مشاهدة النسخة كاملة : رسالة أحد المطلوبين الى امه


يقوليـ لا يهمونكـ
03-24-2005, 08:55 AM
هذه رساله للاحد المطلوبين

في السعوديه


فل ننظر الى الرساله

بعيدا عن السياسه والارهاب

ولنقرأها بمشاعر هذه الام المسكينه



بسم الله الرحمن الرحيم



رسالة إلى أمي

سامحيني ...أنا من المطلوبين التسعة عشر ..!




أمي الحبيبة ..

مثلكِ تماما وأنت جالسة قبالة شاشة التلفاز ، تتفاجئين بصورتي وباسمي معلنين على الملأ ، قالوا بأننا اجتمعنا في فيلا ، وركبنا سيارة ، وأنهم وجدوا خلفنا قنابل وأسلحة وهويات ...!

يا أمي ..أستحضر وجهك وأنت تتلفتين يسارا ويمينا ، وتبحثين عني ..!

تريدين أن تحولي بيني وبينهم ، بجسدكِ الهزيل المُنهك ..

أستحضر شكلك وأنت تضربين على صدركِ ، وتُكذّبين عينيك اللتين رأينني أمامك في الوقت الذي تتهمني فيه السلطات بأنني كنت هناك !

قال لي أخواني : أنك بدأت تصرخين ، وتشتكين إلى الله ، وتندبين حظي العاثر الذي لا يخرجني من موت محتم إلا إلى آخر أخطر منه وأشد ..

قالوا أنك صرختِ بهم : ابحثوا عنه ..أخفوه ، هاتوه عندي في غرفتي ..لا يذبحونه !!

عمن تخفينني يا أماه ! وإلام ؟

عن الموت ؟

إنه آتيني ..بيد السلطات الظالمة ، أو بيد غيرها ..

ومن قال لكِ أن جسدك الهزيل : مدرعة ستحول بيني وبينهم ! ؟

لو لم يقف بينهم وبيني سواك لأحالوكِ قتيلة في أقل من ثانية ! فدماء الناس أرخص عندهم من شسع نعل الملك !


أمااااه ..

رأيتك بأم عيني تذرفين دمعات أغلى من الذهب ..وتتحسبين الله ، وتكادين تشقين جيبك من شدة القهر ، والإحساس بالظلم ..

قال لي أخواني : أنك صرتِ تدورين في الصالة ، وتصرخين ( لمن أردتِ يا أماه أن توصلي صوتك !؟ ) : والله لقد كان أمام عينيّ يتغدى في تلك اللحظة ! والله ما خرج من قريته منذ عاد من أفغانستان ..والله ما غاب عن عيني أكثر من ساعة ، فمتى يذهب للرياض ، ومتى يفعل كل ذلك ، ومتى يعود !

أنا مثلك يا أماه ..كنت في منزل أحد الزملاء ، عندما رأيت صورتي تعلن ، واسمي ، ويُحكم عليّ بأنني من المفجرين المفسدين ..المطلوبين للعدالة !!

مثلك تماما ..شككتُ في سمعي أولا ...

ثم في بصري ثانيا ..

ثم في فهمي ثالثا ..

توقعته فلما يُبث على الهواء مباشرة !

توقعته برنامج ( الكاميرا الخفية ) أراد أحدهم ممازحتي عن طريقه !!





منذ عدتُ من أفغانستان ، ومنذ منعتني أنت ووالدي من العودة للجهاد خوفا على حياتي ، منذ ذلك الحين لم أتزحزح شبرا عن طريق سيري اليومي الذي رسمتماه لي ..

ولكن ..هاهي حياتي تُهدم بين أيديكما ، ولا تملكان حتى أن تجزعا !

منذ أن عدتُ من أفغانستان يا أماه ، وأنت لا تتركينني أخرج من المنزل أكثر من ساعة ، و تهاتفينني إن زدتُ ولو دقيقة .. حرّمتِ عليّ السفر خارج قريتنا ولو بشبرٍ واحد ، وأمنتني إن أنا اتصلتُ بأحد أصدقائي السابقين من المجاهدين أن أخبرك ، وأحدثه أمامكِ ..فعلتُ كل ما تقرُّ به عينك .. فأمنتِ جانبي ، وضمنتِ لي الحياة !

زوجتني ؛ حتى تشغلينني بالزوج والولد عن الجهاد الذي تهفو إليه روحي ، ويفرح به قلبي ، وأسكنتني معك في المنزل ، عكس باقي أخوتي المتزوجين ؛ لأكون تحت سمعكِ وبصرك ..

