صلاح الاحمدي
04-05-2008, 04:31 PM
؛
أَعزَّائِي مُعظَمُنا قَد قَرَأ المَقَامَات المَشْهُورَة لِـ بَدِيع الزَّمَان الْهَمَذَانِي وَالتِي فِيهَا شَخْصِيَّة الرَّاوِي فِي كُلِّ مَقَامَة هُوَ ( عِيسَى بِن هِشَام ) وَشَخْصِيَّة البَطَل هُوَ ( أَبُو الفَتْح الأسْكَنْدَرِي ) ، وَهُنَا مُحَاوَلَة مِنِّي خَجُولَة لِـ مَقَامَة أسْمَيْتُهَا ( الْمَقَامَةُ الطَّاشِيَّةُ) وَالتِي فِيهَا اتَّخَذْت مِنْ شَخْصِيَّة الْمُمَثِّل ( عبْد الله السَّدْحَان ) الرَّاوِي ، والْمُمَثِّل ( نَاصِر القَصَبِي ) البَطَل ، أضَعُهَا بَين أيدِيَكُم ويَسُرُّني قُبُول نقْدِكُم وآرَاءَكُم مِن جَمِيع الإتِّجَاهَات ...
الْمَقَامَةُ الطَّاشِيَّةُ
حدَّثَنا عبدُ الله بنَ سَدْحَان قَال : بيِنمَا كنَّا في طَرِيق مُظْلِم مَا بَين اليَمَن والشَّام نُصَوِّر أَحَد الأفْلام ، وإذَا بنَا نسْمَع مَالَه من الصُّوت نِباح الكِلاب ومَالَه من المسَاحة حَجْم الذُباب ، فأَسْرعْنا إِليه مُهرْوِلِين علَّنَا نَجِد لِهَذا الصُّوت قَرِين ، فَمَا أَنْ وَصلْنا إلى حَيْث النِّدَاء حَتَّى غَشِيَّنَا مَا غَشَى وَأَصَابَنَا بِالعَشَى ، فَمَا عُدْنا نَرَى مِنْ أَيْنَ الطَّرِيق وَكَاد كُلٌّ مِنَّا يُفارِقُهُ الرَّفِيق ، إِذْ بِي وَأَنا كَذَلك أَضْرِب بِالنَّظَر يَمْنَة تَارَة وَتَارَة أُخْرى يُسْرَة ، إذْ لاَح أمَامِي ظِلٌ مُعتم السَّوادِ ضخْم بِحَجْم الْوَادِي ، فأَوْجَسنَا مِن الرُّعب مَا أصَابنَا خِيفَة حتَّى كَادَت حَبَّة فِي العقْل أذْكُرُهَا ظَريفَة ،كَأني أرَاهَا منْ خَلْفي تَسْتغْفِلُنِي لِلهَرب وَقدْ أهمَّت منْ هَوْل مَا أصَابنَا مِنَ الكَرَب إلى النَّفاذِ بِجِلْدِها عَجَب عَجَب !! ، (فَزَغَرْتُهَا) بِطرَف العَيْن (زَغْرَة)،كَأَنِّي أقُول لَهَا إلَى أيْن تَنْوِين الْهَرَب يَا ظَرَيفَة ، فَـ وَالله لَنْ تَبْرَحي هَذَا الْمَكَان قَبْلِي لاَ أنْتِ وَلاَ أحَد وَإنْ حَدَث ذَلك فـَ علَى قَبْرِي.
