفت للصحفي : سل ما بدا لك .
الصحفي : س1 : ما هي علاقتك بالعرب المعاصرين في القرن الحادي والعشرين ؟.
أبو جهل ج1 : الحقيقة إن بعض ذوي القرار منهم و فيهم ، هم أحفادي فعلا ونسخة عني، ويحملون كل مورثاتي ، وأنا أباركهم وأدعو الآلهة : هبل ، واللات ، والعزى ، ومناة الثالثة الأخرى أن تباركهم ، لأنهم يحفظون وصاياي لهم عن ظهر قلب ويطبقونها في مجتمعاتهم فيكرسون بها الجهل والجاهلية قولا وفعلا في أقوامهم .
س2 : لماذا الأمية الأبجدية المرعبة لا تزال منتشرة بين بعض أحفادك المعاصرين بعكس بقية أقوام العالم كلها ؟.
ج2 : إذا لم يكون أحفادي أميين فمن يكون غيرهم ؟ لأنهم إذا تعلموا يكونوا قد استجابوا لتنفيذ أول كلمة وفعل أمر في القرآن ( إقرأ ) ، وبالتالي يتبرأون بذلك مني وأتبرأ منهم ، وينسلخون عن كنيتهم وجاهليتهم ، وهذا لا يتناسب مع وصاياي الجاهلية لهم .
س3 : هلا أخبرتنا يا سيد قومك : لماذا يرفض بعض أحفادك من ذوي القرار مفاهيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية التعبير وإنسانية المرأة ... الخ في مجتمعاتهم ؟
ج3 : إذا طُبّقت هذه المفاهيم لديهم ازداد الوعي وتطورت المعرفة والثقافة والعلوم والتقدم في المجتمع ، وهذا مالا أريده لأحفادي ،لأنهم بذلك يتخلون عن جاهليتهم وتخلفهم ويصبحون من الواعين والمتطورين فيتخلون عن كنيتهم ، فلم يعودوا يعرفوني ولا أعود أعرفهم أو أتعرف عليهم .
س4 : يا سيد قومك : لماذا يمنع بعض أحفادك من ذوي القرار حرية التعبير والصحافة وتصويب الخطأ في حينه ؟
ج4 : لأنه إذا أعطيت الصحافة العربية الحرية كما لدى الشعوب المتطورة فسيؤدي ذلك إلى الخروج عن الجاهلية الأصلية التي يتنعم بها البعض على حساب الكل ، و سيؤدي ذلك إلى افتضاح أمر اللصوص والمرتشين والمهربين والمفسدين والمخربين والجواسيس ... الخ . وبالتالي محاسبتهم ومحاكمتهم وربما سجنهم ومعاقبتهم ، والإتيان لشغل أمكنتهم بمن هم أفضل منهم ، وسيصبح هؤلاء الجدد يخشون من النقد البنّاء لهم وتصويب الخطأ في حينه فيضطرون إلى السلوكية المستقيمة ، والعمل بضمير مهني نقي ، وبالتالي تعليم المجتمع وتطويره ومحاسبة المقصرين والمفسدين والمخربين ، كما سيسألون بعض اللصوص الأثرياء: من أين لك هذه الثروة الطائلة ، وقد دخلت وظيفتك جردونا أجربا وخرجت منها فيلا سمينا ؟؟ الخ الخ ، وفي هذا تنكر للجاهلية ، واعتناقا لمبادئ العدالة الاجتماعية ، والوعي والإنسانية والدين الصحيح ، وهذا مالا أريد لأحفادي أن يقعوا فيه حتى لا يضيعوا انتماءهم الجاهلي .
