الشارد
01-04-2008, 07:02 PM
ماذا بعد الانهيار؟
(لدكتور محمد يحى)
رغم أن الحديث أصبح متكرر الآن حول انهيار المشروع الأمريكي إلا أن التساؤل لا يتوقف حول ما الذي سيحدث بعد الانهيار، لكن السؤال الراهن هو هل نحن بالفعل بصدد انهيار لهذا المشروع أم أننا بصدد حالة من الدعاية الماكرة التي ربما تكون أمريكا نفسها هي من أطلقها بهدف التغطية على تغيرات معينة ستحدث لهذا المشروع وقد تغير من شكله أو حتى مضمونه بشكل كبير ويراد الآن بالحديث عن انهياره اتاحة الفرصة لهذه التغيرات لأن تحدث بدون أن يلاحظها أحد أو يتكون وعي بها وبالتالي ردود فعل مضادة لها. ويراد لها أن تحدث وهي في وضع حرج بسبب حالة الانتقال بينما يكون الجميع منشغلون بحدث آخر هو حدث الانهيار وسط تهليل البعض فرحاً وغرق الآخرين في الهم والقلق حزناً عليه!!.
وبمعنى آخر يكون السؤال هو : أي تغيير جذري سوف يطرأ على هذا المشروع الأمريكي مما يستدعي إبعاد الأنظار عن تلك العملية بالحديث عن انهياره؟ ربما يكون التغيير الأقرب الى الذهن والى احتمال الوقوع هو تحول هذا المشروع من أمريكي الى أوروبي – أمريكي أو الى مشروع غربي مفتوح عام وربما يكون التغيير المرتقب والملحوظ الآن والذي دعا الى طرح مقولة انهيار المشروع الأمريكي منذ البداية هو دخول الطرف الأوروبي بقوة لأداء دوره في الترتيب الجديد بأن يأخذ على عاتقه نفس مهام الطرف الأمريكي وفي نفس المنطقة التي اعتاد الجميع على مقولة أنها هي حكر على المشروع الأمريكي وتمثل جوهره ألا وهي منطقة الشرق الأوسط.
وحتى ربما نجد الإطار الصحيح لفهم التحركات الظرفية الأخيرة الممتدة من الساحة الإيرانية وحتى المغربية مروراً بالعراق ولبنان ودارفور وتركيا وسائر الضفة الجنوبية للمتوسط وهذه التحركات تكتسب مساحات الصداقة المعلنة بين ساركوزي وبوش والتلاقي والتنسيق غير المسبوق بين سياسات البلدين.
ويسود اعتقاد في الوقت الراهن بأن أوروبا تدخل للمنافسة مع الأمريكيين أو وراثتهم وملئ الفراغ الذي سوف يتركونه ولكن ماذا لو أن الأمر كله مرتب له ومنسق مع الأمريكان في إطار عملية تحويل مشروعهم الى مشروع غربي عام وليس فقط مجرد مشروع خاص باليمين الأمريكي الصهيوني المسيحي؟
إذا كان هذا المنطق معقولاً أو مقبولاً فإن مايحدث لن يكون هو انهيار المشروع الأمريكي الجاري في المنطقة – وبصرف النظر عن تفاصيله – بل سيكون على العكس تماماً تقوية ودعم له وتحويله من مشروع خاص بمجموعة سياسية عقائدية أمريكية قد يزول نفوذها الى مشروع خاص بالغرب ككل وشتى مكوناته وقواه كما يزيد من فرص استمرارية أن لم يكن نجاحه. وعلى هذا فلا داعي الآن للحديث بفرح عن انهيار المشروع الأمريكي بقدر ما يجب الحديث بحذر وقلق حول تحول هذا المشروع الى مشكل أخطر وأكثر نعومة.
ومما يؤيد هذا التصور أن بعض الحكام والأنظمة التي اشتهرت بعمق التبعية لأمريكا الى حد لا يتصور معه أن تعصي أوامر السيد أخذت تبدي اشارات مستغربة في التحول الى أوروبا مع بعض البرود تجاه الرب الأمريكي. وبينما يمكن تفسير هذا الموقف باستشعار الأتباع لقرب سقوط السيد إلا أنه يمكن تفسيره كذلك بأنه استجابة هؤلاء الأتباع الى إشارات أو تعليمات صدرت بأن المشروع الأمريكي يجري دعمه وليس هدمه وأن أوروبا تدخل كعنصر مساعد وليس كمنافس ولذا يجب التعامل معها من نفس منطلق وروح التعامل مع السيد الأصلي. وبالطبع فإن هذه الأنظمة تنفذ التعليمات من نفس موقع التبعية الأصلي لأمريكا.
