ريـــان
01-20-2008, 03:53 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لمشاهدة الروابط والصور يجب التسجيل.
رنّ جرس الهاتف فجأةً , فقطع حبال الصمت التي امتدّت ساعات طويلة , منذ بدأ سمير بتصفح جريدته التي مضى على اصدارها سنواتٍ عدّة , حتى أنّه لم يرمق تاريخ اصدارها ولو بنظرةٍ عابرة , كان كل ما يشغل تفكيره هو تمضية بعض الوقت , مدّ يده الى الهاتف بسرعةٍ كبيرةٍ , فهذا الصوت الذي كان ينتظره بشغف , رفع سماعة الهاتف وأنصت لصوت المتصل .
المتصل : السلام عليكم .
سمير : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . أهلا بك .
المتصل : السيد سمير حمدي موجود ؟
سمير : أنا سمير حمدي , تفضل , كيف يمكنني خدمتك ؟
المتصل : أنا عامل المقسم في مشفى الأمل , الطبيب المسؤول عن حالة ابنك الصحية يودّ محادثتك .
سمير : أنا بالانتظار أخي , شكرا لك .
يأخذ الطبيب السماعة من عامل المقسم .
الطبيب (بنبرة يائسة) : السلام عليكم أخي سمير .
سمير (باضطراب) : وعليكم السلام دكتور أحمد , أنا بانتظار مكالمتك منذ البارحة .
الطبيب : بصراحة لا أعرف ما يمكنني قوله بوضعنا هذا , لكن وللمرة الثالثة كانت نتيجة التحليل هي نفسها
سمير (بائسا) : دكتور أحمد , هل يوجد احتمال أن تكون النتائج خاطئة ؟
الطبيب : أخي سمير نحن عادةً نجري التحليل مرتين فقط فان كانت النتيجة نفسها في المرتين نتأكد من وجود المرض أما في هذه الحالة نحن أجرينا التحليل ثلاث مرّات وكانت النتيجة نفسها لذلك نحن الآن وللأسف متأكدين تماما من وجود المرض
يضع سمير السماعة بحزن شديد , فتدخل زوجته الى الغرفة المظلمة التي يسود أجواءها ضبابة كبيرة من الدخان الذي ينفثه من سيجارته
ندى : مع من كنت تتحدث على الهاتف ؟
سمير : انّه الدكتور أحمد من مشفى الأمل
ندى (بلهفة) : طمّني , ما الأخبار ؟
سمير : للأسف النتيجة نفسها للمرّة الثالثة
فانهارت قوى ندى وسقطت على الكرسي القابع في وسط الغرفة
ندى (بغضب) : كل هذا الذي يحصل أنت سببه من البداية
سمير : لا تضعي اللوم علَي . أنتِ وافقتِ أيضاً من البداية
ندى : يمكنني معاتبتك كما أشاء لأن إبنك اقترح عليك فكرة سفره للدراسة في فرنسا وأنت وافقت , لذلك حتى لو كنت أنا رفضت ذلك فإن قراري لن يغيّر شيئا طالما أنك أنت وافقت
سمير : أنا وافقت منذ البداية لأنني وثقت بحسّان ثقة كبيرة , ووثقت بتربيتك له أيضا
ندى : هل أفهم من كلامك أنك تريد أن تحملّني مسؤولية خطأه بأنني لم أحسِن تربيته ؟
سمير : أنا لا أحملك مسؤولية شيء , أنا أحاول تفسير سبب موافقتي على سفره لا أكثر . لا تفسري الأمور على هواكِ
ندى : أنا أفسر الأمور على هواي ؟ أنت لم تعد تختار كلماتك بعناية قبل أن توجهها لي وأنت غاضب, انظر الى الحالة التي آلت اليها حياتك
سمير (منفعلاً) : ما بها حالتي ؟
ندى (بتردد) : أنت لا تنفكّ عن شرب الكحول بعد أن تركت عملك الوحيد الذي يعيلنا ويعيل البنات
سمير : أنا رجل ويمكنني معرفة وزن تصرفاتي ولا أحتاج لنصائحك
ندى : فعلاّ تعرف وزن تصرفاتك وهذا يتضح من موافقتك على سفر إبنك للدراسة في فرنسا , هذه الموافقة التي كانت سبب بؤسنا هذا .
