مشاهدة النسخة كاملة : أمهات المؤمنين


عاشقة النيل
07-09-2006, 10:00 PM
1 - خديجة بنت خويلد

بداية التعارف

كانت السيدة خديجة امرأة تاجرة ذات شرف و مال، فلمّا بلغها عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صدق حديثه وعظيم أمانته وكرم أخلاقه، بعثت إليه فعرضـت عليه أن يخرج في مالٍ لها الى الشام تاجراً، وتعطيـه أفضل ما كانت تعطي غيره من التجـار، مع غلام لها يقال له مَيْسَـرة.

فقبل الرسول -صلى الله عليه وسلم- وخرج في مالها حتى قَدِم الشام وفي الطريق نزل الرسول -صلى الله عليه وسلم- في ظل شجرة قريباً من صومعة راهب من الرهبان فسأل الراهب ميسرة:(من هذا الرجل؟).

فأجابه: (رجل من قريش من أهل الحرم) فقال الراهب: (ما نزل تحت هذه الشجرة قطٌ إلا نبي) ثم وصلا الشام وباع الرسول -صلى الله عليه وسلم- سلعته التي خرج بها، واشترى ما أراد، ثم أقبل قافلاً الى مكة ومعه ميسرة، فكان ميسرة إذا كانت الهاجرة واشتدَّ الحرّ يرى مَلَكين يُظلاَّنه -صلى الله عليه وسلم- من الشمس وهو يسير على بعيره ولمّا قدم -صلى الله عليه وسلم- مكة على خديجة بمالها باعت ما جاء به فربحت ما يقارب الضعف.


إسلام خديجة

وبعد الزواج الميمون بخمسة عشر عاماً نزل الوحي على النبي -صلى الله عليه وسلم- فآمنت به خديجة، وصدقت بما جاءه من الله، ووازرته على أمره، وكانت أول من آمن بالله وبرسوله، وصدق بما جاء منه، فخفف الله بذلك عن نبيه -صلى الله عليه وسلم- لا يسمع شيئاً مما يكرهه من رد عليه وتكذيب له، فيحزنه ذلك، الا فرج الله عنه بها إذا رجع إليها، تثبته وتخفف عليه وتصدقه، وتهون عليه أمر الناس، قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (أمرت أن أبشر خديجة ببيت من قَصَب -اللؤلؤ المنحوت-، لا صخب فيه ولا نصب)


أم المؤمنين

والله ما أبدلني الله خيراً منها قد آمنت بي إذ كفر بي الناس وصدَّقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمنـي الناس ورزقني الله أولادها وحرمني أولاد الناس حديث شريف خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشية الأسدية كانت تدعى قبل البعثة الطاهرة


الخطبة و الزواج

وأخبر ميسرة السيدة خديجة بما كان من أمر محمد -صلى الله عليه وسلم- فبعثت الى رسول الله وقالت له: (يا ابن عمّ! إني قد رَغبْتُ فيك لقرابتك، وشرفك في قومك وأمانتك، وحُسْنِ خُلقِك، وصِدْقِ حديثك).

ثم عرضت عليه نفسها، فذكر الرسول -صلى الله عليه وسلم- ذلك لعمّه الحبيب الذي سُرَّ وقال له: (إن هذا رزقٌ ساقهُ الله تعالى إليك) ووصل الخبر الى عم السيدة خديجة، فأرسل الى رؤساء مُضَر، وكبراءِ مكة وأشرافها لحضور عقد الزواج المبارك.

فكان وكيل السيدة عائشة عمّها عمرو بن أسد، وشركه ابن عمها ورقة بن نوفل، ووكيل الرسول -صلى الله عليه وسلم- عمّه أبو طالب وكان أول المتكلمين أبو طالب فقال: (الحمد لله الذي جعلنا من ذريّة إبراهيم، وزرع إسماعيل وضئضئ معد، وعنصر مضر، وجعلنا حضنة بيته، وسُوّاس حرمه، وجعل لنا بيتاً محجوباً وحرماً آمناً، وجعلنا الحكام على الناس، ثم إن ابن أخي هذا، محمد بن عبد الله لا يوزن برجلٍ إلا رجح به، وإن كان في المال قِلاّ، فإن المال ظِلّ زائل، وأمر حائل، ومحمد مَنْ قد عرفتم قرابته، وقد خطب خديجة بنت خويلد، وقد بذل لها من الصداق ما آجله وعاجله اثنتا عشرة أوقية ذهباً ونشاً -أي نصف أوقية- وهو والله بعد هذا له نبأ عظيم، وخطر جليل).

