بـوٍكـا
05-29-2010, 04:31 AM
عنز ولو طارت
د. ميسرة طاهر
كانا يسيران معا، وفجأة
توقف أحدهما وأشار بيده نحو جسم أسود يقف على الأرض وقال
لصاحبه: انظر لذلك الغراب،
وقال الثاني: أي غراب هداك الله إنها عنزة،
واستهجن الأول ضعف بصر صاحبه
وقال: إنه غراب ألا ترى منقاره وذيله؟
ورد الثاني: أي ذيل ومنقار ألا ترى قوائمه الأربع؟
وازداد تهكم الأول على الثاني
فما كان من الأول إلا أن رمى حجرا
باتجاه الجسم الذي اختلفا عليه فطار.
فقال الثاني: لا تحاول معي: إنها عنزة ولو طارت.
..........
منطق عنزة ولو طارت هو منطق الجامدين
الذين لا يغير فكرهم حوار ولا حجة
ويشعرون أن أفكارهم ومعتقداتهم مهما كانت
هي جزء منهم
فإن تنازلوا عن بعضها فكأنهم تنازلوا عن جزء من ذواتهم
لذا فهم يصرون على الاعتقاد بصوابية ما يؤمنون به
فيزداد جمودهم وتقل مع الزمن مرونتهم.
ويتصف هؤلاء الناس الجامدين بالالتزام بعادات جامدة في التفكير
وفي الطعام والشراب والنوم واللباس والمشي وترتيب الأشياء
وغيرها،
والجمود أمر ضار في كثير من الأحيان كما نعلم،
وقد لا يحتاج الأمر لبرهان لإثبات ضرره
فقد كان الجمود أهم عقبة واجهت الأنبياء مع أقوامهم
ذلك أن الجامد وخاصة إذا كان الجمود في فكره ,
هو فرد لا يستطيع أن يحيد عما اعتاده من عادات فكرية أو معتقدات،
وسيجد نفسه يقول مقالة من سبقه:
{وَكَذَلِكَ مَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِى قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إلا قَالَ مُتْرَفُوهَآ إِنَّا وَجَدْنَآ ابَآَءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى أثَارِهِم مُّقْتَدُونَ}
(سورة الزخرف، آية 23 )
ذلك أن الجامد لا يستطيع أن يساير غيره في بعض الأحيان،
وهو فرد يريد من الآخرين أن يغيروا نمط حياتهم
لمسايرته وإلا فلن يستطيع أن يقبلهم أو يقبلوه،
وهو من ناحية ثانية لا يرى الصواب إلا عنده،
ولا يستطيع أن يرى صوابا عند غيره
فيحرم نفسه من خير الآخرين
وربما حرمهم من خيره.
لقد كان لهذا الجمود آثاره الضارة عبر التاريخ
...
.. تحياتي ..,
د. ميسرة طاهر
كانا يسيران معا، وفجأة
توقف أحدهما وأشار بيده نحو جسم أسود يقف على الأرض وقال
لصاحبه: انظر لذلك الغراب،
وقال الثاني: أي غراب هداك الله إنها عنزة،
واستهجن الأول ضعف بصر صاحبه
وقال: إنه غراب ألا ترى منقاره وذيله؟
ورد الثاني: أي ذيل ومنقار ألا ترى قوائمه الأربع؟
وازداد تهكم الأول على الثاني
فما كان من الأول إلا أن رمى حجرا
باتجاه الجسم الذي اختلفا عليه فطار.
فقال الثاني: لا تحاول معي: إنها عنزة ولو طارت.
..........
منطق عنزة ولو طارت هو منطق الجامدين
الذين لا يغير فكرهم حوار ولا حجة
ويشعرون أن أفكارهم ومعتقداتهم مهما كانت
هي جزء منهم
فإن تنازلوا عن بعضها فكأنهم تنازلوا عن جزء من ذواتهم
لذا فهم يصرون على الاعتقاد بصوابية ما يؤمنون به
فيزداد جمودهم وتقل مع الزمن مرونتهم.
ويتصف هؤلاء الناس الجامدين بالالتزام بعادات جامدة في التفكير
وفي الطعام والشراب والنوم واللباس والمشي وترتيب الأشياء
وغيرها،
والجمود أمر ضار في كثير من الأحيان كما نعلم،
وقد لا يحتاج الأمر لبرهان لإثبات ضرره
فقد كان الجمود أهم عقبة واجهت الأنبياء مع أقوامهم
ذلك أن الجامد وخاصة إذا كان الجمود في فكره ,
هو فرد لا يستطيع أن يحيد عما اعتاده من عادات فكرية أو معتقدات،
وسيجد نفسه يقول مقالة من سبقه:
{وَكَذَلِكَ مَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِى قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إلا قَالَ مُتْرَفُوهَآ إِنَّا وَجَدْنَآ ابَآَءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى أثَارِهِم مُّقْتَدُونَ}
(سورة الزخرف، آية 23 )
ذلك أن الجامد لا يستطيع أن يساير غيره في بعض الأحيان،
وهو فرد يريد من الآخرين أن يغيروا نمط حياتهم
لمسايرته وإلا فلن يستطيع أن يقبلهم أو يقبلوه،
وهو من ناحية ثانية لا يرى الصواب إلا عنده،
ولا يستطيع أن يرى صوابا عند غيره
فيحرم نفسه من خير الآخرين
وربما حرمهم من خيره.
لقد كان لهذا الجمود آثاره الضارة عبر التاريخ
...
.. تحياتي ..,