مشاهدة النسخة كاملة : ''الأمي...ولغز الرسالة''


ريـــان
01-19-2008, 06:26 AM
"الأمي...ولغز الرسالة"محمود شاب فقير أمي في مقتبل العمر تخلى عنه وعن أمه والده المهاجر إلى ما وراء البحار تاركا أياهما في فقرهما المدقع في كوخ صغير، فكانت أمه تعيله ونفسها بما يتصدق عليها المحسنون وما تجنيه من تسولها في الشوارع كل يوم

عرف محمود حقيقة أبيه المهاجر، فقرر أن يرسل إليه رسالة بعدما عرف عنوانه يحدثه فيها عن حاله وأمه عله يشفق عليهما بعودته فينهي حالة البؤس والحرمان التي يعيشانها، فطلب من أحد أصدقائه المتعلمين أن يكتب له هذه الرسالة ففعل الصديق وأرسل محمود رسالته لأبيه مع أحد المغتربين الذين يعرفون أباه...

وانتظر الجواب طويلا...طويلا دون جدوى حتى يأس من هذا الأب الذي تخلى عنه وعن والدته دون سبب مقنع...

وفي أحد الأيام وصل ساعي البريد أمام كوخه مناديا عليه، فأسرع محمود بالخروج إليه وكله شوقا لهذه الرسالة التي انتظرها طويلا...شكر ساعي البريد على خدمته وهرع إلى داخل الكوخ يبشر أمه بوصول هذه الرسالة التي تحمل أخبار أبيه المسافر...فرحت الأم بها كما فرح سائلة أياه ماذا يقول فيها يا محمود؟

انتبه محمود لسؤال أمه وتذكر أنه أمي لا يكتب ولا يقرأ وأمه كذلك فمن سيقرا لهما هذه الرسالة؟

قال لأمه سأخرج أبحث عن شخص ليقرأ لنا رسالة أبي يا أمي.

خرج محمود من كوخه يبحث عن أي شخص تبدو عليه ملامح العلم والتعلم عله يسعفه بإطفاء حرقته لمعرفة ما في هذه الرسالة من أخبار أبيه.

وفجأة رأى رجلا يحمل في يده جريدة فهم من خلالها أنه يمكنه أن يقرأ له هذه الرسالة، اقترب منه خجلا قائلا:

- سيدي أيمكنك أن تقدم لي خدمة.

السيد: نعم بني، ماذا تريد؟

محمود: وصلتني هذه الرسالة، وأنا أمي هلا قرأتها لي وبلغتني ما فيها!

السيد: حسنا بني لا بأس بالأمر، يؤسفني حالك، هاتها...

منحها أياه محمود وكله شوقا لمعرفة ما فيها...

فتح السيد الرسالة وما ان بدأ في قراءتها حتى احمر وجهه غيضا وكاد يقطع الرسالة من حنكته قائلا لمحمود: خد رسالتك واغرب من وجهي ايها الحقير...

احتار محمود في أمره قائلا: لكن...

فقاطعه السيد مهددا ابتعد من امامي وإلا...

أخذ محمود الرسالة من يده وكله حيرة من هذا الرجل وردة فعله...وسار قليلا فرأى عجوز تبدوا عليها سمات الوقار والهيبة، فأسرع إليها قائلا:

سيدتي أيمكنك أن تقرأي لي هذه الرسالة؟

العجوز: ولماذا لا تقرأها أنت بني؟

محمود: أنا أمي يا سيدتي لا أقرأ ولا أكتب...

العجوز: يؤسفني حالك بني، هاتها...

فتحت العجوز الرسالة وما ان بدأت في قرأءتها حتى اصفرت غضبا وغيضا وكورتها ورمتها في وجه محمود قائلة: خد رسالتك وابتعد عني ايها الحقير الأمي...

محمود: لكن ماذا في الرسالة يا سيدتي؟ وما سبب غيضك هكذا؟ وما ذنبي أنا حتى تسبينني هكذا؟

العجوز صارخة: قلت لك ابتعد عني وإلا استدعيت الشرطة

وتابعت طريقها وهي تتمتم بكلمات مبهمة...

احتار محمود في أمره وكاد يجن من هذه الردود التي لم يفهم أسبابها وتساءل من جديد ماذا تحوي هذه الرسالة يا ترى؟ أي هم هذا الذي فيها حتى يشتمني كل من قرأها...

واستمر محمود في رحلة البحث عن قارئ لرسالته

فوجد شرطيا في وسط الطريق ينظم المرور، فأسرع نحوه قائلا: يا سيدي الشرطي أرجوك أعني على قراءة هذه الرسالة فإنها تكاد تدخلني بوابة الجنون...