ثم هاهو الوطن / المنفى يكيل لكِ الصفعة تلو الأخرى ، وهاهم ولاة أمرك يصدمونك ويشككونك حتى في نفسك وفي سمعك وفي بصرك !

كنتِ تصرخين : ابني لم يخرج من القرية منذ عشر سنين ! ابني لم يتعد عتبة الباب لأكثر من منزلين أو ثلاثة ! ابني مظلوم !

ثم تلتفتين إلى أبي ، وتصرخين في وجهه :

" معقولة يكذبون عليه ؟ وش يبون منه ؟ وش معنى هو بالذات ؟ لا أكيد هو مسوي شي غلط ، أكيد ما راح يتجنون عليه اعتباطا ..."..

صدقتِ ..لن يتجنوا عليّ ، لم يظلموني ..لكن هل تدرين ما ذنبي إليهم ؟

ذنبي إليهم - يا حبيبتي - أنهم فتحوا باب الجهاد لنا في الثمانينات ، وجاءوا اليوم يعاقبوننا على طاعتنا لهم واحدا واحدا ..!



أقسم لك بالله يا أماه ..

أنني لا أعرف واحدا ممن أذاعوا اسمي معهم ، وأنني لم ألتق بهم قط ، إلا شخصا شبّهت عليه ، ربما أكون قد قابلته في أفغانستان أيام جهاد الروس ..

وأقسم لكِ بالله - يا أمي - ..ما وطئت قدمي أرض الرياض منذ آخر رحلة عدتُ فيها من الخارج مجاهدا منذ أربعة عشر عاما !

وأقسم لكِ -يا أماه- أنه ليس بحوزتي حتى ( شراخيَّات ) التي يلعب بها صبية الحيّ .. فكيف بأسلحة وقنابل !؟

يا أمي ياحبيبتي ..

أنا ، الرجل الذي اغبّرت قدماه في سبيل الله ، وعالج الأمور والشدائد الصلاب ، وخبر الغش والتزييف والكذب والخداع ..أنا اقشعر بدني من هول ما كذبوا به عليّ ، وزاغ فهمي ، فكيف بكِ أنت يا أمي ؟

كيف بكِ أنتِ ، كيف لعقلكِ الطاهر أن يستوعب كل هذا الخبث ؟

كيف لروحك الملائكية أن تحيط فهما بكل هذا الافتراء ..

كيف لعلمكِ المحدود أن يفقه سياسة التزييف والكذب والتملق ؟

إنه لحمْلٌ ثقيل ..

كنتِ منذ نشأنا ، تعاقبين المخطيء منا برفقٍ ولين ، إلا من يقترف ( خطيئة ) الكذب ! فكنتِ تقسين عليه قسوة ، نشك معها برحمتك ، وشدة نشك معها برفقك ..من كثر ما تكرهين الكذب ، وتتضايقين من فاعله ..

اليوم – يا أماه – أنتِ أمام أكبر كذبة في التاريخ الحديث ! وراح ضحيتها فلذة كبدك ..فكيف بالله ستعاقبينهم ؟

ربّيهم يا أماه ..

علميهم أن ( الكذب حرام) ..

وأن (الكاذب لا يقابل وجه الله يوم القيامة )..

وأنه ( مطرود من رحمته ) ..

واصرخي في وجوههم : ( استحوا من ربكم ) ..لعلهم يستحون !

أعطيهم دروسا في الأخلاق ، قولي لهم أن ( الشخص إذا بلغ التاسعة صار رجلا .. ومن صار رجلا ، فهو لا يكذب ، ومن كذب بعد هذه السن ، فهو ليس برجل ) وإذا اعترض أحدهم كما تفعل سارة دائما : ( يكون ماذا أجل؟ حرمة مثلا ؟ )ثم أطلق ضحكة عالية كما كانت تفعل هي ...فأجيبيه – كعادتك - : ( لا ، ولا حتى حرمة ! الحرمة الشريفة ما تكذب ! ) ..

إذن ماذا تسمينهم يا أماه ! ؟

لم يخافوا من الله .. بل خافوا من أمريكا ..

لم يراعو حقوق المسلم .. بل راعوا رغبات الكافرين ، بل رأس الكفر العالمي ..

روعوكِ ؛ لتأمن أمريكا وهي تقتّل المسلمين في كل مكان ..

