الحب الشديد
11-07-2004, 01:50 PM
علي الأكبر
فتىً يشبهُ النّبي
بسم الله الرحمن الرحيم
بحمدك يا بارئ العالمين
انت الرحيم ، و انت المعين...
و اياك يا ربّنا نستعين...
بنعماك نحيا و انت الاله
تعاليت يا ارحم الراحمين...
حياة البحار ، و صخر الجبال
تنادي بحمدك يا ذا الجلال...
تباركت يا أحسن الخالقين
الاهداء
إلى كل الذين سارو على خط الحسين في الطريق إلى كربلاء ...
انتصف النهار ... و حان موعد صلاة الظهر ... طلب الإمام الحسين ايقاف القتال لاداء الصلاة ... و لكن العدو الغادر رفض ذلك ... و استمرت المعارك ... و استشهد العديد من أصحاب سيدنا الحسين ( عليه السَّلام ) . و استشهد حبيب بن مظاهر ، و الحرّ الرياحي .
كان لابدّ من أداء الصلاة رغم هجمات العدو ... فنهض الإمام يصلّي . و صلّى خلفه نصف أصحابه ، أما النصف الآخر فقد استمرّ في القتال ، ريثما تتم الصلاة .
كانت السهام تنهال كالمطر . و كان أصحاب الحسين يحمون سيدهم ... فسقط أحد أصحابه و اسمه سعيد من كثرة ما نبتت في جسمه السهام فنادى قائلاً :
ـ أوَفيت يابن رسول الله ؟
قال الإمام و هو يبكي من أجل صديقه و ناصره :
ـ نعم ... أنت أمامي في الجنّة .
و عندها ابتسم سعيد ثمّ أغمض عينيه , و صعدت روحه الطاهرة إلى السماء .
هتف الإمام الحسين بأصحابه يحثّهم على الاستبسال حتى الشهادة :
ـ يا كرام ! هذه الجنّة قد فتحت أبوابها ... و اتّصلت أنهارها و أينعت ثمارها ، و هذا رسول الله ، و الشهداء الذين قُتلوا في سبيل الله يتوقّعون قدومكم ، و يتباشرون بكم ، فحاموا عن دين الله ، و دين نبيه ، و ذبّوا عن حرم الرّسول .
فصاح أصحاب الإمام بحماس :
ـ نفوسنا لنفسك الفداء ...
و هكذا بدأ أصحاب الحسين يخرج الواحد بعد الآخر . فيودّع سيدنا الحسين ( عليه السَّلام ) و يواجه الأُلوف وحيداً ، ليقاتل حتى الشهادة .
و تساقط أصحاب الحسين في ميدان الشرف و الكرامة ، بعد أن سجّلوا أكبر ملحمة في الفداء .
لم يبق مع سيدنا الحسين أحد أصحابه ، لقد استشهدوا جميعاً ... لم يبق معه سوى أهل بيته .
و في تلك اللحظات الرهيبة تقدّم علي الكبر مستعدّاً للهجوم .
ها هو يتقدّم راكباً فرساً لأبيه يسمى " لاحقاً " و جهه المضيء يشبه وجه سيدنا محمد ( صلى الله عليه وآله ) ... ها هو ينطلق ليقاتل جيشاً مؤلّفاً من آلاف الجنود . كان ظامئاً . و كان متعباً . لأنّه كان يقاتل منذ الفجر !
لندع ذلك البطل يقاتل لوحده الآلاف ، و نعود لنعرف من هو علي الأكبر ؟
علي الأكبر
هو ابن الإمام الحسين الأكبر .
ولد في المدينة المنورة في 11 / شعبان / سنة 33 هجري ، و كان عمره سبعة أعوام عندما استشهد جدّه عليّ بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) ، و عندما بلغ السابعة عشرة من عمره استشهد عمّه الحسن بن عليّ مسموماً على يد معاوية بن أبي سفيان .
و هو الآن في السابعة و العشرين من عمره ، يقف إلى جانب والده العظيم في محنته مع يزيد بن معاوية ... يزيد الشاب الفاسق ، شارب الخمور ، الذي يقضي وقته في اللعب مع القرود و الكلاب .
لقد أصبح يزيد خليفة على المسلمين بقوّة الحديد وا لنار .