ثم وقف ورقة بن نوفل فخطب قائلا: (الحمد لله الذي جعلنا كما ذكرت، وفضلنا على ما عددت، فنحن سادة العرب وقادتها، وأنتم أهل ذلك كله لا تنكر العشيرة فضلكم، ولا يردُّ أحدٌ من الناس فخركم ولا شرفكم، وقد رغبنا في الإتصال بحبلكم وشرفكم، فاشهدوا يا معشر قريش بأني قد زوجت خديجة بنت خويلد من محمد بن عبد الله).

كما تكلم عمُّها عمرو بن أسد فقال: (اشهدوا عليّ يا معاشر قريش أنّي قد أنكحت محمد بن عبد الله خديجة بنت خويلد) وشهـد على ذلك صناديد قريش.



الذرية الصالحة

تزوج النبي -صلى الله عليه وسلم- السيدة خديجة قبل البعثة بخمس عشرة سنة، وولدت السيدة خديجة للرسول -صلى الله عليه وسلم- ولده كلهم إلا إبراهيم، القاسم -وبه كان يكنى-، والطاهر والطيب -لقبان لعبد الله -، وزينب، ورقيـة، وأم كلثـوم، وفاطمـة عليهم السلام فأما القاسـم وعبد اللـه فهلكوا في الجاهلية، وأما بناتـه فكلهـن أدركـن الإسلام فأسلمن وهاجرن معه -صلى الله عليه وسلم-



عام الحزن

وفي العام العاشر من البعثة النبوية وقبل الهجرة بثلاث سنين توفيت السيدة خديجة -رضي الله عنها-، التي كانت للرسول -صلى الله عليه وسلم- وزير صدق على الإسلام، يشكـو إليها، وفي نفس العام توفـي عـم الرسول -صلى الله عليه وسلم- أبو طالب، لهذا كان الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- يسمي هذا العام بعام الحزن



عام المقاطعة


ولمّا قُضيَ على بني هاشم وبني عبد المطلب عام المقاطعة أن يخرجوا من مكة الى شعابها، لم تتردد السيدة خديجة في الخروج مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لتشاركه أعباء ما يحمل من أمر الرسالة الإلهية التي يحملها وعلى الرغم من تقدمها بالسن، فقد نأت بأثقال الشيخوخة بهمة عالية وكأنها عاد إليها صباها، وأقامت قي الشعاب ثلاث سنين، وهي صابرة محتسبة للأجر عند الله تعالى.



فضل خديجة

جاء جبريل إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقال: (إن الله يقرأ على خديجة السلام).

فقالت: (إن الله هو السلام، وعلى جبريل السلام، وعليك السلام ورحمة الله).

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (خيرُ نسائها مريم، وخير نسائها خديجة).




الوفاء

قد أثنى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على السيدة خديجة ما لم يثن على غيرها، فتقول السيدة عائشة: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يكاد يخرج من البيت حتى يذكر خديجة فيحسن الثناء عليها، فذكرها يوماً من الأيام فأخذتني الغيرة، فقلت: (هل كانت إلا عجوزاً قد أبدلك الله خيراً منها).

فغضب ثم قال: (لا والله ما أبدلني الله خيراً منها، آمنتْ بي إذْ كفرَ الناس، وصدَّقتني إذ كذّبَني الناس، وواستني بمالها إذ حرمنـي الناس ورزقني منها الله الولد دون غيرها من النساء).

قالت عائشة: (فقلتْ في نفسي: لا أذكرها بعدها بسبّةٍ أبداً).



