رفقة عشق
07-28-2005, 11:13 PM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
اخواني اعضاء منتدى الحب اليوم ننقل لكم حدث الصلاح الذي قيم في مدينه عسير با المملكه العربيه السعوديه بشان السجينه التي تم الحكم عليها با القصاص اوالتنفيذ اليوم ولكن تم تأجيل التنفيذ للسبوع القادم لكي يتم الصلاح من اهل المقتول وهذي هيه قصه الفتاه وبعدها نشاهد الصور الموضحه للصلاح في هذ اليوم الخميس
تبد القصه كما ذكر في احد الجرائد المحليه اتركم مع القصه وبعدها الصور
أبها: نادية الفواز
منذ 6 سنوات، تقبع (س.م) خلف جدران السجن، في حالة من الوحشة والوحدة والألم والترقب، في انتظار النهاية التي تعرفها سلفاً: القصاص.
(س) التي أدينت بقتل شاب وقت أن كان عمرها 20 عاماً، ما زالت ترى بصيص أمل في نهاية النفق... "أعتبر قضيتي ابتلاء من الله، وما زلت أناشد المسؤولين أن يعتبروني ابنة من بناتهم، وأناشد أهل الميت أن يعفوا عني وينالوا أجره، وأقسم لهم أنني حاولت أن أتجنب حدوث هذه الكارثة، قدر استطاعتي دون جدوى، وعلى الرغم من كل شيء فأنا نادمة على ما جرى، وأطالب أهل الخير أن يسعوا في الصلح وأن يساندوني في محنتي لوجه الله تعالى".
تقول (س): لم أتخيل يوماً أن أكون قاتلة، ولو عادت عقارب الساعة إلى الخلف، وعدت إلى تلك اللحظة التي فقدت فيها سيطرتي على نفسي لم أكن لأقوم بهذا العمل، ولكنت توجهت إلى الشرطة لحل مشكلتي، ولكن الموقف فاجأني، فقمت بالدفاع عن شرفي ونفسي، وأي امرأة سعودية تعتز بشرفها كانت ستتصرف مثلي، وقد طلبت من الشاب الذي قتلته أن يتركني وشأني وتوسلت إليه، لكن دون جدوى، وقد كنت وقتها متزوجة منذ عامين، وأحب زوجي وأحلم مثل كل البنات بحياة مستقرة، وأن يكون لي أبناء أجتهد في تربيتهم ورعايتهم، لكن ما جرى خيب كل آمالي.
وتذكر (س) زوجها وموقفه النبيل منها "أحمل لزوجي أقصى درجات الاحترام والتقدير لوقوفه إلى جانبي وإيمانه بقضيتي وأنني فعلت ما فعلته لأحفظ شرفه في غيابه".
وتمسح دموعاً فرت من عينيها حين تتذكر وفاة والدها الذي أصيب بجلطة أدت إلى وفاته بعد أشهر قليلة من دخولها السجن..." كان والدي يزورني ويبث فيّ روح الأمل والصبر، ويوصيني دائماً أن أصبر وأحتسب، لكنه مات وتركني".
لدى (س) 9 إخوان وأختان، وحسب قولها فإن أسرتها متكاتفة ومحبة لبعضها البعض بدرجة كبيرة.
وعن أوقاتها في السجن تقول: معظم الوقت أمضيه في الصلاة وتلاوة القرآن، ولا يوجد فراغ في يومي، حتى في الليل أواظب على صلاة التهجد والإكثار من تلاوة القرآن، كما أن الملاحظات والاختصاصية الاجتماعية يفعلن ما بوسعهن كي يزيلن عني أي قلق أو توتر.
