مشاهدة النسخة كاملة : وَرَحَلَتْ مُلْهِمَتُه


إحساس
10-03-2004, 08:01 PM
ذات ليلة ...كان البيت هادئا لا يقض سكونه سوى صوت دقات الساعة ...وأنينها..أخذ يصغي بعمق إلى تلك السيمفونية التي أقضت فيه مشاعر مختلفة ....حزن ...وأسى ... وارتقاب فجر يبزغ...
سألها بهدوء عن موعد تلك اللحظة ؟ تنهدت بعمق وأردفت ...ربما الان .
فبادرها بسرعة ،إذن هيا بنا إلى أقرب مشفى ..تأبطت ذراعه وذهبا..
في ذلك الممر الضيق وقف ...يتألم لآهاتها لكن ذلك لم ينسه استعراض آهات الماضي القريب.
اختلطت صرخاتها مع أزيز الطائرات وانفجار القنابل .. تذكر- وهو ينتظر بزوغ حياة- استشهاد أخيه ولكن ماذا عن زوج أخته المفقود؟
وبينما هو يسبح في تلك الدوامة فوجئ بتلك الممرضة وقد انتشلته من بحر أفكاره ؛ سيدي:
- ماذا هناك ؟
- مبارك عليك ..أطلت على حياتك فتاة كالقمر ..
- تنفس الصعداء وحمد الله
تابعت:
فتاة كهذه لا بد لها من اسم يساير جمالها ورقتها حنان...دلال..أو حتى غرام... هيا قل لي :أي اسم تختار؟
أطرق قليلا ثم قال: هي بغداد
- ماذا بغداد؟ بغداد؟ ألا يوجد غير هذه الاسم ؟
- أولا تعجبك بغداد ؟
- بلى ، ولا بد للمرء أن يعشق مرتع صباه ...ولكن ألا يبدو هذا الاسم غريبا ؟
- لِمَ، ألم تسمعي من قبل عن فلسطيني سمى ابنته جنين أو بيسان؟
- نعم ولكن....أحدقت النظر إليه لعله يتراجع ...أو حتي يفكر بذلك ، لكنه لم يكن يأبه لها.
بدت وكأنها اقتنعت بعض الشيئ ثم ولته ظهرها وذهبت عائدة ...في مفترقات الحياة...
كانت علامات التعجب ترتسم على وجه كل من يسمع ذلك الاسم ..
بغداد...ألا يوجد غير هذا الاسم ؟
ولكن الأعجب من هذا ما كان يفعله بعض الرجال عندما يسمعونه...
كان الواحد منهم يقف يتحسس شاربه وكأنه فقد شيئا .. لا يدري هل هي الرجولة الضائعة؟....أم أنهم يبحثون عن شيئ آخر ؟
هو أيضا لم يكن ليحدق في عين ابنته طويلا حتى يشعر بوخزة في قلبه عندما يتذكر تفاصيل الفاجعة...ويوم سقوط بغداد ...ترى هل يعوض مولد بغداد ذهاب بغداد؟......
كبرت تلك الصغيرة ..وأصبحت تلهو مع رفاقها في ذات الربوع الجميلة التي سمت على اسمها ...وفي عصر أحد الأيام وبينما كانت تركض بسرعة نحو ذلك الحاجز ووجهها يشع ببراءة الطفولة .. عاجلتها رصاصة كانت تستهدف أحد هؤلاء المقاومين فذهبت بغداد فداءً له .. وضحية العدوان على أرض السلام ... وفي تلك المقبرة البعيدة دفنها والدها ...ودفن معها مسميات توارت خجلا من واقعنا ...شجاعة ...رجولة ...جهاد ... وتلك هي معادلة كل اضطهاد..
انسابت دموعه لفراق ملهمته.. بغداد ...لكنه أفاق ..ثم تحسس شاربه هو الآخر ...
ترى هل ماتت بغداد؟ أم ما زالت حية في قلوب رجالنا الاحرار؟.......
وتقبلوا أجمل تحياتي.......

*
*
إحســــــــــــاس

ضمني على صدرك
10-05-2004, 06:19 PM
احساس

لمشاهدة الروابط والصور يجب التسجيل.

بمجرد مغيب الشمس ..

يسدل الليل ستاره ..

يسود الجو صمتا ..

يتبعه الهمس ..

وما يلبث القمر ان يضفي اناره ..

كيف لا ..

وبغداد باتت تصرخ مستنجدة بدموع ابريائها ..

اخي العزيز ..

قلمك مبدع بحق دموع بغداد ..

واصل الكتابة ..

فكلي شغفا للمزيد منك ..

دمت بحفظ الله ورعايته ..

نـــغـــم
10-05-2004, 07:33 PM
لمشاهدة الروابط والصور يجب التسجيل.



كطيرٍ مذبوح ...

... وموج هائج ...

... كسماءِ ملبده بالغيوم ...

... وورودٍ ذابله ...

... هكذا رحلت ...

... أجرُ معي قلبي المجروح ...

... وعيونٌ نديه بالدموع ...
لمشاهدة الروابط والصور يجب التسجيل.


اخي احساس


قدلا اجد كلمات توفيك حقك في المشاركه
وقد تعجزني كلمات بظهور امام هذه الابداع الي تمتلكه في جعبتك


ولكن تقبل مني ارق تحيات


وننتظر جديدك بفارغ الصبر ولا ترحمنا منه




مع تحيات

نـــغـــم



(111)