@عطر الليل@
12-13-2003, 06:42 PM
مخلوق انعزالي منذ ولادته، الأخطبوط.. كائن لافقاري يتقن فن التمويه
ذهب كتاب القرن التاسع عشر الى مقارنة الأخطبوط بمصاصي الدماء والشياطين، وذلك بسبب اعضاء الامتصاص لديه وقرونه الصغيرة البارزة. وكان الاغريق القدماء يتخوفون من ان يكون الأخطبوط قادرا على الصعود الى اليابسة، لكي يغزو مخازن السمك او يسرق الزيتون والتين، بينما اعتقد اليابانيون ان الأخطبوط يملك جسما رشيقا ولزجا يمكنه من تسلق الاشجار والجدران.
يعود تاريخ الأخطبوط المعاصر الى ما قبل 165 مليون سنة، اي الى العصر الجوراسي. وفي ذلك الوقت كان طول الأخطبوطات لا يتجاوز 8 سنتمترات وكانت تعيش في بحر ثيتيس الذي يعتبر البحر المتوسط والبحر الاسود من بقاياه. ومع ان الاخطبوطات لم تتغير كثيرا منذ ذلك الحين، الا ان حجمها تزايد بشكل كبير. وأكبرها على الاطلاق هو اخطبوط الباسيفيك الكبير، الذي يصل طوله عادة الى ثلاثة امتاز ويزن 30 كيلوغراما. وفي عام 1957، قذف البحر اخطبوطا عملاقاً بطول 6,9 مترات وبوزن 272 كيلوغراما على شاطئ كولومبيا البريطانية.
يعتبر الاختصاصيون هذه المخلوقات الرائعة ذروة في التطور الحيواني. فهي تملك ثلاثة قلوب وذاكرتين وقادرة على التفكير الادراكي. والأطراف التي تتقطع في احدى المعارك مع الأخطبوطات الاخرى تنمو من جديد في غضون اسابيع قليلة. ويستطيع الأخطبوط ان يختفي من ساحة المعركة وسط سحابة تمويهية من الحبر وان يفرز السم عبر منقار اشبه بمنقار الببغاء لكي يشل فريسته. وتعتبر قوة البصر لدى الأخطبوط استثنائية.
ولكن جهازه الوعائي غير متكيف بشكل جيد مع نمط حياته، وبالتالي، فإن الاخطبوط نادرا ما يعيش اكثر من خمس سنوات، حتى لو لم يتزاوج. وتموت الذكور على نحو محتوم بعد وقت قصير من التزاوج بينما تجوع الاناث نفسها برعاية بيوضها لمدة ستة اشهر او اكثر لتموت في النهاية منهكة من الجوع قبيل موعد فقس البيوض.
يعتبر الأخطبوط مخلوقا انعزاليا منذ ولادته، الامر الذي يفرض عليه ابتداع حلول للمشكلات اليومية التي تصادفه بدون وجود نموذج يقلده او قدوة يحتذي بها. وهذا الامر معروف باسم «التفكير المفاهيمي» وهو غير موجود لدى اي حيوان لافقاري اخر. وقد لاحظ العلماء في التجارب التي اجروها على الاخطبوط انه يستطيع ان يميز بين الصور المنعكسة في المرآة والصور الحقيقية. وبالتالي فإنه لا يتصرف بردة فعل لدى مشاهدته صورته في المرآة بخلاف ردة فعله الفورية والعنيفة لمشاهدته اخطبوطا آخر يقترب منه.
