لـ العيون ــغة
07-31-2004, 02:02 PM
لكلّ مَن لايفهم في الحرف أقول:
النون شيء عظيم
والنون شيء صعب المنال
انه من بقايا حبيبتي الامبراطورة
ومن بقايا ذاكرتي التي نسيتها ذات مرّة
في حادث نوني عار تماما ً عن الحقيقة
ومقلوب، حقا ً، عن لبّ الحقيقة
وهكذا اتضح لكم كل شيء
فلا تسألوا، بعدها، في بلاهة عظيمة
عن معنى النون!
*
لعنفوانكِ ينبغي أن انحني
لجمالكِ ينبغي أن أكتب الشعر
لمحبتكِ ينبغي أن اخترع ابجدية جديدة
لعشقكِ ينبغي أن أعيد اكتشاف الدموع .
*
ينبغي للشاعر أن يعشق
حتى يتعرّف الى الشمس وهي تشرق ليلا
والى الهلال وهو يصبح نوناً من غير نقطة
والى النقطة وهي تصبح سحرا
يضيء فحمة الليل .
*
سأمنحكِ أيتها النون المجنونة بالجمال والانكسار
مجدَ الكلمة
وسأعلنكِ إمبراطورة حقيقية
وأتوّجكِ في احتفال سريّ عظيم
بتاج الحروف
وقلادة الكلمات
وطيلسان القصائد
ووسام الهيام
وعصا السحر .
*
أين كنتِ كل هذه السنين ؟
لماذا صعدتِ الان الى سطح ايامي
بعد أن كان الغموض يأكلكِ
كما يأكل سمكُ القرش السمكَ الصغير ؟
هذه أسئلة وضعتـُها أمام النون
فرأيتُ الالفَ يلقي بنفسه في البحر
بهدوء
*
كلمةً عابرة منك أعادت لي يومي المسروق
وشمسي الضائعة
وابتهالاتي التي لاتكفّ عن التمتمة
كلمة عابرة منك رتبتْ نبضات قلبي
وأعادتْ لها الرنين
وايقاع الحنين .
*
أعترفُ لكِ الان ان الشاعرمجنون
والعشق جريمة
فمنذ أن عرفتكِ وأنا لاأكفّ عن الهلْوسة
أمام إيقاع نونك المريب
ولاأتوقف عن ترجمة أحلامي الى كل لغات الأرض
متصوّراً ان اللغة تعيدكِ الى نفسك
وتعيدُ نفسكِ اليَّ
فأنتبهُ الى نفسي
أيتها الاسطورة الضائعة فيَّ .
*
ينزفُ الشاعر حين يعشق
آلافَ الكلمات والحروف
ليغربل لغتهُ من أدغال الصدأ
ويغربل قلبه من أدغال الموت .
*
أيتها الامبراطورة ...
سمعتُ انكِ بحاجة الى ملك أو أمير أو شاعر
أو عاشق أو جّلاد أو خادم او شحاذ أو
صعلوك أو مهرج أو بواب
ولأجل ِ أن أنال نونكِ فأنا مستعد أن أكون
الملك أو الأمير أو الخادم أو الشحّاذ أو الصعلوك
أو المهرّج أو البواب
أيتها الامبراطورة ...
تذكـّري هذا المجنون الذي لايكفّ عن ترديد
هذه النغمة ليل نهار أمام قصر حبك
تذكـّريه فهو يشبهني تماماً ...
إنه أنا !
*
دخلتُ في الايقاع الخطير
لقد بدأ الحب يسدّ عليّ مسامات روحي
ويعلن في مكبرات الصوت :
أنني خطأ فادح
وأنكِ خطئي الذي يتكرر في الساعة
ستين مرّة .
*
الامبراطورة حبيبتي
لم أعد استطيع النظر اليها من فرط الحب
لم أعد استطيع أن احدثها من فرط الصدفة
لم أعد استطيع أن أشير اليها
أو الى نونها من فرط البهجة
وهكذا يصغر لديّ العالم شيئا فشيئا
حتى يكتمل ضياعي ويبدأ موتي السعيد .
*
أرجوكِ
أسرعي في قتلي ..
فنزف الحروف يوميا
يصيب قلبي بفقر الدم .