فاستغاث الناس بسيدنا الحسين ليخلّصهم من ظلم بني أُمية .
تذكروا عدالة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) ، لهذا بعثوا آلاف الرسائل إلى ابنه الحسين ( عليه السَّلام ) .
وهبّ الإمام يلبّي استغاثة الناس في مدينة الكوفة . وفي شهر ذي الحجة غادرت قافلة الإمام الحسين مدينة مكّة المكرّمة في طريقها إلى الكوفة .
ركب عليّ الأكبر فرسه ، و راح يطوي الصحاري مع والده العظيم . كان عليٌ مُضيءُ الوجه يشبه سيدنا محمّداً و هو لا يشبهه في الشكل فقط ، بل يشبهه في أخلاقه ، و منطقه أيضاً . كان أصحاب سيدنا محمّد ( صلى الله عليه وآله ) و أهل بيته ، عندما يشتاقون لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يأتون لرؤية علي الأكبر .
رؤيا
و تمرّ الأيام و الليالي ، و القافلة تقطع المسافات . و في منطقة تدعى " قصر بني مقاتل " ، أمر الإمام الحسين ( عليه السَّلام ) بالتوقّف ، للتزوّد بالماء . توقفت القافلة للاستراحة و الاستسقاء ، ثمّ استأنف و حلتها في الصحراء .
ركب الجميع جمالهم و أفراسهم ، و سارت القافلة باتّجاه قرية تدعى " نينوى " .
كان الإمام ( عليه السَّلام ) متعباً فأغمض عينيه قليلاً .
رأى سيدنا الحسين في عالم النوم فارساً يقترب من القافلة و يقول : القوم يسيرون و المنايا تسري إليهم .
اِنتبه الإمام ( عليه السَّلام ) من نومه و قال :
ـ إنّا لله و إنّا إليه راجعون .
قالها ثلاث مرّات .
سمع عليّ الأكبر والده يسترجع ، أي يقول : إنا لله و إنا إليه راجعون . و هي آية قرآنية يقولها المسلم عندما تحلّ به مصيبة .
لهذا سأل علي أباه قائلاً :
ـ يا أبت لم استرجعت ؟
قال سيدنا الحسين :
ـ يا بني خفقت برأسي خفقة ( أي نمتُ لحظات ) فعنّ ( ظهر ) لي فارس فقال : القوم يسيرون و المنايا تسري إليهم ، فعلمت أنّ أنفسنا نُعيت إلينا .
فقال الابن المؤمن :
ـ يا أبت لا أراك الله سوءاً ، ألسنا على الحق ؟
فقال الأب ، و هو يقسم بالله :
ـ بلى ! و الذي إليه مرجع العباد .
عندها انبرى عليّ الأكبر ليقول بشجاعة أهل الحقّ :
ـ يا أبت ، إذن لا نبالي .
اِبتسم الإمام فرحاً بشجاعة ابنه و إيمانه و قال :
ـ جزاك الله من ولد خير ما جزى ولداً عن والده .
و مضت القافلة تطوي المسافات حتّى وصلت منطقة تدعى " كربلاء " .
الحصار
و في هذه المنطقة حوصرت قافلة سيدنا الحسين ، و لم يسمح لها بالعودة إلى المدينة المنورة .
و في يوم السابع من المحرّم منع جيش يزيد سيدنا الحسين و أُسرته و أصحابه من الاقتراب من نهر الفرات ، ليموتوا عطشاً . و كان منظر الأطفال و هم يصيحون : العطش ! مؤثراً .
و في السماء و بينما كان الأطفال يبكون و يطلبون الماء ، أمر سيدنا الحسين أخاه العباس ، أن يتوجّه إلى نهر الفرات ، و أن يملأ عشرين قربة بالماء . اِمتطى العباس جواده و معه ثلاثون من الفرسان ، و عشرون من المشاة ، كانت مهمّة المشاة ملء القرب بالماء ، و كانت مهمّة الفرسان الدفاع عنهم ، و صدّ هجمات العدو .
اِشترك علي الأكبر في هذه المهمّة ، كان يسير إلى جانب عمّه العباس .
و تقدّم الأبطال باتّجاه الشواطئ . كان عمر بن سعد قد نشر أربعة آلاف جندي على الشريعة ، و هي الشاطئ المناسب لارتياد النهر .