سمير : ألن تتوقفي عن هذا الكلام ؟
ندى : بلى سأتوقف عن الكلام وأترك لك البيت لتحضر الكحول وتشرب حتى الصباح , سأذهب أنا والبنات الى بيت والداي وسنقضي الليلة عندهم
وتخرج ندى دون أن تسمع رأيه وتغلق الباب خلفها بقوّة
ويعود الملل ليخيّم على الغرفة التي يسودها الصمت عادةً .
مدّ سمير يده ببطئ وتناول علبة السجائر من على طاولة مكتبه الفخم , فانتبه أنّ سمّاعة الهاتف لم تكن في وضعها الصحيح . وضع السماعة مكانها ودسّ علبة السجائر في جيبه ويخرج سمير متكاسلا وينزل درجات البيت ببطئ شديد , كلّ ذلك بسبب الأفكار التي بدأت تراوده , أخذ يستعيد الماضي بذاكرته
نجاح حسّان في الثانويّة العامّة بمعدّل كبير , نتيجة قبوله في جامعة مرموقة في فرنسا , توضيبه لحاجيات سفره , آخر نظرة لوالده في مطار القاهرة قبل صعوده للطائرة
لم يكن سمير يعلم أن هذه النظرة هي التي ستودي بإبنه الوحيد الى حافّة التهلكة , لم يكن يعلم أن مغريّات الحياة في فرنسا كبيرة لدرجة أنها تستطيع أن تغري إبنه صاحب الأخلاق العالية بمدّة قصيرة لتدعه ينتظر الموت ويحصي الساعات التي تمضي
هل هذه هي نهاية إبني حسّان المهذب الخلوق صاحب الضحكة البريئة ؟ الايدز ؟
:vb-1hv:
تحيـــآتـــي
ريـــــآنــــ
لمشاهدة الروابط والصور يجب التسجيل.
رنّ جرس الهاتف فجأةً , فقطع حبال الصمت التي امتدّت ساعات طويلة , منذ بدأ سمير بتصفح جريدته التي مضى على اصدارها سنواتٍ عدّة , حتى أنّه لم يرمق تاريخ اصدارها ولو بنظرةٍ عابرة , كان كل ما يشغل تفكيره هو تمضية بعض الوقت , مدّ يده الى الهاتف بسرعةٍ كبيرةٍ , فهذا الصوت الذي كان ينتظره بشغف , رفع سماعة الهاتف وأنصت لصوت المتصل .
المتصل : السلام عليكم .
سمير : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . أهلا بك .
المتصل : السيد سمير حمدي موجود ؟
سمير : أنا سمير حمدي , تفضل , كيف يمكنني خدمتك ؟
المتصل : أنا عامل المقسم في مشفى الأمل , الطبيب المسؤول عن حالة ابنك الصحية يودّ محادثتك .
سمير : أنا بالانتظار أخي , شكرا لك .
يأخذ الطبيب السماعة من عامل المقسم .
الطبيب (بنبرة يائسة) : السلام عليكم أخي سمير .
سمير (باضطراب) : وعليكم السلام دكتور أحمد , أنا بانتظار مكالمتك منذ البارحة .