لم يستحوا من الناس ! تسعة عشر رجلا ماتوا من أجل أن أمريكا طلبتهم ، ثأرا للروس !!!

تسعة عشر أم ، يُحرق قلبها ، ويُهدر أمام عينيها وسمعها دم ابنها ؟

تسعة عشر أب يُقهر في نفسه ، ويؤذى في ابنه وفلذة كبده ، ويُغلب على أمره ، من أجل أمريكا ! من أجل دولة كافرة ؟ من أجل شارون ؟ ألا يكفيه الدماء التي يمتصها في فلسطين ، حتى يمتص دماءنا نحن أيضا !

تسعة عشر عائلة تعيش رعبا لم تعشه أسرة مناضل في بلدٍ يستعمره شارون وجنوده منذ خمسين سنة !

تسعة عشر أخت مسلمة مؤمنة صائمة مصلية تختفي من الناس ، وتمرض بسبب القهر والغيظ ، والحزن على أخيها ؟

تسعة عشر أخ ..يُضيّق عليه في عمله ، وتطارده الجواسيس أنى ذهب ، ويُحرج في بلده ، حتى ينعزل ، بسبب أن هذا ما تريده الآلهة أمريكا ؟

عفوا ... من قال إنهم فقط تسعة عشر ! ؟

تسعة عشر هذا هو عدد المطلوبين فقط ، أما من مات في سبيل القبض على هؤلاء التسعة عشر فهم أكثر بكثير من أن نعدهم أو نحصيهم ..

كم من أم ضابط وجندي قُتل في هذه المناوشات ، تتصل بالمشايخ وطلبة العلم ، وهي تبكي : هل ولدي فعلا في النار ؟ هو لم يقتل مسلما بإرادته ، بل أُجبر إجبارا ، هل سيغفر الله له إن كان مضطرا مجبرا ؟

ليعاقب الله من أجبروه لا هو !

ما ذنبه ، والله لم يكن راضيا ولا مستوعبا لقضية تقتيل أبناء وطنه وأبناء قبيلته من أجل أمريكا ، ولكنهم دفعوه لهذا دفعا ! فما ذنبه ؟

كم من كبد أحرقوها ، ودمعة اهرقوها ، في سبيل مراد أمريكا الكافرة !؟


- يا أمي الحبيبة ..

هل تصدقينني أم تصدقينهم ؟

- لا أريد أن أصدق أحدا .. أريدك أن تعيش لي ..كيف أنظر في وجهك وأنت ميت لا محالة في أي لحظة ، وأي فرصة ؟

اهربْ يا بني اهرب ولو إلى أفغانستان ..الذين قدمونا قرابين لأمريكا ، يستحقون أن تفجروهم ، وأن تقلبوا أمنهم رعبا ، وهدوءهم صخبا ، وبلدهم نارا وجحيما ....

ثم تعولين :

( يااااويلي عليك وليدي ...يا رداة حظي ، يالله تلعنهم واحد ورى واحد ، يالله إني داخلتن عليك يا حي يا قيوم ، يالله ياولي الصالحين هذا وليدي قطعة من تسبدي ، ما فاتته صلاة ، ولا نقض صوم ، حاج مزكي ..يالله إنك تبرد تسبدي منهم ، يالله إنك تحفظ لي وليدي ، وتنزع روحي قبل أشوف الملاعين يذبحونه قدامي .. ) ..

ثم ماذا يا أماه ...

لو كانوا طالبين عدالة ...هل يرفعون شعار ( مطلوبين أحياء أو مقتولين ) !؟

لو كان لديهم قضية يحاربوننا من أجلها ؛ لأستدعونا بالتي هي أحسن ، وحاكمونا ، فإما نجونا ، وإما أخذنا جزاءنا..!

ماذا جرى لبلاد الحرمين ؟ يُقتل فيها المجاهدين بدم بارد ، والعلماء والمشايخ وحملة مشاعل العلم ينظرون ولا حراك ، بينما يُكرم ( فنان ) وتُستدعى ( فنانة ) بملايين الريالات ؛ لتقيم حفلا راقصا !

يُطارد فيها المجاهدين ، ويُسجنون ويعذبون في الوقت نفسه الذي يُفرج فيه عن الكفرة المفجرين المتعمدين الإضرار بالمسلمين بــ( عفو ملكي ) !





نعم .. يا أمي ..

أعرف أنك منذ تلك اللحظة لم تخرجي لزيارة جاراتك ...