ولى عودة لإستكمال البقية

باربى

وسـ الحـب ـيم
07-09-2006, 11:09 PM
بااااااااااااربي


موضوع رائع وجميل عن أمهات المؤمنين



تسلم أناملك على هذا الموضوع


ودام تألــقك وتميزك



مـــــــع خــالــــص إحــــــــــترامي وتــقــديــري

الحب الوفي
07-09-2006, 11:15 PM
الله يعطيكي العـــــــــافيه بــــــــاربي

وننتظــــــــرالبقيـــه

همســــــــة قلــــــــــم

وااااااااااااااااو

عاشقة النيل
07-12-2006, 02:29 PM
وسيم الحب

أشكرك على المرور

وعلى كلماتك الرائعة

مودتى

باربى

عاشقة النيل
07-12-2006, 02:33 PM
الحب الوفى

أشكرك عزيزتى على المرور

وإن شاء الله قريبا أنزلهم تباعا

مودتى

باربى

tђέ şσuℓ~ ●•
07-12-2006, 04:26 PM
بـــاربـــــي

مشاركه رائعه

يعطيك الف عافيه على الموضوع

شكراا لك

عاشقة النيل
07-14-2006, 06:55 PM
الذوق الرفيع

أشكرك غاليتى على المرور

الروعة هى تشريفك

مودتى

باربى

عاشقة النيل
07-14-2006, 07:53 PM
أبو سفيان في بيت أم حبيبة

لقد حضر أبو سفيان (والد أم حبيبة) المدينة يطلب من الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يمد في أجل الهدنة التي تمّ المصالحة عليها في الحديبية، فيأبى عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هذا الطلب، فأراد أبو سفيان أن يستعين على تحقيق مراده بابنته (زوجة الرسول -صلى الله عليه وسلم-) فدخل دار أم حبيبة، وفوجئت به يدخل بيتها، ولم تكن قد رأته منذ هاجرت الى الحبشة، فلاقته بالحيرة لا تدري أتردُّه لكونه مشركاً؟ أم تستقبله لكونه أباهـا؟

وأدرك أبو سفيان ما تعانيـه ابنته، فأعفاها من أن تأذن له بالجلـوس، وتقدّم من تلقاء نفسه ليجلس على فراش الرسـول -صلى الله عليه وسلم-، فما راعه إلا وابنته تجذب الفراش لئلا يجلس عليه.

فسألها بدهشة فقال: (يا بُنيّة ! أرغبتِ بهذا الفراش عني ؟ أم بي عنه ؟).

فقالت أم حبيبة: (بلْ هو فراشُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنت امرءٌ نجسٌ مشركٌ).

فقال: (يا بُنيّة، لقد أصابك بعدي شرٌّ) ويخرج من بيتها خائب الرجاء.


إسلام أبو سفيان


وبعد فتح مكة أسلم أبو سفيان، وأكرمه الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقال: (من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، من أغلق بابه فهو آمن، ومن دخل المسجد الحرام فهو آمن).

ووصل هذا الحدث المبارك الى أم المؤمنين (أم حبيبة) ففرحت بذلك فرحاً شديداً، وشكرت الله تعالى أن حقَّق لها أمنيتها ورجاءَها في إسلام أبيها وقومها.


أم المؤمنين


هي رملـة بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف وُلِدَت قبل البعثة بسبعـة عشر عاماً، أسلمت قديماً وهاجرت الى الحبشة مع عبيد الله بن جحش، تُكنّى أم حبيبة، تزوّجها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهي في الحبشة، وقدمت عليه سنة سبع.



الزواج المبارك


فأتاني آت في نومي فقال: (يا أم المؤمنين) ففزعت، فما هو إلا أن انقضتْ عدّتي، فما شعرت إلا برسول النجاشي يستأذن، فإذا هي جارية يُقال لها أبرهة، فقالت: (إن الملك يقولُ لك: وكّلي مَنْ يُزوِّجك) فأرسلت إلى خالـد بن سعيـد بن العـاص بن أمية فوكّلته، فأعطيتُ أبرهة سِوارين من فضّة.