علي الأكبر
فتىً يشبهُ النّبي
بسم الله الرحمن الرحيم
بحمدك يا بارئ العالمين
انت الرحيم ، و انت المعين...
و اياك يا ربّنا نستعين...
بنعماك نحيا و انت الاله
تعاليت يا ارحم الراحمين...
حياة البحار ، و صخر الجبال
تنادي بحمدك يا ذا الجلال...
تباركت يا أحسن الخالقين
الاهداء
إلى كل الذين سارو على خط الحسين في الطريق إلى كربلاء ...
انتصف النهار ... و حان موعد صلاة الظهر ... طلب الإمام الحسين ايقاف القتال لاداء الصلاة ... و لكن العدو الغادر رفض ذلك ... و استمرت المعارك ... و استشهد العديد من أصحاب سيدنا الحسين ( عليه السَّلام ) . و استشهد حبيب بن مظاهر ، و الحرّ الرياحي .
كان لابدّ من أداء الصلاة رغم هجمات العدو ... فنهض الإمام يصلّي . و صلّى خلفه نصف أصحابه ، أما النصف الآخر فقد استمرّ في القتال ، ريثما تتم الصلاة .
كانت السهام تنهال كالمطر . و كان أصحاب الحسين يحمون سيدهم ... فسقط أحد أصحابه و اسمه سعيد من كثرة ما نبتت في جسمه السهام فنادى قائلاً :
ـ أوَفيت يابن رسول الله ؟
قال الإمام و هو يبكي من أجل صديقه و ناصره :
ـ نعم ... أنت أمامي في الجنّة .
و عندها ابتسم سعيد ثمّ أغمض عينيه , و صعدت روحه الطاهرة إلى السماء .
هتف الإمام الحسين بأصحابه يحثّهم على الاستبسال حتى الشهادة :
ـ يا كرام ! هذه الجنّة قد فتحت أبوابها ... و اتّصلت أنهارها و أينعت ثمارها ، و هذا رسول الله ، و الشهداء الذين قُتلوا في سبيل الله يتوقّعون قدومكم ، و يتباشرون بكم ، فحاموا عن دين الله ، و دين نبيه ، و ذبّوا عن حرم الرّسول .
فتىً يشبهُ النّبي
بسم الله الرحمن الرحيم
بحمدك يا بارئ العالمين
انت الرحيم ، و انت المعين...
و اياك يا ربّنا نستعين...
بنعماك نحيا و انت الاله
تعاليت يا ارحم الراحمين...
حياة البحار ، و صخر الجبال
تنادي بحمدك يا ذا الجلال...
تباركت يا أحسن الخالقين
الاهداء
إلى كل الذين سارو على خط الحسين في الطريق إلى كربلاء ...
انتصف النهار ... و حان موعد صلاة الظهر ... طلب الإمام الحسين ايقاف القتال لاداء الصلاة ... و لكن العدو الغادر رفض ذلك ... و استمرت المعارك ... و استشهد العديد من أصحاب سيدنا الحسين ( عليه السَّلام ) . و استشهد حبيب بن مظاهر ، و الحرّ الرياحي .
كان لابدّ من أداء الصلاة رغم هجمات العدو ... فنهض الإمام يصلّي . و صلّى خلفه نصف أصحابه ، أما النصف الآخر فقد استمرّ في القتال ، ريثما تتم الصلاة .
كانت السهام تنهال كالمطر . و كان أصحاب الحسين يحمون سيدهم ... فسقط أحد أصحابه و اسمه سعيد من كثرة ما نبتت في جسمه السهام فنادى قائلاً :
ـ أوَفيت يابن رسول الله ؟
قال الإمام و هو يبكي من أجل صديقه و ناصره :
ـ نعم ... أنت أمامي في الجنّة .
و عندها ابتسم سعيد ثمّ أغمض عينيه , و صعدت روحه الطاهرة إلى السماء .
هتف الإمام الحسين بأصحابه يحثّهم على الاستبسال حتى الشهادة :
ـ يا كرام ! هذه الجنّة قد فتحت أبوابها ... و اتّصلت أنهارها و أينعت ثمارها ، و هذا رسول الله ، و الشهداء الذين قُتلوا في سبيل الله يتوقّعون قدومكم ، و يتباشرون بكم ، فحاموا عن دين الله ، و دين نبيه ، و ذبّوا عن حرم الرّسول .
