بدأ ابي يخاطب اقاربه بالاردن ويرسل لهم التقارير الطبية من اجل ان يصدرو لنا تصريح دخول الى الاردن ، وبدورهم لم يدخرو جهدا في السعي من هذا لذاك كي يتوسطوا عند الاجهزة المعنية لاصدار هذا التصريح ، الذي كان اشبه بشهادة وفاة لطفولتي ، او بحكم مؤبد بالاعمال الشاقه، اخير ا صدر هذا التصريح مع نهاية العام الدراسي وبعد ان جهز والدي اوراقنا المدرسية وامن لنا مبلغ الف دولار اقترضهم من صندوق الثورة كمصاريف لعلاج امي ، اخبرنا والدي انه لن يغادر معنا!!!!!! كان الخبر كالصاعقة ، رفضت امي وبكينا كثيرا ، لكنه لم يسمعنا ، كان عليه ان يسدد المبلغ ، رغم انهم طلبوا منه الرحيل مع زوجته واولاده واعتبار ان المبلغ هو مساعده منهم لا اكثر، لكنه رفض واصر على البقاء، لم يحدد يوم السفر بعد لان اخي محمد في اليمن فلم نستطع ان نودعه، وناصر في الجبهة لا نعلم له عنوان انتظرنا مدة شهر كي يعود بعثنا له مع كل البشر ليعود ، لكن التصريح مدته لاتتجاوز الاربعين يوم ولم يبقى منها الا يومان فقط ، عندها قرر والدي ان نسافر ومن بعد ذلك سوف يلحق بنا هو واخواني ان استطاعوا ذلك ،كان بكاؤنا نحيب كيف نسافر دون وداع ناصر ومحمد ، اذكر ان امي اقعدت من الحزن لم تستطع الحركة كانت تقول سوف اموت ولن اراهم ثانية ، جميعنا بكينا ، حاولت الهرب يوم السفر لكنهم اكتشفوني وكان والدي يمسك بيدي حين مغادرتنا ، احتضني وبكا ، كانت اخر مره اراه فيها لم يبكي لغيري انا صغيره الذي حرم مني في اول عمري كان لايزال يعتذر مني غيابه حتى غاب ثانية.....انطلقت الحافلة وكان ابي معنا للحدود ، ثم تركناه وغادرنا .... غادرنا احلامناوايامنا واخوة هم احباءنا.

مبدع اخى هيثم(32)

وصف رائع

ربى يعطيك العافيه

الف شكر (111)(111)

مشكوره اختي فديت عمرك على كلامتك الطيبه