فابتسم الشرطي قائلا: مادمت لا تعرف القراءة كيف تكاد تدخلك بوابة الجنون وانت لا تعلم ما فيها...

محمود: سترى ذلك من ردة فعلك عند قراءتها...

ضحك الشرطي ساخرا من قول محمود قائلا: هاتها يا أمي لأرى ذلك...

أخذ الشرطي الرسالة مبتسما، وما ان بدأ في قراءتها، حتى احمر وجهه غيضا وأخذ هراوته مهددا محمود قائلا:" إن لم تغرب عن وجهي في هذه اللحظة أشبعتك ضربا وسجنتك أيها الحقير الساذج".

أخذ محمود الرسالة من يد الشرطي وكله خوف ورعبا من ردة هذا الأخير الذي هدده بالسجن بلا ذنب سوى هذه الرسالة الغريبة...

عاد أدراجه إلى كوخه، فاستقبلته أمه وكلها شوقا لمعرفة ما جاء في الرسالة قائلة:

هل وجدت من يقرأ لك الرسالة يا محمود؟

محمود: لا يا أمي، لم أجد أحد، فمن يحاول قراءتها يتحول حاله كمن ركبه جن فيلقي كل غيظه علي بسبابي وشتمي دون سبب، فلا أدري ماذا تحمل هذه الرسالة حتى أتلقى هذه المعاملة من كل من أمنحه أياها ليقرأها لي...

الأم: لا بأس بني، حاول غدا فقد تجد رجلا طيبا يتفهم هذا الوضع فيقرؤها لك دون ردة الفعل هذه...

استلقى محمود في فراشه لينام، لكن النوم تجنبه هذه الليلة وبات سهرانا محتارا في أمر هذه الرسالة وما فيها من أخبار حتى يتلقى كل تلكم المعاملة السيئة...

استيقظ محمود باكرا وخرج من كوخه باحثا عل وعسى يجد أحدا اليوم يقرأ له رسالته، فكان كلما التقى احد إلا وكانت ردة فعله كما بالأمس، فسار في الطريق حزينا بائسا حتى أوصلته قدماه جانب الميناء وإذا بصوت يناديه، فانتبه لأمره فإذا به صديقه ياسر العامل بالميناء حمالا.

ياسر: مرحبا محمود، زمن طويل، كيف حالك؟

محمود بصوت منكسر: بخير .

ياسر: مابك محمود أراك حزينا.

فقص عليه محمود قصته مع الرسالة.

ياسر: كما ترى فأنا أمي مثلك، لكني تشوقت فعلا لمعرفة ما في هذه الرسالة الغريبة.

بالمناسبة في المرصى سفينة متجهة إلى المدينة التي فيها أباك وقبطانها يبحث عن عمال فيها، فقد يساعدك.

محمود: اقتراح رائع، لنذهب إليه...

ذهب محمود وياسر لقبطان السفينة، وقصا عليه القصة

القبطان: حسنا محمود، سأقرأ لك الرسالة لاحقا إن انضممت إلينا في السفينة وقررت العمل معي بها...

كاد محمود يطير من الفرح فها قد وجد أخيرا من سيقرأ له الرسالة...

عاد محمود لأمه مسرعا، مبشرا أياها بعمله في هذه السفينة وبوعد القبطان أن يقرأ له الرسالة بما فيها لاحقا...

دعت الأم لابنها بالتوفيق، وعاد محمود مسرعا إلى الميناء وعمله الجديد بالسفينة...

انطلقت السفينة في عرض البحر وأوكلت لمحمود مهمة مساعد طباخ بمطبخ السفينة، تعرف محمود على طباخ السفينة فوجده رجلا طيبا هادئا محترما، فلما علم الطباخ بأمية محمود قرر مساعدته وتعليمه القراءة والكتابة

فشكره محمود على معروفه وأنه ان أعانه حقا فلن ينسى له ذلك طول عمره...

كانت الرحلة طويلة بين الموانئ، واستغل محمود وجوده الدائم مع الطباخ لتعلم الكتابة والقراءة حتى أتقنها جيدا ونسي أمر الرسالة التي خبأها في مقصورته بالسفينة...