لقد حُرمت من عطف الأهل، لكن ربنا عوضني بالمسؤولات في السجن اللاتي قمن باحتوائي وكأنني ابنتهن، وقد وجهنني إلى الالتحاق بحلقة تحفيظ القرآن في السجن واستطعت خلال هذه السنوات أن أحفظ القرآن إضافة إلى دراسة الفقه وحفظ الأحاديث النبوية وأصبحت أدرِّس للسجينات، وأقوم بدور المرشدة لهن، وقد تعلمت في السجن الكثير من خلال القصص العديدة التي سمعتها وتعرّفت على أصحابها عن قرب، وقد زادتني هذه القصص قرباً إلى الله سبحانه وتعالى، وصرت أكثر خبرة بالحياة.
وتضيف: إيماني بعدالة الله دون حدود، وأملي كبير أن يصفح عني أهل القتيل، الذين أقدر حزنهم على ابنهم، لكن أناشدهم أن يعتقوني مما أنا فيه وأن يعفوا عني ويعتبروني ابنتهم التي لا حول لها ولا قوة إلا بالله.
وإلى أسرتها تقول: أقدر لكم دعمكم لي، وشدكم من أزري وأنتظر منكم المزيد من المساندة، فأنا ابنتكم البارة التي تحتاج إلى دعواتكم، ودعواتك لي يا أمي.
وتوصي الفتيات بالتمسك بكتاب الله وسنة نبيه واتقاء الله في السر والعلن.
وتؤكد المشرفة على سجن أبها نائلة عسيري ما قالته (س): (س) الآن إنسانة واعية ومتدينة، نادمة على ما فعلته، محتسبة إلى ربها، وهي تبذل ما في وسعها لتوعية السجينات دينياً واجتماعياً، خصوصاً وأنها الآن حافظة لكتاب الله، واكتسبت دراسة متعمقة في أحكام الشريعة، وتحرص كثير من السجينات على حضور الحلقات الدينية التي تعقدها لتثقيفهن.
وقبل عملية تنفيذ القصاص كتبت السجينه هذه الأبيات
أبتاه ماذا قد يخط بنانى** و الموت والجلاد ينتظران
هذا الكتاب اليك من زنزانة** مقرورة صخرية الجدران
لم تبق الا ليلة احيا بها** واحس ان ظلامها اكفانى
ستمر يا ابتاه لست اشك** فى هذا وتحمل بعدها جثمانى
الليل من حولى هدوء قاتل** والذكريات تمور فى وجدانى
ويهدنى المى فانشد راحتى** فى بضع ايات من القران
والنفس بين جوانحى شفافة** دب الخشوع بها فهز كيانى
قد عشت أومن بالاله ولم** اذق الا اخيرا لذة الايمان
شكرا لهم انا لا اريد طعامهم** فليرفعوه فلست بالجوعان
هذا الطعام المر ما صنعته لى **امى ولا وضعوه فوق خوان
كلا ولم يشهده يا ابتى معى **اخوان لى جاءاه يستبقان
مدوا الى به يدا مصبوغة** بدمى وهذه غاية الاحسان
والصمت يقطعه رنين سلاسل** عبثت بهن اصابع السجان
ما بين اونة تمر واختها يرنو** الى بمقلتى شيـــطان
من كوة بالباب يرقب صيده** ويعود فى امن الى الدوران
انا لا احس باى حقد نحوه** ماذا جناه فتمسه اضغانى
هو طيب الاخلاق مثلك يابى** لم يبد فى طمأ الى العدوان
لكن إن نام عنى لحظة ذاق** العيال مــرارة الحرمان
فلربما وهو المروع سحنة** لو كان مثلى شاعرا لرثانى
أو عاد من يدرى الى اولاده** وذُكّرَ صورتى لبكانى
وعلى الجدار الصلب نافذة بها** معنى الحياة غليظة القضبان
قد طالما شارفتها متأملا فى** السائرين على الأسى اليقظان
فأرى وجوما كالضباب مصورا** ما فى قلوب الناس من غليان
نفس الشعور لدى الجميع وإنما **كتموا وكان الموت فى إعلانى
ويدور همس فى الجوانح ما الذى** فى الثورة الحمقاء قد أغراني
أو لم يكن خيرا لنفسى ان أرى** مثل الجموع أسير فى إذعان
ما ضرنى لو قد سكت وكلما **غلب الأسى بالغت فى الكتمان
هذا دمى سيسيل مطفئا ما** ثار فى جنْبَىَّّ من نيران
وفؤادى الموار فى نبضاته** سيكف من غده عن الخفقان
