مشاهدة النسخة كاملة : قـــــــــــــاف


لـ العيون ــغة
07-31-2004, 02:02 PM
لكلّ مَن لايفهم في الحرف أقول:
النون شيء عظيم
والنون شيء صعب المنال
انه من بقايا حبيبتي الامبراطورة
ومن بقايا ذاكرتي التي نسيتها ذات مرّة
في حادث نوني عار تماما ً عن الحقيقة
ومقلوب، حقا ً، عن لبّ الحقيقة
وهكذا اتضح لكم كل شيء
فلا تسألوا، بعدها، في بلاهة عظيمة
عن معنى النون!
*

لعنفوانكِ ينبغي أن انحني
لجمالكِ ينبغي أن أكتب الشعر
لمحبتكِ ينبغي أن اخترع ابجدية جديدة
لعشقكِ ينبغي أن أعيد اكتشاف الدموع .
*

ينبغي للشاعر أن يعشق
حتى يتعرّف الى الشمس وهي تشرق ليلا
والى الهلال وهو يصبح نوناً من غير نقطة
والى النقطة وهي تصبح سحرا
يضيء فحمة الليل .
*

سأمنحكِ أيتها النون المجنونة بالجمال والانكسار
مجدَ الكلمة
وسأعلنكِ إمبراطورة حقيقية
وأتوّجكِ في احتفال سريّ عظيم
بتاج الحروف
وقلادة الكلمات
وطيلسان القصائد
ووسام الهيام
وعصا السحر .
*

أين كنتِ كل هذه السنين ؟
لماذا صعدتِ الان الى سطح ايامي
بعد أن كان الغموض يأكلكِ
كما يأكل سمكُ القرش السمكَ الصغير ؟
هذه أسئلة وضعتـُها أمام النون
فرأيتُ الالفَ يلقي بنفسه في البحر
بهدوء
*

كلمةً عابرة منك أعادت لي يومي المسروق
وشمسي الضائعة
وابتهالاتي التي لاتكفّ عن التمتمة
كلمة عابرة منك رتبتْ نبضات قلبي
وأعادتْ لها الرنين
وايقاع الحنين .
*

أعترفُ لكِ الان ان الشاعرمجنون
والعشق جريمة
فمنذ أن عرفتكِ وأنا لاأكفّ عن الهلْوسة
أمام إيقاع نونك المريب
ولاأتوقف عن ترجمة أحلامي الى كل لغات الأرض
متصوّراً ان اللغة تعيدكِ الى نفسك
وتعيدُ نفسكِ اليَّ
فأنتبهُ الى نفسي
أيتها الاسطورة الضائعة فيَّ .
*

ينزفُ الشاعر حين يعشق
آلافَ الكلمات والحروف
ليغربل لغتهُ من أدغال الصدأ
ويغربل قلبه من أدغال الموت .
*

أيتها الامبراطورة ...
سمعتُ انكِ بحاجة الى ملك أو أمير أو شاعر
أو عاشق أو جّلاد أو خادم او شحاذ أو
صعلوك أو مهرج أو بواب
ولأجل ِ أن أنال نونكِ فأنا مستعد أن أكون
الملك أو الأمير أو الخادم أو الشحّاذ أو الصعلوك
أو المهرّج أو البواب
أيتها الامبراطورة ...
تذكـّري هذا المجنون الذي لايكفّ عن ترديد
هذه النغمة ليل نهار أمام قصر حبك
تذكـّريه فهو يشبهني تماماً ...
إنه أنا !
*

دخلتُ في الايقاع الخطير
لقد بدأ الحب يسدّ عليّ مسامات روحي
ويعلن في مكبرات الصوت :
أنني خطأ فادح
وأنكِ خطئي الذي يتكرر في الساعة
ستين مرّة .
*

الامبراطورة حبيبتي
لم أعد استطيع النظر اليها من فرط الحب
لم أعد استطيع أن احدثها من فرط الصدفة
لم أعد استطيع أن أشير اليها
أو الى نونها من فرط البهجة
وهكذا يصغر لديّ العالم شيئا فشيئا
حتى يكتمل ضياعي ويبدأ موتي السعيد .
*