وَقَد كاَن كلَّما زمْجَر بِصَوته فَزعْنا وَكلَّما هَمَّ علِينَا بِظِلِّه جَزعْنَا وَكأنَّهَا الْمَنِية قَد حَانْت ، فَأَخَذْت أُمَرِّر شَرِيط حَيَاتي وَمَا قَدْ أَعْدَدْت لِمَمَاتِي وَذَكَرْت أنَّ العبْد لاَ يَذْكُر ربَّه صَادِقًا إلاَّ حِين الوَفَاة ، فَـ أَخَذْت أقْطَع علَى نفْسِي العُهُود إلَى طرِيق الضَّلال ألاَّ أعُود ، وَبَيْنَمَا أنَا فِي ذَلك الْحَال جَرَى إلَى مسْمَعِي صَوْت يُخَالُ إلَيَّ أنِّي أعْرِفُه فَجَمَعْت رَبَاطَة جَأْشِي لأسْمَعَه وَلِلْمَصْدَر منْ حَيث أتَى أتَّبِعْه ، فَأخذْت أَشُقُّ بِنظَرِي ظُلْمَة الْلَيْل فَإِذَا بِي أرَى منْ لاَ تُنْكِرْه العُيُون وَلاَ تُخْطِئُه الظُّنُون يَلْعَب بِأَصَابِعِ يَدَيه أَمَام الْمِصْبَاح وَقَدْ لاَح لنَا مَا لاَح ، فقُلْت : قَبَّح الله وَجْهُك أَيُّهَا الْقَصَبِي نَاصِر كَيْف فَعَلْت بِنَا ذَلك أفْزَعْت منَّا القُلُوب وَطَيَّرْت عَنَّا العُقُول ، قَال وَهُوَ يُقَهْقِهُووو قَهْقَهَة : هَذِه الدُّنيَا يَا صَاحِبِي لَعِب وَمِزَاح (وَأَسْعَد عُمَر قَلِّي يَا وَاد اِرْتَاح وَخَلِيك مِن الْهَرْج الْلِي مَالُوا دَاعِي ، شُفْتَكُم جَايِين فَحَبِيت أَمْزَح مَعَكُم شُوَيِّتِين ، قُلْت : دَمَّك خَفِيف يَا فُؤَاد .... !).
,؛’؛,
صَلاَح مُحَمَّد الأَحْمَدِي
أَبُو تَغْرِرِرِيد
,؛’؛,
؛
؛
لمشاهدة الروابط والصور يجب التسجيل. ،، مَوَدَّة،،
؛
أَعزَّائِي مُعظَمُنا قَد قَرَأ المَقَامَات المَشْهُورَة لِـ بَدِيع الزَّمَان الْهَمَذَانِي وَالتِي فِيهَا شَخْصِيَّة الرَّاوِي فِي كُلِّ مَقَامَة هُوَ ( عِيسَى بِن هِشَام ) وَشَخْصِيَّة البَطَل هُوَ ( أَبُو الفَتْح الأسْكَنْدَرِي ) ، وَهُنَا مُحَاوَلَة مِنِّي خَجُولَة لِـ مَقَامَة أسْمَيْتُهَا ( الْمَقَامَةُ الطَّاشِيَّةُ) وَالتِي فِيهَا اتَّخَذْت مِنْ شَخْصِيَّة الْمُمَثِّل ( عبْد الله السَّدْحَان ) الرَّاوِي ، والْمُمَثِّل ( نَاصِر القَصَبِي ) البَطَل ، أضَعُهَا بَين أيدِيَكُم ويَسُرُّني قُبُول نقْدِكُم وآرَاءَكُم مِن جَمِيع الإتِّجَاهَات ...