وكما قلنا فإن للاخطبوط ذاكرتين واحدة مرتبطة بالمخ والاخرى بأكواب الامتصاص على اذرعه، وتعتبر اكواب الامتصاص مستقبلات حساسة للكيماويات واللمس، وهي قادرة على اكتشاف الروائح وتحليل قوام المواد. وتتألف ادمغة الاخطبوط من 500 مليون خلية عصبية. وقد اثبتت الاخطبوطات التي تعيش في الاسر قدرتها على حل المشكلات مثل نزع السدادة الفلينية من مرطبان للوصول الى جراد البحر في داخله، وشوهدت ايضا وهي تلعب بالألعاب في خزاناتها واللعب هو نشاط آخر كان يعتقد في السابق بأنه حكر على الفقاريات. غير ان مشروعات البحوث طويلة الاجل تعتبر محدودة نظرا للعمر القصير الذي تعيشه الاخطبوطات.
لاثبات ذكاء الاخطبوط وسرعة تعلمه، قام جيم كوسجروف من المتحف البريطاني بوضع اخطبوط بطول 5,2 متر في صندوق زجاجي شفاف على ارضية المحيط بعمق 25 مترا. وكان في الصندوق فتحة بقطر ثمانية سنتمترات بالقرب من الطرف العلوي. واستغرق الاخطبوط اقل من 12 دقيقة لكي يدرك ان الصندوق الشفاف هو فراغ محدود ويجد الفتحة ويخرج منها. وعندما تم تكرار التجربة، لم يحتج الاخطبوط الا إلى 95 ثانية كي يعثر على الفتحة ويخرج من الصندوق. وهذا يظهر قدرته على تحليل المشكلة وايجاد حل لها بتذكر الحل السابق واعادة تطبيقه في المرات التالية.
يمتلك الاخطبوط وسيلة غريبة في صيد فريسته، مثل اسماك القرش الصغيرة، فهو يستخدم «اسلوب المظلي» في القفز فوق الضحية والهبوط عليها واحاطتها بأذرعه الثماني والامساك بها بقوة بأكواب الامتصاص التي يزيد عددها على 2000 كوب. وبالنسبة للفرائس الاصغر حجما وذات الاصداف الصلبة، تملك الاخطبوطات ثلاثة اساليب مختلفة. فهي تقوم اما بتمزيقها او بفتحها باستخدام منقارها او حفر صدفتها باستخدام افرازاتها اللعابية التي تطري الصدفة بدرجة تكفي لحفر فتحة صغيرة ثم تقوم بعد ذلك بحقن مادة سامة في الفتحة لشل الفريسة ولتذويب النسيج الضام بدرجة بدرجة كافية لتمزيقه.
تضع انثى الأخطبوط بعد التزاوج بستة اسابيع ما بين 20 ألفاً و200 ألف بيضة. تقوم برعايتها وحمايتها لمدة ستة اشهر. وخلال هذه الفترة لا تبارح العش فتموت من الانهاك والجوع اما بعد وقت قصير من فقس البيض او قبل ذلك بوقت قصير.
تعتبر الاخطبوطات من الحيوانات المتمرسة في فن التمويه ويمكنها ان تغير لونها ببراعة لكي يتطابق مع صخرة مغطاة بالطحالب. ولا تعاني الاخطبوطات البالغة من مفترسين كثر فأعداؤها الرئيسيون هم الحيوانات البحرية الثديية مثل الدلافين والفقمة، وبالتالي فإنها تستخدم التمويه لاصطياد الاسماك الصغيرة اكثر مما تستخدمه للحماية. اما صغار الاخطبوط فتكون اكثر عرضة للخطر. فعندما تفقس البيوض، تطفو اليرقات التي يبلغ طولها 7 ملليمترات بالقرب من السطح لمدة تتراوح بين 8 ـ 12 اسبوعا قبل ان تلصق نفسها بقاع المحيط. وعندما تكبر تعلم نفسها كل ما يتعلق بالتمويه وتجنب الحيوانات المفترسة والصيد وبناء الجحور، وبين العامين الثاني والثالث من عمرها ينمو صغير الاخطبوط من طول 20 سنتمترا الى ثلاثة امتار. ومن بين كل 300 الف بيضة تفقس لا يعيش منها سوى اثنين حتى يصلا سن البلوغ
قرأتة في جريدة البيان انشاء الله تستفيدون منة وينال اعجابكم اختكم
عطر الليل (114)
ذهب كتاب القرن التاسع عشر الى مقارنة الأخطبوط بمصاصي الدماء والشياطين، وذلك بسبب اعضاء الامتصاص لديه وقرونه الصغيرة البارزة. وكان الاغريق القدماء يتخوفون من ان يكون الأخطبوط قادرا على الصعود الى اليابسة، لكي يغزو مخازن السمك او يسرق الزيتون والتين، بينما اعتقد اليابانيون ان الأخطبوط يملك جسما رشيقا ولزجا يمكنه من تسلق الاشجار والجدران.