والظلم باق لن يحطم قيده** موتى ولن يودى به قربان
ويسير ركب البغى ليس يضيره** شاة اذا اجتثت من القطعان
هذا حديث النفس حين تشف عن** بشريتى وتمور بعد ثوان
وتقول لى إن الحياة لغاية أسمى **من التصفيق للطغيان
انفاسك الحرى وان هى أخمدت** ستظل تغمر افقهم بدخان
وقروم جسمك وهو تحت سياطهم** قسمات صبح يتقيه الجانى
دمع السجين هناك فى أغلاله** ودم الشهيد هنا سيلتقيان
حتى اذا ما أفعمت بهما الربا** لم يبق غير تمرد الفيضان
ومن العواصف ما يكون هبوبها** بعد الهدوء وراحة الربان
إن احتدام النار في وجهه أمر** يثير حفيظة البركان
وتتابع القطرات ينزل بعده سيل** يليه تدفق الطوفان
فيموج يقتلع الطغالة مزمجرا** اقوى من الجبروت والسلطان
أنا لست ادرى هل ستذكر قصتى** ام سوف يعدوها رحى النسيان
او أننى سأكون فى تاريخنا** متآمرا أم هادم الاوثان
كل الذى ادريه ان تجرعى** كأس المذلة ليس فى إمكانى
لو لم أكن فى ثورتى متطلبا **غير الضياء لامتى لكفانى
اهوى الحياة كريمة لا قيد لا **إرهاب لا إستخفاف بالإنسان
فاذا سقطُت سقطُت أحمل عزتى** يغلى دم الاحرار فى شِريانى
أبتاه إن طلع الصباح وأضاء** نور الشمس كل مكان
واستقبل العصفور بين غصونه** يوما جديدا مشرق الألوان
وسمعت أنغام التفاؤل ثرة** تجرى على فم بائع الالبان
واتى يدق- كما تعود- بابنا** سيدق باب السجن جلادان
واكون بعد هنيهة متأرجحا** فى الحبل مشدودا الى العيدان
ليكن عزاؤك ان هذا الحبل** ما صنعته فى هذى الربوع يدان
نسجوه فى بلد يشع حضارة** وتضاء منه مشاعل العرفان
او هكذا زعموا وجىء به الى** بلدى الجريح على يد الاعوان
أنا لا اريدك ان تعيش محطما** فى زحمة الألام والاشجان
إن ابنك المصفود فى أغلاله** قد سيق نحو الموت غير مدان
فاذكر حكايات بأيام الصبا قد** قلتها لى عن هوى الأوطان
وإذا سمعت نشيج امى فى الدجى** تبكى شبابا ضاع فى الريعان
وتكتم الحسرات فى أعماقها **ألما تواريه عن الجيران
فاطلب اليها الصفح عنى اننى** لا ابتغى منها سوى الغفران
مازال فى سمعى رنين حديثها** ومقالها فى رحمة وحنان
أبنى إنى قد غدوت عليلة لم يبق** لى جلد على الأحزان
فأذق فؤادى فرحة بالبحث عن** بنت الحلال ودعك من عصيان
كانت لها أمنية ريانة** يا حسن أمال لها وأمان
غزلت خيوط السعد مخضلا** ولم يكن إنتفاض الغزل فى الحسبان
والان لا ادرى باى جوانح** ستبيت بعدى أم باى جنان
هذا الذى سطرته لك يا أبى** بعض الذى يجرى بفكر عان
لكن إذا إنتصر الضياء ومُزقت** بيد الجموع شريعة القرصان
فلسوف يذكرنى ويُكبر همتى من** كان فى بلدى حليف هوان
والى لقاء تحت ظل عدالة** قدسية الأحكام والميزان
اخواني اعضاء منتدى الحب اليوم ننقل لكم حدث الصلاح الذي قيم في مدينه عسير با المملكه العربيه السعوديه بشان السجينه التي تم الحكم عليها با القصاص اوالتنفيذ اليوم ولكن تم تأجيل التنفيذ للسبوع القادم لكي يتم الصلاح من اهل المقتول وهذي هيه قصه الفتاه وبعدها نشاهد الصور الموضحه للصلاح في هذ اليوم الخميس
تبد القصه كما ذكر في احد الجرائد المحليه اتركم مع القصه وبعدها الصور
أبها: نادية الفواز
منذ 6 سنوات، تقبع (س.م) خلف جدران السجن، في حالة من الوحشة والوحدة والألم والترقب، في انتظار النهاية التي تعرفها سلفاً: القصاص.