الطبيب : بصراحة لا أعرف ما يمكنني قوله بوضعنا هذا , لكن وللمرة الثالثة كانت نتيجة التحليل هي نفسها
سمير (بائسا) : دكتور أحمد , هل يوجد احتمال أن تكون النتائج خاطئة ؟
الطبيب : أخي سمير نحن عادةً نجري التحليل مرتين فقط فان كانت النتيجة نفسها في المرتين نتأكد من وجود المرض أما في هذه الحالة نحن أجرينا التحليل ثلاث مرّات وكانت النتيجة نفسها لذلك نحن الآن وللأسف متأكدين تماما من وجود المرض
يضع سمير السماعة بحزن شديد , فتدخل زوجته الى الغرفة المظلمة التي يسود أجواءها ضبابة كبيرة من الدخان الذي ينفثه من سيجارته
ندى : مع من كنت تتحدث على الهاتف ؟
سمير : انّه الدكتور أحمد من مشفى الأمل
ندى (بلهفة) : طمّني , ما الأخبار ؟
سمير : للأسف النتيجة نفسها للمرّة الثالثة
فانهارت قوى ندى وسقطت على الكرسي القابع في وسط الغرفة
ندى (بغضب) : كل هذا الذي يحصل أنت سببه من البداية
سمير : لا تضعي اللوم علَي . أنتِ وافقتِ أيضاً من البداية
ندى : يمكنني معاتبتك كما أشاء لأن إبنك اقترح عليك فكرة سفره للدراسة في فرنسا وأنت وافقت , لذلك حتى لو كنت أنا رفضت ذلك فإن قراري لن يغيّر شيئا طالما أنك أنت وافقت
سمير : أنا وافقت منذ البداية لأنني وثقت بحسّان ثقة كبيرة , ووثقت بتربيتك له أيضا
ندى : هل أفهم من كلامك أنك تريد أن تحملّني مسؤولية خطأه بأنني لم أحسِن تربيته ؟
سمير : أنا لا أحملك مسؤولية شيء , أنا أحاول تفسير سبب موافقتي على سفره لا أكثر . لا تفسري الأمور على هواكِ
ندى : أنا أفسر الأمور على هواي ؟ أنت لم تعد تختار كلماتك بعناية قبل أن توجهها لي وأنت غاضب, انظر الى الحالة التي آلت اليها حياتك
سمير (منفعلاً) : ما بها حالتي ؟
ندى (بتردد) : أنت لا تنفكّ عن شرب الكحول بعد أن تركت عملك الوحيد الذي يعيلنا ويعيل البنات
سمير : أنا رجل ويمكنني معرفة وزن تصرفاتي ولا أحتاج لنصائحك
ندى : فعلاّ تعرف وزن تصرفاتك وهذا يتضح من موافقتك على سفر إبنك للدراسة في فرنسا , هذه الموافقة التي كانت سبب بؤسنا هذا .
سمير : ألن تتوقفي عن هذا الكلام ؟
ندى : بلى سأتوقف عن الكلام وأترك لك البيت لتحضر الكحول وتشرب حتى الصباح , سأذهب أنا والبنات الى بيت والداي وسنقضي الليلة عندهم
وتخرج ندى دون أن تسمع رأيه وتغلق الباب خلفها بقوّة
ويعود الملل ليخيّم على الغرفة التي يسودها الصمت عادةً .
مدّ سمير يده ببطئ وتناول علبة السجائر من على طاولة مكتبه الفخم , فانتبه أنّ سمّاعة الهاتف لم تكن في وضعها الصحيح . وضع السماعة مكانها ودسّ علبة السجائر في جيبه ويخرج سمير متكاسلا وينزل درجات البيت ببطئ شديد , كلّ ذلك بسبب الأفكار التي بدأت تراوده , أخذ يستعيد الماضي بذاكرته
نجاح حسّان في الثانويّة العامّة بمعدّل كبير , نتيجة قبوله في جامعة مرموقة في فرنسا , توضيبه لحاجيات سفره , آخر نظرة لوالده في مطار القاهرة قبل صعوده للطائرة
لم يكن سمير يعلم أن هذه النظرة هي التي ستودي بإبنه الوحيد الى حافّة التهلكة , لم يكن يعلم أن مغريّات الحياة في فرنسا كبيرة لدرجة أنها تستطيع أن تغري إبنه صاحب الأخلاق العالية بمدّة قصيرة لتدعه ينتظر الموت ويحصي الساعات التي تمضي
هل هذه هي نهاية إبني حسّان المهذب الخلوق صاحب الضحكة البريئة ؟ الايدز ؟
:vb-1hv:
تحيـــآتـــي
ريـــــآنــــ