س5 : يا سيد أبو جهل : الكل يعرف أنك تتحالف مع الجهل وبالتالي مع الفقر والمرض والتخلف بكل أنواعه وكذلك مع الإمبريالية والصهيونية والشيطان وكل قوى الشر وبالتالي مع بعض أحفادك من ذوي القرار العرب تحت اسم" قوى التحالف الجاهلي" ، للحؤول دون وحدة الأمة العربية من الخليجين إلى المحيطين وإعاقة تطويرها اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وعلميا وتقنيا وعسكريا ..الخ ، فما هي مبررات تحالفك هذا مع كل هذه القوى المعادية ضد الأكثرية من الشعوب العربية المسكينة الجاهلة الجائعة المغلوبة على أمرها ؟
ج5 : كيف لا تريدني أن أتحالف مع هؤلاء الحلفاء الخُلَّص لي ، وهم سندي ودعمي ، والمخلصون في عملهم والمكرسون للجاهلية و استمرار الاختلاف والتفرقة والاقتتال في ذريتي ؟ وإذا فرط هذا التحالف أو خرج كلهم أو بعضهم عن إرادتي فسيسيطر الواعون على الجاهلين وسيضيّع أتباعي من أحفادي نسبهم واعتزازهم بكنيتهم الجاهلية ، ويدخلون في كنى جديدة مدعمة بالوعي والعلم والنور والاتحاد والتقدم والتقنية ...الخ، وهذا ما يبعدهم عن أصلهم الجاهلي .
س6 : يا سيد قومك : إن بعض ذوي القرار من أحفادك قد انتزعوا لأنفسهم بعض صفات القداسة والربوبية وحاكوا آلهتك المبجلة ، فيلقبون أنفسهم بألقاب فريدة من نوعها في عالمنا المعاصر(لم تكن من مفردات عصرك ، ونخجل من ذكرها أمامك) ، ويقيمون لأنفسهم الأنصاب ويسخرون لحمايتهم الشخصية كل قوى الأمن والقمع أكثر مما كان يفعل كسرى وقيصر .. فما قولك في ذلك ؟
ج6 : الحقيقة أنا لست راض تماما عنهم في ذلك ، ولا سيما أنهم تجاوزوا جدهم الأكبر في ذلك ، ووضعوا أنفسهم موضع أصنامه وطواطمه ، وليتهم كانوا نافعين لشعوبهم كما كانت تلك الأصنام التي كانت تجلب الحجيج والسياح والتجار وأصحاب النذور فيعم الخير على كل الشعب المحيط بهم ، أما هؤلاء المدعون من الأحفاد فيسرقون خيرات الشعب ويودعونها في الخارج ، وينفرون القادمين إليهم ، ويهربون بذلك الخير ، أو يصادرونه لأنفسهم ولأقربائهم ولذريتهم .
س7 : يا سيد قومك : لقد ادعى بعض أحفادك من ذوي القرار لأنفسهم الألقاب الكبيرة حتى العلمية منها بدون استحقاق أو تعب أو دراسة ، وقد ثبت أن الكثيرين منهم لا يجيدون القراءة أو الكتابة في حين يشترون الشهادات العلمية العالية من الخارج وبكافة الاختصاصات ، أو يحصلون عليها من الداخل بقوة المرافقة وبعلامات عالية فما هو رأيك ؟
ج7 : هذا لا يتعارض مع انتمائهم لي واستمرار مورثاتي فيهم ، حيث يكون جاهلا كل من : ذي القرار/ ومدعي العلم / وصاحب الثراء/ ، ولذلك تسود الجاهلية في مجتمع يستحق كلمة جاهلية وبجدارة .
س8 : لقد سرق بعض أحفادك أقوات الأكثرية نصبا واحتيالا واغتصابا وسرقة وجنوا منها لأنفسهم الثروات الهائلة ، وبنوا فيها لأنفسهم قصورا شاهقة ، ومزارع كبيرة ، وكتبوا على أبوابها : ( هذا من فضل ربي ) . فما قولك يا سيد قومك ؟
ج8 : لا شك أن هؤلاء ناكرون لجميل قوات التحالف الجاهلي الذي أتزعمه ، وعليهم الاعتراف بالحقيقة ، ووضع النقاط على الحروف لتبقى بركتي مرافقة لهم ، وتبقى قوات التحالف تؤازرهم في جني المزيد من حقوق غيرهم ، ولكنهم إن كتبوا ذلك نفاقا ظاهريا ، واستمروا في جاهليتهم ضمنيا ، فهذا يمكن الصفح مؤقتا عنه حتى يتم تبريره منهم لاحقا.
الصحفي : لقد أخذنا من وقتك الكثير يا سيد قومك ، إني أرى أبا لهب ، وأبا الحكم ،
ومسيلمة وغيرهم ، يرفعون أقداحهم وينادون عليك ، فوداعا .
أبو جهل : رافقتكم عناية الآلهة ..وداعا.
تحياتي للجميع *-* إحساس