(س) التي أدينت بقتل شاب وقت أن كان عمرها 20 عاماً، ما زالت ترى بصيص أمل في نهاية النفق... "أعتبر قضيتي ابتلاء من الله، وما زلت أناشد المسؤولين أن يعتبروني ابنة من بناتهم، وأناشد أهل الميت أن يعفوا عني وينالوا أجره، وأقسم لهم أنني حاولت أن أتجنب حدوث هذه الكارثة، قدر استطاعتي دون جدوى، وعلى الرغم من كل شيء فأنا نادمة على ما جرى، وأطالب أهل الخير أن يسعوا في الصلح وأن يساندوني في محنتي لوجه الله تعالى".
تقول (س): لم أتخيل يوماً أن أكون قاتلة، ولو عادت عقارب الساعة إلى الخلف، وعدت إلى تلك اللحظة التي فقدت فيها سيطرتي على نفسي لم أكن لأقوم بهذا العمل، ولكنت توجهت إلى الشرطة لحل مشكلتي، ولكن الموقف فاجأني، فقمت بالدفاع عن شرفي ونفسي، وأي امرأة سعودية تعتز بشرفها كانت ستتصرف مثلي، وقد طلبت من الشاب الذي قتلته أن يتركني وشأني وتوسلت إليه، لكن دون جدوى، وقد كنت وقتها متزوجة منذ عامين، وأحب زوجي وأحلم مثل كل البنات بحياة مستقرة، وأن يكون لي أبناء أجتهد في تربيتهم ورعايتهم، لكن ما جرى خيب كل آمالي.
وتذكر (س) زوجها وموقفه النبيل منها "أحمل لزوجي أقصى درجات الاحترام والتقدير لوقوفه إلى جانبي وإيمانه بقضيتي وأنني فعلت ما فعلته لأحفظ شرفه في غيابه".
وتمسح دموعاً فرت من عينيها حين تتذكر وفاة والدها الذي أصيب بجلطة أدت إلى وفاته بعد أشهر قليلة من دخولها السجن..." كان والدي يزورني ويبث فيّ روح الأمل والصبر، ويوصيني دائماً أن أصبر وأحتسب، لكنه مات وتركني".
لدى (س) 9 إخوان وأختان، وحسب قولها فإن أسرتها متكاتفة ومحبة لبعضها البعض بدرجة كبيرة.
وعن أوقاتها في السجن تقول: معظم الوقت أمضيه في الصلاة وتلاوة القرآن، ولا يوجد فراغ في يومي، حتى في الليل أواظب على صلاة التهجد والإكثار من تلاوة القرآن، كما أن الملاحظات والاختصاصية الاجتماعية يفعلن ما بوسعهن كي يزيلن عني أي قلق أو توتر.