فصاح أصحاب الإمام بحماس :
ـ نفوسنا لنفسك الفداء ...
و هكذا بدأ أصحاب الحسين يخرج الواحد بعد الآخر . فيودّع سيدنا الحسين ( عليه السَّلام ) و يواجه الأُلوف وحيداً ، ليقاتل حتى الشهادة .
و تساقط أصحاب الحسين في ميدان الشرف و الكرامة ، بعد أن سجّلوا أكبر ملحمة في الفداء .
لم يبق مع سيدنا الحسين أحد أصحابه ، لقد استشهدوا جميعاً ... لم يبق معه سوى أهل بيته .
و في تلك اللحظات الرهيبة تقدّم علي الكبر مستعدّاً للهجوم .
ها هو يتقدّم راكباً فرساً لأبيه يسمى " لاحقاً " و جهه المضيء يشبه وجه سيدنا محمد ( صلى الله عليه وآله ) ... ها هو ينطلق ليقاتل جيشاً مؤلّفاً من آلاف الجنود . كان ظامئاً . و كان متعباً . لأنّه كان يقاتل منذ الفجر !
لندع ذلك البطل يقاتل لوحده الآلاف ، و نعود لنعرف من هو علي الأكبر ؟
علي الأكبر
هو ابن الإمام الحسين الأكبر .
ولد في المدينة المنورة في 11 / شعبان / سنة 33 هجري ، و كان عمره سبعة أعوام عندما استشهد جدّه عليّ بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) ، و عندما بلغ السابعة عشرة من عمره استشهد عمّه الحسن بن عليّ مسموماً على يد معاوية بن أبي سفيان .
و هو الآن في السابعة و العشرين من عمره ، يقف إلى جانب والده العظيم في محنته مع يزيد بن معاوية ... يزيد الشاب الفاسق ، شارب الخمور ، الذي يقضي وقته في اللعب مع القرود و الكلاب .
لقد أصبح يزيد خليفة على المسلمين بقوّة الحديد وا لنار .
فاستغاث الناس بسيدنا الحسين ليخلّصهم من ظلم بني أُمية .
تذكروا عدالة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) ، لهذا بعثوا آلاف الرسائل إلى ابنه الحسين ( عليه السَّلام ) .
وهبّ الإمام يلبّي استغاثة الناس في مدينة الكوفة . وفي شهر ذي الحجة غادرت قافلة الإمام الحسين مدينة مكّة المكرّمة في طريقها إلى الكوفة .
ركب عليّ الأكبر فرسه ، و راح يطوي الصحاري مع والده العظيم . كان عليٌ مُضيءُ الوجه يشبه سيدنا محمّداً و هو لا يشبهه في الشكل فقط ، بل يشبهه في أخلاقه ، و منطقه أيضاً . كان أصحاب سيدنا محمّد ( صلى الله عليه وآله ) و أهل بيته ، عندما يشتاقون لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يأتون لرؤية علي الأكبر .
رؤيا
و تمرّ الأيام و الليالي ، و القافلة تقطع المسافات . و في منطقة تدعى " قصر بني مقاتل " ، أمر الإمام الحسين ( عليه السَّلام ) بالتوقّف ، للتزوّد بالماء . توقفت القافلة للاستراحة و الاستسقاء ، ثمّ استأنف و حلتها في الصحراء .
ركب الجميع جمالهم و أفراسهم ، و سارت القافلة باتّجاه قرية تدعى " نينوى " .
كان الإمام ( عليه السَّلام ) متعباً فأغمض عينيه قليلاً .
رأى سيدنا الحسين في عالم النوم فارساً يقترب من القافلة و يقول : القوم يسيرون و المنايا تسري إليهم .
اِنتبه الإمام ( عليه السَّلام ) من نومه و قال :
ـ إنّا لله و إنّا إليه راجعون .
قالها ثلاث مرّات .
سمع عليّ الأكبر والده يسترجع ، أي يقول : إنا لله و إنا إليه راجعون . و هي آية قرآنية يقولها المسلم عندما تحلّ به مصيبة .
