الملك الحيران
12-21-2006, 07:10 AM
رجوتني بالبقاء ... ورجوتك للرحيل ... يوم سفري ... ذاك اليوم الذي ودعتُ فيه طفولتي ...
ذكرياتي الجميلة ...غرفتي ولعبتي ... أمي الحنون ... أخوتي وقطتي ... كل زاوية من زوايا منزلنا الحبيب ... ومقعدي ... حديقتنا الصغيرة ومكانك المعهود أبي ... ووردتي ... رجوتني بالبقاء ورجوتك كي أغيب ... هكذا أنا ... إن تعبت قررت وظلمت مشاعري ... وقسوت على نفسي ... ظناً مني بأني أفعل الصواب ... عذراً أبي لم أكن أعرف ... حقاً لم أكن أعرف ... أنني "أنا" من كان يجب أن يرجوك للبقاء ... فترجوني للرحيل ... وأنك بمجرد غيابي ... ستغيب ... ...
أقفلتُ حقائبي ... تحركتُ كثيراً ... هنا وهناك ... لم أهدأ ... لم أتفوه بكلمة والتزمت الصمت ... وصرخة مكتومة بداخلي ... لا لمشاعري ... لا للإنهيار ... واحتضنتُ المجهول ثمناً للغياب ... للبعد ... للإنسحاب ... وتخليتُ عن ذكرياتي للحظة ... إلى أن وجدتك هناك ... في غرفتك الحبيبة ... كطفل صغير ألقى نفسه على السرير... ويبكي ... يبكي كل شيء ... ولكن بهدوء ... طفل عاقل ... صلب ... عنيد ... عناد الطفولة ... رأيتك هناك ... ولم أصدق ... ولم تحملني قدماي .. وازداد صمتي صمتاً ... هل تبكي حقاً ... تبكيني أنا ... أم تبكي نفسك ...تبكي تعبك ...أتبكي صغيرتك الهاربة ... أتحبني كل هذا الحب ... لم أرى دموعك قبل الآن سوى مرة ... وكانت صعبة ... ورأيت الثانية ... ولم أرك بعدها ... وفهمت ... نعم فهمت أبي ... أنك بكيت رحيلك قبل رحيلي ... بكيت حزناً عما سيحل بي بعدك ... كنت تشعر بأنك لن تراني أبداً ... ورجوتني ولم أصغي إليك ... ربما أردتَ أن تعلمني ما لم تسبق الزمن لتصقله بي ... ربما شعرتَ بأن دورك انتهى معي ولم تتقن أن تسجل له نهاية ... ليتك تسمعني لتعرف ... لقد أتقنتني أبي ... حتى النهاية ...
وها قد بدأت بداية جديدة أتعلم فيها الكثير من غيابك ... كتلك الشمعة التي بدأت تنطفئ وبيدك أنرت منها شمعة جديدة ...شمعة ... تنتظر أن تنطفئ لتأتي إليك... رجوتها للبقاء وترجوك كي تغيب ...
ألم تقل لي يوماً إياك حبيبتي و المغيب
مقدمة من / زهرة النرجس
ذكرياتي الجميلة ...غرفتي ولعبتي ... أمي الحنون ... أخوتي وقطتي ... كل زاوية من زوايا منزلنا الحبيب ... ومقعدي ... حديقتنا الصغيرة ومكانك المعهود أبي ... ووردتي ... رجوتني بالبقاء ورجوتك كي أغيب ... هكذا أنا ... إن تعبت قررت وظلمت مشاعري ... وقسوت على نفسي ... ظناً مني بأني أفعل الصواب ... عذراً أبي لم أكن أعرف ... حقاً لم أكن أعرف ... أنني "أنا" من كان يجب أن يرجوك للبقاء ... فترجوني للرحيل ... وأنك بمجرد غيابي ... ستغيب ... ...
أقفلتُ حقائبي ... تحركتُ كثيراً ... هنا وهناك ... لم أهدأ ... لم أتفوه بكلمة والتزمت الصمت ... وصرخة مكتومة بداخلي ... لا لمشاعري ... لا للإنهيار ... واحتضنتُ المجهول ثمناً للغياب ... للبعد ... للإنسحاب ... وتخليتُ عن ذكرياتي للحظة ... إلى أن وجدتك هناك ... في غرفتك الحبيبة ... كطفل صغير ألقى نفسه على السرير... ويبكي ... يبكي كل شيء ... ولكن بهدوء ... طفل عاقل ... صلب ... عنيد ... عناد الطفولة ... رأيتك هناك ... ولم أصدق ... ولم تحملني قدماي .. وازداد صمتي صمتاً ... هل تبكي حقاً ... تبكيني أنا ... أم تبكي نفسك ...تبكي تعبك ...أتبكي صغيرتك الهاربة ... أتحبني كل هذا الحب ... لم أرى دموعك قبل الآن سوى مرة ... وكانت صعبة ... ورأيت الثانية ... ولم أرك بعدها ... وفهمت ... نعم فهمت أبي ... أنك بكيت رحيلك قبل رحيلي ... بكيت حزناً عما سيحل بي بعدك ... كنت تشعر بأنك لن تراني أبداً ... ورجوتني ولم أصغي إليك ... ربما أردتَ أن تعلمني ما لم تسبق الزمن لتصقله بي ... ربما شعرتَ بأن دورك انتهى معي ولم تتقن أن تسجل له نهاية ... ليتك تسمعني لتعرف ... لقد أتقنتني أبي ... حتى النهاية ...
وها قد بدأت بداية جديدة أتعلم فيها الكثير من غيابك ... كتلك الشمعة التي بدأت تنطفئ وبيدك أنرت منها شمعة جديدة ...شمعة ... تنتظر أن تنطفئ لتأتي إليك... رجوتها للبقاء وترجوك كي تغيب ...
ألم تقل لي يوماً إياك حبيبتي و المغيب
مقدمة من / زهرة النرجس