مشاهدة النسخة كاملة : قصة سارة و خجل الورد


أنين المحب
02-06-2007, 03:04 AM
الكاتب: أنين المحب


تنويه بسيط: أنا مشرف في منتدى ثاني و حبيت أشارك في المنتدى بقصص من تأليفي منزلها سابقا



طبعا الشخصيات المذكورة أشخاص معنا في المنتدى

و للمصداقية تركت الأسامي على حالها



أبطال القصة: سارة (شمعة ذوبها الحزن), نورة (خجل الورد)

بين المروج الخضراء و الساحات الفسيحة و عبق الأزهار كانت هناك فتاتان تقف كل منهما ممسكة بيد صاحبتها. كانت الفتاتان تتميزان بجمال الخلق و الخليقة فسبحان من أبدع خلقهما.

كانت عيونهم ساحرة و قلوبهم و طباعهم آسرة. جمال الخلق ينبع من القلب المليء بالعطف و الحنان و الرقة و الإحساس. و جمال الخليقة يتجلى من المظهر الخارجي فالكل يرى تناسق
الجسد و جمال الملامح و انسيابية الشعر و روعة و إبداع من الخالق جل و علا في إظهار مفاتن الأنوثة لديهما. كانت صحبتهما يتمناها الجميع و مجالستهما تؤنس الخائف الوحيد. صفات منّ
الله بها عليهم فهما تتمتعان بصدق الحديث و الإحسان إلى الضعيف. كرم و شرف, عزة و رفعة, وفاء و محبة في الله و معاونة للصديق في وقت الضيق. هاتان الفتاتان هما سارة (شمعة ذوبها الحزن) و نورة ( خجل الورد) و اللتان تدرسان في المرحلة الجامعية.

أخذت سارة و نورة بتذكر أول اجتماع حصل بينهما عندما دخلت سارة الفصل في الصف الثاني المتوسط كطالبة مستجدة في المدرسة و تكونت العلاقة بينهما منذ تلك الفترة. تذكروا كيف كانت نورة تدافع عن سارة من مضايقات الطالبات لها لأنها طالبة جديدة و كيف توطدت أواصر الأخوة
بينهما. كانتا من الطالبات المتفوقات في المدرسة و كانتا تتناوبان على المراكز الأولى و لم تكن إحداهما تحقد على الأخرى بل على العكس كان حصول إحداهما على المركز الأول يجعل
الأخرى تفرح لها كفرحتها بحصوله.

استمرت العلاقة الطيبة بينهما في المرحلة الثانوية أيضاً و لكن رابطة الأخوة أصبحت أقوى بكثير. ساعد مستواهم المتميز في تخرجهم من المرحلة الثانوية بنسبة عالية مكنتهم من التسجيل في الجامعة بسهولة فائقة كما ساعدتهم في اختيار التخصص المناسب لهم. اختلفت آراؤهم في التخصصات و لكن سارة ضحت بتخصصها المفضل لتبقى مع زميلة عمرها و مؤنسة و حشتها نورة.

مسيرتهم في الجامعة خلال الثلاث سنوات الماضية كانت شاقة و صعبة و لكن تعاونهما مع بعضهما البعض سهل عليهما كثيراً تجاوزها. هاهما الآن في حديقة الجامعة تتذكران ما مضى و تستعدان لاختبار وشيك. عندما اقترب وقت دخول قاعة الامتحان, عمدت كل واحدة منهما إلى وضع المذكرات و قراءة بعض الآيات و الأحاديث و هم في مدخل القاعة. سمحت الدكتورة للطالبات بالدخول إلى القاعة فاستقلت كل واحدة كرسيها و جلست عليه.
بدأتا الامتحان كعادتهما بالبسملة ثم قراءة الأسئلة فهبت نسمة من الهواء من نوافذ القاعة فطارت ورقة نورة و سقطت على الأرض فأسرعت الدكتورة إليها و قالت لها بكل حقارة الدنيا هذه محاولة للغش و أرجو منك الخروج من القاعة. حاولت نورة شرح الموضوع و لكن الدكتورة لم تقبل بالنقاش فنهضت سارة عن كرسيها و أخذت تناقش الدكتورة دفاعاً عن صديقتها. و بكل غطرسة و تعالً و لؤم قالت الدكتورة لا داعي لحضوركم إلى المادة فلن تنجحوا فيها.

خرجت نورة و سارة خارج القاعة و نورة تبكي فقالت لها سارة لماذا تبكين لم تفعلي أي خطأ تبكين من أجله. استمرت نورة في البكاء و بعد سكوتها قالت أنا لا أبكي لما حدث لي بل أبكي من أجلك, لماذا حرمتي من الاختبار بسببي. قالت سارة لها لو لم أقم بما فعلته لحاسبت نفسي طوال عمري لعدم وقوفي معك ثم إن الحق كان معك و هو يجب أن يظهر في النهاية.