أعرف أن والدي صار يذهب للمسجد (متلطما) ، ثم غيرَّ المسجد الذي كان يصلي فيه ثلاثين سنة لمسجد آخر بعيد ، تجنبا لجحيم النظرات والهمسات حول ( أبي المجرم المطلوب للدولة ) هذا ..!

أعرف أن سارة لم تعد تذهب للكلية ، بعد أن لم يبق بينها وبين التخرج غير سنة ..

وأن أحمد يطالبك يوميا بفصله من المدرسة ، إذ صار اسمي يُشكل عليه عارا وعبئا ..

وأن خالد غيَّر عمله فجأة بعد أن أعلنوا اسمي افتراء وكذبا وزورا، بحجة القرب من منزله ، وإن كان الراتب أقل ..! يظن نفسه في مدينة ؛ ليحتج بالقرب والبعد ، ونسي أنه في قرية أبعد مكان فيها لا يحتاج لسوى ربع ساعة على الأكثر ..!

أعرف أن زوجتي تفكر في تقديم استقالتها من العمل الذي كان سيعيلها هي و صغيري الحبيب ( بسّام ) ...من كثر ما بدأت النظرات تحرجها وتتهمها بما لا تعرف !

أعرف أن ( بسّام ) يُقلقكم بالسؤال عني ..والبكاء رغبةً في رؤيتي ..لكن ..
بلغوه أن موعدنا الجنة .

بسّام يا حبيبي ..

بينك وبين الانتقام لي ثماني عشرة سنة ..!

عندما تبلغ العشرين ستخبرك أمك بكل شيء ..

وسأترك لك وصية مفصلة في مكانٍ ما من هذا العالم ...

يا صغيري ..كيف ستنتقم ؟ انتبه لنفسك ..لاتؤذها ، فتؤذيني في قبري مرتين : مرة لأنني حملتك ثأرا كبيرا ، ومرة لأنك آذيت نفسك يا فلذة كبدي ، وروح قلبي ..


بسام يا حبيبي ...

الـ( سيكل ) الذي خرجتُ ذلك اليوم ؛ لأشتريه لك ، مازال في سيارتي ، عندما اشتريته ، قابلني أحد الأقارب وأقسم عليّ أن أشرب فنجانا عنده ، فذهبت معه ، وأنا متلهف للحظة رؤية عينيك تبرقان من الفرح بهذه الهدية الصغيرة ..لكن الأقدار لم تتمهل دقائق لتمنحني هذه السعادة ، بل ضنّت بها عليّ ، وظل (سيكلك) في سيارتي ، واختفيت أنا من حياتك للأبد ..!

هل تشعر بحنق من هذا الــ( سيكل ) الذي خطف ( بابا ) للأبد ؟

هل أنت نادمٌ يا حبيبي على الطلب ، الذي تظن أنه سبب اختفائي ؟

هل تتوقع يا روحي أن يغيب أب عن ابنه وصغيره وفلذة كبده كل هذه الشهور من أجل أن يبحث عن ( سيكل ) مناسب له ؟

كم أنت بريء يا حبيبي ...

سامحيني يا أمي ..

لم أقترف إثما غير الجهاد ، ولا جريمة سوى الغيرة على محارم الله ، ودماء المسلمين من أن تُراق وأنا حي أرزق ..

سامحيني ..

سا محني يا بسام ..

والموعد الجنة . بإذن الله تعالى.










منقووووووووووووووووووووووووووووووووووول
بتصرف

7amama_majro7a
03-24-2005, 12:35 PM
مشكور وما قصرت على هذا المقال الجميل
وان شاء الله تتوفق اكثر واكثر بكتابت المقلات
تحياتي اليك
(111) حمامة مجروحة (111)

RiRi
03-24-2005, 01:00 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ماعدنا هالايام نعرف الحقيقه وين

صحيح ان في من هم ظلموا وسجنوا وعذبوا من غير ذنب

لكن للاسف في الاكثر يلي يستاهلوا اللي صار فيهم

واتمنى من الله انهم ينمسكوا ويعذبوا اشد العذاب دنيا واخرة

لانهم يقتلون النفس التي حرام الله من غير ذنب

بحجه الجهاد في سبيل الله

كيف يكون جهاداً وهم يتقاضون حقه ؟؟؟!!!

اليست هذه سخافه واكذوبه يكذبون بها على انفسهم


ربي يستر على الجميع ويحفض من ليس له ذنب
وينتقم من كل جائر وظالم وقاتل


تسلم على الموضوع