أرجوكِ
أسرعي في قتلي ..
فنزف الحروف يوميا
يصيب قلبي بفقر الدم .
*

أيتها الامبراطورة ..
أنا الصعلوك الذي سيقود كلّ لغات الأرض
ليتآمر على عرشكِ ويسرق كنوزه
وينسفه
ثم بهدوء يجلس بوّاباً
يحرس ممرات العرش من العابثين !
*

دمعتي حجر .
*

مصيبتي انني ألتقي بقاتلتي كل يوم
أتبسّم لها
مفتوناً بجمالها الغامض
وأعطيها السكين
لتذبحني من الوريد الى الوريد
دون أن أتفوّه بكلمة واحدة .
*

دمي يسقط
وجسدي ينهار بهدوء اسطوري
وروحي تتحول الى رماد
لكنها تتماسك
كما يتماسك الحظ السيء .
*

موتي مناسبة طيبة
لأعزّي نفسي بهدوء وصدق .
*

دمعتي اله .
*

سحقاً لك أيتها الضائعة
سحقاً لنونك
سحقاً لنقطتكِ .
*

خيبتي فيك بحجم الطوفان .
*

لكني لم أكن نوحاً
ولم تكن عندي سفينة
لذا طاف جسدي فوق الماء
طاف و طاف حتى مللتُ من الطوفان .
*

كم بكيت ُعلى هذا الجسد الغريق
بكيت
وبكيت
وبكيت
لكني لم أجد من يأبه لي
سوى رصاصة الرحمة
التي أطلقتها على رأسي حرفاً
قادني الى النور
والى الشمس
والى الطمأنينة
والى الموت العظيم .
*

الى الكاف
أذهبُ لاجئاً مستجيرا
فخذيني أيتها الكاف
وبددي موتي الدائم الوصول كزلزال
وبددي ذكرى طفولتي وأرجوحتها المهجورة
بأنوارك
وشمسك الكبرى
واذا اقتضى الامر بددي روحي
ولاتتركيني كالمشنوق الذي أنقطع الحبل
به قبل الموت .
*

ياكافي ...
بين يديك ألفي
بين يديك دمعتي وشمس روحي
فأرحميني ..
ولتكن رحمتك
أربعة من الطير يأتين سعياً
وبحرا ينشقّ فأدفن فيه همومي
وعرشاً تضيء فيه كماناتُ دمي وطبولُ طفولتي
وقمراً يجلس بين حواجبي وظنوني .
*

أموتُ و معي حرفي
وأبعثُ من الموت
ومعي حرفي .
*

دمعتي عبث !
*

ليس غريباً أن أبتهل الى نقطة الحرف
وأجلس قبالتها مذهولا في مسرّاتها
ومجيئها من الشرق الى الغرب
محملة بالدفوف والدموع والطبول
ليس غريباً ، بعد هذا ، أن أبتهل الى الهلال
وأدعوه لينقذني من نفسي .
*

ما أن تراكِ الابجدية
حتى تنفض عن ثيابها
النوم والنسيانَ واللامبالاة
لتأخذ من كفـّكِ شمسَ الحنان
وينبوع َ الصحو
واناءَ الانتباه
وملعقة َ الحب
وملحَ الطمأنينة
*
انظري الان ياحبيبتي
إن في الحرف لسحرا
يطوّقك فلا مهرب عنه
الاّ الى الضياع .
أنا انتظرُ أن تضيعي
وتذوبي
وتمّحي
لأدفن جسدكِ البضّ في شمس من الحروف .
*

وا أسفاه
أنتِ فرح متكلس
وأنا جنون ينبض .
*

وا أسفاه
كيف مزّقتِ – بهذه البساطة - جغرافيا الجسد ؟
وألقيتِ القبض على جغرافيا الموت ؟
*

ها أنذا أنتظرُ من الحروف أن تهبط لي
بشلالات شمسكِ
وأنهار ربيعكِ
وجداول شوقك
وقطرات وعودكِ
وذرّات اشاراتك
ونواة طمأنينتك
والى الان فلا ملاذ لي سوى الحروف
والى أن أجد ملاذا آخر
فأنني أجلس امامها
كما يجلس المجانين أمام الأنبياء .
*

ها انذا أقتربُ منك لأبتعد عنكِ
أصل اليك لأغادرك كوميض البرق
فرحاً كغيمة .... محزوناً كبحر ميت
لكنك في طلاسم جسدي أبدا
مرآة حبّ كبيرة تتعرّى .
*