فلمّا كان العشيّ أمرَ النجاشي جعفـر بن أبي طالـب ومَنْ هناك من المسلميـن فحضروا، فخطب النجاشي فحمد اللـه تعالى وأثنى عليه وتشهـد ثم قال: (أما بعد، فإن رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- كتب إليّ أن أزوّجه أم حبيبة، فأجبت وقد أصدقتُها عنه أربعمائة دينار) ثم سكب الدنانير.

ثم خطب خالـد بن سعيـد فقال: (قد أجبتُ إلى ما دعا إليه رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- وزوّجته أم حبيبة) وقبض الدنانير، وعمل لهم النجاشي طعاماً فأكلوا تقول أم حبيبة -رضي الله عنها-: فلمّا وصل إليّ المال، أعطيتُ أبرهة منه خمسين ديناراً، فردتّها عليّ وقالت: (إن الملك عزم عليّ بذلك).

وردّت عليّ ما كنتُ أعطيتُها أوّلاً ثم جاءتني من الغَد بعودٍ ووَرْسٍ وعنبر، وزبادٍ كثير -أي طيب كثير-، فقدمتُ به معي على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولمّا بلغ أبا سفيان أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نكح ابنته قال: (هو الفحلُ لا يُجْدَعُ أنفُهُ) أي إنه الكُفء الكريم الذي لا يُعاب ولا يُردّ.



الزفاف المبارك


وما أن وصلت أم حبيبة -رضي الله عنها- الى المدينة، حتى استقبلها الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالسرور والبهجة، وأنزلها إحدى حجراته بجوار زوجاته الأخريات، واحتفلت نساء المدينة بدخول أم حبيبة بيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهن يحملن لها إليها التحيات والتبريكات.

وقد أولم خالها عثمان بن عفان وليمة حافلة، نحر فيها الذبائح وأطعم الناس اللحم واستقبلت أمهات المؤمنين هذه الشريكة الكريمة بالإكرام والترحاب، ومن بينهن العروس الجديدة (صفية) التي لم يمض على عرسها سوى أيام معدودات.

وقد أبدت السيدة عائشة استعدادا لقبول الزوجة الجديدة التي لم تُثر فيها حفيظة الغيرة حين رأتها وقد قاربت سن الأربعين، وعاشت أم حبيبة بجوار صواحبها الضرائر مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- بكل أمان وسعادة.


الهجرة والمحنة


لمّا اشتد الأذى من المشركين على الصحابة في مكة، وأذن الرسول -صلى الله عليه وسلم- للمستضعفين بالهجرة بدينهم الى الحبشة، هاجرت أم حبيبة مع زوجها عُبيد الله بن جحش معَ من هاجر من الصحابة إلى الحبشة.

لقد تحمّلت أم حبيبة أذى قومها، وهجر أهلها، والغربة عن وطنها وديارها من أجل دينها وإسلامها وبعد أن استقرت في الحبشة جاءتها محنة أشد وأقوى، فقد ارتـد زوجها عن الإسـلام وتنصّر.

تقول أم حبيبـة -رضي الله عنها- :(رأيت في المنام كأن زوجي عُبيد الله بن جحش بأسود صورة ففزعت، فأصبحت فإذا به قد تنصّر، فأخبرته بالمنام فلم يحفل به، وأكبّ على الخمر حتى مات.




عودة المهاجرة


لقد كانت عـودة المهاجـرة (أم حبيبة) عقب فتح النبـي -صلى اللـه عليه وسلم- خيبر، عادت مع جعفر بن أبي طالب ومن معه من المهاجرين الى الحبشة، وقد سُرَّ الرسـول -صلى الله عليه وسلـم- أيّما سرور لمجـئ هؤلاء الصحابـة بعد غياب طويل، ومعهم الزوجة الصابرة الطاهرة وقد قال الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم-: (والله ما أدري بأيّهما أفرحُ؟ بفتح خيبر؟ أم بقدوم جعفر).


وفاتها


وقبل وفاتها -رضي الله عنها- أرسلت في طلب السيدة عائشة وقالت: (قد كان يكون بيننا ما يكون بين الضرائر، فتحلَّليني من ذلك) فحلّلتها واستغفرت لها، فقالت: (سررتني سرّك الله).

