عاشقة النيل
11-20-2006, 10:14 PM
إخوانى الأعزاء
إسمحوا لى أم أنقل لكم قصة الحادث المؤلم الذى حدث لأسرة الكاتب والشاعر السعودى إبراهيم الوافى فى ليلة
الثامن والعشرون من رمضان الماضى .
وقد أستأذنت من الكاتب الكبير أن أنقلها لكم كما كتبها ووعدته بأن ألتزم بأجزائها
وإن شاء الله كلما يسجل جزء جديد أطرحه لكم
أترككم مع القصة
الغروب ..ساعة ترمّلتْ منذ ليلة الثامن والعشرين من رمضان على ربوة بيتٍ عتيق وأسرة تتحرّى العيد في أعجاز الأصيل ، ومنابت النشأة .. !
كانت الكعبة قبلة ليلاي ..حتى وهي لاتصلّي .. والطريق إلى جدة موحل بالتعب والغياب ..!
هاتفي الخلوي الذي تكرهه كثيرًا .قطعةٌ من كلام وبطّارية فارغة دائما ..
لكن الطريق ليلى .. والاتصال لاينقطع .. !
ياااااا إبراهيم ... سأكون في المطار عند العاشرة .. !
أينَ أنت الآن ..؟!
في الطريق إليَّ .. حيثما تكون وحدك هذه السحابة البيضاء التي تطلُّ من وراء شفقٍ غامض ...!
حسنا سيكمل الطريق دعاءَ الإفطار وسألقاك حيث أغادر عنكَ إليك ..!
وفاء .. أليست هذه السحابة سحنة إبراهيم ..؟!
اللهم احفظه لنا .. وابقه تاج بيتنا .. وآخر صوتنا ..!
0
0
0
لاشيء في الخارج ...!
فالسماء لم تغبرّ بعد ولم تتجهّم النجوم ..!
جمرات شيشة أخي لايطفئها صدَفٌ حاول الاختباء في عباءة الليل ...!
لكن هاتفي قطع الصمت بمحادثة جافة ...!
لقد وقع لنا حادث ..!
نحن بخير إلا قليلا ..!
تعالَ إلينا ..!
يااااااه .. أو لست معكم ..؟!]
***
حول السيارة .. تدور دوائر التخمين .. وتتشتبك الضوضاء بالصمت ، والحقيقة بالتجمّل والانتظااار بالوقت ..!
ما أبعد جدة عني الآن يايزيد ..!!
الطريق المزدوج المظلم موحل بالسائب من الحياة .. ومشتعلٌ بالشهاب المتوثب للسقوط ...!
إنه الموت الذي يحيط بروحي كلما مال بيا الحال نحو الحياة ..!
يزيد .. يسير بسرعة 220كم في الساعة .. والعيون التي لاترى جيدًا في العتمة تختفي بدمعها عني وتتجحظ بتوبيخها المنفعل لي ..كلما عنَّ لي البكاء ...!
خمسة وأربعون كم .. في 8 دقائق .. كنا بعدها عند أخي الأوسط محمد الذي كان يستعد للعيد فحاول أن يصحبه معنا بسيارته السوداء التي اعتادت قلقنا الدائم عليه وانطلق بنا نحو جدة ...!
0
0
0
جدة 320كم
الهاتف لاينقطع .. فالثانية بألف ساعة .. والدقيقة بألف هاجس مما يخفون ..!
يا لهذه الليلة يامحمد ..!
هل سألقاهم مجددا ..!
ومن قال أنكَ لستَ معهم ياإبراهيم ...!
كان أخي يتحدث عن إمكانية مغادرة الحادث بحال أفضل لمشاكل الربو التي تعرضت لها ليلى سابقا .. حينما تواترت لنا أنباء تعرضها لضربة في الصدر ..!
وكان يتحدث عن متعة الكتابة على الجبس حينما تتجمّل به وفاء ..!
وكان كذلك يتحدث عن إمكانية حضوري لمباريات الأهلي برغم اتحاديته حين أرافق نقاهتهم في مدينة جدة ..!
وهكذا هو أخي محمد .. يمتلك قدرة فائقة في توجيه المواقف .. لكن إبراهيم لايقاطعه إلا بالبكاء .. فتتزاحم عيون رفيقيْه على توبيخه ..!
الهاتف المتصرف بالأمر كله هذه اللحظة يعاود التدخل في الطريق بخوف أكبر ..!
ذات الرقم الذي يهاتفني .. يحدثني بصوت آخر .. وبكاء صاحبه عبره ..!
أين أنت الآن يا إبراهيم ...!
حيث لامكان لي قبلكم ..