يعود تاريخ الأخطبوط المعاصر الى ما قبل 165 مليون سنة، اي الى العصر الجوراسي. وفي ذلك الوقت كان طول الأخطبوطات لا يتجاوز 8 سنتمترات وكانت تعيش في بحر ثيتيس الذي يعتبر البحر المتوسط والبحر الاسود من بقاياه. ومع ان الاخطبوطات لم تتغير كثيرا منذ ذلك الحين، الا ان حجمها تزايد بشكل كبير. وأكبرها على الاطلاق هو اخطبوط الباسيفيك الكبير، الذي يصل طوله عادة الى ثلاثة امتاز ويزن 30 كيلوغراما. وفي عام 1957، قذف البحر اخطبوطا عملاقاً بطول 6,9 مترات وبوزن 272 كيلوغراما على شاطئ كولومبيا البريطانية.
يعتبر الاختصاصيون هذه المخلوقات الرائعة ذروة في التطور الحيواني. فهي تملك ثلاثة قلوب وذاكرتين وقادرة على التفكير الادراكي. والأطراف التي تتقطع في احدى المعارك مع الأخطبوطات الاخرى تنمو من جديد في غضون اسابيع قليلة. ويستطيع الأخطبوط ان يختفي من ساحة المعركة وسط سحابة تمويهية من الحبر وان يفرز السم عبر منقار اشبه بمنقار الببغاء لكي يشل فريسته. وتعتبر قوة البصر لدى الأخطبوط استثنائية.
ولكن جهازه الوعائي غير متكيف بشكل جيد مع نمط حياته، وبالتالي، فإن الاخطبوط نادرا ما يعيش اكثر من خمس سنوات، حتى لو لم يتزاوج. وتموت الذكور على نحو محتوم بعد وقت قصير من التزاوج بينما تجوع الاناث نفسها برعاية بيوضها لمدة ستة اشهر او اكثر لتموت في النهاية منهكة من الجوع قبيل موعد فقس البيوض.
يعتبر الأخطبوط مخلوقا انعزاليا منذ ولادته، الامر الذي يفرض عليه ابتداع حلول للمشكلات اليومية التي تصادفه بدون وجود نموذج يقلده او قدوة يحتذي بها. وهذا الامر معروف باسم «التفكير المفاهيمي» وهو غير موجود لدى اي حيوان لافقاري اخر. وقد لاحظ العلماء في التجارب التي اجروها على الاخطبوط انه يستطيع ان يميز بين الصور المنعكسة في المرآة والصور الحقيقية. وبالتالي فإنه لا يتصرف بردة فعل لدى مشاهدته صورته في المرآة بخلاف ردة فعله الفورية والعنيفة لمشاهدته اخطبوطا آخر يقترب منه.
وكما قلنا فإن للاخطبوط ذاكرتين واحدة مرتبطة بالمخ والاخرى بأكواب الامتصاص على اذرعه، وتعتبر اكواب الامتصاص مستقبلات حساسة للكيماويات واللمس، وهي قادرة على اكتشاف الروائح وتحليل قوام المواد. وتتألف ادمغة الاخطبوط من 500 مليون خلية عصبية. وقد اثبتت الاخطبوطات التي تعيش في الاسر قدرتها على حل المشكلات مثل نزع السدادة الفلينية من مرطبان للوصول الى جراد البحر في داخله، وشوهدت ايضا وهي تلعب بالألعاب في خزاناتها واللعب هو نشاط آخر كان يعتقد في السابق بأنه حكر على الفقاريات. غير ان مشروعات البحوث طويلة الاجل تعتبر محدودة نظرا للعمر القصير الذي تعيشه الاخطبوطات.