لقد حُرمت من عطف الأهل، لكن ربنا عوضني بالمسؤولات في السجن اللاتي قمن باحتوائي وكأنني ابنتهن، وقد وجهنني إلى الالتحاق بحلقة تحفيظ القرآن في السجن واستطعت خلال هذه السنوات أن أحفظ القرآن إضافة إلى دراسة الفقه وحفظ الأحاديث النبوية وأصبحت أدرِّس للسجينات، وأقوم بدور المرشدة لهن، وقد تعلمت في السجن الكثير من خلال القصص العديدة التي سمعتها وتعرّفت على أصحابها عن قرب، وقد زادتني هذه القصص قرباً إلى الله سبحانه وتعالى، وصرت أكثر خبرة بالحياة.
وتضيف: إيماني بعدالة الله دون حدود، وأملي كبير أن يصفح عني أهل القتيل، الذين أقدر حزنهم على ابنهم، لكن أناشدهم أن يعتقوني مما أنا فيه وأن يعفوا عني ويعتبروني ابنتهم التي لا حول لها ولا قوة إلا بالله.
وإلى أسرتها تقول: أقدر لكم دعمكم لي، وشدكم من أزري وأنتظر منكم المزيد من المساندة، فأنا ابنتكم البارة التي تحتاج إلى دعواتكم، ودعواتك لي يا أمي.
وتوصي الفتيات بالتمسك بكتاب الله وسنة نبيه واتقاء الله في السر والعلن.
وتؤكد المشرفة على سجن أبها نائلة عسيري ما قالته (س): (س) الآن إنسانة واعية ومتدينة، نادمة على ما فعلته، محتسبة إلى ربها، وهي تبذل ما في وسعها لتوعية السجينات دينياً واجتماعياً، خصوصاً وأنها الآن حافظة لكتاب الله، واكتسبت دراسة متعمقة في أحكام الشريعة، وتحرص كثير من السجينات على حضور الحلقات الدينية التي تعقدها لتثقيفهن.
وقبل عملية تنفيذ القصاص كتبت السجينه هذه الأبيات
أبتاه ماذا قد يخط بنانى** و الموت والجلاد ينتظران
هذا الكتاب اليك من زنزانة** مقرورة صخرية الجدران
لم تبق الا ليلة احيا بها** واحس ان ظلامها اكفانى
ستمر يا ابتاه لست اشك** فى هذا وتحمل بعدها جثمانى
الليل من حولى هدوء قاتل** والذكريات تمور فى وجدانى
ويهدنى المى فانشد راحتى** فى بضع ايات من القران
والنفس بين جوانحى شفافة** دب الخشوع بها فهز كيانى
قد عشت أومن بالاله ولم** اذق الا اخيرا لذة الايمان
شكرا لهم انا لا اريد طعامهم** فليرفعوه فلست بالجوعان
هذا الطعام المر ما صنعته لى **امى ولا وضعوه فوق خوان
كلا ولم يشهده يا ابتى معى **اخوان لى جاءاه يستبقان
مدوا الى به يدا مصبوغة** بدمى وهذه غاية الاحسان
والصمت يقطعه رنين سلاسل** عبثت بهن اصابع السجان
ما بين اونة تمر واختها يرنو** الى بمقلتى شيـــطان
من كوة بالباب يرقب صيده** ويعود فى امن الى الدوران
انا لا احس باى حقد نحوه** ماذا جناه فتمسه اضغانى
هو طيب الاخلاق مثلك يابى** لم يبد فى طمأ الى العدوان
لكن إن نام عنى لحظة ذاق** العيال مــرارة الحرمان
فلربما وهو المروع سحنة** لو كان مثلى شاعرا لرثانى
أو عاد من يدرى الى اولاده** وذُكّرَ صورتى لبكانى
وعلى الجدار الصلب نافذة بها** معنى الحياة غليظة القضبان
قد طالما شارفتها متأملا فى** السائرين على الأسى اليقظان
فأرى وجوما كالضباب مصورا** ما فى قلوب الناس من غليان
نفس الشعور لدى الجميع وإنما **كتموا وكان الموت فى إعلانى