حسنا .. ليلى ستجري عملية جراحية عاجلة .. الآن .. سأقوم بالتوقيع نيابة عنك ..!
ادعُ لليلى يا إبراهيم ...
لحظة .. توقف ..
ادع لنا جميعا .. ياعبد الرحمن .......!!!!
***
دون غرفتها يذبل الوقتُ في ساعتي ..!
بعفويّة قلب ..!
ليلى تعدّاك النهار اللي بقي
قومي أحرقي
شوق الضلوع
قومي اصفعي فيني القصايد واسبقي طعم الدموعْ ..!
يانايمة عني وأنا ليلي عسى ..!
ياصايمة من يوم مارحتي وماجانا المسا
طيفك نسى
إن العيون اللي تشوفكْ ماتشوفْ
وإن الكلام أكبر من أنفاس الحروفْ
وان السلام اللي توطّن في يديك
يبكي معي مني عليكْ
ياحالمة في صدق قلب
يا ( فاطمة ) عن كل ذنبْ ..
بس انهضي من ها المكانْ
وأنا أوعدك
ابسعدك
واملى لك الدنيا حنانْ ..!
0
0
0
( 1 )
تُتَمتِمُ ليلى ..
وفي يدها خاتمُ الروحِ
حيثُ تقلّبُ وجهي الممرّاتُ والأقربونَ الذينَ بكوا من بكائي
تنامُ إزائي ..
فيرتدُّ طرفي عليها .. تتمتم . قالتْ :
تغيَّبتُ عنكَ كثيرًا
عتبتَ أميرا
وما غبتُ عن وعينا بالصغار وبالبيتِ يومينِ ..
لكنني كنتُ أمشِطُ روحي على شاطئ الجنّة المستجابةْ
تراءتْ سحابةْ ..!
وكانَ بها وجهُ أمي يحدّثني عنكَ فاغفر لليلى التي لاتغيبْ ..!
ياااااادعاء الحبيبْ ..
يابلادًا توضّأتُ فيها الحياةَ وأنتِ تصلّينَ لي سُنّةَ الأولين..!
لاتغيبي كثيرًا
عتبتُ فقيرًا
إلى رعشتي بالتفاتة عينيكِ
في دهشتي بارتعاشةِ كفّيكِ
في قبلتي حيثُ كنتُ أولّي ..
أفيقي لأجلي ..!
لأجلِ الحياة التي تجمعُ الشعراءَ على عشق ليلى
حكاياكِ حُبلى ..!
تتمتمُ حزني ..
فأغتابُ أذني
وأسألُ عن دفء صدرٍ تهشّمَ في ردهة الغيبِ عني ..!
خذي الصبرَ مني
وأعطينيَ الموتَ مثلكِ يحيا إذا كان لابدَّ من أن يموتَ الضياء ببيتي ..!
تجااااوزتُ صوتي ..
لقلبي .. كثير عليكِ البكاءَ
قليلٌ عليه النداءََ
وماكنتُ ناديتُ في بابِ نومكِ يومًا ولمّا تلبّي ..!
0
تعالي .. أقصُّ عليكِ حكاية نومي ..!
0
0
تنامين في مخبأ عن ضلوعي التي أعشبتْ من سحابةِ وقتكِ واستمطرتْ مايجيء ..
يااالهذا الجبين الوضيء ..!
أيُّ وجهٍ تنقّبهُ دعواتُ الصيامِ فيبدو مجابا ..؟!
أي عينينِ كنتُ أمدُّ للفتتهما ما استطعتُ من الشعر حتى استعدتُ يميني فكانت كتابا ..!
تسيلين روحي ..
فينحسرُ الدمعُ ما بين جفني وصبري .
تكبَّبتُ شعري ..!
أنام قليلاً .. فأسألُ عنكِ الحياةَ وأصحو
أخطُّ الخيالاتِ حزنًا فأهرب منها وأمحو
تهاجمني الذكرياتُ فألجأ للصبر عنها ...
وهل باتَ في الوسع صبرٌ
إذا لذتُ بالصبر قبلا ..
وهل بعد ليلى مكان فسيح
وعمرٌ جريحٌ .. وذاكرة غير ليلى ..!
أعودُ وأخرجُ للشارعِ المستمر على الموتِ
كيف تخيّرتُها دونَ من مرَّ فيك أمينًا .. وقد عبرتكَ مطهّرةً ..غير مني ..!
خفيفةَ روحٍ
كانت تحدث أعشابكَ اليابساتِ من الصيفِ عن وشوشاتِ السحابةِ في أذنها وهي تدعو بأنِّي ...
تقول لطفلتها ..
