هيثم السالم
02-04-2008, 02:46 PM
...........كان صهيل الرصاص اعلى من كل القمم وحده كان على الارض مغشياً ، دحرجته الملائكة خلف تلك الصخرة ، وخبأه الوطن تحت عباءته ، توحد مع الارض التي عشقها وعشقته، كان الجنود يقفون على حافة موته ، لو ان احدهم نظر الى الارض لشاهده ، لكنها هي الاوطان تقتلنا وتحيينا........غادر موته و استجمع قواه وبدء يزحف ، هو الذي يعرف هذه الارض اكثر من جسد حبيبته، واحتمى بكهف صغير خلف الاشجار، واخذ يجمع ذاكرته ليستوعب ماذا حصل لقد كان هناك مع رفاقه حينما غادرهم للحظة لقضاء حاجة .... فغادروه هم اشلاء ...... كانو في مهمة استطلاع متقدمة في الجنوب ، حينما كشفتهم دورية اسرائيلية ومزقتهم الى اشلاء، كان حظه كبير اذ انهم لم يحصوا الاشلاء او لم يروه بين الرفاق فكأنه بالنسبة لهم غير موجود اصلا..... لملم جراحه وبكا رفاقه .... واخذ يبكي زوجته واطفاله ...... هو الذي لم يعرف يوما معنى للبكاء .... كان يحمل روحه على كفه طالبا الموت، فمنح الحياة ......... هو الان المعتقل الحر ..... التهم جوعه ..... واخذ يشد عزمه.... لن يقتلوني هؤلاء الجنود الحمقى بهذه السهولة .....فأنا اعرف كيف احرقهم بصبري ...... واعرف أن من لم يمت بالسيف مات بالحذاء...... مرت الايام والاسابيع ... وهو يناور للخروج من هذه الارض المحتلة .... والتي كانت احدى مواقعهم الفدائية .... فهو يعرفها شجرة شجرة وصخرة صخرة..... فتراه يتحرك ليلاً من كهف لكهف ..... حتى استطاع ان يغادرها بعد سبعة شهور ، متنكرا بصحبة الغجر ..... ما اجمل الغجر لقد حملو لي ابي..... كم احسدهم فهم لا يحملو عقدة الوطن ...... اوطانهم الارض التي يسكنوها ويرحلون دون هوية او جواز سفر.... يحملون الاغاني والسهر ...... متاعهم خيمتهم ودف وغجرية......غادرني يا وطني..... اريد ان اكون غجريا..... اين خيمتي واين الغجرية.... اتكونين .