وأرسلت بمثل ذلك الى باقي الضرائر وتوفيت أم حبيبة -رضي الله عنها- سنة أربع وأربعين من الهجرة ، ودفنت بالبقيع.

ولى عودة لإستكمال البقية
مودتى

باربى

** دلع **
07-15-2006, 03:53 AM
موضوع رائع قمه في الإبداااع اختي الغالية باربي

تقبلي احترامي وتقديري واعجابي

نـــغـــم
07-16-2006, 07:43 PM
باربي

يعطيكِ ربي الف عافية ..

وجزاكِ الله خير الجزاء ..

وجعله الله في ميزان حسناتكِ

ونور قلبك وطريقكِ بنور الهدية ..

بأنتظار التكلمه

ماجد العزيزي
07-17-2006, 10:23 AM
باربي
يعطيكي العافية على الموضوع الجميل
تحياتي

عاشقة النيل
07-17-2006, 03:03 PM
دلع

نغم

ماجد العزيزى

أشكركم على مروركم الرائع

وإن شاء الله تتابعوا باقى الموضوع

مودتى

باربى

عاشقة النيل
07-24-2006, 03:49 PM
أم سلمـة هي هند بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظـة بن مرّة المخزومية، بنت عم خالد بن الوليد وبنت عم أبي جهل عدو الله أبـوها يلقب بـ(زاد الراكب) فكل من يسافر معه يكفيـه المؤن ويغنيه ولِدت في مكة قبل البعثة بنحو سبعة عشر سنة.

وكانت من أجمل النسـاء و أشرفهن نسبا، وكانت قريباً من خمس وثلاثين سنة عندما تزوّجها النبي الكريم سنة أربع للهجرة وكانت قبل الرسول -صلى الله عليه وسلم- عند أخيـه من الرضاعة أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي الرجل الصالح.



أم سلمة وعائشة



لقد كان لأم سلمة -رضي الله عنها- مشورة ثانية لأم المؤمنين عائشة، وذلك حين عزمت الخروج لعلي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، فكتبت لها في عُنف وإنكار شديد فقالت: (إنك سُدّةٌ بين رسول الله وأمته، وحجابك مضروبٌ على حرمته، قد جمع القرآن الكريم ذيلكِ، فلا تندحيه، وسكّن الله عقيرتك فلا تصحريها -أي صوتك لا ترفعيه- الله من وراء هذه الأمة، ما كنت قائلةً لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- لو عارضك بأطراف الجبال والفلوات؟ ولو أتيتُ الذي تُريدين، ثم قيل لي ادخلي الجنة لاستحييتُ أن ألقى الله هاتكةً حجاباً قد ضربَهُ عليَّ).

وذكرت كلاماً تحرضها فيه على عدم الخروج فكتبت لها السيدة عائشة -رضي الله عنها- تقول: (ما أقبلني لوعظك، وما أعلمني بنصحك، وليس مسيري على ما تظنين، ولنِعْمَ المطلعُ مطلعٌ فزعتْ فيه الى فئتان متناجزتان).




البيت النبوي


كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- عند أم سلمة، فدخل عليها الحسن والحسين -رضي الله عنهما-، ثم أدخلهما تحت ثوبه، ثم جأر الى الله عزّ وجل ثم قال: (هؤلاء أهل بيتـي) فقالت أم سلمـة -رضي الله عنها-: (يا رسـول الله، أدخلني معهم !).

فقال -صلى اللـه عليه وسلم-: (أنتِ من أهلي) وبهذا أدخل على نفسها الطمأنينة وكان -صلى اللـه عليه وسلـم- يهتم بأبنائهـا كأنهم أبنائه فربيبتـه زينـب بنت أبي سلمة أصبحـت من أفقه نساء أهل زمانها وبلغ من إعزازه -صلى الله عليه وسلم- لربيبـه سلمة بن أبي سلمة أن زوجـه بنت عمه الشهيد حمـزة بن عبد المطلب -رضي الله عنه.