أيّ سحر هذا ؟
إنّ حرفك ليخلق اسمي من جديد ياحبيبتي
وأنا أضحك من هذا السحر
كطفل يرى المطر أول مرّة .
*

الحرفُ هو الزلزال
وأنا أسكن الحرف يازلزالي .
*

ليس للعبتكِ نهاية
وليس لخيالكِ بدء
وأظن أنك ستنهين عبثكِ العظيم
بأن تطلقي عليَّ الرصاص
وأنا أضحك من الضحك .
*

أنظري :
الفراغ سيد العرش ونحن عبيده .
*

أنظري :
بخلكِ اسطورة
وكرمي سفينة من الخرافات .
وا أسفاه
أيـّة قصيدة تبدأ بك تفضي الى الموت !
*

حزنكِ طير
وحزني تمساح .
*

أيتها الاسطورة الضائعة
هناك مؤتمر صاخب للاساطير
سيعقد قريبا في قلبي
فلبّي الدعوة أرجوكِ !
*

أحبّكِ
كما يحب المجنونُ الأطفال َ الذين يرمونه بالحجارة .
*

صرتُ أرى نونك من غير نقطة
فأبكي .
*

خرافاتكِ امتدّت وأصبحت ْ بحرا
فدعوتُ الجغرافيين ليعطوه أسماً .
*

ذات يوم
ستبكين أيتها الضائعة
على السنين الطويلة التي سفحتها
أمام جبل انتظارك .
*

أجمل مافيكِ : أكاذيبك
التي لاتكفّ عن التجدد والانبعاث .
*

تحبينني بالسنسكريتية
وأحبكِ بالعربية !
*

صرتِ تشاركينني مخاطبة الكاف
والبكاء بين يديها
والسجود العظيم في حضرتها الخضراء
فمتى ستشاركين دمي غربته
وحرفي محنته
وألفي انتحاره ؟
*

حبـّكِ جرّاح
سيقتطع جزءاً من قلبي
وحين يعجز سيضع لي
شيئا ًمن السم أشربه فأموت .
*

قررتُ أن أهجوك
فمدحتُ نفسي !
*

حبّكِ وباء أصاب خلايا جسدي كلها
فتساقطتْ كجبل منهار .
*

حبّكِ ناطحة سحاب
حلمتُ بها
وخططتُ لها وبنيتها طابوقة طابوقة
وحين أكتمل البناء العظيم
نسفتـُها من الأعماق .
*

طولكِ ابتهال
وعيناكِ جنة .
*

البارحة سقط عام جديد أمام داري
ففتحتُ الباب مدهوشاً
وجمعتُ شظاياه
ثم صنعتُ منها تمثالا لك .
*

في نونك سحر
وفي ألفي زلزال .

*

متى ستمسح الكاف
نقطة نونكِ من رأسي
كي يتوقف نزيف حرفي
فأنام ؟
*

حبّكِ يدعو لكل شيء
حتى لعبادة الأصنام !
*

معجزتي أنتِ
أنا الاله الميت !
*

أعوم في الفراغ :
أخرج من الفراغ
ملطخا بدم الفراغ
وأعود اليه مفتوناً بعذابه السري .
*

لازلتُ- وقد عبرتُ أربعين موتاً –
طيراً لايعرف الطيران
ولازلت – وقد عبرت أربعين بحرا –
شاطئا يبحث عن سفينة .
*

(( أحتاج اليكم )) .
صرخ المغني من الاعماق
فتحوّلتُ الى حاء وتاء وجيم .
وصرتُ كافا ً بشوقي
في حضرة الكاف الكبرى .
*

كانت الباءُ جنة َ عدن
لكنّ الشياطين احاطوا بوابتها
حتى وجدوا منفذا فاخترقوا نقطتها
وكسروا زجاجة روحي فرحين .
*

مات حبي قبل عشرين عاما
ولم أزل الى الان استقبل المعزّين .
*

أحببتُ – مثل كل مرّة – سيدة ضائعة
حتى أضيع أبدا في المجاهيل .
*

الموت ذاكرة لاتذكر أحدا ً
حتى تاء طفولتها الممزقة .
*

أين منا لقاءاتنا المشمسة ؟
أين منا مصادفاتنا ؟
أين منا نزواتنا ؟
أين منا غيومنا التي كنا نركبها
قبل أن تلقينا الشياطين الى الأرض ؟
*

أنتِ من تكونين
حتى اشغل أنفاسي
واشغل حروفي
واشغل موتي بك ؟
*

وصلتُ الى .........
دون ان امسك ذرة من انفاسك .
*

موتكِ عنوان
وحياتي صندوق بريد محطم بفراغه الوحشي .
*

سقطتُ مثل كل مرّة
ووقعتُ فانكسر موتي
فرممته برغبات نقطتك .
*

أيتها النون ..
خذيني الى الساحل او الى البحر
الى الصمت أو الى الكلام
الى اللغة أو الى الطمأنينة
خذيني ..
فجلوسي في المابين
أفسد روحي
ومزّقَ حاءَ طفولتي المجنونة .
*

أيتها النون ...
أرسلتُ اليك الشين ..
هل وصلت ؟
وأرسلت اليك اللام ...
فهل وصلت ؟
*

بعد جنوني بك
ليس هنالك من فرح أنتظره
سوى الموت .
*

سقط المغني على موسيقاه
فقام متعثرا لاعنا ً
وسقطتُ على حرفي
فقمت طائرا مذبوحا ً
من الوريد الى الوريد .
*

قلبي الطيب كدمعة
والضائع كصحراء
قلبي الذي هو بحجم قبضة يدي اليسرى
كما يزعم الاطباء
أرسل لي برقية عتاب قاسية
بسبب قصص حبي الفاشلة حتما
وحين اعتذرت له بحروفية مطلقة
رفض اعتذاري
فقدمتُ له استقالتي
ومضيتُ في الطرقات
ضائعا دون قلب .
*

قلبي الذي يشبه طفلا مشاكسا ً
قلبي الذي نسي حاء الحقد الى الابد
وتشبـّث كمجنون بحاء الحرية

لـ العيون ــغة
07-31-2004, 02:05 PM
أرسل لي برقية يسخر من فشلي النوني العظيم
وحين قرأتها
ضحكتُ
وضحكتُ
وضحكتُ
ثم بكيت .
*

قلبي الذي يشبه نهرا كفَّ عن الجريان
أرسل لي برقية أخرى منتصف الليل
قال فيها : كيف وصل الامر بك ؟
أي غد مطعون ينتظرك ؟
وقال : لماذا لاتكون مجنونا ً مثلي
فتكفّ عن الجريان وسط الوديان
كفروي يحمل صرّة ملابسه الممزقة ؟
*

قلبي ... ياقلبي ...
خنتُ الباء فغدرت بي
والتجأتُ الى الواو فبنت علي
طابوق الأزمنة الثقيل
وألقيت ُ نفسي على النون عاشقا ً
فذبحتني بسكين اللامبالاة
وألقت بي من عمارة النسيان
ذات الالف طابق
ولذا أعتذر اليك من كلّ شيء
واعتذر الى كل قطرة دم فيك
ياقلبي ..
أيها المغفل العظيم .
*

قلبي ... أيها السيد الذي يتنقل
مابين كهيعص وقاف وطسم
ياصاحب البوابة المنقوشة بالمحبة
أرجوك
ادخلني في دارك
فإن
لم تدخلني
فعند من أنم هذه الليلة ؟
*

قلبي .... أيها النمر الجريح
الممتليء بالحروف وهذياناتها ،
جنها ، ونواميسها ، وقواميسها
قلبي .. أيها النمر الحروفي الجريح
البارحة ... خفتُ عليك وانت وسط البخور
ووسط الدخان
تستلهُم روحَ الماء
وآيات القاف
ومعجزات الجيم .
*

قلبي ...
ياصنيعة الكاف
ورؤية الكاف
ياجرح النون ونقطة الظنون
ياندبة الباء ورماد الأزمنة
قلبي ...
يامعجزة القاف
بل يا اعتذار القاف بماهو مكتوب
في اللوح المحفوظ
قلبي ...
ياموسيقاي المتشظّية
وكفاحي المقطوع اليدين
قلبي ....
ياجنوني المتّزن
واساطيري المحفوظة
في جيوب طفولتي المتهرئة
أعتذر اليك ...
ثانية وثالثة ورابعة وخامسة وسادسة وسابعة
حتى تكتمل بي سمفونية الاعتذار
ويكف الاعتذار نفسه عن الاعتذار !
*

ليس مهما كيف سينتهي حبّكِ
فلقد أحببتكِ
هل ستسلمينني الى الثعلب أم الى الذئب
الى الفرات أم الى الصحراء الكبرى
الى المشنقة أم الى العرش
ليس مهما
فلقد أحببتكِ ... وكفى !
*

أكثر ماأخشاه يانوني
أن تكوني باء مقلوبة
أو دالا تنكّر لها الجميع .
*

من الموت الى الحب
ومن الحب الى الموت
صرت اركب حرفي من محطة قلبي .
*

في شمسك يحيا القلب
بعد ان دمره الثلج
وصيحات اليأس .
*

مخيلتي العجيبة التي تنبأت بسقوط الدول
واهتزاز العروش وانكسار الريح وتمزق الاساطير
لاتستطيع اليوم ان تتنبأ بنهاية حبك .
*

حين اتصلتُ بك البارحة بالهاتف
عجبتُ : فمن اعطاك سلطة احياء الموتى
وقتل الاحياء ؟
*

أيتها الكاف ...
... شيئا ً من رحمتك التي وسعتْ كل شيء
تنزليها أمطارا على صحارى النون
علها تخضُّر فتخرجُ قمحَ الالف .
*

سأمتدحكِ ، ايتها النون ، أمام عمارات حبك
سأرثيك أمام خرائب حبك
سأهجوك أمام مشنقة حبك
وسأطريكِ امام عرش حبك
حتى أموت أو يأذن لي حبك .
*

من المخيف أن احبك كما أحبك
أيتها النون المليئة بالمجاهيل .
*

خرج لي الماضي ، أمامك ، أيتها النون
فقررت أن أنسفه
حتى تكون حياتي جديرة بك
نظيفة ً ، طرّية ً ، دون ادغال .
*

من أول شروط حبك : المشي على الجمر
وقد مشيتُ ...
ولكن على حروف من الجمر .
*

أنت في عيني
وفي نور عيني
في الاولى حبيبة
وفي الثانية نون
فاذا جمعتهما وصلت القصيدة ُ الى الذروة .
*

مئات القصائد كتبتها قبل أن تقولي : احبكَ
ما الذي سأفعله اذن لو نطقت بهذه الاسطورة
ذات يوم ؟
*

رمشكِ لم يكن رقيقا
رغم فتنته الطاغية
كان عذابا مضافا لطفولتي المعذبة .
*

انت بريئة من كل تهمة ملصقة بك
لا ... لست قاسية الحرف
ولست حجرية القلب
ولست ضائعة في الأزمنة والممرات
انا المتهم ...
وينبغي ، لمن يهمه الامر ، ان يحاكمني
بدعوى حب امراة قاسية الحرف ، حجرية القلب
ضائعة في الأزمنة والممرات !
*

الشتاء انقضى ...
والأغنية انقضت ..
ضاع مني ما ضاع
وبقيت انتِ غيمة تتلـّبسني
كما تتلـّبس الدمعة ُ قلبَ المحكوم عليه بالاعدام .
*

ماجدوى ان اكتب عنك
أو اليك
و حولك
لا انت تكتبين ما اكتب
ولا انا آبه لما تكتبين
ومع ذلك ، فإن الكلمات تنسلّ من بين اصابعي
حين أتذكركِ
كما ينسلّ الماء من بين اصابع الكف
وتتسطر على الورق أطفالا طيبين .
*

من أنت ؟
سؤال اطلقته بعد أن كتبتُ عنك
ديواناً كاملا
ولم أجد أية بارقة أمل
تعينني على حيرتي الكبرى
وضياعي المكتوب .
*

من أنقذني من الموت بعد أن قتلتني ؟
أظنها الحروف ..
وربما هي النقاط ..
وربما هي ال ( ربما ) .
*

الموعد الذي ينتظرنا ضاع في الزحام
وقيل انه تعرّض لعملية اختطاف مدبرة
شاركتِ فيها بكل جوارحك
وفساتينك التي لاحصر لها .
*

لم تعد ورقة قصيدتي بيضاء
صارت صفراء
ربما من الانين
ربما من الشتاء
ربما من رفيف أجنحة الطيور المهاجرة .
*

أعدتِ لي بكلماتك الباهتة
ذكرى كل من جرحتني من قبل
وألقت القبض على طفولتي المعذبة .
*

ماالذي تفعله الحروفُ والنقاط
للعاشق المهزوم ؟
*

أنا بحاجة الى ذكريات طازجة
أرمم بها ذكرياتك التي حاصرت دمي
بزهورها السامة .
*

أحلم أن أقول كلمة واحدة
أختصر فيها كل عذابي
واكفّ عن هذا النزيف .
*

احلم أن أجدك قد ابتعدت عن ايامك الخاوية
الى ساعاتي الملأى بالطيور
والريش وليرات الذهب .
*

قصيدتك أعادت الحياة لقصائدي
وحررتها من الوزن والقافية
لكنها استبعدتني أنا
فضعت في سجونها سجينا حينا
وسجاناً حينا ً آخر
وقفلا صدئا ً الى أبد الابدين .
*

قصيدتك بكاء
فمن لي بكل دمع العالم
حتى أستطيع أن أقرأها لك ؟
*

قصيدتك ليلة دامسة الظلام
فمتى يشرق الفجر حتى اقرأها
لدمي المرعوب ؟
*

قصيدتك فراغ عجيب
سقطتُ فيه منذ سنة
ولم أزل أسقط واسقط واسقط
باحثا ً عن أي شيء أستند اليه
حتى لو كان قنبلة أو قبرا ً أو جمجمة طيبة !
*

في الولادةِ ضيّعتُ الولادة
وفي الطفولةِ ضيّعتُ الطفولة
وفي الصبا ضيّعتُ الصبا
وفي الشباب ضيّعتُ الشباب
وفي الكهولة ِ ضيّعتُ الكهولة
وفي الموت ...
وجدتُ الموت !
*

وا أسفاه
فتشتُ جيوبي
فلم أجد سوى دموعي حبّات متحجرة
فبكيت !
*

كيف اجتمعت الباءُ الضائعة
والواو المتحجرة
والميم الميتة
والنون القاسية
في حياتي
فأتفقوا في حفلة واحدة
على أفساد حياتي ؟
*

ياحبيبتي ...
لم يعد الحب ممكنا
صار الموت هو الممكن الوحيد .
*

لو أعطيتُ اطلاقة واحدة
وقيل لي : على من تطلق النار
على الموت أم على الحب ؟
لاجبتُ : سأطلقها على نفسي !
*

البارحة سفحتُ دمي في الغرفة
حتى غرقتُ ونمت .
*

البارحة قررتُ أن ازيل الحزن من دمي
فهبط الحزن من رأسي الى قدمي
فابيضّ رأسي وضاع
وسقطتْ قدمي
والى الان لم أجد رأسي
بل لم أجد قدمي !
*

دمي مرتبك
لان قصيدتي قايضتْ دمَها بالحب .
*

يقول النحوي : سأضع النقاط على الحروف .
ويقول الفيلسوف : أضع النقاط على الحروف .
ويقول المغني : ها أنذا أضع النقاط على الحروف .
أنا الوحيد الذي قلت :
سأمسح النقاط عن الحروف
لأُضيع في جنوني القادم
في نونكِ التي اضاعت نقطتها
في الزحام والثرثرة والخوف من الشوارع المظلمة .
*

أريد كأسا ً من الموت لايحتجّ عليه أحد
ولايمنعه عليّ احد
ولايرى أحد جدوى من تحريمه
على قلبي الطيب حد الموت .
*

في حاء حبكِ التي وسعتْ كل شيء
ولدتِ الباء بريئة كدمعة .
*

اجتمعت الحاءُ بالباء فكان الكون !
*

أعظم مافي الشعر
انه يصيّر جنوننا الفادح
حروفا لامعنى لها !
*

في اللحظة التي قيل لي فيها
انك غادرتِ بستان قلبي المحطّم الى الابد
احرقتُ الحاء والباء
وذرّيتُ رمادهما في دمي .
*

ياقلبي ...
أعطوك شين الشيطان
وبكوا حين هبطت عليهم من النافذة
بسيف الحروف
مفتتحا ً بالكاف والهاء والياء والعين والصاد
مأدبة الشمس .
*