*
أيتها الامبراطورة ..
أنا الصعلوك الذي سيقود كلّ لغات الأرض
ليتآمر على عرشكِ ويسرق كنوزه
وينسفه
ثم بهدوء يجلس بوّاباً
يحرس ممرات العرش من العابثين !
*
دمعتي حجر .
*
مصيبتي انني ألتقي بقاتلتي كل يوم
أتبسّم لها
مفتوناً بجمالها الغامض
وأعطيها السكين
لتذبحني من الوريد الى الوريد
دون أن أتفوّه بكلمة واحدة .
*
دمي يسقط
وجسدي ينهار بهدوء اسطوري
وروحي تتحول الى رماد
لكنها تتماسك
كما يتماسك الحظ السيء .
*
موتي مناسبة طيبة
لأعزّي نفسي بهدوء وصدق .
*
دمعتي اله .
*
سحقاً لك أيتها الضائعة
سحقاً لنونك
سحقاً لنقطتكِ .
*
خيبتي فيك بحجم الطوفان .
*
لكني لم أكن نوحاً
ولم تكن عندي سفينة
لذا طاف جسدي فوق الماء
طاف و طاف حتى مللتُ من الطوفان .
*
كم بكيت ُعلى هذا الجسد الغريق
بكيت
وبكيت
وبكيت
لكني لم أجد من يأبه لي
سوى رصاصة الرحمة
التي أطلقتها على رأسي حرفاً
قادني الى النور
والى الشمس
والى الطمأنينة
والى الموت العظيم .
*
الى الكاف
أذهبُ لاجئاً مستجيرا
فخذيني أيتها الكاف
وبددي موتي الدائم الوصول كزلزال
وبددي ذكرى طفولتي وأرجوحتها المهجورة
بأنوارك
وشمسك الكبرى
واذا اقتضى الامر بددي روحي
ولاتتركيني كالمشنوق الذي أنقطع الحبل
به قبل الموت .
*
ياكافي ...
بين يديك ألفي
بين يديك دمعتي وشمس روحي
فأرحميني ..
ولتكن رحمتك
أربعة من الطير يأتين سعياً
وبحرا ينشقّ فأدفن فيه همومي
وعرشاً تضيء فيه كماناتُ دمي وطبولُ طفولتي
وقمراً يجلس بين حواجبي وظنوني .
*
أموتُ و معي حرفي
وأبعثُ من الموت
ومعي حرفي .
*
دمعتي عبث !
*
ليس غريباً أن أبتهل الى نقطة الحرف
وأجلس قبالتها مذهولا في مسرّاتها
ومجيئها من الشرق الى الغرب
محملة بالدفوف والدموع والطبول
ليس غريباً ، بعد هذا ، أن أبتهل الى الهلال
وأدعوه لينقذني من نفسي .
*
ما أن تراكِ الابجدية
حتى تنفض عن ثيابها
النوم والنسيانَ واللامبالاة
لتأخذ من كفـّكِ شمسَ الحنان
وينبوع َ الصحو
واناءَ الانتباه
وملعقة َ الحب
وملحَ الطمأنينة
*
انظري الان ياحبيبتي
إن في الحرف لسحرا
يطوّقك فلا مهرب عنه
الاّ الى الضياع .
أنا انتظرُ أن تضيعي
وتذوبي
وتمّحي
لأدفن جسدكِ البضّ في شمس من الحروف .
*
وا أسفاه
أنتِ فرح متكلس
وأنا جنون ينبض .
*
وا أسفاه
كيف مزّقتِ – بهذه البساطة - جغرافيا الجسد ؟
وألقيتِ القبض على جغرافيا الموت ؟
*
ها أنذا أنتظرُ من الحروف أن تهبط لي
بشلالات شمسكِ
وأنهار ربيعكِ
وجداول شوقك
وقطرات وعودكِ
وذرّات اشاراتك
ونواة طمأنينتك
والى الان فلا ملاذ لي سوى الحروف
والى أن أجد ملاذا آخر
فأنني أجلس امامها
كما يجلس المجانين أمام الأنبياء .