المشاركة في الغزوات



لقد صحبت أم المؤمنين أم سلمة الرسول -صلى الله عليه وسلم- في غزوات كثيرة، فكانت معه في غزوة خيبر وفي فتح مكة وفي حصاره للطائف، وفي غزو هوازن وثقيف، ثم صحبتْهُ في حجة الوداع ففي السنة السادسة للهجرة صحبت أم سلمة -رضي الله عنها- النبي -صلى الله عليه وسلم- في غزوة الحديبية.

وكان لها مشورة لرسول الله أنجت بها أصحابه من غضب اللـه ورسولـه، وذلك حين أعرضوا عن امتثال أمره، فعندما فرغ الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- من قضية الصلـح قال لأصحابه: (قوموا فانحروا ثم احلقوا) فوالله ما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات.

فلمّا لم يقم منهم أحد دخل الرسول -صلى الله عليه وسلم- على أم سلمة فذكر لها ما لقي من عدم استجابة الناس، وما في هذا من غضب لله ولرسوله، ومن تشفي قريش بهم، فألهم الله أم سلمة -رضي الله عنها- لتنقذ الموقف فقالت: (يا نبي الله، أتُحبُّ ذلك ؟) -أي يطيعك الصحابة- فأومأ لها بنعم.

فقالت: (اخرج ثم لا تكلّمْ أحداً منهم كلمةً حتى تنحر بُدْنَكَ وتدعو حالِقكَ فيحلقُكَ) فخرج الرسول -صلى الله عليه وسلم- فلم يُكلّم أحداً، ونحر بُدْنَهُ، ودعا حالِقَهُ فحلقه، فلما رأى الصحابة ذلك قاموا فنحروا، وجعل بعضهم يحلق بعضاً، حتى كاد بعضهم يقتل بعضاً غمّاً، وبذلك نجا الصحابة من خطر مخالفة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.




الهجرة الى الحبشة


أم سلمة -رضي الله عنها- امرأة ذات شرف في أهلها، وهي ابنة أحد أجود رجال العرب، جادت بنفسها في سبيل إيمانها، فكان أول من خرج من المسلمين الى الحبشة من بني مخزوم أبو سلمة بن عبد الأسد، معه امرأته أم سلمة بنت أبي أمية.

وولدت له بأرض الحبشة زينب بنت أبي سلمة وتعود أم سلمة مع زوجها الى مكة مستخفية عن أنظار الظالمين، وتصبر في سبيل الله وتوحيده، حتى آذن الله لهم بالهجرة الى المدينة المنورة.




الهجرة الى المدينة



تروي أم سلمة -رضي الله عنها- قصة هجرتها الى المدينة فتقول: (لما أجمع أبو سلمة الخروج الى المدينة رحّل بعيراً له، وحملني وحمل معي ابني سلمة، ثم خرج يقود بعيره، فلما رآه رجال بني المغيرة قاموا إليه فقالوا: (هذه نفسك غلبتنا عليها، أرأيت صاحبتنا هذه، على مَ نتركك تسير بها في البلاد ؟).

ونزعوا خطام البعير من يده، وأخذوني، فغضب عند ذلك بنو عبد الأسد، وأهووا الى سلمة وقالوا: (والله لا نترك ابننا عندها، إذا نزعتموها من صاحبنا) فتجاذبوا ابني سلمة حتى خلعوا يده، وانطلق به بنو عبد الأسد، ورهط أبي سلمة، وحبسني بنو المغيرة عندهم.

وانطلق زوجي أبو سلمة حتى لحق بالمدينة، ففرق بيني وبين زوجي وابني فكنت أخرج كلّ غداة، وأجلس بالأبطح، فما أزال أبكي حتى أمسي سبعاً أو قريبها، حتى مرّ بي رجل من بني عمي فرأى ما في وجهي، فقال لبني المغيرة: (ألا تخرجون من هذه المسكينة فرَّقتم بينها وبين زوجها وبين ابنها ؟).