في اليوم الذي يليه استدعت إدارة الجامعة نورة و سارة فأظلمت الدنيا في وجههما لعمهم بأن الدكتورة قد رفعت المشكلة إلى إدارة الجامعة لمعاقبة الفتاتين. بعد الدخول إلى مكتب
العميدة قالت لهم العميدة نحن هنا لنرد لكم حقكم فاستبشرت الفتاتان من هذا القول. تابعت العميدة حديثها بقولها بأن الطالبات أتوا إليها و شرحوا لها القصة بحذافيرها و أن ما حدث كان
سببه الحقد و البغض الذي كان يعشش في قلب تلك الدكتورة عليهما. فالدكتورة كانت تعرف بجمالها و ثناء الكل عليها فيما قبل و لكن بمجيئكما إلى هنا تحولت الأنظار إليكما و تجاهلها
الفتيات و كطبيعة الأنثى أخذت هذه الدكتورة تحمل في نفسها عليكما إلى أن أتتها الفرصة المناسبة لتنتقم منكما. لكن بحمد الله لقد تم إرجاع الحق إليكم و قمنا بمعاقبة الدكتورة و تستطيعون أن تكملوا دراستكم على أحسن وجه ممكن.

شكرت سارة و نورة العميدة و غادرتا الغرفة مع طلاقة الوجه و أجمل ابتسامة تعلو أفواههم الفاتنة. فهاهما الآن تكملان دراستهما و تتخرجان من الجامعة مع مرتبة الشرف و شهادة التميز. الآن ستواجههما أكبر عقبة في حياتهما فالحصول على وظيفة في هذا الوقت صعب للغاية.

الغريب في الأمر أنهما توظفتا في منطقة نائية و في نفس المدرسة. هل هذا التوفيق من الله لجمعهما في نفس مكان العمل هو لمحبتهما لبعضهما البعض فيه أم قضاؤه جل و علا بأن لا تتفرق هذه القلوب المحبة في هذا الوقت.

مع بداية الدراسة اتفقتا على أن يوصلهما سائق مع بقية المعلمات. و لبعد المدرسة عن مكان السكن كان سائق السيارة يمر عليهما قبيل الفجر بقليل. الطريق إلى المدرسة كان معبداً إلا 30 كيلو متراً لم تكن معبدة. مديرة المدرسة تعتبر من أكفأ المديرات و طاقم التدريس كذلك فكانت حياتهما هناك جميلة لأقصى الحدود. استمرت تنقلاتهم إلى المدرسة على هذا النحو إلى أن أتى اليوم المشئوم.

في ذلك اليوم أصاب عجلة السيارة حجر أدى إلى ثقبها مما أدى إلى عدم مقدرة السائق على السيطرة عليها فانقلبت السيارة. أدى انقلابها إلى إصابة سارة ببعض الإصابات
البسيطة و لكنه أدى إلى فجيعة عظيمة عندما توفيت نورة جراء الحادث. حزنت سارة على فقدان صديقتها و زميلة عمرها أشد الحزن و بكتها ليل نهار. و لشدة حبها لها قدر الله سبحانه بأن
تلاقيها و توافيها بعد ذلك الحادث بأسبوع واحد. فلقد توفيت سارة بسبب حزنها على فقدان روحها و سبب عشقها للحياة نورة و سطرت بذلك أعلى مراتب الصداقة و الأخوة و الحب. فقد
اجتمعوا على الحب في الله و لله و استمروا على ذلك إلى أن لاقتهم المنية.

ريوم
02-06-2007, 08:24 AM
قصه جميله...
شكرا

مـجـنـون
02-06-2007, 09:58 AM
يعطيك مليون عافية يالغلا 3

وشاكر لك روعة سرد القصة

دمت باغلا ود

الامـبراطـور#1
02-06-2007, 06:57 PM
تسلم يدك على هذي القصة الجميلة ياخوي انين المحبة

اخوك " الامـبراطـور#1 "

هدولة الحب
02-07-2007, 05:48 PM
يعطيك الف عافيه يالغلا

مع التحيه

هدولة الحب

أنين المحب
02-08-2007, 08:27 AM
مشكورة ريوم على المرور و الرد على الموضوع

مشكور مجنون على المرور و تعطير الموضوع بردك يا الغلا

مشكور أخوي الامبراطور مشاركتي في الموضوع بالرد عليه

ألف شكر هدولة الحب على تعطير القصة بالرد عليها

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::


مشكورين إخواني و أخواتي على الرد على القصة

و تعطيرها بالردود الحلوة


و يعطيكم ربي العافية


تحياتي لكم

أنين المحب

أحلى البنات
02-13-2007, 09:54 PM
يسلموو على القصة