بعد حبكة المغرب انبسط الظلام هناك حيث تعشش البيوت,وظهرت مصابيح متناثره في دائرة الظلمه الواسعه,وساد المكان هدوء شاعري,الذي سرعان ما تبدد بفعل خراطيم الصراخ التي تدفقت من فم اهالي المنطقه,فما ان نظرت حولي حتى رايت الجميع يركض صارخا "حريق في البلده...حيق".
فقد تخاذل احدهم ونسي اطفاء النار فنشبت الحريق.
بقيت هذه الضوضاء المكتومه مده طويله,لكن سرعان ما عاد المكان الى سكون الدنيا الثقيل ,فعاد الجميع الى اقدام الفراش.
عندها استرعى اهتمامي همهمه حزينه خافته تنحدر وتعلو من فم يمامه قد قضت لها النيران على عشها,وبهذا فلم يبقى لها مكان للبقاء فيه.
كانت تنظر الي بنظرات ممغوصه,فلم تكن في عيناها قمحه واحده من الفرح,وحاولت جاهده ان تضم ضفتي نفسها لتحكم اغلاقها,واخذت تبحث لها عن قشة باقيه نجت من لهيب النار.الا ان املها في ذلك كان معدوما,فخيم الحزن عليها وبدت يائسه.وبدأ ينفض فيها خمول المرض فلم استطع كتم مشاعري ...فهذه اليمامه بعثت اليقظه المقشعره في جسدي.
فاستمالة قبضتي عليها,لكنها امتلأت خوفا ورعبا مني وسرعان ما حلقت في كحلة السماء بعد ان القت علي نظرة بغض.
اشعرتني حينها انني السبب في تشتيتها فاوغلت(شردت)في المكان والزمان,فنظرتها هذه صنعت بي بصابيص النار التي الهبت ثورتي وشدتني الى عالم التفكير,لرغم الضباب الكثيف الذي كان بيني وبين سبب هذه النظره الا انني استطعت ان ايقن سببها.
ذاك السبب الذي يكمن في كوني انسانا,احد اكبر اعدائها,والمسبب الرئيسي لذلك الحريق الذي قد دمر وشتت اليمامه وضمها الى دائرة الضياع...
فكيف لي ان انال اطمأنانها اذا كنت انتمي الى قائمة اعدائها؟