انظري للسحابةِ تلكَ .. أليستْ بذاتِ البياض الذي في أبيكْ ..
تقول وأنتِ ..
فيجتاحها قدرٌ جاء يستهدفُ الغيبَ في فجوات احتضاني
وياااالاقتراني
تغيبينَ عني كثيرًا
تقولُ عتبتَ صغيرًا
ويا أيها الطفلُ حان قِطافُ الثواني
وترقدُ ليلى بسدّةِ قلبي
أنادي .. أنادي ..فهلاّ تلبّي ..!
( 2 )
وتسأل ليلى عن الآخرينَ
وفاء محمد .. آل الفجيعة في نومها ..
ثم تشكو على الله ماورّطَ الحزنَ بي ..!
حزينٌ أنا والردى منكبي ..!
ها أنا .. ها أنا
قلبنا قبلنا
أينا .. أينا
كان منا هنا ..!؟
0
0
0
لاتمدّي ذراعيكِ حين يشحُّ العناق
المدى في يديك.. والضياع الفراقْ ..
( ادعُ لي ياحبيبي )
ياااربُّ يا أيها المستتبّ على الأمر من أولِ الأمرِ .. يامن تناديكَ فينا الإجابةُ
مهما اجترأنا على ضعفنا ..
احفظِ القلبَ حين تكون القلوب الكثيرة مكتضةٌ بابتهالات ليلى ..!
0
0
فتصحو : ( لن أصدّق أني أموتُ الوحيدةَ حين أعيشُ الوحيدة ..
أين مني وفاء
يا إله السماء
أين مني محمد حين نذرتُ له صدر أمٍّ تخاف على وجهه قطراتِ الدماء ..
لن أصدّقَ حتى أرى في المنامِ بأني أصبُّ لهم من حليبِ الصباحِ
وأستعجل الوقتَ فيهم ..)
ياحياة الحياة خذيهم
ذا محمد ليس على رأسه غير تاجٍ انتظارٍ لعينيكِ تخفينه عن حديث العيونْ ..
ذي وفاء بشاشة جوال خالتها
ليس فيها سوى كدمة أقعدتها هناك
وسوف تجيء غدًا بين عينيك حيث تؤوب الشجون
وترقد ليلى بسدة قلبي
أنادي .. أنادي فهلاَّ تلبّي ..!
يتبع
مودتى
باربى
إسمحوا لى أم أنقل لكم قصة الحادث المؤلم الذى حدث لأسرة الكاتب والشاعر السعودى إبراهيم الوافى فى ليلة
الثامن والعشرون من رمضان الماضى .
وقد أستأذنت من الكاتب الكبير أن أنقلها لكم كما كتبها ووعدته بأن ألتزم بأجزائها
وإن شاء الله كلما يسجل جزء جديد أطرحه لكم
أترككم مع القصة
الغروب ..ساعة ترمّلتْ منذ ليلة الثامن والعشرين من رمضان على ربوة بيتٍ عتيق وأسرة تتحرّى العيد في أعجاز الأصيل ، ومنابت النشأة .. !
كانت الكعبة قبلة ليلاي ..حتى وهي لاتصلّي .. والطريق إلى جدة موحل بالتعب والغياب ..!
هاتفي الخلوي الذي تكرهه كثيرًا .قطعةٌ من كلام وبطّارية فارغة دائما ..
لكن الطريق ليلى .. والاتصال لاينقطع .. !
ياااااا إبراهيم ... سأكون في المطار عند العاشرة .. !
أينَ أنت الآن ..؟!
في الطريق إليَّ .. حيثما تكون وحدك هذه السحابة البيضاء التي تطلُّ من وراء شفقٍ غامض ...!
حسنا سيكمل الطريق دعاءَ الإفطار وسألقاك حيث أغادر عنكَ إليك ..!
وفاء .. أليست هذه السحابة سحنة إبراهيم ..؟!
اللهم احفظه لنا .. وابقه تاج بيتنا .. وآخر صوتنا ..!
0
0
0
لاشيء في الخارج ...!
فالسماء لم تغبرّ بعد ولم تتجهّم النجوم ..!
جمرات شيشة أخي لايطفئها صدَفٌ حاول الاختباء في عباءة الليل ...!
لكن هاتفي قطع الصمت بمحادثة جافة ...!
لقد وقع لنا حادث ..!
نحن بخير إلا قليلا ..!
تعالَ إلينا ..!
يااااااه .. أو لست معكم ..؟!]
***
حول السيارة .. تدور دوائر التخمين .. وتتشتبك الضوضاء بالصمت ، والحقيقة بالتجمّل والانتظااار بالوقت ..!