*
ها انذا أقتربُ منك لأبتعد عنكِ
أصل اليك لأغادرك كوميض البرق
فرحاً كغيمة .... محزوناً كبحر ميت
لكنك في طلاسم جسدي أبدا
مرآة حبّ كبيرة تتعرّى .
*
أيّ سحر هذا ؟
إنّ حرفك ليخلق اسمي من جديد ياحبيبتي
وأنا أضحك من هذا السحر
كطفل يرى المطر أول مرّة .
*
الحرفُ هو الزلزال
وأنا أسكن الحرف يازلزالي .
*
ليس للعبتكِ نهاية
وليس لخيالكِ بدء
وأظن أنك ستنهين عبثكِ العظيم
بأن تطلقي عليَّ الرصاص
وأنا أضحك من الضحك .
*
أنظري :
الفراغ سيد العرش ونحن عبيده .
*
أنظري :
بخلكِ اسطورة
وكرمي سفينة من الخرافات .
وا أسفاه
أيـّة قصيدة تبدأ بك تفضي الى الموت !
*
حزنكِ طير
وحزني تمساح .
*
أيتها الاسطورة الضائعة
هناك مؤتمر صاخب للاساطير
سيعقد قريبا في قلبي
فلبّي الدعوة أرجوكِ !
*
أحبّكِ
كما يحب المجنونُ الأطفال َ الذين يرمونه بالحجارة .
*
صرتُ أرى نونك من غير نقطة
فأبكي .
*
خرافاتكِ امتدّت وأصبحت ْ بحرا
فدعوتُ الجغرافيين ليعطوه أسماً .
*
ذات يوم
ستبكين أيتها الضائعة
على السنين الطويلة التي سفحتها
أمام جبل انتظارك .
*
أجمل مافيكِ : أكاذيبك
التي لاتكفّ عن التجدد والانبعاث .
*
تحبينني بالسنسكريتية
وأحبكِ بالعربية !
*
صرتِ تشاركينني مخاطبة الكاف
والبكاء بين يديها
والسجود العظيم في حضرتها الخضراء
فمتى ستشاركين دمي غربته
وحرفي محنته
وألفي انتحاره ؟
*
حبـّكِ جرّاح
سيقتطع جزءاً من قلبي
وحين يعجز سيضع لي
شيئا ًمن السم أشربه فأموت .
*
قررتُ أن أهجوك
فمدحتُ نفسي !
*
حبّكِ وباء أصاب خلايا جسدي كلها
فتساقطتْ كجبل منهار .
*
حبّكِ ناطحة سحاب
حلمتُ بها
وخططتُ لها وبنيتها طابوقة طابوقة
وحين أكتمل البناء العظيم
نسفتـُها من الأعماق .
*
طولكِ ابتهال
وعيناكِ جنة .
*
البارحة سقط عام جديد أمام داري
ففتحتُ الباب مدهوشاً
وجمعتُ شظاياه
ثم صنعتُ منها تمثالا لك .
*
في نونك سحر
وفي ألفي زلزال .
*
متى ستمسح الكاف
نقطة نونكِ من رأسي
كي يتوقف نزيف حرفي
فأنام ؟
*
حبّكِ يدعو لكل شيء
حتى لعبادة الأصنام !
*
معجزتي أنتِ
أنا الاله الميت !
*
أعوم في الفراغ :
أخرج من الفراغ
ملطخا بدم الفراغ
وأعود اليه مفتوناً بعذابه السري .
*
لازلتُ- وقد عبرتُ أربعين موتاً –
طيراً لايعرف الطيران
ولازلت – وقد عبرت أربعين بحرا –
شاطئا يبحث عن سفينة .
*
(( أحتاج اليكم )) .
صرخ المغني من الاعماق
فتحوّلتُ الى حاء وتاء وجيم .
وصرتُ كافا ً بشوقي
في حضرة الكاف الكبرى .
*
كانت الباءُ جنة َ عدن
لكنّ الشياطين احاطوا بوابتها
حتى وجدوا منفذا فاخترقوا نقطتها
وكسروا زجاجة روحي فرحين .
*
مات حبي قبل عشرين عاما
ولم أزل الى الان استقبل المعزّين .
*
أحببتُ – مثل كل مرّة – سيدة ضائعة
حتى أضيع أبدا في المجاهيل .