فقالوا: (الحقي بزوجك إن شئت) وردّ علي بنو عبد الأسد عند ذلك ابني فرحلت بعيري، ووضعت ابني في حجري، ثم خرجت أريد زوجي بالمدينة، وما معي من أحد من خلق الله، فكنت أبلغ من لقيت، حتى إذا كنت بالتنعيم لقيت عثمان بن طلحة أخا بني عبد الدار، فقال: (أين يا بنت أبي أمية ؟) قلت: (أريد زوجي بالمدينة).

فقال: (هل معك أحد ؟) فقلت: (لا والله إلا الله، وابني هذا ؟) فقال: (والله ما لك من منزل) فأخذ بخطام البعير، فانطلق معي يقودني، فوالله ما صحبت رجلاً من العرب أراه أكرم منه، وإذا نزل المنزل أناخ بي ثم تنحى الى الشجرة، فاضطجع تحتها، فإذا دنا الرواح قام الى بعيري فقدمه ورحله ثم استأخرعني وقال: (اركبي) فإذا ركبت واستويت على بعيري أتى فأخذ بخطامه، فقادني حتى نزلت، فلم يزل يصنع ذلك حتى قدم بي المدينة.

فلما نظر الى قرية بني عمرو بن عوف بقباء، قال: (إن زوجك في هذه القرية) وكان أبو سلمة نازلاً بها، فيستقبل أبو سلمة أم سلمة وابنه معها، بكل بهجة وسرور، وتلتقي الأسرة المهاجرة بعد تفرّق وتشتّت وأهوال.




وفاة أبو سلمة


ويشهد أبو سلمة غزوة أحد، ويصاب بسهم في عضده، ومع أنه ظنّ أنه التأم، عاد وانفض جرحه فأخلد الى فراشه، تمرضه أم سلمة الى أن حضره الأجل وتوفاه الله وقد قال عند وفاته: (اللهم اخلفني في أهلي بخير).

فأخلفه الله تعالى رسوله -صلى الله عليه وسلم- على زوجته أم سلمة بعد انقضاء عدّتها حيث خطبها وتزوجها، فصارت أماً للمؤمنين، وصار الرسول -صلى الله عليه وسلم- ربيب بنيه (عمر وسلمة وزينب).

عاااشقة الورد
07-25-2006, 08:38 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

:riri-22:

غاليتي باربي.... موضوع رائع كروعتك....


وجزاك الله عنا كل خير.... وجعله في موازيين حسناتك....


وتقبلي خالص شكري وإحترامي (114)


:RIRI-w4a:

عاشقة النيل
09-10-2006, 02:11 PM
عاشقة الورد

أشكرك غاليتى على المرور وأتمنى أن تتابعى بقية الموضوع

مودتى

باربى

عاشقة النيل
09-10-2006, 02:15 PM
أم المؤمنين

جُوَيْرية بنت الحارث بن أبي ضرار بن حبيب بن جذيمة الخزاعية المصطلقية كان اسمهـا ( برَّة ) فسمّاها الرسول -صلى اللـه عليه وسلم- ( جويرية ) ولدت فبل البعثـة بنحو ثلاثة أعوام تقريباً ، وتزوجها الرسول الكريم وهي ابنة عشرين سنة ، وكان أبوها الحارث سيّداً مطاعاً ، قدم على النبي -صلى الله عليه وسلم- فأسلم


الأسر

وفي السنة السادسة للهجرة ، وبعد غزوة بني المصطلق أصاب الرسول -صلى الله عليه وسلم- سبياً كثيراً قسّمه بين المسلمين ، وكان ممن أصاب يومها من السبايا جويرية بنت الحارث ، فلما قسّم السبايا وقعت جويرية في السهم لثابت بن قيس بن الشماس أو لابن عم له ، فكاتبته على نفسها ، وكانت امرأة حلوة مُلاّحة ، ولا يراها أحد إلا أخذت بنفسه ، فأتت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تستعينه في كتابتها ، وقالت له :( يا رسول الله ، أنا جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار سيد قومه ، وقد أصابني من البلاء ما لم يخف عليك ، فوقعت في السهم لثابت بن قيس بن الشماس ، فكاتبته على نفسي ، فجئتك أستعينك على كتابتي ) قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- :( فهل لك في خير من ذلك ؟) قالت :( وما هو يا رسول الله ؟) قال :( أقضي عنك كتابتك وأتزوجك ) قالت :( نعم يا رسول الله ) قال :( لقد فعلت )

