رد روحي
09-24-2008, 01:19 AM
(112)(112)(112)(112)(112)(112)(112)
يقال ان الله خلق الحب في صورة فتى جميل,له عينان ملونتان جمعتا بين زرقة الانهار و خضرة الاشجار,
ثم أنزل إلى الارض,و لكن الحب لم يستمتع بسكينته كثيرا..إذ جاء (الجنون) في إحدى نوبات غضبه و هياجه
صانعا عاصفة رهيبة, و في ذروة هياجه فقأ (الجنون) عيني (الحب) المسكين,فأفقده بصره و قضى على جمال عينيه.
هكذا صار (الحب) منذ هذه اللحظة اعمى الى الابد! راح (الحب) يبكي حزينا محسورا.. و بعد ان هدأ (الجنون) نظر اليه
و احس بالندم الشديد على فعلته و اراد ان يكفر عنها..فقرر ان يقضي حياته مرافقا للحب يقوده و يوجهه, و من يومها
صار (الجنون) قرينال(الحب)!!
ثم جاءت (الغيرة)..كانت امرأة قبيحة سوداء الجسد و ممزقة الثياب, شعرها مهوش و ابيض كالقطن, لها عين واحدة في منتصف وجهها لا ترى بها الا اقرب الاشياء و المواجهة لها,و لا تستطيع النظر يمينا او يسارا..
ذهبت (الغيرة) الى (الحب) الاعمى و صديقه (الجنون) , قالت لهما: انا وحيدة بلا رفقة, اصحباني معكما في طريقكما
فسأكون ذات فائدة لكما في مهمتكما الصعبة, نظر لها (الحب) و (الجنون) بتشكك, و لكنها اكملت: سأربط القلوب الى بعضها بنار لا تخمد, قال (الحب): قد تحرق النار القلوب نفسها فتحرق كل شيء. و قال (الجنون): و قد تخمد تماما فجأة فيزول (الحب). و قالت (الغيرة): و لكنكما بدوني لن تفعلا شيئا..جرباني. هكذا رافقت (الغيرة) (الحب) و (الجنون) و صارت
تتحرك معهما اينما ذهبا. شاعرة بالامتنان,اخرجت (الغيرة) من جعبتها قطعة زجاج مصقولة, و منحتها ل(الحب) قائلة:
هذه مرآتك التي سترى عبرها الاشياء و ستعوضك عن نور عينيك. وجهها اتجاه ما تريد و ستراه ليس مثلما يراه الناس.
تلقى (الحب) الهدية شاكرا ممتنا, و نظر فيها, و لدهشته وجد نفسه يبصر.. و بانت امامه (الغيرة) امرأة شابة جميلة,
متناسقة القوام,وجهها ابيض كالصباح, و شعرها اسود ناعم كحلكة الليل ينسدل على ظهرها. وقع (الحب) في غرامها
من اول نظرة, و قرر ان يتزوجها. اندهش (الجنون) و حذره بأن كل ما رآه في المرآة كذب, و قال له انها امرأة عمياء مثله و لكنه لم يصدقه, و اصر على موقفه و تزوج (الغيرة).. و هكذا صارت مرآة (الحب) العمياء هي مرآة كل المحبين من بعده..
مرت اسابيع و شهور..و كان انتفاخ بطن (الغيرة) يزداد يوما بعد يوم, و وهنها يزداد و تقل قدرتها على الحركة, حتى
جاءت ليلة حالكة السواد غزيرة المطر,راحت تصرخ فيها بأعلى صوتها..مع اول خيوط الفجر كانت آهاتها قد خمدت
و قد وضعت طفلا كان يشبهها كثيرا و لكنه كان بلا ملامح على الاطلاق. كان وجهه صفحة معتمة بلا عينين او انف او فم
و لم تكن له اذنان,اما جسده فقد كان بلون الدماء. خاف (الجنون) و اصابه الذعر حينما رآه. و لكن (الحب) اخرج مرآته
و رآه فيها طفلا جميلا بل اشد جمالا من امه..كان حجم الطفل يزداد بطريقة مرعبة يوما بعد يوم..دون ان يدركو تفسيرا لذلك.. هكذا ولد (الشك) من رحم (الغيرة)..كائنا لا يرى ولا يسمع.. و يتضخم بمرور الايام عليه.
بعد ايام ادركهم التعب و كانت بيوت الناس قد اقتربت. كانت ليلة باردة نامو فيها جميعا متلاصقين, و في الصباح التالي
كانوا قد اختفوا , و انصهروا جميعا في جسد واحد: كائن لا يستطيع احد تحديد عمره, يبدو طفلا صغيرا بقدر ما يبدو شيخا طاعنا...يبدو سعيدا و معذبا....وديعا و شرسا...جريئا و جبانا...كائن غامض مليء بكل التناقضات.