*
الموت ذاكرة لاتذكر أحدا ً
حتى تاء طفولتها الممزقة .
*
أين منا لقاءاتنا المشمسة ؟
أين منا مصادفاتنا ؟
أين منا نزواتنا ؟
أين منا غيومنا التي كنا نركبها
قبل أن تلقينا الشياطين الى الأرض ؟
*
أنتِ من تكونين
حتى اشغل أنفاسي
واشغل حروفي
واشغل موتي بك ؟
*
وصلتُ الى .........
دون ان امسك ذرة من انفاسك .
*
موتكِ عنوان
وحياتي صندوق بريد محطم بفراغه الوحشي .
*
سقطتُ مثل كل مرّة
ووقعتُ فانكسر موتي
فرممته برغبات نقطتك .
*
أيتها النون ..
خذيني الى الساحل او الى البحر
الى الصمت أو الى الكلام
الى اللغة أو الى الطمأنينة
خذيني ..
فجلوسي في المابين
أفسد روحي
ومزّقَ حاءَ طفولتي المجنونة .
*
أيتها النون ...
أرسلتُ اليك الشين ..
هل وصلت ؟
وأرسلت اليك اللام ...
فهل وصلت ؟
*
بعد جنوني بك
ليس هنالك من فرح أنتظره
سوى الموت .
*
سقط المغني على موسيقاه
فقام متعثرا لاعنا ً
وسقطتُ على حرفي
فقمت طائرا مذبوحا ً
من الوريد الى الوريد .
*
قلبي الطيب كدمعة
والضائع كصحراء
قلبي الذي هو بحجم قبضة يدي اليسرى
كما يزعم الاطباء
أرسل لي برقية عتاب قاسية
بسبب قصص حبي الفاشلة حتما
وحين اعتذرت له بحروفية مطلقة
رفض اعتذاري
فقدمتُ له استقالتي
ومضيتُ في الطرقات
ضائعا دون قلب .
*
قلبي الذي يشبه طفلا مشاكسا ً
قلبي الذي نسي حاء الحقد الى الابد
وتشبـّث كمجنون بحاء الحرية
النون شيء عظيم
والنون شيء صعب المنال
انه من بقايا حبيبتي الامبراطورة
ومن بقايا ذاكرتي التي نسيتها ذات مرّة
في حادث نوني عار تماما ً عن الحقيقة
ومقلوب، حقا ً، عن لبّ الحقيقة
وهكذا اتضح لكم كل شيء
فلا تسألوا، بعدها، في بلاهة عظيمة
عن معنى النون!
*
لعنفوانكِ ينبغي أن انحني
لجمالكِ ينبغي أن أكتب الشعر
لمحبتكِ ينبغي أن اخترع ابجدية جديدة
لعشقكِ ينبغي أن أعيد اكتشاف الدموع .
*
ينبغي للشاعر أن يعشق
حتى يتعرّف الى الشمس وهي تشرق ليلا
والى الهلال وهو يصبح نوناً من غير نقطة
والى النقطة وهي تصبح سحرا
يضيء فحمة الليل .
*
سأمنحكِ أيتها النون المجنونة بالجمال والانكسار
مجدَ الكلمة
وسأعلنكِ إمبراطورة حقيقية
وأتوّجكِ في احتفال سريّ عظيم
بتاج الحروف
وقلادة الكلمات
وطيلسان القصائد
ووسام الهيام
وعصا السحر .
*
أين كنتِ كل هذه السنين ؟
لماذا صعدتِ الان الى سطح ايامي
بعد أن كان الغموض يأكلكِ
كما يأكل سمكُ القرش السمكَ الصغير ؟
هذه أسئلة وضعتـُها أمام النون
فرأيتُ الالفَ يلقي بنفسه في البحر
بهدوء
*
كلمةً عابرة منك أعادت لي يومي المسروق
وشمسي الضائعة
وابتهالاتي التي لاتكفّ عن التمتمة
كلمة عابرة منك رتبتْ نبضات قلبي
وأعادتْ لها الرنين
وايقاع الحنين .