ويدور همس فى الجوانح ما الذى** فى الثورة الحمقاء قد أغراني
أو لم يكن خيرا لنفسى ان أرى** مثل الجموع أسير فى إذعان
ما ضرنى لو قد سكت وكلما **غلب الأسى بالغت فى الكتمان
هذا دمى سيسيل مطفئا ما** ثار فى جنْبَىَّّ من نيران
وفؤادى الموار فى نبضاته** سيكف من غده عن الخفقان
والظلم باق لن يحطم قيده** موتى ولن يودى به قربان
ويسير ركب البغى ليس يضيره** شاة اذا اجتثت من القطعان
هذا حديث النفس حين تشف عن** بشريتى وتمور بعد ثوان
وتقول لى إن الحياة لغاية أسمى **من التصفيق للطغيان
انفاسك الحرى وان هى أخمدت** ستظل تغمر افقهم بدخان
وقروم جسمك وهو تحت سياطهم** قسمات صبح يتقيه الجانى
دمع السجين هناك فى أغلاله** ودم الشهيد هنا سيلتقيان
حتى اذا ما أفعمت بهما الربا** لم يبق غير تمرد الفيضان
ومن العواصف ما يكون هبوبها** بعد الهدوء وراحة الربان
إن احتدام النار في وجهه أمر** يثير حفيظة البركان
وتتابع القطرات ينزل بعده سيل** يليه تدفق الطوفان
فيموج يقتلع الطغالة مزمجرا** اقوى من الجبروت والسلطان
أنا لست ادرى هل ستذكر قصتى** ام سوف يعدوها رحى النسيان
او أننى سأكون فى تاريخنا** متآمرا أم هادم الاوثان
كل الذى ادريه ان تجرعى** كأس المذلة ليس فى إمكانى
لو لم أكن فى ثورتى متطلبا **غير الضياء لامتى لكفانى
اهوى الحياة كريمة لا قيد لا **إرهاب لا إستخفاف بالإنسان
فاذا سقطُت سقطُت أحمل عزتى** يغلى دم الاحرار فى شِريانى
أبتاه إن طلع الصباح وأضاء** نور الشمس كل مكان
واستقبل العصفور بين غصونه** يوما جديدا مشرق الألوان
وسمعت أنغام التفاؤل ثرة** تجرى على فم بائع الالبان
واتى يدق- كما تعود- بابنا** سيدق باب السجن جلادان
واكون بعد هنيهة متأرجحا** فى الحبل مشدودا الى العيدان
ليكن عزاؤك ان هذا الحبل** ما صنعته فى هذى الربوع يدان
نسجوه فى بلد يشع حضارة** وتضاء منه مشاعل العرفان
او هكذا زعموا وجىء به الى** بلدى الجريح على يد الاعوان
أنا لا اريدك ان تعيش محطما** فى زحمة الألام والاشجان
إن ابنك المصفود فى أغلاله** قد سيق نحو الموت غير مدان
فاذكر حكايات بأيام الصبا قد** قلتها لى عن هوى الأوطان
وإذا سمعت نشيج امى فى الدجى** تبكى شبابا ضاع فى الريعان
وتكتم الحسرات فى أعماقها **ألما تواريه عن الجيران
فاطلب اليها الصفح عنى اننى** لا ابتغى منها سوى الغفران
مازال فى سمعى رنين حديثها** ومقالها فى رحمة وحنان
أبنى إنى قد غدوت عليلة لم يبق** لى جلد على الأحزان
فأذق فؤادى فرحة بالبحث عن** بنت الحلال ودعك من عصيان
كانت لها أمنية ريانة** يا حسن أمال لها وأمان
غزلت خيوط السعد مخضلا** ولم يكن إنتفاض الغزل فى الحسبان
والان لا ادرى باى جوانح** ستبيت بعدى أم باى جنان
هذا الذى سطرته لك يا أبى** بعض الذى يجرى بفكر عان
لكن إذا إنتصر الضياء ومُزقت** بيد الجموع شريعة القرصان
فلسوف يذكرنى ويُكبر همتى من** كان فى بلدى حليف هوان
والى لقاء تحت ظل عدالة** قدسية الأحكام والميزان