لاثبات ذكاء الاخطبوط وسرعة تعلمه، قام جيم كوسجروف من المتحف البريطاني بوضع اخطبوط بطول 5,2 متر في صندوق زجاجي شفاف على ارضية المحيط بعمق 25 مترا. وكان في الصندوق فتحة بقطر ثمانية سنتمترات بالقرب من الطرف العلوي. واستغرق الاخطبوط اقل من 12 دقيقة لكي يدرك ان الصندوق الشفاف هو فراغ محدود ويجد الفتحة ويخرج منها. وعندما تم تكرار التجربة، لم يحتج الاخطبوط الا إلى 95 ثانية كي يعثر على الفتحة ويخرج من الصندوق. وهذا يظهر قدرته على تحليل المشكلة وايجاد حل لها بتذكر الحل السابق واعادة تطبيقه في المرات التالية.
يمتلك الاخطبوط وسيلة غريبة في صيد فريسته، مثل اسماك القرش الصغيرة، فهو يستخدم «اسلوب المظلي» في القفز فوق الضحية والهبوط عليها واحاطتها بأذرعه الثماني والامساك بها بقوة بأكواب الامتصاص التي يزيد عددها على 2000 كوب. وبالنسبة للفرائس الاصغر حجما وذات الاصداف الصلبة، تملك الاخطبوطات ثلاثة اساليب مختلفة. فهي تقوم اما بتمزيقها او بفتحها باستخدام منقارها او حفر صدفتها باستخدام افرازاتها اللعابية التي تطري الصدفة بدرجة تكفي لحفر فتحة صغيرة ثم تقوم بعد ذلك بحقن مادة سامة في الفتحة لشل الفريسة ولتذويب النسيج الضام بدرجة بدرجة كافية لتمزيقه.
تضع انثى الأخطبوط بعد التزاوج بستة اسابيع ما بين 20 ألفاً و200 ألف بيضة. تقوم برعايتها وحمايتها لمدة ستة اشهر. وخلال هذه الفترة لا تبارح العش فتموت من الانهاك والجوع اما بعد وقت قصير من فقس البيض او قبل ذلك بوقت قصير.
تعتبر الاخطبوطات من الحيوانات المتمرسة في فن التمويه ويمكنها ان تغير لونها ببراعة لكي يتطابق مع صخرة مغطاة بالطحالب. ولا تعاني الاخطبوطات البالغة من مفترسين كثر فأعداؤها الرئيسيون هم الحيوانات البحرية الثديية مثل الدلافين والفقمة، وبالتالي فإنها تستخدم التمويه لاصطياد الاسماك الصغيرة اكثر مما تستخدمه للحماية. اما صغار الاخطبوط فتكون اكثر عرضة للخطر. فعندما تفقس البيوض، تطفو اليرقات التي يبلغ طولها 7 ملليمترات بالقرب من السطح لمدة تتراوح بين 8 ـ 12 اسبوعا قبل ان تلصق نفسها بقاع المحيط. وعندما تكبر تعلم نفسها كل ما يتعلق بالتمويه وتجنب الحيوانات المفترسة والصيد وبناء الجحور، وبين العامين الثاني والثالث من عمرها ينمو صغير الاخطبوط من طول 20 سنتمترا الى ثلاثة امتار. ومن بين كل 300 الف بيضة تفقس لا يعيش منها سوى اثنين حتى يصلا سن البلوغ
قرأتة في جريدة البيان انشاء الله تستفيدون منة وينال اعجابكم اختكم
عطر الليل (114)