الْمَقَامَةُ الطَّاشِيَّةُ
حدَّثَنا عبدُ الله بنَ سَدْحَان قَال : بيِنمَا كنَّا في طَرِيق مُظْلِم مَا بَين اليَمَن والشَّام نُصَوِّر أَحَد الأفْلام ، وإذَا بنَا نسْمَع مَالَه من الصُّوت نِباح الكِلاب ومَالَه من المسَاحة حَجْم الذُباب ، فأَسْرعْنا إِليه مُهرْوِلِين علَّنَا نَجِد لِهَذا الصُّوت قَرِين ، فَمَا أَنْ وَصلْنا إلى حَيْث النِّدَاء حَتَّى غَشِيَّنَا مَا غَشَى وَأَصَابَنَا بِالعَشَى ، فَمَا عُدْنا نَرَى مِنْ أَيْنَ الطَّرِيق وَكَاد كُلٌّ مِنَّا يُفارِقُهُ الرَّفِيق ، إِذْ بِي وَأَنا كَذَلك أَضْرِب بِالنَّظَر يَمْنَة تَارَة وَتَارَة أُخْرى يُسْرَة ، إذْ لاَح أمَامِي ظِلٌ مُعتم السَّوادِ ضخْم بِحَجْم الْوَادِي ، فأَوْجَسنَا مِن الرُّعب مَا أصَابنَا خِيفَة حتَّى كَادَت حَبَّة فِي العقْل أذْكُرُهَا ظَريفَة ،كَأني أرَاهَا منْ خَلْفي تَسْتغْفِلُنِي لِلهَرب وَقدْ أهمَّت منْ هَوْل مَا أصَابنَا مِنَ الكَرَب إلى النَّفاذِ بِجِلْدِها عَجَب عَجَب !! ، (فَزَغَرْتُهَا) بِطرَف العَيْن (زَغْرَة)،كَأَنِّي أقُول لَهَا إلَى أيْن تَنْوِين الْهَرَب يَا ظَرَيفَة ، فَـ وَالله لَنْ تَبْرَحي هَذَا الْمَكَان قَبْلِي لاَ أنْتِ وَلاَ أحَد وَإنْ حَدَث ذَلك فـَ علَى قَبْرِي.
وَقَد كاَن كلَّما زمْجَر بِصَوته فَزعْنا وَكلَّما هَمَّ علِينَا بِظِلِّه جَزعْنَا وَكأنَّهَا الْمَنِية قَد حَانْت ، فَأَخَذْت أُمَرِّر شَرِيط حَيَاتي وَمَا قَدْ أَعْدَدْت لِمَمَاتِي وَذَكَرْت أنَّ العبْد لاَ يَذْكُر ربَّه صَادِقًا إلاَّ حِين الوَفَاة ، فَـ أَخَذْت أقْطَع علَى نفْسِي العُهُود إلَى طرِيق الضَّلال ألاَّ أعُود ، وَبَيْنَمَا أنَا فِي ذَلك الْحَال جَرَى إلَى مسْمَعِي صَوْت يُخَالُ إلَيَّ أنِّي أعْرِفُه فَجَمَعْت رَبَاطَة جَأْشِي لأسْمَعَه وَلِلْمَصْدَر منْ حَيث أتَى أتَّبِعْه ، فَأخذْت أَشُقُّ بِنظَرِي ظُلْمَة الْلَيْل فَإِذَا بِي أرَى منْ لاَ تُنْكِرْه العُيُون وَلاَ تُخْطِئُه الظُّنُون يَلْعَب بِأَصَابِعِ يَدَيه أَمَام الْمِصْبَاح وَقَدْ لاَح لنَا مَا لاَح ، فقُلْت : قَبَّح الله وَجْهُك أَيُّهَا الْقَصَبِي نَاصِر كَيْف فَعَلْت بِنَا ذَلك أفْزَعْت منَّا القُلُوب وَطَيَّرْت عَنَّا العُقُول ، قَال وَهُوَ يُقَهْقِهُووو قَهْقَهَة : هَذِه الدُّنيَا يَا صَاحِبِي لَعِب وَمِزَاح (وَأَسْعَد عُمَر قَلِّي يَا وَاد اِرْتَاح وَخَلِيك مِن الْهَرْج الْلِي مَالُوا دَاعِي ، شُفْتَكُم جَايِين فَحَبِيت أَمْزَح مَعَكُم شُوَيِّتِين ، قُلْت : دَمَّك خَفِيف يَا فُؤَاد .... !).
,؛’؛,
صَلاَح مُحَمَّد الأَحْمَدِي
أَبُو تَغْرِرِرِيد
,؛’؛,
؛
؛
لمشاهدة الروابط والصور يجب التسجيل. ،، مَوَدَّة،،
؛