هكذا استيقظ (الحب) ذات صباح و قد صار يحمل بداخله هوس (الجنون) و نار (الغيرة) و جحيم (الشك).... و مضى ليبدأ رحلته بين قلوب البشر
(111)(111)(111)(111)(111)(111)
هذه القصة منقولة و اتمنى ان تنال اعجابكم
(110)رد روحي(110)
يقال ان الله خلق الحب في صورة فتى جميل,له عينان ملونتان جمعتا بين زرقة الانهار و خضرة الاشجار,
ثم أنزل إلى الارض,و لكن الحب لم يستمتع بسكينته كثيرا..إذ جاء (الجنون) في إحدى نوبات غضبه و هياجه
صانعا عاصفة رهيبة, و في ذروة هياجه فقأ (الجنون) عيني (الحب) المسكين,فأفقده بصره و قضى على جمال عينيه.
هكذا صار (الحب) منذ هذه اللحظة اعمى الى الابد! راح (الحب) يبكي حزينا محسورا.. و بعد ان هدأ (الجنون) نظر اليه
و احس بالندم الشديد على فعلته و اراد ان يكفر عنها..فقرر ان يقضي حياته مرافقا للحب يقوده و يوجهه, و من يومها
صار (الجنون) قرينال(الحب)!!
ثم جاءت (الغيرة)..كانت امرأة قبيحة سوداء الجسد و ممزقة الثياب, شعرها مهوش و ابيض كالقطن, لها عين واحدة في منتصف وجهها لا ترى بها الا اقرب الاشياء و المواجهة لها,و لا تستطيع النظر يمينا او يسارا..
ذهبت (الغيرة) الى (الحب) الاعمى و صديقه (الجنون) , قالت لهما: انا وحيدة بلا رفقة, اصحباني معكما في طريقكما
فسأكون ذات فائدة لكما في مهمتكما الصعبة, نظر لها (الحب) و (الجنون) بتشكك, و لكنها اكملت: سأربط القلوب الى بعضها بنار لا تخمد, قال (الحب): قد تحرق النار القلوب نفسها فتحرق كل شيء. و قال (الجنون): و قد تخمد تماما فجأة فيزول (الحب). و قالت (الغيرة): و لكنكما بدوني لن تفعلا شيئا..جرباني. هكذا رافقت (الغيرة) (الحب) و (الجنون) و صارت
تتحرك معهما اينما ذهبا. شاعرة بالامتنان,اخرجت (الغيرة) من جعبتها قطعة زجاج مصقولة, و منحتها ل(الحب) قائلة:
هذه مرآتك التي سترى عبرها الاشياء و ستعوضك عن نور عينيك. وجهها اتجاه ما تريد و ستراه ليس مثلما يراه الناس.
تلقى (الحب) الهدية شاكرا ممتنا, و نظر فيها, و لدهشته وجد نفسه يبصر.. و بانت امامه (الغيرة) امرأة شابة جميلة,
متناسقة القوام,وجهها ابيض كالصباح, و شعرها اسود ناعم كحلكة الليل ينسدل على ظهرها. وقع (الحب) في غرامها
من اول نظرة, و قرر ان يتزوجها. اندهش (الجنون) و حذره بأن كل ما رآه في المرآة كذب, و قال له انها امرأة عمياء مثله و لكنه لم يصدقه, و اصر على موقفه و تزوج (الغيرة).. و هكذا صارت مرآة (الحب) العمياء هي مرآة كل المحبين من بعده..
مرت اسابيع و شهور..و كان انتفاخ بطن (الغيرة) يزداد يوما بعد يوم, و وهنها يزداد و تقل قدرتها على الحركة, حتى
جاءت ليلة حالكة السواد غزيرة المطر,راحت تصرخ فيها بأعلى صوتها..مع اول خيوط الفجر كانت آهاتها قد خمدت
و قد وضعت طفلا كان يشبهها كثيرا و لكنه كان بلا ملامح على الاطلاق. كان وجهه صفحة معتمة بلا عينين او انف او فم
و لم تكن له اذنان,اما جسده فقد كان بلون الدماء. خاف (الجنون) و اصابه الذعر حينما رآه. و لكن (الحب) اخرج مرآته
و رآه فيها طفلا جميلا بل اشد جمالا من امه..كان حجم الطفل يزداد بطريقة مرعبة يوما بعد يوم..دون ان يدركو تفسيرا لذلك.. هكذا ولد (الشك) من رحم (الغيرة)..كائنا لا يرى ولا يسمع.. و يتضخم بمرور الايام عليه.
بعد ايام ادركهم التعب و كانت بيوت الناس قد اقتربت. كانت ليلة باردة نامو فيها جميعا متلاصقين, و في الصباح التالي
كانوا قد اختفوا , و انصهروا جميعا في جسد واحد: كائن لا يستطيع احد تحديد عمره, يبدو طفلا صغيرا بقدر ما يبدو شيخا طاعنا...يبدو سعيدا و معذبا....وديعا و شرسا...جريئا و جبانا...كائن غامض مليء بكل التناقضات.
هكذا استيقظ (الحب) ذات صباح و قد صار يحمل بداخله هوس (الجنون) و نار (الغيرة) و جحيم (الشك).... و مضى ليبدأ رحلته بين قلوب البشر
(111)(111)(111)(111)(111)(111)
هذه القصة منقولة و اتمنى ان تنال اعجابكم
(110)رد روحي(110)