*
أعترفُ لكِ الان ان الشاعرمجنون
والعشق جريمة
فمنذ أن عرفتكِ وأنا لاأكفّ عن الهلْوسة
أمام إيقاع نونك المريب
ولاأتوقف عن ترجمة أحلامي الى كل لغات الأرض
متصوّراً ان اللغة تعيدكِ الى نفسك
وتعيدُ نفسكِ اليَّ
فأنتبهُ الى نفسي
أيتها الاسطورة الضائعة فيَّ .
*
ينزفُ الشاعر حين يعشق
آلافَ الكلمات والحروف
ليغربل لغتهُ من أدغال الصدأ
ويغربل قلبه من أدغال الموت .
*
أيتها الامبراطورة ...
سمعتُ انكِ بحاجة الى ملك أو أمير أو شاعر
أو عاشق أو جّلاد أو خادم او شحاذ أو
صعلوك أو مهرج أو بواب
ولأجل ِ أن أنال نونكِ فأنا مستعد أن أكون
الملك أو الأمير أو الخادم أو الشحّاذ أو الصعلوك
أو المهرّج أو البواب
أيتها الامبراطورة ...
تذكـّري هذا المجنون الذي لايكفّ عن ترديد
هذه النغمة ليل نهار أمام قصر حبك
تذكـّريه فهو يشبهني تماماً ...
إنه أنا !
*
دخلتُ في الايقاع الخطير
لقد بدأ الحب يسدّ عليّ مسامات روحي
ويعلن في مكبرات الصوت :
أنني خطأ فادح
وأنكِ خطئي الذي يتكرر في الساعة
ستين مرّة .
*
الامبراطورة حبيبتي
لم أعد استطيع النظر اليها من فرط الحب
لم أعد استطيع أن احدثها من فرط الصدفة
لم أعد استطيع أن أشير اليها
أو الى نونها من فرط البهجة
وهكذا يصغر لديّ العالم شيئا فشيئا
حتى يكتمل ضياعي ويبدأ موتي السعيد .
*
أرجوكِ
أسرعي في قتلي ..
فنزف الحروف يوميا
يصيب قلبي بفقر الدم .
*
أيتها الامبراطورة ..
أنا الصعلوك الذي سيقود كلّ لغات الأرض
ليتآمر على عرشكِ ويسرق كنوزه
وينسفه
ثم بهدوء يجلس بوّاباً
يحرس ممرات العرش من العابثين !
*
دمعتي حجر .
*
مصيبتي انني ألتقي بقاتلتي كل يوم
أتبسّم لها
مفتوناً بجمالها الغامض
وأعطيها السكين
لتذبحني من الوريد الى الوريد
دون أن أتفوّه بكلمة واحدة .
*
دمي يسقط
وجسدي ينهار بهدوء اسطوري
وروحي تتحول الى رماد
لكنها تتماسك
كما يتماسك الحظ السيء .
*
موتي مناسبة طيبة
لأعزّي نفسي بهدوء وصدق .
*
دمعتي اله .
*
سحقاً لك أيتها الضائعة
سحقاً لنونك
سحقاً لنقطتكِ .
*
خيبتي فيك بحجم الطوفان .
*
لكني لم أكن نوحاً
ولم تكن عندي سفينة
لذا طاف جسدي فوق الماء
طاف و طاف حتى مللتُ من الطوفان .
*
كم بكيت ُعلى هذا الجسد الغريق
بكيت
وبكيت
وبكيت
لكني لم أجد من يأبه لي
سوى رصاصة الرحمة
التي أطلقتها على رأسي حرفاً
قادني الى النور
والى الشمس
والى الطمأنينة
والى الموت العظيم .
*
الى الكاف
أذهبُ لاجئاً مستجيرا
فخذيني أيتها الكاف
وبددي موتي الدائم الوصول كزلزال
وبددي ذكرى طفولتي وأرجوحتها المهجورة
بأنوارك
وشمسك الكبرى
واذا اقتضى الامر بددي روحي
ولاتتركيني كالمشنوق الذي أنقطع الحبل
به قبل الموت .
*
ياكافي ...
بين يديك ألفي
بين يديك دمعتي وشمس روحي
فأرحميني ..
