مشاهدة النسخة كاملة : التفسير القديم والحديث


امانكو
07-18-2010, 04:54 PM
بسم الله الرحمن الرحيم



والصلاة والسلام على خير الانام سيدنا محمد الرحمة المهداة عليه الصلاة والسلام


التفسير القديم والحديث

اذا رجعنا للماضي والى زمن ليس فيه شيئ من تكنولوجيا اليوم ولا صناعاتها وتوجهنا الى اناسا من بعد عهد النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ونسأله عن السياره او الطائره او حتى المصباح الكهربائي او اللمبه بلهجتنا اليوم او عن الكهرباء او البترول فهل سيعرفها وهو لم يشاهدها او يسمع عنها او حتى سمع بها في زمنه فهل سيجيبنا بلغة عصره ام لغة عصرنا اذا افترضنا جدلا الاقتران بالشبه بين الماضي والحاضر .

بالطبع لن يستطيع فزمنه يختلف باناسه واداوته فلن تكون معرفته بها الا ان يكاشفه الله بها ويفتح عليه ولكن لن يستطيع ان ينقلها الى من في زمنه لذا يتوجب عليه مخاطبة الناس على قدر عقولهم .

ان العلماء الاوائل من صدر الاسلام الاول الى ما قبل ان تظهر الدنيا زخرفها فسروا القرآن نسبة الى زمنهم وما فيه من الالات وقته وافكار عهده وهم صادقين فيما قالوه ووصلوا اليه وما اقتضى به التفسير او التأويل في حاضرهم هم لا حاضرنا .

ونحن اذا التمسنا تفسيرهم للقرآن او حتى الظواهر الطبيعيه في زمنهم لا نخطئي باتباع ما وصلوا اليه اما ان نقف الى حد زمناهم ونقف بالتفسير الى ماقبل 400 عام مثلا كثرت او قلت فهذا ما ليس لاحد ان يقول به ويبطل لنا تفسير يومنا هذا وعصرنا هذا والا لقال القائل ان القرآن صالح لزمن واحد فقط وهدم الدين ايما هدم وانكر كلام رب العالمين اذ يأمرنا بالتدبر والبحث والتفكر والتأمل والاستبصار في انفسنا و الى الاستذكار وتدارس القرآن .

الم يخطر ببالكم لما سبقنا الغرب في كل شيئ تقريبا و لا ننسى ماضيهم كيف كانوا لنقول على سبيل المثال افعالهم الشنيعه بابقاء ما جاء في كتبهم من علم دون تطور وداخل الكنيسة من الداخل و في يد القلة من رجال العلم واستنوا له احكاما بالتحريم وحدوا لمن خالفهم حد القتل ذلك كان فعل بني اسرائيل من اليهود ثم مشى على خطاهم النصارى من اصناف مسيحيهم وانغلقوا فترة من الزمن حتى جاء نبينا وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بالدين الاسلامي والقرآن الكريم فانتقلت اثار العلم من علمائنا الى علمائهم فتحرروا من ذلك القيد .

ثم لما تقدموا علينا وعلموا ما لدينا من نعم العلم ما رضوا بتفوقنا وكما عادتهم في الاستكبار والعمى اشتغلوا ببقائنا حيث وصلنا من ماضي الازمان وادخلوا من الدسائس في الدين الاسلامي ما يجعله يناقض نفسه فكما حرفوا في كتبهم استطاعوا ان يحرفوا في سنة نبينا عليه الصلاة والسلام لما علموا انه ليس بقرآن منزل فبعثوا بالتشويش على المسلمين ولما لم يقدروا على القرآن وعلموا انه من وحي رب العالمين قاموا بتأويله وجعلوا تفسيره فيما وصل الاولون فحسب .

ثم جعلوا من علماء عصرنا من يتعصب بالبقاء بتفاسير الاولين وقالوا كما قال الاولون في قوله تبارك وتعالى {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ } ) البقرة170

فما انزله الله هو القرآن الكريم وما اتبع الاولون الا ما لم يعقلوه وقال باتباع الاولين من هم على شاكلتهم فهم لا يهتدون .