لهذا سأل علي أباه قائلاً :
ـ يا أبت لم استرجعت ؟
قال سيدنا الحسين :
ـ يا بني خفقت برأسي خفقة ( أي نمتُ لحظات ) فعنّ ( ظهر ) لي فارس فقال : القوم يسيرون و المنايا تسري إليهم ، فعلمت أنّ أنفسنا نُعيت إلينا .
فقال الابن المؤمن :
ـ يا أبت لا أراك الله سوءاً ، ألسنا على الحق ؟
فقال الأب ، و هو يقسم بالله :
ـ بلى ! و الذي إليه مرجع العباد .
عندها انبرى عليّ الأكبر ليقول بشجاعة أهل الحقّ :
ـ يا أبت ، إذن لا نبالي .
اِبتسم الإمام فرحاً بشجاعة ابنه و إيمانه و قال :
ـ جزاك الله من ولد خير ما جزى ولداً عن والده .
و مضت القافلة تطوي المسافات حتّى وصلت منطقة تدعى " كربلاء " .
الحصار
و في هذه المنطقة حوصرت قافلة سيدنا الحسين ، و لم يسمح لها بالعودة إلى المدينة المنورة .
و في يوم السابع من المحرّم منع جيش يزيد سيدنا الحسين و أُسرته و أصحابه من الاقتراب من نهر الفرات ، ليموتوا عطشاً . و كان منظر الأطفال و هم يصيحون : العطش ! مؤثراً .
و في السماء و بينما كان الأطفال يبكون و يطلبون الماء ، أمر سيدنا الحسين أخاه العباس ، أن يتوجّه إلى نهر الفرات ، و أن يملأ عشرين قربة بالماء . اِمتطى العباس جواده و معه ثلاثون من الفرسان ، و عشرون من المشاة ، كانت مهمّة المشاة ملء القرب بالماء ، و كانت مهمّة الفرسان الدفاع عنهم ، و صدّ هجمات العدو .
اِشترك علي الأكبر في هذه المهمّة ، كان يسير إلى جانب عمّه العباس .
و تقدّم الأبطال باتّجاه الشواطئ . كان عمر بن سعد قد نشر أربعة آلاف جندي على الشريعة ، و هي الشاطئ المناسب لارتياد النهر .
علي الأكبر
فتىً يشبهُ النّبي
بسم الله الرحمن الرحيم
بحمدك يا بارئ العالمين
انت الرحيم ، و انت المعين...
و اياك يا ربّنا نستعين...
بنعماك نحيا و انت الاله
تعاليت يا ارحم الراحمين...
حياة البحار ، و صخر الجبال
تنادي بحمدك يا ذا الجلال...
تباركت يا أحسن الخالقين
الاهداء
إلى كل الذين سارو على خط الحسين في الطريق إلى كربلاء ...
انتصف النهار ... و حان موعد صلاة الظهر ... طلب الإمام الحسين ايقاف القتال لاداء الصلاة ... و لكن العدو الغادر رفض ذلك ... و استمرت المعارك ... و استشهد العديد من أصحاب سيدنا الحسين ( عليه السَّلام ) . و استشهد حبيب بن مظاهر ، و الحرّ الرياحي .
كان لابدّ من أداء الصلاة رغم هجمات العدو ... فنهض الإمام يصلّي . و صلّى خلفه نصف أصحابه ، أما النصف الآخر فقد استمرّ في القتال ، ريثما تتم الصلاة .
كانت السهام تنهال كالمطر . و كان أصحاب الحسين يحمون سيدهم ... فسقط أحد أصحابه و اسمه سعيد من كثرة ما نبتت في جسمه السهام فنادى قائلاً :
ـ أوَفيت يابن رسول الله ؟
قال الإمام و هو يبكي من أجل صديقه و ناصره :
ـ نعم ... أنت أمامي في الجنّة .
و عندها ابتسم سعيد ثمّ أغمض عينيه , و صعدت روحه الطاهرة إلى السماء .
هتف الإمام الحسين بأصحابه يحثّهم على الاستبسال حتى الشهادة :
ـ يا كرام ! هذه الجنّة قد فتحت أبوابها ... و اتّصلت أنهارها و أينعت ثمارها ، و هذا رسول الله ، و الشهداء الذين قُتلوا في سبيل الله يتوقّعون قدومكم ، و يتباشرون بكم ، فحاموا عن دين الله ، و دين نبيه ، و ذبّوا عن حرم الرّسول .