ما أبعد جدة عني الآن يايزيد ..!!
الطريق المزدوج المظلم موحل بالسائب من الحياة .. ومشتعلٌ بالشهاب المتوثب للسقوط ...!
إنه الموت الذي يحيط بروحي كلما مال بيا الحال نحو الحياة ..!
يزيد .. يسير بسرعة 220كم في الساعة .. والعيون التي لاترى جيدًا في العتمة تختفي بدمعها عني وتتجحظ بتوبيخها المنفعل لي ..كلما عنَّ لي البكاء ...!
خمسة وأربعون كم .. في 8 دقائق .. كنا بعدها عند أخي الأوسط محمد الذي كان يستعد للعيد فحاول أن يصحبه معنا بسيارته السوداء التي اعتادت قلقنا الدائم عليه وانطلق بنا نحو جدة ...!
0
0
0
جدة 320كم
الهاتف لاينقطع .. فالثانية بألف ساعة .. والدقيقة بألف هاجس مما يخفون ..!
يا لهذه الليلة يامحمد ..!
هل سألقاهم مجددا ..!
ومن قال أنكَ لستَ معهم ياإبراهيم ...!
كان أخي يتحدث عن إمكانية مغادرة الحادث بحال أفضل لمشاكل الربو التي تعرضت لها ليلى سابقا .. حينما تواترت لنا أنباء تعرضها لضربة في الصدر ..!
وكان يتحدث عن متعة الكتابة على الجبس حينما تتجمّل به وفاء ..!
وكان كذلك يتحدث عن إمكانية حضوري لمباريات الأهلي برغم اتحاديته حين أرافق نقاهتهم في مدينة جدة ..!
وهكذا هو أخي محمد .. يمتلك قدرة فائقة في توجيه المواقف .. لكن إبراهيم لايقاطعه إلا بالبكاء .. فتتزاحم عيون رفيقيْه على توبيخه ..!
الهاتف المتصرف بالأمر كله هذه اللحظة يعاود التدخل في الطريق بخوف أكبر ..!
ذات الرقم الذي يهاتفني .. يحدثني بصوت آخر .. وبكاء صاحبه عبره ..!
أين أنت الآن يا إبراهيم ...!
حيث لامكان لي قبلكم ..
حسنا .. ليلى ستجري عملية جراحية عاجلة .. الآن .. سأقوم بالتوقيع نيابة عنك ..!
ادعُ لليلى يا إبراهيم ...
لحظة .. توقف ..
ادع لنا جميعا .. ياعبد الرحمن .......!!!!
***
دون غرفتها يذبل الوقتُ في ساعتي ..!
بعفويّة قلب ..!
ليلى تعدّاك النهار اللي بقي
قومي أحرقي
شوق الضلوع
قومي اصفعي فيني القصايد واسبقي طعم الدموعْ ..!
يانايمة عني وأنا ليلي عسى ..!
ياصايمة من يوم مارحتي وماجانا المسا
طيفك نسى
إن العيون اللي تشوفكْ ماتشوفْ
وإن الكلام أكبر من أنفاس الحروفْ
وان السلام اللي توطّن في يديك
يبكي معي مني عليكْ
ياحالمة في صدق قلب
يا ( فاطمة ) عن كل ذنبْ ..
بس انهضي من ها المكانْ
وأنا أوعدك
ابسعدك
واملى لك الدنيا حنانْ ..!
0
0
0
( 1 )
تُتَمتِمُ ليلى ..
وفي يدها خاتمُ الروحِ
حيثُ تقلّبُ وجهي الممرّاتُ والأقربونَ الذينَ بكوا من بكائي
تنامُ إزائي ..
فيرتدُّ طرفي عليها .. تتمتم . قالتْ :
تغيَّبتُ عنكَ كثيرًا
عتبتَ أميرا
وما غبتُ عن وعينا بالصغار وبالبيتِ يومينِ ..
لكنني كنتُ أمشِطُ روحي على شاطئ الجنّة المستجابةْ
تراءتْ سحابةْ ..!
وكانَ بها وجهُ أمي يحدّثني عنكَ فاغفر لليلى التي لاتغيبْ ..!
ياااااادعاء الحبيبْ ..
يابلادًا توضّأتُ فيها الحياةَ وأنتِ تصلّينَ لي سُنّةَ الأولين..!
لاتغيبي كثيرًا
عتبتُ فقيرًا
إلى رعشتي بالتفاتة عينيكِ
في دهشتي بارتعاشةِ كفّيكِ
في قبلتي حيثُ كنتُ أولّي ..
أفيقي لأجلي ..!
