هيثم السالم
02-24-2008, 06:07 PM
........كان يرفع يده ويعد اصابعها واحد .... خمسه ، كان بعمر اصابع يده ،هذا الفتى المتوحد ، فأخوانه علي ومحسن في المدرسة واخوانه الاصغر جهاد وبسام لا يتقنون العابه، حتى خلدون وابراهيم ابناء الجيران التوأم في المدرسة لانهم يكبرونه بعام، كانو رفاق دربه من الحي الاول في عمره، كان ابراهيم وخلدون لا يجيدون نطق بعض الاحرف ومنها الخاء، والطريف ان ابراهيم ينادي على اخيه الاكبر خالد ب هالد ، وخلدون ينادي عليه ب حالد ، والاطرف من ذلك ان كل واحد منهم كان يضحك على الثاني معتقداً انه الاصوب في النطق، ابراهيم كان الاقرب الى قلبي لان خلدون كان متعلقا في امه اكثر ولم يكن يخرج للعب معي ، اما ابراهيم فكان شريكي في كل شئ ، كان عزيز النفس رغم صعوبة ظروف اهله ، وكان صوته جميل ، كان الاشبه بسعدون جابر ، لا ازال اذكر رنة صوته في اغنية قدح المشمش ، وموال اللي مضيع وطن ..... والبارحه، ابراهيم وخلدون ذهبو الى مدارس وكالة الغوث لانها مجانية لكنها كانت بعيدة جدا، كانت امي تشفق عليهم ، من طول الطريق ومن قسوة الحياة عليهم ، وكنا نتقاسم معهم الخبز والحياة......كم كانت جميلة تلك الايام ، اكثر نقاء وطهارة......
في تلك الايام كانت امي تعاني من بعض اعراض مرض ما، فتارة اراها تربط رأسها من شدة الالم وتارة اراها تبكي ، وبدأ الاعياء يكدر صفوها ، كانت مسؤلياتها اكبر من ان تشتكي، كانت اخواتي يساعدنها في اعمال البيت ، وكنت ايضا احاول ان افعل ذلك، لكنهم كانو دوما يطلبو مني ان اغادر المكان، ربما لانني كنت ادلق الطعام من الصحون عندما احاول نقلها الى المطبخ ، او لانني انشر الوحل بكل مكان بسبب حذائي المتسخ ........ كانت جملتهم المفضلة ارتاح وريحنا منك........كان اخي علي الاقرب الى قلب امي ربما لانه على اسم اخيها الشهيد، ولانه الاكبر في غياب زوجها وولديها محمد وناصر، لم يتبقى لي في هذا البيت غير محسن اخي الحبيب توأم روحي ، كان شقيا وشجاعا ، بصراحه كان يحمينا من الاولاد الاكبر منا سنا في الحي عندما كنا نلعب ، وكان حنونا علي ويرعاني جيدا رغم انه يزيدني بعامين ، كنا انا ومحسن وخلدون وابراهيم في مجموعه واحدة دوما ، في اللعب والمغامرات ......... كانت اياماً جميلة بلون الطفولة البريئة بطهارة احلامنا ، وشوقنا الى غدا مجهول يحمل معه الفرح والامنيات.
في تلك الايام كانت امي تعاني من بعض اعراض مرض ما، فتارة اراها تربط رأسها من شدة الالم وتارة اراها تبكي ، وبدأ الاعياء يكدر صفوها ، كانت مسؤلياتها اكبر من ان تشتكي، كانت اخواتي يساعدنها في اعمال البيت ، وكنت ايضا احاول ان افعل ذلك، لكنهم كانو دوما يطلبو مني ان اغادر المكان، ربما لانني كنت ادلق الطعام من الصحون عندما احاول نقلها الى المطبخ ، او لانني انشر الوحل بكل مكان بسبب حذائي المتسخ ........ كانت جملتهم المفضلة ارتاح وريحنا منك........كان اخي علي الاقرب الى قلب امي ربما لانه على اسم اخيها الشهيد، ولانه الاكبر في غياب زوجها وولديها محمد وناصر، لم يتبقى لي في هذا البيت غير محسن اخي الحبيب توأم روحي ، كان شقيا وشجاعا ، بصراحه كان يحمينا من الاولاد الاكبر منا سنا في الحي عندما كنا نلعب ، وكان حنونا علي ويرعاني جيدا رغم انه يزيدني بعامين ، كنا انا ومحسن وخلدون وابراهيم في مجموعه واحدة دوما ، في اللعب والمغامرات ......... كانت اياماً جميلة بلون الطفولة البريئة بطهارة احلامنا ، وشوقنا الى غدا مجهول يحمل معه الفرح والامنيات.