هيثم السالم
02-05-2008, 01:24 PM
........ غادر وطنه بعباءة مقصبة وكوفية ودف..... هو الذي كان يدخلها سرا بالبندقية والقنابل وهدية الموت للصهاينة....... التحق برفاقه في الشمال .......وكان اللقاء ، فمنهم من سقط من البكاء ومنهم من احتضنه ومنهم من طلب منه ان يرد اليه دعواته له بالرحمة ......... وكان اللقاء الاجمل مع رفيق دربه وابن عمه وخال اولاده ابو سامي الحبيب ، لم يستطع الكلام لاكثر من ساعه..... ثم بدأ يخبره انه كان يشعر انه حي .... وكان يسمع صوته وهو يغني اغاني ابو عرب( ياخوي اللي في الزنزانه سمعت صوتك ناداني)....... اخبره كم بكى على باب بيته حينما زار اخته وانه لم يجرؤ على ان يخبرها ....... لانها كانت قد وضعت مولودا جديدا ، وخاف ان يجف حليبها حزنا....... قاطعه اذا انجبت ام محمد وهو يضحك..... نعم انجبت ولدا وسمته هيثم كما اوصيت وعمره الان ثماني اشهر ...... سرقه الحنين الى زوجته واولاده الى هيثم الصغير .... وقضى ليلته مع الرفاق وزودهم بتفاصيل مواقع العدو بعد رصد دام سبعة شهور .... وفي الصباح غادرهم الى الشام.........كانت الرحلة اطول من مدة اختفائه.... اخير توقف الباص في موقفه وسط البلد وهناك بائع الحلويات ،الذي يحب اولاده معموله بالعجوة والفستق.....حمل هديته ووطنه وتوجه الى باصات درعا المحطة الاخيرة قبل لقاء الاحبة......توقف كعادته عند دكان ابوعبد الله ، فوجد الدكان مقفل ولم يجد ابو عبدالله ، وعندما سأل احد الجيران ، اخبره انه توفي بحادث ، فقد قتله سائق باص متهور قرب دكانه..... هز رأسه وقال هل كنت يا ابو عبدالله تنتظر الموت بين المغادرين دوماً! هل هذا ما كنت تنتظره.....
وانحدر مع الشارع وكانت السماء ملبدة بالغيوم فشهر اذار يحمل الكثير من الخير والامطار.....كان يسير مسرعا خوف ان تبتل الهدية وعلى باب بيته غادر فلسطين المحتلة ، ومضى الى فلسطين الحبيبة..... كانت واقفه قرب شباك المطبخ ورأته يدخل من الباب البعيد ، كان كالبرق او اجمل انهمرت دموعها اكثر من غزارة شتاء ذلك اليوم .... كاد يقتلها الحزن.....وقتلها دفئ الموقف اكثر.....وكان هيثم يرصدها كالقط الصغير اينما تحركت يتبعها.....ولكن المطر منعه من اللحاق بها ..... الى ذلك الرجل الغريب .... واكتفى بالبكاء ملوحا لها بالرجوع....... ابتسم ابو محمد وكان معبقا برائحة الوطن والمطر .... واختلط دمعه مع المطر فلم يرى احد دموعه الا المطر...... فاحتضن ابنه شهيقا ....وارتشف زوجته ....ودخل الى غرفة الجلوس حيث كان يسلم على كل ما فيها..... على صور الشهداء..... على صورة اخيه محسن ، وابن عمه علي، على صورة صديقه يوسف.... وجيفارا ،وعلى صورة الشهيد عز الدين القسام اكبر هذه الصور ..... حينها عرفت امي انه عائد من الموت..... كنت اراقبها بشدة... عيناها الجميلتان بلون الحيرة .... وخدها الندي ..... سمرا وعيون كحيلة....وغمازين عالخد..... وسيال من الشفة السفلى يمتد الى نهاية الذقن..... وشفاه مكتنزه كالفرولة.... كنت الاجمل يا امي... كنت الاجمل
وانحدر مع الشارع وكانت السماء ملبدة بالغيوم فشهر اذار يحمل الكثير من الخير والامطار.....كان يسير مسرعا خوف ان تبتل الهدية وعلى باب بيته غادر فلسطين المحتلة ، ومضى الى فلسطين الحبيبة..... كانت واقفه قرب شباك المطبخ ورأته يدخل من الباب البعيد ، كان كالبرق او اجمل انهمرت دموعها اكثر من غزارة شتاء ذلك اليوم .... كاد يقتلها الحزن.....وقتلها دفئ الموقف اكثر.....وكان هيثم يرصدها كالقط الصغير اينما تحركت يتبعها.....ولكن المطر منعه من اللحاق بها ..... الى ذلك الرجل الغريب .... واكتفى بالبكاء ملوحا لها بالرجوع....... ابتسم ابو محمد وكان معبقا برائحة الوطن والمطر .... واختلط دمعه مع المطر فلم يرى احد دموعه الا المطر...... فاحتضن ابنه شهيقا ....وارتشف زوجته ....ودخل الى غرفة الجلوس حيث كان يسلم على كل ما فيها..... على صور الشهداء..... على صورة اخيه محسن ، وابن عمه علي، على صورة صديقه يوسف.... وجيفارا ،وعلى صورة الشهيد عز الدين القسام اكبر هذه الصور ..... حينها عرفت امي انه عائد من الموت..... كنت اراقبها بشدة... عيناها الجميلتان بلون الحيرة .... وخدها الندي ..... سمرا وعيون كحيلة....وغمازين عالخد..... وسيال من الشفة السفلى يمتد الى نهاية الذقن..... وشفاه مكتنزه كالفرولة.... كنت الاجمل يا امي... كنت الاجمل