اليائس المجروح
12-09-2007, 12:22 PM
الهـــــــــروب مــــن الـواقـــــــع
--------------------------------------------------------------------------------
مـن الناس من يجد السعادة في الهروب من الحياة بشتى الطـرق ..
فالحياة في نظر هؤلاء عبء لا يطاق .. وكسب العيش منهك للجسم.. والحب والوفاء والصداقة وسائر الفضائل كلها في اعتقادهم خرافات لا وجود لها الا في عالم الاوهام .. وتخلصا من هذا وذاك.. يعمدون الى ألوان من وسائل النسيان .. تارة بأحلام اليقظة وبناء قصور في الهواء .. وتارة اخرى باحتساء كميات من الخمر حتى الثمالة .. أو ادمان المخدرات وكلاهما يودي بصاحبه الى أرذل الطرقات ، وأسفل السافلات..
والبعض يلجأ الى تناول حبوب المهدئات يظن أنها تريح جسمه المتعب وأعصابه المرهقة.
وللاسف الشديد فقد أسيء استعمال هذه الحبوب التي كان الغرض منها في الأصل معالجة حالة معينة في ظروف خاصة.
والذين يتناولون المهدئات _ من دوب سبب طبي وجيه_ يلقون بأنفسهم في هاوية الادمان ، وما يصحب ذلك من مخاطر جسام.
يقول الدكتور أمير بقطر في مقال نشر في مجلة الهلال عام 1957م :
" ومن الغريب أن أولئك الأثرياء الذين يقصدون فلوريدا في أمريكا أو الريفيرا في فرنسا، وغيرها من البلدان ، لا يكتفون بما في تلك البقاع من جمال ودفىء ، ومتعة وخيال.. فيقصدون الأطباء والصيادلة هناك طلبا لحبوب السعادة ( المهدئات) ، واستهلاك عدة زجاجات منها في خلال الموسم.
نقول من الغريب لأن المفروض في هؤلاء .. أن تتوفر لديهم كل مقومات السعادة : المال والطبيعة والطقس ووسائل الترفيه والتسلية والماء والخضرة.. ومع كل ذلك .. فانهم يلجؤون الى تلك الوسيلة الصناعية طلبا للمزيد من سسعادة قد لا توجد الا في أحلامهم ..
والواقع أن هناك يريدون الفرار من تلك الحياة الصاخبة .. الغارقة في لذات العيش وطيباته.. وبذلك يفرون من السعادة من حيث لا يعلمون..
ان مثلهم كمثل من يرى النار تشتعل على مقربة منه .. فيضع عصابة على عينيه.. متجاهلا اياها .. بدلا من أن يحاول اطفاءها .. أو الابتعاد عنها.."
--------------------------------------------------------------------------------
مـن الناس من يجد السعادة في الهروب من الحياة بشتى الطـرق ..
فالحياة في نظر هؤلاء عبء لا يطاق .. وكسب العيش منهك للجسم.. والحب والوفاء والصداقة وسائر الفضائل كلها في اعتقادهم خرافات لا وجود لها الا في عالم الاوهام .. وتخلصا من هذا وذاك.. يعمدون الى ألوان من وسائل النسيان .. تارة بأحلام اليقظة وبناء قصور في الهواء .. وتارة اخرى باحتساء كميات من الخمر حتى الثمالة .. أو ادمان المخدرات وكلاهما يودي بصاحبه الى أرذل الطرقات ، وأسفل السافلات..
والبعض يلجأ الى تناول حبوب المهدئات يظن أنها تريح جسمه المتعب وأعصابه المرهقة.
وللاسف الشديد فقد أسيء استعمال هذه الحبوب التي كان الغرض منها في الأصل معالجة حالة معينة في ظروف خاصة.
والذين يتناولون المهدئات _ من دوب سبب طبي وجيه_ يلقون بأنفسهم في هاوية الادمان ، وما يصحب ذلك من مخاطر جسام.
يقول الدكتور أمير بقطر في مقال نشر في مجلة الهلال عام 1957م :
" ومن الغريب أن أولئك الأثرياء الذين يقصدون فلوريدا في أمريكا أو الريفيرا في فرنسا، وغيرها من البلدان ، لا يكتفون بما في تلك البقاع من جمال ودفىء ، ومتعة وخيال.. فيقصدون الأطباء والصيادلة هناك طلبا لحبوب السعادة ( المهدئات) ، واستهلاك عدة زجاجات منها في خلال الموسم.
نقول من الغريب لأن المفروض في هؤلاء .. أن تتوفر لديهم كل مقومات السعادة : المال والطبيعة والطقس ووسائل الترفيه والتسلية والماء والخضرة.. ومع كل ذلك .. فانهم يلجؤون الى تلك الوسيلة الصناعية طلبا للمزيد من سسعادة قد لا توجد الا في أحلامهم ..
والواقع أن هناك يريدون الفرار من تلك الحياة الصاخبة .. الغارقة في لذات العيش وطيباته.. وبذلك يفرون من السعادة من حيث لا يعلمون..
ان مثلهم كمثل من يرى النار تشتعل على مقربة منه .. فيضع عصابة على عينيه.. متجاهلا اياها .. بدلا من أن يحاول اطفاءها .. أو الابتعاد عنها.."