تحياتى لكم
اخوكم فى الله
الشــــــارد
(لدكتور محمد يحى)
رغم أن الحديث أصبح متكرر الآن حول انهيار المشروع الأمريكي إلا أن التساؤل لا يتوقف حول ما الذي سيحدث بعد الانهيار، لكن السؤال الراهن هو هل نحن بالفعل بصدد انهيار لهذا المشروع أم أننا بصدد حالة من الدعاية الماكرة التي ربما تكون أمريكا نفسها هي من أطلقها بهدف التغطية على تغيرات معينة ستحدث لهذا المشروع وقد تغير من شكله أو حتى مضمونه بشكل كبير ويراد الآن بالحديث عن انهياره اتاحة الفرصة لهذه التغيرات لأن تحدث بدون أن يلاحظها أحد أو يتكون وعي بها وبالتالي ردود فعل مضادة لها. ويراد لها أن تحدث وهي في وضع حرج بسبب حالة الانتقال بينما يكون الجميع منشغلون بحدث آخر هو حدث الانهيار وسط تهليل البعض فرحاً وغرق الآخرين في الهم والقلق حزناً عليه!!.
وبمعنى آخر يكون السؤال هو : أي تغيير جذري سوف يطرأ على هذا المشروع الأمريكي مما يستدعي إبعاد الأنظار عن تلك العملية بالحديث عن انهياره؟ ربما يكون التغيير الأقرب الى الذهن والى احتمال الوقوع هو تحول هذا المشروع من أمريكي الى أوروبي – أمريكي أو الى مشروع غربي مفتوح عام وربما يكون التغيير المرتقب والملحوظ الآن والذي دعا الى طرح مقولة انهيار المشروع الأمريكي منذ البداية هو دخول الطرف الأوروبي بقوة لأداء دوره في الترتيب الجديد بأن يأخذ على عاتقه نفس مهام الطرف الأمريكي وفي نفس المنطقة التي اعتاد الجميع على مقولة أنها هي حكر على المشروع الأمريكي وتمثل جوهره ألا وهي منطقة الشرق الأوسط.
وحتى ربما نجد الإطار الصحيح لفهم التحركات الظرفية الأخيرة الممتدة من الساحة الإيرانية وحتى المغربية مروراً بالعراق ولبنان ودارفور وتركيا وسائر الضفة الجنوبية للمتوسط وهذه التحركات تكتسب مساحات الصداقة المعلنة بين ساركوزي وبوش والتلاقي والتنسيق غير المسبوق بين سياسات البلدين.
ويسود اعتقاد في الوقت الراهن بأن أوروبا تدخل للمنافسة مع الأمريكيين أو وراثتهم وملئ الفراغ الذي سوف يتركونه ولكن ماذا لو أن الأمر كله مرتب له ومنسق مع الأمريكان في إطار عملية تحويل مشروعهم الى مشروع غربي عام وليس فقط مجرد مشروع خاص باليمين الأمريكي الصهيوني المسيحي؟
إذا كان هذا المنطق معقولاً أو مقبولاً فإن مايحدث لن يكون هو انهيار المشروع الأمريكي الجاري في المنطقة – وبصرف النظر عن تفاصيله – بل سيكون على العكس تماماً تقوية ودعم له وتحويله من مشروع خاص بمجموعة سياسية عقائدية أمريكية قد يزول نفوذها الى مشروع خاص بالغرب ككل وشتى مكوناته وقواه كما يزيد من فرص استمرارية أن لم يكن نجاحه. وعلى هذا فلا داعي الآن للحديث بفرح عن انهيار المشروع الأمريكي بقدر ما يجب الحديث بحذر وقلق حول تحول هذا المشروع الى مشكل أخطر وأكثر نعومة.
ومما يؤيد هذا التصور أن بعض الحكام والأنظمة التي اشتهرت بعمق التبعية لأمريكا الى حد لا يتصور معه أن تعصي أوامر السيد أخذت تبدي اشارات مستغربة في التحول الى أوروبا مع بعض البرود تجاه الرب الأمريكي. وبينما يمكن تفسير هذا الموقف باستشعار الأتباع لقرب سقوط السيد إلا أنه يمكن تفسيره كذلك بأنه استجابة هؤلاء الأتباع الى إشارات أو تعليمات صدرت بأن المشروع الأمريكي يجري دعمه وليس هدمه وأن أوروبا تدخل كعنصر مساعد وليس كمنافس ولذا يجب التعامل معها من نفس منطلق وروح التعامل مع السيد الأصلي. وبالطبع فإن هذه الأنظمة تنفذ التعليمات من نفس موقع التبعية الأصلي لأمريكا.
تحياتى لكم
اخوكم فى الله
الشــــــارد