نسيانك صعب
08-28-2012, 11:10 PM
حزمة الحطب على ظهر الأسد!
..........................................
يحكى أن رجلا صالحا كان له أخ في الله ، من الصالحين أيضا، يزوره مرة كل سنة ، فجاء لزيارته ،فطرق الباب فقالت امرأته : من ؟
فقال : أخو زوجك في الله جئت لزيارته، فقالت : ذهب ليحتطب ، لا رده الله ولا سلمه، وفعل به وفعل – يعني دعت عليه – وجعلت تذمذم عليه – أي تذمه –
فبينما هو واقف على الباب وإذا بأخيه قد أقبل من نحو الجبل ،وقد حمل حزمة من الحطب على ظهر أسد وهو يسوقه بين يديه ،
فجاء فسلم على أخيه ورحب به، ودخل المنزل وأدخل الحطب،
وقال للأسد : اذهب بارك الله فيك، ثم أدخل أخاه، والمرأة على حالها تذمذم وتأخذ بلسانها ، وزوجها لا يرد عليها ، فأكل مع أخيه شيئاً ، ثم ودعه وانصرف ، وهو متعجب من صبر أخيه على تلك المرأة .
قال : فلما كان العام الثاني جاء أخوه لزيارته على عادته فطرق الباب
فقالت امرأته : من بالباب؟ قال :أخو زوجك فلان في الله ،
فقالت : مرحباً بك وأهلاً وسهلاً اجلس ، فإنه سيأتي إن شاء الله بخير وعافية .
فتعجب من لطف كلامها وأدبها ، إذ جاء أخوه وهو يحمل الحطب على ظهره فتعجب أيضاً لذلك ، فجاء فسلم عليه ودخل الدار وأدخله وأحضرت المرأة طعاماً لهما وجعلت تدعو لهما بكلام لطيف ، فلما أراد أن يفارقه
قال : يا أخي أخبرني عما أريد أن أسألك عنه .
قال : وما هو يا أخي ؟
قال : عام أول أتيتك ، فسمعت كلام امرأة بذيئة اللسان قليلة الأدب ، تذم كثيراً ورأيتك قد أتيت من نحو الجبل والحطب على ظهر الأسد ،
وهو مسخر بين يديك ، ورأيت هذا العام كلام المرأة لطيفاً لا تسب ولا تذمذم ، ورأيتك قد أتيت بالحطب على ظهرك فما السبب ؟
قال : يا أخي : توفيت تلك المرأة الشرسة وكنت صابراً على خُلقها وما يبدو منها . كنت معها في تعب وأنا أحتملها ، فكان الله قد سخر لي الأسد الذي رأيت ، يحمل عني الحطب بصبري عليها واحتمالي لها ، فلما توفيت تزوجت هذه المرأة الصالحة ، وأنا في راحة معها فانقطع عني الأسد ، فاحتجت أن أحمل الحطب على ظهري لأجل راحتي مع هذه المرأة المباركة الطائعة
..........................................
يحكى أن رجلا صالحا كان له أخ في الله ، من الصالحين أيضا، يزوره مرة كل سنة ، فجاء لزيارته ،فطرق الباب فقالت امرأته : من ؟
فقال : أخو زوجك في الله جئت لزيارته، فقالت : ذهب ليحتطب ، لا رده الله ولا سلمه، وفعل به وفعل – يعني دعت عليه – وجعلت تذمذم عليه – أي تذمه –
فبينما هو واقف على الباب وإذا بأخيه قد أقبل من نحو الجبل ،وقد حمل حزمة من الحطب على ظهر أسد وهو يسوقه بين يديه ،
فجاء فسلم على أخيه ورحب به، ودخل المنزل وأدخل الحطب،
وقال للأسد : اذهب بارك الله فيك، ثم أدخل أخاه، والمرأة على حالها تذمذم وتأخذ بلسانها ، وزوجها لا يرد عليها ، فأكل مع أخيه شيئاً ، ثم ودعه وانصرف ، وهو متعجب من صبر أخيه على تلك المرأة .
قال : فلما كان العام الثاني جاء أخوه لزيارته على عادته فطرق الباب
فقالت امرأته : من بالباب؟ قال :أخو زوجك فلان في الله ،
فقالت : مرحباً بك وأهلاً وسهلاً اجلس ، فإنه سيأتي إن شاء الله بخير وعافية .
فتعجب من لطف كلامها وأدبها ، إذ جاء أخوه وهو يحمل الحطب على ظهره فتعجب أيضاً لذلك ، فجاء فسلم عليه ودخل الدار وأدخله وأحضرت المرأة طعاماً لهما وجعلت تدعو لهما بكلام لطيف ، فلما أراد أن يفارقه
قال : يا أخي أخبرني عما أريد أن أسألك عنه .
قال : وما هو يا أخي ؟
قال : عام أول أتيتك ، فسمعت كلام امرأة بذيئة اللسان قليلة الأدب ، تذم كثيراً ورأيتك قد أتيت من نحو الجبل والحطب على ظهر الأسد ،
وهو مسخر بين يديك ، ورأيت هذا العام كلام المرأة لطيفاً لا تسب ولا تذمذم ، ورأيتك قد أتيت بالحطب على ظهرك فما السبب ؟
قال : يا أخي : توفيت تلك المرأة الشرسة وكنت صابراً على خُلقها وما يبدو منها . كنت معها في تعب وأنا أحتملها ، فكان الله قد سخر لي الأسد الذي رأيت ، يحمل عني الحطب بصبري عليها واحتمالي لها ، فلما توفيت تزوجت هذه المرأة الصالحة ، وأنا في راحة معها فانقطع عني الأسد ، فاحتجت أن أحمل الحطب على ظهري لأجل راحتي مع هذه المرأة المباركة الطائعة