ولتكن رحمتك
أربعة من الطير يأتين سعياً
وبحرا ينشقّ فأدفن فيه همومي
وعرشاً تضيء فيه كماناتُ دمي وطبولُ طفولتي
وقمراً يجلس بين حواجبي وظنوني .
*
أموتُ و معي حرفي
وأبعثُ من الموت
ومعي حرفي .
*
دمعتي عبث !
*
ليس غريباً أن أبتهل الى نقطة الحرف
وأجلس قبالتها مذهولا في مسرّاتها
ومجيئها من الشرق الى الغرب
محملة بالدفوف والدموع والطبول
ليس غريباً ، بعد هذا ، أن أبتهل الى الهلال
وأدعوه لينقذني من نفسي .
*
ما أن تراكِ الابجدية
حتى تنفض عن ثيابها
النوم والنسيانَ واللامبالاة
لتأخذ من كفـّكِ شمسَ الحنان
وينبوع َ الصحو
واناءَ الانتباه
وملعقة َ الحب
وملحَ الطمأنينة
*
انظري الان ياحبيبتي
إن في الحرف لسحرا
يطوّقك فلا مهرب عنه
الاّ الى الضياع .
أنا انتظرُ أن تضيعي
وتذوبي
وتمّحي
لأدفن جسدكِ البضّ في شمس من الحروف .
*
وا أسفاه
أنتِ فرح متكلس
وأنا جنون ينبض .
*
وا أسفاه
كيف مزّقتِ – بهذه البساطة - جغرافيا الجسد ؟
وألقيتِ القبض على جغرافيا الموت ؟
*
ها أنذا أنتظرُ من الحروف أن تهبط لي
بشلالات شمسكِ
وأنهار ربيعكِ
وجداول شوقك
وقطرات وعودكِ
وذرّات اشاراتك
ونواة طمأنينتك
والى الان فلا ملاذ لي سوى الحروف
والى أن أجد ملاذا آخر
فأنني أجلس امامها
كما يجلس المجانين أمام الأنبياء .
*
ها انذا أقتربُ منك لأبتعد عنكِ
أصل اليك لأغادرك كوميض البرق
فرحاً كغيمة .... محزوناً كبحر ميت
لكنك في طلاسم جسدي أبدا
مرآة حبّ كبيرة تتعرّى .
*
أيّ سحر هذا ؟
إنّ حرفك ليخلق اسمي من جديد ياحبيبتي
وأنا أضحك من هذا السحر
كطفل يرى المطر أول مرّة .
*
الحرفُ هو الزلزال
وأنا أسكن الحرف يازلزالي .
*
ليس للعبتكِ نهاية
وليس لخيالكِ بدء
وأظن أنك ستنهين عبثكِ العظيم
بأن تطلقي عليَّ الرصاص
وأنا أضحك من الضحك .
*
أنظري :
الفراغ سيد العرش ونحن عبيده .
*
أنظري :
بخلكِ اسطورة
وكرمي سفينة من الخرافات .
وا أسفاه
أيـّة قصيدة تبدأ بك تفضي الى الموت !
*
حزنكِ طير
وحزني تمساح .
*
أيتها الاسطورة الضائعة
هناك مؤتمر صاخب للاساطير
سيعقد قريبا في قلبي
فلبّي الدعوة أرجوكِ !
*
أحبّكِ
كما يحب المجنونُ الأطفال َ الذين يرمونه بالحجارة .
*
صرتُ أرى نونك من غير نقطة
فأبكي .
*
خرافاتكِ امتدّت وأصبحت ْ بحرا
فدعوتُ الجغرافيين ليعطوه أسماً .
*
ذات يوم
ستبكين أيتها الضائعة
على السنين الطويلة التي سفحتها
أمام جبل انتظارك .
*
أجمل مافيكِ : أكاذيبك
التي لاتكفّ عن التجدد والانبعاث .
*
تحبينني بالسنسكريتية
وأحبكِ بالعربية !
*
صرتِ تشاركينني مخاطبة الكاف
والبكاء بين يديها
والسجود العظيم في حضرتها الخضراء
فمتى ستشاركين دمي غربته
وحرفي محنته
وألفي انتحاره ؟
*
حبـّكِ جرّاح
سيقتطع جزءاً من قلبي
وحين يعجز سيضع لي
شيئا ًمن السم أشربه فأموت .