العتق

وخرج الخبر الى الناس أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد تزوّج جويرية ، فقال الناس :( أصهار رسول الله ) وأرسلوا ما بأيديهم ، قالت السيدة عائشة :( فلقد أعتق بتزويجه إياها مئة أهل بيت من بني المصطلق ، فما أعلم امرأة كانت أعظم على قومها بركة منها )



بيت النبوة

ولقد عاشت أم المؤمنين ( جويرية ) في بيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كزوجة كريمة مُعزّزة ، فكانت خير مثل يُحتذى في رعايتها لبيتها وزوجها وحسن عشرتها معه -صلى الله عليه وسلم- ولقد كانت كثيرة الإجتهاد بالعبادة لله تعالى ، والإكثار من ذكره المبارك ، والصوم وفعل الخيرات وكان يحرص الرسول -صلى الله عليه وسلم- على تعليمهـا أمور دينها فقد دخل عليها في يـوم جمعـة وهي صائمـة فقال لها :( أصَمْتِ أمس ؟) قالت :( لا ) قال :( أتريديـن أن تصومي غداً ؟) أي السبت مع الجمعة قالت :( لا ) قال :( فأفطري ) لكراهة ذلك وفي أحـد الأيام خرج الرسـول -صلى الله عليه وسلم- من عندها بُكْرَةً حين صلّى الصبـح ، وهي في مسجدها ، ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة فقال :( مازلت على الحال التي فارقتك عليها ؟) قالت :( نعم ) قال النبي -صلى الله عليه وسلم- :( لقد قُلتُ بعدك أربع كلمات ثلاث مراتً ، لو وزِنَت بما قلتِ منذ اليوم لوَزَنتهنّ : سبحان الله وبحمده عدَدَ خَلْقِه ورضا نفسه ، وزِنة عرشه ، ومِداد كلماته )

والدها الحارث

أقبل الحارث ( والد جويرية ) الى المدينة بفداء ابنته ، فلما كان بالعقيق نظر إلى الإبل التي جاء بها للفداء ، فرغب في بعيرين منها ، فغيّبهما في شِعْبٍ من شعاب العقيق ، ثم أتى الى الرسـول -صلى اللـه عليه وسلـم- وقال :( يا محمـد أصبتم ابنتي ، وهذا فداؤها ) فقال رسـول الله -صلى الله عليه وسلم- :( فأين البعيران اللذان غَيبتهما بالعقيق في شعب كذا وكذا ؟) فقال الحارث :( أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله ! فوالله ما اطّلع على ذلك إلا الله ) فأسلم الحارث ومعه ابنان له ، وناس من قومه ، وأرسل الى البعيرين فجاء بهما

وفاتها

توفيت -رضي الله عنها- بالمدينة بعد منتصف القرن الأول من الهجرة سنة ستٍ وخمسين على الأرجح ، وصلى عليها مروان بن الحكم أمير المدينة آنذاك ، وقد بلغت سبعين سنة فرحمها الله


وللحديث بقية

مودتى

باربى

أم زينب
09-12-2006, 09:42 PM
سلام




شكرا على هذ ا الموضوع الرائع..




فلقد كان هناك لكل زيجة من زيجات النبي صلى الله عليه وسلم سببا..


بانتظار المزيد..



دمتم بخير..

مـجـنـون
09-14-2006, 08:06 AM
وووووووووواااااااوووووووو
الله يعطيكي العـــــــــافيه يا اغلا بــــــــاربي
سلمت اناملك وانشاء الله في ميزان حسنااتك
تقبلي تحياتي

عاااشقة الورد
09-14-2006, 10:09 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
:riri-22:

غاليتي باربي ,,,تسلمين يا الغلا على المعلومات القيمه,,,


بأنتظار بقية الموضوع ,,,



وربي يعطيج العافيه,,, على مجهودك,,,,


وجزاك الله عنا كل خير,,, وجعله في ميزان حسناتك...


كل الود


:RIRI-w4a: