مشاهدة النسخة كاملة : عندما تبكي الزوجات


الجوكر
07-21-2004, 02:28 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
--------------------------------------------------------------------------------

هل عدت، عزيزي الزوج، يوماً إلى بيتك، فوجدت زوجتك تبكي؟
هل اتصلت بها هاتفياً، ذات صباح أو ذات مساء، فجاءك صوتها مخنوقاً متهدجاً من أثر البكاء؟

هل استيقظت من نومك، في إحدى الليالي، على صوت نشيج زوجتك الباكية؟ وماذا كان رد فعلك تجاه بكائها؟
هل قلت لها: هل هذا وقت البكاء؟!!.
هل استنكرت عليها بكاءها.. وضاقت به نفسك ؟
هل صرخت فيها قائلاً: ما أكثر ما تبكين؟

حفصة تبكي صفية
كما تعودنا في هذا الباب، فإننا نعود إلى بيت النبي صلى الله عليه وسلم نقتبس منه ما يفعله الزوج ويقوله إذا وجد زوجته تبكي:

عن أنس رضي الله عنه قال: بلغ صفية أن حفصة قالت: إنها بنت يهودي، فبكت، فدخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم وهي تبكي فقال: ما يبكيك؟ قالت: قالت لي حفصة: أنت ابنة يهودي! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إنك ابنة نبي، وإنّ عمك لنبي، وإنك لتحت نبي، فبم تفتخر عليك؟ ثم قال: اتقي الله يا حفصة . اخرجه الترمذي وصححه النسائي.

ما أحسنها من ترضية
تأمل، عزيزي الزوج، في هذه النقلة الحكيمة الرحيمة من النبي صلى الله عليه وسلم لزوجته صفية، النقلة التي رفعتها من كونها ابنة يهودي- كما قالت لها حفصة- إلى قرابة بثلاثة أنبياء: موسى وهارون ومحمد عليهم السلام.

لقد قال لها صلى الله عليه وسلم: إنك لابنة نبي فجعل موسى عليه السلام أباً لها، وهارون عليه السلام عماً لها- ما دام أخا لموسى عليه السلام وهي تحت النبي صلى الله عليه وسلم، أي زوجته وتحت عصمته ورعايته.

فأي تطييب للخاطر أفضل من هذا التطييب، وأي مواساة أعظم من هذه المواساة! وأي ترضية أحسن من هذه الترضية!

أيّ مسح للدمعة المناسبة من عيني صفية خيرّ من هذا المسح؟ أيّ مداواة للجرح الذي سببته كلمة ضرتها حفصة أشفى من هذه المداواة؟

حتى تكسب كثيراً
إنها دعوة لكل زوج حتى لا يضيق ببكاء زوجته، ولا يتبرم من تأثرها تجاه كلمة سمعتها من ضرتها، أو من أخته، أو من أي أحد آخر، بل حتى لو صدرت هذه الكلمة منه هو .. ليتسع صدره لها، وليسأل زوجته برفق وعطف وحنان: ( عسى ماشر..) هل آذاك أحد؟ هل أحزنك إنسان؟ لعلي أنا الذي أبكيتك؟!

وهكذا.. فسيكسب الزوج كثيراً، يكسب رضى ربه، ويكسب رضى زوجته، ويكسب رضى نفسه عن نفسه.

جبر الخاطر
ولو عدنا إلى قراءة الحديث، فسنجد أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكتف بتطييب خاطر أم المؤمنين صفية.. بل توجه أيضاً إلى من ازعجتها بكلمتها لها: أنت ابنة يهودي.. توجه إلى أم المؤمنين حفصة، صاحبة هذه الكلمة الجارحة، فقال لها: اتقى الله يا حفصة.. وهذا زيادة في جبر خاطر صفية رضي الله عنها وعن جميع أمهات المؤمنين.

وتوجيه للزوجة
يبقى توجيه لابد منه لكل زوجة يتأسى زوجها بالنبي صلى الله عليه وسلم، فيطيب خاطرها كلما رآها تبكي فنقول: لا تستغلي هذا التعاطف من زوجك، فتتباكين حين لا يكون هناك حاجة إلى البكاء.. فقط من أجل استدرار عطف زوجك!!.

كذلك احذري من افتعال البكاء حين تكونين أنت المخطئة بحق غيرك، لتظهري أمامه أنك مظلومة.. وأنت في حقيقة الأمر ظالمة! فهذا من باطن الإثم الذي يحذر الله تعالى منه.

(114)

RiRi
07-22-2004, 02:54 AM
يسلموووووووو اخي الجوكر على هذه النصيحه

لا عدمناك


لمشاهدة الروابط والصور يجب التسجيل.

تقبل تحيتي
ريـ ـ ـ ـري