لأجلِ الحياة التي تجمعُ الشعراءَ على عشق ليلى
حكاياكِ حُبلى ..!
تتمتمُ حزني ..
فأغتابُ أذني
وأسألُ عن دفء صدرٍ تهشّمَ في ردهة الغيبِ عني ..!
خذي الصبرَ مني
وأعطينيَ الموتَ مثلكِ يحيا إذا كان لابدَّ من أن يموتَ الضياء ببيتي ..!
تجااااوزتُ صوتي ..
لقلبي .. كثير عليكِ البكاءَ
قليلٌ عليه النداءََ
وماكنتُ ناديتُ في بابِ نومكِ يومًا ولمّا تلبّي ..!
0
تعالي .. أقصُّ عليكِ حكاية نومي ..!
0
0
تنامين في مخبأ عن ضلوعي التي أعشبتْ من سحابةِ وقتكِ واستمطرتْ مايجيء ..
يااالهذا الجبين الوضيء ..!
أيُّ وجهٍ تنقّبهُ دعواتُ الصيامِ فيبدو مجابا ..؟!
أي عينينِ كنتُ أمدُّ للفتتهما ما استطعتُ من الشعر حتى استعدتُ يميني فكانت كتابا ..!
تسيلين روحي ..
فينحسرُ الدمعُ ما بين جفني وصبري .
تكبَّبتُ شعري ..!
أنام قليلاً .. فأسألُ عنكِ الحياةَ وأصحو
أخطُّ الخيالاتِ حزنًا فأهرب منها وأمحو
تهاجمني الذكرياتُ فألجأ للصبر عنها ...
وهل باتَ في الوسع صبرٌ
إذا لذتُ بالصبر قبلا ..
وهل بعد ليلى مكان فسيح
وعمرٌ جريحٌ .. وذاكرة غير ليلى ..!
أعودُ وأخرجُ للشارعِ المستمر على الموتِ
كيف تخيّرتُها دونَ من مرَّ فيك أمينًا .. وقد عبرتكَ مطهّرةً ..غير مني ..!
خفيفةَ روحٍ
كانت تحدث أعشابكَ اليابساتِ من الصيفِ عن وشوشاتِ السحابةِ في أذنها وهي تدعو بأنِّي ...
تقول لطفلتها ..
انظري للسحابةِ تلكَ .. أليستْ بذاتِ البياض الذي في أبيكْ ..
تقول وأنتِ ..
فيجتاحها قدرٌ جاء يستهدفُ الغيبَ في فجوات احتضاني
وياااالاقتراني
تغيبينَ عني كثيرًا
تقولُ عتبتَ صغيرًا
ويا أيها الطفلُ حان قِطافُ الثواني
وترقدُ ليلى بسدّةِ قلبي
أنادي .. أنادي ..فهلاّ تلبّي ..!
( 2 )
وتسأل ليلى عن الآخرينَ
وفاء محمد .. آل الفجيعة في نومها ..
ثم تشكو على الله ماورّطَ الحزنَ بي ..!
حزينٌ أنا والردى منكبي ..!
ها أنا .. ها أنا
قلبنا قبلنا
أينا .. أينا
كان منا هنا ..!؟
0
0
0
لاتمدّي ذراعيكِ حين يشحُّ العناق
المدى في يديك.. والضياع الفراقْ ..
( ادعُ لي ياحبيبي )
ياااربُّ يا أيها المستتبّ على الأمر من أولِ الأمرِ .. يامن تناديكَ فينا الإجابةُ
مهما اجترأنا على ضعفنا ..
احفظِ القلبَ حين تكون القلوب الكثيرة مكتضةٌ بابتهالات ليلى ..!
0
0
فتصحو : ( لن أصدّق أني أموتُ الوحيدةَ حين أعيشُ الوحيدة ..
أين مني وفاء
يا إله السماء
أين مني محمد حين نذرتُ له صدر أمٍّ تخاف على وجهه قطراتِ الدماء ..
لن أصدّقَ حتى أرى في المنامِ بأني أصبُّ لهم من حليبِ الصباحِ
وأستعجل الوقتَ فيهم ..)
ياحياة الحياة خذيهم
ذا محمد ليس على رأسه غير تاجٍ انتظارٍ لعينيكِ تخفينه عن حديث العيونْ ..
ذي وفاء بشاشة جوال خالتها
ليس فيها سوى كدمة أقعدتها هناك
وسوف تجيء غدًا بين عينيك حيث تؤوب الشجون
وترقد ليلى بسدة قلبي
أنادي .. أنادي فهلاَّ تلبّي ..!
يتبع
مودتى
باربى