نحن اذا اردنا تفسير القرآن بهوى انفسنا فما نستطيع له قدرة لا على التأويل و لا التفسير مع ان القرآن يفسر نفسه حقا وتجد من علماء عصرنا من قال بذلك فجزاهم الله كل الخير فهولاء هم العقلاء حقا وان الله ناصرهم وهو عليم بما في انفسهم وهم اذا يريدون ان يبعثوا الناس على الايمان بالله والاعتقاد عقلا وقلبا بما فيه من مرضاة لله وطاعته .

واريد ان استشهد بحديث رضاع الكبير الذي يعج النت من تكراره من غير تجريح او اشهار باحد فلعل البعض قد يصيب او يخطئ ولا نقول الا جزاه الله خيرا على ما اصاب او اخطأ فقد اجتهد ومشكلة ونأسف لمن يستلزم الامور بضوابط شرعيه ما انزل الله تبارك وتعالى بها من سلطان كمثل الخشية على المرأة ممن يعمل لديها كسائق او خادم والاباحة حيث لا مكان للتبرير .

فلنأخذ جانب الحديث كواقع نربطه بيومنا هذا ونفترض صحته اولا -- لقد شكت هذه الزوجة للنبي الكريم على ما تراه في وجه زوجها حذيفه كلما راى مولاه الذي ربه وهو شابا في العشرينات من عمره وهو يدخل على زوجة مربيه وهي (فضلى) اي متجردة من الثياب او نحو ذلك , ثم امرها النبي ان ترضع الشاب الذي ربياه وهو صغيرا حتى اصبح مثل ابنها ليذهب ما في نفس ووجه حذيفه بالرغم انها اكدت للنبي ان في وجهه لحيه تقصد به انه اصبح شابا - فقال لها ارضعيه - ثم ذهبت فارضعته - فاخبرت النبي صلى الله عليه وسلم بذهاب ما في وجه زوجها .

حسنا اضع تسأؤلاتي :
1- هل التقم ثديها فارضعته كم يرضع الصغير ؟
2- هل رضي هذا الشاب ان يرضع ممن ربته ؟
3- هل كان في صدرها حليبا او لبنا وهى في تلك السن الكبيره ؟
4- كم من الزمن بقي يتحمل حذيفة هذا الحال لتذهب زوجته الى النبي الكريم لتتحصل على الحل ؟

اذا اردنا ان نصف ان الحاله كانت فردية جدا وخاصه ولن تتكرر والسبب بالتصريح بان الرضاع هنا مسموح لهذا الذي ارضعته كونه نشأ طفلا وكبر في وسطهم لتأتي رخصة النبي عليه الصلاة والسلام بالارضاع هنا فقط كمثل هذه الحاله .

واضع تسأؤلات اخرى هنا :

1- هل يشمل جواز رضاعة الكبير هنا ان يكون قد نشأ طفلا فكبر فيحل له ذلك ؟
2- من منا يريد ان يدخل احدا على اهله فيرضى ان يجعل ثدي زوجته حلالا لمن ارتضاه بالدخول على اهله ؟
3- هل هنالك من حليب بالصدر طوال العام لترضعه ام تنتظر لتحمل ثم يمتلئ صدرها حليبا لترضعه ؟
4- هل اذا تجاوزت المرأة سن اليأس ولم تجد بصدرها حليبا - هل ينفع حليب سريلاك ؟
5- هل اذا كانت شابة وكانت مازالت مرضعة ان يلتقم ثديها فيرضع ام نسحبه من الصدر بألة الحلب ونضعه في الكاس مع قليل من القهوة والشكولاه ؟
6- هل يسمح احدكم لاحد من اقاربه او اخاه او صديقه او عاملا عنده ان يرضع من زوجته خشية من وقوع فتنة لكي لاتحل له ؟
7- ماذا لو كانت لاحدكم اختا ولم تتزوج مطلقا وخشيتم من اصدقائكم او من زملاء العمل المختلط ان تؤذى فهل نسمح بان ترضعهم وبدون حليب ؟

لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

وايضا هنالك امر من خلال رواية الحديث من جهة ستنا ام المؤمنين عائشة رضوان الله عليها المبرأة من الله تعالى من كل سوء بأنها اخذت هذا الحديث وجعلته كسنة يستنى بها فحاشاها من كل بهتان عظيم فقد ورد انها اذا ارادت ان تدخل احد من الرجال عليها امرت اختها فارضعت من شأءت ان تدخله عليها فاضع هنا مرة ثالثه تسأؤلات اخرى :

1- هل كانت اختها طوال العام مرضع ؟
2- هل كانت اختها الى جوارها دوما ؟
3- هل كانت رخصة الحديث خاصة ام عامة ؟
4- هل كان جواز رضاع الكبير لحالة كمثل هذه الحالة الخاصه ام لجواز احلال غيرالمحرم ؟
5- هل غير المحرم يجوز له بعد الرضاع ان يحل له كل ما كان له بغير محرم ؟
6- هل الرضاعات مشبعات بخمس رضاعات ؟
7- هل الرضاعة في الصغر كجسد مازل يبنى ام كمثل الكبر في السن بعد البناء ؟

اذا تتبعت هذا الحديث ستجده محمولا لضرب ستنا عائشة رضوان الله عليها في سمعتها وشرفها من قبل الحاقدين عليها وما ينفع و لا يخدم هذا الحديث الا شيعة من مخالفي الدين الاسلامي و صحابة رسول الله رضوان الله عليهم و شيعة سيدنا على كرم الله وجهه ممن هم على نهج نبينا في حبهم لصحبه الكرام .

سؤالي الاخير هنا اذا كان هذا التسويف والتفسير والكذب على النبي عليه السلام وقع في الزمن الماضي ووصل لنا كحديث نبوي في مختار الصحاح وصححه الالباني في عصرنا هذا اجتهاد منه وحسب معرفته باصول الحديث فهل نذمه بالطبع لا فهو ان صحح فقد وجد صحة لفظ الحديث دونما علمه بتأكيد الرواية فرحمه الله لم يكن من اهل الماضي لذلك لا نجرح فيه و لا نجرح في الصحاح ولكن نشك بالدسيسة على كتب الاحاديث فقد كان من اعداء الاسلام من يتقن الفصحى ونشك فيهم ان يكونوا من بني اسرائيل ليزرعوا نتاج خلاف في المستقبل .

فهل أأمن لتفسير الاقدمين ان بقيت التفاسيرعلى حالها دون تنقيح من دون ان اعمل بالعقل والمنطق مستشهدا باتباع كلام رب العالمين وعملا بسنة نبينا المصطفى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فقد قال عليكم بكتاب الله وسنتي وفي حديث اخر كتاب الله وعترتي ال بيتي .

فكتاب الله كلنا نعرفه لا يأتيه الباطل من بين يديه واما سنته فقد اودعها كلا من صحابته الكرام وال بيته الطاهرين من زوجاته امهات المؤمنين واذا اراد بالعترة خصوصية بهم من ستنا فاطمة الزهراء رضي الله عنها فقد عاشت فترة قصيرة بعد النبي الكريم فما يؤخذ منها الا القليل وان كان من سيدنا على كرم الله وجهه فكان بالقرب من النبي كما لغيره من الصحابة في القرب من النسب والمصاهرة وان قصد به الحسن والحسين فقد علم انهم الى الشهادة مصيرون والا بذالك ربما قصد ذريتهم من الخلق الكثير فهم لعلهم اعم الخلق من سلالات الصحابه في الكثره وفي هذا اقول الله اعلم حيث وضع امانته .

هذا للتوضيح واقول بقول الله تبارك وتعالى : {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ }البقرة170


والحمدلله رب العالمين