وفي أحد الليالي تذكر محمود الرسالة فأسرع إليها ليقرأ ما فيها بنفسه ولا يعرض نفسه لسباب كل من يقرأها، وما إن فتحها حتى طرق أحدهم الباب داعيا أياه للقبطان الذي يناديه

وضع محمود الرسالة في جيبه واتجه نحو مقصورة القبطان

دخل محمود وألقى التحية على القبطان فرحب به هذا الأخير معتذرا له عن نسيانه أمر رسالته التي وعده أن يقراها له

أراد محمود أن يبلغ القبطان أنه لم يعد أميا وبإمكانه ان يقرأ الرسالة بنفسه، لكن القبطان استعجله بأن الوقت يحاصره ويريد أن يعرف ما في الرسالة الآن وبأنه في شوق هو الآخر لمعرفة ما فيها...

مد محمود يده لجيبه وأخذ الرسالة ومنحها القبطان.

فتح القبطان الرسالة بلهف، وما إن بدأ في قراءتها حتى أحمرت وجنتاه وانصب العرق من جبينه ونادى بأعلى صوته: يا حراس...

بهت محمود في مكانه، حائرا في أمر القبطان...

دخل حارسان من حراس القبطان المقصورة على عجل...

القبطان: خذا هذا الحقير وارمياه في عرض البحر....

محمود فزعا: أتوسل إليك يا سيدي لا تفعل فلا ذنب لي في الأمر.

لكن القبطان أصر بغضب شديد وعنف حارساه: هيا ماذا تنتظران؟

امسكا الحارسان بمحمود الذي غلبته عيناه بدموعه الحارة راجيا القبطان أن يتريث في حكمه، لكن القبطان لم يعري كلامه أدنى اهتمام فرمي محمود في عرض البحر في ليلة كاحلة السواد...

ولحسن حظه فقد كان سباحا ماهرا، لم تستطع الأمواج العاتية اغراقه، فسبح حتى أغمي عليه...

واستيقظ في اليوم الموالي على شاطئ جزيرة مهجورة، وجد نفسه وحيدا فيها...وثيابه قد تقطعت وهو شبه عار والجوع يكاد يمزق أمعاءه تمزيقا...

بهت محمود في مكانه وغلبته عيناه بدموعه الهوامع، فاستلقى على شاطئ الجزيرة محتارا في أمر هذه الأقدار وأمر هذه الرسالة التي أوصلته حد الهلاك بلا ذنب اقترفه...

ثم تذكر فجأة أنه قد تعلم القراءة والكتابة فلما لا يقرأ الرسالة بنفسه ويعرف ما فيها ليرتاح من كل هذا العناء ويشفي غليله بمعرفة حقيقتها....

وما ان مد يده لجيبه وفتح الرسالة وبدأ في قراءتها حتى احمر وجهه وزادت دقات قلبه ويداه ترتجفان وبدأت دقات قلبه تنخفض رويدا رويدا وبدا السكون يغزوه من أخمص قدميه حتى آخر شعرة من رأسه، وتوقف قلبه عن النبض ومات محمود وحيدا على جزيرة مهجورة بعد أن هبت رياح قوية خطفت الرسالة من يده وألقتها في وسط المحيط الغاضب...

ترى ما فحوى هذه الرسالة الغريبة...؟




:riri-1:

تحيـــآتــي
ريــــآنــ

الكوخ الحزين
01-19-2008, 07:12 AM
قصه رائعه اخوي ريانوه يعطيك العافيه تقبل مروري....فرٍوٍســــه

الحلوووة
01-19-2008, 07:13 AM
صدق لغز

تسلم يمنااك اخووي ع القصه الحلوووه


تحيااااتي

هدولة الحب
01-19-2008, 07:14 AM
يسلمووووووووو يالغلا

يعطيك الف عافيه ياعسل

هدولهـ

اليائس المجروح
01-19-2008, 03:38 PM
اشكرك اخوي ريان على القصة المحيرة
بس ايش هو المكتوب بالرسالة لاني اندمجت مع القصة وفي الاخير ما عرفت شيء
مع ارق تحية في المنتدى تحية اليائس المجروح

ريـــان
01-19-2008, 03:54 PM
يسلمووو فروســهـ
على المرور
وربــي يعطيكـ عافــيهـ

تحيــآتــي
ريـــآنــ

ريـــان
01-19-2008, 03:55 PM
الله يسلمـكـ الحلووة

ويسلموو علىى المرور

تحيـــآتـي
ريــــآنـ

ريـــان
01-19-2008, 03:56 PM
الله يسلمــكـ هدولـهـ ياقشطـه

ويسلموو علىى المرور

تحيــآتـي
ريـــآنــ

ريـــان
01-19-2008, 03:58 PM
يسلمووو اليائـس علىى المرور

وربــي يعطيكـ العافــيهـ

والله لايحرمــنا منكـ

تحيــآتــي
ريـــآنـــ