أعجبُ لهؤلاء الناس
كيف يعيشون ويموتون بهدوء اسطوري
دون ان يحتجوا على حروفهم الميتة .
*

دمي اصفر َ لشدة الفراق
وكثرة العياط
دمي اصفر فاصفرَت دنياي
وأخضرّت حروفي .
*

اختارت حبيبتي المستنقع بدلا من الفرات
فأطلقتُ النار على الفرات
وركضتُ مجنونا لارى أثر الرصاصة في الحروف .
*

حين فكّرتُ أن أرسل رسالة الى صباي المقتول
تذكـّرتُ موت ساعي البريد .
*

سقط الشعراء على دينار الوهم
فخرجت اليهم وطردتهم من بابي
وعدتُ لنومي .
*

في عريي أتعرّى
وأناقش أزمنة حبلى
بالعري .
*

المرأة طيّعة كالموت .
*

لو لم أكن ضائعا مثلك
لما أحببتك .
*

النهر يحدّق في ارتباكي
وارتباكي يحدق في الشمس
والشمس تحدق في مايوهات الموت .
*

أين أجدك الان
في القبر
أم في البحر
أم في اللاعنوان ؟
*

عمر يتفتت
وزمان يشنق نفسه
في بستان باذخ .
*

في حبك ألقيتُ القبضَ على دمي الاسود
واعدمتُ ذاكرتي البيضاء وقلبي الأزرق .
*

لكثرة ما أفكر بك
شاغلا خلايا دمي باسطورتك
صرتِ تقفين امامي
فلا أرى شروقكِ ولاألتمّس زورقك .
*

أيتها المقمرة دوما ً بحروفي ..
اتركي لي شيئا ً من الحروف
تعينني على بلواي .
*

دمي متهم بحبك
وحبك متهم بموتي
وموتي متهم بي
وانا متهم بالدم بالدم والحب والموت
*

ياسيدي الشاعر
قلت كثيرا من الكلام الجميل
دون جدوى
فما العمل وانت لابضاعة لك
الا الكلام !
*

خرجتُ من نفسي اليك
لأجد نفسي
فضعتُ ولم يجدني أحد .
*

لا الطلاسم نفعت
ولا الدخان وفى بعهده
ولا اللام ذهب كما أُمِر ولا الشين
لا الحروف افتتحت صرّة طفولتها ولا الشمس
لا الشوارع
لا الطرقات
لا الدموع
لا العيد
لا النقاط
لا الفوارز ..
لا علامات الاستفهام والتعجب والاستنكار
لا ... ولا .. ولا حتى الموت نفسه
اذن ... لمن اشتكي هذه الخرافة
التي تسمّى حبك ؟ّ!
*

ماجدوى أن أحبك
اذا ما اقترنتِ بالموت ؟
*

دمي ...
يا دمي ...
سأظل أصرخ و أصرخ
حتى تجيبني أو أموت .
*

وا أسفاه
كفّك امتدتْ الي ّ
وأرادت أن تحتويني بهديتها المزيفة
لكن حروف قلبي رفضت نقاطك
وانتصرت لطفولتها الراقصة
وفراتها البريء
وقبلاتها الطيبة كموعد حب .
*


الزلزالُ وقع
والمدينة تهدمت
والمخرج مصرّ ان أقرأ قصيدتي بهدوء باذخ
وان لا ألمس - وأنا أبكي – المايكرفون .
*

ليس لي من هدايا في هذا الزمان
الهدية الوحيدة التي استقبلها على الدوام منك
هي أكاذيبُ حبك .
*


الزمن توقف
فخرجتُ لأعيد للزمن روحه المسروقة
فوقعتُ في الممر فانكسر َ ألفي وسالَ دمُ نوني .
تحياتي لكم &&&لـــــــــ العيون ـــــغة&&&&
(114) (114) (114) (114) (114) (114) (114)

بندر الحربي
08-23-2004, 09:12 PM
تسلمين معلقة جميله
وقاف جميل
صح لسانج







تحياتي
مدرسة الحب

لـ العيون ــغة
08-25-2004, 10:44 AM
مدرسة الحب
يلسمووووووووووووووو
على المرور الكريم