*
قررتُ أن أهجوك
فمدحتُ نفسي !
*
حبّكِ وباء أصاب خلايا جسدي كلها
فتساقطتْ كجبل منهار .
*
حبّكِ ناطحة سحاب
حلمتُ بها
وخططتُ لها وبنيتها طابوقة طابوقة
وحين أكتمل البناء العظيم
نسفتـُها من الأعماق .
*
طولكِ ابتهال
وعيناكِ جنة .
*
البارحة سقط عام جديد أمام داري
ففتحتُ الباب مدهوشاً
وجمعتُ شظاياه
ثم صنعتُ منها تمثالا لك .
*
في نونك سحر
وفي ألفي زلزال .
*
متى ستمسح الكاف
نقطة نونكِ من رأسي
كي يتوقف نزيف حرفي
فأنام ؟
*
حبّكِ يدعو لكل شيء
حتى لعبادة الأصنام !
*
معجزتي أنتِ
أنا الاله الميت !
*
أعوم في الفراغ :
أخرج من الفراغ
ملطخا بدم الفراغ
وأعود اليه مفتوناً بعذابه السري .
*
لازلتُ- وقد عبرتُ أربعين موتاً –
طيراً لايعرف الطيران
ولازلت – وقد عبرت أربعين بحرا –
شاطئا يبحث عن سفينة .
*
(( أحتاج اليكم )) .
صرخ المغني من الاعماق
فتحوّلتُ الى حاء وتاء وجيم .
وصرتُ كافا ً بشوقي
في حضرة الكاف الكبرى .
*
كانت الباءُ جنة َ عدن
لكنّ الشياطين احاطوا بوابتها
حتى وجدوا منفذا فاخترقوا نقطتها
وكسروا زجاجة روحي فرحين .
*
مات حبي قبل عشرين عاما
ولم أزل الى الان استقبل المعزّين .
*
أحببتُ – مثل كل مرّة – سيدة ضائعة
حتى أضيع أبدا في المجاهيل .
*
الموت ذاكرة لاتذكر أحدا ً
حتى تاء طفولتها الممزقة .
*
أين منا لقاءاتنا المشمسة ؟
أين منا مصادفاتنا ؟
أين منا نزواتنا ؟
أين منا غيومنا التي كنا نركبها
قبل أن تلقينا الشياطين الى الأرض ؟
*
أنتِ من تكونين
حتى اشغل أنفاسي
واشغل حروفي
واشغل موتي بك ؟
*
وصلتُ الى .........
دون ان امسك ذرة من انفاسك .
*
موتكِ عنوان
وحياتي صندوق بريد محطم بفراغه الوحشي .
*
سقطتُ مثل كل مرّة
ووقعتُ فانكسر موتي
فرممته برغبات نقطتك .
*
أيتها النون ..
خذيني الى الساحل او الى البحر
الى الصمت أو الى الكلام
الى اللغة أو الى الطمأنينة
خذيني ..
فجلوسي في المابين
أفسد روحي
ومزّقَ حاءَ طفولتي المجنونة .
*
أيتها النون ...
أرسلتُ اليك الشين ..
هل وصلت ؟
وأرسلت اليك اللام ...
فهل وصلت ؟
*
بعد جنوني بك
ليس هنالك من فرح أنتظره
سوى الموت .
*
سقط المغني على موسيقاه
فقام متعثرا لاعنا ً
وسقطتُ على حرفي
فقمت طائرا مذبوحا ً
من الوريد الى الوريد .
*
قلبي الطيب كدمعة
والضائع كصحراء
قلبي الذي هو بحجم قبضة يدي اليسرى
كما يزعم الاطباء
أرسل لي برقية عتاب قاسية
بسبب قصص حبي الفاشلة حتما
وحين اعتذرت له بحروفية مطلقة
رفض اعتذاري
فقدمتُ له استقالتي
ومضيتُ في الطرقات
ضائعا دون قلب .
*
قلبي الذي يشبه طفلا مشاكسا ً
قلبي الذي نسي حاء الحقد الى الابد
وتشبـّث كمجنون بحاء الحرية