هيثم السالم
04-09-2008, 10:02 AM
المدرسة مرة اخرى عام جديد ...... لم يكن كالذي سبقه لم تعد الباحة المدرسية تغريني ولا النشيد، كان عام حزين يشبه عام الفيل ، كانت فيه ولادت حزن ، واحتضار الفرح عام كئيب كعيوني النعسة، حافظت على مستوى مثابرتي في الدراسة وذلك للوعد الذي وعدته لامي ، اه يا امي كم من العذاب ينتظرك في هذا العام، لم يعد بمقدورها ان تخفي مرضها ، كان يلوح لك مرضها كالبرق حينما ترى وجهها الشاحب ويداها وقدماها المنتفختين ، وبدأت قصة العذاب بين الاطبة والمستشفيات ..... وفي اخر المطاف تبين انها تعاني من فشل كلوي ، هكذا دون مقدمات وان عليها ان تجري عمليات غسل الدم في مستشفى الشهيد في دمشق، والدي كعادته على خط النار ، واخي ناصر كذلك ، محمد لا يزال في اليمن وهذه السنة الثانية التي لا يسمح له بالقدوم ،كانت اختي ثورة هي الاب وكان عمرها عشرون عام كانت تأخذ والدتي الى دمشق قبل موعد غسيل الكلى بيوم عند اقاربنا للمبيت عندهم من اجل ان يتواجدو في الصباح الباكر في المستشفى ومن ثم العودة بعد عملية غسيل الكلى التي كانت امي تموت فيها ثم تحيى، كات هذه العملية تتكرر مرتين في الاسبوع ، يعني هذا غيابهم عن البيت اربعة ايام في الاسبوع، كنا كالقطط الصغيرة التي فقدت امها ، كان الحزن جليا في بيتنا ، والمحزن اكثر ان اخوتي الصغار جهاد وبسام لم يفهموا لماذا تغيب امي عن البيت كانو يبكونها ليلا نهارا ...... ابكي كلما تذكرت ذلك انا الذي لايبكيني شئ كبكاء الاطفال ، عاد ابي في اجازة سريعه وبدا يبحث عن سبل علاج والدتي حيث تبين انه علينا السفر الى الاردن لتدبر امر زرع كلية لها ، وهنا بدأت اشعر انني احزم امتعتي للهجرة ، الهجرة لي كانفصال الجسد عن الروح ، حيث مدرستي واصدقائي وخلدون وابراهيم وشجرة التفاح الكبيرة وكل هذه التفاصيل الصغيرة التي اهوى.......، لم تحدث اي حرب لنهاجر ولم يكن هناك قرار من الامم المتحده ، وحده الله شاء ذلك.