فجــــــــــر
01-26-2009, 06:00 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
«الصحة تاج على رؤوس الأصحَّاء لايراه إلاّ المرضى» فقد صدق رغم أنه لم يوف للمعنى حقه الكامل ، فإن من اعظم النعم التي وهبها الله تعالى للإنسان الصحة، ولكننا مع الأسف نجهل ذلك ونحن منعمون بها ولانشعر بهذه القيمة الجليلة الاّ لحظة داهمنا المرض، أي مرض مهما كان نوعه صغر أم عظم، حين إذن يتلاشى أمام الإنسان كل شيء ولايتذكر إلاخالقه ومعافيه وشافيه والمخفف عنه، فيزداد قربه من الله فيطيل سجوده وركوعه وتخشع جوارحه ويلهج لسانه بقراءة القرآن والدعاء، فتهدأ نفسه ويطمئن قلبه بذكر الله ويشعر بأنه بين يدي الرحمن فقد يهبه العافية، وقد يختاره إلى جواره، فلكل أجل كتاب، يا لها من لحظات فاصلة بين الحياة والموت لا يلمسها ويحسها إلا من عاشها ويشعر لحظتها بتفاهة مشاكله التي يعاني منها والتي كان يراها كهموم تنوء عن حملها الجبال ويكتشف بأنه لا الجاه ولا المال ولا أقل من ذلك ولا أعظم يساوي أمام ناظريه شيئاً مقابل أن يعود كما كان صحيحاً معافى.
وبجانب كل ذلك يعيش المريض أمراً في غاية الأهمية وهو محبة من حوله، فالله تعالى إذا أحب عبداً حبب اليه خلقه، ويا لها من نعمة أن يحاط المرء بمن يحبونه فيرى الخوف في عيونهم ويسمع الدعاء النابع من قلوبهم ويلمس الحنان في تصرفاتهم، فيشعر بالدفء والأمان والاطمئنان ويقدر لحظتها عمق الصدق في محبتهم فيحس بأحاسيس لم يكن يتوقعها من أناس لم يكن يتصور بأنهم يكنون له كل هذه المحبة، وبالمقابل يخذل من آخرين كان يتوقع منهم عكس ذلك.
فالمرض سلاح ذو حدين فيه المعاناة وفيه الأجر، فيه اختبار للعبد المؤمن الصابر الذي أحبه الله فإبتلاه، وفيه اختبار لمحبة الناس ومعرفة صدق مشاعرهم، المشاعر المترجمة بدعوة أو بكلمة أو نظرة أو لمسة. وقد يكون هناك من لم تسعفه ظروفه ليراك ولكن بسمعك وقلبك تشعر بمدى معزتك لديه ولهفته للإطمئنان عليك، اكثر من قريب أو صديق قد يكون أمامك وتجده معقوداً ما بين الحاجبين ملجم اللسان تراه وكأنه يجر قدميه ليؤدي واجب الزيارة تجاهك وليثبت حضوره ليس الاّ.
فاللهم إجعل خير اعمارنا آخرها وخير اعمالنا خواتيمها وخير ايامنا يوم لقاك.
«الصحة تاج على رؤوس الأصحَّاء لايراه إلاّ المرضى» فقد صدق رغم أنه لم يوف للمعنى حقه الكامل ، فإن من اعظم النعم التي وهبها الله تعالى للإنسان الصحة، ولكننا مع الأسف نجهل ذلك ونحن منعمون بها ولانشعر بهذه القيمة الجليلة الاّ لحظة داهمنا المرض، أي مرض مهما كان نوعه صغر أم عظم، حين إذن يتلاشى أمام الإنسان كل شيء ولايتذكر إلاخالقه ومعافيه وشافيه والمخفف عنه، فيزداد قربه من الله فيطيل سجوده وركوعه وتخشع جوارحه ويلهج لسانه بقراءة القرآن والدعاء، فتهدأ نفسه ويطمئن قلبه بذكر الله ويشعر بأنه بين يدي الرحمن فقد يهبه العافية، وقد يختاره إلى جواره، فلكل أجل كتاب، يا لها من لحظات فاصلة بين الحياة والموت لا يلمسها ويحسها إلا من عاشها ويشعر لحظتها بتفاهة مشاكله التي يعاني منها والتي كان يراها كهموم تنوء عن حملها الجبال ويكتشف بأنه لا الجاه ولا المال ولا أقل من ذلك ولا أعظم يساوي أمام ناظريه شيئاً مقابل أن يعود كما كان صحيحاً معافى.
وبجانب كل ذلك يعيش المريض أمراً في غاية الأهمية وهو محبة من حوله، فالله تعالى إذا أحب عبداً حبب اليه خلقه، ويا لها من نعمة أن يحاط المرء بمن يحبونه فيرى الخوف في عيونهم ويسمع الدعاء النابع من قلوبهم ويلمس الحنان في تصرفاتهم، فيشعر بالدفء والأمان والاطمئنان ويقدر لحظتها عمق الصدق في محبتهم فيحس بأحاسيس لم يكن يتوقعها من أناس لم يكن يتصور بأنهم يكنون له كل هذه المحبة، وبالمقابل يخذل من آخرين كان يتوقع منهم عكس ذلك.
فالمرض سلاح ذو حدين فيه المعاناة وفيه الأجر، فيه اختبار للعبد المؤمن الصابر الذي أحبه الله فإبتلاه، وفيه اختبار لمحبة الناس ومعرفة صدق مشاعرهم، المشاعر المترجمة بدعوة أو بكلمة أو نظرة أو لمسة. وقد يكون هناك من لم تسعفه ظروفه ليراك ولكن بسمعك وقلبك تشعر بمدى معزتك لديه ولهفته للإطمئنان عليك، اكثر من قريب أو صديق قد يكون أمامك وتجده معقوداً ما بين الحاجبين ملجم اللسان تراه وكأنه يجر قدميه ليؤدي واجب الزيارة تجاهك وليثبت حضوره ليس الاّ.
فاللهم إجعل خير اعمارنا آخرها وخير اعمالنا خواتيمها وخير ايامنا يوم لقاك.